جاري فوري

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 مايو 2023

محمد رسول الله حقًّا وصدقًا شواهد ودلائل ومعجزات وآيات كونية{محمد ﷺ رسول الله حقا وصدقا ( باللغة العربية و الألمانية )}



محمد r=صلي الله عليه وسلم رسول الله حقًّا وصدقًا

شواهد ودلائل ومعجزات وآيات كونية

كلها تشهد برسالة هذا الرسول الأمين وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين إعداد محمد السيد محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد r إلى يوم الدين.

ثم أما بعد،،،

فقد اطلعت على بحث: محمد r رسول الله حقًّا وصدقًا.

شواهد ودلائل ومعجزات وآيات كونية كلها تشهد برسالة هذا النبي، الرسول الأمين، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين.

جمع وترتيب أخي الكريم: أ/ محمد السيد محمد، وسرني ما وجدت فيه من مادة علمية شائقة، وحسن ترتيب، وجمال تنسيق وتبويب، مع شموله لمضمون يكشف عنه عنوانه -وإن كان طويلًا- وإتحاف للقارئ الكريم؛ ببدائع من النقول، وفوائد من مكتشفات العلم الحديث، وهو في مجمله نافع مفيد بإذن الله تعالى.

وأسأل الله تعالى أن ينفع بجهده، وأن يتقبل عمله، إنه تعالى سميع قريب.

ياسر محمود محمود

مدرس مساعد بكلية أصول الدين بطنطا

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، فاطر السماوات والأرض، جاعل الظلمات والنور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا r عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على محمد النبي خاتم النبيين والمرسلين، وصل اللهم وسلم وبارك على آل بيته وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره r إلى يوم الدين.

أما بعد:

إن الله سبحانه وتعالى يدافع عن أنبيائه، ويحافظ على مكانتهم بين الخلائق، سواء كان ذلك في حياتهم أو بعد مماتهم، ولقد اختص الله عز وجل محمدًا r بالقدر الأكبر من الحماية؛ نظرًا للاضطهاد الشديد الذي لاقاه أثناء دعوته r للدين الإسلامي، وكذلك نظرًا للافتراءات والاتهامات التي تصدر كل حين من كل فئة ضالة مضلة؛ للنيل من عقيدة الإسلام التي جعلها الله سبحانه وتعالى هي العقيدة الصحيحة لجميع البشر، فكانت حماية الله عز وجل لمحمد r عكس أهواء الحاقدين، وضد مصالحهم الشخصية.

ولقد عظم الله عز وجل من شأن رسوله محمد r خاتم المرسلين، ورفعه فوق البشر جميعًا؛ لما أكرمه وحباه، واختصه بصفات قيادية وأخلاقية وسلوكية لا يمكن أن تتحقق لإنسان آخر.

ولذا فإن هذا البحث اليسير يتضمن شواهد وآيات وبراهين ومعجزات -بما فيها من إعجاز علمي- تشهد لهذا الرسول الخاتم r بالرسالة.

والتي كانت سببًا في شهادة عباقرة المفكرين لرسول الله r، وسببًا في شهادة علماء الغرب برسالته r، لما تحقق لديهم من صدق القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بعدما تم اكتشاف الكثير والكثير من الحقائق العلمية الحديثة، والتي أشار إليها القرآن الكريم، وأشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة بدقة بالغة، وبوصف كامل منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، والتي لم يكن يعلم أي من هذه الحقائق العلمية أحد، فثبت لديهم أن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى، وأن محمدًا r الذي يصرح بتصريحات علمية مذهلة هو رسول من عند الله سبحانه وتعالى.

ويحتوي هذا البحث على نماذج من أقوال واعترافات وتصريحات هؤلاء المفكرين والعلماء الذين شهدوا لمحمد r بالرسالة.

ومن هذه الكتب الإسلامية التي قد تم جمع هذا البحث منها:

الرسالة المحمدية (2) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان.

(3) مجموعة كتب في الإعجاز العلمي للدكتور/ زغلول النجار.

(4) إعجاز القرآن في ما تخفيه الأرحام، للأستاذ/ كريم نجيب الأغر.

(5) مسموعات تسجيلية، للدكتور/ زغلول النجار.

ويتضمن( البحث ) شهادات من الكتب السابقة -التوراة والإنجيل- برسالة محمد r وتبشيرها به r.

ويتضمن أيضًا صفات أخلاقية حميدة لهذا الرسول المحمود محمد r، وصفات لخِلقته، وحاله ومنطقه r .

ثم يُختم هذا البحث الذي قد تم جمعه من عدة كتب إسلامية برسالة دعوية قصيرة.

وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل منا ومن الجميع صالح الأعمال، وأن ينميها لنا سبحانه وتعالى.

فالله سبحانه وتعالى يُظهر الحق على الباطل، فهو القائل في كتابه العظيم؛ القرآن الكريم:

(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)

[الأنبياء: ١٨].

* * *

رسالة محمد r([1])

لقد جرت سنة الله سبحانه وتعالى أن يبعث رسله حين تشتد حاجة العالم إليهم، وحين يضل الناس عن سبيل الله الذي يصلهم بربهم، ويصل بعضهم ببعض، بعد أن فسد الناس، وضلوا، واختلفوا، وتقاطعوا، واشتدت الحاجة إلى رسالة تصلح العقائد، وتداوي النفوس، وتربط الناس بعضهم ببعض، وتوجههم جميعًا في وحدة منسجمة متآلفة إلى بارئهم وخالقهم؛ ليقوموا بواجب الشكر له على ما أنعم به عليهم وأسداه إليهم، وما أرسل به رسوله من عقائد صافية، وعبادات هادية، ومعاملات حكيمة، وأخلاق كريمة، وتشاريع قويمة على أساس من الخير والحق والفضيلة.([2])

ومن ثُم كانت حاجة العالم إلى رسالة النبى محمد r ، لما قد أشرنا إليه فضلا من الله تبارك وتعالى.

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) [الأحزاب: ٤٥، ٤٦].

وقال الله تعالى: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف:157].

وقال تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ* فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) [البقرة: ١٥١، ١٥٢].

شواهد تشهد لرسول الله r بالرسالة

الشاهد الأول: العقيدة التي جاء بها المصطفى محمد r

ولكي تتجلى لنا وتتضح أهمية العقيدة التي جاء بها رسول الله محمد r نلاحظ ما يلي:

يقول صاحب الظلال(رحمه الله):لقد شاءت حكمة الله عز وجل أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى لها الدعوة منذ اليوم الأول للرسالة، وأن يبدأ رسول الله r أولى خطواته في الدعوة بدعوة الناس: أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن يمضي في دعوته يُعَرف الناس بربهم الحق، ويُعَبِّدَهم له دون سواه.

ويُدلل على ذلك:

أ- قد كانت بلاد الشام كلها في الشمال خاضعة للروم يحكمها أمراء من العرب من قِبَل الروم، وبلاد اليمن كلها في الجنوب خاضعة للفرس يحكمها أمراء من العرب من قِبَل الفرس، وليس في أيدي العرب إلا الحجاز ونجد، وما إليها من الصحاري القاحلة التي تتناثر فيها الراحات الخصبة هنا وهناك.

وكان في استطاعة محمد r وهو الصادق الأمين الذي حَكَّمَهُ أشرافُ قريش قبل ذلك في وضع الحجر الأسود، وارتضوا حكمه منذ خمسة عشر عامًا، وهو في الذؤابة من بني هاشم أعلى قريش نسبًا أن يثيرها قومية عربية تستهدف تجميع قبائل العرب التي أكلتها الثائرات ومزقتها النزاعات، وتوجيهها وجهة قومية لاستخلاص أرضها المغتصبة من الإمبراطوريات المستعمرة (الرومان في الشمال والفرس في الجنوب) وإعلاء راية العربية والعروبة، وإنشاء وحدة قوية في كل أرجاء الجزيرة.

ولو دعا يومها رسول الله r هذه الدعوة لاستجابت له العرب قاطبة - على الأرجح- بدلًا من أن يعاني ثلاثة عشر عامًا في اتجاه معارض لتصحيح عقيدة العرب، ومن ثم غيرهم، والناس أجمعين.

وربما قيل: إن محمدًا r كان خليقًا بعد أن تستجيب له العرب هذه الاستجابة، وبعد أن يولوه فيهم القيادة والسيادة، وبعد استجماع السلطان في يديه، والمجد فوق مفرقه، أن يستخدم هذا كله في إقرار عقيدة التوحيد التي بعثه بها ربه، ولكن الله سبحانه وتعالى -وهو العليم الحكيم- لم يوجه رسول الله r هذا التوجيه، إنما وجهه إلى أن يصدع بلا إله إلا الله، وأن يحتمِل هو والقلة التي تستجيب لكل هذا العناء، لماذا؟

إن الله سبحانه وتعالى لا يريد أن يعنت رسوله والمؤمنين معه، إنما هو سبحانه وتعالى يعلم أن ليس هذا هو الطريق.

ليس الطريق أن تَخلُص الأرض من يد سلطان روماني أو سلطان فارسي إلى سلطان عربي، فحسب.

إن الأرض لله ويجب أن تَخلُص لله، ولا تخلُص لله إلا أن ترتفع عليها راية «لا إله إلا الله » فلا سلطان لأحد على أحد إلا الله؛ لأن السلطان كله لله، ولا شريعة إلا من الله، ولأن الجنسية التي يريدها الإسلام للناس هي جنسية العقيدة التي يتساوى فيها العربي والروماني والفارسي وسائر الأجناس تحت راية :

«لا إله إلا الله».

فهذا هو سلمان الفارسي؛ نسبة إلى الفرس، وهذا هو صهيب الرومي؛ نسبة إلى الروم، وهذا هو بلال الحبشي؛ نسبة إلى بلاد الحبشة، ولكنهم من أصحاب رسول الله r .

ب- وبُعث رسول الله r بهذا الدين وحال المجتمع آنذاك كأسوأ ما يكون توزيعًا للثروة والعدالة، قلة قليلة تملك المال والتجارة، وتتعامل بالربا، فتتضاعف تجارتها ومالها، وكثرة كثيرة لا تملك إلا الشظف والجوع، والذين يملكون الثروة يملكون معها الشرف والمكانة، وجماهير كثيفة ضائعة من المال والمجد جميعًا.

وكان في استطاعة محمد r أن تكون بداية دعوته رفع الراية الاجتماعية، وأن يثيرها حربًا على طبقة الأشراف، وأن يطلق دعوة تستهدف تعديل الأوضاع، ورد أموال الأغنياء على الفقراء.

ولو دعا يومها رسول الله r هذه الدعوة لانقسم المجتمع العربي إلى جزئين- على الأرجح- الكثرة الغالبة فيه مع الدعوة الجديدة في وجه طغيان المال والشرف بدلًا، من أن يقف المجتمع صفًّا ( واحدا ) في وجه «لا إله إلا الله» التي لم يرتفع إلى أفقها في ذلك الحين إلا الأفذاذ من الناس.

وربما قيل: إن محمدًا r كان خليقًا بعد أن تستجيب له الكثرة وتوليه قيادها ( أمرها ) ، فيغلب بها القلة، ويسلس ( يسهل ) له مقادها أن يستخدم مكانه يومئذ وسلطانه في إقرار عقيدة التوحيد التي بعثه بها ربه.

ولكن الله سبحانه وتعالى -وهو العليم الحكيم- لم يوجهه هذا التوجيه، لقد كان الله سبحانه وتعالى يعلم أن هذا ليس هو الطريق، كان يعلم أن العدالة الاجتماعية لا بد أن تنبثق في المجتمع من تصور اعتقادي شامل يرد الأمر كله لله، ويقبل عن رضى وعن طواعية ما يقضي به الله من عدالة في التوزيع، ومن تكامل بين الجميع يستقر معه في قلب الآخذ والمأخوذ منه ، أنه ينفذ نظامًا يرضاه الله ويرجوا على الطاعة فيه الخير والحسنى في الدنيا والآخرة سواء، فلا تمتلئ قلوبٌ بالأطماع، ولا تمتلئ قلوب بالحقد، ولا تسير الأمور كلها بالسيف والعصا وبالتخويف والإرهاب، ولا تفسد القلوب كلها وتختنق الأرواح، كما يقع في الأوضاع التي قامت على غير الله.

ج- وبُعث رسول الله r والمستوى الأخلاقي في الجزيرة العربية في الدرك الأسفل في جوانب شتى ، إلى جانب ما كان في المجتمع من فضائل الخامة البدوية، كان التظالم فاشيًا في المجتمع، وكان الخمر والميسِر من تقاليد المجتمع الفاشية ومن مفاخره، وكانت الدعارة في صور شتى من معالم هذا المجتمع.

وكان في استطاعة محمد r أن تكون بداية دعوته دعوة إصلاحية، تتناول تقويم الأخلاق، وتطهير المجتمع، وتزكية النفوس، وتعديل القيم والموازين، وكان واجد وقتها - كما يجد كل مُصلح أخلاقي في أية بيئة - نفوسًا طيبة يؤذيها هذا الدنس، وتأخذها النخوة لتلبية دعوة الإصلاح والتطهير.

وربما قال قائل: إنه لو صنع رسول الله r ذلك، فاستجابت له في أول الأمر جمهرة صالحة تتطهر أخلاقها وتزكو أرواحها، فتصبح أقرب إلى قبول العقيدة وحملها بدلًا من أن تثير دعوة : «لا إله إلا الله» المعارضة القوية منذ أول الطريق، ولكن الله سبحانه وتعالى -وهو العليم الحكيم- لم يوجه رسول الله r إلى مثل هذا الطريق.

لقد كان الله سبحانه وتعالى يعلم أن ليس هذا هو الطريق، كان يعلم أن الأخلاق لا تقوم إلا على أساس من عقيدة تضع الموازين، وتٌقرر القيم، وتُقرر السلطة التي ترتكن إليها هذه الموازين والقيم، وأنه قبل تَقرير تلك العقيدة تظل القيم كلها متأرجحة، وتظل الأخلاق التي تقوم عليها متأرجحة بلا ضابط وبلا سلطان وبلا جزاء.

فلما تقررت العقيدة بعد الجهد الشاق، وتقررت السلطة التي ترتكن إليها هذه العقيدة، لما عرف الناس ربهم وعبدوه وحده، لما تحرر الناس من سلطان العبيد ومن سلطان الشهوات سواء، لما تقررت في القلوب : «لا إله إلا الله» صنع الله بها وبأهلها كل شيء مما يقترحه المقترحون.

- تطهرت الأرض من الرومان والفرس، لا ليتقرر فيها سلطان العرب، ولكن يتقرر فيها سلطان الله عز وجل.

وتطهر المجتمع من الظلم الاجتماعي بجملة، وقام النظام الإسلامي يعدل بعدل الله، ويزن بميزان الله، ويرفع راية العدل الاجتماعية باسم الله وحده، ويسميها راية الإسلام لا يُقرن إليها اسمًا آخر، ويكتب عليها (راية الإسلام ) :

«لا إله إلا الله».

وتطهرت النفوس والأخلاق، وزكت القلوب والأرواح؛ لأن الرقابة قامت هنالك في الضمائر، ولأن الطمع في رضى الله وثوابه والحياء والخوف من غضبه وعقابه قد قامت كلها مقام الرقابة ومقام العقوبات، وارتفعت البشرية في نظامها وفي أخلاقها وفي حياتها كلها إلى القمة الشاهقة التي لم ترتفع إليها من قبل قط، والتي لم ترتفع إليها من بعد الإسلام إلا في ظل الإسلام، والنبي r وأصحابه برهان ذلك.

مما سبق يتضح أهمية العقيدة، فالعقيدة هي الأساس، فمن صحت عقيدته في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدَر، ومن ثم عباداته ومعاملاته

-وفقًا لما جاء به الشرع- وخلُصت نواياه لله عز وجل صح دينه، وقُبل عمله، ومن فسدت عقيدته- الأساس- فسد دينه وفسد عمله -وإن كان خيرًا- ولم يُقبل، ولم ينتفع به في آخرته التي يرجوها.

- ولنتأمل في العقيدة التي جاء بها محمد r، والتي كانت سببًا في رقي أهل الإسلام الذين رضوا بالإسلام دينًا، واعتنقوه وعملوا بتعاليمه، وتمسكوا بالكتاب الذي أُنزل على رسوله r .

- كان رسول الله r يدعو إلى توحيد الألوهية والربوبية؛ يُعَرف الناس بإلاههم ويدعوهم إلى عبادته سبحانه وتعالى وحده وإفراده بالعبودية جل شأنه، يُعَرف الناس بربهم الذي خلقهم وأوجدهم من عدم ورزقهم، وينفي وجود نِدٍّ أو شريك له.

ويدعو كل من أنكر وجوده سبحانه وتعالى إلى الإيمان بموجد هذا الكون المحكم الصنع، يدعوهم إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

- يدعو إلى محاربة عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، والتي مع ذلك كان العرب وغيرهم يعبدونها من دون الله عز وجل.

يدعو إلى محاربة كل ما يُعبد من دون الله، فالعرب وغيرهم يعبدون الحجارة، والفرس يعبدون النار، واليهود اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله عز وجل، يحلون لهم ما حرم الله، ويحرمون عليهم ما أحل الله، فيتبعونهم.

والنصارى يعبدون بشرًا - المسيح- مخلوقًا يأكل ويشرب وينام، إلى غير ذلك مما يفعله البشر الذين خلقهم الله عز وجل، ومع ذلك يعبدونه من دون الله.

- يدعو إلى عبادة الله وحده، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن أي صفة نقص نُسبت إليه من البشر، فنلحظ أن البيئة التي أحاطت بالنبي r كانت تموج بافتراءات على الخالق جل وعلا، وندلل على ذلك بما يلي:

أ- فلقد افترت العرب على الله كذبًا؛ أنه اتخذ من الملائكة إناثًا، وقالت إن الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

ب- وافترت اليهود على الله الكذب، وقالوا عزير بن الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، واتخذوا أحبارهم أربابًا من دون الله؛ يُطلقون عليهم الربانيون، فيفترون على الله الكذب، فيُحلون لهم ما حرم الله، ويحرمون عليهم ما أحل الله، فيتبعونهم، وحرفوا كتبهم وكذَّبوا أنبياءهم وقتلوهم، وكذَّبوا عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم رغم ما ظهر لهم من معجزة ولادته عليه السلام وكلامه في المهد، والمعجزات التي أيده الله بها بعد ذلك، وسبّوه، وقالوا فيه قولًا قبيحًا، قاتلهم الله، ونسبوا إلى أمه السيدة مريم العذراء ما يستعف اللسان ذكره، فلقد نسبوا إليها الزنا، قاتلهم الله.

فهي العابدة الزاهدة التقية الصالحة، أيدها ربها تبارك وتعالى بمعجزة كلام ولدها المسيح عيسى ابن مريم في المهد، وبمعجزاته عليه السلام بعد ذلك.

فلقد نسبت هذه الأمة الغضبية إلى المسيح عيسى ابن مريم السحر، وقالوا: إنه ساحر، ولد بغية، ونُسبت أُمه إلى الفجور.([3])

ونَسبت لوطًا عليه السلام إلى أنه وطئ ابنتيه وأولدهما وهو سكران من الخمر، ونسبت سليمان عليه السلام إلى أنه كان ملكًا ساحرًا وكان أبوه عندهم ملكًا مسيحًا، ونسبوا يوسف عليه السلام إلى أنه حل تكة سراويله وتكة سراويل سيدته، وأنه قعد منها مقعد الرجل من امرأته، وأن الحائط انشق له فرأى أباه يعقوب عاضًّا على أنامله، فلم يقم حتى نزل جبريل عليه السلام، فقال: يا يوسف تكون من الزناة وأنت معدود عند الله من الأنبياء، فقام حينئذ، وذلك قولهم، وغير ذلك الكثير والكثير من افتراءاتهم وكذبهم.

ويقولون في صلاتهم في العشر الأول من الشهر من كل سنة :

(لِم تقول الأمم: أين إلههم؟ ثم تقول ( اليهود ) : انتبه ، كم تنام يا رب؟ استيقظ من رقدتك).

وهؤلاء إنما أقدموا على هذه الكفريات من شدة ضجرهم من الذل والعبودية، وكذّبوا رسوله محمد r خاتم المرسلين، وحاربوه، وحاولوا قتله، ولكن الله عز وجل عصمه منهم ونصره عليهم ونصر دينه تبارك وتعالى، ومع كل هذه الافتراءات، فهم يمثلون أنفسهم بعناقيد الكرم وسائر الناس بالشوك المحيط حيطان الكرم.([4])

وهذا من غاية جهلهم وسفههم ، فإن المعتنين بمصالح الكرم إنما يجعلون على أعالي حيطانه الشوك؛ حفظًا له وحياطة وصيانة، ولسنا نرى لليهود من سائر الأمم إلا الضرر والذل والصغار، كما يفعل الناس بالشوك.([5])

جـ- وافترت النصارى على الله الكذب، فقالت فرقة منهم: إن المسيح هو الله، وأخرى قالت: إن المسيح هو ابن الله، وأخرى قالت: إن الله ثالث ثلاثة، تعالى الله عن تلك الافتراءات علوًا كبيرًا، لقد نسبوا إلى الله سبحانه وتعالى اتخاذه الولد، وهي صفة نقص لله جل في علاه، فما ينبغي لله عز وجل أن يتخذ ولدًا، فهو القائل سبحانه تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) [البقرة: ١١٦].

وقال: (مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [مريم: ٣٥].

وقال: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا* أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا* إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) [مريم: ٨٨ – ٩٤].

وهو القائل سبحانه وتعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص].

فالله عز وجل لم يلد، ولم يولد.

فمن قبل ورضي في معتقده واعتقاده أية صفة نقص في إلهه الذي يعبده، والذي كان عليه أن يُمجده ولا يساوي بين فعله وفعل البشر وغيرهم من المخلوقات التي أوجدها الله من عدم، فلا عجب أن نجده يقبل ويرضى في معتقده واعتقاده صفة نقص ثانية وثالثة في إلهه وخالقه ويعيب هو بنفسه إلهه الذي يعبده.

فالبشر وغيرهم من مخلوقات الله تعالى التي أوجدها الله عز وجل من عدم يتزوجون ويلدون ويتكاثرون ويموتون ويحاسبون، ثم بمشيئة الله عز وجل إلى الجنة أو إلى النار يدخلون.

فمن قبل أن الله سبحانه وتعالى اتخذ ولدًا من الإنس، أو أن له سبحانه وتعالى طبيعة خاصة به معهم نقول لهم توبيخًا واستنكارًا:

أ- فما المانع إذن من أن يكون الله عز وجل قد اتخذ ولدًا من الملائكة، أو أن يكون له طبيعة خاصة به معهم، وهم أهل الملأ الأعلى –السماوات- ولقد خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور، فهم أشرف في الخِلقة من البشر الذين هم مخلوقون من طين؟!

وما المانع أيضًا من أن يكون له ولد من الجنّ أو طبيعة خاصة به معهم؟!

استنكارًا لافتراءات النصارى وأقوالهم الكاذبة على الله تعالى.

فالجنّ أيضًا من خلق الله سبحانه وتعالى، خلقهم الله عز وجل أيضًا قبل خلق البشر.

ب- وما المانع أيضًا أن يكون الله عز وجل قد اتخذ من خلق آخر غير الإنسان والجنّ، والذين لا علم لنا بهم ولا بكيفية خلقهم ولدًا ثالثًا ورابعًا، أو أن يكون له سبحانه وتعالى طبيعة ثالثة ورابعة خاصة به معهم؟

توبيخًا واستنكارًا لافتراءات النصارى، وأقوالهم الكاذبة على الله عز وجل.

جـ- وما المانع أن يكون الله سبحانه وتعالى قد اتخذ زوجة أو صاحبة من الإنس وغيرهما من الجنّ وغيرهم من خلق آخر غير الإنسان والجنّ؟

توضيحًا لافتراءات النصارى، توبيخًا واستنكارًا لهم.

د- وما الذي يمنع أن يقبل الإنسان أيًا من الصفات والأفعال الأخرى الغير لائقة بذات الله سبحانه وتعالى، والتي تنقص من قدره جل في علاه وهو إلهه الذي يعبده، والذي كان عليه أن ينزهه ويمجده دون سواه؟

توبيخًا واستنكارًا لافتراءاتهم.

هـ- وإذا كان النصارى يعتقدون في المسيح أنه ابن الله؛ لأنه ولد من غير أب، فماذا نقول في آدم عليه السلام، فلقد خلقه الله عز وجل من غير أب ولا أم؟ أنقول عنه أنه إله أو ابن إله؟!

استنكارًا وتوبيخًا لافتراءات النصارى.

حاشا وكلا، فتعالى الله عن مثل تلك الافتراءات علوًا كبيرًا.

فالآثار الدالة على عظمة الله عز وجل كثيرة جدًا لا تحصى، فعقيدة النصارى في إلههم ومعبودهم غير صافية وغير نقية، عقيدة لا تقبلها فطرة سليمة سوية، ولا يقبلها عقل راجح رشيد.

فهم يستوون مع عُبَّاد البقر وغير البقر، فهم يعبدون بشرًا من خلق الله تعالى، وينسبون إليه الألوهية أو جزءًا منها على اختلاف فرقهم بسبب باطلهم المنغمسين فيه؛ وهو المسيح الذي حملت به السيدة مريم العذراء -وهي من البشر- داخل بطنها أثناء فترة حملها، فنقول لهم توبيخًا واستنكارًا لافتراءاتهم:

أ- كيف تحمل السيدة مريم العذراء- وهي من البشر- إلهًا أو ابن إله؟

ب- كيف يحتوي الأدنى الأعلى؟ ما تلك العقيدة الشائبة العكرة الغير صافية، التي لا تقبلها فطرة نقية رشيدة ؟

جـ- ماذا إن تزوج إنسان من بقرة؟ ماذا إن التقت الطبيعة البشرية مع الحيوانية؟ أيولد ما يكون نصفه إنسان والنصف الآخر بقرة ؟ أيعقل أن تلتقي الطبيعة الإلهية مع الطبيعة البشرية؟

بالتأكيد لا يقبل العقل السوي والفطرة السليمة أيًا من تلك الادعاءات والافتراءات والأكاذيب، فالله سبحانه وتعالى هو الخالق الموجد من عدم وصفاته غير صفات المخلوقين.

وما الذي يجبره ويرغمه على ذلك وهو الخالق الذي يخلق ما يشاء؟

وكيف يترك ابن الإله نفسه ليُصلب ويُقتل ويُهان دون أن يحمي نفسه؟ وإن عجز عن حماية نفسه، فكيف يترك الإله ابنه ليُصلب ويُقتل ويهان دون أن يحميه؟

وكيف يترك الإله ابنه ليُصلب ويُقتل ويهان من قِبل اليهود الذين يكفرون به ويكذبونه، بزعم أن ذلك ليكون سببًا في تكفير ذنوب بني آدم، وهو لا دخل له بهذه الذنوب؟

وما الذي يجبره ويرغمه على ذلك، وهو الخالق الذي يملك العفو والغفران دون أدنى حاجة لمثل تلك الافتراءات والأباطيل التي يعتقدها النصارى؟

وهل يُعقل أن يتحمل بنو آدم ذنوبًا بسبب مخالفة أبيهم آدم لربه عز وجل، وأكله من الشجرة التي قد نُهي أن يأكل منها؟!

أيُعقل أن يتحمل الابن ذنبًا لأبيه أو جزءً منه وهو لا علاقة له بهذا الذنب؟!

أهذا من حكمة وعدل الإله الذي كان يجب علينا أن نمجده وننزهه عن مالا يليق به؟!

ويا عجبًا، أي قبر يسع إله السموات والأرض؟

فالعقول السوية والفطرة السليمة لا تقبل أدنى شيء من مثل تلك الافتراءات والأكاذيب على الله الخالق البارئ المصور الملك، فتعالى الله عن مثل تلك الافتراءات علوًا كبيرًا.

فالحمد لله تعالى الذي هدانا للإسلام، أسألك ربي أن لا تنزعه عنا وأن تتوفانا على الإسلام، ونقول لمن افترى على الله الكذب:

أعباد المسيح لنا سؤال

نريد جوابه ممن وعاه

إذا مات الإله بصنع قوم

أماتوه فما هذا الإله

وهل أرضاه ما نالوه منه

فبشراهم إذا نالوا رضاه

وإن سخط الذي فعلوه فيه

فقوتهم إذا أوهت قواه

وهل بقي الوجود بلا إله

سميع يستجيب لمن دعاه

وهل خلت الطباق السبع لما

ثوى تحت التراب وقد علاه

وهل خلت العوالم من إله

يدبرها وقد سمرت يداه

وكيف تخلت الأملاك عنه

بنصرهم وقد سمعوا بكاه

وكيف أطاقت الخشبات

حمل الإله الحق شد على قفاه

وكيف دنا الحديد إليه حتى

يخالطه ويلحقه أذاه

وكيف تمكنت أيدي عداه

وطالت حيث قد صفعوا قفاه

وهل عاد المسيح إلى حياة

أم المحيى له رب سواه

ويا عجبًا لقبر ضم ربًّا

وأعجب منه بطن قد حواه

أقام هناك تسعًا من شهور

لدى الظلمات من حيض غذاه

وشق الفرج مولودًا صغيرًا

ضعيفًا فاتحًا للثدي فاه

ويأكل ثم يشرب ثم يأتي

بلازم ذاك هل هذا إله

تعالى الله عن إفك النصارى

سيسأل كلهم عما افتراه

أعباد الصليب لأي معنى

يعظم أو يقبح من رماه

وهل تقضي العقول بغير كسر

وإحراق له ولمن بغاه

إذا ركب الإله عليه كسرها

وقد شدت لتسمير يداه

فذاك المركب الملعون حقًّا

فدسه لا تبسه إذا تراه

يهان عليه رب الخلق طرا

وتعبده فإنك من عداه

فإن عظمته من أجل أن قد

حوى رب العباد وقد علاه

وقد فقد الصليب فإن رأينا

له شكلًا تذكرنا سناه

فهلا للقبور سجدت طرّا

لضم القبر ربك في حشاه

فيا عبد المسيح أفق فهذا

بدايته وهذا منتهاه

وكذلك من عبد البقر أو غيره- وهم من خلق الله- فهم ينسبون إليه الألوهية، فالباطل صوره كثيرة، فقول النصارى شبيه بقول اليهود، شبيه بقول عباد البقر، شبيه بقول عباد الأصنام وغيرهم، فالجميع جعل لله سبحانه وتعالى ندًا وشريكًا، وشبيهًا بقول الملحدين الذين أنكروا وجود الله عز وجل حيث إنه كله ذم ونقص لله جل في علاه.

قال الله تعالى:

(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر: ٦٧].

(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الأنعام: ١٠١].

(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء: ١١١].

(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص].

قال رسول الله r : «يقول الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إيَّاي، فقوله لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمه إيَّاي، فقوله اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد» أخرجه البخاري.

فالحق واحد لا يختلف فيه لبيبان ذوا عقل راجح رشيد وفطرة سليمة سوية، وهو الذي جاء به محمد r، وهو أنه: «لا إله إلا الله» ، لم يتخذ ولدًا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل ، فليس له ولي أو وزير أو مُشير أو حليف، فهو سبحانه وتعالى خالق الأشياء كلها ومدبرها ومقدرها بمشيئته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

فكما أن الله عز وجل لم يلده أحد، فهو الأول قبل كل شيء، فهو لم يلد أحدًا، وليس بحاجة لأحد، فهو الآخر وليس بعده شيء، سبحانه وتعالى فلا مثيل له ولا شبيه.

والحق أن عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله وهو ما جاء به محمد r خاتم المرسلين ، بدون إفراط أو تفريط ، بدون غلو النصارى فيه ونسب الألوهية له وبدون تفريط اليهود وشتمهم وتكذيبهم له ونسبهم السحر إليه وقولهم إنه ساحر وُلِد بغية حيث نسبوا أمه إلى الفجور، قاتلهم الله.

فعلى الإنسان أن يستخدم عقله الذي أهداه الله تعالى إياه؛ ليكون سببًا في التعرف على عظمة خالقه وقدرته، عن طريق التأمل في بديع صنعته، فينزهه ويمجده عما سواه.

فالمسيح عيسى -عليه السلام- له معجزات تشهد له بالنبوة والرسالة، كما لغيره من الرسل، فهذا هو النجاشي ملك الحبشة، كان نصرانيًا فأسلم بعدما علم ما جاء به الإسلام من عقيدة وشريعة وتعاليم، قد علم عنه رسول الله r أنه ملك عادل لا يُظلم عنده أحد، فأمر المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فرارًا بدينهم من الفتن ومن تعذيب قريش لهم بسبب دخولهم في الإسلام.

وهاجر إلى الحبشة مجموعة من الصحابة وما أن علمت قريش بذلك، فاختاروا رجلين جلدين لبيبين قبل أن يُسلما، وأرسلوا معهما الهدايا المستطرفة للنجاشي وبطارقته ليُسلِم المهاجرين لهما، فقد عزّ على قريش أن يجد المهاجرون مأمنًا لأنفسهم ودينهم، وعزموا على ردهم إلى قومهم وبلادهم فينكل المشركون بهم.

وإيجازًا لهذه القصة بعد أن رفض النجاشي تسليم المهاجرين إليهما؛ لأنه ملك عادل لا يُظلم عنده أحد ويحسن الجوار، أراد الرجلان أن يستثيرا غضب النجاشي على المهاجرين ليسلمهم إليهما، فلما كان الغد قال أحدهما للنجاشي -وهو عمرو بن العاص-: أيها الملك: إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولًا عظيمًا، فأرسل إليهم النجاشي يسألهم عن قولهم في المسيح، ففزعوا، ولكن أجمعوا على الصدق كأئنًا ما كان.

فلما دخلوا عليه وسألهم، قال له جعفر بن أبي طالب:

نقول فيه الذي جاءنا به نبينا r ، هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.

فأخذ النجاشي عودًا من الأرض ثم قال: والله ما عدا عيسى بن مريم هذا العود، فتناخرت بطارقته، فقال لهم: وإن نخرتم والله، ثم قال للمسلمين:

اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي- والشيوم الآمنون بلسان الحبشة- من سبّكم غرِم، من سبكم غرم، من سبكم غرم.

ما أحب أن لي دبرًا من ذهب وأني آذيت رجلًا منكم- والدبر: الجبل بلسان الحبشة-.

ثم قال لحاشيته: رُدوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بهما، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين ردّ علي مُلكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه.

وقالت أم سلمة التي تروي القصة: فخرجا من عنده- عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة- مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءا به، وكانا كما ذكرنا مشركين آنذاك- وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار. [من كتاب الرحيق المختوم].

فالذي جاء به خاتم المرسلين محمد r من عقيدة وقول في المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وأنه عبد الله ورسوله اصطفاه الله عز وجل بالرسالة كما اصطفى غيره من الرسل، هو القول الوسط بدون إفراط أو تفريط، بدون غلو النصارى الذين نسبوا إلى المسيح عيسى بن مريم الألوهية، أو شيئًا منها على اختلاف فرقهم التي ضلّت وأضلت، واختلفت في عقيدتها، والتي كان من المفترض أن تجمعهم عقيدة واحدة، ولكن أنى لها ذلك؟ فالباطل كالظلمات- جمع ظلمة- صوره كثيرة، أما الحق فهو واحد فقط كالنور لا يختلف فيه لبيبان ذوا عقل راجح رشيد وفطرة سليمة سوية.

وبدون جحود اليهود الذين جحدوا رسالة المسيح عيسى بن مريم كلية وكذبوه وحاولوا صلبه وقتله وحاولوا أن ينالوا من شرف أمه السيدة مريم العذراء، كما لوثوا سيرة كل نبي أرسل إليهم، إلى غير ذلك... قاتلهم الله.

وبوجه عام: فالعقيدة التي جاء بها خاتم الرسل محمد r هي عقيدة للناس كافة في كل مكان وزمان، بدون إعنات للفكر ولا قهر للذهن ولا إرهاق للتصور، للعرب وغيرهم من اليهود والنصارى والمجوس.. إلى غير ذلك من الذين عبدوا غير الله ونسبوا إليه النقص والعيب وإلى من أنكر وجود الله الخالق البارئ -سبحانه وتعالى- من الملحدين وغيرهم.

فهي العقيدة الصحيحة التي يقبلها أي عقل رشيد يريد أن يعرف إلهه، ينزهه ويمجده ويعبده، وتقبلها الفطرة السليمة السوية بدون أي تركيبات أو تعقيدات أوشوائب، فالعقيدة التي جاء بها محمد r هي عقيدة صافية يسهل فهمها وقبولها بدون أية مشقة أو تعنت فهي النور الذي أنار الله سبحانه وتعالى بها الظلمة، فمحى بها ظلمات الشرك والإلحاد.

* * *

الشاهد الثاني

البيت العتيق- الكعبة المشرفة-

تطهير البيت العتيق ،وهو أول بيت وضع للناس لعبادة الله سبحانه وتعالى من دنس الشرك والأوثان:

قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) [آل عمران: ٩٦].

(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [الحج: 26].

إن أول بيت وضعه الله عز وجل في الأرض هو الذي بمكة؛ ليتعبد الناس لربهم عبادة صافية خالصة لا إشراك فيها، وكان العرب يحجون إلى هذا البيت في كل عام، ولكن بمرور الوقت والزمن زين الشيطان لهم عبادة غير الله من أصنام وأحجار.

ولكي ندرك مدى عظمة هذا البيت وحرمته عند الله تعالى علينا أن نعلم أنه أول بيت لله وضع للناس في هذه الأرض التي نحيا عليها.

ولنقرأ نبذة مختصرة عن قصة أصحاب الفيل الذين أرادوا هدم البيت الحرام.

قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) [الفيل].

لقد قام أبرهة الأشرم ببناء كنيسة في صنعاء؛ ليصرف إليها حج العرب، وقد جلب إليها الرخام المجزع والحجارة المنقوشة بالذهب، ونصب منها صلبانًا من الذهب والفضة، ومنابر من العاج والآبنس، ثم كتب إلى مولاه نجاشي الحبشة يقول:

إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك، ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب.([6])

ولكن لم يستطع صرف العرب إليها بدلًا من الكعبة، فقرر هدم الكعبة بيت الله العتيق.

وقد تهيأ أبرهة لدخول البلد الحرام وهيأ فيله وعبَّى جيشه مجمعًا لهدم البيت العتيق، ثم الانصراف إلى اليمن، ولم يكن لأهل مكة القدرة على مقاومة جيش أبرهة، فلما وجهوا الفيل من معسكره تجاه الكعبة لهدمها من ناحية الجنوب برك وأبى أن يتحرك، فضربوه في رأسه بآلة من حديد، ثم أدخلوا محاجن لهم في أسفل بطنه، وهو بارك لا يقوم، فوجهوه راجعًا إلى اليمن، فقام يهرول ووجهوه نحو الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى المشرق، فتهيأ للانطلاق، ولما عادوا يوجهونه نحو مكة برك.([7])

ثم كان أن سلط الله نقمته على أصحاب الفيل فانتشر فيهم فجأة وباء مهلك، رمتهم بجراثيمه طيرًا أبابيل، فجعلتهم كعصف مأكول، وجُنُّوا من خوف ورعب، فولوا مدبرين يبتدرون الطريق الذي جاءوا يسألون عن نفيل بن حبيب الخثعمي، وكان قد خرج مع قومه لقتالهم حين مروا بأرض خثعم، فلما أسرهُ أبرهة افتدى نفسه بأن يكون دليل الحبشان بأرض العرب، فلا يكاد نفيل يسمع صياحهم وضراعتهم إليه أن يدلهم على الطريق إلى اليمن حتى يرد بأعلى صوته:

أين المفرُّ والإله الطالب

والأشرم المغلوب ليس الغالب

فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل مهلك على كل منهل، وأبرهة معهم ينتثر جسمه وتسقط أنامله؛ أنملة أنملة.([8])

وكان عبد المطلب سيد قريش- جد النبي محمد r - قد أنشد أبياتًا حين علم بعزم أبرهة الأشرم، قالها وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:([9])

اللــهم إن العبد يمنع رحله فامنع حلالك

جروا جموع بلادهم والفيل كي يسبوا عيالك

إن كـنت تاركـهم وكـعبتنا فأمر ما بـدالك

يـــــــا رب لا أرجــــو لهـم ســــواك

يـــــــا رب فــامـنع منـهم حـماكــــا

إن عــــدو الـبـيـت مــن عــاداكــــا

امــنـعـهـمـوا أن يــخـربـوا فـنـاكـــا

وكانت هذه الحادثة في العام الذي وُلد فيه خاتم المرسلين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب r، وفي اليوم الذي وُلد فيه المصطفى r وكما قلنا أنه بمرور الوقت والزمن منذ بناء الكعبة زين الشيطان للناس عبادة غير الله من أصنام وأحجار بزعم أن عبادتهم لها تقربهم إلى الله زلفى.

وجاءت الرسالات وجاءت اليهودية، ومن ثم النصرانية، ولم تستطع أي منهم تطهير هذا البيت الحرام- وهو أول بيت لله وضع للناس لعبادة الله وحده- ولا تطهير أهله من دنس الشرك والأوثان، من عبادة الأصنام والأحجار إلى عبادة الله الواحد الجبار.

ألا تقتضي حكمة الله عز وجل أن يطهر بيته العتيق- وهو أول بيت وضع للناس ليعبدوا ربهم الذي خلقهم ورزقهم عبادة خالصة له، لا إشراك فيها لغيره من دنس الشرك والأوثان، ويصحح لهم عقيدتهم في إلههم وخالقهم الذي خلقهم من عدم- بأن يرسل رسولًا خاتمًا تختم به الرسالات السماوية، يتلو عليهم آيات ربهم ويزكيهم، ويطهرهم من الشرك والفجور ويعلمهم كتاب ربهم، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث؟

بلى، لقد اقتضت حكمة الله عز وجل أن يرسل رسوله خاتم المرسلين محمد r بالعقيدة الصافية السليمة التي لا عيب فيها ولا نقصان، وبالعبادات الهادية والمعاملات الحكيمة والأخلاق الكريمة والتشاريع القويمة، فأخرج الناس من ظلمات الشرك والأوثان إلى نور التوحيد.

فلقد مَنَّ الله عز وجل على رسوله محمد r بفتح مكة في العام الثامن من الهجرة، فدخل المسجد الحرام، وأقبل r إلى الحجر الأسود، فاستلمه ثم طاف بالبيت العتيق، وفي يده قوس وحول البيت آنذاك (360) ثلاثمائة وستون صنمًا كانوا يُعبدون من دون الله عز وجل، فجعل يطعنها رسول الله r بالقوس ويقول قول الله عز وجل:

(وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: ٨١]،

و (قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) [سبأ: ٤٩].

فمحمد r هو رسول الله حقا وصدقا

* * *

ومن كرامة الله سبحانه وتعالى لهذا المكان الطاهر؛ مكة المكرمة الذي به وضع البيت العتيق، وهو أول بيت لله وُضع للناس ليعبدوه سبحانه وتعالى:

أ- ما تم اكتشافه حديثًا:

لقد اكتُشف أن مكة المكرمة- وهي أم القرى- تتوسط اليابسة تمامًا، بمعنى أننا إذا رسمنا دائرة مركزها مكة المكرمة، فإن هذه الدائرة تحيط باليابسة كاملة، ليس هذا فحسب، بل إن مكة المكرمة تتوسط اليابسة زمانًا أيضًا حيث إن خط طول مكة المكرمة يتوسط الزمن تمامًا، فيكون ما حول مكة المكرمة هو العالم كله في كل مكان وزمان.([10])

فلقد أرسل ربنا تبارك وتعالى محمدًا r خاتم المرسلين للناس كافة في كل مكان وزمان، فهو القائل جل شأنه في كتابه المبين القرآن الكريم: (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) [الأنعام: ٩٢].

فأم القرى هي مكة المكرمة: وما حولها هو العالم كله في كل مكان وزمان، فمحمد r هو الرسول الخاتم الذي خُتم به الرسل.

وبذلك يتضح لنا أن مكة المكرمة هي بمنزلة العاصمة للكرة الأرضية، فكان من مقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى أن تكون مكة المكرمة مهدًا للرسالة العالمية والخاتمة.

ومن الأمور التي تتعلق بمكة المكرمة والكعبة المشرفة:

(1) ماء زمزم: إن بئر زمزم هي إحدى المعجزات المادية الملموسة الدالة على كرامة المكان؛ مكة المكرمة، وعلى مكانة كل من سيدنا إبراهيم وولده سيدنا إسماعيل وأمه (الصديقة هاجر) عند رب العالمين، حيث إن خروج بئر زمزم وسط صخور نارية ومتحولة شديدة التبلور، مصمتة، لا مسامية فيها، ولا نفاذية لها في العادة أمر ملفت النظر.

والذي هو أكبر من ذلك وأكثر أن تظل هذه البئر تتدفق بالماء الزلال على مدى أكثر من ثلاثة آلاف سنة على الرغم من طمرها وحفرها عدة مرات على فترات.

فمن خصائص ماء زمزم: أثبتت الدراسات العلمية الحديثة التي أجريت على ماء بئر زمزم أنه ماء متميز في صفاته الطبيعية والكيمائية، فهو ماء غازي عسر، غني بالعناصر والمركبات الكيميائية النافعة التي تقدر بحوالي (2000) ملليجرام بكل لتر، بينما لا تزيد نسبة الأملاح في مياه آبار مكة والأودية المجاورة لها لا تزيد على (260) ملليجرام بكل لتر، مما يوحي ببعد مصادرها عن المصادر المائية حول مكة المكرمة، وبتميزها عنها في محتواها الكيمائي وصفاتها الطبيعية.

وتستخدم مياه بئر زمزم في علاج العديد من الأمراض، فسبحان الذي أمر بشق بئر زمزم فكان هذه البئر المباركة، وسبحان أمر الماء بالتدفق إليها من مسافات بعيدة عبر شقوق شعرية دقيقة.([11])

ولعل هذه الظاهرة (تدفق الماء إلى بئر زمزم من مسافات بعيدة) تكون مؤيدة لمن قال بأن مكة المكرمة هي مركز الجاذبية الأرضية.

(2) الحجر الأسود: والذي قال عنه رسول الله r: ((نزل الحجر الأسود من الجنة...)). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

لقد اكتُشف أن الحجر الأسود ليس حجرًا أرضيًّا حيث إن مواصفاته الداخلية ليست كمواصفات الصخور الأرضية، كما أشار المصطفى r أنه ليس من أحجار الأرض.([12])

ب- الطواف حول الكعبة:

إن عبادة المسلمين المتمثلة في الطواف حول البيت العتيق الكعبة المشرفة، والتي شرعها الله عز وجل لهم، واختارهم لها هي العبادة الوحيدة التي تتوافق وتنسجم مع النظام الكوني الذي خلقه وأبدعه الله سبحانه وتعالى، فلقد شرع الله سبحانه وتعالى لنا الطواف سبعة أشواط حول الكعبة في اتجاه معاكس لعقارب الساعة، بحيث تكون الكعبة على يسارنا ولنتأمل ولنمعن النظر في هذا التوافق والانسجام العجيب:

1- النواة التي تحتويها الذرة التي تتكون منها المادة تدور حول هذه النواة إلكترونات في (7) سبعة مستويات من الطاقة، حيث إن النواة حولها سبعة مستويات من الطاقة، وهو نفس عدد أشواط الطواف حول الكعبة.

وتدور هذه الإلكترونات عكس عقارب الساعة وهو نفس اتجاه الطواف حول الكعبة فسبحان الله!!([13])

2- وتدور الأرض حول محورها: في اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة، سبحان الله!([14])

3- وفي نفس الوقت تدور الأرض حول الشمس: في اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة وهو نفس اتجاه طواف المسلمين حول الكعبة، عكس عقارب الساعة، فسبحان الله!!([15])

4- والحيوان المنوي للإنسان يدور حول البويضة: وفي اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة وهو نفس اتجاه حركة الطواف حول الكعبة، فسبحان الله العظيم وبحمده!!

فكأن الدوران عكس عقارب الساعة كما في عبادة الطواف حول الكعبة واتجاهها ركن من أركان التسبيح، فسائر الأجرام السماوية والشمس والقمر والنجوم والكواكب والجزيئات كلها تدور عكس عقارب الساعة في أفلاك تسبح الله سبحانه وتعالى.

فالحيوانات المنوية للإنسان تدور حول محور النطفة عكس عقارب الساعة، والنطفة تدور حول نفسها في اتجاه معاكس لعقارب الساعة، والمسلمون يطوفون خلال أداء مناسك الحج حول الكعبة في الحج في اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة، فبهذا المثل مثل الدوران عكس عقارب الساعة حول النواة أثناء التسبيح- كطواف المسلمين حول الكعبة- ودوران الأرض حول الشمس، ودوران المجموعة الشمسية حول الثقب الأسود، يتجلى لنا تطابق النصوص الدينية الإسلامية مع نظام الكون مما يدل على أن خالق هذا الكون هو الذي أنزل الدين الحق الذي يتجلى فيه ناموس الكون، ألا وهو الإسلام.([16])

فسبحان الله العظيم الحكيم الذي أرسل رسوله محمدًا r خاتم المرسلين بهذا العبادات الهادية وهذا الشرع القويم.

جـ- عبادة السجود في الصلاة باتجاه البيت الحرام: لقد اكتشف أن السجود باتجاه البيت الحرام يحمي الإنسان من الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية؛ كالصداع والإرهاق، وغير ذلك، حيث إن جسم الإنسان محمل بالشحنات الكهربائية الموجبة، وعند تزايد هذه الشحنات يكون لها آثار سلبية على جسده فيجب التخلص منها، وعند سجود الإنسان في الصلاة يتم تفريغ هذه الشحنات الزائدة بانتقالها إلى الأرض.

الشاهد الثالث

مولد الرسول r محمد بن عبد الله بن عبد المطلب

وفداء جده عبد المطلب لابنه عبد الله

ولنتأمل في قصة فداء جد النبي محمد r لأبيه عبد الله فهي شبيهة بقصة إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، وذلك عندما أراد إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه إسماعيل، وذلك لما رأى في منامه أنه يذبح ولده إسماعيل، وتكررت هذه الرؤيا، ومن المعلوم أن رؤيا الأنبياء حق، ولكن من رحمة ربنا تبارك وتعالى بعباده أنه جل شأنه افتداه بذبح عظيم.

فبدلًا من أن يذبح إبراهيم عليه السلام ولده إسماعيل عليه السلام قام بذبح الذبيحة- كبش- التي افتدى بها ربنا سبحانه وتعالى إسماعيل عليه السلام، فبدلًا من أن تكون سنة الله في خلقه أن يذبح الآباء أبناءهم، امتن ربنا جل شأنه علينا بهذا الفداء، وكذلك عندما أراد عبد المطلب ذبح ابنه عبد الله، وذلك أن عبد المطلب حين ولي السقاية فيما ولي من وظائف الحرم أخذ يطيل التفكير فيما يلقاه الحجيج من مشقة بسبب شح الماء، فتذكر بئر «زمزم» التي كانت سببًا في إنقاذ جده إسماعيل عليه السلام من الهلاك عندما تركه أبوه إبراهيم عليه السلام ومعه والدته السيدة هاجر في هذا المكان الخالي من الماء بأمر من الله سبحانه وتعالى؛ لحكمة يعلمها هو جل شأنه، تذكر بئر زمزم التي جذبت إلى مكة القوافل على آثار الرعاة.([17])

وتذكر ما تناقله الآباء عن الأجداد من حيث «جرهم» ودفنها لبئر «زمزم» حين أُرغمت على الخروج من مكة، فود لو وفقه الله إلى العثور على موضع البئر المباركة المطمورة، فبعد أن وفقه الله سبحانه وتعالى لهذا غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث وليس له يومئذ ولد غيره، حتى إذا هم بالحفر بين وثني- أساف ونائلة- قامت إليه قريش تصده قائلة: والله لا نتركك تحفر بين وثني هذين الذين ننحر عندهما، وقاومت قريش ما أراده من حفر بئر زمزم وأطمعها أنه كان قليل الولد، ولكنه أصر على أن يمضي في الحفر، فلما بدت له الحجارة التي طويت تحتها البئر، وعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته قاموا إليه وقالوا: يا عبد المطلب، إنها بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيه حقًا، فأشركنا معك فيها.([18])

فقال: ما أنا بفاعل، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم، وأعطيته من بينكم، وبعد محاولة من قريش لمشاركة عبد المطلب في بئر زمزم باءت بالفشل أقام عبد المطلب سقاية زمزم للحجاج لا ينازعه فيها أحد من قومه.([19])

ونذر يومئذ لئن وُلِد له عشرة نفر ثم بلغوا معه بحيث يمنعونه، لينحرن أحدهم عند الكعبة؛ لأنه تذكر ما لقي من قريش عندما أراد حفر البئر وطمعها فيه؛ لأنه كان قليل الولد، وخرج عبد المطلب ببنيه العشرة وقد حمل كل منهم قدحًا عليه اسمه ليُضرب، فيعلم من سيخرج عليه القدح فيأخذه ليذبحه إيفاء بنذره، فضربت القداح فخرج الفتح على عبد الله- والد رسول الله r - وكان أصغرهم، ولم يكد الأب يهم بذبح فتاه حتى قامت إليه قريش من أنديتها فقالوا: ماذا تريد يا عبد المطلب؟ قال: أفي بنذري. فقالت له قريش وبنوه: والله لا تذبحه أبدًا حتى تعذَر فيه، لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه، فما بقاء الناس على هذا؟

فانتهوا إلى أن يقرب عشرة إبل مع ابنه عبد الله، وأن يضرب عليها وعلى ابنه عبد الله القداح، فإذا خرج القداح على الإبل فقد نجا عبد الله بن عبد المطلب، وإذا خرج القداح على عبد الله فإنه يزيد الإبل عشرًا، ثم يعيد ضرب القداح مرة أخرى حتى تخرج على الإبل، وبعد ما خرج القداح على الإبل أخذت فُنُحِرَت عن عبد الله بن عبد المطلب، ونجا حينئذ عبد الله والد رسول الله r من الذبح بعد هذا الفداء،([20]) ولعل هذا يذكرنا بقصة إبراهيم وذبح ولده إسماعيل عليهما السلام، فهما من قاما برفع قواعد البيت العتيق، فلقد شرفهما ربنا تبارك وتعالى بالرسالة والنبوة.

ومحمد r بن عبد الله الذي نجا من ذبح أبيه له بعد الفداء هو الذي اختاره ربنا تبارك وتعالى واصطفاه ليطهر هذا البيت العتيق -الذي قام جداه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام برفع قواعده- من الأصنام ودنس الشرك والأوثان.

لقد كانت الرسل تخرج من بني إسرائيل، ولكن بنو إسرائيل كانوا يقابلونهم بالكفر والتكذيب والقتل، وكانوا يظنون أن رسول آخر الزمان سيخرج أيضًا منهم.

ولكن حكمة الله عز وجل ومشيئته جل شأنه اقتضت أن يكون هذا الرسول الخاتم الذي يُختم به المرسلون محمد r من بني عمهم- إسماعيل- من العرب صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين.

* * *

الشاهد الرابع

نسب رسول الله r وصفاته

وحال دعوته r

نسب رسول الله r :

إن رسول اللهr هو أفضل وأعظم قريش نسبًا، تُعرف أسرته بالأسرة الهاشمية نسبة إلى جده هاشم بن عبد مناف.

1- هاشم: هو الذي تولى السقاية والرفادة من بني عبد مناف، وكان موسرًا ذا شرف كبير، وهو أول من أطعم الثريد للحجاج بمكة، وكان اسمه عمرو فما سمي هاشمًا إلا لهشمه الخبز، وهو أول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء والصيف، وفيه يقول الشاعر:

عمرو الذي هشم الثريد لقومه

قوم بمكة مسنتين عجاف

سنت إليه الرحلتان كلاهما

سفر الشتاء ورحلة الأصياف

2- عبد المطلب: صارت السقاية والرفادة والرفيدة بعد هاشم إلى عبد المطلب جد النبي r وكان شريفًا مُطاعًا، ذا فضل في قومه، كانت قريش تُسميه الفياض لسخائه وهو سيد مكة، ورسول الله r أفضلهم أخلاقًا وأعظمهم وأحسنهم صفاتًا، ويعلم القرشيون هذا ولا يستطيع أحد أن ينكره ويشهدون على ذلك.

فهو r الصادق الأمين، وتشهد قريش قاطبة على صدقه وأمانته r ويدلل على ذلك:

ما رواه البخاري ضمن حديث طويل نص الكتاب الذي كتبه النبي r إلى ملك الروم هرقل وهو هذا:

(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت، فإنما عليك إثم الأريسيين، يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا، ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).

واختار لحمل هذا الكتاب دحية بن خليفة الكلبي، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر.

وقد روى البخاري عن ابن عباس: (أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارًا بالشام في المدة التي كان رسول الله r ماد فيها أبا سفيان وكفارًا من قريش.

فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا ترجمانه فقال: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟

قال أبو سفيان: أنا أقربهم نسبًا.

فقال: أدنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: إني سائل عن هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه.

ويقول أبو سفيان الذي أخبره بهذه القصة: فوالله لولا الحياء من أن يؤثروا عليّ كذبّا لكذبت عنه.

يقصد أبو سفيان: أنه لولا خاف واستحى أن تعيره قريش بكذبه لكذب، ولكنه اضطر لقول الحق والصدق الذي لا يخفى على قريش، فأصحاب أبي سفيان واقفين خلف ظهره يعلمون حقيقة ما سوف يقوله عن رسوله الله r.

ثم قال أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟

فقلت: هو فينا ذو نسب.

قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟

قلت: لا.

قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟

قلت: بل ضعفاؤهم.

قال: أيزيدون أم ينقصون؟

قلت: بل يزيدون.

قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن دخل فيه؟

قلت: لا.

قال: فهل يغدر؟

قلت: لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها- قال أبو سفيان: ولم تمكنني كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة-.

قال: فهل قاتلتموه؟

قلت: نعم.

قال: فكيف كان قتالكم إياه؟

قلت: الحرب بيننا سجال ينال منا، وننال منه.

قال: ماذا يأمركم؟

قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.

فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها.

وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله؟ فذكرت أن لا، قلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يتأسى بقول قيل قبله.

وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، فقلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت: رجل يطلب ملك أبيه.

وسألتكم هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله.

وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم. فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل.

وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم.

وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.

وسألتك هل يغدر؟ فقلت: أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر.

وسألتك بماذا يأمر؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف.

فإن كان ما تقول حقًّا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أعلم أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقائه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه.

ثم دعا بكتاب رسول الله r فقرأه فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده، وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا.

قال: فقلت لأصحابه حين أخرجنا: لقد أمر ابن أبي كبشة أنه ليخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنًا بأمر رسول اله r أنه سيظهر حتى أدخل الله عليَّ الإسلام).

[صحيح البخاري: 1/4، صحيح مسلم 2/ 97، 98، 99].

- ولنعد إلى العصر الذي نشأ فيه النبي r فنرى أنه r نشأ في عصر سادت فيه الجهالة وعمت فيه الضلالة، بين قوم أميين وثنيين غير موحدين، يكفرون باليوم الآخر، ويحيون حياة اللهو ويتعصبون لأتفه الأسباب، كانوا قبائل متدابرة وعشائر متناحرة، لم تكن لهم دولة لها مقومات الدولة؛ من حكومة لها سلطان، وجيش يدفع العدوان، ودستور يفصل الحقوق والواجبات، وقانون يبين العقوبات.([21])

في هذا العصر وهذه البيئة: نشأ رسول الله r ثاقب الفكر، عظيم النفس، كريم الخلق.([22])

- حال الرسول r قبل الرسالة وبعدها؛ لنصدر أحكامنا عن بينة:

عاش رسول الله r إلى سن الأربعين يتمتع بين قومه بحسن السمعة ونباهة الذكر، مشهور بالصدق والأمانة، وندلل على ذلك بواقعتين نكتفي بهما:([23])

الواقعة الأولى:

ما جرى عند بناء الكعبة: فقد اختصمت القبائل فيمن يضع الحجر الأسود، كل قبيلة تريد أن تضعه موضعه، فقال أبو أمية -يومئذ أسنهم- حَكِّمُوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل عليكم من باب هذا البيت، ففعلوا، فكان أول من دخل محمد r فلما رأوه قالوا جميعًا في صوت واحد: هذا الأمين رضينا، هذا محمد، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر أخذ الحجر ووضعه على ثوب، وأمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف منه، ففعلوا حتى إذا رفعوه، ودنوا من موضعه وضعه r وبنى عليه.([24])

هذه الواقعة تشهد بما كان له في نفوس قومه من مكانة طيبة نتيجة ما اشتهر به من صفة الأمانة وعظيم الخلق، كذلك تشهد بقوة عقله وألمعيته وحسن فطنته r، وبقدرته البالغة على معالجة المشكلات، وإن بدت أمام الناس مستعصية الحل، فقد عرف r كيف يرضيهم جميعًا بحكمة فائقة، فقد أشركهم جميعًا في حمل الحجر، وفي الوقت نفسه فاز بشرف وضعه.([25])

الواقعة الثانية:

وقد رواها ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) صعد r على الصفا، فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي -لبطون قريش- حتى اجتمعوا فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مُصدقي؟

قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا.([26])

قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. قال أبو لهب: تبًّا لك يا محمد، ألهذا جمعتنا فنزلت: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) [المسد].

هذه الواقعة تشهد ببعد نظره r فقد رأى بحكمته أن يعرف رأيهم فيه، وظنهم به قبل أن يفاجئهم بأمر رسالته، وفي جو صاف خالص من الكدرات، بعيد عن الشوائب صارحوه وأجابوه على الفور ما جربنا عليك إلا صدقًا.([27])

من هاتين الواقعتين نستيقن أن الصدق والأمانة صفتان لازمتان لمحمد r من قبل الرسالة.

وعندما قرر الرسول r الهجرة بعد الرسالة بنحو ثلاثة عشر سنة ترك ابن عمه علي بن أبي طالب؛ ليرد الودائع التي كانت عنده إلى أهلها.

فهو r الصادق الأمين الذي كانت قريش تستأمنه على حاجاتها.

كذلك: نشأ r منذ صباه يتحاشى عبادة الأصنام، وينفر من القرب منها.

كذلك: نشأ r عزوفًا عن الملاهي، وقد هم مرتين قبل رسالته أن يسمع عزفًا بالغرابيل والمزامير، ولكن الله عصمه وألقى عليه النوم، فما أيقظه إلا مس الشمس، ولما شب r حبب إليه الخلاء والتعبد ليالي ذوات عدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى البيت ويتزود لمثلها.([28])

نسأل: أيمكن لهذا الذي عُرف بالأمانة واشتهر بالصدق بين الناس أن يتجرأ على الكذب، وأن يكون أول من يتجرأ عليه الذي يدعو الناس إليه رب الناس، ملك الناس، إله الناس؟!([29])

ونسأل أيضًا: لماذا خرج على حكم البيئة، وللبيئة سلطانها وتأثيرها؟

لقد عاش r أربعين سنة كاملة وسط قوم مغرقين في الجهالة منهمكين في الضلالة، فلم تنتقل إليه عدواهم، ولم تصبه بلواهم.([30])

- ولقد مر عليه r شرخ الشباب، وهو الوقت الذي تجيش فيه الصدور بالآمال والأماني، فلم تبدُ منه كلمة تلميح بالرسالة أو إشارة لنبوة مع ما شاهده من وفاة أمة مع صغر عمرها، وهو في السادسة من عمره، ثم وفاة جده عبد المطلب، ثم عمه أبو طالب، ومع علمه r بوفاة أبيه مع صغر عمره، وهو في بطن أمه r.([31])

فكل هذه الأحداث التي مرت به r لا تجعل له طول الأمل في تلك الحياة الدنيا التي يحياها، ومع ذلك فلم تبد منه r كلمة تلميح بالرسالة أو إشارة لنبوة، وفي الوقت الذي تهدأ فيه النفوس الثائرة، وتسكن فيه الآمال الفائرة بدأ بثورة غيرت مجرى التاريخ، أعلن أنه رسول الله، وأن رسالته لا تقتصر على العرب وحدهم، ولا على أهل عصر دون سواهم، بل إن رسالته عامة تشمل كل الذين في عهده، وكل الذين يجيئون من بعده، ولم لا وهو خاتم المرسلين الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى إلى أن جاء وقت رسالته r؟([32])

فلقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يكون محمد r هو آخر المرسلين، ولما أنه آخر المرسلين فسوف تكون رسالته r للناس كافة في كل مكان وزمان، وأن يحفظها سبحانه وتعالى من التحريف وأن يحفظ كتابها القرآن الكريم من التحريف، سواء بالزيادة والإضافة أو النقصان أو إلى غير ذلك مما قد تعرضت إليه الرسالات والكتب السابقة عن طريق تناول أيدي البشر لها وفقًا لأهوائهم وشهواتهم. ([33])

وكان r على علم من أنه منذ لحظة رسالته ونزول الوحي عليه، عليه أن يجتهد طويلًا ويصطبر كثيرًا إلى أن ينصره الله سبحانه وتعالى، وبالتأكيد فإن هذا الأمر- رسالته r - سيطول وقته إلى أن تنتشر دعوته ورسالته.([34])

والسؤال الذي يفرض نفسه، ما الذي اضطره r إلى هذا كله من إعلان نبوته ورسالته؟

بالتأكيد: ليس إلا لأنه رسول الله r حقًّا وصدقًا، يستجيب لأمر ربه تبارك وتعالى في الوقت الذي أراده الله سبحانه وتعالى، وفقًا لمشيئته وحكمته جل شأنه.([35])

الدعوة:

كان رسول r يدعو إلى التوحيد والعبادة الخالصة لله عز وجل وإلى صلة الأرحام، يربط الناس بعضهم ببعض ويدعو إلى الخير وإلى الصلاة، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.([36])

فلقد أمر r بالكتابة إلى ملوك وأمراء الأرض، وأرسل إليهم كتبًا يدعوهم فيها إلى الإسلام وإلى ما فيه من تعاليم وشرع قويم، فأرسل إلى النجاشي ملك الحبشة، وإلى المقوقس ملك مصر، وإلى كسرى ملك فارس، وإلى قيصر ملك الروم، وإلى المنذر بن ساوي حاكم البحرين، وإلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وإلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق، وإلى جيفر ملك عمان، وإلى أخيه عبد بن الجلندي. وبهذه الكتب كان النبي r قد أبلغ دعوته إلى أكثر ملوك وأمراء الأرض، فمنهم من آمن به r ومنهم من كفر، ولكنه r شغل فكر هؤلاء الكافرين وعرف لديهم اسمه ودينه.([37])

ونسأل: أكان يمكن أن يتلقى التوحيد من مجتمع وثني يباهي بالأحساب، ويفاضل بين الأنساب، مجتمع تسوده العصبية الجاهلية، مجتمع يمارس الشرور ويبالغ في الفجور؟([38])

بالطبع لا: (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: 4، 5].

فهو r رسول من عند الله سبحانه وتعالى أوحي إليه من قبل ربه تبارك وتعالى.

أميته r ودعوته:

كان r أميًّا، ولكن أميته دليل من دلائل نبوته r: أمي يعلم الأميين، بل ويعلم المتعلمين إلى يوم الدين، أمي يتخرج من جامعته الإسلامية حكام وساسة وجنود وقادة وفقهاء وحكماء وحساب وكتاب ومحدثون ومدرسون ووعاظ ومفتون وقضاة عادلون وعلماء في شتى المجالات العلمية، فمع أميته ينطق بحقائق علمية مبهرة مذهلة، لم يكن يعلمها أحد على أن اكتشفها العلم الحديث منذ عدد قليل من السنوات.([39]) قال تعالى:

(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: ٣ – ٥].

فأميته r دليل من دلائل نبوته ورسالته r:

كفاك بالعلم في الأمي معجزة

في الجاهلية والتأديب والقيم

فمحمد r هو رسول الله حقًّا وصدقًا.

* * *

الشاهد الخامس

مسارعته r إلى ما كان يدعو إليه

واشتغال قلبه دومًا بذكر الله ([40])

ولنعد مرة أخرى إلى الرسول r نطالع أخباره وندرس آثاره فسنرى فيها أعظم شاهد على رسالته، وأقوى دليل على نبوته r.([41])

إن الرواة ليجمعون على أنه r كان أسرع الناس إلى تنفيذ ما جاء به، أسبقهم إلى التحلي بما رغب فيه، والتخلي عما نفر عنه، ولا عجب!([42])

فقد حفظ r قول الله تعالى فيما أنزل عليه:

(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الأنعام: ١٤، ١٥].

نعم، لقد استجاب النبي r لربه، فكان أول منفذ لتعاليمه، وكان إمامًا للمسلمين في جميع أحواله وفي أقواله وأفعاله.

قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: ٢١].

فلقد كان r أشد الناس طاعة لله وأكثرهم ذكرًا له سبحانه وتعالى وأعظمهم خوفًا منه جل شأنه، ولم يكن هذا محض ادعاء، بل كان حقيقة واقعة يلمسها أهله وأصحابه في كل ما بدر منه وصدر عنه r.

وروى أنس أن النبي r قال: «أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له». [رواه البخاري ومسلم].

وأخرج ابن حبان في صحيحه عن عطاء قال: قلت لعائشة: أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول الله r؟

قالت: وأي شأنه لم يكن عجبًا.

إنه أتاني ليلة، فدخل معي في لحافي، ثم قال: ذريني أتعبد لربي.

فقام فتوضأ، ثم قام يصلي، فبكى حتى سالت دموعه على صدره، ثم ركع فبكى، ثم سجد فبكى، ثم رفع رأسه فبكى، فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة.

فقلت: يا رسول الله ما يبكيك، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟

قال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا، ولم لا أفعل؟ وقد أنزل علي في هذه الليلة: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))) [آل عمران: ١٩٠، ١٩١].

ثم قال: ((ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها)).

نعم، لقد كان النبي r لا يغفل عن ذكر الله لحظة، بل كان دائم الذكر له جل شأنه في السر والعلن، في الملأ والخلاء، في اليسر والعسر، في المنشط والمكره، في السفر والحضر، في الليل والنهار، في الصباح والمساء.([43])

وإليك ما ورد في الإصابة ج1، ص 162 ونصه:

(أن النبي r بعث إلى ابن الجلندي ملك عمان، عمرو بن العاص يدعوه إلى الإسلام، فقال:

لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر ويغلب فلا يهجر وأنه يفي بالعهد وينجز الوعد، وأشهد أنه نبي.

ثم أنشد أبياتًا منها:

أتاني عمرو بالتي ليس بعدها

من الحق شيء والنصيح نصيح

فقلت له ما زدت أن جئت بالتي

جلندي عمان في عمان يصيح

فيا عمرو قد أسلمت لله جهرة

ينادي بها في الواديين فصيح

فهذا هو رسول الله r خاتم المرسلين:

كتاب مفتوح قبل البعثة وبعدها للجميع، فمن أراد أن يتعرف على عظيم شخصيته وسيرته العطرة، فليقرأ وليتصفح سيرته r؛ ليعلم ويتيقن أنه r هو رسول الله حقًّا وصدقًا.

* * *

الشاهد السادس

عزوفه r عن الدنيا وأغراضها ومفاتنها ([44])

ونعود مرة أخرى فنسأل: إذا لم يكن محمد r رسولًا من عند الله سبحانه وتعالى فماذا كان يبغي من وراء هذه الدعوى التي جلبت له ألوانًا من العذاب والاضطهاد؛ من شتم بذيء شنيع إلى إيذاء شديد فظيع؟!([45])

لقد كان بشهادة خصومه عاقلًا حصيفًا حكيمًا، فما الغاية التي كان يسعى ويرجو الوصول إليها؟

أكان يبغي الملك، أم المال؟

لقد عُرض عليه r الملك والمال من ربه، ثم من كفار قريش، فآثر أن يكون عفيفًا نزيهًا وزاهدًا قانعًا.([46])

ولقد حاول المشركون مساومة النبيr بإغداق كل ما هو يمكن أن يكون مطلوبًا له؛ ليكفوه عن دعوته، ولم يكن يرى هؤلاء المساكين أن كل ما تطلع عليه الشمس لا يساوي جناح بعوضة أمام دعوته r، فخابوا وفشلوا فيما أرادوا.([47])

فلقد ذهب أبو الوليد -وكان سيدًا من كفار قريش- إلى رسول اللهr، وكان جالسًا في المسجد وحده ليكلمه ويعرض عليه أمورًا؛ لعله أن يقبل بعضها ويكف عن دعوته، وذلك بعدما وافقته قريش لما رأته من إسلام حمزة بن عبد المطلب عم النبي r وتزايد أصحاب رسول الله r.

فقال أبو الوليد لرسول الله r: يا ابن أخي: إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر- يعني الإسلام والدعوة إليه- مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا.

ولكن رسول الله r: رفض كل ذلك في سبيل دعوته، فلقد عرض عليه المال والشرف والملك والتزويج بأشرف بناتهم، ولكنه r كان عفيفًا زاهدًا، نزيهًا قانعًا.([48])

هذا كله ينفي عن رسول الله r أنه كان يريد الدنيا ومظاهرها، ولم يكن هذا مجرد كلام، بل كان حقيقة نلمسها في أول عهده r كما نلمسها في آخر عهده r على السواء.([49])

يوم دان له خصومه وخضع له أعداؤه ووافته الأموال الجمة والغنائم التي لا حصر لها، فكان r ينفق هذه الأموال على الأيتام والفقراء والمساكين وينام هو على حصير يؤثر في جنبه r.([50])

ينفق هذه الأموال على الأيتام والفقراء والمساكين ويعيش هو زاهدًا قانعًا.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتاليين حتى قبض رسول الله r [أخرجه البخاري ومسلم].

- وعن عبد الله بن مسعود قال: دخلت على النبي r وهو في غرفة كأنها بيت حمام، وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت، فقال: ما يبكيك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله، كسرى وقيصر يطئون على الخز والديباج والحرير، وأنت نائم على هذا الحصير قد أثر بجنبك! قال:

«فلا تبك يا عبد الله فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة، وما أنا والدنيا ما مثلى ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها» [أخرجه الطبراني].

- والأحاديث الدالة على زهده r في طعامه وثيابه وسكنه.. إلى غير ذلك كثيرة جدًا شاهدة على ما ذكرناه.

- لقد زهد r في الدنيا وعلم نساءه كيف يزهدن فيها، ولعلنا نقف هنا وقفة من حيث تعدد زوجات النبى محمد r ،والتى قد حاول أعداء الإسلام جاهدين من خلالها(تعدد زوجات النبى محمد r) الطعن فى نبوته r ،ومن ثم فإننا نوضح جانبا من حكمة تعدد زوجات النبى محمدr ،بل وسنبين بمشيئة الله تعالى أن فى هذا التعدد دليلا بينا على مصداقية رسالة النبى محمدr ،ونحيل القارىء للاستفاضة فى هذا الموضوع إلى كتاب:

تعدد زوجات النبى محمدr كدليل نبوة وصدق رسالة،جمع وترتيب/محمد السيد محمد.

فنحب أن ننوه ونرشد إلى شيء مهم يبين لنا مغزى وحكمة الشريعة الإسلامية بصدد هذا الموضوع الذي نتحدث عنه (تعدد الزوجات) وهو:

أن الإسلام بشرعه الحنيف لم يأتِ ليقتل شهوة الرجل وغريزته التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها، بل جاء ليوجهها ويُسيرها الاتجاه والمسار الصحيح وفقًا للشرع الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ولما يرتضيه جل شأنه

وها هى قريش (قبيلة النبى محمدr) العدو الأول لدعوة النبى محمدrلم يخف عليها أمر زواج رسول الله r من هذا العدد من نسائه ولم تغفل عنه، ولكنها لم تثر حول هذا الزواج شيئًا مما قد روجه بعض الجهلاء والحاقدين من هذا العصر وذلك:

(1) أن تعدد الزوجات ليس بالأمر المُحدث الجديد الذي لم تعهده العرب، بل إن تعدد الزوجات هو من أصل عادة العرب، فقد كان معروفًا لديهم ومنتشرًا بينهم.

(2) أنه كان متعارفًا بينهم أن تعدد الرجل لزوجاته هو بمثابة المدح له، ورجوليته ومسئوليته وقدرته من حيث القدرة على جماعهن جميعًا، وتحمل أعبائهن ونفقاتهن وإخضاعهن جميعًا لسيطرته وكلمته.

(3) أنه لا يستطيع أن يقوم بذلك –تعدد الزوجات- إلا سادة القوم، وهم أصحاب الأموال والجاه والنفوذ.

فكان الرجل منهم يتزوج عددًا كثيرًا من النساء ويبقي عليهن جميعًا في آن واحد، ولا يلام عليه في ذلك، بل إنه ينال عظيم الثناء والمدح.

وكان من الصحابة من كان متزوجًا بالكثير من النساء -أكثر من أربع زوجات- ثم بعد أن اعتنق الإسلام دينا ما كان منه إلا أن يخضع لشرع الله عز وجل وأمر رسوله r بأن يمسك على أربع زوجات وأن يطلق الباقي.

ولذلك: فإن زواج رسول الله r من هذا العدد من نسائه كان بمثابة المدح له، وذلك بشهادة العرب جميعًا وفقا لما هو متأصل عندهم ومطابق لأصل عاداتهم.

ولذلك فإن قريشًا لم تثر ولم تروج ما أثاره وروجه غيرها.

ونوضح:

1- أن زواج رسول الله r من هذا العدد من نسائه إنما هو من خصوصياته r التي اختصه ربنا تبارك وتعالى بها وأجازها له دون المسلمين، كصيامه r وصالا -أن يصوم يومين متتاليين دون إفطار بينهما- في حين أنه لا يجوز للمسلمين مثل هذا الصيام لما فيه من مشقة عليهم، لا سيما في الأيام الحارة الجافة، بينما رسول الله r يطعمه ربه تبارك وتعالى ويسقيه، إلى غير ذلك من خصوصيات رسول الله r التي اختصه الله سبحانه وتعالى بها.

2- إن هناك من الأنبياء قبله r من قد تزوج بالكثير والكثير من النساء، كنبي الله داود عليه السلام، الذي كان عنده مائة من الحرائر، وكنبي الله سليمان عليه السلام الذي كان ملكًا نبيًّا.

3- إن زواج رسول الله r من هذا العدد من نسائه له حكم جليلة وفوائد عظيمة سوف نوضحها في نقاط تالية بمشيئة الله تعالى.

4- لقد سلك رسول الله r الطريق الذي بينه له ربه تبارك وتعالى، ممتثلا لأوامره، مجتنبًا لنواهيه، معرضًا عن افتراءات الجاهلين والحاقدين، لا يأبه بهم، ولا يلقي اهتمامًا لهم ولما يفترونه، غير شاك في تأييد الله عز وجل، مستيقن في نصر الله عز وجل له ولدعوته r، فلا ينطق عن هوى نفسه، وإنما وفقا لما يوحى إليه من ربه تبارك وتعالى.

لذا فإننا نقول:

إنه r إن كان مدعيًا للرسالة والنبوة، مُشرِعًا لما يشاء وفقًا لأهوائه ومتطلباته لسلك طريقًا آخر سهلا، لا يلقى فيه أدنى عناء من مثل هؤلاء الجاهلين والحاقدين.

- فكان r يمكنه أن يجيز للمسلمين عددًا أكبر من التعدد بالزوجات، فيُحل لهم الزواج بأكثر من أربع زوجات مثله تمامًا.

- أو أن يجيز r لهم التعدد بالزوجات مطلقًا وفقًا لرغباتهم وإمكانياتهم دون تقييد هذا العدد، فيُحل لهم الزواج بأي عدد شاءوا من النساء ورغبوا فيه، وسوف يساعده r آنذاك في سلكه لمثل ذلك الطريق:

1- أن الأصل في عادة العرب تعدد الزوجات وكثرتها، فليس ذلك بأمر مستحدث أو مُستغرب بالنسبة لهم.

2- بل إن تعدد الزوجات في العرب يكون بمثابة المدح للرجل، فيدل على رجوليته وقدرته كما سنوضح بمشيئة الله تعالى في نقاط تالية.

- ولكن حاشاه r من أن يسلك طريقًا غير الطريق الذي بينه له ربه تبارك وتعالى، أو أن يشرع أمرًا وفقًا لهواه أو متطلباته.

- فلم يكن رسول الله r مدعيًا للرسالة أو النبوة، بل كان r رسول الله حقًّا وصدقًا، مبلغًا كل ما يوحى إليه من ربه تبارك وتعالى، ممتثلا لأوامره سبحانه وتعالى.

- فلم يكن رسول الله r إلا منفذًا لأمر الله عز وجل ومطبقًا لشرعه سبحانه وتعالى، لا يخافن فيه جل شأنه لومة لائم.

فكان ذلك كله شاهدًا برهانًا على صدق رسالته ونبوته r.

وها هوشاهد عقلي، مرئي واقعي على بطلان شبهة زواج رسول الله r من هذا العدد من نسائه، الإحدى عشرة زوجة، وإمساكه عليهن، إلى أن توفي عن تسع منهن كثغرة للطعن في رسالته r ودعوته

بداءة: قبل أن نذكر هذا الشاهد، فإننا نوجِّه سؤالا موجزًا بإجابة موجزة، ونتساءل:

هل يُعد عدم زواج النبي الـمُرسل من الله سبحانه وتعالى أو زواجه بعدد من النساء قلَّ أو كثُر شرطا في صحة وصدق نبوته ورسالته؟!

الإجابة: بالطبع، لا.

فهناك من الأنبياء من لم يتزوج مطلقًا، كنبي الله يحيى عليه السلام، حيث كان لا يأتي النساء –لا يجامعهن- مع القدرة على إتيانهن، وكنبي الله عيسى عليه السلام.

وهناك من الأنبياء من قد تزوج بالكثـير من النساء؛ كنبي الله داود عليه السلام، فقد كان عنده مائة امرأة من الحرائر، وكذلك نبي الله سليمان عليه السلام، فقد آتاه الله سبحانه وتعالى الملك والنبوة فضلا من الله تبارك وتعالى وخصوصية له عليه السلام، فالأنبياء والرسل لهم خواص اختصهم الله تبارك وتعالى بها عن سائر البشر، لا سيما النبوة والرسالة، فقد اختصهم الله تبارك وتعالى بالوحـي الذي يتنـزل عليـهم وغـير ذلك، كتكليم موسـى عليه السلام لله سبحانه وتعالى وكولادة عيسى عليه السلام بدون أب كلمةً من الله وقدرة منه جل شأنه، وكاصطفاءه سبحانه وتعالى محمدًا r بالعروج إليه فوق سبع سماوات ووصوله r إلى شجرة سدرة المنتهى التي تنتهي عندها علوم الخلائق أجمعين- ورؤيته r لآيات ربه الكبرى، وتأييده r بالمعجزة الكبرى –القرآن الكريم- واصطفائه له r بها.

إذن: فليس في عدم زواج النبي المرسل أو زواجه لعدد من النساء قلَّ أو كثُر مجالا للطعن في نبوته وصدق رسالته، إذا جاء بما يشهد له بصدق نبوته ورسالته من:

1- معتقد سليم: من توحيد لله سبحانه وتعالى ألوهيةً وربوبيةً، أي أنه سبحانه وتعالى هو الخالق والرازق وحده ... إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته الحسنى وأنه سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة وحده دون أي شريك أو ولد يُنسب إليه أو زوجة أو صاحبة تلصق به جل شأنه، وأنه سبحانه وتعالى المُنـزه عن النقائص وعن ما لا يليق بذاته من أفعال وصفات، وأنه سبحانه وتعالى بلغت أسمائه الحسنى الغاية والكمال المطلق، وأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، إلى غير ذلك.

معتقد ليس فيه إعنات أو إرهاق للذهن، عقيدة صافية لا شائبة فيها، لا فيها تكييف أو تشبيه أو تمثيل أو تصور ما لا يمكن تصوره عن الله سبحانه وتعالى أو تعطيل لصفاته جل شأنه، عقيدة تقبلها الفطرة السليمة السوية.

2- شرع قويم: يأمر بكل ما هو خير ويحثنا عليه ويرغبنا فيه كالعدل والإحسان وصلة الأرحام... إلى غير ذلك، وينهى عن كل شر ويحذرنا وينفرنا منه كالفحشاء والمنكر والبغي والظلم... إلى غير ذلك.

3- تعاليم سامية: مبادئ وقيم وأخلاقيات عالية رفيعة، تنهض بالفرد والمجتمع إلى مستوى حضاري رفيع.

4- عبادات هادية: خالصـة لله سبـحانه وتعالى وحده، لا رياء ولا نفاق ولا سمعة فيها، ولا إشراك لغير الله سبحانه وتعالى فيها، ولا رهبانية فيها، ولكن الوسطية والتوافق بين الدنيا والدين، عبادات تهدي إلى صراط الله المستقيم.

5- معاملات كريمة: قائمة على أسس من الخير والفضيلة بين جميع الأفراد والمجتمعات، لا ظلم ولا جور فيها، ولا تفرقة ولا عنصرية بين أي من طبقات الأفراد والمجتمعات، معاملات قائمة على حسن الخلق.

6- كرامة أصل ونسب: دلالة وشهادة على اختيار الله سبحانه وتعالى واصطفائه له بالنبوة والرسالة.

7- صفات أخلاقية عالية متمثلة فيه كالصدق والأمانة وغيرهما: فيكون قدوة وأسوة حسنة لمن يؤمن به ويتبعه، وذلك في أفعاله وأقواله وجميع أحواله.

8- مسارعته إلى ما كان يدعو إليه: من عبادات ومعاملات كريمة على أسس من الخير والفضيلة وتطبيق للشرع الذي جاء به من الله سبحانه وتعالى، فيكون خير نموذج يقتدى ويحتذى به.

9- معجزات: يؤيده بها الله سبحانه وتعالى ويختصه بها، فيعجز عن الإتيان بمثلها إلا نبي مرسل من الله تبارك وتعالى، فتكون خير شاهد وبرهان له ولرسالته ودعوته.

فإذا ما اتضحت لنا شواهد ودلائل ونبوة هذا النبي المرسل، فإنه ما يسعنا إلا الإيمان به والتصديق برسالته ودعوته، والتزام نهجه، والتسليم التام بأن كل ما جاء به من أفعال وأقوال، وكل ما يفعله، وكل ما يأمر به أو ينهانا عنه إنما هو في إطار وضوء شرع الله سبحانه وتعالى، امتثالا لأوامره، واجتنابًا لنواهيه، وليس خروجًا عن ما أباحه وأجازه له ربنا تبارك وتعالى، وأن فيه من الفوائد العظيمة والحكم الجليلة الكثير والكثير وإن غابت عن البعض، أو لم تظهر جميعها.

وبرهان ذلك: هذا الشاهد المرئي الواقعي الذي نذكره، ونعنونه:

بأن الله سبحانه وتعالى لا يلبس على الناس أمر دينهم، وأنه سبحانه وتعالى لم يكن

ليضيع إيمانهم، أو يجعلهم طوال حياتهم في حيرة وشك مما هم عليه من أمر دينهم، فالحق ضياء أشد من الشمس في وضح النهار، وأما الباطل فجميعه ظلمات.

ونتساءل عدة أسئلة نجيب عنها بإجابات موجزة لا بديل لها لذوي الألباب والعقول ولا حياد عنها.

التساؤل الأول: ما عاقبة هؤلاء المتبعين لرسول الله r بعد أن أخلصوا نواياهم لله سبحانه وتعالى، ممتثلين أوامره، مجتنبين نواهيه، مطبقين لشرعه، خاضعين لسلطانه جل وعلا إلى أن توفَّاهم الله سبحانه وتعالى على هذا التوحيد الخالص والمعتقد السليم والامتثال التام له جل وعلا؟!

إلى أي شيء يكون مآلهم؟

هل إلى جنة الرحمن ودار نعيمه ومستقر رحمته لرضاه تبارك وتعالى عليهم، أم إلى ناره وعذابه لسخطه وغضبه جل وعلا عليهم؟!

- الجواب: الذي لا بديل له ولا حياء عنه: أن عاقبة هؤلاء المتبعين لرسول الله r ومآلهم سيكون إلى جنة الرحمن ودار نعيمه ومستقر رحمته لرضاه تبارك وتعالى عليهم لما قد بينا وأوضحنا وفقا لما اقتضته حكمة الله سبحانه وتعالى، ولما أصلته وأقرته الشرائع السماوية من الله سبحانه وتعالى.

التساؤل الثاني: ماذا بعد أن عدَّد رسول الله r من زوجاته، وما ذلك إلا في ضوء ما أحله له ربه وتبارك وتعالى؟!

أيُضيع الله تبـارك وتعـالى بعدله ورحمته إيمان هؤلاء المتبعين لرسـول الله r، وما كان إيمانهم إلا لما شاهدوه وعاينوه من تأييده سبحانه وتعالى بما يشهد له r بصدق النبوة والرسالة والدعوة من معجزات وآيات كبرى كما أشرنا سابقًا من أجل أن نبيهم قدأكثر في زواجه وعدَّد من زوجاته؟!

- الجواب الذي لا بديل له ولا حياد عنه: بالطبع، لا.

فمن عدل الله ورحمته تبارك وتعالى أنه لن يضيع إيمانهم بعد أن هداهم هو سبحانه وتعالى إليه، وإلى أن توفاهم تبارك وتعالى مقبلين عليه، موحدين ومخلصين نواياهم له، ممتثلين لأوامره، مجتنبين نواهيه، خاضعين له سبحانه وتعالى.

التساؤل الثالث: أيكون من صاحب عقل سوي بعد ذلك قولا:

بأن هؤلاء المتبعين لرسول الله r، وأصحاب المعتقد السليم في توحيد الله سبحانه وتعالى –ألوهية وربوبية- المخلصين نواياهم له، الممتثلين لأوامره والمطبقين لشرعه، غير مجترئين على انتهاك حرماته وحدوده، الخاضعين لسلطانه جل وعلا إلى أن توفاهم الله سبحانه وتعالى على هذا التوحيد الخالص والمعتقد السليم، والامتثال التام له جل وعلا، يصير ويئول إلى ناره وعذابه لسخطه وغضبه عليهم لأن نبيهم قد أكثر في زواجه وعدَّد من زوجاته مناقضين بذلك ما اقتضته حكمة الله سبحانه وتعالى وما أصله وأقره في شرائعه السماوية، وهو سبحانه وتعالى الذي أرسل هذا الرسول إليهم وأيده بما يشهد له من صدق الدعوة والنبوة والرسالة كما أشرنا سابقًا؟!!

- الجواب: الذي لا بديل له ولا حياد: بالطبع لا، فلا يُتصور أن يصدر مثل ذلك القول من صاحب أدنى عقل، فلا يجرؤ على مثل ذلك القول إلا جاهل أو جاحد قد عميت بصيرته وطاش عقله.

التساؤل الرابع: إذن، فما يكون قولنا في محمد r ودعوته ورسالته بعدما عدَّد من زوجاته وكان آنذاك مجاوزًا للخمسين من عمره r؟

- الجواب الذي لا بديل له ولا حياد عنه: أنه لا يسعنا إلا أن نؤمن بدعوته ورسالته، وأن نقول:

إن مُحمدًا r هو رسول الله حقًّا وصدقًا، وأنه r قد تزوج من هذا العدد من نسائه في ضوء ما أحله وأباحه له الله تبارك وتعالى، وامتثالا لما أمره سبحانه وتعالى به من زواجه r بالسيدة زينب بنت بجحش للقضاء على عادة التبني ومساوئها، وأن ذلك كله من خصوصياته r كما سنوضح بمشيئة الله تعالى في نقاط تالية، وكغيره من الأنبياء قبله r.

فهذا هو الحق الذي لا لبس فيه مع الباطل، فالحق ضياء، والباطل ما هو ظلمات.

التساؤل الخامس: أيضر رسول الله r كنبي مرسل إكثاره في زواجه والتعدد من زوجاته، مع العلم بأن هناك من الأنبياء قبله r مَن أكثر في زواجه والتعدد من زوجاته بدرجة أكبر من رسول الله r؟

- الجواب الذي لا بديل له ولا حياد عنه: بالطبع لا، فلقد كان نبي الله داود عليه السلام عنده مائة امرأة من الحرائر، وكان نبي الله سليمان الذي آتاه الله الملك والنبوة قد تزوج بالكثير والكثير من النساء، ليس هذا فحسب:

بل إن تعدد الزوجات للرجل، يُعَدُّ مدحًا له ومدحًا في رجولته، وقوة تحمله للأعباء الناتجة عن الزواج، ومدحًا في رجاحة عقله وحكمته وقدرته وإمكانيته للتعايش معهن جميعًا في آن واحد.

التساؤل السادس: إذن، فما الحق الذي نخلص به مما قد أشرنا إليه من تساؤلات وإجابات لا بديل لها؟!

- الجواب موجزًا: الحق الذي لا مرية ولا شك فيه والذي نخلص به:

1- أن محمدًا r هو رسـول الله حقًّا وصدقًا، بعدما ظهر لنا تأييد الله سبحانه وتعالى ونصره له ولدعوته r، وبعدما اتضحت الشواهد والدلائل والآيات والمعجزات التي أيده بها ربنا –تبارك وتعالى- لا سيما معجزته الكبرى –القرآن الكريم- والتي تشهد بأنه r خاتم الأنبياء والمرسلين.

2- أن الله تبارك وتعالى لا يضيع إيمان المؤمنين به والموحدين له سبحانه وتعالى، والممتثلين لأوامره، والمجتنبين لنواهيه، المطبقين لشرعه، الخاضعين لسلطانه جل وعلا وفقا لما اقتضته حكمته سبحانه وتعالى وأصلته وأقرته شرائعه السماوية، التي أرسل بها رسله.

3- أنه لا مزيج ولا خلط بين ضياء الحق وبين ظلمات الباطل، كي لا يلتبس على الناس أمر دينهم، فيكونوا في حيرة وشك من أمر عباداتهم.

4- أن زواج رسـول الله r مـن هـذا العـدد مـن نسـائه –الإحدى عشرة زوجة- هو في ضوء شرع الله سبحانه وتعالى من تعدد الزوجات، وفي إطار ما أحله واختصه به ربنا تبارك وتعالى من تعدده r لأكثر من أربع زوجات، كخصوصية من خصوصياته r.

5- أن أقوال رسول الله r وأفعاله وبصفة خاصة زواجه r بهذا العدد من نسائه، بها من الفوائد العظيمة والحكم الجليلة الكثير والكثير وإن غابت عن البعض أو غاب بعضها، وسوف نذكرها بمشيئة الله تبارك وتعالى في نقاط تالية.

ونشير إلى: أن زواج رسول الله r من نسائه وتعدده لأزواجه كان له فوائد عظيمة ومعانِ جميلة وحِكَم جليلة.

فمن الحكم التي نخلص بها من زواج رسول الله r لنسائه وتعدده لأزواجه:

1- المساهمة الكبرى في رواية السنة النبوية، فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع، وإن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قد ساهمن مساهمة فعالة في رواية كل قول سمعنه، وفي نقل كل فعل رأينه من النبي r، فوصل بذلك كثير من السنة إلى الأمة الإسلامية عن طريق الرواية من نساء مقطوع بصدقهن، ومُجمع على أمانتهن وعدلهن، ولقد ذكر الرواة أن عدد الأحاديث التي رواها نساء الرسول r عنه جاوزت ثلاثة آلاف حديث.

2- نشر الدعوة بين صفوف النساء عن طريق زوجات رسول الله r واللواتي كن سيدات في أقوامهن، صاحبات السيرة الحسنة.

3- نشر أحكام النساء الخاصة بهن –لا سيما الطهارة- بين صفوف المسلمات عن طريق أمهات المؤمنين زوجات رسول الله r، والتي هي من أدق الأحكام، والتي لم يكن في استطاعة رسول الله r إيضاحها لهن بشكل أدق من أزواجه رضوان الله عليهن.

4- الاطلاع على محاسن أخلاقه r الباطنة، فقد تزوج r من السيدة أم حبيبة وكان أبوها آنذاك يعاديه، وتزوج r من السيدة صفية وكان ذلك بعد قتل أبيها وعمها وزوجها، ولو أنه r لم يكن أكمل الناس خلقًا وأحسنهم عشرة لنفرن منه، بل إن الذي وقع من أزواج رسول الله r أنه r كان أحب إليهن من جميع أهلهن.

5- الزيادة في التكليف له r: حيث كُلِّف r بأن لا يشغله ما حُبِّب إليه من أزواجه عن المبالغة في التبليغ والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وعبادته r لربه تبارك وتعالى.

6- خرق العادة: من حيث جِماعه r لزوجاته رضوان الله عليهن مع التقلل من المأكول والمشروب وكثرة الصيام والوصال فيه –أن يصوم يومين متتابعين دون إفطار بينهما- لا سيما في الأيام الجافة، شديدة الحرارة.

وكان r قد أمر من لم يقدر على مؤن النكاح بالصوم، حيث إن كثرته تكسر شهوته، ومع كثرة جهده r في العبادة والدعوة، وتحمله لأعباء الرسالة والتبليغ عن ربه تبارك وتعالى لا سيما غزواته وحروبه ضد أعداء الله عز وجل لرفع رايته وإعلاء كلمته «لا إله إلا الله» سبحانه وتعالى.

فانخـرقت هـذه العـادة في حقه r لأنـه رسـول من عنـد الله سـبحانه وتعالى، قد أيده ربنا تبارك وتعالى بخواص ليست لغيره، ولا يملكها أحد سواه r، فكانت هذه خاصية من خصوصيات رسول الله r، وإشارة إلى صدق نبوته ودعوته.

7- اقتداء المسلمين برسول الله r في صبره، وحُسن خُلقه، وحسن عشرته مع أزواجه، وكيفية التعامل معهن رضوان الله عليهن.

ولقد حفظ ربنا تبارك وتعالى سيرة رسول الله r الطيبة العطرة شاهدة له، وكي نتأسى ونقتدي بها.

8- اقتداء نساء العالمين بزوجات رسول الله r في صبرهن وزهدهن وفقًا لما رباهن عليه رسول الله r، وحُسـن أخلاقهن في التعامل فيما بينهن –كضرائر- وفي كيفية التعامل مع زوجهن r.

ويتضح من ذلك: حكمة الشريعة الإسلامية في أن يُباح للرجل أن يُعدِّد من زوجاته، وأن ذلك ليس مُحالا في الواقع شرط تقوى الله عز وجل وتطبيق شرعه سبحانه وتعالى.

وسوف يأتي بمشيئة الله تعالى الإشارة إلى الحِكَم الجليلة من تعدد الزوجات لا سيما بعدما اكتشف العلم الحديث من إحصائيات مؤكدة.

9- توثيق الصلات بين رسول الله r وبين كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، الذين كانوا بمثابة أركان الدولة الإسلامية وأعمدتها، فيقوى بذلك بنيان دولة الإسلام، فلقد تزوج r من ابنة أبي بكر الصديق -السيدة عائشة رضي الله عنها-، وتزوج r من ابنة الفـاروق عـمر بن الخطـاب -السيدة حفصة رضي الله عنها-، وزوَّج ابنته السيدة رقية رضي الله عنها لعثمان بن عفان، فلما توفاها الله سبحانه وتعالى زوجَّه r ابنته السيدة أم كلثوم رضي الله عنها، ولذلك كان سيدنا عثمان بن عفان يُلقَّب بـ«ذي النورين» لزواجه من ابنتي رسول الله r.

وزوج r ابنته السيدة فاطمة رضي الله لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

10- كسر قاعدة التبني لما هو مترتب عليها من مفاسد اجتماعية وضياع للحقوق، والنسب الحقيقي والتي كانت عادة متأصلة في العرب.

فكـان زواجه r من السـيدة زينب بنت جحـش بأمـره من الله عز وجل، وكان ذلك بعدما فارقها زيد بن حارثة رضي الله عنها، وكان قد تبناه رسول الله r قبل رسالته وتحريم التبني، فكان زيد آنذاك بمثابة الابن الحقيقي لرسول الله r، له ما له من حقوق ومواريث، وعليه ما عليه من واجبات.

فجاء هذا الزواج المبارك لرسول الله r نقضًا لتلك العادة المتأصلة في العرب –التبني- فلا تضييع للأنساب الحقيقية، ولا يرث إلا مَن له الحق في الميراث امتثالا لقوله تعالى:

﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [سورة الأنفال:75].

ولا يكون هناك تضييق على المسلمين في أن يتزوجوا من أزواج أدعيائهم –من التبني- الذين قد أعلنوا تبنيهم لهم إذا قضوا منهن وطرًا، وإن دخلوا بهن؛ لأنهم ليسوا بالأبناء الحقيقيين.

فبزواج رسول الله r من السيدة زينب رضي الله عنها لم يعد الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه ابنًا لرسول الله r؛ لأنه لا يجوز للأب أن يتزوج من زوجة ابنه التي قد دخل بها وجامعها، فكان ذلك من حكمة زواج رسول الله r.

11- أن تكثر عشيرته r من جهة نسائه، فتزداد دعوته قبولا وانتشارا، ويزداد أعوانه r على من يحاربهم من أعداء الله عز وجل لنشر راية التوحيد «لا إله إلا الله» وإبطال عبادة ما سوى الله سبحانه وتعالى.

12- مصاهرته r لعدة بطون وأفخاذ بين قبائل العرب سهلت قبول الدعوة وانتشارها بين القبائل.

13- قد يكون زواجه r لزيادة النسل كما علمنا، فهو القائل r:

«تزوجوا الودود الولود فني مكاثر بكم الأمم» [رواه أبو داود مرفوعًا بسند صحيح].

ويعني ذلك: أن تلد الأمة رجالا ونساءً قد أُنشئوا ورُبُّوا على تقوى الله عز وجل وتطبيق شرعه سبحانه وتعالى، وتحمل عبء ومسئولية نشر هذا الدين العظيم.

14- إن العربي كان يمدح بكثرة النكاح لدلالته على رجوليته، فكان رسول الله r أحق بذلك، وأكثر من ذلك: أنه r لم يشغله كثرة أزواجه ومسئولية r تجاههن عن عبادة ربه جل وعلا، بل زاده ذلك عبادة لتحصـينهن وقيـامه بحقوقهـن واكتسـابه لهـن وهدياته r -بإعـانة من الله عز وجل- إياهن.

ولذلك كان زواج رسول الله r من نسائه وتعدده لزوجاته رضوان الله عليهن لحِكَم عظيمة وجليلة يعملها الله سبحانه وتعالى، ويستنبط أهل العلم منها قدر استطاعتهم.

فكان ذلك إشارة إلى صدق نبوته r ودعوته والشرع الذي جاء به من ربه تبارك وتعالى.

فلقد أقر هذا الشرع الحكيم مبدأ تعدد الزوجات وأجازه لحِكَم عظيمة وجليلة شرط تحقق مبدأ العدالة، فلقد اشترط الشرع الحكيم الذي جاء به خاتم المرسلين r عدة شروط وفقًا لما أقره وأجازه من تعدد الزوجات وهي في إيجاز:

1- العدل بين الزوجات وعدم الظلم لأي منهن، فلا يميل الزوج إلى إحدى الزوجات ويترك الأخرى، وليس المقصود بالميل هنا ما يتعلق بالأمور والقلبية؛ كحبه لإحدى الزوجات عن الأخريات؛ لأن هذا مما لا يملكه الإنسان، ولكن ما نقصده بعدم الميل: ألا يظلم الزوج امرأته، فلا يهجرها، ولا يتركها عرضة لارتكاب المـُحرَّم.

2- القدرة والاستطاعة في الإنفاق على زوجاته، فلا يجوز للإنسان أن يُعدِّد من زوجاته، ويجمعهن كلهن في موطن واحد، ثم يتكفف الناس للإنفاق عليهن.

3- العدل في الإنفاق عليهن: فعلى الزوج أن لا يبخس حق أيٍّ من زوجاته ولا يظلم أيًّا منهن، وفي ذلك تفصيل لا يسعنا ذكره في موضوعنا.

4- القدرة على تحصينهن وإعفافهن جميعًا: فلا يهجر أيًّا منهن، فيتركها عرضة لارتكاب ما حرمه الله عز وجل لعدم إحصانه وإعفافه لها.

لقد أحل الله سبحانه وتعالى تعدد الزوجات في شريعته الخاتمة الباقية، وهو سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما سـيكون، فلم يغب عن علمـه سبحانه وتعالى وقائع الأحداث في الماضي أو الحاضر أو في المستقبل.

فكانت إجازته سـبحانه وتعـالى لتعـدد الزوجـات رحمـة من الله سـبحانه وتعالى، ولحِكَم جليلة وعظيمة منه جل وعلا.

ونذكر أيضا من حِكمة الشرع الذي جاء به محمد r في إقراره لمبدأ تعدد الزوجات –الذي كان سائدًا في العرب- وإجازته له ما يلي:

1- أن الله سبحانه وتعالى أجرى العادة بأن الرجال أقل عددًا من النساء في أقطار الدنيا، وأن الرجال أكثر تعرضًا لأسباب الموت منهن في جميع ميادين الحياة، لا سيما الحروب، ويدل على ذلك الحربين العالميتين الأخيرتين، والتي هلك فيهما ملايين الرجال، وأصبحت جماهير غفيرة من النساء –ما بين أبكار ومتزوجات بعد فقد عائلتهن- بلا زواج.

فلو أن الزوج اقتصر في زواجه على واحدة فقط لبقي عدد ضخم من النساء محرومًا من الزواج، فيضطرون إلى ركوب الفاحشة والانحطاط إلى درجة البهائم في عدم الصيانة والمحافظة على الشرف والمروءة والأخلاق.

ولقد جاء علم الإحصاء حديثًا كلطمة صاعقة في وجوه مثل هؤلاء الجاهلين والحاقدين، وذلك حين اكتشف أن:

نسبة مواليد الفتيات أكبر وأضخم من نسبة مواليد الذكور، فكان ذلك موافقًا للشرع الحكيم الذي أُرسل به رسول الله r، فسبحان الله الحكيم الخبير القائل في كتابه جل وعلا:

﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾.[سورة هود:1]

2- أن الإناث كلهن مستعدات للزواج وذلك وفقًا لما جاءت به الشريعة الإسلامية الحكيمة؛ لأن الأصل في لوازم النكاح والزواج أنها جميعًا تقع في عبء ومسئولية الرجل من توفير للمسكن والفراش والصداق والملبس والمأكل والمشرب، وتوفير احتياجات الزوجة من حيث الإنفاق عليها، وكان ذلك كله تكريمًا للمرأة، خلافًا لما جرت عليه العادات في هذا الزمان، فكثير من الرجال لا قدرة لهم على القيام بلوازم النكاح لفقرهم.

فالمستعدون للزواج من الرجال أقل من المستعدات للزواج من النساء؛ لأن المرأة لا عائق لها، أما الرجل فيعوقه الفقر وعدم القدرة على لوازم النكاح.

فلو اقتصر الرجل بالزواج من امرأة واحدة لضاع كثير من المستعدات للزواج أيضًا بعدم وجود أزواج، فيكون سببًا لضياع الفضيلة، وتفشي الرذيلة والانحطاط الخلقي وضياع القيم الإنسانية، كما هو واضح في النصارى واليهود وغيرهم، ممن لا شريعة لهم لا سيما في كنائسهم ومعابدهم في أوقات مرحهم وأعيادهم المزعومة، فلا ترى إلا كل منكر وفسوق.

ولكن إذا خاف الزوج أن لا يعدل بين أزواجه وجب عليه الاقتصار على زوجة واحدة.

3- يوجد من الرجال من قد منحهم الله سبحانه وتعالى قوة وطاقة في أبدانهم –على غير المعتاد- وسعة في أرزاقهم، وكما أشرنا بداءة:

أن الإسلام لم يأتِ ليقتل شهوة الرجل وغريزته، بل جاء ليوجهها ويسيرها الاتجاه والمسار الصحيح مطابقة لشرع الله عز وجل ولما يوافق حكمته سبحانه وتعالى.

لقد أجاز الله سبحانه وتعالى تعدد الزوجات رحمة منه سبحانه وتعالى لمثل هؤلاء، وتوسعة منه تبارك وتعالى على عباده المؤمنين، وخاصة أن المرأة يأتي عليها وقت تحيض فيه شهريًّا، ووقت تنفس فيه بعد الولادة، فلا يستطيع الزوج مجامعة زوجته آنذاك أو عند مرضها.

وأيضًا حتى لا يكون إرهاقًا للزوجة الواحدة، فيكون تعدد الزوجات آنذاك رحمة للمرأة وتخفيفًا عنها، ولكن كما أوضحنا أنه يُشترط العدل بينهن جميعًا.

4- يوجد من الرجال من هو دائم الترحال والسفر بين دولتين أو أكثر مع طول أو قصر المسافة بينهما من وقت لآخر موافقة لعمله.

فقد يطول سفره أو يقصر، وليس بإمكانيته المحدودة اصطحاب زوجتة معه في كل سفر، لا سيما إن كان قد رُزق الأولاد، وفي مراحل تعليمية مختلفة، فكان من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا، وبمثل هؤلاء أن أحل لنا تعدد الزوجات؛ صيانةً ومحافظة على الفضيلة، وعدم تفشي الرذيلة والوقوع في المُحرَّم، وخاصة إذا كان العمل والسفر بين دولتين، منتشرًا فيهما الفتن والفواحش والرذائل، كدول الغرب، التي على غير شريعة الإسلام، ولكن ذلك بشرط:

أن لا تطول مدة سفر الزوج وغيابه عن زوجته عن الحد اللائق، كي لا يتسبب ذلك في إيذائها ومعاناتها.

وأن يعدل بينهن جميعًا، رحمة وحكمة من الله سبحانه وتعالى.

5- يوجد كثير من الأزواج الذين تتوفر فيهم الرغبة في كثرة الأولاد والنسل والعشيرة الصالحة مع قوة وطاقة في أبدانهم، وسعة في أرزاقهم، لا سيما إن كان ذلك نابعًا من الامتثال لما حثنا عليه رسول الله r ، حيث قال :

«تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم»

[رواه أبو داود مرفوعًا بسند صحيح]

وكما أشرنا سابقًا: أن تكون هذه الكثرة تقية صالحة ممتثلة لأوامر الله سبحانه وتعالى.

فلم يضيق عليهم ربنا تبارك وتعالى بتحجيم هذه الرغبة الحسنة، ولكن شرط:

-القدرة على الإنفاق عليهن، والتربية لهن على أسس من الخير والفضيلة، مستمدة من شرع الله عز وجل، وتقوى الله سبحانه وتعالى وتطبيق شرعه جل وعلا.

- وشرط أن يعدل بين أزواجه جميعًا... إلى غير ذلك.

فكان ما أشرنا إليه من موجز إلى ما أقره الإسلام من مبدأ تعدد الزوجات، شاهدًا على صدق الشرع الذي جاء به رسول الله r من الله سبحانه وتعالى وصدق نبوته ورسالته.

واستكمالا لما قد بدأناه فى هذا العنوان (عزوفه r عن الدنيا وأغراضها ومفاتنها )

فها هى ابنة النبى محمدr فاطمة رضي الله عنها بنت خديجة رضي الله عنها التي أنفقت مالها في خدمته ودعوته، لم يعطها من مال الله ما يقضي حاجتها ويضمن راحتها، حتى ميراث النبي r فهو صدقة لا يُورث.

اهتمام بالغ بالفقراء ورعاية للضعفاء، فمن أجل هؤلاء تناسى r نفسه وأهله، ولم يؤثرهم بشيء من حياته، ولم يدخر لهم شيئًا بعد وفاته، ووكلهم جميعًا إلى فضل الله ذو الفضل العظيم.([51])

إنه نبي جاء ليرفع أتباعه عن أن يكونوا عبيد الدنيا عبيد المال، جاء ليجعلهم عبيدًا لله وحده، يرضون من الدنيا بالقليل، ويكفيهم ما يتزودون به للآخرة، فرسول الله r لم يكن طامعًا في ملك أو مال أو جاه.([52])

فالأحاديث التي رُويت عنه r تشهد بعزوفه عن الدنيا وتواضعه طوال حياته r، فماذا كان يبغي؟

وما الغاية التي كان يرمي إليها؟

وهو الذي شهد الجميع بحكمته ورجاحة عقله r.

لا شيء سوى أن يرضي مولاه الذي سيطر على حوائجه وتملك كل جوارحه، لا شيء سوى أن يفوز بحبه وينعم بقربه.([53])

أليس هذا كله يدل على أنه مخلص في دعواه، وأنه كما يقول رسول من عند الله؟

* * *

الشاهد السابع

حقيقة دعوة الرسول r وهل يمكن أن يجيء بها أمي ([54])

ولنعد مرة أخرى إلى الدعوى التي جاء بها رسول الله r لنلقي عليها نظرة فاحصة نكشف طبيعتها ومرماها.([55])

فبالبحث والتأمل يتجلى لنا أنها دعوة فطرية، مبادئها النظرية قوائم لكل عقل، ومبادئها العملية تناسب كل طاقة.([56])

دعوة تلائم الغرائز الإنسانية والمصالح البشرية، دعوة ليس فيها إعنات للفكر ولا قهر للذهن ولا إرهاق للتصور، دعوة تثير في الناس غريزة حب الاستطلاع؛ ليتفهموها وليقفوا على أدلتها، دعوة تقوم على الحق وتبني على الخير وتهدي إلى الرشد في كل ما جاءت من أصول أو فروع من عقائد أو أحكام.([57])

سُئل أحد الحكماء: لماذا أسلمت؟

فقال: نظرت في الإسلام، فلم أجد فيه أمرًا يقول فيه افعل ويقول العقل فيه لا تفعل، وكذلك لم أجد فيه أمرًا يقول فيه لا تفعل ويقول العقل فيه افعل، ولكن وجدت كل ما جاء به من أوامر ونواه تطابق عليها العقل والشرع، هذا ما قاله حكيم فطن حاذق لبيب.

وهو قول حق نجد مصداقه في كل ما جاء به الإسلام، ولنذكر على سبيل المثال:([58])

أ- عقيدة التوحيد: عقيدة سهلة لا تركيب فيها ولا تعقيد، ولا غموض فيها ولا إبهام، براهينها ميسورة مستقاة مما يقع تحت حواس الإنسان وفكره، وهي واضحة لا تدع مجالًا للريب ولا منفذًا للشك.([59])

ب- عقيدة البعث والإيمان باليوم الآخر: فهي ترتبط بعقيدة التوحيد بأوثق الروابط، فالإيمان بإله واحد بلغ غاية الكمال يستلزم الإيمان بحكمته البالغة ومن الحكمة أن لا يُسوى بين مؤمن وكافر، بار وفاجر، محسن ومُسيء، فلا بد من يوم تُجزى فيه كل نفس بما كسبت، ولا استحالة في البعث، فمن قدر على البدء يقدر على الإعادة.([60])

جـ- الإيمان برسل الله: فبينها وبين العقيدتين السابقتين أقوى الأواصر وأمتن الروابط، فحكمة الله سبحانه وتعالى تأبى أن يوجد الإنسان ويتركه سدى ويدعه هملًا، ويعاقبه دون أن يقيم الحجة.([61])

د- الإيمان بما جاء به الرسل: فالإيمان بالرسل يقتضي الإيمان بما جاء به الرسل.

هـ- تمتاز هذه الدعوة بعمومها للناس وشمولها لمصالحهم الدنيوية والأخروية، كفلت كل مصالحهم الروحية والجسمية، الفردية والجماعية، نشر الفضيلة ومحاربة الظلم والرذيلة ومسالمة الكفار المسالمين.([62])

فالإسلام لم يترك أمرًا إلا ونهج له نهجًا يأخذ به المسلمون، وتحاول دول العالم الأخذ بمنهج الإسلام وما فيه من تعاليم وإرشادات ومعالجات لكل صغيرة وكبيرة.([63])

فالإسلام هو الدعوة الشاملة لكل نواحي الإصلاح على أدق صورة وأعظم منهاج.([64])

فهل يمكن أن يقوم بهذه الدعوة أمي نشأ بين أميين؟

كلا، والتاريخ على طوله لم يذكر أمي سواه فالحق: أن محمدًا r رسول الله من عند الله.([65])

* * *

الشاهد الثامن

موقف الكفار من الداعي والدعوة ونصر الله لهما ([66])

كان موقف الكفار موقف مناوأة منذ اللحظة الأولى، مناوأة للداعي وللدعوة ولمن آمن بالداعي- رسول الله- والدعوة، لقد آذوا رسول الله r بالقول والفعل أذىً شديدًا، ولقد آذوا أصحابه الذين آمنوا به r وتفننوا في تعذيبهم والتنكيل بهم، ونماذج ذلك كثيرة تشهد بمدى صبر وصمود رسول الله r وأصحابه من أجل هذه الدعوة، فهذا بلال من أصحاب رسول الله r ومؤذن رسول الله r: كان بلال مولى أمية بن خلف، فكان أمية يضع في عنقه حبلًا، ثم يُسلمه إلى الصبيان يطوفون به جبال مكة حتى كان يظهر أثر الحبل في عنقه، وكان أمية يشده شدًّا، ثم يضربه بالعصا، وكان يلجئه إلى الجلوس في حر الشمس، كما كان يكرهه على الجوع وأشد من ذلك كله:

كان يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول:لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى- الأصنام- فيقول بلال رضي الله عنه وهو على ذلك: أحدٌ أحد, ويقصد أن الله سبحانه وتعالى واحد فرد صمد، لا ند له ولا مثيل له ولا شريك.([67])

وغيره الكثير من أصحاب رسول الله r الذين لاقوا وعانوا ألوانًا من التعذيب

والتنكيل بهم، بسبب اعتناقهم هذا الدين العظيم، ولكن هذا كله لم يرُدَّهم عن دينهم وإيمانهم بدعوة رسول الله r، فجزاهم الله خيرًا على إيمانهم وصبرهم.([68])

لقد جرب الكفار في حربهم كل سلاح وقعدوا له كل مرصد، وأخيرًا عادوا إلى الإيمان برسالته وتصديق نبوته والالتفاف حول رايته r.([69])

ولقد جاء بعد رسول الله r من ادعى النبوة كمسيلمة الكذاب، الذي ادعى أنه نبي واتبعه المنافقون من شدة غيظهم وحقدهم على الإسلام وأهله، فكانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر في صدورهم ويخفونه.

فحارب المسلمون مسيلمة الكذاب ومن اتبعه من المنافقين، فكان النصر من الله للمسلمين وقُتِل مسيلمة الكذاب وهُزِم المنافقون شر هزيمة، أرأيت كيف كانت نهاية مسيلمة الكذاب ودعوته الكاذبة؟

أرأيت كيف قرن الله سبحانه وتعالى بين اسم مُدَّعي النبوة مسيلمة وبين صفته الكذاب، وجمع بينهما وخلدهما في صفحات التاريخ خزيًا له وعقوبة في تلك الدنيا التي نحياها؟

ونلحظ كم كان الفارق بين من كذب في دعواه وافترى على الله الكذب في ادعائه النبوة، وبين من صدق في دعواه وفي تبليغه عن ربه سبحانه وتعالى، فشتان الفارق بينهما.

فلقد نصر الله سبحانه وتعالى رسوله محمد r ونصر دعوته، وختم حياته r بحسن الخاتمة.

فلقد صبر رسول اله r واصطبر وجاهد جهادًا كبيرًا طويلًا طوال فترة رسالته إلى أن نصره الله سبحانه وتعالى.

وإلى أن نصر الله عز وجل دعوته r ونشرها إلى أن انتشر هذا الدين العظيم الذي جاء به من قبل ربه تبارك وتعالى.

ولقد خلّد الله سبحانه وتعالى اسم رسوله محمد r ورفع ذكره بين صفحات التاريخ.

وجمع سبحانه وتعالى بين اسمه جل شأنه واسم رسوله محمد r وقرن بينهما في كل أذان وفي كل إقامة.

فلا يكاد ينتهي الأذان في مكان ما إلا ويأتي وقته في مكان آخر فيؤذن مرة أخرى وهكذا لنفس تلك الفريضة الواحدة التي قد أُذِّن لأدائها من قبل إلى أن يأتي وقت فريضة أخرى وهكذا.

ففي كل مكان بعد أن انتشر هذا الدين العظيم في كافة أنحاء الأرض التي نحيا عليها نسمع هذا القول الحق والشهادة الصدق:

أشهد أن لا إله إلا الله

أشهد أن محمدًا رسول الله

فسبحان الله العظيم.

كم كان نصر الله سبحانه وتعالى لمحمد r طوال حياته وأيضًا بعد مماته، ولم كل هذا؟ لا شك إلا لأنه r رسول الله من عند الله عز وجل، ولأنه r خاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

وكذلك جمع بين اسم رسول الله r وبين الثناء عليه r فلا يكاد يذكر اسم رسول الله r أو يذكر ضمير يعود على اسمه r إلا ويقرن بينهما وبين الصلاة عليه r بأن ندعو الله عز وجل أن يصلي على رسوله r فهو سبحانه وتعالى الذي يعلم مكانة ومنزلة رسوله r فصلاة الله سبحانه وتعالى على رسوله r هي ثناء عليه r .

وكذلك لا يكاد يذكر اسم رسول الله r إلا ونتذكر لقبه الذي لُقب به قبل بعثته فهو r الصادق الأمين.

والسؤال الذي يفرض نفسه:

أيمكن أن ينصر الله سبحانه وتعالى محمدًا r ويؤيده كل هذا التأييد وهو كاذب في دعواه؟

كلا، فالحق أن محمدًا r له من المكانة العالية والمنزلة الرفيعة لدى ربه سبحانه وتعالى التي استحق بها تأييد ونصر الله سبحانه وتعالى له r فهو خاتم الأنبياء والمرسلين.

أرأيت كيف نصر الله سبحانه وتعالى رسوله r ودعوته؟

أرأيت كيف قرن الله سبحانه وتعالى بين اسمه جل شأنه واسم رسوله محمد r ورفع له ذكره؟

أرأيت كيف خلد الله سبحانه وتعالى اسم رسوله محمد r مقترنًا بعظيم صفاته الصدق والأمانة كرامة له r في صفحات التاريخ؟

فمحمد r هو رسول رب العالمين وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.

* * *

الشاهد التاسع

رحمة رسول الله r بالعالمين وبركته على كل من التصق به r

بسبب من الأسباب

فرسول الله r أرسله ربنا تبارك وتعالى رحمة للعالمين، لإخراجهم من ظلمات الشرك والأوثان إلى نور التوحيد والشرع القويم، لإخراجهم من غضب الله عز وجل وسخطه وعظيم عقابه إلى الفوز برضا الله تبارك وتعالى وجنته وحسن جزائه تبارك وتعالى.

ولقد جاهد r جهادًا طويلًا واصطبر صبرًا جميلًا طوال فترة رسالته r إلى أن سطع نور التوحيد في كافة أنحاء الأرض التي نحيا عليها.

قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: ١٠٧].

ولنتأمل في أثر بركة رسول الله r على كل من التصق به بسبب من الأسباب:

أ- كفار مكة:

كان أهل مكة يعبدون الأوثان من دون الله سبحانه وتعالى، فحاول أبرهة الأشرم هدم بيت الله الحرام- الكعبة- ومعه فيله وجيشه، وكان ذلك في العام الذي ولد فيه رسول الله r، ولم يكن لأهل مكة طاقة بمحاربة جيش أبرهة، ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل عليهم طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول، فولوا مدبرين مهزومين تتساقط جلودهم أمام أعينهم عقوبة وخزيًا لهم في الدنيا، إضافة إلى جزائهم في الآخرة، وكان ذلك في اليوم الذي ولد فيه رسول الله r .

فلم يشأ الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد r أن يخرج عبدًا أسيرًا في أيدي أبرهة وجيشه، وكان من الممكن ذلك إذا نجح أبرهة وجيشه في هدم الكعبة، ومن ثم أسر أهل مكة جميعًا، ولكن أنى لهم ذلك فالله خير حافظًا لرسوله r وهو خير الناصرين؟

وكما ذكرنا أن ذلك كان في العام الذي ولد فيه خاتم المرسلين محمد r.

فببركة رسول الله r نجا أهل مكة جميعًا من جيش أبرهة ومن الوقوع في أسرهم، فكم بلغت بركة رسول الله r على أهل مكة مع أنهم كانوا عبادًا للأوثان.

ب- اسم رسول الله r وأسماء بعض من التصق به بسبب من الأسباب: فإذا تأملنا فيها وزدنا إمعان النظر فيها نجد أنها أسماء من المبشرات ليست من المنفرات.

1- ولنبدأ باسم رسول الله r محمد، المصدر: حمد، من الحمد، فرسول الله r محمود في الأرض ومحمود في السماء، وقد سمي رسول الله r بهذا الاسم دون غيره من الأسماء مع أن هذا الاسم لم يكن منتشرًا بين أسماء العرب، ولكن لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، فقد سُمي بهذا الاسم r دون غيره من الأسماء بإرادة ومشيئة وحكمة من الله سبحانه وتعالى.

2- والد رسول الله r كان اسمه عبد الله وليس عبد العزى أو غير ذلك من الأصنام والأوثان.

3- والدة رسول الله r كان اسمها آمنة من الأمن وليست كأسماء غيرها من النساء والتي قد تكون منفرة غير مبشرة.

4- القابلة التي قامت بتوليد السيدة آمنة في حملها برسول الله r كان اسمها الشفاء.

5- أول من أرضعت رسول الله r بعد أمه كان اسمها ثويبة من الثواب وأعتقها أبو لهب عم رسول الله r عندما بشرته بمولد محمد رسول الله r.

6- كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم من البدو بعيدًا عن أمراض الحواضر لتقوى أجسامهم وتشتد أعصابهم ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم، فكان اسم المرضعة التي أرضعت رسول الله r حليمة السعدية من الحلم والسعادة، ولقد رأت من بركة رسول الله r ما سوف نذكره بإيجاز بعد ذلك.

7- خادمة رسول الله r كان اسمها بركة- أم أيمن- من البركة ومن اليُمن.

8- كان مولد رسول الله r في شهر ربيع الأول، وهو يعتبر أعدل وأفضل شهور العام وفيه تتفتح الأزهار.

9- بعد هجرة رسول الله r إلى يثرب سُميت بالمدينة المنورة، فسبحان الله العظيم الحكيم الذي اصطفى رسوله خاتم المرسلين محمد r من خلقه وعباده واصطفى له اسمه وأسماء كل من التصق به r بسبب من الأسباب.

جـ- كان رسول الله r مباركًا تظهر بركته على من حوله وسنكتفي بنموذجين اثنين ممن لحقت بركة رسول الله r بهما وهما:

1- السيدة حليمة السعدية مرضعة رسول الله r:

لقد رأت السيدة حليمة السعدية من بركة رسول الله r ما قصت منه العجب ولنتركها تروي ذلك مفصلًا.

قال ابن إسحاق: كانت حليمة تحدث: أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في تسعة نسوه من بني سعد بن بكر، تلتمس الرضعاء، قالت: وذلك في سنة شهباء، لم تبق لنا شيئًا. قالت: فخرجت على أتان لي قمراء، معنا شارف لنا، والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع، ما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت عليَّ أتاني تلك، فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفًا وعجفًا، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله r، فتأباه إذا قيل لها: إنه يتيم. وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي.

فكنا نقول يتيم: وما عسى أن تصنع أمه وجدُّه، فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيري.

فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي، ولم آخذ مرضعًا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم، فلآخذنه. قال: لا عليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة.

قالت: فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا لأني لم أجد غيره. قالت: فلما أخذته رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب، وشرب معه أخوه حتى روي- المقصود بأخيه: أي ابن السيدة حليمة، فهو أخوه إذًا من الرضاعة- ثم نام وما كنا ننام معه قبل ذلك.

وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب، وشربت معه حتى انتهينا ريًّا وشبعًا، فبتنا بخير ليلة.

قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة. قالت: فقلت: والله إني لأرجو ذلك.

قالت: ثم خرجنا وركبت أنا أتاني وحملته عليها معي، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شيء من حُمُرِهم حتى إن صواحبي ليقلن لي: يا ابنة أبي ذؤيب ويحك أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجتِ عليها؟

فأقول لهن: بلى والله، إنها لهي هي. فيقلن: والله إن لها شأنًا. قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به معنا شباعًا لبنًا، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن وما يجدها في ضرع، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب، فتروح أغنامهم جياعًا ما نبض بقطرة لبن وتروح غنمي شبعًا لبنًا.

فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا، قالت: فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا لما كنا نرى من بركته.

فكلمنا أمه وقلت لها: لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة. قالت: فلم نزل به حتى ردته معنا. [الرحيق المختوم: لصفي الرحمن المباركفوري]، [ابن هشام 1/162، 163، 164].

2- أم معبد الخزاعية:

ولنذكر بإيجاز أثر بركة رسول الله r عليها عندما مر بخيمتها أثناء الهجرة: مر رسول الله r ومن معه أثناء هجرته بخيمة أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تطعم وتسقي من مر بها، فسألاها، هل عندها من شيء؟

فقالت: والله لو كان عندنا ما أعوذكم القرى، والشاة عازب، وكانت سنة شهباء، فنظر رسول الله r إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: ((ما هذه الشاة يا أم معبد؟)) قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. فقال: ((هل بها من لبن؟)) قالت: هي أجهد من ذلك. فقال: ((أتأذنين لي أن أحلبها؟)) قالت: نعم بأبي وأمي وإن رأيت بها حلبًا فاحلبها، فمسح رسول الله r بيده ضرعها، وسمى الله ودعا، فتفاجت عليه ودرت، فدعا بإناء لها يربض الرهط، فحلب فيه حتى علته الرغوة، فسقاها، فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب وحلب فيه ثانية حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها وارتحلوا.([70])

فما لبث أن جاء زوجها أبو معبد يسوق عنزًا عجافًا يتساوكن هزالًا، فلما رأى اللبن عجب فقال: من أين لك هذا، والشاة عازب ولا حلوبة في البيت؟

فقالت: لا والله، إلا أنه مر بنا رجل مبارك -لما رأته من بركته r- كان من حديثه كيت وكيت، ومن حاله كذا وكذا.([71])

قال: إني والله أراه صاحب قريش الذي تطلبه، صِفِيهِ لي يا أم معبد. فوصفته r بصفاته الرائعة بكلام رائع، كأن السامع ينظر إليه وهو أمامه.

فقال أبو معبد: والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلًا، وأصبح صوت بمكة عاليًا يسمعونه ولا يرون القائل:([72])

جزى الله رب العرش خير جزائه

رفيقين حلا خيمتى أم معبد

هما نزلا بالبر وارتحلا به

وأفلح من أمسى رفيق محمد

فيا لقصي ما زوى الله عنكم

به من فعال لا يحاذي وسؤدد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم

ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها

فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

وغير ذلك الكثير والكثير من النماذج والمعجزات التي تُدلل على بركة رسول اللهr، ولا عجب، فمحمد r هو خاتم الأنبياء المرسلين.

* * *

الشاهد العاشر

فقه التربية من رسول الله r لأصحابه رضي الله عنهم

والحب الشديد من أصحابه له r

وتعلقهم واقتدائهم به r وافتدائهم له r بأرواحهم

تربية الرسول r لأصحابه رضوان الله عليهم:

لقد قام رسول الله r بتربية أصحابه حق التربية.

فلقد رباهم r على التوحيد الخالص لله عز وجل وعدم الإشراك به شيئًا.

رباهم r على الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى، واجتناب نواهيه وتعظيم حرماته جل شأنه.

رباهم r على التمسك بكل فضيلة واجتناب كل رذيلة.

رباهم r على المسارعة والمنافسة والتسابق في فعل الخيرات واجتناب المنكرات.

رباهم r على حب الله سبحانه وتعالى وحب رسوله r أكثر من أنفسهم التي بين جنبيهم، وحب الآخرة وتفضيلها على الدنيا.

رباهم r على الشوق إلى لقاء الله سبحانه وتعالى والفوز برضاه ونعيمه جل شأنه.

لقد رباهم r حق التربية حتى صاروا رجالًا بحق، أهلًا لنصرة دين الله في الأرض، قادرين على حمل لواء هذا الدين العظيم، يفتحون به أنحاء الأرض فتحًا، مؤيدين من قِبَل إلاههم بعد فوزهم برضاه جل شأنه عليهم- رضوان الله عليهم- ولم لا؟

فلقد طهرت نفوسهم وزكت أرواحهم بعد رسالة المصطفى r إليهم.

قال الله تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) [البقرة: ١٥١].

فلقد أصبحوا قادرين على حمل راية التوحيد «لا إله إلا الله» والدعوة إليها، وبالفعل: فلم تمض غير سنوات معدودات إلا وقد انتشر هذا الدين العظيم، وأصبحت راية التوحيد «لا إله إلا الله» عالية خفاقة في شتى بقاع الأرض، وتحطم تحتها ما سواها من شرك وأوثان وطواغيت.

فلقد انهارت أعظم إمبراطوريتين وأعظم قوتين في ذلك الوقت على أيدي المسلمين الفاتحين تحت لواء راية التوحيد «لا إله إلا الله».

وكانت هاتين القوتين هما إمبراطورية الفرس وإمبراطورية الروم، فالفرس كانوا يعبدون النار، والروم كانوا يشركون بالله سبحانه وتعالى، وينسبون إليه الولد ويعبدون الصليب.

قال رسول الله r لمشركي مكة: ((قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم)). [صحيح: أخرجه الإمام أحمد والبيهقي].

فالبفعل تحطمت هاتين القوتين على أيدي المسلمين الفاتحين المستمسكين بكتاب الله عز وجل، وسنة رسوله r، المتبعين له r، والمنتهجين بنهجه صلوات الله وسلامه عليه، وتحطمت ما سواهما من قوى الأرض تحت لواء «لا إله إلا الله» مصداقًا لقول رسول الله r، وأقام المسلمون حضارة لا تدانيها أية حضارة مزعومة، أقام المسلمون حضارة سطع ضوءها في شتى بقاع الأرض بعدما طبقوا شرع الله عز وجل، ولم يخافوا فيه جل شأنه أي شيء، فأخاف الله سبحانه وتعالى منهم كل شيء، فكان آنذاك الفتح المبين.

والتاريخ نفسه شاهد بذلك كله بين صفحاته ومسجل بين سطوره تلك الأحداث، ولما ذكرناه وغير ذلك الكثير من فتوحات المسلمين مقرونة بالأرقام والتواريخ، وكل ذلك يدلل على عِظَمِ تربية رسول الله r لأصحابه رضي الله عنهم تربية يعجز عنها أحد إلا نبي مرسل من رب العالمين وهو محمد r خاتم الأنبياء والمرسلين.

الحب الشديد من أصحاب رسول الله -رضي الله عنهم- لرسول الله r وتعلقهم واقتداؤهم به وافتداؤهم له r بأرواحهم:

لقد أحب الصحابة رسول الله r حبًا شديدًا، وتعلقوا به r تعلقًا لا يكاد يتصوره عقل، واقتدوا به r في كل شيء من قول وفعل، من عبادات ومعاملات، يحبون ما يحبه r ويكرهون ما يكرهه r ويفتدونه r بأرواحهم، وغزوات رسول الله r شاهدة على ذلك.

ولم يكن هذا كله إلا لأنه r رسول من عند الله سبحانه وتعالى حقًا، اصطفاه ربه تبارك وتعالى، وأحبه فألقى سبحانه وتعالى محبته r في قلوب أصحابه رضي الله عنهم وقلوب كل من آمن به واتبعه r.

فكان r أحب إليهم من آبائهم وأمهاتهم وأولادهم، وأحب إليهم من أنفسهم التي بين جنبيهم رضي الله عنهم.

ويدلل على ذلك الكثير والكثير من المواقف الشاهدة على ذلك:

فها هو عروة بن مسعود الثقفي أتى رسول الله r ولم يكن مسلمًا، وذلك بعدما سمعت قريش بخروج النبي r وأصحابه قاصدًا البيت الحرام- الكعبة- لأداء العمرة.

فعقدت مجلسًا استشاريًا قررت فيه صد المسلمين عن البيت كيفما يمكن، فجعل عروة يرمق بعينيه أصحاب رسول الله r وعلاقتهم به r، وبعدما رأى من عجيب صنيع أصحاب رسول الله r ما يشهد بعظيم حبهم له r رجع إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك؛ على قيصر وكسرى والنجاشي- فقيصر هو ملك الروم، وكسرى هو ملك الفرس، والنجاشي هو ملك الحبشة- والله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمدًا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيمًا له، وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبولها.

ولنذكر حدثًا آخر ولنكتفِ به: وهو حدث وفاة رسول الله r وأثره على أصحابه رضوان الله عليهم.

أثر فقدان المحبين لحبيبهم r:

فعندما تسرب نبأ وفاة رسول الله r أظلمت على المدينة أرجاؤها وآفاقها، فلا مصيبة أعظم من موت رسول الله r والحرمان من رؤيته r في تلك الدنيا التي نحياها، فمن الصحابة من لم يُصدق وفاة رسول الله r وخرج عن وعيه وشُل لوقت.

ولنذكر موقفين لصحابيين جليلين من أصحاب رسول الله r:

موقف عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه:

لقد وقف عمر بن الخطاب، وقد أخرجه الخبر عن وعيه وقال:

إن رجالًا من المنافقين يزعمون أن رسول الله r تُوفي، وإن رسول الله r ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، ووالله ليرجعن رسول الله r، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات.

موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

أقبل أبو بكر على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل، فدخل المسجد فلم يكلم الناس، فتيمم رسول الله r وهو مغشي بثوب حبرة، فكشف عنه وجهه r، ثم أكب عليه فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي قدمت عليك فقد متها، ثم خرج أبو بكر -وعمر يكلم الناس- فقال: اجلس يا عمر. فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر.

فقال أبو بكر: أما بعد: من كان منكم يعبد محمدًا r، فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله، فإن الله حي لا يموت.

قال الله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: ١٤٤].

قال ابن عباس: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها.([73])

وقال ابن المسيب: قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعفرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها علمت أن النبي r قد مات» [صحيح البخاري].

فلم تعلم البشرية قاطبة نماذج من التفاني في الحب، كحب أصحاب محمد -رضوان الله عليهم- لمحمد r.

لقد اصطفى الله سبحانه وتعالى من خلقه هذا الرسول الأمين محمدًا r خاتم الأنبياء والمرسلين، واصطفى له أصحابه رضوان الله عليهم، الذين يليقون ويشرفون بصحبته r، فلقد اصطفى سبحانه وتعالى أصحاب محمد رضوان الله عليهم لمحمد r.

وهذا كله لما ناله سيدنا محمد r من رضا الله سبحانه وتعالى والفوز بقربه r منه تبارك وتعالى.

أحبه الله جل شأنه فألقى محبته r في قلوب أصحابه رضوان الله عليهم، وألقى محبته r في قلوب كل من آمن به وبدعوته، واتبع هديه، وانتهج نهجه، وسلك طريقه صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين.

فمحمد r هو أعظم مربٍّ، وأعظم محبوب، فهو r رسول الله حقًّا وصدقًا.

* * *

الشاهد الحادي عشر

معجزات رسول الله r وأعظمها الكتاب الذي أنزل عليه r

هدى للعالمين – القرآن الكريم-

القرآن الكريم: المعجزة الباقية

فضله وأثره:

إن الذين أذعنوا للدعوة المحمدية دوافعهم مختلفة: فمنهم من أذعن لها واستجاب؛ لأنه رآها دعوة فطرية تتمشى مع العقل، وتتفق مع المنطق، وتحقق الخير للفرد والمجتمع.([74])

ومنهم من أذعن لها واستجاب؛ لأنه فشل في مقاومتها واقتنع بتأييد الله سبحانه وتعالى لها.([75])

وهناك فريق آخر آمن بها بعد أن بهرته بلاغة كتابها- القرآن الكريم- وروعة معانيه ودقة ائتلاف ألفاظه ومبانيه وسمو أهدافه ومراميه.([76])

ويلزمنا هنا أن نبين ما امتاز به القرآن الكريم من ميزات كان بها أعمق الأثر في نفوس الذين قرءوه أو سمعوه أو درسوه.([77])

1- يمتاز بأنه بلغ غاية الكمال في البلاغة حتى حير العرب في زمن عظم فيه شأن البيان وعرفوا فيه باللسن والفصاحة، حيرهم وأعجزهم، فهو كلام الله سبحانه وتعالى، لقد حاولوا أن يطفئوا هذا النور ويحطموا هذه الدعوة بإعلان الحرب عليها وقتل الداعين لها.([78])

فما الذي يحوجهم إلى استخدام السنان لو كانوا يستطيعون القضاء عليه باللسان؟!([79])

ألم يكن من الأسهل عليهم أن يعارضوه بسورة أو آيات يسيرة ليقطعوا حجته ويدحضوا معجزته؟([80])

فما بالهم لم يفعلوا، وقد نكسوا رءوسهم، وأشهروا إفلاسهم، ورجعوا إليه خاضعين مستسلمين، دون أن يأخذوا عليه عيبًا في أسلوبه، أو خللا في تركيبه، أو ضعفًا في مبانيه، أو فسادًا في معانيه، أو نقصًا في أهدافه، ومراميه؟!([81])

لقد صدق الله العظيم إذ يقول: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء: ٨٨].

2- يمتاز بأنه جمع كل ما يحتاج إليه الخلائق في معاشهم ومعادهم، فجاء بالعقائد الصافية والعبادات الهادية والمعاملات السليمة والأخلاق الكريمة والسياسة الرحيمة.([82])

وجاء بالمعارف الرائعة والتوجيهات النافعة والحجج الساطعة، فلا تجد أمرًا من أمور الحياة إلا وقد تعرض له القرآن الكريم بطريق العبارة أو الإشارة أو التلميح، فيه خبر الأولين وتاريخهم، وفيه خبر الآخرين.

والقرآن الكريم يُشير إلى حقائق علمية مبهرة، كان له السبق في الإشارة إليها منذ أكثر من ألف وأربعمائة (1400) عام والتي لم يتوصل إليها العلم الحديث إلا منذ القليل من السنوات.

فالقرآن الكريم هو المعجزة الباقية إلى قيام الساعة للعرب وغير العرب، للناس كافة في كل مكان وزمان لا تنقضي عجائبه.

مما جعل الكثير والكثير من علماء الغرب في شتى المجالات؛ فلك، طب، جيولوجيا... يذعنون له ويستجيبون.

ويؤمنون به لما رأوا فيه من حقائق كونية لم تكن معروفة من قبل، أشار إليها القرآن الكريم بدقة وشمول، فتيقنوا من أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية.

وأن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين، وأن هذا الرسول الخاتم محمد r كان متصلًا بالوحي، معلمًا من قِبَل هذا الخالق العظيم؛ الله رب العالمين.

فيقول أحد علماء الغرب في مجال الطب؛ علم الأجنحة وهو كيث مور:

إن التعبيرات القرآنية تبلغ من الدقة والشمول ما لم يبلغه العلم الحديث، وكان ذلك في حديث صحفي بموسكو.

وغيره الكثير والكثير ممن شهد لهذا الرسول الخاتم محمد r بالرسالة بعدما تيقنوا من أن القرآن الكريم هو وحي الله عز وجل، الذي أوحاه إلى رسوله r ، وسوف يأتي أقوال عدد منهم فيما بعد.

3- يمتاز القرآن الكريم بأن ما احتواه من تشاريع يجرى على سنن وسط، هدفه تحقيق الخير وتوقي الشر، وصلاح العالم، بلا إفراط ولا تفريط، ولا إثم ولا رذيلة، ولا خراب ولا فساد.([83])

وقد شهد بفضله رجال الدساتير والقوانين، والعصريون على اختلاف آرائهم.

4- يمتاز القرآن الكريم بأن شريعته خالدة، ألزم الله بها العالمين إلى أن تقوم الساعة، ومن أجل ذلك تولى الله عز وجل حفظه بنفسه، فلم يترك مهمة حفظه إلى أحد من خلقه ذلك؛ لأن الناس من شأنهم التغيير والتبديل، ومن قبل استحفظهم الله التوراة فحرفوها.([84])

ونتيجة لتكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم على سبيل التأكيد ظل القرآن الكريم في مأمن من عدوان الخلائق.

قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: ٩].

5- يمتاز القرآن الكريم بأنه مهيمن على الكتب السابقة، حكمه فصل ليس بالهزل، فما ذكر أنه حق فهو حق، وما ذكر بأنه باطل فهو باطل.([85])

6- يمتاز بتأثيره العجيب الذي يملك على السامع لبه، ويجذب قلبه، ويستحوذ على أحاسيسه ومشاعره ووجدانه، فكان الكفار مع كفرهم يحبون أن يستمعوا إلى القرآن الكريم.([86])

وهذه المواقف التي سوف نذكرها تدلل على مدى الأثر البليغ للقرآن الكريم في نفوس مستمعيه وغيرها الكثير والكثير، ولكننا سوف نكتفي بما سوف نذكره.

ولا عجب! فالقرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى، وصدق الله العظيم إذ يقول: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: ٢١].

1- موقف الكفار من أثر سماعهم للقرآن الكريم.

أ- أخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن الزهري رضي الله عنه قال: حدث أن أبا جهل وأبا سفيان والأخنس بن شريق- كانوا من كفار قريش- خرجوا ليلة يستمعون من رسول الله r، وهو يصلي بالليل في بيته، فأخذ كل رجل منهم مجلسًا يستمع فيه، وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا، فقال بعضهم لبعض: لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهاؤكم لأوقعتم في نفسه شيئًا ثم انصرفوا، حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا، حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض: لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود، فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا.

هكذا كان القرآن الكريم يجذب المشركين إلى سماعه على الرغم من عداوتهم لرسول الله r وقد أسلم أبو سفيان في فتح مكة.

ب- النجاشي ملك الحبشة:

عندما سأل النجاشي ملك الحبشة جعفر بن أبي طالب، قال له: هل معك مما جاء به- يقصد رسول الله r - عن الله من شيء؟

فقال له جعفر: نعم.

فقال النجاشي: فاقرأه علي. فقرأ جعفر عليه صدرًا من «كهيعص» فبكى النجاشي ومن معه ثم قال: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة. ثم قال لرسولي قريش- جاءا ليطلبا من النجاشي تسليم المسلمين المهاجرين من أرضه لهم-: انطلقا، فوالله لا أسلمهم إليكما، وأقام المسلمون عنده بخير دار مع خير جار.

أرأيت إلى أثر القرآن في النجاشي وقومه؟

لقد بكى بكاءً حارًا عند سماعه للقرآن الكريم، وأسلم وآمن برسول الله r، وأعلن حمايته ورعايته لأتباعه.

جـ- الجن: ولقد تأثر الجن أيضًا بالقرآن الكريم عندما استمعوا إليه من رسول الله r وكان له أثر عميق في نفوسهم، فتأثروا به وانتفعوا بمواعظه من أول لحظة، ولم يكتفوا بأن ينتفعوا به، فعادوا إلى أهليهم يبلغونهم دعوة النبي r لينفعوهم وينذروهم.([87])

يطلبون منهم أن يؤمنوا بكتابه ويحذرونهم عاقبة كفرهم.

وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ* يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ). [الأحقاف: 29-32].

د- رسول الله r وأصحابه:

كان رسول الله r وأصحابه يخشعون ويبكون عند تلاوتهم للقرآن الكريم واستماعهم له، والنماذج الدالة على هذا كثيرة، ولكننا سنكتفي بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه،([88]) عن أبي مسعود قال: قال رسول الله r: ((اقرأ علي القرآن)) قال: فقلت يا رسول الله، أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟ قال: ((إني أشتهي أن أسمعه من غيري)) قال: فقرأت النساء (41) حتى إذا بلغت: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل. [أخرجه مسلم].

ولنتأمل هذا الموقف فهو من رسول الله r الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، تسيل دموعه r عند سماعه للقرآن الكريم.([89])

لقد قام القرآن الكريم بتربية أصحاب رسول الله r خير تربية، فلا يوجد أصحاب لرسول أرسله الله سبحانه وتعالى كأصحاب خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله r.

فلقد أثر القرآن الكريم والرسول r الذي كان وصفه لنا قرآنًا يمشي على الأرض أثر تطبيقه r لكل ما جاء به القرآن الكريم في جيل الصحابة ومسارعتهم في الخير، أزال عنهم الضلال والغمة، كانوا متعادين فألف الله سبحانه وتعالى بالقرآن الكريم وبرسوله r بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم.([90])

وأصبح لهم حكومة وجيش ودستور ودولة وحضارة، بعد أن كانوا قبائل متناحرة متناثرة وكل هذا في أقل من 23 عامًا فقط منذ بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r.([91])

فمحمد r هو رسول الله حقًّا وصدقًا.

من معجزات القرآن الكريم

1- بلاغته وروعة معانيه ودقة ائتلاف ألفاظه ومبانيه وسمو أهدافه ومراميه وتحديه للعرب كافة بأن يأتوا ولو بسورة واحدة من مثله، وكلهم عجزوا وخابوا وفشلوا، ولم يجرءوا على قبول هذا التحدي، وهم الذي عرفوا بالبلاغة واللسن والفصاحة، فالقرآن الكريم ليس بصناعة بشرية، بل هو كلام الخالق العظيم تبارك وتعالى. (من كتاب : الرسالة المحمدية)

ومن براهين ذلك:

(أ) قول الله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 125].

فلننظر إلى هذه الكلمة (يَصَّعَّدُ) وهذا الحرف المشدد بها، والتي تنقل إلينا صورة من أراد الله سبحانه وتعالى أن يضله بشكل واضح –صورة كاملة لحالته- فكأنه يرتفع إلى طبقات الجو العليا، حيث ينخفض الضغط الجوي، وهو ما يسبب الشعور بالضيق، وصعوبة التنفس، وهي حقيقة علمية لم تكتشف إلا في هذا العصر الحديث، أشارت إليه وأوضحته (3) ثلاث كلمات فقط في هذه الآية الكريمة.

وهذه الكلمات منها كلمتان (ضَيِّقًا حَرَجًا) تصفان حالة الصاعد في السماء وأن صدره يكون ضيقًا حرجًا، والكلمة الثالثة (يَصَّعَّدُ) حيث إن الحرف المشدد بها يوضح كيف أن حركة الصعود ليست سهلة، بل إن الصاعد يجد المشقة في صعوده إلى السماء بسبب ما يعانيه من انخفاض كبير في الضغط الجوي ([92]).

فكم تبلغ دقة ألفاظ القرآن الكريم، بل حروفه؟! فتكون شاهدًا على أن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى.

(ب) شاهد من يهود: وهو أستاذ قانون يهودي:

وكان يجادل أحد المسلمين ليحاول النيل من الإسلام، فأراد هذا المسلم أن يخرصه، فقال له: كم يصل حجم قانون الميراث الأمريكي؟

فقال له أستاذ القانوني اليهودي: أكثر من 8 مجلدات.

قال له المسلم: إن جئتك بعشرة سطور تضم قانون الميراث بالكامل، دون أن يشذ عنه فرد؟

قال اليهودي: لا يمكن!

فجاء المسلم في اليوم التالي بآيات الميراث في القرآن الكريم –النص القرآني وترجمة معانيه باللغة الأجنبية- فجاء اليهودي، وقال: لا يمكن لعقل بشري أن يحصي كل علاقات التربة بهذا التفصيل الذي لا ينسى أحدًا، ثم يوزع عليهم الميراث بهذا العدل الذي لا يظلم أحدًا، وكانت آيات الميراث وحدها سببًا في قبوله الإسلام دينًا عند حسن عرضها.([93])

فالقرآن الكريم هو الكتاب المعجز في دقة ألفاظه ومبانيه وبلاغته وسمو أهدافه.

2- لقد أخبر القرآن الكريم بمصير بعض من كفار قريش وعذابهم في نار جهنم التي أعدها الله عز وجل لهم لكفرهم وتكذيبهم وعدم إيمانهم، ومن هؤلاء أبو لهب وزوجته ففيه نزلت سورة المسد، قال الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) [المسد].

وقد كان في استطاعة أي منهما- أبي لهب وزوجته- أو أي من كفار قريش ممن نزل فيهم قرآنًا يخزيهم ويخبرهم بسوء عاقبتهم ومصيرهم، وأن جهنم في الآخرة هي دارهم أن يدَّعي إسلامه نفاقًا ليُكَذِّب رسول الله r، وما جاء به القرآن الكريم فيقول: كيف يزعم محمد والقرآن الذي جاء به أني من أهل النار مع أنني أسلمت معه وآمنت به واتبعته؟

وذلك ليرتاب الناس في أمر رسول الله r ويتشككوا في صدق دعوته r فيزداد تكذيبهم له وعدم تصديقهم به، وبالقرآن الذي جاء به r ولكن لم يجرؤ أي منهم فعل مثل ذلك، وذلك لأن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى الذي يعلم الغيب وما تخفي الصدور، فالله عز وجل يعلم ما في صدورهم، وقد سبق في علم الله سبحانه وتعالى أنهم لن يجرءوا على فعل مثل ذلك، فجاء التحدي لهم من هذا القبيل.

فنزلت الآيات تخبرهم بسوء عاقبتهم ومصيرهم، ولم يستطع أي منهم أن يشكك في القرآن الكريم الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r.

وأصبحت هذه الآيات الكريمات من الدلائل الدالة على أن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين وأن القرآن الكريم هو كلام هذا الخالق العظيم الذي لا يعلم الغيب سواه سبحانه جل شأنه.

3- لقد تضمن القرآن الكريم أخبارًا غيبية لا عهد لرسول الله r بها وقد جاءت دقيقة صادقة كما أخبر:

فلما كان الرسل قبل محمد r يبعثون إلى أقوامهم خاصة ولأزمنة محددة فقد أيدهم الله تبارك وتعالى بمعجزات حسية.

وتستمر هذه المعجزات الحسية محتفظة بقوة إقناعها في الزمن المحدد لرسالة كل رسول حتى إذا تطاول الزمن وتقادم وتكدر نبع الرسالة الصافي اختفت قوة الإقناع الحسية، وبعث الله رسولًا آخر بالشريعة التي يرضاها وبمعجزة جديدة حسية مشاهدة.

ولما ختم الله عز وجل النبوة بمحمد r ضمن له حفظ دينه، وذلك بأن أيده بجانب المعجزات الحسية معجزات معنوية تنكشف في المستقبل؛ لكي يؤمن بها المتأخرون من الأمم.

فتبقى المعجزة والبينة الكبرى بين أيدي الناس قائمة إلى قيام الساعة.

فالأخبار الغيبية التي أخبرنا بها القرآن الكريم والرسول الأمين في أحاديثه صحيحة السند عن الأمور والحقائق الكونية، والتي لم يكن لرسول الله r عهد بها ولم يكن يعلمها أحد دائمًا مصيبة صحيحة حقيقية.

فتكون هذه الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، ومضات مبهرات، وشهادة حق بصدق رسول الله r ، وصدق رسالته، وأنه r كان متصلًا بالوحي، معلمًا من قِبَل هذا الخالق العظيم الله سبحانه وتعالى رب العالمين.

فمن هذه الأخبار الغيبية التي أخبر عنها القرآن الكريم:

أ- أخبار ماضية:

كقصص الأولين وأخبار السابقين، كأخبار قوم عاد.

قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) [الفجر: ٦ – ٨].

(وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ* فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) [الحاقة: ٦ – ٨].

أخبرنا ربنا تبارك وتعالى عن قوم سيدنا هود عليه السلام، هذه الأمة الطاغية وهي قبيلة معروفة في اليمن وقد أعطاهم ربنا سبحانه وتعالى قوة وشدة في أبدانهم، ولكنهم عتوا وتجبروا في الأرض.

وكان من شدة قوتهم أنهم قد بنوا أبنية ضخمة ذات أعمدة قوية ضخمة، فكانت عاقبتهم بعد تجبرهم في الأرض أن سخر الله سبحانه وتعالى عليهم ريحًا شديدة العصف لمدة سبع ليال وثمانية أيام متتابعات.

والعجب أن منذ عدد قليل من السنوات زود الأمريكان أحد مكوكات الفضاء بجهاز رادار له قدرة اختراق للتربة إلى عشرة أمتار.

وحينما مر عبر الجزيرة العربية صور في صحراء الربع الثاني وهي من أكثر الصحراء قحولة وجفافًا، صور تحت الرمال مجرى لنهرين جافين يتحرك أحدهما من الغرب إلى الشرق ويتحرك الآخر من الجنوب إلى الشمال فانبهر الأمريكان.

خاصة أن الصحراء هذه من أكثر الصحراء قحولة وجفافًا فزودوا المكوك في رحلة ثانية بجهاز رادار له القدرة على الاختراق للتربة بشكل أكبر فصور:

مجرى لنهرين بتفرعاتهما ويصبان في بحيرة يزيد قطرها عن 45 متر.

وصور على ضفاف البحيرة عمران لا تعرف البشرية شيئًا في ضخامته وتساءلوا ما هذا العمران؟

واجتمع علماء الدين والجغرافيا والجيولوجيا وأجمعوا على أن هذا إرم التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.

وقد كان علماء التاريخ ينكرون إنكارًا تامًا وجود شيء اسمه قوم عاد، وذلك لأنهم لم يجدوا لهم أثر، وكانوا يتخيلون أن هذا نموذج خيالي يضربه القرآن من قبيل ضرب المثل، وجاء في أكبر مؤسسات مراكز البحث العلمي في كاليفورنيا تقرير عنوانه: الرحلة عبر الجزيرة العربية ومعه هذه الآيات الكريمات:

(إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) [الفجر: 7، ٨].

ويروي التقرير:

أن هذه الحضارة التي لم يكن يدانيها حضارة في زمانها قد طمرتها عاصفة رملية غير عادية، وهذا هو ما أخبرنا به ربنا تبارك وتعالى منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام.

قال الله تعالى:

(وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ* فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) [الحاقة: ٦ – ٨].

وما جاء في أكبر مؤسسات البحث العلمي في كاليفورنيا من تقرير الرحلة عبر الجزيرة العربية، وعنوانه هذه الآيات الكريمات التي ذكرناها هي:

شهادة لهذا الرسول الخاتم محمد r وصدق ما يوحى إليه وصدق حديثه وصدق رسالته r.([94])

وغيرها الكثير من الأخبار الماضية التي أخبر عنها القرآن الكريم، ولكننا سنكتفي بما ذكرناه.

ب- قال الله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: ٥٣].

لقد أخبر القرآن الكريم عن حقائق علمية غيبية كثيرة لم يكن يعلمها أحد ولم يكن لديه أدنى معرفة أو تصور عنها؛ منها مراحل تطور الجنين.

فمن الآيات القرآنية التي تخبرنا وتعلمنا بمراحل تطور الجنين:

قول الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: ١٢ – ١٤].

وغيرها الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تخبرنا وتعلمنا بمراحل تطور الجنين.

وعندما عرضت الآيات القرآنية التي تتحدث عن مراحل تطور الجنين في جسم الإنسان، والأحاديث النبوية الشريفة التي تصف هذه المراحل على كيث مور: هو عالم بارز في علم الأجنة وله كتاب مترجم إلى العديد من اللغات ويُدرَّس في أغلب كليات الطب في العالم جاء ليلقي محاضرة عنوانها: مطابقة علم الأجنة لما جاء في القرآن والسنة.

ووافق على طباعة هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على كتابه العلمي، وأصبحت دعوة راقية لهذا الدين العظيم.

وقال «كيث مور» في حديث صحفي بموسكو:

إن التعبيرات القرآنية تبلغ من الدقة والشمول ما لم يبلغه العلم الحديث. فسألوه: هل أنت مسلم؟

قال: لا ولكني أشهد أن القرآن كلام الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وقال: أنا تحت ضغوط عائلية قد لا تسمح بإعلان إسلامي، ولكن لا تندهشوا إذا علمتم في يوم من الأيام أن كيث مور قد قبل الإسلام دينًا.([95])

فها هو كتابه: (الإنسان النامي مع زيادات إسلامية)، دعوة راقية جدًّا لهذا الدين العظيم- الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد r.

ومن الغيبيات التي أشار إليها القرآن الكريم: الإعجاز العددي والرقمي، وهو كثير جدًّا في القرآن الكريم.

وغير ما ذكرناه الكثير والكثير من الحقائق العلمية الغيبية المبهرة التي كشف عنها وأخبر بها القرآن الكريم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام والتي لم يكن يعلمها أحد.

وللعلم بمزيد من هذه الحقائق العلمية المبهرة التي أشار إليها القرآن الكريم وأخبر بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، والتي لم يكن لأحد أدنى معرفة بها أو أدنى تصور لها الرجوع إلى:

1- كتاب علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة، لدى هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمكة المكرمة.

2- كتاب إعجاز القرآن فيما تخفيه الأرحام، للأستاذ/ كريم نجيب الأغر.

3- مجموعة كتب: من آيات الإعجاز العلمي (السماء، الأرض، الحيوانات، النباتات) في القرآن الكريم، للدكتور/ زغلول النجار- أستاذ علوم الأرض بعدد من الجامعات العربية والغربية، وزميل الأكاديمية الإسلامية، وعضو مجلس إدارتها، ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة.

4- والرجوع إلى: مجموعة الأشرطة المسجلة:

موسوعة الإسلام والعلم الحديث.

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم للدكتور زغلول النجار.

جـ- قال الله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: ٣ – ٥].

لقد احتوى القرآن الكريم على أخبار غيبية، أنبأ عنها قبل وقوعها ثم جاءت وقائع هذه الأخبار مطابقة لما جاء في القرآن الكريم منها:

1- قال الله تعالى: (غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: ١ – ٥].

نزلت هذه الآيات الكريمات حين تغلب سابور على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة وأقاصي بلاد الروم، فاضطر هرقل ملك الروم إلى اللجوء إلى القسطنطينية وحوصر فيها مدة طويلة ثم عادت الدولة لهرقل ملك الروم، كما أخبر القرآن الكريم قبل سبع سنوات من انتصار الفرس.

وكلمة بضع تعني العدد من 3-9.

فمن أين علم محمد r هذا الغيب؟ وعلام يدل ذلك؟

لا شك أنه r قد علم هذا الغيب من الله سبحانه وتعالى.

فلقد أخبر r بانتصار الروم على الرغم من هزيمتهم أمام الفرس، ليس هذا فحسب، بل إنه r أخبر بالمدة التي سوف يتحقق خلالها هذا النصر.

وهذا كله مما يدلل على أنه r رسول من عند الله تبارك وتعالى:

فهذه الآيات الكريمات هي شهادة حق بصدق رسالة المصطفى r وأن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى:

2- قال الله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: ٢٧].

نزلت هذه الآية الكريمة ضمن سورة الفتح سنة ست من الهجرة بين مكة والمدينة عقب انصرافه r من الحديبية.

وكان r قد أخبر أصحابه أنه رأى في منامه- رؤيا الأنبياء حق- أنه r دخل مكة وطاف بالبيت.

فلما جرى الصلح ورجعوا عامهم من غير أن يأتوا البيت أو يطوفوا به سأل عمر بن الخطاب أبا بكر رضي الله عنهما: أليس كان يحدثنا- يقصد رسول الله r - أنَّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال أبو بكر: بلى، فأخبرك أنك تأتيه العام؟

قال عمر: لا.

قال أبو بكر: فإنك آتيه ومطوف به. [أخرجه البخاري من حديث طويل].

وبالفعل: ففي العام السابع دخل النبي r البيت الحرام مع أصحابه رضي الله عنهم، وتحققت رؤيا رسول الله r لأنها وحي منام.

وصدقت الآية الكريمة؛ لأنها وحي قرآن.

وازداد الناس يقينًا في رسول الله r وصدق حديثه ودعوته r .

3- قال الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: ٥٥].

فهذه الآية الكريمة وعد من الله سبحانه وتعالى لعباده المسلمين المؤمنين وبشارة لهم.

وبالفعل: لقد تحقق هذا الوعد من الله سبحانه وتعالى، فقد كانت للمسلمين إمبراطورية واسعة الأنحاء شاسعة الأرجاء تحكم بكتاب الله عز وجل.

ولا يمكن لبليغ أن يصف هذه الإمبراطورية بأبلغ ولا بأوجز مما قاله أحد الخلفاء المسلمين وقد رأى سحابة في السماء فقال: أمطري حيث شئت، فإن خراجك سيُحمل إلينا.

مما يدل على مدى اتساع رقعة الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، وقت تمسك المسلمين المؤمنين بكتاب الله عز وجل وحكمه، وتمسكهم بسنة رسوله محمد r .

فوعد الله سبحانه وتعالى الذي وعده للمسلمين في كتابه العظيم- القرآن الكريم- على لسان رسوله r وعد حق، فمن أصدق من الله حديثًا؟!

4- قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: ٩].

لقد مرت قرون طويلة، حاول فيها أهل الزيغ والضلال، أن يحرفوا القرآن الكريم، ولكنهم عجزوا وفشلوا؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي تعهد بحفظه.

وآخر هذه المحاولات تلك التي قام بها الصهيونيون- كما نشرت جريدة الأخبار يوم 21 رجب 1380هـ- فقد ذكرت أن إسرائيل طبعت مصحفًا محرفًا لتوزعه في البلاد الإسلامية، ولكن الله فضحهم ورد سهامهم في نحورهم، وأعاد رماحهم إلى صدورهم، وكشف جميع أباطيلهم وأزال عنهم ثقة العالم.([96])

فلم يعد أحد يطمئن إليهم أو يأتمنهم أو يعتمد عليهم، فباءوا بالخزي والخسران المبين.([97])

فالله سبحانه وتعالى هو الذي تعهد بحفظ كتابه القرآن الكريم، الذي أنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r .

وغير ما أوردناه الكثير والكثير من الأخبار الغيبية التي أخبر بها القرآن الكريم قبل وقوعها، والتي لم يكن يعلمها أحد ثم جاءت وقائع هذه الأخبار مطابقة لما جاء في القرآن الكريم، ولكننا سنكتفي بما ذكرناه.

2- ومن معجزات رسول الله r إخباره r بغيبيات لا عهد له r بها وقد جاءت دقيقة صادقة كما أخبر.

فمن هذه الأخبار التي أخبر عنها رسول الله r :

أ- أخبار ماضية: كأخبار الأولين وقصص السابقين:

والعلم الحديث يكتشف صدق وحقيقة ما أخبر به المصطفى r.

كذكره r لأخبار قوم عاد وقصتهم مع نبيهم هود عليه السلام، وقد أشرنا إلى ما تم اكتشافه بواسطة العلم الحديث من صدق حديث المصطفى r.

وكذكره r لأخبار قوم لوط وقصتهم مع نبيهم لوط عليه السلام وأخباره r بكيفية عقوبة الله عز وجل لهم، فلقد جعل الله عز وجل أعالي قرى قوم لوطٍ سافلها.

فحملها حتى بلغ بها السماء ثم كفأها وقلبها فجعل عاليها سافلها عقابًا لهم من الله سبحانه وتعالى.

والعلم الحديث يشهد بصدق ما أخبر به القرآن على لسان الصادق المصدوق محمد r، فدراسات تتابع الطبقات في تلك المنطقة تؤكد ما أخبر به الرسول r من قلب قرى قوم لوط وجعل عاليها سافلها ([98]).

- والإشارة في القرآن الكريم إلى طوفان رسول الله نوح عليه السلام على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r، والإشارة إلى ترك مركبة نبي الله نوح- عليه السلام- من بعده آية للناس لعلهم يذكرون بها، ويتعلمون درسًا من قصة هذا النبي الصالح، هي من الحقائق الغيبية الماضية، التي أخبرنا بها القرآن الكريم.

وقد تم اكتشاف سفينة نبي الله نوح -عليه السلام- مؤخرًا على قمة جبل الجودي في الجزء الجنوبي الغربي من تركيا.

- والإشارة إلى هلاك العاصين من قوم ثمود بالصيحة الصاعقة هي من الحقائق الغيبية الماضية التي أخبرنا بها القرآن الكريم على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، والعلم الحديث يكتشف أن آثارهم تشير إلى شيء من ذلك ([99]).

ب- إخباره r بحقائق علمية غيبية كثيرة لم يكن لأحد أدنى معرفة بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، ثم يأتي العلم الحديث ليكتشف صدق ودقة ما أخبر به المصطفى r .

ومن هذه الحقائق العلمية الغيبية التي أخبر بها رسول الله r :

قال رسول الله r : ((كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق وفيه يركب)) [رواه مسلم].

معنى الحديث الشريف:

أن أجساد الأموات بعد تحللها في قبورها إلى مكوناتها الأساسية من الماء والتراب يبقى منها شيء مهم: وهي عظمة مثل حبة الخردل، منها خلق، وفيه يركب يوم البعث، مما يوحي بأنها أهم ما في جسد الإنسان من مكونات وهذه العظمة لا يأكلها التراب، بمعنى أنها لا تبلى.

وقد اكتشف العلم الحديث أن هذه العظمة- عجب الذنب- لا تبلى ولا يأكلها التراب كما أخبر رسول الله r وأن هذه العظمة هي التي تبقى من الميت بعد تحلل جسده.

واكتشف العلم الحديث أيضًا أن الخلق يركب منه عجب الذنب في مرحلة الجنين وفي سنة 1935م مُنح- سبيمان- جائزة نوبل في العلوم الحياتية لاكتشافه المنظم الأول وإثبات دوره في تخليق جميع أنسجة وأعضاء وأجهزة الجنين وبأنه لا يبلى أبدًا، فأثبت بذلك دقة أحاديث- عجب الذنب- التي نطق بها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام.

مُنح سبيمان جائزة نوبل ظنًّا منهم بأنه أول من اكتشف المنظم الأول وإثبات دوره في تخليق جميع أنسجة وأعضاء وأجهزة الجنين، وبأنه لا يبلى أبدًا.

لكنهم لم يعلموا أن أول من نطق بهذه الحقيقة العلمية هو سيد الأنبياء والمرسلين محمد r منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ([100]).

والسؤال الذي يفرض نفسه: من الذي علم المصطفى r هذا العلم؟

وما الذي اضطره r للخوض في مثل هذه القضايا الغيبية والتي لم يكن يعلمها أحد؟

لولا أن الله سبحانه وتعالى يعلم بعلمه المحيط أنه سوف يكتشف صدق ودقة ما أخبر به رسوله r في يوم من الأيام فتكون أحاديث المصطفى r ومضة مبهرة وشاهدة حق بأنه رسول من عند الله عز وجل وأنه r كان متصلًا بالوحي ومعلمًا من قِبَل هذا الخالق العظيم الله رب العالمين.

وغير هذا الحديث الكثير والكثير من أحاديث رسول الله r التي تشير إلى العديد من الحقائق العلمية وتخبرنا بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، والتي لم يكن يعلمها أحد، فكانت سببًا في اعتناق الكثير والكثير من علماء الغرب لهذا الدين العظيم الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r .

وللعلم بمزيد من هذه الحقائق العلمية المبهرة التي أخبرنا بها رسول الله r منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام الرجوع إلى:

1- الأجزاء 1-2-3 للإعجاز العلمي في السنة النبوية للدكتور/ زغلول النجار، أستاذ علوم الأرض بعدد من الجامعات العربية والغربية وزميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارتها ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة.

2- الرجوع إلى مجموعة الأشرطة المسجلة:

موسوعة الإسلام والعلم الحديث.

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. (للدكتور/ زغلول النجار)

3- كتاب علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة بهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمكة المكرمة.

4- إعجاز القرآن فيما تخفيه الأرحام، للأستاذ/ كريم نجيب الأغر.

جـ- إخباره r بغيبيات أنبأ بها قبل وقوعها ثم جاءت وقائعها مطابقة لما أخبر بهr.

فمن الغيبيات المستقبلية التي أخبر بها رسول الله r :

1- إخباره r بمقتل أمية بن خلف، فكان كما أخبر.

2- إخباره r عن الفتن الواقعة في أواخر خلافة عثمان بن عفان وخلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

3- إخباره r بوفاة أصحمة النجاشي في اليوم الذي مات فيه.

4- إخباره r عن الخوارج وقتالهم.

5- إخباره r بمقتل علي بن أبي طالب فكان كما أخبر.

6- إخباره r بسيادة ولد علي بن أبي طالب وهو الحسن بن علي بن أبي طالب. قال رسول الله r: ((إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)) [رواه البخاري]. فكان كما أخبر r .

7- إخباره r عن غزاة البحر إلى قبرص فكان كما أخبر.

8- إخباره r أم حرام عن غزوها البحر وعلو مكانتها فكان كما أخبر.

9- إخباره r بقتال الروم فكان كما أخبر.

10- إخباره r عن قتال الترك فكان كما أخبر.

11- إخباره r عن أمور وقعت في دولة بني العباس.

12- إخباره r ابنته فاطمة بأنها أول من يلحقه بعد وفاته فكان كما أخبر.

13- إخباره r عن أول زوجاته لحوقًا به بعد وفاته فكان كما أخبر.

14- إخباره r عما وقع لقادة جيشه في غزوة مؤتة، وعما وقع لخبيب بن عدي، وعن مقتل القراء فكان كما أخبر.

15- إخباره r بريح شديدة في تبوك وطلب من أصحابه أن يأخذوا حذرهم منها، فمن استجاب نجى ومن أبى حملته الريح.

16- إخباره r باتساع ملك المسلمين وفوزهم بكنوز كسرى وقيصر واضطراب أمر المسلمين في النهاية فكان كما أخبرr .

17- إخباره r بفتح مصر فكان كما أخبر.

18- إخباره r عن غزوة قسطنطينية فكان كما أخبر بهr .

19- قال رسول الله r : ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى)) [رواه البخاري].

وقد ذكر أهل التاريخ وغيرهم من الناس وقوع هذا الحدث.

وتواتر وقوع هذا الحدث في سنة أربع وخمسين وستمائة وأنها استمرت شهرًا أو أزيد منه، وأن المدينة زُلزلت بسببها، وقد سُمِع أصوات مزعجة قبل ظهورها، ثم انبجست الأرض عن نار عظيمة جدًا.

وأما من كان بحاضرة بلد بصرى فقد أخبر أنهم رأوا صفحات أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز.

وقد لجأ أهل المدينة في هذه الأيام إلى المسجد النبوي وتابوا إلى الله من ذنوب كانوا عليها واستغفروا الله عز وجل وأعتقوا الغلمان وتصدقوا على فقرائهم ومجاريحهم.

ولقد اكتشف علميًّا في منتصف القرن العشرين صدق ما أخبر به المصطفى r حيث تم إثبات انتشار الطفوح البركانية على طول الساحل الغربي لجزيرة العرب، وأن الثورة البركانية الأخيرة (654هـ) قد كونت ستة مخاريط بركانية جديدة، ودفعت بطفوحها لمسافة زادت عن 23 كيلو متر من الشمال إلى الجنوب، وقد تم تسجيل زلزالين كبيرين، وقعا في حرة خيبر، أحدهما في سنة (460هـ) والآخر في سنة (654هـ) وقد سبقت الزلزال الأخير أصوات انفجارات عالية، تلتها ثورة بركانية كبيرة، وصاحبتها هزات أرضية استمرت بمعدل عشر هزات يوميًّا لمدة 5: 6أيام، قُدرت شدة أكبرها بخمس درجات ونصف الدرجة على مقياس ريختر.

وتشير الدراسات العلمية التي أجريت على منطقة الحجاز أن المنطقة مقبلة حتمًا على فترة من الثورات البركانية تندفع فيها الحمم من تلك الفوهات والصدوع، كما اندفعت من قبل بملايين الأطنان، فتملأ المنطقة نارًا ونورًا، تصديقًا لنبوءة المصطفى r ([101]).

وغير ما ذكرناه الكثير والكثير مما أخبر به رسول الله r من أخبار غيبية مستقبلية جاءت وقائعها مطابقة لما أخبر به r ولكننا سنكتفي بما ذكرناه.

قال الله تعالى في حق رسوله r : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: ٣ – ٥].

* * *

ومن معجزات رسول الله r التي تشهد برسالته

دعاؤه r المستجاب

لقد كان رسول الله r مستجاب الدعوة، يقبل الله سبحانه وتعالى منه r دعاءه ويجيبه له.

فإن لم يكن دعاء رسول الله r يُستجاب من قبل ربنا تبارك وتعالى فدعاء من!

ومن دعائه r المستجاب:

دعائه r في غزوة الأحزاب: ففي غزوة الأحزاب دعا رسول الله r على المشركين بالهزيمة والزلزلة.

فلقد روى البخاري بسنده إلى عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول: دعا رسول الله r يوم الأحزاب على المشركين فقال:

((اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم)).

وقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعاء رسوله r، فأرسل عليهم ريحًا شديدة قلعت الأوتاد وألقت عليهم الخيام وقلبت القدور وسفت عليهم التراب ،ورُدوا خائبين منهزمين ببركة دعاء رسول الله r .

وغير هذا الدعاء الكثير والكثير من الدعاء المستجاب لرسول الله r من قِبَل ربنا تبارك وتعالى، والذي يشهد بصدق دعوة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r ومصداقية رسالته.

* * *

المعجزات الحسية لرسول الله r

لقد جمع الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد r بين نوعي المعجزات: المعنوية والحسية.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: ما أعطى الله نبيًا شيئًا إلا وأعطى الله محمدًا r ما هو أكثر منه.

فقيل له: أعطى عيسى ابن مريم إحياء الموتى.

فقال الشافعي: حنين الجذع أبلغ؛ لأن حياة الخشبة أبلغ من إحياء الميت.

ولو قيل: كان لموسى فلق البحر.

عارضناه بفلق القمر، وذلك أعجب لأنه آية سماوية.

وإن سُئلنا عن انفجار الماء من الحجر، عارضناه بانفجار الماء من بين أصابعه r لأن خروج الماء من الحجر معتاد، أما خروجه من اللحم والدم فأعجب.

ولو سُئلنا عن تسخير الرياح لسليمان عارضناه بالمعراج.

[انظر مناقب الشافعي ص 38، وانظر شرح العقيدة الواسطية لابن العثيمين (2/301)] والمعجزات الحسية لرسول الله r كثرة جدًا وسنكتفي بذكر منها ما يلي:

1- الإسراء والمعراج، الإسراء برسول الله r من مكة إلى بيت المقدس ثم عروجه r من هنالك إلى السموات، وما رأى هنالك من الآيات.

2- انشقاق القمر.

3- نبع الماء من بين أصابعه r .

4- البركة في الطعام القليل حتى يكفي العدد الكثير.

5- حنين الجذع لرسول الله r وسماع صوت بكائه.

6- انقياد الشجرة لرسول اللهr .

7- رده r لعين قتادة بن النعمان لما أصيب يوم أحد وسقطت على وجنته فعادت أحسن عينيه وأحَدّهما.

8- رفع بيت المقدس لرسول الله r حتى يراه بمكة.

9- شق صدره r .

10- تسبيح الطعام على عهده r .

11- انتقام الله عز وجل ممن خادع نبيه r وعانده.

12- شفاء بعض أصحابه على يديه، بدون دواء حسي.

13- رؤيته r من خلفه في الصلاة.

14- قوته r البدنية.

15- حفظ الله عز وجل له r.

وغير هذه المعجزات الكثير مما هو ثابت وصح عنه r وسنكتفي بالتعليق على هذه المعجزة وهي: انشقاق القمر.

قال الله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر: ١].

عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله r شقين حتى نظروا إليه فقال رسول الله r : «اشهدوا» [رواه البخاري].

وعن أنس بن مالك: أن أهل مكة سألوا رسول الله r أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما. [رواه البخاري].

لقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه العظيم- القرآن الكريم- بانشقاق القمر لتكون آية لرسوله الخاتم محمد r وبرهان على صدق رسالته r، وذلك عندما طلب أهل مكة من رسول الله r أن يريهم أية تشهد بصدق نبوته ورسالته- يعني: أن يريهم من خوارق العادات ما يدل على نبوته، وصدق ما جاء به-.

فأراهم r القمر وقد انشق شقين بإذن من الله سبحانه وتعالى، كل منهما في مكان فقال لهم رسول الله r: ((اشهدوا)).

ومن رحمة ربنا تبارك وتعالى أن يبقي لنا من أثر هذه المعجزة العظيمة ما يدل على حدوثها ويؤكد ذلك، فيدخل الناس في هذا الدين العظيم- الإسلام- أفواجًا ويؤمنوا برسوله الخاتم محمد r الذي أرسل للناس كافة في كل مكان وزمان.

ولنعرض هذه القصة الواقعية التي يقصها لنا الدكتور/ زغلول النجار، فنتعرف من خلالها على ما تم اكتشافه وثبوته:

وهي قصة إسلام شاب بريطاني كان اسمه – ديفيد موسى بيدكوك- فأصبح بعد اعتناقه وقبوله الإسلام دينًا: داود موسى بيدكوك-.

وقف هذا الشاب البريطاني وعرَّف بنفسه باسم داود موسى بيدكوك وبمنصبه كرئيس للحزب الإسلامي.

وكان ذلك عقب محاضرة للدكتور/ زغلول النجار عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ألقيت باللغة الإنجليزية في كلية الطب بجامعة كاردف عاصمة مقاطعة ويلز في غربي الجزر البريطانية في حوار ممتع مع جمهور الحضور من المسلمين وغير المسلمين.

فكان من جملة الأسئلة التي أثيرت من أحد الحضور:

سؤال عن واقعة انشقاق القمر كما جاء ذكرها في مطلع سورة القمر وهل تمثل لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في كتاب الله القرآن الكريم؟

وبعد إجابة الدكتور/ زغلول النجار على هذا السؤال وفراغه من الإجابة عليه قام هذا الشاب واستأذن في إضافة شيء إلى ما قاله الدكتور، فأذن له.

وكما ذكرنا عرف هذا الشاب بنفسه وبمنصبه ثم قال: إن هذه الآية كانت مدخلي لقبول الإسلام دينًا، فقد شغفت بعلم مقارنة الأديان وأهداني صديق مسلم نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم فأخذتها منه شاكرًا وتوجهت بها إلى مسكني، وعند تصفحها لأول مرة فوجئت بسورة القمر فقرأت (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).

ثم توقفت متسائلًا: كيف يمكن للقمر أن ينشق ثم يعود ليلتحم؟ وما هي القوة القادرة على إعادته إلى سيرته الأولى؟

فتوقفت عن القراءة وكأن هذه الآية قد صدتني عن الاستمرار في ذلك.

ولكن لعلم الله سبحانه وتعالى بمدى إخلاصي في البحث عن الحقيقة وحرصي على الوصول إليها أجلسني أمام التلفاز لأشاهد حوارًا بين مذيع بريطاني يعمل بقناة التليفزيون البريطاني B.B.C.

واسمه جيمس بيرك James Burck وثلاثة من علماء الفضاء الأمريكيين، وجرى عتاب من هذا المذيع على الإسراف المخل في الإنفاق على رحلات الفضاء في الوقت الذي تتعرض جماعات بشرية عديدة لأخطار المجاعات والأمراض وانتشار الأمية بين البالغين، ولمختلف صور التخلف العمراني والعلمي والتقني، وأنه كان من الأولى: إنفاق هذا المال الوفير في معالجة تلك القضايا الملحة وإعمار الأرض، فضلًا عن التسابق في رحلات الفضاء.

ووقف علماء الفضاء مدافعين عن مهنتهم بأن الإنفاق على رحلات الفضاء ليس مالًا مهدرًا؛ لأنه يعين على تطوير عدد من التقنيات المتقدمة التي تطبق في مختلف المجالات الطبية والصناعية والزراعية.

ويمكن أن تعود بمردودات مادية وعلمية كبيرة، وفي غمرة هذا الحوار جاء ذكر رحلة إنزال رجل على سطح القمر على أنها كانت من أكثر هذه الرحلات كلفة، فقد تكلفت عشرات المليارات من الدولارات فسأل المحاور:

هل كان كل ذلك لمجرد وضع العَلَم الأمريكي على سطح القمر؟

وجاءت الإجابة بالنفي، وأن الهدف كان دراسة علمية لأقرب أجرام السماء إلينا، فسأل المحاور: ألم يكن من الأجدى إنفاق تلك المبالغ الطائلة على عمارة الأرض؟

وجاء الجواب: بأن الرحلة أوصلتنا إلى حقيقة علمية لو أنفقنا أضعاف هذا المبلغ لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد.

فسأل المحاور: وما هذه الحقيقة العلمية؟

فكان الجواب: أن هذا القمر قد انشق في يوم من الأيام، ثم التحم بدليل وجود تمزقات طويلة جدًا وغائرة في جسم القمر تتراوح أعماقها بين عدة مئات من الأمتار وأكثر من الكيلو متر.

وأعراضها بين النصف كيلو متر وخمسة كيلو مترات، وتمتد إلى مئات من الكيلو مترات في خطوط مستقيمة أو متعرجة، وتمر هذه الشقوق الطويلة الهائلة بالعديد من الحفر التي يزيد عمق الواحدة منها على تسعة كيلو مترات ويزيد قطرها على الألف كيلو متر، ومن أمثلة الحفر العميقة المعروفة باسم بحر الشرق-Mare Orientalis- وقد فسرت هذه الحفر العميقة باصطدام أجرام سماوية بحجم الكويكبات.

أما الشقوق التي تعرف باسم شقوق القمر Rimaccr Lunar Rilles.

فقد فسرت على أنها شروخ ناتجة عن الشد الجانبي أو متداخلات نارية على هيئة الجدد القاطعة ولكن أمثال هذه الأشكال على الأرض لا تصل إلى تلك الأعماق الغائرة، ومن هنا فقد فسرت على أنها آثار انشقاق القمر وإعادة التحامه.

ويقول داود موسى بيدكوك:

حين سمعت هذا الكلام انتفضت من فوق الكرسي الذي كنت أجلس عليه أمام التلفاز وتساءلت: معجزة تحدث لمحمد r من قبل ألف وأربعمائة عام يثبتها العلم في زمن التقنية الذي نعيشه بهذه البساطة وبهذا الوضوح الذي لا يخفى على عالم في مجال الفلك اليوم.

فلابد أن يكون القرآن حقًّا مطلقًا وصادقًا صدقًا كاملًا في كل خبر جاء به، وعلى الفور عاودت القراءة في ترجمة معاني القرآن الكريم.

وكانت هذه الآية التي صدتني في بادئ الأمر عن الاستمرار في قراءة هذا الكتاب المجيد هي مدخلي لقبول الإسلام دينًا ([102]).

ويقول الدكتور/ زغلول النجار:

ولا أستطيع أن أصف وقع هذه الكلمات ووقع النبرة الصادقة التي قيلت بها على كل الحضور من المسلمين وغير المسلمين.

فقد هزت القلوب والعقول وأثارت المشاعر والأفكار.

ولم أجد ما أقوله أبلغ من أن أردد قول الحق سبحانه وتعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].

* * *

الشاهد الثاني عشر

شهادة الكتب السابقة برسالة رسول الله

محمد r في التوراة والإنجيل

ففي التوراة والإنجيل في العهد القديم والعهد الجديد آيات تشير إلى نبوة محمد r وتشهد برسالته r وقد صرح القرآن الكريم بهذا في سورة الأعراف.

قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف: ١٥٧].

قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [الصف: ٦].

ونورد هنا بعض ما جاء في الكتب السابقة تبشيرًا برسالة محمد r في التوراة:

1- في سفر التثنية،صفحة 237،إصحاح 18: 18-20:

- أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به-.

كلمة وسط لم ترد في الترجمة السبعينية ولا أسفار موسى عن السامريين، والوارد فيها من إخوتهم أي الإسماعيليين.

والحق: إن هذه البشارة يُقصد بها رسول الله r.

فهي تفيد صراحة أن الله سيرسل رسولًا من إخوة بني إسرائيل؛ أي: أولاد إسماعيل عليه السلام.

لأنه لو كان النبي المبشر به من بني إسرائيل لكان من الممكن أن يقول الله لهم- أقيم نبيًا منكم- ذلك لأن أسباط بني إسرائيل الاثنى كانوا موجودين مع موسى عليه السلام، لذلك فإن المراد من- إخوتهم-: هم أولاد إسماعيل عليه السلام؛ وذلك لأن إسماعيل هو أخو إسحاق والد إسرائيل –يعقوب- عليهم السلام.([103])

ويؤكد ذلك قول الله: مثلك. فالمماثلة بين محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام واضحة حيث إن:

كلاهما عليهما الصلاة والسلام جاء بشريعة تامة.

أما عيسى عليه السلام فقد قال: ما جئت لأنقض بل لأكمل. [متى 17:5].

كذلك فإن كلًّا من محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام هاجر من وجه أعدائه، فمحمد r هاجر إلى المدينة، وموسى عليه الصلاة والسلام هاجر إلى مدين وبين المدينة ومدين توافق.([104])

وكلاهما عليهما الصلاة والسلام حارب أعداءه وظفر بنصر الله عز وجل.([105])

ولا يوجد مماثلة بين موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام؛ لأن النصارى تزعم أن عيسى إله أو ابن إله، وذلك من كذبهم وافتراءاتهم.

2- جاء في سفر التثنية، صفحة 257، إصحاح 2:33:

- جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات وعن يمينه نار شريعة لهم.

ساعير في التوراة: اسم لجبل في فلسطين.

وجبل فاران: في الحجاز التي هاجر إليها إسماعيل عليه السلام مع أمه السيدة هاجر، ومما يؤكد أن جبل فاران هو الذي في الحجاز ما جاء في كتبهم:

ففي ترجمة التوراة السامرية التي صدرت سنة 1851 أن إسماعيل سكن برية فاران بالحجاز.

بعد هذا البيان نقول: إن ما نقلناه من سفر التثنية تُشبه نبوة موسى عليه الصلاة والسلام بمجيء الصبح- جاء الرب من سيناء-.

وتُشبه نبوة عيسى عليه الصلاة والسلام بإشراقه - وأشرق لهم من ساعير-.

وتشبه نبوة محمد r باستعلاء الشمس وتلألؤ ضوئها في الآفاق، فهو r خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا نبي ولا رسول بعده r: -وتلألأ من جبل فاران-.

ومثل ما نقلناه من سفر التثنية في القرآن الكريم:

قال الله تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [التين:١-3].

فالتين والزيتون: إشارة إلى منبتهما، وهي الأرض التي ظهر فيها عيسى عليه السلام.

وطور سينين: إشارة إلى المكان الذي كان فيه موسى عليه السلام.

وهذا البلد الأمين: إشارة إلى المكان الذي بُعث فيه محمد r وهو مكة المكرمة، ومن قبله إسماعيل عليه السلام، فصلِّ اللهم عليهم جميعًا وعلى سائر النبيين وسلم تسليمًا كثيرًا.

ولقد كان اليهود يعلمون نعت ووصف هذا الرسول الخاتم محمد r من كتبهم، ويعلمون أنه سوف يخرج، وكانوا يظنون أنه سوف يخرج منهم- بني إسرائيل- كما خرج الكثير ممن كان قبله r منهم.

فكان اليهود في المدينة يخبرون بقدوم نبي من عند الله يقاتلون معه- فقد كان العرب يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله- ولم يكن ببالهم أنه سيخرج من العرب.

فعلم أهل المدينة هذا الأمر منهم وفطنوا له، وعندما ظهر خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r كان لأهل المدينة السبق والفوز بإيمانهم به وتصديقهم له r.

فاشتد حقد اليهود لهم وللرسول الذي أرسل منهم- العرب- وازداد غيظهم فأنكروا نبوته r مع علمهم بصفته عندهم في كتبهم ويقينهم برسالته r.

فكان يهود المدينة سببًا من أسباب إيمان أهل المدينة برسول الله r والسبق والفوز بتصديق رسالته r.

فكان هذا هو السر في دخول أهل المدينة المنورة في هذا الدين العظيم الذي جاء به محمد r من كثرة ما سمعوه عن هذا الرسول الخاتم.

فمن وصف ونعت رسول الله r الذي بكتبهم بنص التوراة في سفر أشعيا:

- يدفع الكتاب إلى من لا يعرف الكتابة، فيقال له: اقرأ هذا. فيقول: لا أعرف الكتابة [أشعيا 12:29].

ورسول الله r كما نعلم كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، فهو لا يعرف الكتابة، فكانت أمية رسول الله r شاهدًا على نبوته وصدق رسالته r، فهو الأمي الذي علم البشرية كلها؛ متعلمها وجاهلها، وهو r الذي علم البشرية قاطبة معنى التوحيد والعبادة الخالصة لله عز وجل، وهو r الذي جاء بهذا الشرع القويم والتعاليم السامية.

كان r أميًا، ولكن تخرج من جامعته العلماء والفقهاء والمحدثين.

قال الله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: ٣ – ٥].

وكان سلمان الفارسي رضي الله عنه ممن ذهبوا إلى بلاد العرب؛ انتظارًا لهذا النبي الأمين r، وترك رغد العيش في بلاد فارس والرومان، فصل اللهم وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r.

في الإنجيل:

1- إنجيل يوحنا، صفحة 146، إصحاح 4:16 – 11:

قال عيسى عليه السلام: وأما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي؟ لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم، ولكن أقول لكم الحق أنه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم الفار قليط.

وذلك في طبعة لندن سنة 1821، 1831، 1844 حيث جاء ذكر الفار قليط بدلًا من المعزى.

2- وفي إنجيل يوحنا أيضًا يخبرهم المسيح عيسى عليه السلام قائلًا:

ابن البشر ذاهب والفار قليط من بعده يجيء لكم بالأسرار، ويفسر لكم كل شيء وهو يشهد لي كما شهدت له.

يبشر إنجيل يوحنا برسول يأتي بعد عيسى ابن مريم عليه السلام.

- أنه خير لكم أن نطلق- كما أشرنا ولنتعرف على معنى كلمة الفار قليط.

- لفظ الفار قليط: وهو الذي جاء في طبعة لندن 1821، 1831، 1844 يعني الذي له حمد كثير، وذلك في اللغة اليونانية وهو يوافق معنى: أحمد. كما قال الدكتور: «كارلونلينو» الحاصل على الدكتوراه في آداب اللغة اليونانية القديمة.

وقال غيره أن لفظ الفار قليط في القاموس العبري بمعنى الحمد. ويشتق من الحمد: أحمد، محمد، محمود. وكلها أسماء تصدق في رسول الله r.

فمحمد وأحمد هما من أسماء رسول الله r.

ورسول الله r محمود في الأرض ومحمود في السماء، وقد أتاه الله عز وجل المقام المحمود في الآخرة.

وكذلك لفظ المعزى: فرسول الله r جاء يعزي المؤمنين على عدم إيمان الكافرين، ويعزي المصابين إذا صبروا بما يدخره الله لهم من ثواب عظيم.

3- في إنجيل يوحنا 12-14:

يقول عيسى ابن مريم بعد بشارته بالفارقليط الذي سوف يأتي من بعده، فيصفه قائلًا: إن لي أمورًا كثيرة لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم.

ونلاحظ أن كل هذه المواصفات التي وردت في إنجيل يوحنا تنطبق على رسول الله r فهو r:

يُبكت الذين لا يؤمنون برسالة عيسى عليه السلام على خطيئتهم.

يرشد إلى جميع الحق.

لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، فرسول الله r لا يتكلم إلا بما يوحى إليه من ربه سبحانه وتعالى.

يخبر r بأمور آتية، وقد تحقق هذا الوصف في رسول الله r وقد أشرنا إلى ذلك ومنها أيضًا:

أ- قال رسول الله r: ((ألا إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) [أخرجه البخاري ومسلم]، وكان يقصد r ابنه الحسن.

وقد تحقق ما أخبر به رسول الله r سنة 41 هـ بعد وفاة النبي r فقد تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، وحقن دماء المسلمين.

ب- قال رسول الله r: ((إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده)) [أخرجه البخاري ومسلم].

وقد حدث هذا وتحقق ما أخبر به رسول الله r.

- ورسول الله r يمجد عيسى ابن مريم عليه السلام، وهذا يؤيده ما ورد في القرآن الكريم:

قال الله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [آل عمران: ٤٥].

وغيرها الكثير من الآيات، وكل هذه المواصفات التي يوصف بها الرسول المبشر به في إنجيل يوحنا تنطبق على رسول الله r.

4- وفي إنجيل متى 42:1:

يخبر عيسى ابن مريم عليه السلام عن أمة هذا النبي الأمي r فيقول:

ألم تروا أن الحجر الذي أخره البناءون صار أسًا للزاوية من عند الله كان هذا عجيبًا في أعيننا ومن أجل ذلك أقول لكم إن ملكوت الله سيؤخذ منكم ويدفع إلى أمة أخرى تأكل ثمرتها ومن سقط على هذا الحجر ينشدخ.

وهذه هي أمة النبي محمد r.

فلقد كانوا قبل بعثة النبي محمد r قبائل متناحرة متفرقة بغير ملك أو رئيس، وكان يسودها الجهل فكان أغلبها من الأميين.

ولكن بعد هذا الرسول الخاتم r ألف الله عز وجل بين قلوبهم وجمع شملهم بقيادة هذا الرسول الأمين محمد r الذي آمنوا به وصدقوا رسالته، فأصبح للمسلمين دولة عظيمة متسعة الرقعة؛ شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا بفضل من الله عز وجل ونصره سبحانه وتعالى لهم.

وغير ما ذكرنا الكثير من النصوص التي تبشر بمحمد r ورسالته فمن مراجع هذا الموضوع:

- كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، لابن القيم.

- كتاب ماذا تقول التوراة والإنجيل عن محمد r، لديدات.

- ومن كتاب محمد r في التوراة والإنجيل، لإبراهيم الخليل -وكان قسيسًا فأسلم-.

قال الله تعالى: (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء: ١٩٧].

إن الملايين والملايين الذين أسلموا من أهل الكتاب وغيرهم يخبرون بالنصوص القاطعة بأن الدين عند الله الخالق هو الإسلام، وأن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل ولا تخلو منه كتب الأولين.

فصلوات الله وسلامه على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r.

* * *

الشاهد الثالث عشر

قول الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: ٩].

(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: ١٧]

لقد تعهد الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل.

ولقد مرت قرون طويلة حاول فيها كثير من أهل الزيغ والضلال أن يحرفوا القرآن الكريم، ولكنهم فشلوا وعجزوا عجزًا تامًا.([106])

وهكذا بقي القرآن الكريم محتفظًا بنصه الإلهي وإشراقاته النورانية والحق المطلق الذي جاء به على مدى أربعة عشر قرنًا أو يزيد، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فليس بعده أي كتاب سماوي.([107])

بقي القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للهداية الربانية في أمر الدين الذي تعرضت كل رسالاته السابقة للضياع التام، وبقيت من بعضها ذكريات متناثرة، ظلت تتناقل شفاهًا تفسرها الأهواء وتضيف إليها وتحذف منها، وتحرفها كيف ما تشاء حتى تم إخراجها عن إطارها الرباني وإلقاؤها في أحضان عدد من الوثنيات القديمة والفلسفات الوضعية التي جعلتها عاجزة عن هداية أتباعها.([108])

وهذا هو السبب الحقيقي من وراء المظالم التي تسود الأرض في زماننا.([109])

وحين تم التدوين لبعض هذه الذكريات القديمة تم بلغات غير لغات الوحي،

وبواسطة أقلام متفرقة في أماكن متعددة وفي أزمنة متباعدة، وصلت إلى العديد من القرون بعد موت أو رفع الرسول الذي تلقى الرسالة الأصلية، والتي فقدت أصولها السماوية بالكامل.([110])

ولذلك تعددت الأسفار والأناجيل وتناقضت المعلومات وكثرت المراجعات إلى يومنا الراهن وستظل كذلك إلى ما شاء الله.([111])

أما القرآن الكريم، فهو كتاب واحد تجتمع عليه الأمة الإسلامية شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا وتلتف حوله.

فالقرآن الكريم الذي أنزل على خاتم المرسلين محمد r هو كلام الله سبحانه وتعالى الذي تعهد بحفظه.

وهو الكتاب المهيمن على جميع الكتب السماوية السابقة، فليس بعد نزول القرآن الكريم على محمد r أي كتاب، وليس بعد بعثة المصطفى r أي نبي أو رسول.

فمحمد r هو خاتم الأنبياء والمرسلين.

وها هو الدكتور/ موريس بوكاي وكتابه (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم).

دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة.

يذكر في مقدمة الكتاب:

لقد قمت بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثًا في درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث إلى أن يقول:

استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها:

- أن القرآن لا يحتوي أي مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم الحديث، ويستطرد وبنفس الموضوعية: قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها، ناهيك عن التناقض بين الأناجيل واصطدامها بحقائق التاريخ.

وللخروج من هذه الدوامات العاتية من الشك والشرك والشقاق والنفاق، فإننا ندعو كل مؤمن بالله إلى قراءة القرآن الكريم بحيدة وموضوعية، ثم الحكم بنفسه إن كان هذا هو كلام الله الخالق أم كلام البشر المخلوقين؟

ونحن معشر المسلمين نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ولا نفرق بين أحد من رسله ونؤمن بوحدة الدين، وبوحدة جميع رسالات السماء، وبأنه لا إكراه في الدين.

وانطلاقًا من ذلك كله نقدم القرآن الكريم العظيم للبشرية التائهة، عسى الله أن يهديها إلى طريقها القويم وما ذلك على الله بعزيز.

- ولقد حفظ الله سبحانه كتابه العظيم- القرآن الكريم- المنزل على رسوله خاتم المرسلين في صدور الكثير والكثير من عباده المؤمنين المخلصين الصادقين من الصحابة والتابعين، وإلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله حفظًا متقنًا كما أُنزل مع كبر حجمه- فهو قرابة الستمائة صفحة أو يزيد حسب الطبعات- ومع ما به من الآيات المتشابهات ومع قراءاته المتعددة التي نزل بها.

وقد يكون هذا الحافظ لكتاب الله سبحانه وتعالى غير متعلمًا ولا يعرف القراءة أو الكتابة، ولكنه لصدقه وإقباله على الله تعالى، فقد يسره له ويسر له الفوز بحفظ كلامه سبحانه وتعالى.

وهذا أمر يصعب جدًا وقد يكون مستحيلًا في أي كتاب آخر من الصناعات البشرية حتى وإن أمكن ذلك فهو لعدد محدود جدًا، فصدق الله العظيم إذ يقول:

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ).

فالقرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي يسره، وحفظه ربنا تبارك وتعالى بنصه الإلهي وإشراقاته النورانية والحق المطلق على مدى أربعة عشر قرنًا أو يزيد، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ومحمد r الذي أنزل عليه القرآن الكريم هو خاتم الأنبياء والمرسلين.

* * *

لا يمكن البتة أن يؤمن يهودي بنبوة موسى عليه السلام إن لم يؤمن بنبوة محمد r ولا يمكن البتة أن يؤمن بنبوة المسيح عيسى عليه السلام إلا بعد إقراره بنبوة محمدr ([112])

يقال لهاتين الأمتين- اليهود والنصارى- أنتم لم تشاهدا هذين الرسولين موسى وعيسى عليهما السلام، ولا شاهدتم آياتهما ومعجزاتهما وبراهين نبوتهما.

فنقول لهذه الأمة اليهودية الآن:

بأي شيء عرفتم نبوة موسى عليه السلام وصدقه وأنتم لم تشاهدوا معجزاته وبراهين نبوته؟

ب- ونقول لهذه الأمة النصرانية الآن:

بأي شيء عرفتم المسيح عليه السلام وصدقه وآمنتم به وأنتم لم تشاهدوا معجزاته وآياته؟

فيكون الرد أحد هذين الجوابين:

الجواب الأول: أن يقولوا: آباؤنا أخبرونا بذلك.

فنقول لهم: ومن أين علمتم صدقهم فيما أخبروكم به؟

فيلجئوا إلى الجواب الثاني.

الجواب الثاني: أن يقولوا التواتر وشهادات الناقلين بمعجزاته وآياته والبراهين التي جاء بها حقق ذلك عندنا.

فنقول لهم: إذًا يلزمكم الإيمان بأن محمدًا r هو رسول الله حقًا وصدقًا؛ لأن من المعلوم أن الناقلين لمعجزات محمد r وآياته وبراهين نبوته أضعاف أضعافكم بكثير، ولأن الله عز وجل جمع لرسوله محمد r بين نوعي المعجزات المعنوية والحسية ونقول لهم:

ما أعطى الله نبيًا شيئًا إلا وأعطى محمدًا r ما هو أكثر منه.

فكان من معجزات موسى عليه السلام انفلاق البحر فأعطى الله سبحانه وتعالى محمدًا r انشقاق القمر وهي أبلغ وأعجب؛ لأنها آية سماوية، فلم يكن يستطيع أحد الوصول إلى القمر في ذلك الوقت وكما ذكرنا:

لقد اكتشف العلم حديثًا حقيقة انشقاق القمر.

وكان من معجزات عيسى عليه السلام إحياء الموتى فأعطى الله سبحانه وتعالى محمدًا r حنين الجذع إليه معجزة له r، فكان الجذع يبكي ويئن كما يئن الصبي، وهي أبلغ وأعجب.

لأن حياة الخشبة أبلغ من إحياء الميت الذي كان فيه حياة قبل موته، أما الخشبة فالأصل أنها لا روح فيها.

وغير هذا الكثير والكثير من المعجزات والآيات والبراهين والإعجازات العلمية التي جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r الدالة على نبوته وصدق رسالته r فمحمد r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

* * *

شهادات العباقرة لخاتم الأنبياء والمرسلين

محمد r

إن ما قدمناه يشهد لرسول الله r بالنبوة والرسالة، وفي عصرنا الحديث أثنى عباقرة المفكرين على دعوته r وأشادوا بفضل رسالته r وهذه بعض شهاداتهم:

1- قال لامارتين: الكاتب والمؤرخ الفرنسي- رئيس الحكومة الموقعة بعد ثورة فبراير والمتوفى سنة 1869:

كان محمد حكيمًا بليغًا فيلسوفًا خطيبًا ورسولًا معلمًا ومحاربًا شجاعًا، ومفكرًا عظيمًا، مصيبًا في أفكاره وتعاليمه، أسس إمبراطورية روحية متحدة قوية، وإذا أردنا أن نبحث عن إنسان عظيم تتحقق فيه جميع الصفات العظيمة الإنسانية فلن نجد أمامنا سوى محمد الكامل.

2- وقال ليونارد:

ليس على الأرض إنسان عرف ربه معرفة حقه كما عرفه محمد، لقد وهب ابن الجزيرة العربية حياته كلها لعبادة الله بإيمان قوي وغرض نبيل، وهذا الأمر لا ريب فيه، إن محمدًا أعظم البشرية قاطبة وأعظم إنسان وُجد على الأرض منذ بدء الخليقة.

3- وقال توماس أرنولد: المستشرق الإنجليزي المولود سنة 1864، والمتوفى سنة 1930 في كتابه- دعوة الإسلام-:

باشر محمد r سلطة زمنية كالتي يباشرها أي زعيم آخر مع فارق واحد وهو: أن الرباط الديني بين المسلمين كان يقوم رابطة الدم والأسرة، فأصبح الإسلام نظامًا سياسيًا بقدر ما هو نظام ديني، ولما نشر محمد r دينًا جديدًا أقام نظامًا سياسيًا له صبغة متميزة تمامًا، وكانت جهوده موفقة إلى اعتقاد بني وطنه بوحدانية الله، وإلى هدم نظام الحكم القديم مسقط رأسه، فقضى على الحكومة الأرستقراطية القبلية التي كانت الأسرة الحاكمة تتوزع سياسة الشئون العامة تحت لوائها.

وغيرها الكثير من عباقرة المفكرين أمثال:

1- جونسون في «أديان الشرق» .

2- والمستشرق المؤرخ- السير وليم الإنجليزي المتوفى سنة 1905 في- حياة محمد-.

3- توماس كارليل الفيلسوف الإنجليزي المولود سنة 1795، والمتوفى سنة 1881 في كتاب «الأبطال» عن الرسول r.

4- الفيلسوف الروسي تولستوي المولود سنة 1828 والمتوفى سنة 1910.

5- الفرد مارتين في كتابه «أكبر زعماء الدين في الشرق».

6- برناردشو.

وغيرهم الكثير ممن شهدوا لهذا الرسول الخاتم محمد r.

وفي دائرة المعارف البريطانية الطبعة الحادية عشر:

- كان محمد أظهر الشخصيات الدينية العظيمة وأكثرها نجاحًا وتوفيقًا، ظهر النبي محمد في وقت كان العرب فيه قد هووا إلى الحضيض، فما كانت لهم تعاليم دينية محترمة ولا مبادئ مدنية أو سياسية أو اجتماعية، ولم يكن لهم ما يفاخرون به من الفن أو العلوم، وما كانوا على اتصال بالعالم الخارجي، وكانوا مفككين لا رابط بينهم، كل قبيلة وحدة مستقلة، وكل منها في قتال مع الأخرى، وقد حاولت اليهودية أن تهديهم فما استطاعت وباءت محاولات المسيحية بالخيبة كما خابت جميع المحاولات السابقة للإصلاح، ولكن النبي محمدًا r أُرسل هدى للعالمين، فاستطاع في سنوات معدودات أن يقتلع جميع العادات الفاسدة من جزيرة العرب، وأن يرفعها من الوثنية المنحطة إلى التوحيد وحوَّل أبناء العرب -الذين كانوا أنصاف برابرة- إلى طريق الحق والفرقان، فأصبحوا دعاة هدى ورشاد بعد أن كانوا دعاة وثنية وفساد، وانتشروا في الأرض يعملون على إعلاء كلمة الله.

شهد الأنام بفضله حتى العدا

والفضل ما شهدت به الأعداء

وغير ما أشرنا إليه الكثير والكثير شهادات العباقرة والمفكرين لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد r

فمحمد r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

* * *

العلماء يشهدون

شهادات العلماء في شتى المجالات برسالة محمد r

وأنه r رسول الله حقًا وصدقًا

ومن هؤلاء الذين شهدوا لهذا الرسول الخاتم محمد r بالرسالة:

1- كيث إل مور الكندي: رئيس قسم التشريح بجامعة تورنتو بكندا ورئيس الاتحاد الكندي الأمريكي لعلماء التشريح والأجنة وكتابه:

(Developing Human) ،الذي تُرجم لثمان لغات، وقد حاز على جائزة أحسن كتاب ألفه مؤلف واحد.

والحمد لله طبع من هذا الكتاب طبعات عديدة بالإضافات الإسلامية بعنوان:

Developing Human with Islamic Additions وينتشر الآن بين يدي العلماء وهو من أشهر علماء الأجنة.

يقول عندما رأى الآيات القرآنية الكثيرة التي تتحدث عن تفاصيل تطورات الجنين في بطن أمه وتؤكدها، أعلن عن رأيه بوضوح وقال:

إن هذه الأدلة حتمًا جاءت لمحمد r من عند الله، وإن هذا يثبت لي أن محمدًا رسول الله r.

2- جولي سيمبسون: أستاذ أمراض النساء والولادة بجامعة نورث بوسطن بشيكاغو.

وتي في إن بارسان: رئيس قسم التشريح بمينيتوبا بكندا، ومؤلف مشهور في علم أمراض النساء.

لقد اهتما جدًّا بحديثان لرسول الله r عن النطفة وهما:

الحديث الأول:

قال رسول الله r: «إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء» [رواه مسلم: 4783].

سبحان الله! بالعدد وبالأرقام يرى الإنسان اليوم أن ما ينطق به النبي r هو الوحي من عند الله سبحانه وتعالى، فلا يظهر الشكل الآدمي في الجنين إلا مع بداية الأسبوع السابع- أي بعد مرور ثنتان وأربعون ليلة كما أخبر المصطفى r- وهنا نعرف معنى قول النبي محمد r ((فصورها)).

فهو r الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.

والحديث الثاني:

قال رسول الله r: ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا)) [رواه البخاري].

وهنا في الحديث الشريف يشير رسول الله r إلى مدة جمع خلق الإنسان في بطن أمه.

أما في الحديث الأول، فهو r يشير إلى تصوير النطفة، وخلق سمعها، واهتم أيضًا هذان العالمان بقول الله- سبحانه وتعالى-: ﮁ ﮛ ﮜ ﮝ ﮀ [عبس: 19].

ومعنى هذه الآية الكريمة:

أن الإنسان مقدر بكل صفاته في هذه النطفة، وبالفعل فلون الشعر ولون الجلد محدد في الجينات التي تحملها الكروموسومات في هذه النطفة، وبعد دراستهما المتأنية وقف الأول في أحد المؤتمرات قائلًا:

إن بإمكان الدين أن يقود العلم قيادة ناجحة، وإن هذا مما يدل على أن القرآن هو كلام الله.

أما الثاني فكان من تعليقه ما يلي:

إن محمدًا r والذي يصرح بتصريحات علمية مدهشة لا يمكن أن يأتي بها مصادفة، ولكن لا بد أن يكون هذا إلهامًا ووحيًا قاده إلى هذه البيانات.

3- تاجاثات تاجاسن: عميد كلية الطب بجامعة تشاي ماي بتيلاند:

فبعد دراسته لمعجزات القرآن الكريم، والتي استمرت لمدة سنتين، وقف في أحد المؤتمرات يشرح كيف أن دقائق عجيبة مما وصل إليها العلم الحديث موجودة في كتاب الله سبحانه وتعالى واختتم كلمته قائلًا:

إنه هذا يثبت لي يقينًا أن آيات القرآن جاءت لمحمد r من الخالق العليم بكل شيء، وأرى أنه قد آن الوقت أن أعلن أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. وقد أصبحت مسلمًا من الآن.

وغيرهم الكثير والكثير من العلماء في شتى المجالات العلمية الذين شهدوا لهذا الرسول الخاتم بالرسالة وبصدق نبوته r.

فمحمد r هو خاتم الأنبياء والمرسلين، والقرآن الكريم الذي أنزله ربنا تبارك وتعالى عليه هو المعجزة الباقية إلى قيام الساعة شاهدًا لهذا الرسول الأمين،

فمحمد r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

أصلي عليك

وكل الوجود صلاة وشوق إليك

رفعت المنارى في الحائرين

ونورت بالحق للعالمين

* * *

ومن دلائل النبوة والرسالة: الصدق والأمانة

محمد r هو الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى:

وسوف نعلق بإيجاز على هاتين الصفتين اللتين قد لُقب بهما رسول الله r منذ نشأته وقبل بعثته والذي سوف نركز عليه:

صدق رسول الله r وأمانته في رسالته.

1- قال رسول الله r:

((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)).

وفي رواية: ((قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)).

[رواه البخاري، موطأ الإمام مالك].

وقال r: ((لا تتخذوا قبري وثنًا يعبد)). [موطأ الإمام مالك].

إن هذه الأحاديث النبوية الشريفة شواهد حق على صدق المصطفى r وأمانته في رسالته.

قالها r قبل وفاته بخمسة أيام، وقت شدة مرضه ووجعه وازدياد آلامه، فلقد دخل r المسجد وهو معصوب الرأس، وخطب الناس -والناس مجتمعون حوله- قائلًا لهم هذه الأحاديث التي أوردناها.

فرغم ما برسول الله r من شدة آلام وأوجاع ومرض قام معلمًا ناصحًا وداعيًا هاديًا لصحابته ولأمته من بعده بعدم اتخاذ قبره r وثنًا يعبد، كما اتخذ اليهود والنصارى من قبور أنبيائهم مساجد، ولم يدعهم يطغوه كما فعلت النصارى بعيسى ابن مريم فعبدوه، كان r حريصًا على دعوته وأمته ليس في حياته فحسب بل أيضًا بعد مماته r.

ولم يمنعه ما نزل به من المعاناة وشدة المرض من القيام بتأدية رسالته على الوجه الأمثل، ومن القيام بما كلف به من ربه والدعوة إلى : لا إله إلا الله.

والمتتبع لسيرة رسول الله r يجده في سكناته وحركاته وأقواله وأفعاله حتى في حروبه أثناء غزواته وأشد لحظات أوقات القتال فيها كان r نعم المعلم لأصحابه ولأمته من بعده ونعم الداعي إلى الله عز وجل هاديًا للحق وكافة سبل الخير.

فهذه الأحاديث الشريفة هي شواهد حق على صدق وأمانة رسول الله r فيما بلغ عن ربه تبارك وتعالى لأواخر أيام حياته بل أواخر لحظاتها وهو في شدة مرضه ومعاناته، ففي آخر يوم من حياته r دعا أزواجه فوعظهن وذكرهن وطفق الوجع يشتد ويزيد فأخذ يوصي الناس قائلًا داعيًا:

((الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)) وكرر ذلك مرارًا [رواه البخاري].

وفي احتضاره r كان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بها وجهه r يقول: ((لا إله إلا الله، إن للموت سكرات)) [صحيح البخاري].

هذه الكلمة التي طالما دعا إليها طوال حياته وفترة رسالته خير دعوة.

وفي آخر كلامه r بعدما استاك بالسواك- فهو r الذي علمنا أن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب- وفرغ منه، رفع يده أو إصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه وهو يقول: «مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى» [صحيح البخاري].

وكرر الكلمة الأخيرة ثلاثًا، ومالت يده r، ولحق بالرفيق الأعلى، إنا لله وإنا إليه راجعون.

وهذا من شواهد ودلائل صدق رسول الله r وأمانته في دعوته فيما بلغ عن ربه تبارك وتعالى لآخر لحظة في حياته r، وصدق الله تعالى إذ يقول:

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) [الأحزاب: ٤٥، ٤٦].

2- لقد خسفت الشمس في حياة النبي r، وكان ذلك بعد وفاة إبراهيم بن رسول الله r، وكان صغيرًا، فحزن رسول الله r لفراقه حزنًا شديدًا، وكذلك صحابته رضوان الله عليهم أجمعين.

وظن الناس أن الشمس خسفت لوفاة ابن رسول الله r، وذلك لمكانة ومنزلة رسول الله r عند الله الخالق سبحانه وتعالى.

فما كان من الصادق الأمين r الذي لا ينطق عن الهوى مع ما به من أحزان إلا أن قام خطيبًا في الناس بعدما صلى بهم صلاة الكسوف، وبعدما انجلت الشمس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال:

((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة» [رواه البخاري ومسلم في حديث طويل].

إن هذا الحديث الذي قاله رسول الله r وفي هذا الوقت لشاهد حق على صدق المصطفى r وأمانته فيما ينقله عن ربه تبارك وتعالى وصبره الجميل ومسارعته إلى رضا ربه تبارك وتعالى.

فلم يدع r ما قاله أصحابه بدون معالجة وتوضيح رغم أن قولهم من أن الشمس انخسفت لموت ابنه r يزيده رفعة ومنزلة بينهم.

ولكنه r الصادق الأمين المبلغ عن ربه تبارك وتعالى نفى ما يقوله الناس ويزعمونه، فقال لهم معلمًا: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينخسفان لموت أحد...)).

ولم يمنعه حزنه وشدة كربه r من القيام بمهام الدعوة والرسالة، فرسول الله r له المنزلة العالية والدرجة الرفيعة عند ربه تبارك وتعالى دون أدنى شك من أصحابه أو ممن آمن به وصدق دعوته ورسالته.

ولقد صبر رسول الله r على فراق ابنه إبراهيم صبرًا جميلًا رغم حبه الشديد r له وحزنه عليه.

فلم يسخط ولم ينفر ولم ينس حق الله عز وجل ولم ينس شكره ولم ينس القيام بما كلفه الله سبحانه وتعالى به من التبليغ عنه جل شأنه.

فقام مصليًا بالناس صلاة الكسوف ثم أثنى على الله سبحانه وتعالى بما هو أهله مسترجعًا- إنا لله وإنا إليه راجعون- كما في حديث آخر، ثم قاما هاديًا وداعيًا للحق مبلغًا عن ربه ما أوحاه إليه فقال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة».

فكان r خير نموذج يحتذى به في:

قمة الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى ومشيئته.

أعلى درجات الصبر، وهو الصبر الجميل وشكره لله تبارك وتعالى وثناؤه عليه.

وعبوديته r لله عز وجل وقت الشدة والكرب.

الدعوة، فكان r إمامًا للدعاة والمرسلين.

إن حياة رسول الله r مليئة بالشواهد والبراهين على صدقه، وأمانته وصبره، وشمائله العطرة.

والأحاديث النبوية الشريفة والسنة المطهرة نعم الشاهد وخير برهان على ما أسلفناه، ولكننا سنكتفي بما ذكرناه موجزًا.

فمحمد r هو الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى.

فهو ( محمد ) r رسول الله حقًا وصدقًا.

* * *

ومن دلائل نبوته r صدقه وأمانته قبل بعثته وبعدها

ومن براهين صدق رسالته r

وصدق ما بلغه عن ربه سبحانه وتعالى:

أ- ما كان من حادثة الإفك حين رمى أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب البحت والفرية في شأن السيدة عائشة زوجة رسول الله r وأحب نسائه إليه.

ولكي يتجلى لنا عظم هذا الموقف العصيب لرسول الله r وزوجته السيدة عائشة ولأهل الإيمان نذكر جزءًا مما رواه البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة.

تقول السيدة عائشة بعدما أخبرت بقول أهل الإفك وخوضهم في عرضها رضي الله عنها وقد كانت مريضة آنذاك: فازددت مرضًا إلى مرضي، فلما رجعت إلى بيتي فدخل علي رسول الله r فسلم ثم قال: ((كيف تيكم؟)) فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي رسول الله r فجئت أبوي فقلت لأمي: يا أمتاه ماذا يتحدث الناس به؟ فقالت: أي بنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها قالت: فقلت: سبحان الله أوقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي. [رواه البخاري ومسلم من حديث طويل].

وكاد فريقان من المؤمنين أن يقتتلا- الأوس والخزرج- بعدما ارتفعت أصواتهما ورسول الله r قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله r يخفضهم حتى سكتوا وامتلأ رسول الله r همًّا وحزنًا بعدما أوذي في أهله من قبل أهل الإفك والبهتان.

وقد لبث رسول الله r شهرًا لا يوحى إليه في شأن زوجته السيدة عائشة شيء إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى براءة زوجته السيدة عائشة من فوق سبع سموات صيانة لعرض رسول الله r.

وما ينبغي أن نلقي عليه الضوء في هذه الحادثة فيكون برهانًا على صدق رسالة رسول الله r وصدقه فيما بلغه عن ربه سبحانه وتعالى هو:

تأخر نزول الوحي ببراءة السيدة عائشة، فلقد لبث رسول الله r شهرًا لا يوحى إليه في شأن السيدة عائشة شيء، على الرغم مما لاقاه رسول الله r والسيدة عائشة من عناء وشدة وكرب وهم وحزن عميق من افتراءات وكذب المنافقين، ومما لا شك فيه أن هذا كله بلاء وامتحان واختبار من الله عز وجل.

ونتساءل، ما الذي منع رسول الله r من أن يعجل بإخباره ببراءة زوجته السيدة عائشة مع شدة ما لاقاه هو وزوجته والمؤمنون من الافتراءات والأكاذيب التي زوجها المنافقون؟

وما الذي اضطره r إلى أن ينتظر كل هذه المدة- شهرًا أو أكثر- دون أن يخبر ببراءة زوجته السيدة عائشة؟ وعلام يدل ذلك؟

لا شيء إلا أنه r لا ينطق عن الهوى، فلا يبلغ إلا ما أمره به ربه عز وجل في الوقت الذي يشاؤه ويختاره سبحانه وتعالى، فلو لم يكن رسول من عند الله لأخبر ببراءة زوجته من أول يوم شاعت فيه تلك الافتراءات؛ صيانة وحفظًا لزوجه وعرضه.

ولو لم يكن رسول من عند الله لأخبر بجزاء وعقوبة لكل من خاض بأدنى قول في حق زوجه حمية من أول يوم أشيعت فيه تلك الافتراءات، ولكنه r الذي لا ينطق عن الهوى هو الصادق المصدوق في كل ما بلغه عن ربه سبحانه وتعالى.

وكل هذا يدلل على أن محمدًا r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

ب- ومن براهين صدق رسالته r وصدق ما بلغه عن ربه سبحانه وتعالى هذه الآية الكريمة التي عاتبه فيها ربه سبحانه وتعالى عتابًا حسنًا جميلًا حيث كان النداء بالعفو قبل المعاتبة.

قال الله تعالى: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) [التوبة: ٤٣]. وهذه الآية الكريمة نزلت في أناس قالوا:

استأذنوا رسول الله r فإن أذن لكم فاقعدوا وإن لم يأذن لكم فاقعدوا ولهذا قال الله تعالى: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا) أي في إبداء الأعذار (وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ)

أي: هلا تركتهم لما استأذنوك فلم تأذن لأحد منهم في القعود لتعلم الصادق منهم في إظهار طاعتك من الكاذب، فإنهم كانوا مصرين على القعود عن الغزو وإن لم تأذن لهم فيه.

ونتساءل، ما الذي جعل محمدًا r يخبر بهذه الآية الكريمة التي فيها معاتبته من ربه سبحانه وتعالى، وما الذي اضطره إلى ذلك؟ وعلام يدل كل هذا؟

لا شيء إلا أنه r هو الصادق المصدوق الذي لا ينطبق عن الهوى يبلغ كل ما أوحاه إليه ربه فلا يكتم منه شيئًا.

وكل هذا يدل على أن محمدًا r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

ج- ومن براهين صدق رسالة رسول الله r وصدق ما بلغه عن ربه سبحانه وتعالى هذه الآيات الكريمات التي عاتبه فيها ربه سبحانه وتعالى:

قال الله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى* فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى* وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى* وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى* وَهُوَ يَخْشَى* فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) [عبس: ١ – ١٠].

في هذه الآيات الكريمات ذكر غير واحد من المفسرين أن رسول الله r كان يخاطب أحد عظماء قريش وقد طمع في إسلامه، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أم مكتوم وكان ممن أسلم قديمًا، فجعل يسأل رسول الله r في شيء ويلح عليه، وود النبي r أن لو كف ساعته تلك؛ ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل طمعًا ورغبة في هدايته، وعبس في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه وأقبل على الآخر.

ومن هنا أمر الله تعالى رسوله r أن لا يخص بالإنذار أحدًا، بل يساوي بين الشريف والضعيف والغني والفقير والسادة والعبيد والرجال والنساء والكبار والصغار، ثم الله تعالى يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة.

ونتساءل، كما تساءلنا من قبل ما الذي جعل محمدًا r يخبر ويبلغ هذه الآيات الكريمات التي فيها عتابه من ربه سبحانه وتعالى؟ وما الذي اضطره إلى ذلك؟

ولم لم يكتمها؟ وعلام يدل ذلك؟

فيكون الجواب القاطع الفاصل: لا شيء إلا أن محمدًا r هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى يبلغ كل ما أوحاه إليه ربه فلا يكتم منه شيئًا.

وكل هذا يدل على أنه r هو رسول الله حقًا وصدقًا وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وبجانب ما ذكرناه الكثير والكثير من براهين رسالة هذا الرسول الصادق الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين.

* * *

ومن دلائل نبوته r

بعثته r عند الأربعين من عمره

قال الله تعالى: (قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [يونس: ١٦]، (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) [الأنعام: ٣٣].

لما كانت رسالة محمد r هي الرسالة الخاتمة لكل الرسالات السابقة للناس كافة في كل مكان وزمان، فقد احتاجت إلى حشد كل الدعائم لتأييدها وللإيمان والتصديق بها وعدم التكذيب لها.

فكانت بعثة رسول الله r عند الأربعين من عمره هي إحدى الدعائم المؤيدة لدعوته r.

لقد نشأ رسول الله r بينهم عفيفًا طاهرًا طيب النفس عظيم الخلق أمينًا صادقًا، فلم تشهد قريش والبشرية قاطبة مثل حسن خلق وكريم شمائله r ولا أمانة كأمانته r ولا صدقًا كصدقه r.

ومما يدلل على هذا أن أهل مكة أنفسهم هم الذين لقبوا محمدًا r بالصادق الأمين منذ نشأته وقبل بعثته لما رأوا خصاله r الحميدة وشمائله الطيبة لا سيما الصدق والأمانة.

فعند تحدثهم عنه r كانوا ينطقون بنعته وصفته قبل اسمه فيقولون الصادق الأمين وإن هاتين الواقعتين اللتين ذكرناهما سابقًا شاهدتين على ما قلناه:

أ- الواقعة الأولى: ما جرى عند بناء الكعبة وقضية التحكيم، فعندما اتفق أهل مكة على أن يحكموا بينهم أول من يدخل عليهم، كان أول من دخل هو رسول الله r فلما رأوه قالوا جميعًا في صوت واحد: هذا الأمين رضينا، هذا محمد.

ب- لما نزل قوله تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) صعد رسول الله r على الصفا، فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي -لبطون قريش- حتى اجتمعوا، فقال: ((أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟)) قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا.

لقد بعث رسول الله r وهو في الأربعين من عمره مع أن غيره الكثير من الرسل بعثوا وهم أقل من الأربعين بكثير مثل يحيى عليه السلام.

قال الله تعالى: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) [مريم: ١٢].

وغيره الكثير، فما الحكمة إذن من بعثة رسول الله r عند الأربعين من عمره؟

الحكمة من بعثة رسول الله r عند الأربعين من عمره:

الحكمة وإن علمنا بعضها فإننا نجهل أكثرها: أن كما قلنا أن هذه الرسالة التي بعث رسول الله r بها هي الرسالة التي ختمت بها جميع الرسالات السابقة، فهي للناس كافة وقد احتاجت إلى حشد كل الدعائم لتأييدها والإيمان بها.

فكانت مدة عمر رسول الله r قبل رسالته هي إحدى الدعائم المؤيدة لرسالته r للإيمان والتصديق بها، فهو r الصادق الأمين الذي لم يشهدوا أمانة كأمانته ولم يجربوا عليه إلى صدقًا.

قال الله تعالى: (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) [الأنعام: ٣٣].

فأهل مكة لا يستطيعون أن يكذبوا رسول الله r أو يكذبوا دعوته، ولكنه الكفر والعناد والجحود، فمدة عمر رسول الله r قبل البعثة هي في ميزان نجاح دعوته، وهي من دلائل صدق وأمانة رسالته r.

قال الله تعالى: (قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [يونس: ١٦].

لقد بعث رسول الله r في الأربعين من عمره، بعد مرور شرخ الشباب وهو الوقت الذي تجيش فيه الصدور بالآمال والأماني.([113])

فلم تبد منه r كلمة تلميح بالرسالة أو إشارة للنبوة، وفي الوقت الذي تهدأ فيه النفوس الثائرة، وتسكن فيه الآمال الفائرة أعلن رسول الله r دعوته ورسالته العامة الشاملة لكل الذين في عهده، وكل الذين يجيئون من بعده، فهي الرسالة الخاتمة.([114])

فهذا الوقت الذي بعث فيه النبي محمد r الأربعين من عمره هو من دلائل نبوته، وأن اختيار وقت البعثة والرسالة هو من الله سبحانه وتعالى الحكيم الخبير؛ لأن من المعلوم أنه إلى أن تنتصر دعوة رسول الله r وإلى أن تنتشر هذه الرسالة العظيمة فإنها تحتاج إلى الوقت والجهد الطويل والصبر الجميل العظيم- سنة الله عز وجل- وكل هذا وعمر رسول الله r يتقدم به إلى المرحلة المتأخرة من العمر ونهايته.

فما الذي كان يبغيه r جراء هذا كله من إعلان رسالته في هذه المرحلة وليس قبلها، وهو الذي أشاد له الجميع وشهدوا برجاحة عقله وفكره ومنطقه؟ وعلام يدل؟

ليس إلا أنه r هو رسول الله عز وجل أعلن رسالته في الوقت الذي اختاره وقدره له ربه تبارك وتعالى وأنه r على يقين من أمر دعوته ومن نصر الله سبحانه وتعالى لها، وأنه سبحانه وتعالى هو القادر على أن يسخر كافة مخلوقاته لنصر هذه الرسالة الخاتمة في الوقت الذي اختاره عز وجل لها تحت أي ظرف كان.

لقد أعلن رسول الله r في الأربعين من عمره رغم ما علمه من وفاه أبيه في صغر عمره وكان رسول الله r آنذاك جنينًا في بطن أمه.

أعلن رسول الله r رسالته وهو في الأربعين من عمره رغم ما شاهده من وفاة أمه في صغر عمرها وهو r في السادسة من عمره.

أعلن رسول الله r رسالته في الأربعين من عمره رغم وفاة جده عبد المطلب بعد انتقاله r إليه بمدة قصيرة جدًا ثم توفي أمامه عمه أبو طالب.

قال الله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) [الضحى: ٦].

فما الذي اضطره r لأن يعلن رسالته وهو في الأربعين من عمره وليس دون هذا العمر في ريعان الشباب؟

ومن الذي أخبره وأعلمه بأنه r سيطول به العمر للأربعين ولما بعد الأربعين وإلى أن تنتصر دعوته ورسالته؟

وما الذي جعله r على يقين من أمر دعوته ونجاحها مع علمه بوفاة والده ومشاهدته لوفاة والدته وهما في مقتبل عمرهما وصغر سنهما؟ وعلام يدل كل هذا؟

لا شك أن الذي اختار له وقت رسالته هو الله سبحانه وتعالى الحكيم الخبير وأنه سبحانه وتعالى العليم القدير، يعلم عمر رسوله r وأنه سيطول به العمر إلى أن يأتي وقت البعثة والرسالة وإلى أن تنتصر دعوته وتنتشر رسالته.

وأنه سبحانه وتعالى العليم الخبير هو الذي جعل رسوله r على يقين من أمر دعوته ونجاحها رغم الأحداث التي مرت به وكل هذا يدل على: أن محمدًا r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

* * *

ومن دلائل نبوته r

عصمة الله سبحانه وتعالى له r حيًّا وميتًا

قال الله تعالى: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة: ٦٧].

هذه الآية الكريمة هي من معجزات القرآن الكريم التي قد تحدت الجميع من الكافرين والمنافقين بعصمة الله لنبيه محمد r، فلم يستطع أي من أعداء هذا الدين من أن ينالوا من رسول الله r حيًا أو ميتًا.

لقد عصم الله عز وجل نبيه r حيًا وميتًا على الرغم مما قام به أعداء الإسلام من هجمات شرسة ومحاولات عديدة للنيل منه r.

فلقد حاولوا قتله حيًّا مرارًا وتكرارًا والنيل من سيرته ومن جسده الشريف بعد مماته r ولكنهم لم يجنوا إلا الخيبة والفشل والحسرة والندامة.

فكانت محاولاتهم العديدة الخائبة الفاشلة مع وفرة عناصر نجاحها هي دليل صدق على رسالة هذا النبي الخاتم r وعصمة الله عز وجل له.

فمن محاولاتهم الكثيرة للنيل منه r في حياته:

أ- عند هجرة المصطفى r كان الكفار قد تجمعوا، وتحزبوا من مختلف القبائل بسيوفهم على باب غرفته r ليقتلوه.

ولكن الله سبحانه وتعالى بعلمه وقدرته عصمه منهم.

فخرج r من بينهم واخترق صفوفهم وأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رؤوسهم، وقد أخذ الله بأبصارهم عنه فلا يرونه وهو يتلو قول الله تعالى:

(وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ)

[يس: ٩].

ب- أثناء هجرة النبي r كان قد سلك طريقًا ليضلل الكفار عنه حتى انتهى إلى غار في قمة الجبل يعرف بغار ثور، وأخذ الكفار يبحثون عنه بشتى السبل في كل مكان إلى أن وصلوا إلى باب الغار.

روى البخاري عن أنس عن أبي بكر قال: كنت مع النبي r في الغار فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: ((اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما)) وفي لفظ: ((ما ظنك يا أبا بكر باثنان الله ثالثهما)) [رواه البخاري].

وغير ذلك الكثير من المواقف التي قد حدثت أثناء هجرة النبي r والتي تدل على عصمة الله عز وجل له.

ج- لقد حاول اليهود بمكر وخديعة قتل النبي r فتآمروا على قتله حيث كان النبي r في وقت ما جالسًا إلى جانب جدار من بيوت اليهود فتآمر اليهود وقالوا: أيكم يأخذ هذه الرحى ويصعد بها فيلقيها على رأسه- يعني النبي r- يشدخه بها؟ فقال أشقاهم عمرو بن جحاش: أنا. فقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا، فوالله ليخبرن بما هممتم وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه، ولكنهم عزموا على تنفيذ خطتهم ونزل جبريل عليه السلام من عند رب العالمين على رسول الله r يعلمه بما هموا به، فنهض r مسرعًا وتوجه إلى المدينة، ثم قام r بمحاصرة اليهود إلى أن استسلموا وخرجوا من مدينة رسول الله r.

د- عندما فتح رسول الله خيبر وقام بإخراج اليهود منها أهدت له زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم شاة مصلية وقد سألت أي عضو أحب إلى رسول الله r فقيل لها الذراع فأكثرت فيه من السم، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله r تناول الذراع فلاك منها مضغة فلم يسغها ولفظها، ثم قال: ((إن هذه العظم ليخبرني أنه مسموم)) ثم دعا بها فاعترفت فقال r: ((ما حملك على ذلك؟)) قالت: قلت إن كان ملكًا استرحت منه، وإن كان نبيًا فسيخبر وكان r معه بشر بن البراء قد أخذ من الشاة أكلة فأساغها فمات منها، وكان النبي r من رحمته قد عفا عنها ولكن لما مات بشر قتلها قصاصًا.

ولقد حفظ ربنا تبارك وتعالى نبينا r في جميع غزواته من أن يقع قتيلًا أو أسيرًا بين يدي أعداء الإسلام رغم كثرة الحروب والمحاولات الخبيثة التي قاموا بها ضده r للقضاء عليه وعلى دعوته.

ولقد حاول أعداء الإسلام النيل من رسول الله r بعد مماته بعدما فشلوا وخابوا في النيل منه أثناء حياته r.

ففي عام 557 من الهجرة في عهد السلطان الزاهد العابد محمود نور الدين زنكي فكر أعداء الإسلام الخبثاء النكراء في أن يفجعوا المسلمين فجيعة نكراء بسرقة جسد النبي r الشريف من قبره حيث قام هؤلاء الخبثاء بتجنيد رجلين من المجرمين لهذه المهمة الخطيرة، وانطلقا إلى المدينة وارتديا زي المسلمين وأظهرا الورع والعبادة وأكثرا النفقة على فقراء المدينة حتى أحبهم أهل المدينة حبًّا جمًّا وهم في كل ليلة يحفرون سردابًا تحت الأرض في حجرة يسكنون فيها بجوار المسجد النبوي ويأخذان التراب ويلقونه في بئر ماء حتى لا ينتشر ويظهر أمرهما، وظل الخبيثان يحفران حتى وصلا إلى جدار الغرفة النبوية.

ومن المعلوم أن الرسول r قد دفن في حجرته التي قد توفي بها، فالأنبياء يدفنون في أماكنهم التي قبضوا فيها.

وفي الليلة التي ضربوا فيها أول فأس في الغرفة النبوية الشريفة رأى السلطان الزاهد العابد محمود نور الدين زنكي رؤيا للنبي r وهو يشير إلى رجلين أشقرين أحمرين، وقال له: أنقذني من هذين الرجلين يا محمود، فاستيقظ السلطان من نومه فزعًا، فتوضأ وصلى ما شاء الله له أن يصلي، ثم نام فرأى النبي في رؤيا للمرة الثانية، وأشار إلى نفس الرجلين، وقال: أنقذني من هذين الرجلين يا محمود، فاستيقظ السلطان من نومه فزعًا، فتوضأ ثم صلى لله ركعتين ثم نام، فجاءه النبي r في الرؤيا للمرة الثالثة وأشار على نفس الرجلين وقال أنقذني من هذين الرجلين يا محمود، فاستيقظ السلطان من نومه وقال: والله لا نوم بعد الآن.

واستدعى وزيره الصالح التقي الذي يقال له جمال الدين الموصلي، وأخبره بالرؤيا وما قاله له النبي r فقال له الوزير الصالح: اكتم خبر الرؤيا، اكتم ما رأيت أيها السلطان وهيا اخرج فورًا إلى مدينة رسول الله r، فانطلق السلطان على الفور وحمل أموالًا طائلة ودخل المسجد النبوي وصلى لله ركعتين وسلم على النبي r وجلس في الروضة الشريفة الكريمة يفكر ماذا يصنع؟

فقال الوزير الصالح: أيها الناس لقد جاء السلطان إلى مدينة رسول الله r ليوزع أموالًا على كل فقراء المدينة، وليسلم على كل أغنيائها وأشرافها وأهلها وعزم هذا الوزير على جميع فقراء المدينة للحضور وعلى جميع أهل المدينة للسلام على السلطان لينظر السلطان إلى وجوه القوم لعله يجد الوجهين اللذين أشار عليهما النبي الصادق المصدوق r.

فجاء الفقراء وجاء الأشراف والأغنياء ولما دخلوا على السلطان صرخ وقال: اللهم صلِّ على محمد ، هما والله هما، هما والله هما.

والناس لا يعرفون الخبر، فانطلق معهما إلى منزلهما بجوار الغرفة النبوية وفتش البيت بنفسه، فلم يجد إلا مالًا ومصحفين لله تبارك وتعالى، وظل يفتش فوجد حصيرًا في جانب الغرفة، فإذا به يُلهم من الله سبحانه وتعالى بأن يكشف هذا الحصير، فوجد سردابًا داخل الأرض، فنزل فيه وظل يمشي في السرداب حتى وصل إلى جدار الغرفة النبوية الشريفة، ففزع الناس فزعًا شديدًا وأمرهما بالاعتراف بما جاءا من أجله، وضربهما بالسياط ليعترفا إلى أن اعترفا بمهمتهما الحقيرة بسرقة جسد النبي الشريف r.

وأمر السلطان بقتل هذين الرجلين على باب الغرفة النبوية، وقام بحفر خندق عميق جدًّا حول الغرفة النبوية المطهرة، وقام بصبها بالرصاص لمنع مثل تلك المحاولات الخبيثة مرة أخرى، وأخذ يبكي لما اختصه الله من هذا الشرف العظيم، وأن جعله سببًا في إنقاذ جسد النبي الشريف r من هؤلاء الأعداء النكراء.

وهذا من عصمة الله سبحانه وتعالى لنبيه الخاتم محمد r بعد مماته وهذه الحادثة ثابتة في كتب التاريخ التي أرَّخت للمدينة المنورة.

وما قام به أعداء الإسلام من محاولة سرقة جسد رسول الله r الشريف هو دليل قاطع في ذاته على يقينهم بنبوة المصطفى r وصدق رسالته؛ لأن من المعلوم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، بينما غير الأنبياء من أموات لا تلبث الأرض إلا أن تأكل أجسادهم في القليل من الشهور، لا سيما إن كان الجسد كله يغطيه التراب، فما بالهم- أعداء الإسلام- يهمون بذلك الأمر بعدما يزيد عن خمسمائة عام من وفاته r؟

لا شك إلا لأنهم على يقين من صدق رسالة المصطفى r وصدق دعوته، ولكنه الجحود والاستكبار الذي يتملكهم.

ولقد امتن الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة- أمة المصطفى r- بالعلماء الربانيين الذين يدافعون عن النبي r وعن سيرته وعن سنته المطهرة بعد مماته ويقومون بالتصدي لافتراءاتهم وأباطيلهم دون أن يبغوا شرفًا أو منصبًا أو مالًا أو جاهًا أو سلطانًا من وراء هذا الجهد الذي يبذلونه من أجل الدفاع عن هذا الدين العظيم وعن هذا النبي الأمين.

وهذا كله من عصمة الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد r حتى بعد وفاته إلى أن تقوم الساعة.

والسؤال الذي يطرح ويفرض نفسه:

لماذا كل هذه العصمة من الله سبحانه وتعالى لمحمد r؟ وعلام تدل؟

لا شك أن هذه العصمة هي من الله سبحانه وتعالى؛ لأن محمدًا r هو الرسول الخاتم الذي ختم به الرسل، ولأن رسالته هي الرسالة الخاتمة التي ختمت بها جميع الرسالات السابقة، فكانت هذه العصمة ليتمكن النبي r من تأدية رسالته والتبليغ بها على الوجه الأتم الأكمل.

وكل هذا يدل على أن محمدًا r هو خاتم الأنبياء والمرسلين.

* * *

ومن دلائل نبوته r

حفظ وعناية الله عز وجل برسوله r وتربيته وتأديبه له

قال الله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) [الضحى: ٦].

وقال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: ٤]

توفي عبد الله والد رسول الله r وكان آنذاك حمل في بطن أمه، ثم توفيت أمه آمنة بنت وهب وله من العمر ست سنين، ثم كان في كفالة جده عبد المطلب إلى أن توفي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب، ثم لم يزل يحوطه وينصره ويكف عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله عز وجل على رأس أربعين سنة من عمره وأبو طالب على دين قومه من عبادة الأوثان، وكل ذلك بقدر الله عز وجل وحسن تدبيره إلى أن توفي أبو طالب قبل الهجرة بقليل فأقدم عليه r سفهاء قريش وجهالهم، فأنجاه الله سبحانه وتعالى من بين أيديهم واختار له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار، كما أجرى الله سنته على الوجه الأتم الأكمل حيث إنه r لما وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه، وقاتلوا بين يديه r أجمعين إلى أن انتصرت دعوته وانتشرت رسالته r.

ونسأل: لم كل هذه العناية وكل هذا الحفظ من الله سبحانه وتعالى بمحمد r؟

ليس إلا لأن محمدًا r هو رسول الله سبحانه وتعالى، ختم الله سبحانه وتعالى به النبيين والمرسلين فآواه وحفظه، وكانت عنايته به أمام مرئى ومسمع من الجميع؛ ليكون هذا كله دليلًا دامغًا على صدق نبوته ورسالته r.

ومن حفظ الله سبحانه وتعالى وكلاءته وعنايته برسوله r أنه جل شأنه رباه، فأحسن تربيته وأدبه فأحسن تأديبه، فلقد نشأ رسول الله r يتيم الأب والأم ومع ذلك فلم ينشأ إلا والجميع يشيدون بحسن خلقه وطيب شمائله وكريم خصاله وصفاته وصدقه وأمانته وكمال تربيته وأدبه.

فمن الذي رباه هذه التربية العطرة؟ ومن الذي أدبه فأحسن تأديبه؟

ومن الذي خلقه بهذا الخلق الرفيع العظيم في ظل يتمه وفقدانه r لأبيه وأمه وجده؟ ولم؟

لا أحد إلا الله سبحانه وتعالى الخالق البارئ.

فهو جل شأنه الذي رباه وأدبه ومنحه هذه الأخلاق الرفيعة العظيمة والخصال السامية الحميدة وكل ذلك ليس إلا لأن محمد r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

* * *

ومن دلائل نبوته r

سيرته r النبوية العطرة الطيبة الكاملة

لقد بعث الله عز وجل رسوله محمدًا r وأرسله في سن الأربعين وتوفاه وقد تم له r ثلاث وستون سنة، فكانت فترة رسالته r ثلاث وعشرين سنة وكان r ملقبًا من قبل بعثته بالصادق الأمين ويعلم الجميع زهده وورعه وتقواه وحسن صفاته ومكارم أخلاقه وطيب شمائله، فما بالنا بعد بعثته ورسالته r.

لقد كان رسول الله r بعد بعثته ورسالته قرآنًا يمشي على الأرض، فلم يعص رسول الله r ربه قط ولم يذنب ذنبًا قط طوال حياته وطوال فترة رسالته فلم يُعرف رسول الله r إلا بزهده وتقواه وورعه وحسن عبادته لربه سبحانه وتعالى فهو r المعصوم الذي عصمه وحفظه ربه تبارك وتعالى قدوة وأسوة للعالمين.

فمن منا يستطيع ألا يذنب ذنبًا قط طوال عام واحد فقط أو أقل من ذلك، فلا شك أن محمدًا r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

وأيضًا لم تُعرف سيرة كاملة بكل جوانبها لأي نبي أو رسول إلا خاتم المرسلين محمدًا r فلقد حفظ ربنا تبارك وتعالى سيرة رسولنا محمد r بحسنها وجمالها وطيبها كاملة شاهدة على نبوته r، فرسالته r هي الرسالة الخاتمة لكل الرسالات السابقة، ولقد حفظ ربنا تبارك وتعالى سنة رسوله r القولية والفعلية رغم أنف الكثير والكثير ممن حاول الكذب عليه r لإضاعة سنته.

فليس بعده r أي نبي أو رسول، وليس بعد نزول القرآن الكريم مهيمنًا على جميع الكتب السابقة أي كتاب سماوي آخر.

فكان رسول الله r هو النموذج العملي لكتاب الله العظيم- القرآن الكريم- الذي يُحتذى به إلى قيام الساعة ، فكان r كما وصفته السيدة عائشة : خُلُقُه القرآن.

فرسول الله r لنا هو نعم الأسوة ونعم القدوة في كافة جوانب الحياة وفي كل شيء.

قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: ٢١].

فمحمد r هو خاتم الأنبياء والمرسلين حقًا وصدقًا ، الذي تشتاق إليه القلوب وتذرف من الشوق إلى رؤياه العيون:

كل القلوب إلى الحبيب تميل

ومعي بهذا شاهد ودليل

أما الدليل إذا ذكرت محمدًا

صارت دموع العارفين تسيل

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه

فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه

فيه العفاف وفيه الطهر والكرم

أنت النبي الذي ترجى شفاعته

عند الصراط إذا ما زلت القدم

* * *

ومن دلائل النبوة والرسالة

أخلاق النبي محمد r ([115])

لقد شهد الله سبحانه وتعالى لرسوله r من فوق سبع سماوات بحسن صفاته وعظيم أخلاقه r.

قال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: ٤].

1- قال عبد الرزاق: عن معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال: سألت عائشة فقلت: أخبريني يا أم المؤمنين عن خلق رسول الله r. فقالت: أتقرأ القرآن؟ فقلت: نعم. فقالت: كان خلقه القرآن.

هذا مختصر من حديث طويل، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث قتادة بطوله.

2- وروى ابن أبي شيبة وغيره أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن خلقه r فقالت: كان أحسن الناس خلقًا، كان خلقه القرآن، يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه، ولم يكن فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ثم قالت: اقرأ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) [المؤمنون: ١ إلى العشر] فقرأ السائل فقالت: هكذا كان خلقه.

قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [المؤمنون: ١ – ١١].

لقد شهد الله سبحانه وتعالى لرسوله r بعظمة خلقه وهذه الشهادة تغنيه r عن كل شهادة، فهي شهادة من الخالق الذي أبدع خلقه واصطفاه من أطهر المعادن وأعرق الأصول وأنبته نباتًا حسنًا وأنشأه نشأة طيبة وأدبه فأحسن تأديبه ورباه على أنبل الصفات وأكرم الشمائل حتى صار أعلى مثل وأسمى طراز وأرفع نموذج وحتى أصبح r عنوانًا عن الإنسانية يشرفها ويرفع قدرها ويقوي الثقة فيها ويعرف الناس بها.

وإليك موجز سريع لبعض من صفاته ومكارم أخلاقه الطاهرة r:

1- الصدق.

2- الأمانة: وهاتان الصفتان- الصدق والأمانة- لقب بهما رسول الله r من قبل بعثته فكان يلقب r بالصادق الأمين.

3- الحياء: كان r أشد حياءً من العذراء في خِدرها، فكان r خافض الطرف لا يثبت نظره في وجه أحد.

4- الجود والكرم: كان r أجود الناس وأكرمهم على الإطلاق فكان r يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة.

5- العفو: كان r يعفو عمن أساء إليه ويصفح مع مقدرته r.

6- الرحمة: كان r رحيمًا بالمؤمنين وبأعدائه وبالناس أجمعين، فلقد زكاه الله سبحانه وتعالى فقال جل شأنه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

7- صلة الرحم: فكان r أوصل الناس للرحم وأعظمهم شفقة ورأفة.

8- الوفاء: كان r يفي بعهده في السلم والحرب لا ينقضه ولا يغدر ويحفظ لغيره جميل صنعه.

9- الإيثار: كان r يؤثر ويفضل غيره على نفسه، فكان r يؤثر ويفضل ما عند الله عز وجل الباقي على متاع الدنيا الفاني الزائل.

10- العدل: كان r يطبق العدل على نفسه وبين أهله ويحرص على ذلك كل الحرص.

11- رجاحة العقل: كان r حصيف العقل، واسع الفكر، بعيد النظر، زكي الفؤاد، سريع البديهة يعالج ما يعترضه من مشكلات علاجًا يوحي بحكمته الباهرة ودقته الماهرة وفطنته التي لا حد لها.

12- الشجاعة: فدعوته وغزواته r برهان لشجاعته r.

13- الحلم: كان r حليمًا أبلغ ما يكون الحلم، واسع الصدر لا يغضب إلا أن تنتهك حرمة الله عز وجل.

14- التواضع: كان r أبعد الناس عن الكبر فكان r يمنع القيام له كما يقام للملوك، يعود المساكين، ويجالس الفقراء، ويقبل دعوة العبد.

15- الصبر: كان r صابرًا أجمل ما يكون الصبر، فلقد صبر واصطبر إلى أن انتشرت دعوته، وإلى أن نصره الله سبحانه وتعالى.

16- التشاور: كان r يشاور أصحابه ويشركهم معه، فلا يتجاهلهم، ويأخذ برأي أصوبهم.

17- الزهد: كان r زاهدًا قانعًا، أغناه الله سبحانه وتعالى ولكنه r آثر أن يكون زاهدًا قانعًا.

18- التقوى: كان r أخشى الناس لله عز وجل، يأتمر بأوامره سبحانه وتعالى ولا يتعدى حدوده سبحانه وتعالى.

19- حسن المعاشرة: كان r حسن العشرة يؤنس من يعاشره ويتألف قلبه ويتودد إليه ويلاطفه.

20- جميل الصحبة: كان r يسأل عن أصحابه إذا غابوا، ويعودهم إذا مرضوا، ويعينهم إذا احتاجوا.

21- كريم النفس: كان r طيب النفس ليس بالحقير ولا بالخبيث.

وهذا قليل من كثير في أخلاق رسول الله r والمواقف التي تشهد بكل ما ذكرناه عديدة وكثيرة ولكن سنكتفي بما أوجزناه سريعًا.

لقد أعدت العناية الإلهية جسمًا وعقلًا وروحًا وخلقًا، وأمدته بما يعينه على حمل رسالة الخير والنور والهدى والحق والفضيلة إلى العالم في عصره وإلى ما شاء الله.

فمحمدٌ r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

* * *

ومن دلائل نبوته r

حاله ومنطقه r

وإليك موجز سريع لبعض من صفات حاله ومنطقه r:

1- كان r دائم الفكر.

2- كان r طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة.

3- يفتتح الكلام ويختتمه باسم الله تعالى ولا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله عز وجل.

4- يتكلم بجوامع الكلم- كلام قليل يفهم ويستنبط منه الكثير-.

5- كلامه r فصل بين الحق والباطل، لا فضول ولا تقصير.

6- نظره r إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء.

7- ليس بالجافي- أي: ليس بغليظ الطبع-.

8- ليس بالمهين- أي ليس بالحقير-.

9- لا يغضب لنفسه وإنما كان غضبه لله سبحانه وتعالى.

10- كان r ضحكه التبسم.

11- كان r يداعب أصحابه ويمازحهم ولا يقول إلا الحق.

وهذا قليل من كثير في حسن صفاته وحلاوة منطقة r.

فمحمد r هو رسول الله حقًا وصدقًا.

* * *

ومن دلائل نبوته r

كمال خِلقته r

تكمل شخصية المرء بكمال خلقته وجسمه وخلقه، وقد بلغ رسول الله r كل هذا، فهو r صفوة بني آدم، اصطفاه ربنا تبارك وتعالى واختاره لهذه الرسالة السماوية العظيمة التي بعثه بها، وإليك موجز سريع لبعض الصفات الخلقية لرسول الله r:

1- كان r ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه يتلألأ وجهه r تلألؤ القمر ليلة البدر.

2- وسيم قسيم- أي حسن جميل-.

3- أزهر اللون- أبيض مشرب بحمرة- أبيض الوجه، مليح الوجه.

4- كان في الوجه تدوير كالقمر ليلة البدر.

5- لم يكن بالمطهم- أي لم يكن منتفخ الوجه.

6- سهل الخدين.

7- أكحل العينين وليس بأكحل- أي: إذا رأيته ونظرت إليه قلت أنه أكحل العينين من جمالهما الطبيعي وليس هذا بسبب إضافة الكحل-.

8- أشكل العين- أي: طويل شق العين، في عينيه دعج- الدعج هو شدة سواد العين وبياض البياض-.

9- في أشفاره وطف- أي في شعر أجفانه طول يزيد عينيه r حلاوة وجمالًا.

10- أزج الحواجب- أي: أن الحاجبان رقيقان في الطول- من غير اتصال بينهما.

11- أنجل- واسع العينين مع حسنهما-.

12- واسع الجبين:- أي الجبهة-.

13- أقنى الأنف، رفيعه- أقنى الأنف: مرتفع قصبة الأنف مع احديداب يسير فيها-، غير قصيرة، دقيقة الأرنبة.

14- أجمل الناس شفاه، عظيم الفم.

15- أفلج الثنايا- أي التباعد بين أسنان المقدمة- ، إذا تكلم r رُئي كالنور يخرج من بين ثناياه.

16- رجل الشعر- أي وسط بين التجعد والسبوطة-، شديد سواد الشعر.

17- لم تزر به صعلة- أي: لم يكن r صغير الرأس-.

18- كث اللحية- غزير شعرها-.

19- عنقه r كأنها جيد دمية في صفاء الفضة.

20- مقصدًا- ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير- ومع ذلك فلم يكن يماشيه أحد ينسب إلى الطول إلا طاله.

21- سواء الصدر والبطن- أي: بطنه كصدره في الارتفاع-.

22- متماسك البدن، ضرب اللحم- أي ليس في اللحم استرخاء-، منهوس العقب- قليل اللحم-.

23- عظيم المنكبين- الكتفين-.

24- واسع الصدر، فلا يغضب لنفسه قط، بل كان r غضبه لله سبحانه وتعالى.

25- كان r في ساقيه حموشة أي: لطافة تتناسب مع سائر أعضاء جسمه r.

26- لم تعبه ثجلة- أي: لا تعبه صخامة بدن-.

27- عرقه r كأنه اللؤلؤ، وقالت أم سليم هو من أطيب الطيب.

28- في صوته صحل: البحة والرخاوة التي تزيد الصوت جمالًا وإجلالًا، حسن الصوت، إذا صمت r علاه الوقار وإذا تكلم r علاه البهاء.

29- إذا غضب r احمر وجهه كأنما فقيء وجنتيه حب الرمان.

30- كان ضحكه r تبسمًا، ليس عابسًا.

31- أطيب الناس ريحًا.

32- بين كتفيه r خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة يشبه جسده r.

23- أجمل الناس وأبهاهم من بعيد وأحسنهم وأحلاهم من قريب، غصن بين غصنين، فهو r أنضر الثلاثة منظرًا وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا أمره.

34- ويقول علي بن أبي طالب بعدما نعت رسول الله r: لم أر قبله ولا بعده مثله r. [جامع الترمذي مع شرحه، تحفة الأحوذي، وابن هشام].

35- قال البراء في وصفه لرسول الله r: كان أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خلقًا.

وسئل: أكان وجه النبي r كالسيف، قال: لا، بل مثل القمر. [صحيح مسلم].

36- وقال جابر بن سمرة: رأيته في ليلة أضحيان، فجعلت أنظر إلى رسول الله r وإلى القمر وعليه حلة حمراء، فإذا هو أحسن عندي من القمر. [رواه الترمذي في الشمائل].

37- وقال كعب بن مالك: كان إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر. [صحيح البخاري].

38- قالت الربيع بنت معوذ: لو رأيته قلت الشمس طالعة. [رواه الدارمي، مشكاة المصابيح].

39- ومن قول أبي هريرة في وصف رسول الله r: ما رأيت شيئًا أحسن من رسول اللهr كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدًا أسرع في مشيه من رسول الله r كأنما الأرض تطوى له، وإنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث. [جامع الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي].

40- قال أنس: ما مسست حريرًا ولا ديباجًا ألين من كف رسول الله r وما شممت ريحًا قط أو عرفًا قط أطيب من ريح أو عرف رسول الله r. [صحيح البخاري ومسلم].

وفي رواية: ما شممت عنبرًا قط ولا مسكًا ولا شيئًا أطيب من ريح أو عرق رسول الله r.

فصلوات الله وتسليماته على خاتم أنبياءه ورسله محمد r .

* * *

حوار بين الإسلام والنصرانية واليهودية

لقد سافر الدكتور/ زغلول النجار في عام 1977م إلى أمريكا، وكان عنده تفرغ علمي عنده، فقام بالسفر إلى جامعة لوس أنجلوس في غرب الولايات المتحدة أستاذًا زائرًا.

وننقل إليكم ما قد قصه (الدكتور/ زغلول النجار) بموسوعة الإسلام والعلم الحديث،الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم ،على النحو التالى:

أنه عندما وصل –كان ذلك في رمضان- اتصل به أحد المسلمين في لوس أنجلوس، وقال له: إن هناك حوارًا مُعَدًّا له منذ 3 سنوات بين الإسلام والنصرانية واليهودية، والشخص الذي كان من المفترض أن يتحدث عن الإسلام قد غاب، فنرجو أن تحضر لتتحدث عن الإسلام.

في أول الأمر كان الدكتور/ زغلول النجار معترضًا لأن من المفترض أن يكون هناك ترتيب قد أُعدَّ بدقة أكثر من ذلك، وقال: إنه لن يحضر. ثم بعد نصف ساعة اتصل به أستاذ الديانات المقارنة –على حد زعمهم، فلا يوجد ما يُسمى بالديانات المقارنة، فالدين عند الإسلام- فقال هذا الأستاذ للدكتور زغلول: إنه بلغه أنه موجود –يقصد الدكتور زغلول- وأنه يستطيع أن يتحدث عن الإسلام، وغياب الصوت الإسلامي في هذا المؤتمر سيكون له انعكاس سيئ على المؤتمر، فلتحضر حتى ولو تجيب على أسئلة السائلين، فليس بالضرورة أن تكون عندك كلمة مطبوعة.

فوافق الدكتور على أن يحضر ويتحدث عن الإسلام في هذا المؤتمر، وذهب الدكتور إلى المؤتمر –بالجامعة- فوجد حشدًا من الناس غريب؛ ضخم جدًّا، حيث وجد 4 آلاف أو خمسة آلاف كنيسة مُمَثَّلة، وكل كنيسة على الأقل ممثلة بـ 10 : 15 فرد، وهناك 200 معبد من معابد اليهود، فكان هناك عدد ضخم لم يكن للدكتور أن يتخيله، وكان على باب الجامعة شخص يوزع كلمة اليهود، وآخر يوزع كلمة النصارى، والمسلمين ليس لهم كلمة مطبوعة.

وقابله رجل مشهور في العمل الصليببي في أمريكا، وعرفه بنفسه، وقال للدكتور:

ما هي رتبتك في الإسلام؟ (سؤال عجيب!) فقال له الدكتور: إن إسلامه إسلام رجل جيولوجي -أي أننا في الإسلام ليس عندنا مثل تلك الرتب التي يدَّعونها-.

فقال له الرجل –الذي يعمل في العمل الصليببي-: كيف؟!

أما أنا ... وسمى رتبته، وهذا حاخام –ممن يتكلمون عن اليهود- وسمى رتبته... ثم بعد ذلك، قال القِسُّ للدكتور: إننا سنتكلم في المؤتمر تبعًا للتسلسل التاريخي، بمعنى أن اليهودي سيتكلم أولا، وهو أستاذ في الديانات المقارنة –على حد زعمهم- ثم هو –أي القس- عن النصرانية، ثم الدكتور عن الإسلام.

فحمد الدكتور الله عز وجل على هذا الترتيب، وقال لنفسه: على الأقل تكون أمامه فرصة؛ يستمع لما يقولونه؛ حتى يرد عليهم.

وعند صعوده شاء الله عز وجل أن اليهودي يتحرك ويجلس في الجانب الأيسر، فنظر القس -...كروس- للدكتور، وقال: نحن الآن أمام شاشات التلفاز، ولن أستطيع أن أغير الترتيب، وستتكلم أنت أولا، فقد انقلب الترتيب بغير إرادتي، وقال: كل واحد سوف يتكلم ثلث ساعة، فاستعان الدكتور بالله عز وجل، وتحدث لمدة ثلث ساعة كاملة، وكان يدور حديثه حول هذا المعنى: إن الإسلام ليس محدودًا في رسالة محمد r وحدها، وإن كان قد تكامل فيها، فالإسلام هو رسالة السماء منذ آدم عليه السلام إلى محمد r إلى قيام الساعة.

وأن جميع الرسالات السابقة مع إيماننا بها وإيماننا بأنبيائها، إلا أن الأصول منها قد ضُيِّعَتْ -الرسالات السابقة- وأن العقيدة لا يمكن أن تُبنى على خيال بشري مبني على أفكار متوارثة شفاهًا جيل بعد جيل، لا بد من تسجيل رباني صحيح خالص من العمل البشري.

وإذا نظرنا في الكتب السماوية وجدنا أن الكتاب السماوي الوحيد الموجود بين أيدينا –القرآن الكريم- بنفس اللغة التي نزل بها كلمة كلمة وحرفًا حرفا، وإشارة إشارة، لأنه حفظ من قِبل الله عز وجل.

بينما ننظر إلى الإنجيل، فأقدم إنجيل مكتوب بين أيدي الناس مكتوب باللغة اليونانية القديمة، وهي لغة لم يتحدثها المسيح عليه السلام، ولم يتحدثها أحد من أتباعه، فكيف يمكن أن نعلم أن هذا الكلام هو كلام المسيح عليه السلام؟!

لقد سجل علماء الإنجيل أنه في قرية في جنوب تركيا عُقد مؤتمر للنصارى في عهد الإمبراطورية الرومانية، اجتمع للمجتمعين في هذا المكان أكثر من 3000 آلاف إنجيل، اختاروا منها ثلاثة أو أربعة جعلوها الكتب المقدسة، وألغوا الباقي، وهذه الكتب التي اختيرت على أساس الحضارة الإغريقية قامت على الشرك، على تعدد آلهة.

هذا الاختلاط جعل الأناجيل فيها شرك وفيها تعدد آلهة، وفيها تثليث، وفيها ألوهية للمسيح عليه السلام، وألوهية لأمه، وتعدد آلهة، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

لا يمكن لإله أن يتعدد، ولا يمكن لإله أن يأكل ويشرب وينام، ويفعل ما يفعله البشر المخلوقون.

مع احترامنا وتقديرنا وإيماننا بالمسيح عليه السلام، وبمعجزة ميلاده، وبمعجزاته في مهده، وبمعجزاته في حياته، وبصدق رسالته، إلا أننا ننفي عن المسيح عليه السلام الألوهية تمامًا.

وبالمثل أين اليهودية أين من سيدنا موسى عليه السلام؟!

سيدنا موسى بريء منهم، الناس الذين يظنون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وغيرهم من البشر حيوانات خُلقت على هيئة البشر لتقوم على خدمتهم، هل هذا دين؟!

هل الدين الذي يُغلق على طائفة من البشر يكون هذا دين؟ وتكون هذه رسالة من السماء؟!

الرسالة لا بد أن تكون للبشر كافة.

اليهود ليسوا أصحاب دين، بل هو تكتل بشري عنصري ضيق، لا يقبل غيره من البشر.

وحين أتم الدكتور حديثه انتقل الحديث إلى القس -كروس- الذي سوف يتحدث عن النصرانية.

وشاء السميع العليم أن القضايا التي تكلم فيها الدكتور لم تكن مكتوبة في مطبوعاته –بخصوص الكلمة التي سوف يلقونها في المؤتمر- فاضطروا أن يخرجوا عن النصوص المكتوبة، وعندما خرجوا عن النصوص المكتوبة، يقول الدكتور:

والله الذي لا إله إلا هو، هؤلاء الاثنين –القس واليهودي- وهما أستاذان في الديانات المقارنة –على حد زعمهم- وكل واحد منهما يحمل الدكتوراه، وكل واحد منهما قس أو حاخام مُرسَّخ في كنيسته ومعبده وصاحب مكان طويل في معتقداته.

لم يستطع –كروس- المتحدث عن النصرانية أن يتحدث أكثر من 8 دقائق، ولم يرد عن شيء مما قلت.

وانتقل الحديث إلى اليهودي –المتحدث عن اليهودية- وهو يهودي عريق، ومن الذين لعبوا دورًا في الصلح بين مصر وإسرائيل، وهو داهية من دواهي اليهود، وقد تحدث لمدة 12 دقيقة فقط، وقال: صحيح أن الكلام الذي قاله صديقي المسلم أننا أناس نؤمن بأن الله رب إسرائيل فقط، فأخذ الناس في القيام؛ لأن أغلبيتهم كان من النصارى، وأخذوا يدبون بأرجلهم على الأرض.

فأدرك اليهودي أنه أخطأ خطأ شديدًا، فأراد أن يصلح الخطأ، فشاء الله أن يصلحه بخطأ أبشع، وبعد أن انتهى الوقت... وقاموا إلى تناول الشاي، يقسم الدكتور ويقول:

والله، لم يمكنوني أن أصل إلى المكان الذي أشرب فيه الشاي، فالتف حوله الناس يسألونه عن الإسلام، وقال:

لو كان معه في هذه الليلة عشرة آلاف نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم، لفتح الله بها فتحًا كبيرًا.

ثم عادوا إلى المنصة للأسئلة، واستمر اللقاء إلى منتصف الليل، وكان من المقرر أن ينتهي في العاشرة، ويقول الدكتور: والله الذي لا إله غيره، لم يوجه إلى غيري سؤال واحد منا نحن الثلاثة، يسألونه عن الإسلام، كيف يتحدث القرآن الكريم عن المسيح عليه السلام؟

ثم بعد انتهاء المؤتمر أتوا ليسلموا عليه وأخذوا يقولون:

ما كنا نعلم أن القرآن يتحدث عن المسيح، ما كنا نعلم أن القرآن يحترم المسيح ويؤمن بمعجزاته.

ثم طُلب أن يتحدثوا هذا الحديث على التلفاز ليذاع، وتم ذلك، وكانت محصلة الأسئلة عزًّا للإسلام، وبعد أن أذيع البرنامج بقي الدكتور سنة في أمريكا، لا يكاد الاتصال ينقطع به يومًا، يسألونه عن الإسلام.

فقد حضرت إليه امرأة أمريكية أسلمت، وهي تعمل في البينتاجون الأمريكي، وقالت له: أنا أفكر في أن أستقيل. فقال الدكتور: لماذا؟

فقالت: أنا أدركت أن هناك حربًا ستكون بين العرب وإسرائيل وبحكم أني أعمل في هذا الجيش الأمريكي، سأضطر أن أساعد في هذه الحرب؛ بإرسال سلاح أو إرسال معلومات، فأنا لا أقبل أن أحارب قومي، المسلمون أهلي كيف يمكن أن أحارب أهلي؟!

وهذه شهادة من العقلاء في العالم الغربي، يقولون:

إنه على الرغم من التقدم العلمي والتقني المذهل الذي حققناه والرواج الاقتصادي الهائل والهيمنة الاقتصادية والهيمنة الإعلامية في العالم الغربي، بالرغم من ذلك فإن حضارتنا حضارة تتآكل من داخلها، ويقولون: نحن نعاني من الخواء الروحي، ويقولون في المقابل:

نجد حضارة معاصرة انحصرت علميًّا وتقنيًّا، وانحصرت اقتصاديًّا، وانحصرت إعلاميًّا وعسكريًّا، وسياسيًّا، ولكنها لا تزال تحتفظ بقيم روحية عُليا، وضوابط أخلاقية وسلوكية صحيحة.

فعلينا أن ندرك قيمة هذا الدين العظيم، الذي لا فلاح ولا نجاح بدونه في الدنيا والآخرة.

* * *

من الشواهد المرئية التي تشهد بصدق هذا الدين العظيم

الذي جاء به خاتم المرسلين محمد r الصادق الأمين

وأن الإسلام هو الدين الحق

الذي ارتضاه ربنا تبارك وتعالى

ليكون هو سبيل النجاة الوحيد في الدنيا والآخرة

إننا نشاهد دائمًا ونرى بأعيننا تجمع الكفر مع بعضه البعض وتحزبه وتكتله حزبًا وتكتلًا واحدًا رغم اختلاف معتقداتهم وتكفيرهم لبعضهم البعض، متناسين كل ما بينهم من اختلافات كلية في المعتقدات والمصالح، ومتهادنين في حروبهم مع بعضهم البعض إن كان بينهم حروب، وغير ذلك من صور التكتل والتحزب لتكوين قوة واحدة وذلك إذا ما شعروا بظهور الإسلام وقدومه تجاههم، ولا عجب في ذلك؛ لأن الباطل صوره كثيرة وتشعباته أكثر، ولا يجتمع إلا مع نظيره من باطل، فالباطل كله ظلمات.

أما الحق فهو واحد فقط لا يجتمع ولا يأتلف مع غيره من باطل وصوره،

فالحق هو النور الذي هو من عند الله عز وجل، ويدلل على ذلك قول الله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) [ البقرة: ٢٥٧].

فالنور واحد فقط وهو من عند الله عز وجل، أما الباطل فهو كما دلت الآية الكريمة وأشارت إلى أنه ظلمات- جمع ظلمة- لتعدد صوره وكثرتها وتشعبها.

ونحن نعلم منذ زمن رسول الله r وبعثته بالحق وإعلانه الإسلام دينًا أنه قد تجمع وتحزب ضده اليهود ( وهم أهل كتاب ولكنهم حرفوا كتبهم وكذبوا أنبياءهم ولوثوا سيرتهم وقتلوهم ) مع كفار قريش وغيرها، وهم عباد للأوثان والأصنام، ولا يؤمنون بتوحيد ألوهية الله عز وجل ، وكذلك تحزبوا مع المنافقين ( وهم الذين أعلنوا الإيمان وأبطنوا الكفر )، وغير ذلك من ائتلاف وتحزب مع النصارى ( وهم عباد البشر، فلقد عبدوا المسيح عيسى ابن مريم ونسبوا إليه الألوهية )، وأيضا تحزبوا مع عباد الحجر وهم عباد الأصنام والأوثان وكل ذلك رغم أن كلًا منهم يُكَفِّرُ الآخر ويبغضه، ولولم يكن ظهور الإسلام لما انتهت حروبهم ومنازعاتهم مع بعضهم البعض، ولا نعجب من ذلك، فتلك الأحزاب والتكتلات كلها من الباطل وصوره، ولا تتآلف ولا تجتمع إلا مع نظيرها من باطل.

أما الإسلام ( وهو الحق الوحيد الذي هو نور من عند الله عز وجل ) فلا نجده أبدًا في تحالف أو ائتلاف أو تحزب أو تكتل مع أي صور الشرك والكفر والإلحاد، وإن تحزب ضده الباطل بشتى صوره، ودائمًا يكون النصر للإسلام إن تمسك أهل الإسلام بدينهم وشرع ربهم وهدي نبيهم r، وانتصار رسول الله r ودعوته وصحابته الكرام من بعده وانتشار الإسلام في شتى بقاع الأرض خلال المائة عام الأولى من بعثة النبي r دليل ذلك.

ونحن في زماننا المعاصر نرى ونشاهد بأعيننا دأب الكفر وتجمعه وتحزبه مع بعضه البعض وتكتله ضد الإسلام رغم اختلافاتهم الكلية في معتقداتهم وباطلهم المنغمسين فيه، وتكفيرهم لبعضهم البعض، ومهادناتهم في حروبهم ومنازعاتهم، ولكنهم متفقون على شيء واحد وهو إزالة ومحو الحق من طريقهم والتصدي للإسلام.

ودليل ذلك أننا نرى اليهود وتحزبهم وتكتلهم مع عباد البقر لإبادة المسلمين في فلسطين وكشمير، وتحزبهم مع الشيوعيين والملحدين وهم من أنكروا وجود الله عز وجل لإبادة المسلمين في الشيشان ، وتحزبهم مع عباد الأوثان وعباد البشر وهم من اتخذوا المسيح عيسى والصليب إلهًا يعبد من دون الله عز وجل لإبادة المسلمين في أفغانستان وفي شتى بقاع الأرض والتضييق عليهم في معيشتهم.

وفي نفس الوقت رغم تكتل كل ذلك الباطل بشتى صوره نجد الحق وهو الإسلام يأبى إلا أن يقف وحده في مواجهة كل ذلك الباطل، يأبى أن يأتلف ويتحزب مع أي من صوره، فالنور لا يختلط بالظلمات.

ومثال ذلك: أننا لا نتعجب إذا ما رأينا السارق والزاني وشارب الخمر والقاتل والمرابي والخائن تجمعهم مصلحة واحدة، فكل ذلك إنما هو باطل، ولكن صوره متعددة، فلا نندهش إذا ما رأيناهم في تآلف وتحزب مع بعضهم البعض رغم اختلافهم في باطلهم المنغمسين فيه، وفي النهاية تجمعهم أيضًا غرفة عقاب واحدة- السجن- ولكننا نكون في قمة التعجب إذا ما رأينا إنسانًا عابدًا لربه حافظًا لكتابه وسنة نبيه في تآلف وتجمع مع أي من ذلك الباطل بصوره، عياذًا بالله أن نجد ذلك.

وذلك لأن الحق ونوره لا يختلط بالباطل وظلماته

فالإسلام الآن يواجه الكفر بشتى صوره- فالكفر إنما هو ملة واحدة- وسينصره الله عز وجل كما نصر رسوله r وصحابته الكرام رضوان الله عليهم من قبل، ولكن إذا ما عاد أهل الإسلام إلى التمسك بكتاب ربهم والتحاكم إليه وإلى التمسك بهدي نبيهم والشرع الذي جاء به من ربه تبارك وتعالى.

* * *

ختامًا

مما سبق يتحقق لنا أن محمدًا r هو رسول الله حقًا وصدقًا وأن هذا الكتاب الذي أنزل عليه- القرآن الكريم- هو كتاب الله الخالق، فبلاغته وروعة معانيه ودقة ائتلاف ألفاظه ومبانيه وسمو أهدافه ومراميه والحقائق العلمية الغيبية التي أخبرنا بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام في شتى المجالات العلمية شواهد على أنه- القرآن الكريم- هو كلام رب العرش الكريم، الله رب العالمين.

فلقد تضافرت الشواهد والدلائل على صدق رسول الله r.

ولقد أعدت العناية الإلهية جسمًا وعقلًا وروحًا وخلقًا وأمدته بما يعينه على حمل هذه الرسالة العظيمة، رسالة الخير والفضيلة رسالة الهدى والنور رسالة الحق إلى العالم كله في عصره r وإلى ما شاء الله، إلى قيام الساعة.

قال الله تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام: ١٩].

* * *

رسالة

علينا أن نعلم أنه:

بعدما تحقق لنا بالأدلة القاطعة والبراهين الدامغة والآيات والمعجزات والشواهد أن محمدًا r هو رسول الله وبعدما تحقق لدينا صدق حديثه ودعوته- فهذا هو الأصل الذي لا يصح سواه-:

يستلزم علينا التسليم بأن كل ما جاء به الرسول r من أحكام وتشريعات إنما هو من عند الله سبحانه وتعالى.

وأن كل قول وفعل للرسول r له حِكَم جليلة وفوائد عظيمة يعلمها الله سبحانه وتعالى وإن خفيت على البعض.

قال الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [الأنبياء: ٧].

قال الله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: ٣ – ٥].

ويستلزم علينا أيضًا التسليم بأن كل قول وفعل للرسول r هو في إطار ما أحله الله عز وجل له وهو في إطار رضا ربه سبحانه وتعالى.

فأعداء الإسلام يحاولون ويسعون جاهدين أن ينالوا من رسول الله r ليل نهار وبشتى الصور لما يجدونه في أنفسهم من حقد وغل وحسد للإسلام وأهله، فاجتمعوا جميعًا وتكاتفوا للنيل من الإسلام ومن رسوله متناسين ما بينهم من عداءات وخلافات واختلافات في المعتقدات- الظلمات- ولا عجب!

فالباطل لا يجتمع ولا يتآلف إلا مع مثله من باطل، ومع ذلك فإن الله عز وجل يخزيهم ويجعل ما يكيدون به وبالًا عليهم وحسرة وندامة إلى يوم القيامة.

قال الله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [الصف: ٨].

فالإسلام يحمل في طيه انتشارًا واسعًا، وهذا مما يزيد أعداء الإسلام حقدًا وغلًا وحسدًا، فهم يعلمون ما يحمله الإسلام من سرعة انتشاره في الآفاق وجذبه للعقول وامتلاكه للقلوب وليس في وسعهم أدنى ما يقاومون به انتشاره، فيزدادون تخبطًا مع تخبطهم، فلا يجدون سوى ألسنتهم عاجزة عن التصدي والمقاومة لانتشار هذا الدين العظيم، فلا يسعهم إلا أن يطلقوا لها العنان بالسب والقذف وإلقاء الشبهات في محاولة خبيثة ضعيفة ميتة لاسترداد بعض ما فقدوا من ماء الوجه.

في محاولة لصد الناس عن اطلاعهم ومعرفتهم بالإسلام وبرسول الإسلام، فلا يرون إلا الدخول في هذا الدين أفواجًا والإيمان برسوله يقينًا وتسليمًا، ولا يحصدون إلا الخيبة والفشل والخزي مصداقًا لقول الله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ* هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) [الصف: ٨ ، ٩].

فعلينا ألا نلقي بأسماعنا لأعداء الإسلام وما يلقونه من شبهات وافتراءات وتُرهات، فالإسلام هو الدين الحق لأنه لو لم يكن كذلك لكانت نهايته مع بدايته لكثرة من يعمل ضده، فهو كالنور الذي يطرد الظلام؛ لأن كل ما فيه حق وصدق، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!

ومحمد r هو رسول الله r حقًا وصدقًا كما تحقق لنا من براهين وآيات ومعجزات وشواهد.

وليس يعصيه، فلا يقول ولا يفعل إلا ما يرتضيه منه ربه تبارك وتعالى، والله عز وجل ناصره سواء كان ذلك في حياته كما علمنا، أو بعد مماته r، فالإسلام يحمل في طيه انتشارًا ويلقى قبولًا واسعًا قديمًا وحديثًا، شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، وما تدونه الإحصاءات دليل ذلك، فالإسلام هو الدين الحق ورسوله رسول صدق.

وعلينا أن نشكر الله عز وجل على النعمة التي امتن الله سبحانه وتعالى علينا بها، ألا وهي نعمة الإسلام والإيمان والتصديق برسوله محمد r.

فهو r الرحمة المهداة والنعمة المسداة رافع لواء الحق، صاحب الشفاعة، فكان أبو بكر إذا رأى رسول الله r يقول:

أمين مصطفى بالخير يدعو

كضوء البدر زايله الظلام

وكان عمر ينشد قول زهير:

لو كنت من شيء سوى البشر

كنت المضيء ليلة البدر

وحتى نؤدي شكر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة علينا بالآتي:

1- أن نستمسك بهذا الكتاب العظيم- القرآن الكريم- الذي أنزل على رسول رب العالمين هداية للناس أجمعين، وأن نتعلم قراءته تجويدًا كما أنزل على المصطفى r، وأن نعلمه لغيرنا، وأن نسعى في حفظه كاملًا في صدورنا.

وأن ندرسه لتعلم معاني كلماته وبلاغتها وفهمه فهمًا صحيحًا، كما فهمه صحابة رسول الله r ولكي نعرف أوامر الله عز وجل لنا ونواهيه.

وأن نطبقه تطبيقًا عمليًا في حياتنا كلها؛ في العبادات والمعاملات، وأن نحكمه في كل صغيرة وكبيرة، وأن نتخلق به، فلقد كان خلق رسول الله r القرآن الكريم، فالقرآن الكريم هو حبل الله المتين الذي تكفل ربنا تبارك وتعالى بحفظه هداية لخلقه أجمعين.

2- علينا أن نتبع هذا الرسول الأمين في أقواله وأفعاله وسكناته وحركاته، فهو الذي اصطفاه الله عز وجل فأنزل عليه القرآن الكريم مهيمنًا على جميع الكتب السابقة.

فعلينا أن ننتهج نهجه وأن نقتفي أثره وأن نستن بسنته وأن نتمسك بها وأن نسير في طرقه وعلى دربه r فهو الطريق الموصل إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رضاه جل في علاه.

3- علينا أن ندافع عن هذا الدين العظيم وخاتم الأنبياء والمرسلين والوقوف لأعداء الإسلام موحدين على الكلمة التي طالما جاهد رسول الله r لإعلائها وجمع الناس عليها ألا وهي: لا إله إلا الله.

فبهذه الكلمة تفتح لنا الدنيا بأسرها، ونسعد بها في أخرانا التي أعدها الله تبارك وتعالى لنا.

4- علينا أن نسعى جاهدين لنشر هذا الدين العظيم داعين إليه وإلى تعاليمه السامية وشرعه القويم شرقًا وغربًا.

5- علينا أن نعرف الناس كافة والبشرية قاطبة بسيرة هذا النبي الخاتم العطرة وصفاته الحسنة وشمائله الطيبة التي لم تعرف مثله r نموذجًا عمليًا اجتمعت فيه كل الصفات السامية والأخلاق الرفيعة.

6- علينا أن نعرف الناس أجمعين بسيرة صحابة رسول الله r الطيبة العطرة ابتداءً بأبي بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب وذي النورين عثمان بن عفان وفتى الفتيان ورب السيف والبيان علي بن أبي طالب إلى آخر صحابة رسول الله r الكرام، فهم الذين رباهم النبي r خير التربية وهم الذين نشروا هذا الدين العظيم في شتى بقاع الأرض من بعد رسول الله r، فلم تعرف البشرية قاطبة أصحابًا كأصحاب رسول الله r في حبهم وتضحيتهم وافتدائهم له r وفي حسن اتباعهم له وتبليغهم عنه r.

فلقد اختار الله عز وجل محمدًا r ليكون خاتم النبيين والمرسلين فكان من مقتضى حكمته سبحانه وتعالى أن يختار ويصطفي له أصحابه فهو جل شأنه أعلم بقلوب عباده وهو أعلم بمن هو أهل لهذه الصحبة ومن هو أهل لنشر هذا الدين العظيم.

فاختار ربنا تبارك وتعالى أصحاب الرسول r الذين آمنوا به وصدقوه وناصروه إلى أن تمكن من نشر دعوته وتبليغ رسالته r ومن بعده r جاهدوا بأموالهم وأنفسهم إلى أن انتشر هذا الدين العظيم في شتى بقاع الأرض.

وعلينا أن نوضح حقيقة من يقدح فيهم افتراءً وكذبًا، حقدًا وغلًا من الشيعة الروافض الذين يقطنون إيران ولبنان- وهو ما يدعى كذبًا بحزب الله- وغيرهما وأن نوضح حقيقة أئمتهم المنافقين المتذندقين لا سيما الخميني لعنه الله هو وغيره.

فهم- الشيعة الروافض- يُكذبون بالقرآن الكريم(كلام الله تعالى،المنزل على رسوله محمدr) ويقولون بتحريفه، ويُكَفِّرُون أبا بكر وعمر وعثمان إلى آخر صحابة رسول الله r ، فهم يكفرون جميع الصحابة ويسبونهم ويلعنونهم باستثناء ثلاثة أو أربعة.

وهم أيضًا يقدحون أيضًا في السيدة عائشة زوجة رسول الله r (طعنا فى النبى محمدr وعرضه) بنت أبي بكر الصديق، ويقدحون أيضًا في السيدة حفصة زوجة رسول الله r بنت الفاروق عمر بن الخطاب، وغير ذلك الكثير والكثير من كفرهم البواح إلى غير ذلك من فساد تشريعهم الذي هو من أنفسهم.

ولم لا، وقد نشأت تلك الفرقة المراقة الضالة المضلة على يد اليهودي المدعي للإسلام نفاقًا عبد الله ابن سبأ.

وعلينا أن نوضح ونكشف للجميع نفاقهم وكذبهم الصريح تحت ما يسمى بالتقية، فَلَأَنْ واجهتهم بكفرهم وتكفيرهم لصحابة رسول الله r ابتداءً بأبي بكر وعمر وعثمان، وقدحهم في السيدة عائشة والسيدة حفصة إلى غير ذلك يكذبون عليك بكل جرأة ومكر وينكرون ما ينسب إليهم من تلك الأقوال رغم حقيقتها تحت ما يسمى بالتقية ليأمنوك ولمحاولة جرك وضمك إليهم ولنشر ضلالهم كما يفعل بالضبط المدعون كذبًا بحزب الله وزعيمهم في لبنان، ولكن إذا أردت أن تكشف عن وجهه القبيح وتزيل الستار الذي يغطيه، فعليك أن تواجههم بكفرياتهم التي في كتبهم قديمًا وحديثًا، فلن يستطيعوا إذن أن يتبرءوا منها.

ومن الكتب الإسلامية التي توضح كفرياتهم وأباطيلهم المدونة في كتبهم قديمًا وحديثًا الكتاب الفذ- لله ثم للتاريخ- بقلم السيد حسين الموسوي من علماء النجف الذي تحول من التشيع إلى اتباع أهل السنة بعد تبين الحق له، وقد قتل بعد كتابته لهذا الكتاب وفضحه لهم بجمعه لأقوالهم التي هي في كتبهم وبسطها في هذا الكتاب- لله ثم للتاريخ-.

وأيضًا كتاب:رسالة من أهل سنة الحبيب النبى محمد إلى الشيعة ،بقلم/محمد السيد محمد.

و كتاب: هل فرحت بالشيعة، بقلم أبي إبراهيم الكتيبي هشام بن محمد.

وكتاب: عقائد الشيعة، بقلم عبد الله بن محمد السلفي.

فالشيعة الروافض وأئمتهم الذين يقطنون إيران ولبنان- المتمثلون فيما يُدعى كذبًا بحزب الله- وغيرهما هم أشد خطرًا علينا من اليهود والنصارى وغيرهما.

فإنك إن سألت اليهود: مَن خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى.

ولئن سألت النصارى: مَن خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى.

ولكنك إن سالت الشيعة الروافض من شر أهل ملتكم؟

قالوا بغير حياء: أصحاب محمد r.

فعلينا أن نُعَرِّف الناس بسيرة أبطال الإسلام أصحاب رسول الله r ابتداءً بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وإلى آخر صحابة رسول الله r لنقتدي بهم فهم رضوان الله عليهم كما قال الله تعالى في حقهم:

(لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: ٨٨ ، ٨٩].

(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: ١٠٠].

وكما قال رسول الله r في حقهم: ((لا نسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» [أخرجه البخاري].

((خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..)) [أخرجه البخاري ومسلم].

وغير ذلك الكثير والكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي توضح فضل صحابة رسول الله r وكما يقول الشاعر:

حب النبي رسول الله مفترض

وحب أصحابه نور ببرهان

من كان يعلم أن الله خالقه

فلا يرمين أبا بكر ببهتان

ولا الفاروق عمر صحبه

ولا الخليفة عثمان بن عفان

أما علي فمشهور فضائله

والبيت لا يستوي إلا بأركان

وكما يقول الشاعر أيضًا:

إني رضيت عليًا للهدى علمًا

كما رضيت عتيقًا صاحب الغار

وقد رضيت أبا حفص وشيعته

وما رضيت بقتل الشيخ في الدار

كل الصحابة عندي قدوةٌ علمٌ

فهل عليَّ بهذا القول من عار

إن كنت تعلم أني لا أحبهم إلا

لأجلك فاعتقني من النار

7- علينا أن نعرف الناس أجمعين بتراجم أمهات المؤمنين الخَيِّرَات الطاهرات، من أزواج رسول الله r ابتداءً من السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق والسيدة حفصة بنت الفاروق عمر بن الخطاب إلى آخر أزواج رسول الله rن فهن اللواتي نزل في حقهن قول الله تعالى لرسول r: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا) [الأحزاب: ٥٢].

وهذا يوضح مكانتهن ومنزلتهن عند الله عز وجل الذي ارتضاهن أزواجًا لخاتم أنبيائه ورسله r، وعلينا أن ندافع عنهن ضد من يقدح فيهن من الشيعة -لعنهم الله- الذين يزعمون كذبًا ونفاقًا محبة آل بيت النبي r، وهم في الأصل يطعنون ويقدحون فيه جاهدين في ذلك ما استطاعوا، فمؤسس فرقتهم هو اليهودي عبد الله بن سبأ المدعي للإسلام كذبًا ونفاقًا، فأزواج رسول الله r لنا ولسائر نساء المسلمين فيهن القدوة الحسنة.

فهن اللواتي اختارهن الله عز وجل وارتضاهن ليكن أزواجًا لخاتم أنبيائه ورسله محمد r.

8- علينا أن نرفع لواء العِلم شعارًا لنا وأن نسعى جادين في نشر ورفع مستوى العلم الديني لدى أفراد الأمة الإسلامية وغيرها بكافة صوره؛ عقيدة، تفسير، فقه، سيرة، تاريخ إسلامي.

وهذا لتجنب ما يلقيه أعداء الإسلام من شبهات وافتراءات وأكاذيب.

وللدفاع عن هذا الدين العظيم الذي امتن ربنا تبارك وتعالى علينا به، علينا أن ننتهج نهج سلفنا الصالح وأن نسلك طريقهم فهو الطريق الذي سلكه رسولنا r وصحابته الكرام وأن نتجنب تلك الفرق والطرق الضالة المضلة الجاهلة التي تظهر وتتجدد كل يوم.

9- علينا أن نرفع لواء العلم وأن نعرف لعلماء الإسلام قدرهم وعِظَم شأنهم؛ فهم ورثة الأنبياء، فالأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورثوا العلم، فهم الجبهة الحقيقية التي يقف دونها أعداء الإسلام عاجزين عن اختراقها.

فعلينا أن ننتصر لعلماء الإسلام المعتمدين المجمع عليهم، والموثوق في علمهم انتصارًا لرسول الله r، فعلماء الإسلام هم ورثة رسول الله r.

10- علينا أن نحمد الله عز وجل ليل نهار على هذه النعمة العظيمة التي امتن ربنا تبارك وتعالى علينا بها، فالحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة.

قال الله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) [التوبة: ٤٠].

فالله سبحانه وتعالى هو ناصر رسوله r بنا أو بغيرنا، فعلينا أن نسعى جادين جاهدين لأن نكون ممن استعملهم الله سبحانه وتعالى لنصرة هذا الدين العظيم الذي جاء به خاتم المرسلين r والذي ارتضاه ربنا تبارك وتعالى لنا؛ لنسعد برضاه تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة.

هدانا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على رسولنا الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r، وآته الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على آله وأصحابه الأخيار الأطهار وعلى من اهتدى بهديه واقتفى أثره واستن بسنته وناصره إلى يوم الدين.

والحمد لله رب العالمين

* * *

الفهرس

مقدمة الكتاب 3

رسالة محمد r 6

شواهد تشهد لرسول الله r بالرسالة 7

الشاهد الأول: العقيدة التي جاء بها المصطفى محمد r 7

الشاهد الثاني: البيت العتيق- الكعبة المشرفة- تطهير البيت وهو أول بيت وضع لعبادة الله سبحانه وتعالى وحده من دنس الشرك والأوثان 21

- من كرامة الله سبحانه وتعالى لهذا المكان الطاهر- مكة المكرمة – الذي به وضع البيت العتيق لعبادة الله سبحانه وتعالى وحده ما تم اكتشافه حديثًا 25

الشاهد الثالث: مولد الرسول r محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وفداء جده عبد المطلب لابنه عبد الله 29

الشاهد الرابع: نسب رسول الله r وصفاته وحاله r قبل الدعوة وبعدها

وحال دعوته r 32

الشاهد الخامس: مسارعته r إلى ما كان يدعو إليه واشتغال قلبه دوامًا

بذكر الله.. 42

الشاهد السادس: عزوفه r عن الدنيا وأغراضها ومفاتنها 45

الشاهد السابع: حقيقة دعوة الرسول r وهل يمكن أن يجيء بها أمي 64

الشاهد الثامن: موقف الكفار من الداعي والدعوة ونصر الله لهما 67

الشاهد التاسع: رحمة رسول الله r بالعالمين وبركته على كل من التصق به

بسبب من الأسباب 71

الشاهد العاشر: قمة التربية من رسول الله r لأصحابه الكرام والحب الشديد

من أصحابه له r وتعلقهم واقتدائهم به r وافتدائهم له r بأرواحهم...77

الشاهد الحادي عشر: معجزات رسول الله r وأعظمها الكتاب الذي أنزل

عليه r هدى للعالمين 82

1- القرآن الكريم- المعجزة الباقية- فضله وأثره 82

من معجزات القرآن الكريم البلاغية والعلمية والغيبات التي أخبر بها

قبل وقوعها 89

أ- أخبارًا ماضية. 92

ب- إخبار القرآن الكريم بحقائق علمية كثيرة لم يكن لأحد أدنى معرفة

بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ثم يأتي العلم الحديث ليكتشف صدق

ودقة ما أخبر به القرآن الكريم 94

جـ- إخبار القرآن الكريم بغيبيات أنبأ عنها قبل وقوعها ثم جاءت

وقائعها مطابقة لما أخبر به 96

2- ومن معجزات رسول الله r إخباره r بغيبيات لا عهد له r بها وقد

جاءت دقيقة صادقة كما أخبر 99

أ- أخبار ماضية 99

ب- إخباره r بحقائق علمية غيبية كثيرة لم يكن لأحد أدنى معرفة بها منذ

أكثر من ألف وأربعمائة عام ثم يأتي العلم الحديث ليكتشف صدق ودقة

ما أخبر به المصطفى r 100

ج- إخباره r بغيبيات أنبأ عنها قبل وقوعها ثم جاءت وقائعها مطابقة لما

أخبر به r 102

ومن معجزات رسول الله r التي تشهد برسالته: دعاؤه r المستجاب....106

المعجزات الحسية لرسول الله r ومنها:

انشقاق القمر-معجزة علمية– قصة واقعية لإسلام أحد الشباب

البريطانيين المعاصرين والتي كانت هذه الآية القرآنية الكريمة:

«اقتربت الساعة وانشق القمر» مدخلًا لقبوله الإسلام 107

الشاهد الثاني عشر: شهادة الكتب السابقة برسالة رسول الله محمد r

محمد r فى التوراة والإنجيل 113

الشاهد الثالث عشر: قول الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)

و (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) 121

- لا يمكن البتة أن يؤمن يهودي بنبوة موسى عليه السلام إن لم يؤمن بنبوة

محمد r ولا يمكن البتة أن يؤمن نصراني بنبوة المسيح عليه السلام إلابعد

إقراره بنبوة محمد r 125

- شهادة العباقرة لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد r 127

- العلماء يشهدون: شهادات العلماء في شتى المجالات العلمية

برسالة محمدr وأنه r رسول الله حقًا وصدقًا 130

- ومن دلائل النبوة والرسالة: الصدق والأمان 133

- ومن دلائل النبوة والرسالة: صدقه وأمانته r قبل البعثة وبعدها 137

- ومن دلائل نبوته r: بعثته r عند الأربعين من عمره 141

- ومن دلائل نبوته r: عصمة الله سبحانه وتعالى له r حيًا وميتًا 145

-ومن دلائل نبوتهr: حفظ وعنايةالله عز وجل به r وتربيته وتأديبه له...151

- ومن دلائل نبوته r: سيرته r النبوية العطرة الطيبة الكاملة 153

- ومن دلائل نبوته r: أخلاقه r الحميدة

موجز لبعض من صفاته ومكارم أخلاقه 155

- ومن دلائل نبوته r: حاله ومنطقه r 159

- ومن دلائل نبوته r: كمال خِلقته r

موجز لبعض الصفات الخِلقية لرسول الله r 160

حوار بين الإسلام والنصرانية واليهودية، للدكتور/ زغلول النجار 164

من الشواهد المرئية التي تشهد بصدق هذا الدين العظيم الذي جاء به

خاتم المرسلين محمد rوأن الإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه

ربنا تبارك وتعالى ليكون هو سبيل النجاة الوحيد في الدنيا والآخرة 170

ختاما 173

رسالة 174

([1]) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([2]) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([3]) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان/ابن قيم الجوزية

([4]) (2) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان/ابن قيم الجوزية

([6]) (2) (3) تراجم سيدات بيت النبوة د/عائشة عبدالرحمن

([9]) تراجم سيدات بيت النبوة د/عائشة عبدالرحمن

(1)موسوعة الإسلام والعلم الحديث،الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم د/ زغلول النجار

([11])الإعجازالعلمى فى السنة النبوية د/ زغلول النجار

([12])موسوعة الإسلام والعلم الحديث،الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم د/ زغلول النجار

([13]) إعجازالقرآن فى ما تحفيه الأرحام أ/كريم نجيب الأغر

([14])إعجازالقرآن فى ما تحفيه الأرحام أ/كريم نجيب الأغر

([15])إعجازالقرآن فى ما تحفيه الأرحام أ/كريم نجيب الأغر

([16])إعجازالقرآن فى ما تحفيه الأرحام أ/كريم نجيب الأغر,وقد أورد الدكتور/زغلول النجار فى كتابه(الإعجازالعلمى فى السنة النبوية) دوران البويضة حول نفسها ,وكذلك دوران الحيوانات المنوية 7 دورات حولها فى اتجاه معاكس لعقارب الساعة

([17]) تراجم سيدات بيت النبوة د/عائشة عبدالرحمن

([18]) (2) تراجم سيدات بيت النبوة د/عائشة عبدالرحمن

([20]) تراجم سيدات بيت النبوة د/عائشة عبدالرحمن

([21]) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

(1)(2)(3)(4) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

(1)(2) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

(1)(2)(3)(4) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([32])(2)(3)(4) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

(1)(2)(3) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([39])الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([40])(2)(3) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([43]) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([44])(2)(3)(4) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([48])(2)(3) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([51])(2)(3) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([54])(2)(3)(4) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

(1)(2)(3)(4)(5) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

(1)(2)(3) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([66])(2)(3) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

(1) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([70]) الرحيق المختوم /صفى الرحمن المباركفورى

([71])الرحيق المختوم /صفى الرحمن المباركفورى

([72])الرحيق المختوم /صفى الرحمن المباركفورى

([73])الرحيق المختوم /صفى الرحمن المباركفورى

([74])(2)(3)(4) لرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([78])(2)(3)(4)(5) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([83]) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([84])(2)(3) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([87])(2) (3) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

(1)(2) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

. (1)من كتاب:الدين الحق بالأدلة القاطعة، الذى تم مراجعة مادته العلمية بهيئة الإعجاز العلمى للقرآن والسنة بمكة المكرمة

([93]) موسوعة الإسلام والعلم الحديث،الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم د/ زغلول النجار

([94]) موسوعة الإسلام والعلم الحديث،الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم د/ زغلول النجار

([95]) موسوعة الإسلام والعلم الحديث،الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم د/ زغلول النجار

([96])(2) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

(1) من آيات الإعجاز العلمى، للدكتور/ زغلول النجار،الحيوانات فى القرآن الكريم

(1) الإعجاز العلمى فى السنة النبوية للدكتور/زغلول النجار القرآن الكريم

(1) الإعجاز العلمى فى السنة النبوية للدكتور/زغلول النجار القرآن الكريم

(1) الإعجاز العلمى فى السنة النبوية للدكتور/زغلول النجار القرآن الكريم

(1) من آيات الإعجاز العلمي، للدكتور/ زغلول النجار، السماء في القرآن الكريم.

(1)(2)(3) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([106]) (2)(3) من آيات الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم (السماء) د/ زغلول النجار

([110]) (2) من آيات الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم (السماء) د/ زغلول النجار

([112])إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان/ابن قيم الجوزية

([113]) (2) الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد

([115])الرسالة المحمدية /محمود عبدالوهاب فايد= 

Muhammad (s) ist wahrlich Allahs Gesandter

 

Belege, Beweise und Wunder, die die Prophetenschaft Muhammads (s) bestätigen, und bescheinigen, dass er der letzte Prophet und Gesandte ist 

Zusammengestellt von:

Muhammad Al-Sayed Muhammad 

Inhaltsverzeichnis

 

Einleitung

5

Die Botschaft Muhammads (s)

7

Belege für die Prophetenschaft des Propheten Muhammad (s)

8

Der erste Beweis: Der Glaube, mit dem der Prophet Muhammad (s) kam

8

Der zweite Beweis: Die Heilige Ka’ba – Das Altehrwürdige Haus

23

Der dritte Beweis: Die Geburt des Propheten Muhammad (s) und das Versprechen seines Großvaters ‘Abdul-Muttalib, dessen Sohn ‘Abdullâh zu opfern.

31

Der vierte Beweis: Die Abstammungslinie und Eigenschaften des Propheten Muhammad (s) und sein Zustand vor und nach dem einladenden Ruf zum Islam

33

Die Stellung des Propheten Muhammad (s) vor und nach der Botschaft:

Lasst uns aufgrund von Beweisen urteilen!

37

Der fünfte Beweis: Die Entschlusskraft zur Umsetzung dessen, was er predigte und sein ständiges Gedenken Allahs

41

Der sechste Beweis: Der Verzicht auf das diesseitige Leben und dessen Reize

44

Der siebte Beweis: Der Ruf des Propheten: Konnte er durch einen Analphabeten überbracht werden?

47

Der achte Beweis: Die Haltung der Ungläubigen gegenüber dem Ruf und dem Rufer

49

Der neunte Beweis: Eine Barmherzigkeit für die Weltenbewohner

52

Der zehnte Beweis: Die Erziehung der Prophetengefährten und deren große Liebe und Bewunderung für ihn

56

Der elfte Beweis: Die Wunder des Propheten (s)

60

Das währende Wunder: Der Heilige Quran

Die Haltung der Ungläubigen, als sie den Quran hörten

Einige Wunder des Quran

60

Wunder des Propheten (s), die seine Botschaft bestätigen

Seine erhörten Gebete

Die sichtbaren Wunder des Propheten Muhammad (s)

79

Der zwölfte Beweis: Die Hinweise früherer Bücher – der Bibel und der Thora – auf den Ruf des Gesandten Allahs (s)

85

Der dreizehnte Beweis: „Gewiss, Wir sind es, die Wir die Ermahnung offenbart haben, und Wir werden wahrlich ihr Hüter sein.“

94

Kein Jude oder Christ glaubt wirklich…

97

Die Bezeugung westlicher Intellektueller

99

Die Bezeugung von Wissenschaftlern

101

Seine Vertrauenswürdigkeit und Ehrlichkeit sind ein Beweis für seine Prophetenschaft und Entsendung

105

Einige Belege für seine Wahrhaftigkeit und Ehrlichkeit vor und nach der Entsendung

109

Der Zwischenfall der Verleumdung (‘‘ischas, der Frau des Propheten)

109

Seine Entsendung im Alter von 40 Jahren war ein Beweis für seine Prophetenschaft

112

Allah schützte Muhammad (s) zu Lebzeiten und nach seinem Tode

115

Der Schutz und die Fürsorge Allahs für Seinen Propheten sind ein Beleg für dessen Gesandtschaft

120

Seine vollkommene, schöne, reine und prophetische Biographie ist ein Beleg für seine Prophetenschaft (s)

121

Der Charakter des Propheten ist ein Beleg für seine Prophetenschaft und Botschaft

122

Sein Benehmen und Betragen sind ein Beleg für seine Prophetenschaft

125

Seine körperliche Verfassung ist ein Beleg für seine Prophetenschaft

126

Ein Dialog zwischen Islam, Christentum und Judentum

128

Konkrete Belege beweisen die Glaubhaftigkeit dieser großartigen Religion

132

Fazit

134

Ein kurzer Appell

135

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Einleitung

 

Der Lobpreis gebührt Allah, dem Herrn der Welten, dem Schöpfer der Himmel und der Erde, dem Urheber der Dunkelheit und des Lichts! Ich bezeuge, dass niemand das Recht hat, angebetet zu werden, außer Allah, Der einzig ist und keine Teilhaber hat. Und ich bezeuge, dass Muhammad (s, salla Allahu `alaihi wa sallam: Möge Allah ihn in Ehren halten und ihm Wohlergehen schenken!) Sein Diener und Gesandter ist. O Allah! Halte Muhammad (s) den letzten Propheten und Gesandten, dessen Familie, Gefährten und all jene, die ihm folgten und seine Sitten bis zum Tage des Gerichts aufrechterhalten, in Ehren!

 

Allah der Ruhmreiche und Erhabene schützt Seine Propheten und bewahrt ihre Stellung innerhalb der gesamten Schöpfung, sowohl zu Lebzeiten, als auch nach ihrem Tode. Allah der Allmächtige stattete Seinen Propheten Muhammad (s) mit besonderem Schutz aus, aufgrund der heftigen Unterdrückung, die er während seines einladenden Rufens zum Islam erlitt, und auch aufgrund der Verleumdung und der Anschuldigungen, die noch heute von irreführenden und irregeführten Gruppen ausgeht, wobei diese beabsichtigen, den Islam zu verunglimpfen – die Religion, die Allah als rechten Glauben für die gesamte Menschheit auswählte.

Allah ehrte Seinen Propheten Muhammad (s) und erhöhte ihn gegenüber der gesamten Menschheit, indem Er ihn mit hervorragenden moralischen Eigenschaften auszeichnete, die bei keinem anderen Menschen zu finden sind. In dieser Forschungsarbeit wurden Beweismaterial, Nachweise, Verse, Zeichen und Wunder (einschließlich der wunderbaren Eigenart des Quran) zusammengestellt, die allesamt die Prophetenschaft Muhammads (s) beweisen. Viele großartige Wissenschaftler studierten dieses (oft wissenschaftliche) Beweismaterial und waren von der Botschaft Muhammads (s) und der Glaubwürdigkeit des Quran und der Hadithe (den Aussagen und Handlungen des Propheten Muhammad (s)) überzeugt.

Doch das Forschen ist noch nicht beendet. Aufgrund des wissenschaftlichen Fortschritts könnten wir auch künftig unbestreitbare Wahrheiten entdecken, auf die im Quran und in den Hadithen bereits hingewiesen wurde. Die Tatsache, dass der Quran vor über 1400 Jahren derartig ausführliche und präzise Beschreibungen lieferte, zu einer Zeit, in der man unmöglich über derart exaktes Wissen verfügt haben konnte, hat viele kluge Menschen vergewissert, dass der Quran tatsächlich ein Buch von Gott (Allah) ist und dass Muhammad (s), der diese verblüffend präzisen Aussagen von sich gab, ein von Gott (Allah) entsandter Prophet ist.

Diese Forschungsarbeit ist ein Zeugnis, in Form von Aussagen, Eingeständnissen und Erklärungen berühmter Gelehrter und Wissenschaftler, die allesamt bezeugten, dass Muhammad (s) Allahs Gesandter ist. Sie untersucht ferner Zitate aus den früheren Heiligen Schriften, der Thora und den Evangelien, die die Prophetenschaft Muhammads (s) beweisen.

Diese Forschungsarbeit bietet eine Beschreibung der Tugendhaftigkeit des Propheten Muhammad (s), seines Charakters, Verhaltens und seiner Denkweise.

Diese Forschungsarbeit wurde aus vielen islamischen Quellen zusammengestellt und schließt mit einem kurzen Appell ab.

Ich bitte Allah den Allmächtigen darum, diese Anstrengung und all unsere guten Taten anzunehmen!

 

Allah sagt im Quran:

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

Dies bedeutet: „Aber nein! Wir schleudern die Wahrheit gegen das Falsche, und da zerschmettert sie ihm das Haupt, und sogleich geht es dahin…“ (Sûra 21:18)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Die Botschaft Muhammads (s)

 

Allah verfuhr schon immer in der Weise, dass Er Seine Gesandten entsandte, wenn die Welt sie benötigte, und wenn die Menschen vom richtigen Weg, der sie mit Allah verbindet, abgekommen waren. Allah schickt Gesandte, wenn die Menschen verdorben sind, Meinungsverschiedenheiten haben, streiten, und ein Gesetz benötigen, um ihre Glaubensvorstellungen zu berichtigen und die Menschen in harmonischer und vertraulicher Eintracht miteinander zu vereinen. Einzig dann sind die Menschen wirklich imstande, ihrem Gott für die Gnaden, die Er ihnen gewährte, zu danken und dafür, dass Er ihnen einen Propheten entsandte, mit reinen Glaubensinhalten, edlen Moralvorstellungen und einem geradlinigen Gesetzgebungssystem, das auf Wahrheit, Tugend und Gerechtigkeit basiert.

 

Allah sagt:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً

Dies bedeutet: „O Prophet, Wir haben dich gesandt als Zeugen, als Verkünder froher Botschaft und als Warner und als einen, der zu Allah mit Seiner Erlaubnis ruft und als eine lichtspendende Leuchte.“ (Sûra 33:45-46)

 

Und Er sagt:

يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ

Dies bedeutet: „…Er gebietet ihnen das Rechte und verbietet ihnen das Verwerfliche, er erlaubt ihnen die guten Dinge und verbietet ihnen die schlechten, und er nimmt ihnen ihre Bürde und die Fesseln ab, die auf ihnen lagen…“ (Sûra 7:157)

 

Er sagt außerdem:

كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ

Dies bedeutet: „So, wie Wir zu euch einen Gesandten von euch geschickt haben, der euch Unsere Worte verliest und euch läutert und euch die Schrift und die Wahrheit lehrt und euch lehrt, was ihr nicht wusstet.“ (Sûra 2:151)

Belege für die Prophetenschaft des Propheten Muhammad (s)

 

Der erste Beweis:

Der Glaube, mit dem der Prophet Muhammad (s) kam

 

Um die Wichtigkeit des Glaubens, mit dem der Prophet Muhammad (s) kam, zu erkennen, sollte man folgendes berücksichtigen:

Aufgrund der Weisheit Allahs wurde das Thema Glaube vom ersten Tag der Botschaft des Propheten an thematisiert. Der Prophet Muhammad (s) begann seine Einladung, indem er die Menschen zur Bezeugung aufforderte, dass es keinen Gott außer Allah gibt. Seine Aufgabe war, den Menschen zu ermöglichen, ihren Gott zu erkennen und einzig Ihn anzubeten.

Der Beweis für diese These findet sich im Folgenden:

Die Länder des „Schâm“ (Großsyriens) im Norden wurden von arabischen Herrschern im Auftrag des Byzantinischen Reiches regiert und der Jemen im Süden wurde von arabischen Herrschern im Auftrag des Persischen Reiches regiert, während die Araber selbst lediglich den „Hidschâz“ und den „Nadschd“ (die westliche und zentralöstliche Arabische Halbinsel) regierten, die lediglich karge Wüsten mit vereinzelten fruchtbaren Oasen waren.

Muhammad (s) hätte arabische Nationalismusgefühle aufwühlen können, hätte er lediglich das Ziel gehabt, die arabischen Stämme zu vereinen, die von Blutfehden zerfressen und durch Kleinkriege zerstritten waren. Muhammad (s) war unter seinem Volk bekannt als „der Ehrliche“ und „der Vertrauenswürdige.“ 15 Jahre zuvor hatten die Adligen unter den Quraisch, ihn hinsichtlich der Angelegenheit des Schwarzen Steins (der Ka’ba) als Richter unter ihnen auserwählt und sein Urteil akzeptiert. Er stammte vom „Bani Hâschim“, dem edelsten Zweig des Stammes der Quraisch. Er hätte sie vereinigen können und sie dazu bringen können, ihre beschlagnahmten Länder von den Kolonialmächten (den Byzantinern im Norden und den Persern im Süden) zurückzuerobern. Er hätte die Flagge der arabischen Gleichheit und des Nationalismus hissen können. Er hätte die gesamte Arabische Halbinsel fest vereinen können. Hätte er dies getan, wären (höchstwahrscheinlich) alle Araber seinem Rufe gefolgt. Stattdessen litt er 13 jahrelang, um den Glauben der Araber, dann den Glauben anderer, und schließlich den Glauben der gesamten Menschheit zu reformieren.

Man könnte sagen: Nachdem die Araber Muhammad (s) gefolgt waren, er die Führung übernommen und sich Macht und Ruhm gesichert hatte, wäre er in der Lage gewesen, diesen Einfluss zu nutzen, um den Glauben des reinen islamischen Monotheismus, mit dem Allah ihn entsandt hatte, zu etablieren. Doch Allah der Ruhmreiche und Überschwängliche, der Allwissende und Weise ordnete Seinem Gesandten dies nicht an. Er ordnete ihm an, offen die Wahrheit zu verkünden, dass „es keinen Gott gibt, außer Allah“ und mit den Wenigen, die ihm folgten, viel Leid zu ertragen. Doch warum?

Dies hatte nicht den Grund, dass Allah der Glorreiche und Überschwängliche wollte, dass Sein Gesandter und die Gläubigen leiden; vielmehr hatte es den Grund, dass Er wusste, dass dies nicht der richtige Weg ist. Es ging nicht lediglich darum, die Welt von der byzantinischen und persischen Herrschaft zu befreien und diese den Arabern zu geben.

Die Welt gehört Allah und sollte einzig für Allah sein! Die Welt wird erst dann einzig für Allah sein, wenn die Flagge „La ilâha illa Allah“ (es gibt keinen wahren Gott außer Allah) gehisst ist, sodass niemand, außer Allah, Macht über einen anderen besitzt. Denn alle Macht gehört Allah und außer dem Gesetz Allahs, gibt es kein Gesetz! Der Islam verlangt, dass die Menschen einzig eine Nationalität besitzen, die auf der Überzeugung beruht, dass die Araber unter dem Spruchband „La ilâha illa Allah“, Byzanz, Persien und jeder anderen ethnischen oder kulturellen Gruppe gleichgestellt sind.

Man betrachte beispielsweise Salmân Al-Fârisî, der diesen Namen erhielt, weil er aus Persien (Furs) stammte, Suhaib Ar-Rûmî aus dem Byzantinischen Reich (Rûm), und Bilâl Al-Habaschî aus Abessinien (Habasch; heute Äthiopien und Eritrea). Sie alle waren Gefährten des Propheten Muhammad (s).

Als Muhammad (s) mit dem Islam entsandt wurde, befand sich die arabische Gesellschaft hinsichtlich Besitzverteilung und Gerechtigkeit in einem äußerst schlechten Zustand. Ein kleiner Teil der Bevölkerung besaß Geld und Unternehmen und vervielfachte seinen Reichtum und Handel durch Zinswucher, während der Großteil lediglich Entbehrung und Hunger erlitt. Die Vermögenden besaßen auch Ehre und Ansehen, wohingegen die große Mehrheit entweder an mangelndem Besitz oder an mangelnder Würde litt.

Muhammad (s) hätte seinen Ruf mit dem Hissen der Flagge sozialer Gerechtigkeit und dem Bekriegen der gesellschaftlichen Elite beginnen können. Er hätte eine Bewegung für soziale Reformen gründen und den Armen das Vermögen der Reichen geben können.

Hätte er dies getan, wäre die arabische Gesellschaft (höchstwahrscheinlich) gespaltet gewesen: Die große Mehrheit mit dem neuen Ruf gegen die Willkürherrschaft der Reichen und Mächtigen. Es wäre keine Gesellschaft gewesen, die vereint zur Verteidigung von „La ilâha illa Allah“ zusammenhält – eine Botschaft, die zu jener Zeit, außer bei einigen wenigen Einzelpersonen, nicht sehr hoch angesehen war.

Man könnte sagen: Nachdem viele Menschen Muhammad (s) gefolgt waren, ihn zu ihrem Anführer erwählt, die privilegierte Minderheit überwältigt und dadurch gefügig gemacht hatten, wäre er in der Lage gewesen, seinen Einfluss und seine Macht zu nutzen, um seinen monotheistischen Glauben, mit dem sein Herr ihn entsandt hatte, zu etablieren.

Doch Allah der Glorreiche und Überschwängliche, der Allwissende und Weise wies Seinen Gesandten nicht dazu an. Er wusste, dass dies nicht der richtige Weg ist. Er wusste, dass gesellschaftliche Gerechtigkeit von der Gesellschaft ausgehen und einem verständlichen Glaubenssystem entspringen muss, das sich bei allen Angelegenheiten auf Allah beruft und dazu bereit ist, die von Allah verlangte Verteilungsgerechtigkeit, von sich aus zu akzeptieren. Einzig durch Einbeziehung der gesamten Gesellschaft kann sowohl in den Herzen der Geber als auch der Nehmer eine Zufriedenheit wachsen, die es ermöglicht, ein System zu errichten, das Allah zufriedenstellt – ein System, durch dessen Einhaltung man auf alles Gute im Diesseits und im Jenseits hoffen kann. Die Herzen wären nicht länger von Habgier und Hass erfüllt, Angelegenheiten würden nicht mit dem Schwert, dem Stock, Einschüchterung oder Gewalt geregelt werden, die Herzen wären nicht völlig verdorben und die Seelen würden nicht ersticken, wie dies bei Systemen der Fall war, die nicht von Allah stammten.

Als Muhammad (s) entsandt wurde, war die Sittlichkeit auf der Arabischen Halbinsel, trotz der schlichten Werte der Wüstennomaden, auf einem äußerst schlechten Niveau. Unterdrückung war weitverbreitet, Wein und Glücksspiel waren Grundbestandteile der Kultur und Statussymbole. Prostitution in all ihren unterschiedlichen Formen war kennzeichnend für diese Gesellschaft.

Muhammad (s) hätte seinen Auftrag mit einem Ruf nach Reformen beginnen können, das Sittlichkeitsempfinden neu definieren, ein Fundament für Reinheit wiederaufbauen, Seelen reinigen und ein System der gegenseitigen Kontrolle wiederherstellen können. Wie jeder moralische Reformer in jeder Umgebung, wusste er, dass er gute Menschen finden konnte, die durch diese Abscheulichkeiten, Schaden genommen hatten und deren angeborene Würde und Selbstachtung sie dazu veranlasst, dem Ruf nach Reformen und Reinigung zu folgen.

Manch einer könnte sagen: Wenn Muhammad (s) dies getan hätte, und genügend Menschen ihm von Anfang an gefolgt wären, hätten sie ihre Moralvorstellungen erneuert, ihre Seelen gereinigt und wären der Annahme des wahren Glaubens und dessen Unterstützung näher gekommen, anstatt von Anfang an Widerstand gegen den Ruf „La ilâha illa Allah“ hervorzurufen! Doch Allah der Glorreiche und Majestätische, der Allwissende und Weise wies Seinen Gesandten (s) nicht dazu an, so zu verfahren.

Allah der Glorreiche und Majestätische wusste, dass dies nicht der richtige Weg ist. Er wusste, dass Moral einzig auf der Grundlage des Glaubens errichtet werden kann – einem Glauben, der Maßstäbe setzt, Werte festlegt und Machtverhältnisse festschreibt, um die gegenseitige Kontrolle zu sichern. Bis sich ein derartiger Glaube durchgesetzt hat, würden alle Werte und die Moral, auf denen diese basieren, in einem instabilen Zustand, ohne Einschränkung, Zuständigkeit oder Folgen verharren.

Sobald dieser Glaube mit großen Anstrengungen durchgesetzt wird und die Befehlsgewalt sich auf ihn stützt, sobald die Menschen ihren Herrn kennen und einzig Ihn anbeten, sind sie von der Beherrschung anderer Dinge, sowie von ihren eigenen Leidenschaften befreit. Sobald „La ilaha illa Allah“ sich in den Herzen der Menschen verwurzelt, errichtet Allah damit alles Erdenkliche.

Die Erde wurde von Byzantinern und Persern gereinigt, nicht um die Macht der Araber zu sichern, sondern um die Obrigkeit Allahs des Allmächtigen durchzusetzen.

Die Gesellschaft wurde vollständig von sozialer Ungerechtigkeit befreit. Das islamische System richtete gemäß Allahs Normen, wägte mit Allahs Maßstäben und hisste einzig im Namen Allahs, die Fahne sozialer Gerechtigkeit. Diese wird schlicht „Die Fahne des Islam“ genannt und kein anderer Name wird damit verbunden. Auf ihr steht geschrieben: „La ilaha illa Allah.“

Die Seelen und Moralvorstellungen wurden gereinigt und die Herzen und Gemüter gesäubert, da sich das Gefühl, beobachtet zu werden, im Gewissen der Menschen festigte. Sie waren bestrebt, Allah zu gefallen, sie hofften auf Seinen Lohn, sie schämten sich davor, Ihm zu missfallen, und fürchteten Seinen Zorn und Seine Strafe. All dies geschah aufgrund der Beobachtung und der Konsequenzen. Die Menschen wurden hinsichtlich sozialer Ordnung, Moral und aller Lebensaspekte enorm erhöht, was außer unter der Leitung des Islam, niemals zuvor und seither niemals wieder bewerkstelligt wurde. Der Prophet (s) und seine Gefährten sind der Beweis dafür.

 

Hiermit haben wir die Wichtigkeit des Glaubens verdeutlicht. Der Glaube ist das Fundament. Wer einen korrekten Glauben bezüglich Allah, Dessen Engel, Dessen Bücher, Dessen Gesandte, dem Jüngsten Tag und der Vorherbestimmung verinnerlicht, seine Anbetungshandlungen und sein Zusammenwirken gemäß der Scharia einhält, und seine Absichten rein für Allah den Mächtigen und Majestätischen fasst, dessen Glaube ist solide und dessen Taten werden angenommen. Wer seine Überzeugungen (die das Fundament sind) fehlerhaft werden lässt, dessen Glaube ist fehlerhaft und dessen Taten werden null und nichtig (selbst wenn sie gut waren). Sie werden nicht angenommen und er wird im Jenseits keinen Nutzen von ihnen haben.

Lasst uns über den Glauben, mit dem Muhammad (s) kam, nachdenken – der Glaube, der die Ursache für die herausragende Stellung der Muslime war, für die Menschen, die den Islam als Religion akzeptierten, die ihn annahmen, gemäß seiner Anweisungen handelten und an Allahs Buch, das Seinem Gesandten (s) offenbart wurde, festhielten!

Der Prophet Muhammad (s) rief zum Glauben an einen Gott und zur Anbetung eines Gottes auf. Er brachte die Menschen dazu, ihren Gott zu erkennen, und forderte sie dazu auf, einzig Ihn anzubeten. Er veranlasste, dass die Menschen Wissen über ihren Herrn erlangten, Der sie erschuf, aus dem Nichts gestaltete und versorgte. Er distanzierte sich von der Existenz jeglicher Teilhaber oder Gleichgestellter.

Er rief diejenigen, die die Existenz Allahs des Allmächtigen leugnen, dazu auf, an den Gründer dieses perfekt ausgestalteten Universums zu glauben. Er rief sie dazu auf, an Allah den Glorreichen und Erhabenen zu glauben.

Er rief sie dazu auf, diejenigen zu bekämpfen, die Götzen anbeten, da Götzen weder nutzen noch schaden können. Trotz dieser Tatsache beteten die Araber und andere, anstelle Allahs des Mächtigen und Majestätischen, diese Götzen an.

Er rief sie dazu auf, die Anbetung aller Dinge neben Allah zu bekämpfen. Die Araber und andere beteten Steine an, die Perser beteten Feuer an, und die Juden nahmen ihre Schriftgelehrten und Rabbiner zu Herren neben Allah dem Mächtigen und Majestätischen. Sie erlaubten das, was Allah verbot, und verbaten das, was Allah erlaubte, und sie (die Juden) folgten ihnen.

Die Christen beteten einen Menschen an: Jesus, den Messias - ein Geschöpf, das isst, trinkt, schläft und all das tut, was Menschen tun. Trotzdessen beten sie ihn neben Allah an.

Muhammad (s) rief zur alleinigen Anbetung Allahs auf und lehnte jegliche Mängel oder Eigenschaften der Unvollkommenheit, die Ihm von Menschen zugeschrieben wurden, ab. Man sollte beachten, dass es in dem Umfeld, in dem der Prophet (s) lebte, an gotteslästerlichen Lügen über den Schöpfer - gepriesen und verherrlicht sei Er - geradezu wimmelte! Folgende Punkte beweisen dies:

Die Araber behaupteten entsetzliche Dinge über Allah: Dass Er die Engel in Frauengestalt erschaffen hätte und die Engel Allahs Töchter seien - gepriesen und erhaben ist Er über derartig unangebrachte Behauptungen!

Die Juden behaupteten ebenfalls frevelhafte Dinge über Allah. Sie behaupteten, dass ‘Uzair (der Prophet Esra) der Sohn Allahs sei - Allah ist gepriesen und erhaben über ihre Behauptungen! Sie nahmen ihre Rabbiner zu Herren neben Allah. Ihre Rabbiner fabrizierten Lügen über Ihn, erlaubten das, was Er verbat, und verbaten das, was Er erlaubte; und die Juden gehorchten ihren Rabbinern darin. Sie nahmen Änderungen an ihren Schriften vor, leugneten ihre Propheten und töteten sie sogar. Sie leugneten Allahs Diener und Gesandten, den Messias, Jesus, den Sohn Marias (Frieden sei auf ihm!), trotz der Belege für seine wundersame Geburt, des Wunders seines Sprechens aus der Wiege und der Wunder, mit denen Allah ihn später unterstützte. Sie verfluchten ihn und redeten schlecht über seine Ehre. Sie unterstellten seiner Mutter, der Jungfrau Maria, Dinge, die man aus Scham nicht einmal erwähnen möchte. Sie unterstellten ihr Unzucht, obwohl sie eine fromme anbetende Dienerin, eine enthaltsame und gottesfürchtige, züchtige junge Frau war. Ihr Herr der Segensreiche und Erhabene unterstützte sie mit einem Wunder als ihr Sohn zur Welt kam: Als neugeborenes Kind sprach der Messias, Jesus, der Sohn Marias, in der Wiege. Zudem wurden ihm später weitere Wunder gewährt. Jedoch bezichtigte dieses zügellose Volk ihn der Zauberei. Sie behaupteten, er sei ein Zauberer und der Sohn einer Prostituierten, und unterstellten seiner Mutter, eine Hure zu sein.

Sie unterstellten Lot (ein Prophet und der Cousin des Propheten Abraham, Frieden sei auf ihnen!), seine beiden Töchter im Alkoholrausch zu begatten und zu schwängern. Sie bezeichneten Salomo (Frieden sei auf ihm!) als einen Zauberkönig und seinen Vater als einen gesalbten König. Sie behaupteten, Joseph hätte seinen Hosenbund und den Hosenbund der Ehegattin seines Herrn gelockert, und sei mit ihr zusammengesessen, wie ein Mann mit seiner Ehegattin zusammensitzt, als sich die Tür öffnete und er seinen Vater Jakob sah, wie dieser vor Grauen auf seinen Nägeln kaute. Sie behaupten, er sei erst aufgestanden, als der Engel Gabriel (Frieden sei auf ihm!) hinabkam und sagte: „O Joseph! Wie kannst du ein Ehebrecher sein und bei Allah als Prophet zählen?“ Erst dann stand Joseph – laut ihrer Behauptung – auf und ging.

Sie behaupten derartige Dinge! Und es gibt viele weitere Beispiele für ihre frevelhaften Behauptungen und falschen Anschuldigungen.

Gewiss wagten sich die Juden einzig aufgrund ihrer Ungeduld mit der Demütigung und Versklavung, derartig frevelhafte Behauptungen von sich zu geben. Sie bezichtigten den Propheten Muhammad (s) der Lüge, bekämpften ihn und versuchten ihn zu töten. Doch Allah der Allmächtige schützte ihn und Seine Religion. Trotz all dieser Lügen, bezeichnen sie sich selbst als Trauben, wohingegen der Rest der Menschheit Dornen sind, die diese Trauben umgeben!

Dies ist einzig ein Produkt ihrer Ignoranz und Unverfrorenheit, da man zur Schonung von Trauben, Dornen lediglich auf die Mauerkuppen legen muss. Unter allen Völkern der Erde sieht man, dass den Juden von den Menschen Leid zugefügt wurde und dass sie immerzu von anderen Völkern gedemütigt wurden. Sie nehmen eine unbedeutende Stellung unter den Völkern ein, genauso wie Menschen mit Dornen umgehen.

Die Christen behaupten ebenfalls entsetzliche Dinge über Allah. Unter ihnen gibt es Leute, die behaupten, Jesus sei Allah! Unter ihnen gibt es Leute, die behaupten, Jesus sei der Sohn Allahs und Leute, die behaupten, Allah sei der Dritte von Dreien! Gepriesen sei Allah und erhaben ist Er über ihre Behauptungen! Sie sagen, Allah der Glorreiche und Erhabene habe sich einen Sohn genommen, obwohl dies einen Vorwurf des Mangels oder der Unvollkommenheit darstellt. Gewiss ziemt es sich für Allah den Mächtigen und Majestätischen nicht, sich einen Sohn zu nehmen, da Er keinen Sohn benötigt!

 

Allah der Allmächtige sagt:

وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ

Dies bedeutet: „Und sie sagen: ‚Allah hat Sich Kinder genommen.‘ Preis sei Ihm! Nein! Vielmehr gehört Ihm (alles), was in den Himmeln und auf der Erde ist. Alle sind Ihm demütig ergeben.“ (Sûra 2:116)

 

Und Er sagt:

مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ

Dies bedeutet: „Es steht Allah nicht an, Sich ein Kind zu nehmen. Preis sei Ihm! Wenn Er eine Angelegenheit bestimmt, so sagt Er dazu nur: ,Sei!', und so ist es.“ (Sûra 19:35)

 

Er sagt auch:

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا

Dies bedeutet: „Und sie sagen: ‚Der Allerbarmer hat Sich Kinder genommen.‘ Ihr habt ja eine abscheuliche Sache begangen. Beinahe brechen davon die Himmel auseinander, und (beinahe) spaltet sich die Erde, und (beinahe) stürzen die Berge in Trümmern zusammen, dass sie dem Allerbarmer Kinder zuschreiben. Es ziemt dem Allerbarmer nicht, Sich Kinder zu nehmen. Niemand in den Himmeln und auf der Erde wird zum Allerbarmer anders denn als Diener kommen (können). Er hat sie erfasst und sie genau gezählt. Und sie alle werden zu Ihm am Tag der Auferstehung einzeln kommen.“ (Sûra 19:88-95)

 

Und Er sagt:

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ

Dies bedeutet: „Sag: Er ist Allah, ein Einer, Allah, der Überlegene. Er hat nicht gezeugt und ist nicht gezeugt worden, und niemand ist Ihm jemals gleich.“ (Sûra 112:1-4)

 

Jeder, der an dem Gott, den er anbetet, einen Mangel akzeptiert – an dem Gott, den er ehren und verherrlichen soll und dessen Verordnungen er über die Taten seiner Mitmenschen oder jedes andere Geschöpf stellt, das Allah aus dem Nichts erschaffen hat – wird sicher auch weitere Mängel an seinem Gott und Schöpfer akzeptieren. Er würde den Gott, den er selbst anbetet, sogar kritisieren!

Menschen und andere Geschöpfe, die Allah aus dem Nichts ins Dasein gebracht hat, heiraten, bekommen Babys, vermehren sich, sterben und werden bei der Abrechnung zur Rechenschaft gezogen. Anschließend kommen sie – so Allah will - entweder in den Himmel oder in die Hölle.

Zu denjenigen, die annehmen, dass Allah der Glorreiche und Majestätische einen menschlichen Sohn hatte, oder dass Er eine besondere Beziehung zu ihnen hat, sagen wir tadelnd und ablehnend:

Wer sagt, dass Allah der Mächtige und Majestätische keinen Sohn unter den Engeln oder keine besondere Beziehung zu ihnen hat? Sie gehören zu den himmlischen Heerscharen und Allah der Allmächtige erschuf sie aus Licht. Deshalb sind sie edlere Geschöpfe als Menschen, die aus Lehm erschaffen wurden!

Wer sagt, dass Er nicht auch einen Sohn unter den Dschinn (parallel zu uns lebende Geschöpfe, die aus Feuer erschaffen sind) oder ebenfalls eine besondere Beziehung zu ihnen hat?

Hiermit sollen lediglich die falschen Behauptungen und frevelhaften Lügen der Christen über Allah den Allmächtigen abgewiesen werden!

Die Dschinn sind ebenfalls Geschöpfe Allahs des Allmächtigen; Er erschuf sie sogar vor den Menschen!

Wer sagt, dass Allah der Mächtige und Majestätische neben den Menschen und Dschinn nicht etwas erschuf, von dem wir nichts wissen? Wie können wir sicher sein, dass Allah nicht einen dritten und vierten Sohn genommen oder keine dritte oder vierte besondere Beziehung zu ihnen hat?

Wir erwähnen dies lediglich, um die Lügen und falschen Bezichtigungen der Christen gegenüber Allah dem Mächtigen und Majestätischen zu widerlegen!

Wer sagt, dass Allah sich keine Frau oder Gefährtin von den Menschen, den Dschinn oder irgendeinem anderen Geschöpf genommen hat?

Wir sagen dies lediglich, um die Behauptungen der Christen über Allah zu verdeutlichen, und um sie zu tadeln und zurechtzuweisen!

Was hindert einen daran, nicht auch andere Eigenschaften und Taten zu akzeptieren, die sich für Allah den Glorreichen und Erhabenen nicht ziemen – die von Seiner Herrlichkeit und Hoheit ablenken – wenn Er der Gott ist, Den man anbetetet und Den man von Fehlern freisprechen und mehr als alles andere verherrlichen soll?

Nochmals: Ich sage dies lediglich, um sie zurechtzuweisen und ihre frevelhaften Lügen zu widerlegen!

Wenn Christen denken, dass Jesus Allahs Sohn sei, weil er ohne Vater zur Welt kam, was sagen sie dann über Adam, der ohne Vater und Mutter erschaffen wurde? Bezeichnen sie ihn als einen Gott oder als den Sohn eines Gottes?

Nochmals: Derartige Aussagen werden lediglich gemacht, um alle Folgen aufzuzeigen, die durch die Behauptungen der Christen entstehen und um sie dafür zu tadeln! Allah ist hocherhaben über derartig furchtbare Anschuldigungen!

 

Belege für die Erhabenheit Allahs sind so reichlich vorhanden, dass man sie nicht zählen kann. Der christliche Glaube ist unklar und unrein – niemand, der einen gesunden Menschenverstand oder vernünftigen Geist besitzt, kann diesen Glauben akzeptieren.

Sie sind gewiss nicht anders als jene, die Kühe oder andere Dinge anbeten. Sie beten einen von Allah dem Allmächtigen erschaffenen Menschen an und schreiben ihm, aufgrund der Lügen, in die sie sich eingelebt haben, Göttlichkeit (beziehungsweise, entsprechend ihrer verschiedenen Konfessionen, einen Teil davon) zu. Der Mensch, den sie anbeten, ist der Messias, mit dem die Jungfrau Maria – die ganz gewiss ein Mensch war - schwanger war. Um sie zu widerlegen und zu tadeln, sagen wir:

Wie hätte die Jungfrau Maria, die leidglich ein Mensch war, mit einem Gott oder dem Sohn Gottes schwanger sein können?

Wie kann ein niedriges Wesen ein höheres Wesen in sich bergen? Und was ist das für ein fehlerhaftes, verworrenes und unklares Glaubenssystem, das kein gesunder Verstand jemals akzeptieren kann?

Was wäre, wenn ein Mensch eine Kuh heiraten würde? Was wäre, wenn sich die menschliche Natur mit der tierischen Natur vereinigen würde? Wäre das Geborene halb Mensch, halb Kuh? Macht es für Gott irgendeinen Sinn, sich mit der menschlichen Natur zu vermischen?

Ein vernünftiger Verstand und ein gesundes Gemüt kann keine dieser Behauptungen, Falschheiten und Lügen jemals akzeptieren! Allah der Mächtige und Majestätische ist der Schöpfer, Der aus dem Nichts erschafft und Seine Eigenschaften gleichen denen Seiner Geschöpfe nicht!

Was könnte Ihn dazu veranlassen, dies zu tun, wo Er doch erschafft, was Er will? Und wie könnte Er den „Sohn“ Gottes gekreuzigt, getötet und gedemütigt werden lassen, ohne „Sich selbst“ zu schützen?

Wie könnte Gott Seinen „Sohn“ von Juden, die nicht an Ihn glaubten und Ihn leugneten, kreuzigen, töten und demütigen lassen, unter dem Vorwand, dass dies ein Grund für die Vergebung der Sünden aller Menschen sei, obwohl er selbst nicht verantwortlich für ihre Sünden war?

Was hätte Ihn dazu veranlassen können, wo Er doch der Schöpfer ist, Der die Macht zum Vergeben und zum Verzeihen besitzt und nicht den geringsten Bedarf an all diesen, von den Christen erfundenen, Geschichten hat?

Macht es irgendeinen Sinn, alle Männer und Frauen, für den Ungehorsam ihres Urvaters Adam gegenüber dessen Herrn dem Mächtigen und Majestätischen – für die Sünde des Essens vom verbotenen Baum - verantwortlich zu machen?

Macht es für einen Sohn irgendeinen Sinn, die Sünden seines Vaters zu tragen, oder auch nur einen Teil davon, wenn er in keinerlei Beziehung zu diesen Sünden steht? Ist dies Gottes Weisheit und Gerechtigkeit, die wir verherrlichen und von jeglichen unziemlichen Eigenschaften freisprechen müssen?

Wie eigenartig! Welches Grab könnte den Gott der Himmel und der Erde enthalten?

 

Ein vernünftiger Verstand und ein gesundes Gemüt könnten niemals auch nur die kleinste derartige Lüge und Lästerung über Allah den Schöpfer den Macher den Gestalter und Besitzer akzeptieren. Allah ist erhaben über all diese beleidigenden Bezichtigungen!

Wer Kühe anbetet – oder irgendein anderes Geschöpf – schreibt ihnen Göttlichkeit zu. Falschheit hat viele Gesichter. Die Aussagen der Christen gleichen den Aussagen der Juden, der Kuhanbeter und der Götzendiener usw. Sie alle schreiben Allah Teilhaber und Ebenbilder zu. Sie sind wie Atheisten, die die Existenz Allahs des Allmächtigen leugnen. Sie alle verunglimpfen und kritisieren Allah, möge Er in Seiner Erhabenheit verherrlicht sein!

 

Allah sagt:

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

Dies bedeutet:

„Sie haben Allah nicht eingeschätzt, wie es Ihm gebührt, wo die ganze Erde am Tag der Auferstehung in Seiner Hand gehalten wird und (auch) die Himmel in Seiner Rechten zusammengefaltet sein werden. Preis sei Ihm! Erhaben ist Er über das, was sie (Ihm) beigesellen.“ (Sûra 39:67)

 

Ferner sagt Er:

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

Dies bedeutet: „(Er ist) der Schöpfer der Himmel und der Erde in ihrer schönsten Form. Wie soll Er Kinder haben, wo Er doch keine Gefährtin hat und Er (sonst) alles erschaffen hat? Und Er weiß über alles Bescheid.“ (Sûra 6:101)

 

Und:

{و قل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا}

Dies bedeutet: „Und sag: (Alles) Lob gehört Allah, Der Sich keine Kinder genommen hat, und es gibt weder einen Teilhaber an Seiner Herrschaft, noch benötigt Er einen Beschützer vor Demütigung. Und verherrliche Ihn doch als den Größten!“ (Sûra 17:111)

 

Er sagt außerdem:

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ

Dies bedeutet: „Sag: Er ist Allah, ein Einer, Allah, der Überlegene. Er hat nicht gezeugt und ist nicht gezeugt worden, und niemand ist Ihm jemals gleich.“ (Sûra 112:1-4)

 

Der Prophet Muhammad (s) sagte (ungefähre Bedeutung): „Allah der Allmächtige sagt: ‚Der Mensch hat über Mich gelogen, obwohl er dies nicht darf, und er hat Mich beleidigt, obwohl er dies nicht darf. Er log über Mich, als er sagte: >>Er wird mich nicht wieder zum Leben erwecken, wie Er mich erschaffen hat!<<, obwohl der erste Schöpfungsakt nicht schwieriger für Mich ist, als ihn zurückzubringen. Was die Beleidigung Meiner betrifft, so geschah dies, als er sagte, Allah hätte einen Sohn, obwohl Ich der Eine, der Unabhängige Herr bin, Der nicht gezeugt hat und nicht gezeugt wurde, und niemand Ihm jemals gleich ist!‘“ (Überliefert von Al-Buchârî)

Es gibt nur eine Wahrheit: Es kann unter klar denkenden, vernünftig gesonnenen, realistischen Menschen keinen Meinungsunterschied über sie geben. Sie ist die Botschaft, mit der der Prophet Muhammad (s) entsandt wurde: Es gibt keinen wahren Gott außer Allah. Er besaß niemals einen Sohn, Er hat keinen Partner in der Hoheitsgewalt, Er war niemals niedrig und eines Helfers bedürftig, und Er hat keinen Unterstützer, Minister, Berater oder Verbündeten. Er ist der Mächtige und Majestätische, Der alles erschafft und plant und alles mit Seiner Erlaubnis ermöglicht. Er hat nicht gezeugt und ist nicht gezeugt worden, und absolut niemand ist Ihm jemals gleich.

Genauso wie Allah der Glorreiche und Erhabene nicht gezeugt wurde, da Er das Alpha ist – der Erste vor allen anderen, hat Er niemand anderen gezeugt. Er benötigt niemand anderen, da Er das Omega ist – der Letzte nach allen anderen. Möge Er gepriesen und verherrlicht sein, da es überhaupt niemanden gibt, der mit Ihm vergleichbar ist!

Die Wahrheit ist, dass Jesus (Frieden sei auf ihm!) Allahs Diener und Gesandter ist, und mit derselben Botschaft kam, wie der letzte und abschließende Gesandte, Muhammad (s), ohne Übertreibung und ohne Missachtung – ohne die Übertreibungen der Christen, die ihm Göttlichkeit zuschrieben und ohne die Missachtung der Juden, die ihn beleidigten und leugneten, und ihn als Zauberer und Sohn einer Hure bezeichneten.

Deshalb sollte der Mensch seinen Verstand benutzen, den Allah ihm verliehen hat und einen Schritt in Richtung Erkenntnis der Großartigkeit und Macht seines Schöpfers gehen! Er sollte über die Wunder des Wirkens Allahs nachsinnen, Ihn preisen und über alles andere verherrlichen!

Jesus (Frieden sei auf ihm!) verfügt, wie andere Propheten, über Wunder, die seine Prophetenschaft beweisen. Der Negus, der König von Abessinien (heute Äthiopien und Eritrea) war Christ. Er nahm den Islam an, nachdem er die Lehren des Islam verstanden hatte. Als der Prophet (s) erfuhr, dass er ein gerechter König war, forderte er einige Muslime auf, nach Abessinien auszuwandern, um sich selbst und ihre Religion vor Folter und Verfolgung durch die Quraisch (zu jener Zeit der wichtigste Stamm in Mekka) aufgrund ihres neuen Glaubens zu schützen.

Einige Gefährten des Propheten (s) flohen nach Abessinien. Als die Quraisch davon erfuhren, wählten sie zwei standhafte und intelligente Männer aus (die übrigens später beide Muslime wurden) und entsandten mit ihnen seltene und eigentümliche Geschenke für den Negus und seinen Berater, damit diese ihnen die Muslime aushändigen. Gewiss waren die Quraisch verärgert, dass die Muslime einen sicheren Zufluchtsort für ihr Leben und ihre Religion gefunden hatten. Ferner waren sie entschlossen, sie zu ihrem Volk und in ihr Land zurückzubringen, damit die Polytheisten ein Exempel an ihnen statuieren.

Kurz gesagt, versuchten die zwei Männer, nachdem der Negus es abgelehnt hatte, ihnen die muslimischen Auswanderer auszuhändigen (da er ein gerechter König und ausgezeichneter Nachbar war und in seinem Land niemand schlecht behandelt wurde), ihn gegen sie aufzubringen. Am folgenden Tag sagte einer der beiden, namens ‘Amr Ibn Al-‘Âs zum Negus: „O König! Die Muslime behaupten entsetzliche Dinge über Jesus, den Sohn der Maria!“ Daraufhin beorderte sie der König zu sich und fragte, was sie über den Messias zu sagen haben. Sie waren gekränkt, kamen jedoch gemeinsam und nahmen sich vor, unabhängig von den Konsequenzen, ehrlich zu sein.

Als der Negus den Raum betrat und sie befragte, antwortete Dscha’far Ibn Abu Tâlib (der Cousin des Propheten (s)) wie folgt: „Wir sagen das über ihn, was unser Prophet (s) uns berichtete: Jesus ist der Diener Allahs, Sein Gesandter, eine von Ihm erschaffene Seele und Sein Wort, das Er der Jungfrau Maria gewährte.“

Da hob der Negus einen Stock vom Boden auf und sagte: „Bei Allah! Jesus, der Sohn der Maria ist nichts weiter als dieser Stock!“ Sein Berater schnaubte. Er tadelte ihn jedoch, indem er sagte: „Auch wenn du schnaubst! Bei Allah!“ Dann sagte er zu den Muslimen: „Geht! Ihr seid bei mir sicher!“ Dabei benutzte er das Wort „sicher“ in der abessinischen Sprache. „Wer immer euch belästigt, wird dafür bezahlen! Wer immer euch belästigt wird dafür bezahlen! Nicht einmal ein Berg aus Gold könnte mich dazu veranlassen, irgendjemandem von euch Schaden zuzufügen!“ Dabei benutzte er das Wort „Berg“ in der abessinischen Sprache.

Dann sagte er zu seinem Gefolge: „Gebt den zwei Männern ihre Geschenke zurück, da ich sie nicht benötige! Ich schwöre bei Allah! Allah nahm kein Bestechungsgeld von mir, als Er mir mein Königreich zurückgab, damit ich in Bezug auf Ihn Bestechungsgelder annehme! Die Menschen gehorchten mir nicht, damit ich ihnen in Bezug auf Ihn gehorche!“

Umm Salamah, eine Auswandererin und die Erzählerin dieser Geschichte, sagte: „Deshalb verließen sowohl ‘Amr Ibn Al-‘Âs als auch ‘Abdullâh Ibn Rabî’ah, die wie bereits erwähnt, zu jener Zeit noch Polytheisten waren, den Negus in Schande und Schmach, da ihnen ihre Geschenke zurückgegeben wurden. Und wir blieben bei ihm im besten Haus mit dem besten Nachbarn.“ (aus dem Buch „Ar-Rahîq Al-Makhtûm“)

Demnach lautete die Information, mit der Muhammad (s) bezüglich Jesus, des Sohnes der Maria (Frieden sei auf ihm!) entsandt wurde, dass er Allahs Diener und Gesandter war und von Allah dem Mächtigen und Majestätischen, genauso wie andere Gesandte, auserwählt wurde, um eine Botschaft zu übermitteln – den Pfad der Mäßigung, ohne Übertreibung oder Missachtung, ohne die Übertreibung der Christen, die dem Messias, Jesus, dem Sohn der Maria, Göttlichkeit zuschrieben (oder zumindest teilweise Göttlichkeit, entsprechend der Abweichungen ihrer irregeführten und irreführenden Konfessionen). Sie unterschieden sich in ihren Glaubensgrundsätzen, obwohl sie durch einen Glaubensgrundsatz vereint sein sollten. Doch warum geschah dies? Die Antwort lautet, dass Falschheit viele Stufen der Dunkelheit hat, wohingegen es nur eine Wahrheit gibt. Wie Licht unterscheidet sie sich nicht, weil sie für den vernünftigen Verstand und das gesunde Gemüt eindeutig ist.

Wahrlich, die Botschaft Muhammads (s) ist der gemäßigte Weg, ohne die Undankbarkeit der Juden, die die Botschaft des Messias, Jesus, des Sohnes der Maria (Frieden sei auf ihm!) komplett leugneten. Sie verschmähten ihn, versuchten ihn zu kreuzigen und zu töten, und seine Mutter, die Jungfrau Maria zu verunglimpfen, genauso wie sie den Ruf jedes zu ihnen entsandten Propheten befleckten.

Generell ist der Glaube, mit dem der letzte und abschließende Gesandte Muhammad (s) entsandt wurde, der rechte Glaube für alle Menschen, allerorts, ohne die Gedanken zu peinigen, dem Verstand etwas aufzuzwingen oder die Einbildungskraft zu verschleißen. Er ist der rechte Glaube für die Araber und für alle anderen, seien es Juden, Christen, Zoroastrier usw. von jenen, die etwas anderes neben Allah anbeten oder Ihm Fehler oder Mängel zuschreiben, bis zu jenen, die die Existenz Allahs, des Schöpfers und Machers leugnen, seien es Atheisten oder andere, möge Er gepriesen und verherrlicht sein!

Dies ist der rechte Glaube, der für jeden gesunden Verstand, der seinen Gott erkennen will, annehmbar ist – um Ihn zu preisen, zu verehren und anzubeten. Jeder, der ein nichtmanipuliertes Gemüt besitzt, nimmt ihn ohne jegliche Vorbereitung, Komplikation oder jeglichen Grund zum Zweifeln an. Der Glaube, mit dem Muhammad (s) kam, ist ein klarer Glaube. Er kann ohne jegliche Schwierigkeit oder Geistesübung angenommen und verstanden werden. Er ist das Licht, mit dem Allah der Glorreiche und Erhabene die Dunkelheit erhellt und die Abscheulichkeit des Götzendienstes und Unglaubens hinfortwischt.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der zweite Beweis:

Die Heilige Ka’ba – Das Altehrwürdige Haus (Der Heilige Schwarze Stein in Mekka)

 

Die Reinigung der Ka’ba – des ersten Hauses (Gotteshauses), das für die Menschen zur Anbetung Allahs des Allmächtigen gegründet wurde – von der Verschmutzung des Götzendienstes:

 

Allah sagt:

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ

Dies bedeutet: „Das erste (Gottes)haus, das für die Menschen gegründet wurde, ist wahrlich dasjenige in Bakka (ein anderer Name für Mekka), als ein gesegnetes (Haus) und eine Rechtleitung für die Weltenbewohner.“ (Sûra 3:96)

 

Er sagt auch:

وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ

Dies bedeutet: „Und als Wir Ibrahim die Stelle des Hauses zuwiesen: ‚Geselle Mir nichts bei und reinige Mein Haus für die den Umlauf Vollziehenden, die aufrecht Stehenden, sich Verbeugenden und die sich Niederwerfenden.‘“ (Sûra 22:26)

 

Die Ka’ba war das erste Haus, das für die Menschen gegründet wurde, um ihren Gott einzig, wahrhaftig und rein anzubeten. Einst verrichteten die Araber jährlich die Pilgerfahrt zu diesem Haus. Später verleitete sie jedoch der Teufel dazu, neben Allah Götzen und Steine anzubeten. Um zu begreifen, wie großartig dieses Haus ist, muss man wissen, dass es das erste auf der Erde ist!

Lasst uns einen Auszug aus der Geschichte über die Leute des Elefanten (eine Armee, die anrückte, um die Ka‘ba zu zerstören) lesen:

 

Allah sagt im Quran:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ

Dies bedeutet: „Siehst du nicht, wie dein Herr mit den Leuten des Elefanten verfuhr? Ließ Er nicht ihre List verlorengehen und sandte gegen sie Vögel in aufeinanderfolgenden Schwärmen, die sie mit Steinen aus gebranntem Lehm bewarfen, und sie so wie abgefressene Halme machte?“ (Sûra 105:1-5)

 

Abraha Al-Aschram baute in Sana (Jemens Hauptstadt) eine Kirche, um die Araber anzulocken. Er verzierte sie mit Gold und Silber eingemeißeltem Marmorstein und Goldkreuzen und schrieb dann Folgendes an seinen Herrn in Abessinien: „Für dich mein König erbaute ich eine Kirche, dergleichen noch nie zuvor für jemanden erbaut wurde, und mein Ziel ist es, die Aufmerksamkeit der Araber darauf zu richten!“ Allerdings erreichte er dieses Ziel nicht. Deshalb entschloss er sich dazu, stattdessen die Ka’ba zu zerstören. Er bereitete sich und seinen Elefanten auf die Reise nach Mekka vor. Er bereitete seine Armee vor und hatte die Absicht die Ka’ba zu zerstören und dann in den Jemen zurückzukehren. Die Menschen in Mekka waren nicht imstande, sich gegen Abraha und dessen Armee zur Wehr zu setzen. Als der Elefant in Richtung Ka’ba gelenkt wurde, um diese zu zerstören, weigerte er sich zu laufen. Daraufhin schlugen sie ihm mit einem Eisen auf den Kopf und stießen einen Haken in seinen Unterleib. Als sie versuchten, ihn in Richtung Jemen zu lenken, lief er bereitwillig im Trott. Dasselbe tat er, als sie versuchten, ihn in Richtung Syrien oder gen Osten zu lenken. Als sie jedoch abermals versuchten, ihn in Richtung Ka’ba zu lenken, kniete er sich nieder.

Dann rächte sich Allah der Allmächtige an den Leuten des Elefanten. Eine tödliche Seuche verbreitete sich unter ihnen, als Vögel verkeimte Kieselsteine auf sie herabwarfen und sie so wie abgefressene Weizenhalme machten. Vor Furcht und Schrecken verloren sie den Verstand und kehrten in die Richtung zurück, aus der sie gekommen waren. Sie suchten und riefen nach dem Führer, dem sie angeordnet hatten, sie aus dem Lande der Araber in die Heimat zurückzuführen. Doch er hörte sie nicht. Sie verirrten sich und starben unterwegs einer nach dem anderen. Auch Abraha war unter ihnen. Sein Körper zerfiel und seine Fingernägel vielen einer nach dem anderen ab.

Muhammads (s) Großvater ‘Abdul-Muttalib war zu jener Zeit der edelste Mann unter den Quraisch. Als er von Abrahas Entschlossenheit zum Angriff hörte, ergriff er den Ring an der Tür der Ka’ba und verfasste einige Verszeilen, in denen er Allah darum bat, Sein Heiliges Haus, ihre geliebte Ka‘ba zu schützen.

Dieser Vorfall ereignete sich im selben Jahr, in dem das Siegel der Propheten, Muhammad, der Sohn des ‘Abdullâh, der Sohn des ‘Abdul-Muttalib (s) geboren wurde. Genau genommen sogar am selben Tag. Wie bereits erwähnt, hatte der Teufel die Menschen nach dem Bau der Ka’ba zu verschiedenen Zeiten und an verschiedenen Orten getäuscht und dazu verführt, neben Allah andere Dinge, wie beispielsweise Götzen und Steine anzubeten, und behauptet, dies würde sie Allah näher bringen.

Danach kamen die Schriften – das Judentum und dann das Christentum – doch keine von ihnen konnte dieses ehrwürdige Haus reinigen, dessen Menschen vom Schmutz des Götzendienstes reinwaschen oder sie zur Anbetung Allahs des Einen, des Erzwingers bewegen.

Gewiss erforderte es die Weisheit Allahs des Allmächtigen, dass das Altehrwürdige Haus gereinigt wird, da es das erste Haus ist, das für die Menschen erbaut wurde, um einzig ihren Herrn anzubeten, Der sie erschuf und sie versorgt, ohne Ihm jegliche niedrige Teilhaber oder falsche Götter zuzuschreiben. Allahs Weisheit erforderte es, dass Er die launenhafte Unberechenbarkeit ihres Glaubens an ihren Gott und Schöpfer, Der sie aus dem Nichts erschuf, berichtigt, indem Er einen abschließenden Propheten schickt, um die göttliche Botschaft zu versiegeln, ihnen die Anweisungen ihres Herrn beizubringen, sie von Götzendienst und Sittenlosigkeit zu reinigen und zu säubern, sie über die Lehren ihres Herrn zu unterrichten, ihnen das Gute zu gebieten und das Schlechte zu verbieten, das Nützliche zu erlauben und das Schädliche zu verbieten.

Gewiss erforderte die Weisheit Allahs des Allmächtigen die Entsendung eines abschließenden Propheten, um die Botschaft mit einem vernünftigen und klaren Glaubenssystem zu versiegeln, das gegen Mangel und Fehler immun ist und führende Anbetungsriten, weise Richtlinien für das gesellschaftliche Zusammenleben, hohe Moral und eine einfache Gesetzgebung umfasst, um die Menschen aus der Dunkelheit des Unglaubens und Götzendienstes, in das Licht des reinen Monotheismus zu führen.

Im achten Jahr nach der Auswanderung (auch bekannt als Hidschra) gewährte Allah der Allmächtige, dem Propheten Muhammad (s) die Befreiung Mekkas. Er betrat das ehrwürdige Gelände, lief auf die Ka’ba zu, grüßte den Schwarzen Stein mit einem Kuss und umrundete dann das Altehrwürdige Haus mit einem Bogen in seiner Hand. Zu jener Zeit war dieses von 360 Götzen gesäumt, die neben Allah dem Mächtigen und Majestätischen angebetet wurden. Deshalb begann der Gesandte Allahs (s), sie mit dem Bogen niederzustoßen und rezitierte die folgenden Worte Allahs:

وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا

Dies bedeutet: „Und sag: Die Wahrheit ist gekommen, und das Falsche geht dahin; das Falsche ist ja dazu bestimmt, dahinzugehen.“ (Sûra 17:81)

 

 

Er rezitierte außerdem:

قل جاء الحق و ما يبدىء الباطل و ما يعيد

Dies bedeutet: „Sag: Die Wahrheit ist gekommen. Das Falsche kann weder (etwas) neu von Anfang an machen noch es wiederholen.“ (Sûra 34:49)

 

Zu den Ehren, die Allah der Allmächtige diesem reinen und heiligen Ort erwies, der heiligen Stadt Mekka, in der Er das Altehrwürdige Haus platzierte und dieses als erstes Haus begründete, das für die Menschen errichtet wurde, um Ihn alleinig anzubeten - möge Er gepriesen und verherrlicht werden - zählt:

 

Eine neuerliche Entdeckung

Man hat entdeckt, dass die Heilige Stadt Mekka, die sogenannte „Mutter der Städte“, exakt inmitten des gesamten Festlandes liegt, was bedeutet, dass wenn man einen Kreis um Mekka als Zentrum ziehen würde, dieser Kreis das gesamte Festland umspannen würde. Aber damit nicht genug: Die geografische Lage der Heiligen Stadt Mekka liegt exakt im Zentrum der Zeit. So sehen wir, dass die ganze Welt Mekka umsäumt. Die Stadt liegt inmitten aller Zeiten und Orte.[1]

Unser Herr, Allah der Heilige und Erhabene entsandt Muhammad (s) als Siegel der Propheten. Er entsandte ihn für die gesamte Menschheit, zu jeder Zeit und an jedem Ort. Allah sagt im Heiligen Quran:

وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا

„…damit du die Mutter der Städte und diejenigen rings umher (Wohnenden) warnst…“ (Sûra 6:92)

Mekka ist die „Mutter der Städte“ und „diejenigen rings umher (Wohnenden)“ sind die ganze Welt, zu jeder Zeit und an jedem Ort. Und der Prophet Muhammad (s) ist der abschließende Prophet, der das Ende der Prophetenzeit bezeichnet.

Daher wird deutlich, dass es so ist, als wäre die Heilige Stadt Mekka die Hauptstadt der ganzen Welt. Und man kann mit Leichtigkeit erkennen warum: Da Allah der Mächtige und Majestätische, sie als Produkt Seiner vollendeten Weisheit, zur Wiege der Welt und zum Fundament Seiner abschließenden Botschaft machte.

 

Themen im Zusammenhang mit der Heiligen Stadt Mekka und der Ehrwürdigen Ka‘ba:

1 -   Das Zamzam-Wasser: Die Zamzam-Quelle ist eines der konkreten, materiellen Wunder, die die Besonderheit der heiligen Stadt Mekka, sowie die Vortrefflichkeit des Propheten Abrahams, dessen Sohnes, Prophet Ismael, und Ismaels Mutter Hâdschar beim Herrn der Welten zeigen. Denn das Hervorsprudeln des Zamzam-Wassers aus festem, blasenfreiem und undurchlässigem vulkanischen Bergkristall, ist ein besonders bemerkenswertes Phänomen.

Noch bemerkenswerter ist die Tatsache, dass seit über 3000 Jahren kaltes Wasser aus der Quelle fließt, obwohl sie im Laufe der Zeit vielfach zugescharrt und abermals ausgegraben wurde!

 

Einige Eigenschaften des Zamzam-Wassers:

Heutige wissenschaftliche Studien haben erwiesen, dass das Zamzam-Wasser in seiner natürlichen chemischen Zusammensetzung ausgezeichnet ist. Es handelt sich um hartes, gasförmiges Wasser, reich an gesunden Grundstoffen und chemischen Verbindungen, die auf 2000 mg pro Liter geschätzt werden. Der Salzanteil der Quellen von Mekka und der anliegenden Täler beträgt dagegen höchstens 260 mg pro Liter. Dies zeigt, dass das in den Zamzam-Brunnen fließende Wasser aus anderen Wasserquellen der Heiligen Stadt Mekka stammt, da der Zamzam-Brunnen sie an Mineraliengehalt und natürlichen Bestandteilen übertrifft.

Das Wasser aus der Zamzam-Quelle wird zur Heilung verschiedener Krankheiten verwendet. Der Lobpreis gebührt Allah, Der dieser gesegneten Quelle anordnete, hervorzuströmen! Der Lobpreis gebührt Allah, Der dem Wasser anordnete, von entfernten Orten durch winzige Kapillarrisse zu ihr zu fließen![2]

Möglicherweise ist dieses Phänomen (der Wasserstrom aus entfernten Orten zur Zamzam-Quelle) eine Untermauerung für jene, die sagen, dass die Heilige Stadt Mekka das Zentrum der Erdanziehungskraft sei.

 

2 – Der Schwarze Stein:

Allahs Gesandter (s) sagte über diesen Stein: „Der Schwarze Stein kam vom Himmel herab!“ (Überliefert von At-Tirmidhi, der diesen Hadith als hassan, sahih (authentisch) einstufte.)

Man fand heraus, dass der Schwarze Stein kein irdischer Stein ist. Seine inneren Bestandteile entsprechen nicht denen irdischer Felsen. Wie der Prophet Muhammad (s) erwähnte, zählt er nicht zu den Steinen der Erde.[3]

 

3 – Das Umrunden der Kaaba

Das Umrunden des Altehrwürdigen Hauses – der Heiligen Ka‘ba – ist eine Anbetungshandlung der Muslime, die ihnen von Allah dem Mächtigen und Majestätischen vorgeschrieben und als einzige Anbetungshandlung auserwählt wurde, die mit den Gesetzen des Universums, wie sie von Ihm erschaffen und geformt wurden, übereinstimmt und harmoniert. Allah der Glorreiche und Erhabene schrieb uns vor, die Ka’ba siebenmal entgegengesetzt des Uhrzeigersinns zu umrunden, und dabei die Ka‘ba zu unserer Linken zu lassen. Lasst uns über diese verblüffende Geschlossenheit und Harmonie nachdenken:

Ein Atomkern, der ein Element darstellt, ist von Elektronen umgeben, die den Kern auf sieben unterschiedlichen Energieebenen umkreisen. Dies entspricht der Anzahl der Umrundungen der Ka‘ba.[4]

Elektronen bewegen sich entgegen dem Uhrzeigersinn, wie die Muslime dies um die Ka‘ba herum tun. Der Lobpreis gebührt Allah!

Die Erde rotiert entgegen dem Uhrzeigersinn um ihre Achse. Der Lobpreis gebührt Allah![5]

Die Erde umkreist die Sonne entgegen dem Uhrzeigersinn – dieselbe Richtung, in der die Muslime die Ka‘ba umrunden. Der Lobpreis gebührt Allah![6]

Die Spermien eines Mannes schwimmen entgegen dem Uhrzeigersinn um die Eizelle – dieselbe Richtung, wie das Umrunden der Ka‘ba. Der Lobpreis gebührt Allah![7]

 

So wie das Umrunden der Ka‘ba entgegen dem Uhrzeigersinn - das eine gesetzmäßige Voraussetzung dieser Anbetungshandlung darstellt - kreisen alle Himmelskörper: Die Sonne, der Mond, die Sterne, die Planeten, und selbst subatomare Teilchen entgegen dem Uhrzeigersinn und verherrlichen Allah den Allmächtigen.[8]

Das Sperma eines Mannes kreist entgegen dem Uhrzeigersinn um die Eizelle, und die Eizelle rotiert entgegen dem Uhrzeigersinn um ihre eigene Achse. Genauso umkreisen die Muslime bei den Riten der Pilgerfahrt die Ka‘ba entgegen dem Uhrzeigersinn. Dies gleicht dem Umlauf der Elektronen um den Atomkern entgegen dem Uhrzeigersinn, dem Umlauf der Erde um die Sonne entgegen dem Uhrzeigersinn und dem Umlauf des Sonnensystems um ein Schwarzes Loch entgegen dem Uhrzeigersinn. Dies zeigt eindeutig, dass islamische Religionstexte im Einklang mit der Ordnung des Universums sind. Dies zeigt, dass der Schöpfer des Universums, Derselbe ist, Der die wahre Religion – den Islam – vorschrieb.

Oh! Gepriesen sei Allah der Glorreiche und Weise, Der Muhammad (s), den abschließenden Gesandten mit diesen führenden Anbetungshandlungen und einem klaren, stichhaltigen Gesetz entsandt![9]

 

Die Niederwerfung im Gebet:

Man fand heraus, dass die Niederwerfung zum Heiligen Haus (zur Ka‘ba) den Menschen vor vielen körperlichen und psychischen Krankheiten, wie Kopfschmerzen und Müdigkeit bewahrt. Das liegt daran, dass der menschliche Körper mit positiver elektrischer Ladung überzogen ist. Wenn sich diese Ladung ansammelt, schlägt sie dem Körper negativ zu Buche. Daher muss er sich ihr entledigen. Wenn sich der Mensch im Gebet niederwirft, setzt er die erhöhte Ladung frei und gibt sie dem Boden zurück.

 

 

 

 

 

 

 

 

Der dritte Beweis:

Die Geburt des Propheten Muhammad (s) und das Versprechen seines Großvaters ‘Abdul-Muttalib, dessen Sohn ‘Abdullâh zu opfern.

 

Betrachtet man die Geschichte des Großvaters des Propheten (s), als dieser versprach, seinen Sohn ‘Abdullâh zu opfern, erkennt man, dass sie vergleichbar mit der Geschichte Abrahams und dessen Sohn Ismael ist. Abraham wollte seinen Sohn Ismael opfern, weil er einen Traum hatte (und Träume von Propheten bekanntlich wahre Traumbilder sind), in dem er sah, wie er ihn schlachtete. Aus Seiner Barmherzigkeit heraus, ersetzte Allah Ismail durch einen Schafsbock. So erwies Allah Seinen anbetenden Dienern Seine Gunst, da Er nicht wollte, dass es zu einer Pflicht wird, dass Väter ihre Söhne opfern. ‘Abdul-Muttalib, dem Großvater des Propheten, widerfuhr genau genommen das Gleiche, als er seinen Sohn ‘Abdullâh, den Vater des Propheten (s), opfern wollte.

‘Abdul-Muttalib war, neben anderen Aufgaben, für die Wasserversorgung der Pilger verantwortlich und machte sich darüber Gedanken, dass die Pilger aufgrund des Wassermangels Drangsal erleben. Deshalb erinnerte er sich an die Zamzam-Quelle. Diese war der Grund für die Errettung seines Vorfahren Ismael, nachdem dessen Vater Abraham, ihn und seine Mutter Hâdschar in der kargen Wüste zurückgelassen hatte. ‘Abdul-Muttalib erinnerte sich an die Zamzam-Quelle, die damals viele Stämme nach Mekka lockte. Er erinnerte sich daran, dass seine Väter und Großväter über den Stamm der Dschurham sprachen, die aus Rache dafür, dass sie zum Verlassen Mekkas gezwungen wurden, den Brunnen zugeschüttet hatten.

Deshalb entschloss er sich dazu, nach dem Ort des gesegneten, zugeschütteten Brunnens zu suchen. Als er und sein damals einziger Sohn diesen ausfindig gemacht hatten, nahm er eine Spitzhacke und begann zwischen zwei Götzen zu graben. Die Quraisch nahmen Anstoß daran, sagten, dass dies der Ort ihrer rituellen Opferhandlung sei, und verbaten ihm, nochmals nach dem Brunnen zu graben. Er bestand jedoch darauf und grub bis die Steine unterhalb zum Vorschein kamen. In diesem Augenblick baten die Quraisch ihn um einen Anteil am Brunnen, da Ismail auch ihr Vorvater war. Doch ‘Abdul-Muttalib lehnte dies ab, mit dem Argument, dass er für die Wasserversorgung der Pilger auserwählt wurde. So wurde er zum alleinigen Hüter des Brunnens.

‘Abdul-Muttalib besaß nur wenige Kinder. Deshalb gelobte er Allah an diesem Tage, wenn ihm zehn Söhne geboren werden, und diese erwachsen werden und ihn unterstützen können, einen von ihnen an der Ka‘ba zu opfern - als Dank für die Lösung seines Streits mit den Quraisch, als er den Brunnen ausgrub und sie ihn davon abhalten wollten.

Viele Jahre später, nachdem er mit zehn Söhnen gesegnet wurde, nahm ‘Abdul-Muttalib seine Söhne hinaus, um mit Lospfeilen zu entscheiden, welchen von ihnen er opfern wird. Für jeden Sohn hatte er einen Pfeil mit dessen Namen darauf. Derjenige, dessen Pfeil gezogen wird, sollte geopfert werden. Der Pfeil ‘Abdullâhs, des jüngsten Sohnes, wurde gezogen. ‘Abdullâh war kurz davor, sein Gelöbnis zu vollziehen, als die Quraisch einschritten, aus Furcht davor, dass andere ihn nachahmen, und dies zu einer normalen Gepflogenheit wird.

Deshalb beschlossen sie, dass ein Lospfeil zwischen ‘Abdullâh und zehn Kamelen entscheiden soll. Zeigt er auf die Kamele, so ist ‘Abdullâh gerettet. Zeigt er auf ‘Abdullâh, so muss ‘Abdul-Muttalib zehn weitere Kamele hinzugeben. Sie taten dies wieder und wieder, bis der Pfeil auf die Kamele zeigte. Alsdann waren es 100 Kamele. So wurden die Kamele anstelle ‘Abdullâhs geschlachtet, und ‘Abdullâh, der Vater des Propheten (s), vor dem Tode bewahrt.

Dies erinnert möglicherweise an die Geschichte Abrahams und dessen Sohn Ismael (Frieden sei auf ihnen!), als sie das Fundament des Altehrwürdigen Hauses errichteten und Allah sie deshalb mit der Botschaft und der Prophetenschaft ehrte.

Muhammad (s), der Sohn ‘Abdullâhs, wurde von Allah auserwählt, das von Abraham und Ismael errichtete Altehrwürdige Haus, vom Götzendienst und der Anbetung falscher Götter zu reinigen. Viele Gesandte wurden zum Volke Israel entsandt. Sie glaubten ihnen jedoch nicht, bezichtigten sie des Lügens und ermordeten sie. Die Juden glaubten, dass der Prophet der Endzeit ebenfalls aus ihren eigenen Reihen kommen würde. Doch die Weisheit Allahs des Allmächtigen erforderte es, dass das Siegel der Propheten von den Nachfahren ihres Onkels Ismael (Der Friede sei auf ihm!) stammt: Von den Arabern.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der vierte Beweis:

Die Abstammungslinie und Eigenschaften des Propheten Muhammad (s) und sein Zustand vor und nach dem einladenden Ruf zum Islam

 

Der Prophet Muhammad (s) besaß die beste und namhafteste Abstammungslinie im Stamm der Quraisch:

 

Hâschim, ein Vorfahr des Propheten (s), übernahm vom Stamm ‘Abd-Manâf die Verantwortung, die Pilger während der Pilgerfahrt mit Wasser zu versorgen. Er war ein sehr wohlhabender und großzügiger Mann. Er war der Erste, der die Pilger mit „Tharîd“ speiste, ein Gericht aus geschmortem Fleisch, Brühe und zerdrücktem Brot. Sein richtiger Name war ‘Amr. Er wurde lediglich aufgrund des Brotzerdrückens (Haschm) Hâschim genannt. Er war außerdem der Erste, der für die Quraisch zwei Karawanen - eine im Winter und eine im Sommer - organisierte.

‘Abdul-Muttalib, der Großvater des Propheten (s), übernahm nach dem Tode Hâschims die Aufgabe, die Pilger in Mekka mit Wasser zu versorgen. Er wurde mit großer Ehre und Hochachtung behandelt. Die Quraisch nannten ihn den „Überquellenden“, weil er so großzügig war. Er war einer der berühmtesten Männer Mekkas.

 

Der Gesandte Allahs (s) war bei den Bewohnern Mekkas als der Besterzogenste und derjenige mit dem besten Charakter und der höchsten Tugendhaftigkeit bekannt. Jeder im Stamme der Quraisch wusste dies und niemand konnte etwas anderes behaupten. Er war unter ihnen als „der Ehrliche“ und „der Vertrauenswürdige“ bekannt, und die Stammesmitglieder der Quraisch bestätigten uneingeschränkt seine Gewissenhaftigkeit und Glaubwürdigkeit.

Als Nachweis kann man einen Aufschrieb Al-Buchârîs (ein Gelehrter, der die Überlieferungen der Aussagen und Taten des Propheten (s) nach dessen Tode sammelte und verifizierte) lesen. Folgendes ist ein Auszug einer Nachricht vom Propheten (s) an den byzantinischen Kaiser. Er schrieb:

„Im Namen Allahs des Allerbarmers, des Barmherzigen

Von: Muhammad (s), dem Sohne ‘Abdullâhs und Gesandten Allahs

An: Herakleios, den Kaiser von Byzanz

Der Friede sei auf jenen, die dem Weg der Rechtschaffenheit folgen!

Werde Muslim und du bist in Sicherheit! Werde Muslim und Allah wird dich zweimal belohnen! Doch wenn du es nicht tust, dann wirst du die Sünden der Bevölkerung tragen. O Leute der Schrift! Folgt dem richtigen Wege! Betet einzig Allah, ohne Teilhaber an und nehmt euch nicht gegenseitig zu Göttern neben Allah! Wenn ihr dies ablehnt, dann bezeugt, dass wir Muslime sind!“

 

Dann wählte er einen seiner Gefährten zur Übermittlung der Botschaft aus. Buchârî erwähnte: Abu Sufjân (einer der Polytheisten Mekkas, der übrigens später den Islam annahm) war auf einer Geschäftsreise in Syrien, als er zu Herakleios Hof beordert wurde, nachdem dieser die Botschaft erhalten hatte.

Herakleios verlangte seinen Dolmetscher und fragte: „Wer ist der nächste Verwandte dieses Mannes, der behauptet ein Prophet zu sein?“

Abu Sufjân sagte: „Ich bin sein nächster Verwandter!“

Herakleios sagte: „Bringt ihn zu mir und lasst seine Gefährten genau hinter ihm stehen!“ Daraufhin sagte er zu seinem Dolmetscher: „Ich werde mich nach diesem Mann erkundigen. Wenn er lügt, dann werden sie es uns zeigen!“

Abu Sufjân, der später die Geschichte erzählte, gestand: „Bei Allah! Hätte ich nicht Angst gehabt, dass sie mich bloßstellen, hätte ich über ihn gelogen!“ So war er gezwungen, die Wahrheit über Muhammad (s) zu sagen, die für die Quraisch ersichtlich war.

Die erste Frage Herakleios lautete: „Wie ist seine Erblinie unter euch angesehen?“

Abu Sufjân sagte: „Er besitzt eine gute Erblinie.“

Herakleios fragte „Hat irgendjemand von euch jemals zuvor denselben Anspruch erhoben?“

Abu Sufjân antwortete: „Nein.“

Herakleios fragte: „Folgen ihm die Adligen oder die Schwachen?“

Abu Sufjân antwortete: „Die Schwachen.“

Herakleios fragte: „Werden sie mehr oder weniger?“

Abu Sufjân sagte: „Sie werden mehr.“

Herakleios fragte: „Ist irgendjemand von ihnen von der Religion abgefallen, nachdem er sie angenommen hatte?“

Abu Sufjân antwortete: „Nein.“

Herakleios fragte: „Ist er hinterlistig?“

Abu Sufjân antwortete: „Nein. Allerdings befinden wir uns momentan an einem Punkt, an dem wir nicht wissen, was er tun wird! (Abu Sufjân merkte an: „Darüber hinaus war ich nicht in der Lage, ein negatives Wort über ihn einzubringen.“)

Herakleios fragte: „Habt ihr ihn bekämpft?“

Abu Sufjân antwortete: „Ja.“

Herakleios fragte: „Wie war es?“

Abu Sufjân sagte: „Es gab Höhen und Tiefen. Manchmal schlugen wir sie und manchmal schlugen sie uns.“

Herakleios fragte: „Wozu fordert er euch auf?“

Abu Sufjân antwortete: „Er fordert uns dazu auf, einzig Allah anzubeten, ohne Teilhaber, und die Aussagen unserer Vorfahren zu verlassen. Er fordert uns außerdem dazu auf, zu beten, wahrhaftig zu sein, züchtig zu sein und die Verwandtschaftsbande zu pflegen.“

Daraufhin sagte Herakleios:

Ich fragte dich nach seiner Erblinie, und du sagtest, dass er eine gute Erblinie besitzt. Dies ist eine Eigenschaft eines Gesandten unter seinem Volke.

Dann fragte ich dich, ob irgendjemand jemals zuvor denselben Anspruch erhoben hat, und du sagtest: „Nein.“ Hätte irgendjemand zuvor denselben Anspruch erhoben, dann hätte ich angenommen, dass er lediglich etwas zuvor Behauptetes nachahmt.

Ich fragte dich, ob irgendeiner seiner Vorfahren ein König war, und deine Antwort lautete „Nein.“ Wenn du mit „Ja“ geantwortet hättest, dann hätte er womöglich lediglich das Königreich seines Vaters zurückfordern wollen.

Ich fragte dich, ob er vor dieser Behauptung log, und du sagtest „Nein.“ Daher wusste ich, dass er nicht einzig darauf bedacht war, das Lügen zu vermeiden, um über Allah zu lügen.

Ich fragte, ob ihm die Adligen oder die Schwachen folgen, und du sagtest „die Schwachen“. Dies sind gewiss die Anhänger der Gesandten Allahs.

Ich fragte, ob sie mehr oder weniger werden, und du antwortetest, dass sie mehr werden. So ist der Glaube: Er wächst, bis er verwirklicht ist.

Ich fragte dich, ob jemand von dieser Religion abfiel, nachdem er sie angenommen hatte, und deine Antwort lautete „Nein.“ Dies ist wahrlich die Eigenschaft des Glaubens, wenn die Wonne in die Herzen dringt.

Ich fragte, ob er betrügerisch ist, und du sagtest „Nein.“ So sind die Gesandten. Sie sind nicht trügerisch.

Ich fragte dich, wozu er euch auffordert, und du sagtest, dass er euch dazu auffordert, einzig Allah anzubeten, ohne jegliche Teilhaber, die Anbetung von Götzen zu unterlassen, Gebete zu verrichten, sowie wahrhaftig und enthaltsam zu sein.

Wenn deine Aussagen stimmen, wird er meinen Platz einnehmen! Ich wusste, dass er kommen wird, doch ich wusste nicht, dass er einer von euch sein wird. Wenn ich wüsste, dass ich zu ihm kommen kann, würde ich ihn unbedingt treffen wollen! Und würde ich dort ankommen, so würde ich seine Füße waschen! Daraufhin verlangte er das Buch des Propheten (s), um es zu lesen. Als er fertig war, erhoben sich die Stimmen und entwickelten sich zu Lärm. Deshalb verlangte er von uns, zu gehen.

 

Abu Sufjân sagte, dass er nach diesem Ereignis sicher war, dass Muhammad (s) der Gesandte Allahs ist.

Lasst uns in die Zeit zurückkehren, in der der Prophet (s) aufgezogen wurde! Man sieht, dass er in einer Zeit großgezogen wurde, in der Unwissenheit und Irreführung vorherrschten, in einem ungebildeten, ungläubigen und götzenanbetenden Volk, das nicht an den Jüngsten Tag glaubte, und einem Leben der Belustigung nachging. Sie waren besessen auf die belanglosesten Dinge. Sie lebten in Stämmen, die gegenseitig Verschwörungen anzettelten und in Sippen, die sich gegenseitig abschlachteten. Sie lebten nicht im Schutze eines zuständigen Staates: Es gab keine Regierung mit Machtbefugnissen, keine Armee, die sie gegen Angriffe schützt, keine Verfassung, die ihre Rechte und Pflichten regelt und kein Rechtswesen, das Bestrafungen festlegt.

In einem derartigen Umfeld wurde der Prophet (s) großgezogen. Dennoch besaß er tadelloses Empfindungsvermögen, eine wunderbare Persönlichkeit und edle Moralvorstellungen.

 

 

 

 

Die Stellung des Propheten Muhammad (s) vor und nach der Botschaft:

Lasst uns aufgrund von Beweisen urteilen!

 

Der Prophet Muhammad (s) lebte vierzig Jahre unter seinem Volk, genoss einen guten Ruf, hervorragendes Ansehen, und war bekannt für seine Wahrhaftigkeit und Ehrlichkeit. Folgend werden zwei Ereignisse erwähnt, die als ausreichender Beweis dienen sollen:

 

Das erste Ereignis: Der Wiederaufbau der Ka’ba

Die Stämme stritten darüber, wer von ihnen die Ehre erhält, den Schwarzen Stein zurück an seinen ursprünglichen Platz zu setzen. Abu Umâja (der älteste Anführer) schlug vor, den Rat des ersten Menschen, der durch den Eingang des Ehrwürdigen Hauses kommt, zu befolgen. Die anderen waren einverstanden und der erste Mensch, der eintraf, war Muhammad (s). Als sie ihn sahen, erklärten sie einstimmig: „Wir einigen uns auf diesen ehrlichen Mann!“ Als der Prophet (s) zu ihnen gelangte und sie ihm erklärten, was vor sich ging, legte er den Schwarzen Stein auf ein Gewand und bat jeden Stamm, einen Zipfel davon festzuhalten. Alle willigten ein. Sie trugen das Gewand mit dem Stein darauf in die Nähe seines Bestimmungsortes, woraufhin Muhammad (s) ihn persönlich an die richtige Stelle setzte und sie damit begannen, darüber weiterzubauen.

Dieses Ereignis beweist, dass er unter seinem Volk als ehrlich und tugendhaft bekannt war. Es beweist zudem seine Intelligenz, seinen Scharfsinn, seine Klugheit und seine Fähigkeit, verworrene Probleme zu lösen. Aufgrund seiner Weisheit war er imstande, alle zufriedenzustellen. Er beteiligte sie alle am Tragen des Steins und erlangte gleichzeitig die Ehre, ihn an seine Stelle zu setzen.

 

Das zweite Ereignis: Der Berg Safa

Ibn ‘Abbâs (ein Cousin des Propheten (s)) berichtete:

Als der Prophet Muhammad (s) von Allah den Auftrag erhielt, seinen Stamm zu warnen, stieg er auf den Berg Safa und begann die Sippen herbeizurufen, bis sie sich versammelt hatten. Er fragte: „Wenn ich euch sagen würde, dass Reiter im Tal sind und beabsichtigen uns anzugreifen, würdet ihr mir glauben?“ Sie antworteten: „Ja, denn du warst immer wahrhaftig!“ Dann sagte der Prophet: „Ich wurde euch als deutlicher Warner vor schwerer Qual entsandt!“

Abu Lahab (der Onkel des Propheten (s)) sagte: „Wehe dir, Muhammad! Ist dies der Grund, warum du uns versammelt hast?“ Deshalb wurde folgender Quranvers offenbart:

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ

Dies bedeutet: „Zugrunde gehen sollen die Hände Abu Lahabs, und zugrunde gehen soll er (selbst)!“ (Sûra 111:1)

 

Dieses Ereignis zeugt für seine Weitsicht, da er sie dazu brachte, einzugestehen, was sie von ihm halten, bevor er sie mit der Botschaft überraschte. Ihre Antwort war deutlich: Er war immer ehrlich und vertrauenswürdig.

 

Aus diesen beiden Ereignissen können wir schließen, dass Ehrlichkeit und Vertrauenswürdigkeit, bereits vor der Botschaft, zwei wesentliche Charakterzüge des Propheten Muhammad (s) waren.

Dreizehn Jahre nach Beginn der Botschaft entschloss sich der Prophet (s) dazu, Mekka zu verlassen. Er bat seinen Cousin, ‘Ali ibn Abu Tâlib, die ihm anvertrauten Verwahrungsgüter, ihren Eigentümern zurückzugeben. Dies zeigt, dass die Quraisch ihm ihre Wertsachen anvertrauten. In jungen Jahren wurde der Prophet (s) zur Meidung des Götzendienstes erzogen. Zweimal vor seiner Entsendung wollte er der Musik lauschen, die zum Klang von Flöten gespielt wurde. Doch Allah bewahrte ihn vor derartigem Unsinn. Er schlief ein und wachte erst bei Sonnenaufgang wieder auf. Als junger Mann zog er es vor, alleine zu sein und widmete sich mehrere Nächte lang der Anbetung, bevor er zu seiner Familie zurückkehrte.

Nun würden wir gerne fragen: Würde ein derart ehrlicher und wahrhaftiger Mann es wagen, Menschen anzulügen?

Warum lehnte er die Normen seines sozialen Umfeldes ab, trotz dessen Einfluss und Einwirkung auf ihn?

Er lebte vierzig Jahre lang unter Menschen, die in Unwissenheit ertranken und verloren umherirrten. Dennoch verhielt er sich nicht wie sie und war von ihrem Ungemach nicht infiziert.

In seinen Entwicklungsjahren hatte er es sehr schwer. Dennoch gab es während dieser Zeit, in der Hoffnungen und Träume florieren, keine Anzeichen für seine Entsendung oder die kommende Prophetenschaft. Trotz der Drangsal, die er ertrug – der Tod seiner Mutter, obwohl diese noch jung, und er erst sechs Jahre alt war, der Tod seines Großvaters ‘Abdul-Muttalib und danach seines Onkels Abu Tâlib, die ganze Zeit über wissend, dass sein Vater jung gestorben war, als er sich noch im Mutterleib befand – machten ihm all diese Ereignisse klar, dass er keine großen Hoffnungen auf das diesseitige Leben haben sollte. Dennoch gab es noch kein Anzeichen für seine Entsendung oder die kommende Prophetenschaft. Später, in einem Lebensabschnitt, in dem der Geist sich beruhigt und die Hoffnungen abkühlen, begann er eine Umwälzung, die zu einem Wendepunkt der Geschichte werden sollte. Er gab bekannt, ein Gesandter Allahs zu sein, und dass seine Botschaft nicht nur den Arabern gilt, sondern der gesamten Menschheit. Sie galt nicht nur den Menschen seiner Zeit, sondern allen, die danach kommen. Warum auch nicht, wenn er das Siegel der Propheten ist – der letzte und abschließende Gesandte, der von Allah dem Glorreichen und Überschwänglichen entsandt wurde?

Allah der Allmächtige bestimmte, dass er der letzte Prophet ist und seine Botschaft der gesamten Menschheit gilt, zu jeder Zeit und an jedem Ort. Allah der Allmächtige bewahrte diese Botschaft und Sein Buch – den Quran – vor Verfälschung, sei es durch Ergänzungen oder Wegnahme, da dies den vorangegangenen Botschaften und Büchern, aufgrund menschlicher Anliegen, durch Menschenhand widerfuhr.

Er (s) wusste vom ersten Augenblick an, in dem er die Offenbarung empfing, dass er fleißig und äußerst geduldig ein muss, um die Schwierigkeiten zu ertragen, bis Allah ihn mit dem Sieg belohnt.

Hier stellt sich die Frage: Was veranlasste ihn dazu, all dies zu tun? Was veranlasste ihn dazu, seine Prophetenschaft und Entsendung zu verkünden?

Gewiss weil er wirklich und wahrhaftig Allahs Gesandter war, der sich den Anordnungen seines Herrn, des Heiligen und Erhabenen fügte, zum Zeitpunkt, zu dem Allah es, gemäß Seines Willens und Seiner Weisheit beschloss.

 

Der Ruf

Der Prophet Muhammad (s) rief die Menschen zum reinen Monotheismus und zur alleinigen Anbetung Allahs auf, und verband diese miteinander. Er rief sie zum Guten: Zur Verrichtung von Gebeten, zum Gebieten des Guten und zum Verbieten des Verwerflichen.

Er ordnete an, Botschaften zu Königen und Herrschern auf der ganzen Welt zu entsenden. Er schickte ihnen Briefe zu und rief sie einladend zum Islam, zu dessen Gebote und Grundprinzipien. Er schickte Briefe zum Negus, dem König von Abessinien, zum Muqauqis, dem König von Ägypten, zum Chosrau, dem König von Persien, zu Herakleios, dem Kaiser von Rom, zum Herrscher von Bahrain, zum Herrscher von Jamâmah, zum Herrscher von Damaskus, zum König von Amman und zu dessen Bruder. So verbreitete er seine Botschaft bis zu den meisten Königen und Herrschern der Welt. Einige von ihnen glaubten und andere nicht. Zumindest brachte er selbst diejenigen, die den Glauben ablehnten, zum Nachdenken. Außerdem setzte er sie über seinen Namen und seine Religion in Kenntnis.

Daher fragen wir: Kann in einer Gesellschaft, in der Götzen angebetet werden - eine Gesellschaft, die stolz auf edle Abstammung ist, die aufgrund der Erblinie Vorzugsrechte erteilt, in der Engstirnigkeit vorherrscht, üble Taten regelmäßig praktiziert werden und Sittenlosigkeit um sich greift - reiner Monotheismus verwirklicht werden?

Sicherlich nicht:

إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى

Dies bedeutet: „Es ist nur eine Offenbarung, die eingegeben wird. Belehrt hat ihn der Besitzer starker Kräfte.“ (Sûra 53:4-5)

 

Er war ein Gesandter Allahs des Glorreichen und Überschwänglichen, der von seinem Herrn, dem Heiligen und Erhabenen Eingebung erhielt.

 

Sein Analphabetismus und sein Ruf

Muhammad (s) war Analphabet, doch sein Analphabetismus ist ein Beweis für seine Prophetenschaft. Obwohl er Analphabet war, konnte er alle Menschen unterrichten: Belesene wie Analphabeten, ohne Unterschied. Seine islamische Universität hat Herrschern, Politikern, Soldaten, Führern, Juristen, Mathematikern, Autoren, Historikern, Lehrern, Predigern, Religionsgelehrten, gerechten Richtern und Wissenschaftlern aller Fachrichtungen Abschlüsse verliehen.

Trotz seines Analphabetismus sprach er mit verblüffender Exaktheit von wissenschaftlichen Tatsachen, die jahrhundertelang unbekannt blieben, bis sie vor Kurzem durch moderne Wissenschaft entdeckt wurden.

 

Allah sagt:

وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى

Dies bedeutet: „Und er redet nicht aus (eigener) Neigung. Es ist nur eine Offenbarung, die eingegeben wird. Belehrt hat ihn der Besitzer starker Kräfte.“ (Sûra 53:3-5)

 

Wie wir sehen, war sein Analphabetismus ein Beweis für seine Entsendung und Prophetenschaft. Er ist wahrlich Allahs Gesandter (s)!

Der fünfte Beweis:

Die Entschlusskraft zur Umsetzung dessen, was er predigte und sein ständiges Gedenken Allahs

 

Wenn wir den Propheten betrachten, Berichte über ihn lesen und seinen Einfluss analysieren, entdecken wir den stärksten Beweis für seine Prophetenschaft:

Es wird einstimmig berichtet, dass er bei der Umsetzung dessen, was er predigte, immer der erste war: Der erste, der das tat, was er gebot, und das mied, was er verbot.

 

Allah sagt im Quran:

أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

Dies bedeutet: „Sag: Sollte ich einen anderen zum Schutzherren nehmen als Allah, den Erschaffer der Himmel und der Erde, Der Speise gibt, während Ihm (selbst) keine Speise gegeben wird? Sag: Mir ist befohlen worden, der erste zu sein, der sich (Allah) ergibt, und: ‚Gehöre ja nicht zu den Götzendienern!‘ Sag: Gewiss, ich fürchte, wenn ich mich meinem Herrn widersetze, die Strafe eines gewaltigen Tages.“ (Sûra 6:14-15)

 

Der Prophet war seinem Herrn gewiss gehorsam. Er war bei der Ausführung der Anweisungen Allahs immer der erste. Er war in jeder Situation der Führer der Muslime: In Wort und Tat.

 

Allah der Allmächtige sagt:

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

Dies bedeutet: „Ihr habt ja im Gesandten Allahs ein schönes Vorbild...“ (Sûra 33:21)

 

Er war der Gehorsamste gegenüber Allah. Er gedachte Allah immerzu mit seinem Herzen und fürchtete Allah mehr als jeder andere. Dies ist nicht nur eine Behauptung, sondern eine konkrete Tatsache, die seinen Gefährten und Verwandten in all seinen Taten und in allem, das von ihm (s) ausging, bewiesen wurde.

Laut Anas (möge Allah mit ihm zufrieden sein!) sagte der Prophet (s): „Bei Allah! Ich bin der Gottesfürchtigste unter euch und Ihm gegenüber der Frömmste!“ (Buchârî und Muslim)

Ibn Hibbân überlieferte in seiner authentischen (Hadith-)Sammlung, dass ‘Atâ, ‘Â’ischa darum bat, ihm zu berichten, was das Verwunderlichste am Propheten (s) war. Sie antwortete: „Was war nicht verwunderlich an ihm? Eines Nachts kam er zu mir und begab sich zu mir unter die Decke. Dann sagte er: ‚Lass mich meinen Herrn anbeten!‘ So ging er, verrichtete die rituelle Gebetswaschung und begann zu beten. Er weinte bis die Tränen auf seine Brust herunterliefen. Dann beugte er sich über die Hüfte und weinte. Dann warf er sein Haupt zu Boden und weinte. Er erhob sein Haupt und weinte. Er fuhr damit fort, bis Bilal kam, um den Gebetsruf zu verrichten. Ich fragte ihn: ‚O Gesandter Allahs! Warum weinst du, wo Allah dir doch deine vergangenen und künftigen Sünden vergeben hat?‘ Er (s) antwortete: ‚Soll ich denn kein dankbarer Diener sein?‘ Warum sollte ich es nicht sein, wo Er mir diese Nacht Folgendes offenbarte:

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَ الْنَّهَارِ لَأَيَاتِ لِأُوْلِى الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَ قُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَاكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

Dies bedeutet: „In der Schöpfung der Himmel und der Erde und in dem Unterschied von Nacht und Tag liegen wahrlich Zeichen für diejenigen, die Verstand besitzen, die Allahs stehend, sitzend und auf der Seite (liegend) gedenken und über die Schöpfung der Himmel und der Erde nachdenken: ‚Unser Herr, Du hast (all) dies nicht umsonst erschaffen. Preis sei Dir! Bewahre uns vor der Strafe des (Höllen)feuers.‘“ (Sûra 3:190-191)‘

Dann sagte er: ‚Wehe jedem, der diese Verse liest und nicht darüber nachdenkt!‘“

Der Prophet (s) verbrachte keinen Augenblick, ohne Allahs zu gedenken. Er gedachte Allahs insgeheim und öffentlich, unter Leuten und alleine, in behaglichen sowie in schwierigen Zeiten, in guten sowie in schlechten Situationen, auf Reisen und bei der Rückkehr, tagsüber und nachts, morgens und abends.

Der Prophet (s) sandte ‘Amr Ibn Al-Âs zu Ibn Al-Dschalandi, dem König von Amman, um ihn einladend zum Islam zu rufen. Al-Dschalandi sagte: „Ich weiß, dass Muhammad (s) ein Prophet Allahs ist, da er, wenn er die Menschen zum Guten auffordert, der erste ist, der dies tut, und wenn er jemanden darum bittet, etwas Verwerfliches zu meiden, der erste ist, der dies tut. Er siegt ohne hochmütig zu sein und wird geschlagen ohne aufzugeben. Er erfüllt seine Vereinbarungen und hält seine Versprechen, und ich bezeuge, dass er ein Prophet ist!“

Daraufhin rezitierte er poetische Verse, verkündete seine Annahme des Islam und forderte alle auf, den Islam anzunehmen.

Dies ist also der Gesandte Allahs, das Siegel der Propheten (s) – ein offenes Buch für alle, sowohl vor als auch nach seiner Entsendung. Jeder, der mehr über seine fantastische Persönlichkeit und gesegnete Lebensgeschichte erfahren möchte, sollte seine Biographie lesen und studieren, um herauszufinden und sich zu vergewissern, dass er wahrhaftig Allahs Gesandter ist!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der sechste Beweis:

Der Verzicht auf das diesseitige Leben und dessen Reize

 

Wir fragen nochmals: Wenn Muhammad (s) kein Gesandter war, der von Allah dem Glorreichen und Erhabenen entsandt wurde, was erhoffte er sich dann von dieser Behauptung, die ihm alle Formen der Qual und Unterdrückung, von bösartigen Beleidigungen bis hin zu heftigem körperlichen Leid einhandelte?

Laut Bestätigung seiner Widersacher war er vernünftig, umsichtig und weise. Was war also sein Ziel? Was erhoffte er zu erreichen? War es Macht oder Geld? Beides wurde ihm angeboten. Zuerst von seinem Herrn und dann von den Ungläubigen der Quraisch. Er zog es jedoch vor, tugendhaft, gewissenhaft, sich selbst einschränkend und genügsam zu sein. Die Ungläubigen versuchten mit dem Propheten (s) zu verhandeln und ihn mit Dingen zu überschütten, die er sich möglicherweise wünscht, um ihn davon abzuhalten, seinen Ruf fortzuführen. Doch diese armen Menschen verstanden nicht, dass für ihn jede Sache, verglichen mit seiner Gesandtschaft, nicht einmal den Flügel einer Stechmücke wert war. Deshalb misslangen ihre Versuche.

Abu Al-Walîd, ein Anführer der Ungläubigen unter den Quraisch, ging zum Gesandten Allahs (s), der alleine in der Moschee saß. Abu Al-Walîd wollte mit dem Propheten (s) über bestimmte Angelegenheiten sprechen und ihm ein Angebot unterbreiten, in der Hoffnung, er würde einige seiner Bedingungen akzeptieren und von seinem Ruf ablassen. Er kam im Auftrag der Quraisch, da diese erfahren hatten, dass Hamza Ibn ‘Abdul-Muttalib, der Onkel des Propheten (s), Muslim geworden war und die Menschen, die sich dem Propheten (s) anschlossen, immer mehr wurden.

Abu Al-Walîd sagte: „O Sohn meines Bruders! Wenn du mit dieser Angelegenheit (dem Islam und der Einladung dazu) Geld erlangen möchtest, werden wir unser Geld sammeln und es dir geben, sodass du zum Reichsten unter uns wirst. Wenn du Ehre und Ansehen möchtest, werden wir dich zu unserem Anführer machen, sodass wir keine Entscheidungen ohne deine Erlaubnis treffen können. Und wenn du Macht willst, dann werden wir dich zu unserem König machen!“

Der Prophet (s) lehnte all dies für seine Botschaft ab. Ihm wurde Geld, Ansehen, Macht und eine Heirat mit der edelsten ihrer Töchter angeboten. Jedoch entschied er sich für Bescheidenheit, Enthaltsamkeit, Rechtschaffenheit und Minimalismus.

All dies befreit den Propheten (s) von der Bezichtigung, er sei um diesseitige Vorteile bestrebt. Dies war nicht nur leeres Gerede, sondern auch ein kalter und harter Umstand zu Beginn, wie auch zum Ende seiner Gesandtschaft.

Selbst als seine Feinde und Gegner sich ihm schließlich ergeben hatten, und er durch die Kriegsbeuten ein großes Vermögen zusammengetragen hatte, gab er alles den Armen, den Waisen und den Bedürftigen, während er selbst auf einer Strohmatte schlief, die Abdrücke auf seinem Körper hinterließ. Er gab alles Geld anderen, während er in Entsagung und Schlichtheit lebte.

‘Â’ischa sagte: „Die Familie des Propheten (s) aß sich nicht an zwei aufeinanderfolgenden Tagen mit Gerstenbrot satt, bis der Gesandte Allahs (s) starb.“ (Buchârî und Muslim)

Ibn Mas’ûd berichtete: „Eines Tages kam ich zum Propheten (s), als dieser sich in einem Raum befand, der so groß wie ein Hühnerstall war. Er lag auf einer Strohmatte, die Abdrücke auf seiner Flanke hinterlassen hatte. Als Ibn Mas’ûd dies sah, weinte er. Der Prophet (s) fragte: ‚Was bringt dich zum Weinen ‘Abdullâh?‘ Ibn Mas’ûd antwortete: ‚O Gesandter Allahs! Der Kaiser von Byzanz und der König von Persien gehen auf verschiedenartiger Seide, während du auf einer Matte aus Stroh liegst, die Abdrücke auf deiner Flanke hinterlässt!‘ Der Prophet (s) sagte: ‚Weine nicht ‘Abdullâh! Sie besitzen das Diesseits und wir besitzen das Jenseits. Das Diesseits und ich, und das Gleichnis des Diesseits und meiner ist lediglich wie das eines Reisenden, der unter einem Baum rastet, nur um weiterzugehen und ihn zurückzulassen.‘“ (At-Tabarâni)

Es gibt sehr viele Hadithe, die seine (s) schlichte und minimalistische Lebensweise in Bezug auf Essen, Kleidung und Wohnverhältnisse belegen.

Der Prophet (s) verzichtete auf diesseitige Freuden und lehrte seinen Gattinnen, das Gleiche zu tun. Er lehnte es ab, seiner Tochter Fâtima (möge Allah mit ihr zufrieden sein!) – der Tochter seiner ersten Frau Khadîdscha (möge Allah mit ihr zufrieden sein!), die ihr Geld für ihn und seinen Ruf ausgab – von dem Vermögen, das Allah ihm gewährt hatte, Geld zu geben, um deren Bedürfnisse zu erfüllen und sicherzustellen, dass sie ein angenehmes Leben führen kann. Selbst das Geld, das er nach seinem Tode hinterließ, galt als Almosen und konnte Familienmitgliedern nicht vermacht werden. Aufgrund seiner außergewöhnlichen Aufmerksamkeit für die Armen und seiner Fürsorge für die Schwachen, ordnete er sich und seine eigene Familie unter. Weder bevorzugte er seine Familie zu Lebzeiten, noch sparte er für sie etwas nach seinem Tode auf. Er vertraute sie alle der Großzügigkeit Allahs an, da Er der Herr der enormen Freigiebigkeit ist.

 

Muhammad (s) war ein Prophet (s), der seine Anhänger letztlich von Sklaven des Diesseits und des Geldes, zu reinen Dienern Allahs erhöhte, und dazu, in ihrem diesseitigen Leben mit wenig zufrieden zu sein, und es für ausreichend zu halten, Vorsorge für das Jenseits zu treffen. Der Gesandte Allahs (s) war nicht auf Macht, Geld oder Ruhm aus!

Die überlieferten Hadithe bestätigen seine Enthaltung vom Diesseits und seine Bescheidenheit zeitlebens - möge Allah ihn in Ehren halten und ihm Wohlergehen schenken! Was wollte er also? Welches Ziel erhoffte er zu erreichen? All seine Mitmenschen bezeugten seine Weisheit und seinen gesunden Menschenverstand. Er hatte einzig die Absicht, Allah zufriedenzustellen. Er wollte einzig Seine Liebe erlangen und Seine Nähe genießen.

Beweist nicht all dies, dass er in seiner Gesandtschaft aufrichtig war, und dass er - wie man zu sagen pflegt – ein von Allah entsandter Prophet war?

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der siebte Beweis:

Der Ruf des Propheten: Konnte er durch einen Analphabeten überbracht werden?

 

Um den Propheten (s) sowie dessen Eigenart und Ziele näher zu betrachten, kommen wir nochmals auf den Anspruch, mit dem er kam, zurück.

Durch Analyse und Betrachtung sollte uns klar werden, dass die Botschaft des Propheten (s) ein natürlicher, tiefsitzender Ruf war! Seine theoretischen Prinzipien sind rational genug, um jeden vernünftigen Verstand zu überzeugen, und seine praktikablen Elemente sind für jedes Kraftniveau angemessen. Er ist ein Ruf, der zu den menschlichen Instinkten und Bedürfnissen passt, ein Ruf, der keine Psychospiele enthält und die Vorstellungskraft nicht überspannt, ein Ruf, der die Neugier des Menschen weckt, mehr darüber zu erfahren und die Belege zu verstehen. Er ist ein Ruf, der auf Wahrheit und Tugend basiert, der in all seinen Grundelementen und untergeordneten Teilgebieten, in seinen Glaubensinhalten und Verordnungen den richtigen Weg aufzeigt.

Ein weiser Mann wurde einst gefragt: „Warum haben Sie den Islam angenommen?“ Er antwortete: „Als ich den Islam analysierte, fand ich keine Vorschrift, die mein Verstand nicht einsah, und kein Verbot, zu dem meine Vernunft mich aufrief. All seine Gebote und Verbote waren für Logik und Verstand, Gesetz und Ordnung vertretbar.“ Dies ist der Verstand eines vernünftigen, scharfsinnigen Mannes. Und es ist die Wahrheit, wie jeder Aspekt des Islam zeigt. Hier einige Beispiele:

A – Ein wahrer monotheistischer Glaube: Der Islam ist ein einfacher Glaube, ohne komplizierte Theorie oder Mehrdeutigkeit. Seine Beweise sind für die Sinne und Gedanken des Menschen eindeutig und logisch. Sie sind so eindeutig, dass sie keinen Platz für Zweifel oder Misstrauen lassen.

B – Der Glaube an die körperliche Wiederauferstehung und an den Tag des Gerichts: Dieser Glaube ist eng mit dem Monotheismus verbunden, da der Glaube an einzig einen Gott, der den Inbegriff an Perfektion darstellt, den Glauben an Dessen vollkommene Weisheit erfordert. Derartige Weisheit bedingt, dass der Gläubige und der Ungläubige, der Tugendhafte und der Lasterhafte, der Helfer und der Schadenbringer nicht gleich sind. Zwangsläufig muss ein Tag kommen, an dem jeder entweder belohnt oder bestraft wird. Die Auferstehung ist nicht unmöglich, da Derjenige, Der fähig ist, erstmals zu erschaffen, die Fähigkeit besitzt, wieder ins Leben zu rufen.

C – Der Glaube an die Gesandten Allahs: Zwischen diesem Glaube und den zwei voranstehenden besteht eine sehr feste Bindung und eine sehr starke Beziehung. Die Weisheit Allahs macht die Möglichkeit zunichte, dass Er den Menschen erschaffen, ihn vernachlässigen und dann bestrafen würde, ohne ihm (durch die Entsendung von Propheten und Gesandten) deutliche Kriterien darzulegen.

D – Der Glaube an das, mit dem die Propheten entsandt wurden: Der Glaube an die Gesandten Allahs erfordert, dass wir an das glauben, mit dem sie entsandt wurden.

E – Der Ruf zum Islam zeichnet sich durch seine Allgemeingültigkeit aus – da er für die gesamte Menschheit gilt – und durch seine Reichhaltigkeit, da er all ihre diesseitigen und jenseitigen Belange gewährleistet. Er trägt sowohl individuell als auch generell Sorge für all ihre körperlichen und spirituellen Belange. Er verbreitet Tugenden, bekämpft Ungerechtigkeit und Fehler, und schließt Frieden mit den Ungläubigen, die dies möchten.

Der Islam hat den Muslimen für jede Angelegenheit einen klaren Weg aufgezeigt. Nationen auf der ganzen Welt versuchen der Methodik des Islam zu folgen, und von dessen Leitung und Anweisungen für jede große und kleine Angelegenheit zu profitieren. Der Islam ist ein Ruf zu einer allumfassenden Reform in allen Lebensaspekten, von den kleinen Details bis zum großen Ganzen.

Hätte dies durch einen Analphabeten bewerkstelligt werden können, der unter Analphabeten aufgezogen wurde? Natürlich nicht! In der Geschichte ist nicht ein einziger Mann seinesgleichen zu finden. Die Wahrheit ist, dass Muhammad (s) wirklich ein Gesandter ist, der von Allah entsandt wurde!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der achte Beweis:

Die Haltung der Ungläubigen gegenüber dem Ruf und dem Rufer

 

Die Haltung der Ungläubigen gegenüber der neuen Dynamik in ihrer Stadt war, sich dieser zu widersetzen: Sie kämpften von Beginn der Gesandtschaft des Propheten (s) an gegen den Ruf, den Rufer und jene, die glaubten. Sie verletzten ihn (s) sehr durch Worte und Taten, und schikanierten seine Gefährten durch verschiedene Folter- und Unterdrückungsmethoden.

Viele Berichte belegen die Geduld des Propheten (s) und seiner Gefährten diesem Ruf zuliebe. Ein Beispiel ist Bilal, ein Gefährte des Propheten (s) und der erste, der den Gebetsruf verrichtete. Er war ein Sklave von Umâja Ibn Khalaf (einer der größten Feinde des Islam). Er band ein Seil um Bilals Hals und verlangte von Knaben, ihn rings um die Berge Mekkas zu führen. Er schlug ihn regelmäßig mit einem Stock, zwang ihn dazu, in der prallen Sonne zu sitzen und verwehrte ihm Essen und Wasser. Und damit nicht genug: Wenn die Sonnenhitze ihren Höchststand erreichte, nahm er ihn in die Wüste hinaus, legte einen großen Felsen auf seine Brust und sagte: „Du wirst hier bleiben, bis du stirbst oder nicht an Muhammad glaubst und Al-Lat und Al-‘Uzza (Götzennamen) anbetest!“ In dieser Lage antwortete Bilal lediglich: „(Allah ist) Einer! (Allah ist) Einer!“ Andere Gefährten des Propheten (s) wurden sehr oft gefoltert, weil sie an diese großartige Religion glaubten. Doch nichts veranlasste sie dazu, ihre Religion zu verlassen oder nicht an den Propheten (s) und dessen Ruf zu glauben. Deshalb belohnte Allah sie außerordentlich für ihren Glauben und ihre Geduld.

Die Ungläubigen versuchten mit jeder Waffe und jedem Mittel den Islam zu bekämpfen. Am Ende schließlich glaubten sie an die Botschaft des Propheten (s) und dessen Prophetenschaft und scharten sich um ihn.

Nach dem Tod des Propheten (s) behaupteten einige Leute, Propheten zu sein, wie beispielsweise Musailama der Lügner. Einige Dissidenten folgten ihm, weil sie ganz offensichtlich den Islam hassten und die Muslime beneideten. Anscheinend hatten sie vorgegeben, den Islam anzunehmen, während sie den Unglauben in ihren Herzen verbargen. Die Muslime bekämpften Musailama und dessen Anhänger, und Allah gewährte den Muslimen den Sieg. Musailama wurde getötet und die Dissidenten erlitten die schlimmste Niederlage überhaupt. Hieran sieht man, was aus Musailama dem Lügner und dessen falschen Behauptungen wurde!

Ist erkenntlich, wie Allah der Allmächtige den Namen Musailamas, des angeblich rechtmäßigen Propheten, mit der Eigenschaft des Lügens verband? Er verband sie in den Geschichtsbüchern, um diesem Lügner anhaltende Schmach und Strafe zu bescheren. Man bemerkt wahrscheinlich den riesigen Unterschied zwischen dem Mann, der log, als er die Prophetenschaft für sich beanspruchte und dem Mann, der bei seinem Ruf wahrhaftig war und eine unmissverständliche Botschaft brachte.

Allah belohnte den Propheten Muhammad (s) und dessen Ruf mit dem Sieg und brachte sein Leben auf schönste Weise zum Abschluss.

Der Prophet Muhammad (s) war geduldig. Sein ganzes Leben war leidvoll, bis Allah ihm den Sieg gewährte. Als dies geschah, war er schließlich imstande, die großartige Religion, mit der Allah der Allmächtige ihn entsandt hatte, zu verbreiten. Allah verewigte den Namen Seines Propheten (s) in den Geschichtsbüchern. Und Allah verband in jedem Gebetsruf Seinen gesegneten Namen und Seine Erhabenheit mit dem Namen des Propheten (s).

Kaum endet der Gebetsruf an einem Ort auf der Welt, beginnt er an einem anderen. Nachdem sich diese großartige Religion bis in die äußersten Ecken der Welt verbreitet hatte, war diese wahre Bezeugung allerorts zu hören: Ich bezeuge, dass es keinen Gott gibt außer Allah und dass Muhammad (s) Allahs Gesandter ist.

Allah der Allmächtige verhalf Muhammad (s) während seines Lebens und nach seinem Tode zum Erfolg. Das liegt daran, dass er von Allah dem Glorreichen und Überschwänglichen entsandt wurde und der letzte Prophet Allahs ist!

Wir sprechen Segenswünsche für ihn aus und bitten Allah darum, ihn zu segnen! Wir werden den Namen des Propheten (s) für immer mit seinem Lobpreis verbinden. Wenn wir den Namen des Propheten (s) oder irgendein Pronomen verwenden, das sich auf ihn bezieht, sprechen wir Segenswünsche für ihn aus und bitten Allah darum, ihn zu segnen, da Allah den Rang und die Stellung Seines Propheten (s) kennt, und der Segen Allahs für Seinen Propheten (s), Lobpreis für diesen bedeutet. Gleichermaßen wird der Name des Propheten (s) selten ohne dessen Beinamen erwähnt, den er vor seiner Gesandtschaft erhielt: „Der Ehrliche und Wahrhaftige.“

 

Somit stellt sich die Frage:

Wäre es möglich, dass Allah der Allmächtige Seinem Propheten (s) Erfolg verleiht und ihm all diese Unterstützung gewährt, wenn seine Gesandtschaft eine Lüge wäre?

Nein! Die Wahrheit ist, dass der Prophet (s) eine hohe Stellung bei seinem Herrn besaß, die der Grund dafür war, dass er Allahs Unterstützung erhielt.

Ist erkenntlich, wie Allah der Allmächtige Seinen gesegneten Namen mit dem Namen Seines Propheten verband und die Erwähnung seines Namens ehrte? Ist ersichtlich, wie Allah der Allmächtige den Namen des Propheten verewigte, indem Er ihn mit den Eigenschaften der Ehrlichkeit und Wahrhaftigkeit verband? Muhammad (s) ist wahrlich und wahrhaftig Allahs Gesandter und das Siegel der Propheten (Frieden sei auf ihnen)!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der neunte Beweis:

Eine Barmherzigkeit für die Weltenbewohner

 

Allah entsandte den Propheten (s) als Barmherzigkeit für die Weltenbewohner – um sie aus der Dunkelheit des Unglaubens und des Götzendienstes, zum Lichte des Monotheismus und zu einem geradlinigen, reinen Gesetz zu führen, mit dem sie Allahs Unzufriedenheit und Bestrafung meiden und Seine Anerkennung, Sein Paradies und Seinen großen Lohn erlangen.

Der Prophet (s) bemühte sich sehr und wahrte während der Verkündung seiner Botschaft Geduld, bis das Licht des reinen Monotheismus die ganze Erde erfüllte.

 

Lasst uns über den Segen des Propheten Muhammad (s) und dessen Auswirkung auf all seine Mitmenschen nachdenken:

 

A – Die Ungläubigen in Mekka: Die Bewohner Mekkas beteten anstelle Allahs, Götzen an.

Abraha al-Aschram versuchte die Ka’ba mit seinem Elefanten und seiner Armee zu zerstören. Dies geschah in dem Jahr, als der Prophet (s) geboren wurde. Die Einwohner Mekkas waren nicht imstande, Abrahas Armee abzuwenden. Deshalb schickte Allah Vögel, die mit Steinen warfen und machte die Armee so wie abgefressene Weizenhalme. Die Kämpfer rannten fort und ließen beschämt ihre Toten zurück, als diesseitige Strafe für sie, während sie ihrer Strafe im Jenseits entgegenblickten. All dies geschah im Geburtsjahr des Propheten Muhammad (s).

Allah der Allmächtige wollte nicht, dass Sein Prophet (s) ein Sklave Abrahas und dessen Armee wird. Dies wäre möglich gewesen, wenn Abraha es geschafft hätte, die Ka’ba zu zerstören und die Bevölkerung Mekkas zu versklaven. Doch Allah hielt sie davon ab. Er schützte Seinen Propheten und gewährte ihnen den Sieg.

Wie bereits erwähnt, geschah dies genau im Geburtsjahr des Propheten (s). Aufgrund des Segens, den er von Allah erhielt, wurde die Bevölkerung Mekkas vor Abraha und dessen Armee bewahrt, obwohl sie noch Götzen anbeteten.

 

B – Der Name des Propheten (s) und andere Namen, die in Bezug auf ihn genannt werden, haben verheißungsvolle und keine abstoßenden Bedeutungen:

1 – Lasst uns mit seinem Namen Muhammad beginnen, der von dem Wort „Preis“ abgeleitet wird! Der Prophet Muhammad (s) wird auf der ganzen Erde und in den Himmeln gepriesen. Ihm wurde dieser Name gegeben, obwohl er zu jener Zeit nicht als normaler arabischer Name galt. Da er der letzte Prophet war, erhielt er diesen Namen entsprechend der Weisheit und des Willens Allahs des Allmächtigen.

2 – Der Name des Vaters des Propheten (s) war ‘Abdullâh. Dies bedeutet „Diener Allahs“, und nicht Diener irgendeines Götzens, den sein Volk zu jener Zeit anbetete.

3 – Der Name seiner Mutter war Âmina. Dieser stammt von dem Wort „sicher,“ im Gegensatz zu anderen Frauennamen zu jener Zeit, die oft schlechte Bedeutungen hatten.

4 – Die Hebamme, die Âmina bei der Entbindung half, hieß Schifâ‘, was „Genesung“ bedeutet.

5 – Die Frau, die den Propheten (s) nach seiner Mutter stillte, hieß Thuwaiba, was von dem Wort „Belohnung“ abgeleitet ist.

6 – Die Araber hatten die Gepflogenheit, unter den Beduinen nach Säugammen für ihre Babys zu suchen, um diese vor städtischen Krankheiten zu bewahren, ihre Körper und Nervensysteme zu stärken und die arabische Sprache von klein auf hervorragend zu beherrschen. Die Säugamme des Propheten (s) hieß Halîma As-Sa’dijja, was von den Worten Nachsicht und Freude stammt.

7 – Das Dienstmädchen des Propheten (s) hieß Baraka, was „Segen“ und „Glückseligkeit“ bedeutet.

8 – Die Geburt Muhammads (s) erfolgte im Monat Rabî’a Al-Awwal (der in jenem Jahr in den Frühling fiel). Dies war die beste und schönste Zeit des Jahres, in der die Blumen blühen und gedeihen.

9 – Da der Prophet (s) von Mekka nordwärts nach Medina auswanderte, wurde die Stadt als „Al-Madîna Al-Munawwara“ (die erleuchtete Stadt) bekannt.

 

Allah erwählte Seinen Propheten Muhammad (s) zum letzten Propheten für die gesamte Menschheit. Er wählte seinen Namen und die Namen seiner Mitmenschen.

 

C – Der Segen des Propheten (s) hatte Auswirkung auf all seine Mitmenschen. Wir werden diesbezüglich lediglich zwei Beispiele erwähnen:

 

1 – Halîma As-Sa’dijja, die Säugamme des Propheten (s) beschrieb uns ausführlich den Segen, den sie am Propheten Muhammad (s) erkannte.

„Ibn Ishâq überlieferte, dass Halîma berichtete, dass sie mit ihrem Ehemann, ihrem eigenen kleinen Jungen und einer Gruppe von acht weiteren Frauen, die als Säuglingsammen nach Arbeit suchten, verreiste, da es ein dürres Jahr war. Sie ritt auf einer sehr schwachen Eselin und hatte eine sehr anstrengende und schlaflose Nacht hinter sich, da ihr armes kleines Baby vor Hunger geweint hatte. Sie erzählte, dass bei der Ankunft in Mekka und auf der Suche nach Stillkindern, es alle Frauen ablehnten, Muhammad (s) zu nehmen, da er ein Waise war und keinen Vater hatte. Keine wollte ihn nehmen, da sie dachten, seine Mutter oder sein Großvater würden sie nicht gut bezahlen. Als es Zeit zur Abreise war, hatten außer Halîma, alle Frauen ein Kind. Sie sagte jedoch zu ihrem Ehemann, dass sie nicht mit leeren Händen zurückkehren möchte, und sich deshalb dazu entschlossen hat, das Waisenkind zu nehmen. Ihr Ehemann willigte ein und merkte an, dass Allah sie möglicherweise mit ihm segnen wird. Halîma gab zu, dass sie ihn lediglich nahm, weil sie kein anderes Stillkind gefunden hatte. Sie nahm ihn mit zurück ins Zeltlager und gab ihm ihre Brust, die voller Milch war. Es genügte für ihn und ihren eigenen kleinen Jungen. So wurden der Prophet (s) und Halîmas Baby zu Milchbrüdern. Sie erzählte, dass sie in dieser Nacht schliefen, wie nie zuvor. Ihr Ehemann ging hinaus, um die Kamelstute zu füttern, die sehr schwach war, doch er stellte fest, dass ihre Euter voller Milch waren. Sie tranken beide bis zur völligen Sättigung und verbrachten eine ruhige und angenehme Nacht. Sie traten ihre Rückreise an und stellten fest, dass ihre Eselin so schnell war, dass sie alle anderen überholte. Dies veranlasste ihre Gefährtinnen dazu, erstaunt zu fragen, ob dies wirklich derselbe Esel war, auf dem sie auf dem Hinweg geritten war. Sie gelangten zu ihrem Haus in Bani Sa’d, dem dürrsten Gebiet in der ganzen Region. Ihre Schafe gingen auf die öden Felder hinaus und kehrten mit vollen Eutern zurück, wohingegen die Schafe anderer Stämme ohne einen einzigen Tropfen in ihren Eutern zurückkehrten. Ihre Nachbarn waren überrascht und beauftragten die Hirten, ihre Schafe dort grasen zu lassen, wo ihre Schafe grasten.

Halîma und ihr Ehemann verbrachten zwei Jahre in diesem begünstigten und gesegneten Zustand. Als sie Muhammad (s) entwöhnte, war er gesund und stattlich gebaut. Sie brachten ihn nach Mekka zurück, um ihn seiner Mutter zurückzugeben, in der Hoffnung, sie würde ihnen erlauben, ihn länger zu behalten, um durch ihn weiterhin Segen zu genießen. Halîma versuchte Âmina davon zu überzeugen, dass es besser für ihn sei, bei ihr und ihrem Ehemann zu bleiben, um ihn vor den Krankheiten der Stadt zu bewahren. Sie baten wieder und wieder, bis Âmina zu guter Letzt einwilligte, Muhammad (s) mit ihnen zurückkehren zu lassen.“ (Der versiegelte Nektar, Ibn Hischâm 1/162-164)

 

2 – Umm Ma’bad Al-Khuza’ijja ist ein weiteres Beispiel.

Auf der Flucht von Mekka nach Medina kam der Prophet (s) an ihrem Zelt vorbei. Sie war eine fleißige Frau, die einige Schafe zur Aufzucht besaß und Reisende mit deren Milch verköstigte. Der Prophet (s) und seine Gefährten baten sie um etwas Essen. Sie antwortete, sie wünsche sich etwas zu besitzen, das sie ihnen anbieten kann. Der Prophet (s) sah ein Schaf durch die Zeltöffnung und erkundigte sich danach. Sie sagte, dass dieses eine zurückgeblieben war, da es alt sei. Er fragte, ob es Milch gebe, und sie sagte, dass es zu schwach dafür sei. Der Prophet (s) bat Umm Ma’bad um Erlaubnis, es zu melken, und sie willigte ein.

Der Prophet (s) berührte die Euter mit seiner Hand, erwähnte Allahs Namen und betete. Die Euter füllten sich mit Milch. Er bat um einen Behälter, um diese aufzufangen. Er melkte das alte Schaf bis der Schaum den Behälterrand erreichte. Umm Ma’bad trank bis zur Sättigung, und die Gefährten des Propheten (s) taten dasselbe. Der Prophet (s) trank selbst, melkte das Schaf bis der Behälter wieder voll war, und zog mit seinen Gefährten weiter. Als Umm Ma’bads Ehemann zurückkam, war er erstaunt darüber, dass ein altes Tier so viel Milch gab. Als er seine Frau um eine Erklärung dafür bat, erzählte sie ihm, dass ein gesegneter Mann dies vollbracht hatte. Sie beschrieb ihn ihrem Ehemann, der sagte, dass er von einem derartigen Mann aus dem Stamm der Quraisch gehört hatte. Er  war gerade im Begriff gewesen, sich ihm anzuschließen und angesichts dessen, was er soeben gehört hatte, erklärte er, dass er dies tun würde, wenn er die Gelegenheit dazu bekommt.

 

Es gibt viele weitere Beispiele für Wunder, die den Segen des Propheten (s) beweisen, was nicht verwunderlich ist, da er das Siegel der Propheten ist!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der zehnte Beweis:

Die Erziehung der Prophetengefährten und deren große Liebe und Bewunderung für ihn

 

Die Erziehung der Gefährten durch den Propheten (s)

Der Prophet (s) erzog seine Gefährten zum reinen Monotheismus. Er (s) erzog sie dazu,  einzig Allah den Allmächtigen anzubeten und Ihm keine Teilhaber beizugesellen.

Er erzog sie dazu, den Anordnungen Allahs Folge zu leisten, die Verbote Allahs zu meiden und Seine Heiligtümer zu ehren.

Er erzog sie dazu, das Gute zu gebieten und das Verwerfliche zu verbieten.

Er erzog sie dazu, sich darum zu bemühen, Allahs Zufriedenheit und das Paradies zu erlangen.

Er erzog sie dazu, Allah und Seinen Propheten mehr als alles andere zu lieben, sogar mehr als sich selbst.

Er erteilte ihnen mustergültige Lehren, um sie zu guten Bürgern zu machen, die imstande sind, die Religion zu schützen, die Fahne des Islam zu hissen, und diesen, mit der Hilfe Allahs, in der ganzen Welt zu verbreiten, nachdem sie Seine Zufriedenheit erlangten. Allah reinigte mit der Botschaft des Propheten (s) ihre Seelen und veredelte ihre Wesensart.

 

Allah sagt:

كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ

Dies bedeutet: „So, wie Wir zu euch einen Gesandten von euch geschickt haben, der euch Unsere Worte verliest und euch läutert und euch die Schrift und die Wahrheit lehrt und euch lehrt, was ihr nicht wusstet.“ (Sûra 2:151)

 

Sie waren imstande, die Fahne des Monotheismus zu hissen und andere dazu einzuladen. Innerhalb weniger Jahre verbreitete sich der Islam auf der ganzen Welt und die Fahne des Monotheismus wehte hoch im Himmel, wohingegen alle Götzen und anderen Symbole des Unglaubens zerschlagen wurden. Das Byzantinische Reich und das Persische Reich waren die größten und mächtigsten Reiche jener Zeit. Die Perser beteten Feuer an und die Byzantiner das Kreuz. Sie gesellten Allah einen Teilhaber bei, indem sie behaupteten, Er hätte einen Sohn.

Der Prophet (s) sagte zu den Ungläubigen Mekkas: „Sagt: ‚Es gibt keinen Gott außer Allah‘, auf dass ihr erfolgreich seid! Ihr werdet damit die Araber beherrschen und die Nicht-Araber werden sich euch unterwerfen!“ (Ahmad und Al-Baihaqî)

So geschah es: Die beiden Weltmächte wurden von den Muslimen – von denjenigen, die dem Propheten (s) folgten, an Allah und Dessen Buch glaubten und an der Sunna Seines Gesandten (s) festhielten - besiegt. Die Muslime errichteten eine Zivilisation, die mit keiner anderen vergleichbar war. Und das Licht dieser Zivilisation war auf der ganzen Erde weitverbreitet. Dies lag daran, dass sie Allahs Gesetz anwendeten und einzig Ihn fürchteten. Deshalb gewährte Allah ihnen Macht und Erfolg.

Die Geschichte bezeugt dies alles. Diese Tatsachen sind in den Geschichtsbüchern verzeichnet und in deren Zeilen bewahrt. Viele muslimische Siege wurden mitsamt Kennzahlen und Daten überliefert und gelten als Beweis für die Großartigkeit der erstklassigen Erziehung der Gefährten durch den Propheten (s). Eine derartige Erziehung konnte einzig von einem Propheten, der vom Gott der Weltenbewohner entsandt wurde, bewerkstelligt werden. Und dies war der Prophet Muhammad (s) – der letzte Prophet.

 

Die große Liebe der Gefährten für den Propheten Muhammad (s)

Die Gefährten des Propheten (s) liebten und bewunderten ihn sehr, nahmen ihn zum Vorbild und opferten ihr Leben, um ihn zu schützen. Es war eine Liebe, die jenseits aller menschlichen Vorstellungskraft liegt. Sie nahmen ihn bei ihren Aussagen und Taten, bei ihren Anbetungshandlungen und bei ihrem gesellschaftlichen Zusammenwirken zum Vorbild. Sie opferten ihm zuliebe ihr Leben. Allah wählte ihn aus und liebte ihn. Deshalb legte Er in die Herzen der Gefährten ebenfalls Liebe für den Propheten (s).

Sie liebten den Propheten (s) mehr als ihre Eltern, mehr als ihre Söhne und mehr als sich selbst. Hier einige Belege für ihre große Liebe:

Einst hörte ‘Urwa Ibn Mas’ûd Ath-Thaqafi (der zu jener Zeit noch kein Muslim war) davon, dass der Prophet (s) und seine Gefährten beabsichtigen, die Ka’ba zu besuchen, um die kleine Pilgerfahrt - auch als ‘Umra bekannt - zu verrichten. Die Quraisch berieten sich, um zu entscheiden, wie man die Muslime davon abhalten könnte, zur Ka’ba zu gelangen. ‘Urwa wurde entsandt, um für die Quraisch zu spionieren. Er saß unter den Muslimen, um mehr über die Beziehung zwischen dem Propheten (s) und dessen Gefährten zu erfahren. Als er zu seinem Stamm zurückkehrte, erzählte er ihnen, wie sehr die Gefährten des Propheten (s) ihn liebten, und wie sie sich ihm gegenüber verhielten. Er sagte, dass er die Gelegenheit hatte, viele Könige zu treffen, darunter den Kaiser von Byzanz und den Negus von Abessinien, jedoch noch nie einen König gesehen hat, der derart große Liebe und Verehrung entgegengebracht bekam, wie Muhammad (s) von seinen Gefährten. Wenn er Schleim aushustet, fassen sie eilig mit ihren Händen hinein und reiben ihre Gesichter und ihre Haut damit ein. Wenn er seine rituelle Gebetswaschung verrichtet, kämpfen sie um das Wasser seiner Gebetswaschung. Wenn er ihnen einen Auftrag gibt, beeilen sie sich damit, diesen auszuführen, und wenn er spricht, blicken sie ihn zu seiner Verherrlichung aufmerksam an.

Ein weiteres Ereignis, das die Gefährten des Propheten (s) sehr traf, war dessen Tod.

Als sich die Nachricht des Todes Muhammads (s) verbreitete, verdunkelte sich jeder Fleck in Medina. Der Verlust des Propheten (s) und das Unvermögen, ihn nochmals zu sehen, war ein großes Desaster. Einige Gefährten glaubten nicht, dass er tot ist. Sie dachten, möglicherweise hat er lediglich das Bewusstsein verloren, oder war vorübergehend gelähmt. Folgend erwähnen wir zwei Gegebenheiten bezüglich zweier großer Gefährten des Propheten (s):

Die erste Gegebenheit handelt von ‘Umar Ibn Al-Khattâb (dem zweiten Kalifen):

Die Nachricht (des Todes Muhammads (s)) bewirkte, dass er den Verstand verlor. Er sagte: „Einige Heuchler behaupten, der Prophet (s) sei gestorben, doch Muhammad ist gegangen, um seinen Herrn zu treffen, wie Moses, als er sein Volk für vierzig Nächte verließ. Während seiner Abwesenheit behaupteten sie, er sei tot, jedoch kam er nach vierzig Nächten zurück. Und genauso wird Muhammad (s) es tun. Er wird zurückkommen und die Hände und Füße derjenigen abschlagen, die behaupteten, er sei gestorben!“

Die zweite Gegebenheit handelt von Abu Bakr (dem ersten Kalifen):

Abu Bakr kam von zu Hause und ritt auf seinem Pferd bis er zur Moschee gelangte. Er betrat die Moschee ohne mit jemandem zu sprechen. Er war von Tränen überströmt, küsste den Propheten (s) und bat ‘Umar (der immer noch weinte), sich zu setzen. Doch ‘Umar weigerte sich. Daraufhin versammelte er die Menschen und sagte zu ihnen: „Lasst denjenigen, der Muhammad anbetete, wissen, dass Muhammad tot ist! Und lasst denjenigen, der Allah anbetet, wissen, dass Allah ewig währt; Er stirbt nicht!“

 

 

 

Allah sagt:

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ

Dies bedeutet: „Und Muhammad ist doch nur ein Gesandter, vor dem schon Gesandte vorübergegangen sind. Wenn er nun stirbt oder getötet wird, werdet ihr euch (dann) auf den Fersen umkehren? Und wer sich auf den Fersen umkehrt, wird Allah keinerlei Schaden zufügen. Aber Allah wird (es) den Dankbaren vergelten.“ (Sûra 3:144)

 

Ibn ‘Abbâs (der Cousin des Propheten (s)) sagte: „Es war, als hätten die Leute diesen Quranvers noch nie zuvor gehört. Als Abu Bakr ihn rezitierte, sprachen sie ihm alle nach. ‘Umar Ibn Al-Khattâb sagte, dass er aufgrund des Schocks im Begriff war, ohnmächtig zu werden, doch als er Abu Bakr diesen Quranvers rezitieren hörte, schließlich begriff, dass der Prophet (s) gestorben war.

 

Die gesamte Menschheit hat niemals eine derart große Liebe und Hingabe, wie die der Gefährten für den Propheten (s), gesehen. Allah der Allmächtige liebte ihn. Deshalb legte er Liebe in die Herzen der Gefährten und jener, die an seinen Ruf glaubten, und seinen Lehren und seiner Methodik folgten. Der Prophet Muhammad (s) war der großartigste Erzieher und der beliebteste Mensch. Er ist wahrlich Allahs Prophet!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der elfte Beweis:

Die Wunder des Propheten (s)

 

Das währende Wunder: Der Heilige Quran

 

Vorzug und Einfluss:

Man kann erkennen, dass diejenigen, die dem Ruf des Propheten (s) folgen, verschiedene Gründe dafür haben. Einige folgen ihm, weil sie ihn als natürliche, intuitive Botschaft empfinden, die mit Verstand und Logik vereinbar ist und sowohl für den Einzelnen als auch für die Gesellschaft Gutes bewirkt. Andere folgen ihm, weil sie ihm nicht widerstehen können und überzeugt davon sind, dass Allah ihn stützt. Wieder andere glauben aufgrund der Wortgewandtheit des Quran, der Schönheit seiner Bedeutungen, der Genauigkeit seiner Redewendungen und der Erhabenheit seiner Ziele, an die Botschaft.

 

Es ist nötig, die Vorzüge des Quran zu erläutern, der größten Einfluss auf die Seele seiner Leser, Zuhörer und Studenten hat.

1 – Der Quran weist in seiner Wortgewandtheit höchste Perfektion auf. Dies brachte die Araber, die für die Reinheit ihrer Sprache und Rhetorik berühmt waren, völlig in Verlegenheit. Sie waren aufgrund des Quran verdutzt und verwirrt. Er konnte nicht von einem Menschen stammen. Es sind die Worte Allahs. Sie versuchten sein Licht auszulöschen und den Ruf zu vernichten, indem sie ihn bekämpften und seine Befürworter töteten. Warum hätten sie ihre Schwerter benutzen sollen, um diesen Ruf zu beseitigen, wenn sie fähig gewesen wären, dies mit ihren Zungen zu tun? Wäre es nicht leichter für sie gewesen, mit gleichartigen Versen zurückzuschlagen, um seine Stichhaltigkeit zu entkräften und seine Wunderhaftigkeit zu widerlegen? Doch sie taten es nicht. Stattdessen gaben sie auf und brachten ihr Unvermögen zum Ausdruck. Sie konnten an seinem Stil oder seiner Struktur keinen Mangel, an seinen Bedeutungen keinen Nachteil und an seinen Zielen keine Schattenseite nachweisen.

 

Allah sagt:

قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا

Dies bedeutet: „Sag: Wenn sich die Menschen und die Dschinn zusammentäten, um etwas beizubringen, was diesem Quran gleich wäre, sie brächten nicht seinesgleichen bei, auch wenn sie einander Beistand leisten würden.“ (Sûra 17:88)

2 – Dieser Quran unterscheidet sich dadurch, dass er alles in sich vereinigt, was die Geschöpfe im Diesseits und für das Jenseits benötigen. Er beinhaltet reine Glaubensvorstellungen, leitende Rituale, vernünftige Prinzipien für das gesellschaftliche Zusammenwirken, hohe moralische Werte und nachsichtige Politik. Er beinhaltet erstaunliches Wissen, nützliche Führung und offenkundige Belege. Jeder Lebensaspekt wird entweder direkt oder durch einen Verweis angesprochen. Er beinhaltet Nachrichten, sowohl über die Vergangenheit als auch über die Zukunft. Der Quran war vor über 1400 Jahren das erste Zeugnis für erstaunliche wissenschaftliche Fakten – Fakten, die die moderne Wissenschaft erst kürzlich entdeckte. Der Quran ist ein währendes Wunder, das bis zum Jüngsten Tag bestehen wird, für Araber und Nicht-Araber, zu jeder Zeit und an jedem Ort. Viele westliche Wissenschaftler verschiedener Fachgebiete, wie beispielsweise Astronomie und Medizin, ergaben sich ihm und pflichteten sich ihm bei. Sie glaubten an ihn, weil er umfassende Fakten enthält, die früher unbekannt waren. Fakten, auf die der Quran kurz, klar und verständlich Bezug nimmt. Dies überzeugte sie davon, dass der Quran kein Produkt menschlichen Eifers sein kann, sondern vielmehr das Wort des Herrn des Universums, und dass der letzte Prophet Muhammad (s), mit dem ruhmvollen Schöpfer, dem Gott des gesamten Universums, durch Eingebung in Verbindung stand und von Ihm gelehrt wurde.

Keith Moore, ein westlicher Wissenschaftler im Gebiet der Medizin, sagte bei einer Pressekonferenz in Moskau, dass die Ausdrücke im Quran ein verständliches, kurzes und klares Format besitzen, das heutige Wissenschaftler noch nicht erreicht haben.

Es gibt viele weitere Belege, die beweisen, dass Muhammad (s) ein Gesandter und der letzte Prophet ist. Dieser Beleg beweist gewiss, dass der Heilige Quran eine Offenbarung von Allah dem Allmächtigen an Seinen Propheten Muhammad (s) ist.

3 – Der Quran zeichnet sich durch Lehren aus, die durch gemäßigte Prinzipien umgesetzt werden können. Er hat das Ziel, Gutes zu erlangen, Verwerfliches zu verhindern und Gerechtigkeit für die ganze Welt zu schaffen, ohne Sünde, Laster, Zerstörung oder Verderben.

Rechtsgelehrte, Juristen und Vertreter der Moderne bestätigen den Quran, trotz ihrer abweichenden Meinungen.

4 – Der Quran zeichnet sich dadurch aus, dass sein Gesetz ewig währt. Allah hat der ganzen Welt angeordnet, ihn bis zum Jüngsten Tag zu befolgen. Aus diesem Grund hat Allah Selbst versprochen, ihn zu behüten. Er machte nicht lediglich einen Menschen für seinen Schutz zuständig, da es in der Natur des Menschen liegt, zu ändern und zu modifizieren, was sich in seinem Umgang mit der Thora erwiesen hatte. Allah der Allmächtige machte es sich zur Aufgabe, den Quran zu behüten. Dadurch ist er vor menschlicher Aggression sicher

.

Allah sagt:

إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

Dies bedeutet: „Gewiss, Wir sind es, die Wir die Ermahnung offenbart haben, und Wir werden wahrlich ihr Hüter sein.“ (Sûra 15:9)

 

5 – Der Quran hat einen enormen Einfluss auf seine Zuhörer. Er zieht die Herzen an und trifft Emotionen und Gefühle. Selbst Ungläubige genießen es, den Quran zu hören, trotz ihrer Skepsis und Ablehnung. Wir werden mehrere Gegebenheiten erwähnen, um den großen Einfluss des Quran auf seine Zuhörer zu zeigen.

 

Allah sagt:

لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

Dies bedeutet: „Wenn Wir diesen Quran (als Offenbarung) auf einen Berg hinabsendeten, würdest du ihn wahrlich aus Furcht vor Allah demütig werden und sich spalten sehen. Diese Gleichnisse prägen Wir den Menschen, auf dass sie nachdenken mögen.“ (Sûra 59:21)

 

Die Haltung der Ungläubigen, als sie den Quran hörten

A – Abu Dschahl

Einst gingen Abu Dschahl (ein Onkel des Propheten (s), der ihn schikanierte) und Abu Sufjân nachts hinaus, um dem Propheten (s) bei der Verrichtung seiner Gebete in seinem Hause zuzuhören. Beide brachten sich in Stellung, wobei keiner vom anderen wusste. Sie verbrachten die ganze Nacht bis zur Morgendämmerung damit, dem Propheten beim Beten zuzuhören. Auf ihrem Rückweg begegneten sie sich und rieten einander, nicht wiederzukommen, da sie fürchteten, von den Ungläubigen der Quraisch gesehen zu werden. Am darauffolgenden Tag begaben sich allerdings beide wieder dorthin, um dem Propheten (s) bis zur Morgendämmerung beim Beten zuzuhören. Sie taten dies dreimal. In der letzten Nacht schlossen sie einen Pakt, den Ort zu verlassen und nicht wiederzukommen. Hieran kann man erkennen, wie sehr der Quran sie fesselte, obwohl sie ungläubig waren. Später nahm einer von ihnen - Abu Sufjân – den Islam an, als die Muslime Mekka befreiten.

B – Der Negus, König von Abessinien

Als der Negus Dscha’far Ibn Abu Tâlib (den Cousin des Propheten (s)) fragte, was der Prophet (s) über Allah zu sagen hätte, las Dscha’far einige Quranverse aus einer Sûra namens Mariam (Maria). Als der Negus und seine Gefolgsleute diese hörten, vergossen sie Tränen. Er sagte: „Diese Aussagen (Verse) stimmen völlig mit den Aussagen Jesus überein. Sie entstammen einer Quelle!“ Daraufhin lehnte er es ab, die Zuflucht suchenden Muslime, den Boten der Quraisch auszuhändigen.

Er empfing und ehrte sie während ihres Aufenthaltes in Abessinien. Einen derartigen Einfluss hatte der Quran auf den Negus und dessen Volk. Er weinte sehr, als er den Quran hörte. Er glaubte an Muhammad (s) und schützte dessen Gefährten.

C – Die Dschinn:

Die Dschinn waren ebenfalls sehr beeindruckt, als sie den Quran vom Propheten Allahs (s) hörten. Er hatte großen Einfluss auf ihre Seelen. Vom ersten Augenblick an, zogen sie Nutzen aus seinen Ermahnungen. Sie unterrichteten ihr Volk über den Ruf des Propheten (s), um ihnen zu nutzen und sie zu warnen. Sie forderten sie dazu auf, dieses Buch für wahr zu halten und warnten sie vor den Folgen des Unglaubens.

 

Allah sagt:

وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ* يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

Dies bedeutet: „Und (gedenke,) als Wir eine kleinere Schar Dschinn veranlassten, sich zu dir zu begeben und dem Quran zuzuhören. Als sie zu ihm eingefunden hatten, sagten sie: ‚Horcht hin!‘ Als er dann zum Ende kam, kehrten sie zu ihrem Volk zurück, um sie zu warnen. Sie sagten: ‚O unser Volk, wir haben ein Buch gehört, das nach Musa (als Offenbarung) herabgesandt worden ist, das zu bestätigen, was vor ihm war, und das zur Wahrheit und zu einem geraden Weg leitet. O unser Volk, erhört Allahs Rufer und glaubt an ihn, so vergibt Er euch (etwas) von euren Sünden und gewährt euch Schutz vor schmerzhafter Strafe. Wer Allahs Rufer nicht erhört, wird sich (Ihm) auf der Erde doch nicht entziehen können, und er hat außer Ihm keine Schutzherren. Jene befinden sich in deutlichem Irrtum.‘“ (Sûra 46:29-32)

 

D – Der Prophet (s) und seine Gefährten:

Der Gesandte Allahs (s) und seine Gefährten vergossen Tränen und waren ergebungsvoll wenn sie den Quran lasen und hörten.

Einst bat der Prophet (s), Ibn Mas’ûd (einen seiner nahestehenden Gefährten) darum, ihm den Quran vorzulesen. Ibn Mas’ûd war überrascht, da der Quran dem Propheten Muhammad (s) offenbart wurde. Der Prophet (s) erklärte, dass er ihn gerne von jemand anderem hören möchte. Ibn Mas’ûd begann einige Verse der Sûra An-Nisâ‘ („die Frauen“) zu rezitieren.

 

Allah sagt:

فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا

Dies bedeutet: „Aber wie (wird es sein), wenn Wir von jeder Gemeinschaft einen Zeugen bringen und dich über diese da als Zeugen bringen?“ (Sûra 4:41)

 

Dann erhob er seinen Kopf und sah, dass der Prophet (s) weinte und sein Gesicht von Tränen überströmt war. So war der Prophet (s), dem Allah die Vergebung seiner vergangenen und künftigen Sünden versprochen hatte! Der Quran und der Prophet (s) hatten großen Einfluss auf die Gefährten. Sie beschrieben ihn als lebendigen Quran, der auf der Erde wandelt. Vor dem Islam waren die Gefährten in gegnerische Gruppen zersplittert. Durch den Quran lernten sie sich jedoch einander lieben. Der Quran führte ihre Herzen wieder zusammen und läuterte ihre Seelen. Sie besaßen eine Regierung, eine Armee, eine Verfassung, einen Staat und eine Zivilisation. Davor waren sie zersplitterte und zerstrittene Stämme. All dies geschah in weniger als 23 Jahren, während der Gesandtschaft des letzten Propheten (s). Muhammad (s) ist wahrlich Allahs Gesandter!

 

Einige Wunder des Quran

1 – Die Wortgewandtheit des Quran - die Schönheit seiner Bedeutungen, die Sorgfalt seiner Struktur, die Erhabenheit seiner Ziele und seine Herausforderung an die Araber, auch nur einen gleichartigen Vers hervorzubringen – all dies macht ihn zu einem währenden Wunder. Obwohl die Araber für ihre Wortgewandtheit und dichterische Raffinesse sehr bekannt waren, wagten sie es nicht, diese Herausforderung anzunehmen. Dies lag daran, dass der Quran kein Menschenwerk ist. Es sind die Worte Allahs, des glorreichen Schöpfers.

 

Der Beweis hierfür ist folgende Aussage Allahs des Allmächtigen:

فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإسْلَامِ وَ مَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَالِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ

Dies bedeutet: „Wen Allah rechtleiten will, dem tut Er die Brust auf für den Islam. Und wen Er in die Irre gehen lassen will, dem macht Er die Brust eng und bedrängt, so als ob er in den Himmel hochsteigen sollte. So legt Allah den Greuel auf diejenigen, die nicht glauben.“ (Sûra 6:125)

 

Betrachtet diesen Vers! Er beschreibt jemanden, den Allah in die Irre gehen lassen möchte. Der Vers enthält eine vollständige Beschreibung seines Zustands: Er ist wie jemand, der in die höchsten Ebenen der Atmosphäre aufsteigt, wo der Luftdruck niedrig ist. Dies bewirkt, dass er eine Reizung verspürt und Schwierigkeiten mit dem Atmen hat. Dieser wissenschaftliche Fakt wurde erst in der Neuzeit entdeckt. Dennoch wies dieser edle Vers auf diese Bedeutung hin und erklärte sie mit nur drei Worten. Die ersten beiden Worte „eng“ und „bedrängt“ beschreiben den Zustand, dass sich seine Brust eng und bedrängt anfühlt. Das dritte Wort „hochsteigen“ zeigt, dass es nicht einfach ist, hochzusteigen. Ein Mensch, der hochsteigt, empfindet Mühe bei sinkendem Luftdruck aufzusteigen.[10]

Ein Zeuge von den Juden: Ein jüdischer Juraprofessor debattierte mit einem muslimischen Studenten und versuchte den Islam zu verunglimpfen. Der Muslim wollte ihn widerlegen. Deshalb fragte er ihn nach der Größe des US-Erbrechts. Der jüdische Professor antwortete, dass es mehr als acht Bände umfasst.

Der Muslim sagte: „Ich kann diese Bände in acht Zeilen zusammenfassen, die jeden Aspekt des Erbrechts, sowie dessen Übersetzung in eine Fremdsprache enthalten!“

Er teilte ein Erbe mit absoluter Gerechtigkeit unter allen Beteiligten auf, ohne irgendjemanden zu benachteiligen. Aufgrund der Verse über das Thema Erbschaft nahm dieser Jude den Islam an.[11]

 

Der Heilige Quran ist ein wunderbares Buch. Aufgrund seiner Worte, Sätze und Rhetorik, wie auch aufgrund seiner erhabenen Ziele, ist es ein Meisterwerk.

 

2 – Der Quran informiert uns über das Schicksal einiger ungläubiger Quraisch, unter anderem über Abu Lahab (den Onkel des Propheten) und dessen Frau.

 

Allah sagt im Quran über sie:

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ

Dies bedeutet: „Zugrunde gehen sollen die Hände Abu Lahabs, und zugrunde gehen soll er (selbst)! Was nützt ihm sein Besitz und das, was er erworben hat? Er wird einem Feuer voller Flammen ausgesetzt sein und (auch) seine Frau, die Brennholzträgerin.“ (Sûra 111:1-5)

 

Abu Lahab und dessen Frau (oder irgendein Ungläubiger, über dessen Schicksal uns der Quran berichtete, dass die Hölle seine letzte Bleibe ist) hätten versuchen können, die Religion zu diskreditieren und diese Verse zu widerlegen, indem sie behaupten, den Islam anzunehmen. Hätten sie dies getan, dann hätten die Leute möglicherweise Zweifel am Propheten (s) und dessen Ruf gehabt. Doch keiner von ihnen wagte sich, eine Konvertierung vorzutäuschen, da der Quran Allahs Wort ist, und uns über das Unbekannte und das Verborgene in den Herzen informiert. Allah der Allmächtige wusste bereits, dass sie sich nicht wagen werden, eine Konvertierung vorzutäuschen. Deshalb forderte Er sie im Quran heraus, dies zu tun.

Die Verse informieren sie über ihr schlimmes Schicksal und die Folgen ihrer Taten. Keiner der Ungläubigen konnte anzweifeln, dass der Quran von Allah offenbart wurde.

Diese edlen Verse sind ein eindeutiger Beweis dafür, dass der Quran das Wort Allahs des glorreichen Schöpfers ist, und dass niemand außer Ihm das Unbekannte und Verborgene kennt.

 

3 – Der Quran enthält metaphysische Auskünfte, von denen der Prophet (s) nichts wusste. Als er die Informationen erhielt, stellte er fest, dass diese völlig fehlerfrei sind. Jeder Prophet vor Muhammad (s) wurde für eine bestimmte Zeit zu einem bestimmten Volk entsandt. Deshalb unterstützte Allah sie mit konkreten Wundern, die für eine gewisse Zeit die erwünschte Wirkung hatten. Im Laufe der Zeit verloren diese konkreten Wunder ihre Aktualität und gerieten allmählich in Vergessenheit. Deshalb entsandt Allah Seinen letzten Propheten mit einem schlussendlich geltenden Gesetz und mit einem neuen materiellen Wunder: Die ewige Bewahrung des Quran. Allah stützte diesen Propheten sowohl mit konkreten als auch mit abstrakten Wundern. Einige Wunder werden erst in der Zukunft entdeckt, und von zukünftigen Nationen bezeugt werden. Doch dieses Wunder, der Quran, wird bis zum Tage des Gerichts unter den Menschen fortbestehen. Die Auskünfte über das Verborgene, die der Quran und der ehrenwerte Prophet uns gaben, waren alle wahr und richtig. Sie handelten alle von allgemeingültigen Tatsachen und Angelegenheiten. Diese edlen Quranverse und die Hadithe des Propheten liefern Auskünfte über erstaunliche Ereignisse und sind ein wahres Zeugnis für die Wahrhaftigkeit des Propheten Muhammad (s) und dessen Ruf. Er war ein Lehrer, der vom glorreichen Schöpfer Allah dem Herrn des gesamten Universums entsandt wurde. Folgend einige Auskünfte über das Verborgene, auf die im Quran hingewiesen wurde:

Auskünfte über die Vergangenheit: Die Geschichte des alten Volkes ‘Âd.

 

Allah sagt:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ

Dies bedeutet: „Siehst du nicht, wie dein Herr mit den 'Âd verfuhr, (mit) Iram mit den Stützen, dergleichen nicht erschaffen wurden in den Landstrichen?“ (Sûra 89:6-8)

 

Er sagt außerdem:

وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ

Dies bedeutet: „Was aber die 'Âd angeht, so wurden sie durch einen heftig wehenden eiskalten Wind vernichtet, den Er entscheidende sieben Nächte und acht Tage fortgesetzt gegen sie einsetzte. Da hättest du in ihnen die Leute (auf dem Boden) niedergestreckt sehen können, als wären sie Stämme hohler Palmen. Siehst du denn etwas von ihnen (übrig)geblieben?“ (Sûra 69:6-8)

 

Allah berichtet uns außerdem über das Volk Hûds, ein tyrannisches Volk eines bekannten Stammes im Jemen. Allah gewährte ihnen Stärke und gutgebaute Körper, doch sie wandelten mit Hochmut und Anmaßung auf Erden.

Mit diesem Segen, errichteten sie riesige Gebäude mit großen und starken Pfeilern. Doch aufgrund ihrer Arroganz bestrafte Allah sie mit einem stürmischen Wind. Sie litten sieben Nächte und acht Tage, bis er sie restlos vernichtete.

Überraschenderweise statteten die Amerikaner vor einigen Jahren eine Raumfähre mit einem Radar aus, der das Erdreich bis zu einer Tiefe von circa zehn Metern erforschen kann. Als er die Arabische Halbinsel überflog, die als trockenste aller Wüsten betrachtet wird, machte er eine Aufnahme von der Quelle zweier ausgetrockneter Flüsse, von denen einer vom Osten in den Westen und der andere vom Süden in den Norden floss. Die Amerikaner waren erstaunt, da sie wussten, dass dieses Gebiet eine der trockensten Regionen der Welt ist. Bei einer weiteren Reise, statteten sie die Raumfähre mit einem Radar aus, der den Erdboden mit einer größeren Reichweite erforschen kann. Er machte Aufnahmen zweier Flüsse, die sich gabeln und in einen See mit einem Durchmesser von über 45 Metern münden. Er machte weitere Aufnahmen von den Grenzflächen des Sees. Diese Aufnahmen enthielten ein derart großes Bauwerk, desgleichen die Menschheit nie zuvor gesehen hatte. Religionsgelehrte, Geologen und Geografen waren sich einig, dass dies die im Heiligen Quran erwähnte Region war.

Historiker hatten zuvor die Existenz des Volkes ‘Âd bestritten, da sie niemals jegliche Spuren ihrer Zivilisation gefunden hatten. Sie glaubten, es sei schlicht eine Fabel, doch der Quran erwähnte es als Gleichnis.

Eines der größten Institute für wissenschaftliche Forschung in Kalifornien unterbreitete einen Bericht, der als „Reise durch die Arabische Halbinsel“ betitelt und durch folgende edlen Quranverse gestützt wurde:

إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ

Dies bedeutet: „(mit) Iram mit den Stützen, dergleichen nicht erschaffen wurden in den Landstrichen?“ (Sûra 89:7-8)

 

Der Bericht besagte, dass diese Zivilisation, die mit keiner anderen vergleichbar ist, von einem ungewöhnlichen Sandsturm verschüttet wurde. Allah der Allmächtige informierte uns bereits vor über 1400 Jahren darüber.

Die Aussagen dieses Instituts sind der beste Beweis für die Wahrhaftigkeit Muhammads (s) und für die Wahrheit seiner Botschaft und Aussagen.

Der Quran verweist auf wissenschaftliche Fakten, die zu klein sind, um vom Auge betrachtet zu werden, und bis vor Kurzem unbekannt waren – Dinge, von denen niemand auch nur die geringste Ahnung haben konnte, wie beispielsweise die Entwicklung eines Embryos. Einige Quranverse beschreiben die Entwicklungsphasen des Embryos.

 

Allah sagt:

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ

Dies bedeutet (ungefähr): „Wir schufen den Menschen ja aus einem Auszug aus Lehm. Hierauf machten Wir ihn zu einem Samentropfen in einem festen Aufenthaltsort. Hierauf schufen Wir den Samentropfen zu einem Anhängsel, dann schufen Wir das Anhängsel zu einem kleinen Klumpen, dann schufen Wir den kleinen Klumpen zu Knochen, dann bekleideten Wir die Knochen mit Fleisch. Hierauf ließen Wir ihn als eine weitere Schöpfung entstehen. Segensreich ist Allah, der beste Schöpfer.“ (Sûra 23:12-14)

 

Viele Quranverse und Hadithe des Propheten erwähnen die Entwicklungsphasen des Embryos.

Als Keith Moore, einem führenden Dozenten der Embryologie, der ein, in viele Sprachen übersetztes, Buch schrieb, diese Quranverse gezeigt wurden, bezog er sie in eine seiner Vorlesungen namens „Die Analogie zwischen Embryologie und den Aussagen in Quran und Sunna.“ ein. Er willigte ein, sein wissenschaftliches Buch mit diesen Quranversen und prophetischen Hadithen zu ergänzen. Auf einer Pressekonferenz in Moskau sagte er, dass die Begriffe im Quran so präzise und verständlich sind, dass die moderne Wissenschaft deren Wortgewandtheit und Stil nicht übertreffen kann. Sie fragten ihn, ob er Muslim sei, und er verneinte dies. Er sagte allerdings, dass der Quran die Worte Allahs sein müssen und dass Muhammad (s) ein Prophet und Gesandter Allahs sein muss. Er ergänzte, dass er unter gewissem Druck stehe, der ihm nicht erlaube, seine Annahme des Islam zu verkünden, doch dass die Menschen eines Tages erfahren werden, dass Keith Moore den Islam angenommen hat.[12] Er schrieb außerdem ein Buch mit dem Titel „Der sich entwickelnde Mensch - mit islamischen Ergänzungen.“ Dieses Buch ist ein sehr avancierter Ruf zum Islam, zu der großartigen Religion, die von Muhammad (s) dem letzten Propheten und Gesandten überbracht wurde.

 

Zu den metaphysischen Belegen, auf die der Heilige Quran hinweist, zählen die nummerischen Wunder, die im Quran zahlreich vorhanden sind.

 

Es gibt viele weitere erstaunliche, unsichtbare und wissenschaftliche Fakten, die vorher niemandem bekannt waren, über die uns der Quran jedoch vor über 1400 Jahren berichtete.

Um mehr über erstaunliche wissenschaftliche Fakten zu erfahren, auf die im Quran vor über 1400 Jahren hingewiesen wurde, und von denen niemand auch nur die geringste Ahnung hatte, kann man folgende Quellen nutzen:

Embryologie in Quran und Sunna

Die Wunder des Quran in den Geheimnissen der Gebärmutter

Eine Sammlung von Büchern über im Quran erwähnte Belege für wissenschaftliche Fakten (in Bezug zu Himmel, Erde, Tiere und Pflanzen), verfasst von Dr. Zaghlul Al-Naggar, Professor für Erdwissenschaft an vielen ausländischen und arabischen Universitäten, an einem Institut der „Islamic Academy“ und Verwaltungsmitglied derselben. Außerdem ist er Direktor der Liga für wissenschaftliche Einzigartigkeit im Quran und in der prophetischen Sunna und Direktor des Hohen Rates für islamische Angelegenheiten in Kairo.

Eine Sammlung von Audio-Vorträgen der „Encyclopedia of Islam and Modern Science“

 

Allah sagt:

وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى

Dies bedeutet: „Und er redet nicht aus (eigener) Neigung. Es ist nur eine Offenbarung, die eingegeben wird. Belehrt hat ihn der Besitzer starker Kräfte.“ (Sûra 53:3-5)

 

Der Quran enthält viele Auskünfte über das Verborgene und berichtet uns davon, bevor es geschieht.

 

Allah sagt:

الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

 

Dies bedeutet: „Alif-Lam-Mim. Die Römer sind besiegt worden im nächstliegenden Land. Aber sie werden nach ihrer Niederlage (selbst) siegen, in einigen Jahren. Allah gehört der Befehl vorher und nachher. An jenem Tag werden die Gläubigen froh sein über Allahs Hilfe. Er hilft, wem Er will, und Er ist der Allmächtige und Barmherzige.“ (Sûra 30:1-5)

 

Diese edlen Verse wurden offenbart, als Sabûr die Region Syrien und die nahegelegenen Teile der arabischen Halbinsel, wie auch die weit entfernten Länder Persiens besiegte.

Das in diesen Versen mit „einigen“ übersetzte Wort, bedeutet „zwischen drei und neun.“

Diese edlen Verse legen dar, dass die Perser das nächstliegende Land eroberten. Herakleios der byzantinische Kaiser war gezwungen, die Hauptstadt (Byzanz: das heutige Istanbul), in der er lange Zeit gefangen war, um Hilfe zu bitten. Doch dann eroberte Herakleios, wie der Quran berichtet, sieben Jahre nach dem Sieg der Perser, sein Reich wieder zurück. Wie konnte Muhammad (s) davon gewusst haben? Zweifellos informierte Allah Seinen Propheten über all diese verborgenen Angelegenheiten. Allah informierte Seinen Propheten darüber, dass das Byzantinische Reich den Krieg gewinnen wird, obwohl es erst kürzlich von den Persern besiegt wurde. Doch damit nicht genug: Er informierte ihn zudem, dass der Sieg innerhalb von sieben Jahren stattfinden wird.

All dies beweist, dass der Prophet (s) von Allah dem Allmächtigen entsandt wurde. Diese edlen Verse sind ein wahres Zeugnis für die Glaubhaftigkeit des Rufes des Propheten, und dafür, dass der Quran Allahs Wort ist.

 

Allah sagt:

لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا

Dies bedeutet: „Allah hat ja Seinem Gesandten das Traumgesicht der Wahrheit entsprechend wahr gemacht: Ihr werdet ganz gewiss, wenn Allah will, die geschützte Gebetsstätte in Sicherheit betreten, sowohl mit geschorenem Kopf als auch (mit) gekürztem Haar), und ohne euch zu fürchten. Er wusste doch, was ihr nicht wusstet, und so bestimmte Er (für euch) vorher einen nahen Sieg.“ (Sûra 48:27)

 

Dieser edle Vers wurde im sechsten Jahr nach der Auswanderung des Propheten (s) nach Medina offenbart. Nachdem der Prophet (s) Al-Hudaibijja verließ (wo scheinbar zum Nachteil der Muslime ein Abkommen unterzeichnet wurde), sagte er zu seinen Gefährten, dass er einen Traum hatte (die Träume von Propheten sind wahre Traumbilder), in dem er sah, wie er Mekka betrat und die Ka‘ba umrundete. Der Prophet (s) schloss mit den Ungläubigen ein Abkommen, das besagte, dass der Prophet (s) und seine Gefährten umkehren, ohne die Pilgerfahrt zu vollziehen, und stattdessen im folgenden Jahr zurückkehren. Im folgenden Jahr – dem siebten Jahr – gelang es dem Propheten (s) und seinen Gesandten, zur Ka‘ba zu gelangen. Demnach hatte sich der Traum des Propheten (s) bewahrheitet, da er eine Eingebung war. Diese Begebenheit verlieh den Menschen Gewissheit, dass Muhammad (s) ein wahrer Prophet war. Sie waren von seinen Aussagen und seiner Entsendung überzeugt.

 

Allah sagt:

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

Dies bedeutet: „Allah hat denjenigen von euch, die glauben und rechtschaffene Werke tun, versprochen, dass Er sie ganz gewiss als Statthalter auf der Erde einsetzen wird, so wie Er diejenigen, die vor ihnen waren, als Statthalter einsetzte, dass Er für sie ihrer Religion, der Er für sie zugestimmt hat, ganz gewiss eine feste Stellung verleihen wird, und dass Er ihnen nach ihrer Angst (, in der sie gelebt haben,) statt dessen ganz gewiss Sicherheit gewähren wird. Sie dienen Mir und gesellen Mir nichts bei. Wer aber danach ungläubig ist, jene sind die (wahren) Frevler.“ (Sûra 24:55)

 

Dieser edle Vers ist ein Versprechen und eine frohe Botschaft von Allah an Seine gläubigen Muslime und anbetenden Diener. Und er bewahrheitete sich. Das Versprechen wurde erfüllt und die Muslime errichteten ein riesiges Weltreich, das mit Allahs Heiliger Schrift regiert wurde. Das Islamische Reich breitete sich so weit aus, dass wenn jemand aus der zweiten Generation der Muslime eine Wolke am Himmel sah, er sagte, dass deren Regen sicherlich auf einen Ort unter muslimischem Protektorat fallen wird.

Die Muslime waren imstande, ein derart großes Reich zu errichten, weil sie die Lehren und Anweisungen des Islam, das Buch Allahs und die Sunna Seines Propheten (s) praktizierten.

Allahs Versprechen, das Er den Muslimen in Seinem Glorreichen Quran gab, wurde erfüllt, da Allah der Allmächtige der Wahrhaftigste ist uns seine Versprechen erfüllt.

 

Allah sagt:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

Dies bedeutet: „Gewiss, Wir sind es, die Wir die Ermahnung offenbart haben, und Wir werden wahrlich ihr Hüter sein.“ (Sûra 15:9)

 

Über viele Jahrhunderte hinweg versuchten viele irregeleitete Menschen den Quran zu verfälschen, doch da Allah dessen Schutz und Bewahrung übernahm, scheiterten sie immerzu.

Jüngst versuchten es Zionisten. Laut der Veröffentlichung einer örtlichen Zeitung, druckte Israel eine verfälschte Quranversion, die in muslimischen Ländern veröffentlicht werden sollte. Ihr Versuch scheiterte jedoch, da Allah sie entlarvte, ihre Falschheit enthüllte und die ganze Welt dazu veranlasste, das Vertrauen in sie zu verlieren. Es wurde klar, dass ihnen niemand trauen oder sich auf sie verlassen kann. Deshalb erlangten sie einzig Schmach und Verlust. Allah bezwingt, indem Er Sein Glorreiches Buch bewahrt, das Er dem letzten Propheten und Gesandten Muhammad (s) offenbarte.

Der Quran berichtete über viele metaphysische Angelegenheiten, bevor diese stattfanden und niemand etwas darüber wusste. Die Sachverhalte dieser Angelegenheiten sind identisch mit den Aussagen im Heiligen Quran.

Der Prophet (s) informierte uns über einige metaphysische Ereignisse, die zu seiner Zeit nicht stattfanden. Allerdings waren seine Aussagen wahr und präzise.

 

Hier einige Angelegenheiten, über die der Prophet (s) uns berichtete:

Auskünfte und Geschichten über die Menschen der Antike, die inzwischen von der modernen Wissenschaft bewiesen wurden.

Der Quran informiert über die ‘Âd und deren Propheten Hûd (Frieden sei auf ihm!). Die moderne Wissenschaft hat mittlerweise bewiesen, dass diese Informationen wahr sind. Er informiert ferner über das Volk Lots und deren Geschichte mit ihrem Propheten Lot (Frieden sei auf ihm!). Der Prophet Muhammad (s) berichtete uns, wie Allah sie bestrafte und die Höhen der Ortschaft Lots zu Tiefen machte. Allah hob die Ortschaft in den Himmel, drehte sie herum und machte so, als Strafe für ihre Missetaten, die höchsten Stellen zu den niedrigsten.

Die moderne Wissenschaft bestätigt, dass die quranischen Aussagen, die über die Lippen des Propheten (s) kamen, wahr sind.

Studien über die Abfolge der Gesteinsschichten in dieser Gegend bestätigen die Aussagen des Propheten (s) über das Herumdrehen der Ortschaft des Volkes Lots.[13]

 

Der Hinweis auf Noahs Flut und die Arche im Heiligen Quran, von denen unser Prophet (s) berichtete, ist als Warnung für die Menschen und als Erinnerung bewahrt. Er erinnert uns außerdem an eine Lektion dieses frommen Propheten und bestätigt eine metaphysische Tatsache aus der Vergangenheit, über die uns der Glorreiche Quran berichtet.

Vor nicht allzu langer Zeit wurde die Arche am Gipfel des Berges Judy in der Süd-West-Türkei entdeckt.

Der Hinweis auf die Vernichtung der ungehorsamen Menschen des Volkes Thamûd, durch einen verheerenden Stoß, ist eine metaphysische Tatsache aus der Vergangenheit, über die der Glorreiche Quran uns vor mehr als 1400 Jahren, über die Lippen des Propheten Muhammad (s), dem letzten Propheten und Gesandten, berichtete. Die moderne Wissenschaft entdeckte Gegenstände, die diese Tatsache belegen.[14]

Der Prophet (s) berichtete der Welt vor mehr als 1400 Jahren über ungesehene wissenschaftliche Fakten, über die niemand auch nur die geringsten Informationen besaß – Fakten, die inzwischen von der modernen Wissenschaft bestätigt wurden und die Richtigkeit und Zuverlässigkeit der Aussagen des Propheten (s) zeigen.

 

Einige übernatürliche Gegebenheiten, auf die der Prophet (s) hinwies, sind genauso, wie er sie beschrieb:

Der Prophet (s) sagte:

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة نصًا مثله جاء فيه: كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة

Dies bedeutet: Abu Huraira berichtete, dass der Prophet (s) sagte: „Jeder Sohn Adams wird vom Staub verschlungen werden, außer das Steißbein; durch dieses wird er am Tage der Auferstehung wiedererschaffen werden.“ (Muslim)

In Bezug auf diesen Hadith möchten wir Folgendes anmerken:

Die moderne Wissenschaft fand heraus, dass das Steißbein nicht zerfällt oder zu Staub wird. Dies entspricht der Aussage des Propheten Muhammad (s). In der Tat ist es der einzige Teil eines toten Körpers, der nach der Zersetzung erhalten bleibt.

Die moderne Wissenschaft fand außerdem heraus, dass alle Körperteile im Embryonalstadium aus diesem primitiven Nodus geformt werden.

Im Jahre 1935 erhielt Hans Spemann für seine Entdeckung des primären Organisators der Embryonalentwicklung, dessen Funktion bei der Schaffung aller Gewebe, Organe und Systeme des Embryos, und für seine Entdeckung, dass dieser niemals zerfällt, den Nobelpreis für Physiologie oder Medizin. Demnach war er imstande, die Aussagen, die der Prophet (s) vor mehr als 1400 Jahren darüber machte, zu belegen.

Man glaubt, dass Spemann der erste Mensch war, der den primären Organisator entdeckte. Fakt ist jedoch, dass der Prophet Muhammad (s) der erste Mensch war, der diese wissenschaftliche Tatsache erwähnte.

 

Nun stellt sich die Frage: Wer lehrte dem Propheten (s) all dieses Wissen? Und warum verpflichtete der Allmächtige ihn dazu, sich mit diesen metaphysischen Angelegenheiten zu befassen, von denen niemand etwas wusste?

Allah wusste genau, dass diese Fakten eines Tages in der Zukunft entdeckt werden, und die Hadithe des Propheten (s) als verblüffende Synchronität und wahrhaftiges Zeugnis für die Entsendung des Propheten (s) durch Allah den Allmächtigen dienen. Der Prophet (s) war durch Eingebung mit einem Lehrer verbunden, der vom glorreichen Schöpfer Allah dem Herrn der Welt entsandt wurde.

Es gibt viele prophetische Hadithe, die auf zahlreiche wissenschaftliche Fakten hinweisen und uns vor über 1400 Jahren, als niemand etwas davon wusste, darüber informierten. Sie waren ein Grund dafür, dass viele westliche Wissenschaftler diese großartige Religion annahmen. Die Religion, mit der der Prophet Muhammad (s), der letzte Prophet und Gesandte, entsandt wurde.

 

Um mehr über diese erstaunlichen wissenschaftlichen Fakten zu erfahren, kann man folgende Quellen nutzen:

1 – Die ersten Abschnitte des Werks „Wissenschaftliche Wunder in der prophetischen Sunna“, von Dr. Zaghlul Al-Naggar

2 – Eine Sammlung von Audio-Vorträgen der „Enzyklopädie des Islam und moderner Wissenschaft“

3 – „Die Embryonalwissenschaft im Lichte von Quran und Sunna“

4 – „Wunder des Quran in den Geheimnissen des Mutterleibs“, von Professor Karim Naguib al-Agharr

5 – „Wissenschaftliche Wunder im Heiligen Quran“

 

Folgend werden wir einige metaphysische Ereignisse erwähnen, die eintraten, nachdem der Prophet (s) über sie berichtete:

Der Mord an Umâja Ibn Khalaf (ein Führer der Ungläubigen).

Der Kummer am Ende des Kalifats von ‘Uthmân Ibn ‘Affân (der dritte Kalif) und am Ende des Kalifats von ‘Ali Ibn Abu Tâlib (der vierte Kalif).

Der Tod des Negus an einem bestimmten Tag.

Die Nachricht über die abtrünnigen Aufständischen und den Kampf gegen sie.

Der Mord an ‘Ali Ibn Abu Tâlib.

Die Überlegenheit Al-Hassans und Al-Husseins, der Söhne ‘Ali Ibn Abu Tâlibs. Der Prophet (s) sagte, dass sie zwischen zwei Gruppen von Muslimen schlichten werden.

Die Eroberungen auf dem Seeweg nach Zypern.

Die Beteiligung Umm Harams (einer Zeitgenossin des Propheten (s)) an einem Krieg im Ausland, und deren hohe Stellung.

Der Kampf gegen die Byzantiner.

Der Kampf gegen die Türken.

Die Voraussage einiger Ereignisse in der Ära der Abbasiden.

Die Voraussage, dass seine Tochter Fâtima die erste sein wird, die nach ihm stirbt.

Die Voraussage, welche seiner Ehefrauen als erste nach ihm sterben wird.

Die Geschehnisse rund um die Anführer seiner Armee beim Einfall in Mu’ta, die Geschehnisse rund um Khabbâb Ibn ‘Adî und die Tötung der Quranrezitatoren.

Der starke Wind bei der Schlacht von Tabûk, vor dem er seine Gefährten warnte. Wer auf die Warnung einging, war in Sicherheit, und wer ungehorsam war, den wehte der Wind hinfort.

Die unermessliche Weite des Islamischen Reichs, die Erbeutung der Schätze des byzantinischen Kaisers und die Tumulte der Muslime am Ende ihrer Herrschaft.

Die Befreiung Ägyptens.

Die Befreiung Konstantinopels.

 

Historiker bestätigen, dass diese Ereignisse stattfanden.

 

All diese Nachrichten über verborgene Zukunftsereignisse zeigen gewiss, dass der Prophet Muhammad (s), Allahs Gesandter ist!

 

Folgende Begebenheit ereignete sich im Jahre 654 und dauerte einen Monat oder länger. Die Stadt wurde von einem Erdbeben erschüttert. Gewaltige Geräusche waren zu hören bevor ein riesiges Feuer aus der Erde hervorquoll.

Die Einwohner Basras (im Ost-Irak) erzählten, dass sie die Nacken ihrer Kamele vom Licht dieses Feuers, das im Hidschâz (im Westen der Arabischen Halbinsel) erschien, leuchten sahen.

Die Einwohner Medinas suchten Schutz in der Prophetenmoschee und wandten sich, aufgrund all ihrer Sünden, reumütig Allah zu. Sie baten Allah um Vergebung, befreiten Sklaven und gaben den Armen und Bedürftigen Almosen.

Mitte des zwanzigsten Jahrhunderts wurde die Wahrhaftigkeit der Aussage des Propheten (s) wissenschaftlich erwiesen, und zwar durch die Ausbreitung der Vulkanausbrüche entlang der Westküste der Arabischen Halbinsel. Der letzte Vulkanausbruch im Jahre 654 umfasste sechs neue Vulkankegel, die in einer Entfernung von mehr als 23 Kilometern voneinander ausbrachen.

In der bisherigen Geschichte fanden in der Stadt Khaibar zwei große Erdbeben statt. Eine im Jahre 460 und das andere im Jahre 654. Dem letzten Erdbeben ging der Klang lauter Explosionen voraus, auf die ein riesiger Vulkanausbruch folgte. Dieser wurde von fünf bis sechs Tage lang anhaltenden Erdbeben mit einer Frequenz von zehn Erdbeben pro Tag begleitet. Das stärkste Erdbeben hatte eine Stärke von 5,5 auf der Richterskala.

Wissenschaftliche Studien über die Region des Hidschâz machten deutlich, dass das Gebiet definitiv Vulkanausbrüchen entgegensehen wird, bei denen sich Millionen von Tonnen Lava aus Kratern und Brüchen schieben werden, wie dies früher bereits geschah. Diese Vulkanausbrüche werden somit die Region mit Feuer und Licht erfüllen, was die Prophezeiung des Propheten Muhammad (s) bestätigt.[15]

 

Neben dem Erwähnten, gibt es viele weitere Berichte von metaphysischen Zukunftsereignissen, über die der Prophet (s) uns informierte. Dabei entsprachen die Begebenheiten exakt den Aussagen des Propheten (s).

 

 

Wunder des Propheten (s), die seine Botschaft bestätigen

 

Seine erhörten Bittgebete

Seine (s) Bittgebete wurden von Allah dem Allmächtigen immer erhört. Wessen Bittgebete würde Allah erhören, wenn Er die Bittgebete des Propheten (s) nicht erhören würde?

Während der Schlacht der Ahzâb (Gruppierungen) betete der Prophet (s) dafür, dass die Ungläubigen erschüttert und besiegt werden. Er sagte:

اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب, اللهم اهزمهم وزلزلهم

„O Allah! Du hast das Buch herabgesandt, und Du bist schnell im Abrechnen. Besiege sie und bringe sie zum Erzittern!“ (Al-Buchârî)

Allah der Allmächtige erhörte das Bittgebet des Propheten (s) und schickte einen heftigen Wind, der die Zelte der Ungläubigen niederriss. Er wendete die Angelegenheit zu ihren Gunsten und trieb ihre Feinde auseinander.

 

Die sichtbaren Wunder des Propheten Muhammad (s)

Allah stattete Seinen Propheten sowohl mit sichtbaren als auch mit unsichtbaren Wundern aus.

Imam Asch-Schâfi’i (Allah erbarme sich seiner!) sagte: „Allah gab Seinem Propheten Muhammad (s) mehr als irgendeinem anderen Propheten.“

Jemand erwähnte, dass Jesus (Frieden sei auf ihm!) das Wunder des Auferweckens der Toten gewährt wurde. Asch-Schâfi’i entgegnete: „Die Sehnsucht des (Baum)Stamms (auf den sich der Prophet (s) beim Halten einer Predigt stützte) ist außergewöhnlicher, da die Existenz von Leben in einem Stück Holz überzeugender ist, als die Auferweckung von Toten.“

Moses erhielt das Wunder der Teilung des Meeres, doch dem Propheten Muhammad (s) wurde das Wunder der Mondspaltung gewährt, das außergewöhnlicher ist, da es ein astronomisches Wunder darstellt. Würde man uns auf das Hervorströmen von Wasser aus einem Stein hinweisen, könnten wir wie folgt antworten:

Muhammad (s) wurde das Wunder gewährt, dass Wasser aus seinen Fingern hervorquoll. Dies ist außergewöhnlicher als das Hervorströmen von Wasser aus einem Stein, da es normal ist, Wasser aus einem Stein zu erhalten. Jedoch ist es sehr verwunderlich, Wasser aus Fleisch und Blut zu erlangen.

Das Wunder, dass Sulaimân (Salomon) den Wind kontrollierte, ist weniger rätselhaft als das Wunder der mitternächtlichen Himmelsreise des Propheten (s).

 

Wir werden nun einige sichtbare Wunder des Propheten Muhammad (s) erwähnen:

Die mitternächtliche Himmelsreise: Die Beförderung des Propheten (s) von Mekka nach Jerusalem in nur einer Nacht und sein Aufstieg in die Himmel.

Die Mondspaltung.

Das Hervorströmen von Wasser aus seinen Fingern.

Der Segen in wenig Nahrung, die viele Menschen sättigte.

Die Sehnsucht des Baumstammes nach dem Propheten (s), nachdem dieser seine Predigten von einer anderen Kanzel aus hielt und dessen Wimmern hörte.

Der Gehorsam des Baumes gegenüber dem Propheten (s).

Das Emporheben der Stadt Jerusalem für Allahs Gesandten (s), so dass dieser sie von Mekka aus sehen konnte.

Das Wiedereinsetzen von Qatâdas (ein Prophetengefährte) Auge, als dieser es in der Schlacht von Uhud verlor. Es wurde danach zum besseren und schärferen Auge.

Allahs Vergeltung gegen jene, die den Propheten (s) hintergingen und ihm entgegenwirkten.

Das Öffnen seiner Brust als Kind.

Seine körperliche Kraft.

Die Genesung einiger seiner Gefährten durch ihn, ohne physische Arznei.

Allahs Schutz für ihn.

Sein Essen lobpreiste und glorifizierte Allah.

Seine Fähigkeit, im Gebet hinter sich zu blicken.

 

Folgend werden wir auf das Wunder der Mondspaltung eingehen.

 

Allah sagt:

اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ

Dies bedeutet: „Näher ist die Stunde (des Gerichts) gekommen, und gespalten hat sich der Mond.“ (Sûra 54:1)

 

Die Mekkaner verlangten vom Propheten Muhammad (s), ihnen ein Wunder zu zeigen. Deshalb zeigte er ihnen die Mondspaltung.

Allah erwähnt die Mondspaltung in Seinem Heiligen Quran, als Zeichen und Beweis für die Wahrhaftigkeit des Rufes des Propheten (s). Dieses Ereignis trug sich zu, als die Mekkaner vom Propheten (s) ein Wunder verlangten, um die Wahrhaftigkeit seiner Prophezeiung und seines Rufes zu beweisen. Der Prophet (s) zeigte ihnen den Mond in zwei Hälften geteilt, wobei sich jede Hälfte an einer anderen Stelle befand. Dies geschah durch Allahs Macht. Das Wunder zeigte Wirkung. Es ermutigte viele zweifelnde Menschen zur Annahme den Islam.

Folgendes ist eine wahre Geschichte, die von Dr. Zaghlul Al-Naggar berichtet wurde. Es handelt sich um die Geschichte eines Briten namens Dawûd Mûsa Pidcock. Dieser junge Mann stellte sich im Anschluss an einen Vortrag von Dr. Zaghlul über wissenschaftliche Wunder im Quran und in der Sunna, als Vorsitzender der „British Muslim Party“ vor. Der Vortrag wurde auf Englisch an der Fakultät für Medizin der Universität Cardiff (in Wales) gehalten und viele muslimische und nicht-muslimische Zuhörer waren anwesend. Während des Vortrags wurde nach der Mondspaltung gefragt und danach, wie diese ein Beispiel für wissenschaftliche Wunder im Heiligen Quran darstellt.

Nachdem Dr. Zaghlul die Frage beantwortete, bat der junge Brite um Erlaubnis, etwas zu ergänzen. Er erzählte, dass das Wunder der Mondspaltung ein Beweggrund für ihn war, den Islam anzunehmen.

„Ein Freund gab mir eine Übersetzung des Heiligen Quran, und als ich nach Hause kam, begann ich sie zu überfliegen, bis ich zu dem Kapitel gelangte, das diese Angelegenheit über den Mond erwähnt.

Ich hörte auf zu lesen und fragte mich: Wie kann der Mond sich in zwei Teile spalten und dann wieder in seinen ursprünglichen Zustand zurückkommen? Welche Macht könnte so etwas fertigbringen? Ich hörte auf zu lesen und dieser Vers war der Grund dafür.

Allah wusste, dass ich sehr aufrichtig nach der Wahrheit suchte. Deshalb saß ich vor dem Fernseher und sah mir eine Diskussion zwischen einem britischen BBC Reporter, namens James Burke und drei amerikanischen Astronauten an.

Der Reporter kritisierte sie dafür, große Geldbeträge für die Raumfahrt auszugeben, während einige Gemeinden unter Hunger, Krankheit und Analphabetismus leiden. Er verwies auf verschiedene Themen, wie infrastrukturelle, wissenschaftliche und technologische Unterentwicklung, und fragte, ob es nicht besser gewesen wäre, das Geld dafür auszugeben, diese vorrangigen Probleme in Angriff zu nehmen und die Erde zu verbessern. Die Astronauten entgegneten, dass dies nicht verschwenderisch sei, da es bei der Entwicklung etlicher moderner Technologien hilft, die in verschiedenen medizinischen, industriellen und landwirtschaftlichen Bereichen Anwendung finden, und diese Technologien großen wirtschaftlichen und wissenschaftlichen Nutzen haben können.

Bei der Unterhaltung kam die Mission einer menschlichen Mondlandung zur Sprache. Es wurde erwähnt, dass die Reise zehn Billionen Dollar kostete. Der Reporter fragte kritisch, ob all dies einzig aus dem Grund getan wurde, die amerikanische Nationalflagge auf der Mondoberfläche zu hissen. Sie verneinten dies und erklärten, dass es viel mehr war als das. Sie erklärten, dass diese Reise den Nutzen hatte, den zur Erde nächstgelegenen Himmelskörper wissenschaftlich zu erforschen. Der Reporter fragte, ob es nicht nützlicher gewesen wäre, diese enormen Geldbeträge für Entwicklungen auf der Erde auszugeben. Sie erwiderten, dass die Reise ihnen ermöglichte, eine wissenschaftliche Tatsache nachzuweisen. „Und die wäre…?“, fragte der Reporter. Dem folgte die Antwort, dass der Mond einst gespalten und dann wieder vereinigt wurde, und der Beweis für diese Spaltung, das Bestehen langer hohler Brüche am Rumpf des Mondes sei. Diese Brüche sind hunderte von Meter bis über einen Kilometer tief und zwischen einem halben und fünf Kilometer breit, und erstrecken sich in teils geraden, teils gekrümmten Linien auf bis zu 100 Kilometer. Diese langen Brüche durchlaufen viele große Löcher mit einer Tiefe von jeweils neun Kilometern, und einem Durchmesser von über 1000 Kilometern. Ein Beispiel dafür ist der tiefe Krater, der als „Mare Orientalis“ (östliches Meer) bekannt ist. Diese tiefen Löcher bildeten sich, als der Mond mit massiven Körpern kollidierte, die die Größe von Asteroiden hatten.

Diese Furchen sind als „Rima“ oder „Mondrillen“ bekannt. Es wurde erklärt, dass sie die Folge tiefliegender Krustenschnitte oder Lavaströme seien, die neue Konturen schleifen. Diese Konturen konnten nicht bis zu den hohlen Tiefen reichen, deshalb werden sie als Folge von Mondrissen erklärt, die wieder vereinigt wurden.“

Dawûd fuhr fort: „Als ich dies hörte, sprang ich aus meinem Stuhl und rief: ‚Ein Wunder, das Muhammad (s) vor über 1400 Jahren erlebte, und erst jetzt im Zeitalter der Wissenschaft und Technologie bestätigt wird!‘ Ich folgerte, dass alle Aussagen im Quran absolut wahr sind.

Umgehend begann ich weiter in der Übersetzung der Bedeutungen des Quran zu lesen. Dieser Quranvers, der mich dazu veranlasst hatte, den Quran nicht lesen zu wollen, war an sich mein Zugang zum Islam!“[16]

Dr. Zaghlul sagte: „Ich kann nicht beschreiben, wie dieser aufrichtige Beitrag, all die anwesenden Muslime und Nichtmuslime rührte.

 

Allah sagt:

 

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

Dies bedeutet: „Wir werden ihnen Unsere Zeichen am Gesichtskreis und in ihnen selbst zeigen, bis es ihnen klar wird, dass es die Wahrheit ist. Genügt es denn nicht, dass dein Herr über alles Zeuge ist? “ (Sûra 41:53)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der zwölfte Beweis:

Die Hinweise früherer Bücher – der Bibel und der Thora – auf den Ruf des Gesandten Allahs (s)

 

In der Thora und in der Bibel finden wir viele Verse, die sich auf die Prophetenschaft Muhammads (s) beziehen und auf seinen Ruf hinweisen. Allah der Allmächtige spricht im Heiligen Quran offen darüber.

 

Er sagt:

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"

Dies bedeutet: „Die dem Gesandten, dem schriftunkundigen Propheten, folgen, den sie bei sich in der Thora und im Evangelium aufgeschrieben finden. Er gebietet ihnen das Rechte und verbietet ihnen das Verwerfliche, er erlaubt ihnen die guten Dinge und verbietet ihnen die schlechten, und er nimmt ihnen ihre Bürde und die Fesseln ab, die auf ihnen lagen. Diejenigen nun, die an ihn glauben, ihm beistehen, ihm helfen und dem Licht, das mit ihm herabgesandt worden ist, folgen, das sind diejenigen, denen es wohl ergeht.“ (Sûra 7:157)

 

Folgend werden wir einige Passagen früherer Bücher erwähnen, die das Erscheinen Muhammads (s) in der Thora ankündigten:

1 – Aus 5. Moses, Kapitel 18:18

„Ich will ihnen einen Propheten, wie du bist, erwecken aus ihren Brüdern und meine Worte in seinen Mund geben; der soll zu ihnen reden alles, was ich ihm gebieten werde.“

Das Wort „aus“ wird in der Septuaginta[17] oder im Samaritanischen Pentateuch[18] nicht erwähnt, deshalb muss sich der Text auf die Brüder der Israeliten beziehen: Die Ismaeliten.

Dies  bedeutet eindeutig, dass Allah der Allmächtige einen Propheten von den Brüdern der Söhne Israels, sprich den Söhnen Ismaels (Frieden sei auf ihm!) entsenden wird.

Würde der verheißene Prophet von den Söhnen Israels stammen, hätte Allah gesagt: „Ein Prophet von euch“, da Israels Enkel begeistert von Moses (Frieden sei auf ihm!) waren. Mit „ihren Brüdern“ waren also die Söhne Ismaels (Frieden sei auf ihm!) gemeint, da Ismael der Bruder von Isaak, dem Vater Israels (Jakob) war.

Diese Interpretation wird durch den Ausdruck „wie du bist“ unterstrichen. Die Ähnlichkeit zwischen Muhammad und Moses ist eindeutig, da beide mit einem vollständigen Gesetz kamen. Gleichermaßen flohen beide vor ihren Feinden. Muhammad wanderte nach Medina aus, wohingegen Moses nach Al-Madâ‘in floh. Wie man sieht, gibt es sogar eine Übereinstimmung zwischen den Namen der beiden Städte (der eine ist im Arabischen der Plural des anderen). Beide bekämpften ihre Feinde und wurden von Allah mit dem Sieg belohnt.

Laut Christen gibt es keine Ähnlichkeiten zwischen Moses und Jesus, da sie behaupten, Jesus sei Gott oder Dessen Sohn. Dies ist auf ihre Lügen und verleumderischen Behauptungen zurückzuführen.

In 5. Moses, Kapitel 33:2 heißt es:

Und er sprach: Der Herr ist vom Sinai gekommen,

und ist ihnen aufgegangen von Seir;

er ist hervorgebrochen von dem Berge Pharan

und ist gekommen mit viel tausend Heiligen;

zu seiner rechten Hand

ist ein feuriges Gesetz an sie.“

 

In der Thora ist „Seir“ der Name eines Berges in Palästina. Pharan ist ein Berg auf der Arabischen Halbinsel, zu dem Ismael (Frieden sei auf ihm!) mit seiner Mutter Hâdschar auswanderte. Um sich zu vergewissern, kann man die Aussagen in einer im Jahre 1851 veröffentlichten Ausgabe der Samaritanischen Thora lesen, die besagen, dass Ismael im Gebiet Pharan auf der Arabischen Halbinsel lebte.

Dieser Erklärung zufolge, kann man sagen, dass die im Buch Moses erwähnte Aussage über die Prophetenschaft Moses (Frieden sei auf ihm!) vom ersten Morgenlicht („Der Herr ist vom Sinai gekommen“), der Prophetenschaft Jesus, bis zum Tagesanbruch („und ist ihnen aufgegangen von Seir“), und der Prophetenschaft Muhammads (s) bis zum Aufgehen der Sonne und der Verbreitung deren Lichtes am Horizont gleicht. Dies liegt daran, dass er der letzte Prophet und Gesandte ist, und kein Prophet oder Gesandter nach ihm kommen wird.

 

Im Heiligen Quran sagt Allah:

وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ

Dies bedeutet: „Bei der Feige und der Olive und dem Berg Sinin (Sinai) und dieser sicheren Ortschaft!“ (Sûra 95:1-3)

 

Die Feige und die Olive sind ein Hinweis auf den Ort, an dem sie wachsen – das Land aus dem Jesus (Frieden sei auf ihm!) stammte. Der Berg Sinai bezieht sich auf den Ort, aus dem Moses (Frieden sei auf ihm!) stammte, und „diese sichere Ortschaft“ ist ein Hinweis auf den Ort, aus dem Muhammad (s) stammte – die Heilige Stadt Mekka, in der auch Ismael lebte.

 

Im Folgenden finden sich einige Beweise in Form von Aussagen früherer Schriften, die die Prophetenschaft Muhammads (s) ankündigen:

1 – In der Thora ist im 5. Buch Moses von einem Propheten „wie du“ von deinen „Brüdern“ die Rede. Ihm wird angeordnet, ihnen zu raten, jedes Wort des Propheten zu befolgen.

Dies bedeutet, dass Allah der Allmächtige einen Propheten entsenden wird, der von den Brüdern der Juden (von den Söhnen Ismaels) stammt. Allah der Allmächtige forderte Moses (Frieden sei auf ihm!) auf, sein Volk über den Propheten zu unterrichten. Wenn Allah gewollt hätte, dass er vom Volke Israel stammt, hätte Er gesagt: „Von deinem Volk, den zwölf Stämmen der Söhne Israels.“ Doch Allah sagte: „Von deinen Brüdern“, sprich von den Söhnen Ismaels. Ismael war Isaaks  Bruder und Isaak war Jakobs (Israels) Vater (Frieden sei auf ihnen!).

Die Ähnlichkeit Muhammads (s) und Moses (Frieden sei auf ihm!) ist eindeutig, da beide mit einem vollständigen Gesetz entsandt wurden. Doch Jesus (Frieden sei auf ihm!) sagte: „Ich bin nicht gekommen, aufzulösen, sondern zu erfüllen.“ (Matthäus 5:17)

Nochmals: Sowohl Muhammad (s) als auch Moses (Frieden sei auf ihm!) wanderten aus, um ihren Feinden zu entkommen: Muhammad (s) floh nach Medina, wohingegen Moses (Frieden sei auf ihm!) nach Madâ‘in floh. Die Ähnlichkeit der beiden Stadtnamen entgeht dem Arabischsprachigen nicht. Beide bekämpften ihre Feinde und beiden wurde von Allah der Sieg gewährt. Für Christen besteht keine Ähnlichkeit zwischen Moses und Jesus, da sie behaupten, Jesus sei ein Gott oder der Sohn Gottes.

 

2 – Die Juden kannten die Eigenschaften und die Beschreibungen des letzten Propheten aus ihren Büchern genau.

Sie glaubten, er sei einer von ihnen, wie viele Propheten vor ihm. In Medina sagten sie das Aufkommen eines Propheten voraus, an dessen Seite sie kämpfen werden. Die Araber sagten nicht voraus, dass dieser Prophet einer von ihnen sein würde, da sie neben Allah Götzen anbeteten. Die Einwohner Medinas wussten von einem kommenden Propheten aus den Reihen der Juden. Dadurch waren sie die ersten, die an ihn glaubten und ihn unterstützten, wohingegen die Juden den Propheten und die Einwohner Medinas sehr beneideten. Sie lehnten seine Prophetenschaft ab, obwohl seine Eigenschaften und seine Beschreibung in ihren Büchern erwähnt wurden. Wie man sieht, waren die Juden Medinas ein Beweggrund für die Einwohner Medinas, die ersten zu sein, die an den Propheten und dessen Ruf glauben. Sie hatten von den mit ihnen in Medina lebenden Juden viel über ihn erfahren.

In der Thora heißt es im Buche Jesaja, 29:12:

„Oder gleich als wenn man's gäbe dem, der nicht lesen kann, und spräche: ‚Lies doch das!‘ und er spräche: ‚Ich kann nicht lesen.‘“

Der Prophet Muhammad (s) war Analphabet und konnte weder lesen noch schreiben. Daher war der Analphabetismus des Propheten (s) ein echtes Zeugnis für seinen Ruf und seine Prophetenschaft. Er war Analphabet, dennoch lehrte er alle Menschen, gebildete und ungebildete. Er lehrte ihnen, was Monotheismus und reine Anbetung Allahs bedeutet. Er wurde mit einem klaren Gesetz und erhabenen Lehren entsandt. Er konnte weder lesen noch schreiben, doch Wissenschaftler, Juristen und heutige Gelehrte sind alle Absolventen seiner Universität.

Salmân der Perser (einer der Prophetengefährten) zog in die Länder der Araber, um auf diesen ehrlichen Propheten zu warten, und verzichtete auf all den Luxus, den er in Persien genoss.

Im Johannesevangelium 14:26 heißt es:

„Aber der Tröster, der Paraklet, welchen mein Vater senden wird in meinem Namen, der wird euch alles lehren und euch erinnern alles des, das ich euch gesagt habe.“

Das Johannesevangelium predigt, dass nach Jesus (Frieden sei auf ihm!) ein Prophet kommen wird.

Nun werden wir die Bedeutung des Wortes „Paraklet“ in Erfahrung bringen:

Dieses griechische Wort, das in der Londoner Version der Jahre 1821, 1831 und 1844 erwähnt wurde, bedeutet: „Der Gepriesene.“ Dies ist laut Dr. Carlonlino, Doktor für Altgriechisch auch die Bedeutung des Namens „Ahmad.“

Im hebräischen Wörterbuch bedeutet das Wort „farqaleet“, „Lobpreis.“ Die Namen Ahmad, Muhammad und Mahmûd stammen alle vom Wort „Lobpreis“, sprich „Al-Hamd.“ All diese Namen bezeichnen den Propheten (s). Allahs Gesandter (s) wird auf der Erde und in den Himmeln gepriesen und Allah der Allmächtige hat ihm die lobenswerte Rangstellung im Jenseits gewährt.

Wenn wir das Wort „Tröster“ deuten, erkennen wir, dass es das Aufkommen des Gesandten Allahs (s) bedeutet. Um die Gläubigen und die Geplagten zu trösten, bat er sie, geduldig zu sein, und erinnerte sie an den Großen Lohn Allahs.

Im Johannesevangelium 16:12-14 beschreibt Jesus der Sohn der Maria (Frieden sei auf ihm!) den nach ihm kommenden „Paraklet“ wie folgt:

Ich habe euch noch viel zu sagen; aber ihr könnt es jetzt nicht tragen. Wenn aber jener, der Geist der Wahrheit, kommen wird, der wird euch in alle Wahrheit leiten. Denn er wird nicht von sich selber reden; sondern was er hören wird, das wird er reden, und was zukünftig ist, wird er euch verkünden.“

Wir stellen fest, dass alle im Johannesevangelium erwähnten Eigenschaften auf den Gesandten Allahs (s) zutreffen:

Er tadelte jene, die nicht an die Entsendung Jesus (Frieden sei auf ihm!) glaubten, für ihren Unglauben.

Er leitete zur Wahrheit.

Er redete nicht in eigener Sache, sondern sagte das, was er hörte und was ihm von Allah offenbart wurde.

Er berichtete von Angelegenheiten, die in der Zukunft geschehen werden. Beispielsweise sagte er:

(ألا إن ابنى هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)

أخرجه البخارى ومسلم  وكان يقصد ابنه الحسن

Dies bedeutet: „Gewiss ist dieser Sohn von mir (sein Enkel Al-Hassan) ein Führer. Durch ihn wird Allah zwei große Gruppen von Muslimen versöhnen.“ (Al-Buchârî und Muslim)

Die Prophezeiung des Propheten (s) ereignete sich im Jahre 41 nach der Hidschra. Al-Hassan gab das Kalifat für Mu’âwija auf, um Blutvergießen zwischen den Muslimen zu verhindern.

Der Gesandte Allahs (s) sagte außerdem:

قال رسول الله ص (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده) أخرجه البخارى و مسلم

Dies bedeutet: „Wenn der König von Persien stirbt, wird es keinen König von Persien nach ihm geben.“ (Al-Buchârî und Muslim)

Dies geschah tatsächlich, und die Prophezeiung des Propheten (s) trat ein.

 

Der Prophet (s) ehrte Jesus, den Sohn der Maria (Frieden sei auf ihm!). Der Heilige Quran bestätigt dies.

 

Allah sagt:

إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ

Dies bedeutet: „Als die Engel sagten: ‚O Maria, Allah verkündet dir ein Wort von Ihm, dessen Name der Messias, Jesus, der Sohn der Maria ist, angesehen im Diesseits und Jenseits und einer der (Allah) Nahegestellten.‘“ (Sûra 3:45)

 

Viele weitere Verse, die wie im Johannesevangelium, die Eigenschaften des erwarteten Propheten beschreiben, treffen auf den Gesandten Allahs (s) zu.

Im Matthäusevangelium 21:42-44 spricht Jesus, der Sohn der Maria (Frieden sei auf ihm!) über die Gemeinschaft des analphabetischen Propheten:

„Jesus sprach zu ihnen: Habt ihr nie gelesen in der Schrift:

‚Der Stein, den die Bauleute verworfen haben,

der ist zum Eckstein geworden.

Von dem HERRN ist das geschehen,

und es ist wunderbar vor unseren Augen?‘

Darum sage ich euch: Das Reich Gottes wird von euch genommen und einem Volke gegeben werden, das seine Früchte bringt. Und wer auf diesen Stein fällt, der wird zerschellen; auf wen aber er fällt, den wird er zermalmen.“

Dies ist die Gemeinschaft des Propheten Muhammad (s).

 

Vor der Entsendung des Propheten Muhammad (s) waren die Araber zerstrittene und gegeneinander kämpfende Stämme ohne König oder Anführer. Unwissenheit überwog und deshalb waren die meisten von ihnen Analphabeten.

Mit dem Aufkommen des letzten Propheten (s) führte Allah ihre Herzen wieder zusammen und vereinigte sie wieder unter der Führung dieses ehrlichen Propheten Muhammad (s). Sie glaubten an ihn und seine Botschaft. Deshalb entwickelten sich die Muslime zu einer großen und unüberschaubaren Gemeinschaft, die sich in alle Himmelsrichtungen ausbreitete. Dies geschah aufgrund Allahs Sieges und Unterstützung.

 

Es gibt viele Bücher über den Propheten Muhammad (s) und dessen Botschaft. Im Folgenden finden sich einige Literaturhinweise zu diesem Thema:

„Rechtleitung für die Verwirrten, durch Erwiderungen auf Juden und Christen“, von Ibn Al-Qajjim

„Was die Thora und die Bibel über Muhammad (s) sagen“, von Ahmad Deedat

„Muhammad in der Thora und in der Bibel“, von Ibrahim Al-Khalil, einem Priester, der den Islam annahm

Millionen von Menschen, die den Islam annahmen, erlangten durch eindeutige Texte Gewissheit, dass der Islam die Religion Allahs des Schöpfers ist, und dass Muhammad (s) der letzte Prophet und Gesandte war.

 

All dies stand in der Thora, in der Bibel und auch in früheren Büchern.

Was wollt ihr alsdann an den Jahrfesten

und an den Feiertagen des HERRN tun?

Siehe, sie müssen weg vor dem Verstörer.

Ägypten wird sie sammeln, und Moph wird sie begraben.

Nesseln werden wachsen, da jetzt ihr liebes Götzensilber steht,

und Dornen in ihren Hütten.“

(Hosea 9:5-6)

 

Die Nachkommenschaft Israels wurde von der Heimsuchung des Pharaos und dessen Helfern errettet. Ägypten nahm sie gefangen, und Moph – eine altägyptische Stadt – war ihr Friedhof.

Der Ausdruck „Nesseln“ in der deutschen Übersetzung heißt im ursprünglichen hebräischen Text „Mahmad“, und ist ein Eigenname, der sich auf den Propheten Muhammad (s) bezieht.

Wenn wir diese beiden Wörter als einen getrennten Satz von den beiden folgenden Wörtern betrachten und den hebräischen Text wörtlich übersetzen, entdecken wir ein Pronomen im Plural, das sich auf den Singular bezieht. Dies macht in der hebräischen Sprache keinen Sinn.

Wilhelm Gesenius erwähnte in seinem Buch „Hebräische Grammatik“, dass dieser Satz ursprünglich  „Mahmadi Lakhsabam“ lautet.

Der hebräische Text blieb mehr als tausend Jahre lang unvokalisiert, bis jüdische Gelehrte die Vokale gemäß ihrem Verständnis hinzufügten. Einige trafen sie richtig, einige falsch und einige verdrehten sie absichtlich.

Bevor das Wort „Mahmad“ unlesbar gemacht wurde, schrieb es sich ohne Vokalisierung „Mhmd.“ Alle Gelehrten des Alten Testaments stimmten darin überein. Man muss lediglich eingestehen, dass „Mhmd“ ein Eigenname ist, der sich auf den Propheten Muhammad (s) bezieht, da er wahrlich der Prophet Allahs ist.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der dreizehnte Beweis:

Gewiss, Wir sind es, die Wir die Ermahnung offenbart haben, und Wir werden wahrlich ihr Hüter sein.“

 

Allah sagt:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

Dies bedeutet: Gewiss, Wir sind es, die Wir die Ermahnung offenbart haben, und Wir werden wahrlich ihr Hüter sein.“ (Sûra 15:9)

 

Er sagt außerdem:

وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

Dies bedeutet (ungefähr): „Und Wir haben den Qur'an ja leicht zum Bedenken gemacht. Aber gibt es jemanden, der bedenkt?” (Sûra 54:17)

 

Allah verpflichtete Sich dazu, den Quran vor Verfälschung und Abänderung zu bewahren. Vor vielen Jahrhunderten gab es Menschen, die versuchten, den Quran zu verfälschen. Sie versagten jedoch komplett. Deshalb behielt der Quran über 14 Jahrhunderte seinen göttlichen Text, sein leitendes Licht und seine absolute Wahrhaftigkeit. Bis Allah die Erde und alles, was sich auf ihr befindet, zerstört, wird es keine weitere Heilige Schrift geben.

Der Quran ist, ungleich früherer Botschaften, von denen einige vollständig verschwunden sind, immer noch die einzige Quelle für göttliche Leitung. Einige wenige frühere Botschaften blieben in zerstreuten Erinnerungen erhalten und wurden, entsprechend persönlicher Meinungen und Tendenzen, mündlich dargelegt. Die Menschen ergänzten, entfernten und interpretierten nach Belieben, bis sie sich immer weiter von der göttlichen Form und Bedeutung entfernten, und diese in die Arme ehemaliger Götzendiener und weltlicher Philosophen warfen, die sie zur Rechtleitung ihrer Anhänger untauglich machten.

So lässt sich die in unserer heutigen Welt vorherrschende Ungerechtigkeit erklären.

Bei der Aufzeichnung einiger dieser Erinnerungen wurde nicht die Originalsprache verwendet. Sie wurden von vereinzelten Federn aufgezeichnet, an entlegenen Orten und nach langer Zeit, teils viele Jahrhunderte nach dem Tod oder Erscheinen des jeweiligen Gesandten. Die ursprüngliche Botschaft war von ihrer göttlichen Quelle völlig losgelöst.

So kann ein wahrer Ruf seinen göttlichen Ursprung komplett verlieren. Aus diesem Grund weisen Bibelausgaben und andere Bücher Unterschiede auf: Die Informationen widersprechen sich und immer mehr Überarbeitungen und Rezensionen werden erstellt. So geschah es bis heute mit der Bibel, und so wird es für immer bleiben.

Der Heilige Quran ist dagegen das einzige Buch, das die Muslime besitzen, und die gesamte Gemeinschaft der Muslime ist dadurch vereint.

Der Quran, der dem letzten und abschließenden Propheten offenbart wurde, ist das Wort Allahs, und Er hat Sich für dessen Bewahrung verbürgt. Er ersetzt alle anderen früheren Heiligen Schriften. Es gibt kein Buch danach, und es wird keinen Gesandten oder Propheten nach Muhammad (s) geben. Muhammad (s) ist der letzte Prophet und Gesandte!

 

In der Einführung seines Buches „Quran, Bibel und Wissenschaft“, erörtert Dr. Maurice Bucaille das Studium heiliger Schriften im Lichte neuzeitlicher Informationen.

Er sagt: „Ich untersuchte den Quran mit absoluter Objektivität und ohne Vorurteile. Ich erforschte den Text des Quran und die Informationen moderner Wissenschaft Seite an Seite. Ich stellte eine Liste zusammen und erkannte nach deren Fertiggestellung, dass der Quran keine einzige Passage enthält, die aus Sicht moderner Wissenschaft kritisiert werden kann.“

Dann ergänzte er: „Mit derselben Objektivität unternahm ich eine Untersuchung des Alten Testaments und der Evangelien. Ich entdeckte bestimmte Passagen, die niemals in Einklang miteinander gebracht werden können, absolute Widersprüche zwischen der Bibel und historischen Fakten. Um über diese wütenden Stürme des Zweifels, der Ketzerei, des Haders und der Heuchelei hinauszuwachsen, laden wir jeden, der an Gott glaubt, ein, den Quran zu lesen, ohne Voreingenommenheit und mit Objektivität, um dann selbst zu entscheiden, ob er das Wort Gottes ist, oder die Worte eines menschlichen Wesens!“

 

Alle Muslime glauben an Allah, Seine Engel, Bücher, Gesandten und an den Jüngsten Tag. Wir begünstigen keinen Gesandten vor einem anderen. Wir glauben an die Einheit der Religion, die Einheit aller heiligen Schriften, und dass jeder seine Religion frei wählen darf.

Infolge dieses Glaubens, präsentieren wir der Menschheit den Quran, und bitten Allah, sie zum rechten und wahren Weg zu leiten, da dies nicht schwierig für Ihn ist.

Allah der Allmächtige hat den Quran in den Herzen vieler Seiner wahrhaftigen und gewissenhaften Gläubigen bewahrt, von den Prophetengefährten und deren Nachfolgern bis zum heutigen Tag, und solange Er es will. Sie alle haben jeden einzelnen Ton exakt so auswendiggelernt, wie er offenbart wurde, trotz seines Umfangs (ungefähr 600 Seiten oder mehr, entsprechend der Seitenformatierung), trotz der Ähnlichkeiten zwischen bestimmten Versen, und trotzt der Anzahl der Lesearten, mit denen er offenbart wurde.

Der Quran kann von einem Ungebildeten auswendiggelernt werden – von einem des Lesens und Schreibens Unkundigen – denn aufgrund seiner Aufrichtigkeit und seines Glaubens an Allah, könnte Allah ihn unterstützen und ihm das Auswendiglernen Seiner Worte leicht machen. Es wäre schwierig oder gar unmöglich, dies mit irgendeinem anderen Buch, das einen menschlichen Ursprung hat, zu vollbringen. Selbst wenn einige Menschen dies vollbringen könnten, wären es gewiss wenige. Allah spricht die Wahrheit.

 

Er sagt:

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

Dies bedeutet: Gewiss, Wir sind es, die Wir die Ermahnung offenbart haben, und Wir werden wahrlich ihr Hüter sein.“ (Sûra 15:9)

 

Er sagt ferner:

وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

Dies bedeutet: „Und Wir haben den Quran ja leicht zum Bedenken gemacht. Aber gibt es jemanden, der bedenkt?“ (Sûra 54:17)

 

Der Quran ist das Wort Allahs des Schöpfers, Der dieses leicht zum Bedenken macht. Allah der Heilige und Erhabene hat Seinen göttlichen Text, dessen strahlendes Funkeln und absolute Wahrheit über 14 Jahrhunderte lang bewahrt, und Er wird dies weiterhin tun, bis Er die Erde und alles sich darauf Befindliche zerstört. Und Muhammad (s), dem der Heilige Quran offenbart wurde, ist das Siegel der Propheten und Gesandten!

 

 

Kein Jude oder Christ glaubt wirklich…

 

Kein Jude glaubt wirklich an die Prophetenschaft Moses, wenn er nicht an die Prophetenschaft Muhammads (s) glaubt. Und kein Christ glaubt wirklich an Jesus, wenn er nicht die Prophetenschaft Muhammads (s) anerkennt.

 

Zu diesen zwei Gemeinschaften – den Juden und den Christen – sagen wir: Weder wohntet ihr den Entsendungen Jesus und Moses ((Frieden sei auf ihnen!)) bei, noch saht ihr die Zeichen, Wunder und Beweise für deren Prophetenschaft!

Zur Gemeinschaft der Juden sagen wir: Welche Beweise lassen euch die Prophetenschaft Moses (Frieden sei auf ihm!) und dessen Ehrlichkeit erkennen, wenn ihr seinen Wundern oder den Beleg für seine Prophetenschaft nicht beiwohntet?

Und zur Gemeinschaft der Christen sagen wir: Welche Beweise lassen euch den Messias (Frieden sei auf ihm!) und dessen Ehrlichkeit erkennen? Wie könnt ihr ihm vertrauen, wenn ihr seinen Wundern und Zeichen nicht beiwohntet?

Die erste Antwort könnte lauten: Unsere Vorfahren berichteten uns davon!

Deshalb fragen wir nochmals: Und woher wisst ihr, dass sie bei ihrer Berichterstattung ehrlich sind?

An diesem Punkt werden sie auf ihre zweite Antwort zurückgreifen: Alle sagen dasselbe und die Menschen dokumentierten die Wunder, Zeichen und Beweise, mit denen er kam – dies überzeugt uns!

Deshalb sagen wir zu ihnen: Dann solltet ihr auch glauben, dass Muhammad (s) wahrlich und aufrichtig Allahs Gesandter ist, da bekannt ist, dass die Menschen wesentlich mehr Wunder und Beweise für seine Prophetenschaft dokumentierten! Allah der Mächtige und Majestätische gewährte ihm zwei Arten von Wundern: Greifbare und nicht greifbare.

Deshalb sagen wir zu ihnen: Allah gewährte keinem Propheten etwas, außer dass Er Muhammad (s) mehr gewährte!

Ein Wunder, das Moses (Frieden sei auf ihm!) gewährt wurde, war die Spaltung des Roten Meeres. Doch Muhammad (s) wurde mit dem Wunder der Mondspaltung gesegnet, das sinnträchtiger und verblüffender ist. Es ist ein himmlisches Zeichen und niemand hätte zu jener Zeit zum Mond gelangen können. Wie wir bereits vorher erwähnten, entdeckte die Wissenschaft die Mondspaltung erst vor Kurzem.

Ein Wunder, das Jesus (Frieden sei auf ihm!) gewährt wurde, war die Auferweckung der Toten. Doch Muhammad (s) wurde mit dem Wunder des sehnenden Baumstammes gesegnet, der weinte und ächzte wie ein kleines Kind. Dies ist sinnträchtiger und erstaunlicher als die Auferweckung der Toten, da ein toter Mensch einst lebendig war, Holz jedoch keine Seele hat.

Sehr viele weitere Zeichen, Beweise und wissenschaftliche Wunder wurden mit Muhammad (s), dem Siegel der Propheten entsandt und beweisen seine Prophetenschaft und die Wahrhaftigkeit seiner Botschaft.

Muhammad (s) war wahrlich Allahs Gesandter!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Die Bezeugung westlicher Intellektueller

 

In der Moderne preisten einige der großartigsten und wissendsten Menschen die Botschaft Muhammads (s). Folgend einige Bekundungen:

 

1 – Alphonse de Lamartine (gest. 1869), ein französischer Historiker, Politiker und Schriftsteller, der bei der Gründung der Zweiten Französischen Republik mitwirkte, schrieb über Muhammad (s), dass er ein weiser Philosoph, ein flüssiger Redner, ein aufklärender Gesandter, ein tapferer Krieger und ein großer Denker war. Er war erfolgreich in seinen Konzepten und Anweisungen. Er gründete ein starkes und vereinigtes ideelles Reich. Wenn wir nach einem großartigen Mann mit all diesen gewaltigen menschlichen Qualitäten suchen wollten, würden wir einzig Muhammad (s) finden!

 

2 – Leonardo Da Vinci sagte, dass niemand auf dieser Erde wirklich seinen Gott so gut kennt, wie Muhammad (s). Der Sohn der Arabischen Halbinsel widmete sein ganzes Leben der Anbetung Allahs - mit starkem Glauben und edlem Ziel - daran besteht kein Zweifel! Muhammad (s) war der großartigste Mensch und der großartigste Mann, der seit Beginn der Schöpfung auf Erden lebte!

 

3 – Der englische Orientalist Thomas Arnold (geboren 1864, gestorben 1930) sagte in seinem Buch „Die Verkündung des Islam,“ dass Muhammad (s), wie jeder andere Führer, zeitweilige Macht besaß, jedoch mit einem Unterschied: Dass die religiösen Bindungen zwischen den Muslimen so stark waren, wie Bluts- und Familienbindungen. Demnach war der Islam ebenso ein politisches, wie auch ein religiöses System. Als der Prophet (s) die neue Religion verbreitete, konstituierte er ein neues, vollkommen verschiedenartiges politisches System. Seine Bemühungen hatten Erfolg und brachten sein Volk dazu, an die Einzigkeit Allahs zu glauben und das alte System der provinziellen Herrschaft zu zerstören. Er entwurzelte das aristokratische, tribalistische System, in dem eine Familie alle Aspekte öffentlicher Angelegenheiten regelte.

 

Weitere berühmte Intellektuelle preisten Muhammad (s):

1 – Samuel Johnson (geb. 1822, gest. 1882) in „Orientalische Religionen,“ ein Werk in drei Bänden

2 – Der englische Historiker und Orientalist Sir William Muir (gest. 1905) in seinem Buch „Das Leben Muhammads und die Geschichte des Islam bis zur Zeit der Hidschra“ (1858-1862), 4 Bände

3 – Der englische Philosoph Thomas Carlyle (geb. 1795, gest. 1881), erwähnte den Propheten (s) in seinem Buch „Helden, Heldenanbetung und das Heroische in der Geschichte.“

4 – Der russische Philosoph und Autor Leo Tolstoy (geb.1828, gest. 1910)

5 – Alfred Wilhelm Martin in seinem Buch „Großartige religiöse Lehrer aus dem Osten“

6 – Bernard Shaw

 

Viele weitere Menschen rühmten den letzten Propheten und Gesandten.

In der „Encyclopedia Britannica“, 11. Ausgabe, heißt es:

„Muhammad war eine der großartigsten und erfolgreichsten religiösen Persönlichkeiten aller Zeiten. Er erschien als Prophet unter den Arabern, zu einer Zeit, als deren Gesellschaft sich am Rande eines Kollapses befand. Sie besaßen keine ehrenwerten religiösen Lehren, keine zivilisierten, politischen oder sozialen Prinzipien, keine Kunst oder Wissenschaft, auf die sie stolz sein konnten, und keinen Kontakt zur Außenwelt. Sie waren zersplittert, ohne Bindeglied. Jeder Stamm war eine unabhängige Einheit, in ständigem Konflikt mit seinen Nachbarn. Die Juden versuchten sie rechtzuleiten, waren dazu jedoch nicht imstande. Die Christen hatten es, wie alle vorherigen Reformbestrebungen, ebenso versucht und versagt. Doch der Prophet Muhammad (s) wurde mit einer Rechtleitung für die ganze Welt entsandt und war imstande, in nur wenigen Jahren, alle schlechten Gepflogenheiten von der Arabischen Halbinsel zu verbannen. Er erhob sie von niedrigen Götzendienern zur Reinheit des Monotheismus. Er führte die Söhne der Araber, die halbbarbarisch waren, zum Pfad der Wahrheit und Rechtschaffenheit. So wurden sie zu Rufern zur Rechtleitung, nachdem sie Rufer zum Götzendienst und Verderben waren. Dann verbreiteten sie sich in alle Himmelsrichtungen und bemühten sich um die Erhöhung des Wortes Allahs.“

 

Muhammad (s) ist wahrlich Allahs Gesandter!

 

 

 

 

 

Die Bezeugung von Wissenschaftlern

 

Wissenschaftler verschiedener Fachgebiete bezeugten die Botschaft Muhammads und die Tatsache, dass er wahrlich Allahs Gesandter ist.

Im Folgenden stellen wir einige Wissenschaftler vor, die bezeugten, dass Muhammad (s) der letzte Prophet und Gesandte ist:

1 – Der Kanadier Keith Moore, Vorsitzender des Instituts für Anatomie an der Universität Toronto in Kanada, und Direktor der Amerikanischen und Kanadischen Union zur Erforschung von Anatomie und Embryonen, schrieb ein Buch mit dem Titel „Der sich entwickelnde Mensch“, das in acht Sprachen übersetzt wurde und einen Preis, als bestes Buch, das von einem einzigen Autor verfasst wurde, erhielt. Der Dank gebührt Allah! Dieses Buch wurde mittlerweile in mehreren Ausgaben mit einem islamischen Anhang unter dem Titel „Der sich entwickelnde Mensch, mit islamischen Ergänzungen“ gedruckt und fand seinen Weg zurück in die Hände von Wissenschaftlern. Keith Moore ist ein prominenter Embryologe. Als er die zahlreichen Verse sah, die sich in allen Details mit der Entwicklung eines Fötus decken, gab er deutlich seine Meinung bekannt, indem er sagte, dass diese Hinweise, Muhammad (s) eindeutig von Allah offenbart wurden. Dies ist ein Beweis dafür, dass Muhammad (s) Allahs Gesandter war!

2 – Julie Simpson, Professor für Geburtskunde und Gynäkologie an der Nordwestlichen Universität in Chicago.

3 – T. Vidhya Persaud: Ehemals Vorsitzender der Fakultät für Anatomie an der Universität Manitoba in Kanada und prominenter Schriftsteller über gynäkologische Morbidität.

Sie hatten großes Interesse an zwei Hadithen des Propheten (s), die das Thema „Sperma“ behandeln.

 

Der erste Hadith:

Der Gesandte Allahs (s) sagte:

إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء )    رواه مسلم(

 

„Wenn 42 Nächte über den Fötus vergangen sind, sendet Allah einen Engel zu ihm, der ihn formt, seine Ohren, seine Augen, seine Haut, sein Fleisch und seine Knochen macht. Dann sagt er: ‚O Herr! Ist er männlich oder weiblich?’ Und dein Herr entscheidet, wie Er will.“ (Muslim)

Gepriesen sei Allah! Heute kann der Mensch an statistischen Daten erkennen, dass die Aussagen des Propheten (s) eine Eingebung Allahs waren! Die menschliche Gestalt des Fötus wird erst in der siebten Woche beschlossen, was vierzig Nächten entspricht, wie der Prophet (s) es uns berichtete.

 

Der zweite Hadith:

Der Prophet (s) sagte:

إن أحدكم يُجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوما )  رواه البخارى(

„Wahrlich, die Schöpfung eines jeden von euch wird im Leibe seiner Mutter in 40 Tagen zusammengebracht!“ (Al-Buchârî)

In diesem edlen Hadith macht der Prophet (s) auf die Zeitspanne, in der ein Mensch in der Gebärmutter seiner Mutter gestaltet wird, aufmerksam. Im ersten Hadith macht er dagegen auf die Bildung von Sperma und die Erschaffung des Gehörs aufmerksam.

 

Die beiden Wissenschaftler hatten außerdem großes Interesse an folgender Aussage Allahs des Hocherhabenen:

„Aus einem Samentropfen hat Er ihn erschaffen und ihm dabei sein Maß festgesetzt.“ (Sûra 80:19)

 

Dieser edle Vers besagt, dass der Mensch mit all seinen angeborenen Eigenschaften in der Spermazelle zu finden ist. Die Farbe der Haare und der Haut werden durch die Gene bestimmt, die von den Chromosomen der Spermazelle getragen werden.

Nach ausgiebiger Untersuchung wies einer der Wissenschaftler auf einem Kongress darauf hin, dass Religion die Wissenschaft erfolgreich lenken kann.

Dies beweist, dass der Quran das Wort Allahs ist.

Der zweite Wissenschaftler machte folgenden Kommentar: „Muhammad (s), der verblüffende wissenschaftliche Angaben machte, konnte dies nicht zufällig gewusst haben. Vielmehr konnten ihm diese Informationen einzig durch Eingebung zugekommen sein!“

4 – Tagathat Tagason, Dekan der Fakultät für Medizin an der Chiang Mai Universität in Thailand:

Nachdem er zwei Jahre lang die Wunder des Heiligen Quran studiert hatte, erklärte er auf einem Kongress, dass es erstaunliche, aufregende Fakten gibt, die im Quran, dem Buche Allahs zu finden sind. Er beendete seine Rede mit der Aussage, dass dies wahrlich beweist, dass Muhammad (s) die Quranverse vom glorreichen Schöpfer dem Allwissenden erhielt. Er ergänzte, dass es an der Zeit sei, zu bezeugen, dass es keinen Gott gibt, außer Allah, und dass Muhammad (s) der Gesandte Allahs ist. Er ergänzte: „Jetzt bin ich Muslim!“

5 – Der ehemalige kanadische Mathematiker und christliche Missionar Dr. Gary Miller sagte: „Ich fühlte mich von dieser Religion angezogen, aufgrund ihrer Klarheit, die ich in keiner anderen Religion finden konnte!“

Eines Tages wollte er im Quran lesen, um nach Fehlern zu suchen, die seine Haltung stützen wenn er Muslime zum Christentum einlädt. Er erwartete, ein altes Buch vorzufinden, das vor vierzehn Jahrhunderten verfasst wurde und von der Wüste und ähnlichen Dingen handelt. Überraschenderweise fand er ein Buch vor, das Themen enthält, die in keinem anderen Buch der Welt zu finden sind.

Er erwartete, dass die Schwierigkeiten, denen der Prophet (s) zu seiner Lebenszeit begegnete, wie beispielsweise der Tod seiner Ehefrau Khadîdscha (möge Allah mit ihr zufrieden sein!) oder seiner Söhne und Töchter, erwähnt werden. Doch er fand nichts Derartiges vor.

Er war erstaunt, ein ganzes Kapitel namens „Mariam“ (Maria) vorzufinden, das die Jungfrau Maria (Frieden sei auf ihr!) ehrt. Er hatte diese Ehrung in keinem christlichen Bibelbuch entdeckt. Gleichwohl fand er kein Kapitel namens ‘‘ischa oder Fâtima (die Frau, beziehungsweise die Tochter des Propheten (möge Allah mit ihnen zufrieden sein!)).

Er fand heraus, dass der Name Jesus (Frieden sei auf ihm!) im Heiligen Quran 25 Mal erwähnt wird, während der Name Muhammad (s) lediglich vier Mal erwähnt wird. Dies war ein deutlicher Beweis für ihn, dass der Heilige Quran von Allah offenbart wurde.

6 – Vincent Monteil sagte:

„Der Heilige Quran hat mir die christliche Geschichte verdeutlicht. Die ersten Christen waren nicht weit von der islamischen Auffassung entfernt, als sie erklärten, dass Jesus (Frieden sei auf ihm!) nicht Gott ist. Es gab lediglich ein Gremium – das erste Gremium von Nicäa – das im Jahre 325 n.Chr. abgehalten wurde und besagte, dass Christus Gott sei.“

Diese Behauptung wurde aufgrund des Mehrheitsbeschlusses einer einzigen Abstimmung gemacht. Ohne diese Abstimmung hätte Christus Identität als Mensch im Christentum bewahrt werden können, wie sie es im Islam ist.

7 – Muhammad Assad (Leopold Weiss) sagte:

„Ich war erstaunt, als ich sah, dass das Gebet rituelle Bewegungen umfasst. Ich fragte den Imam: ‚Denkst du wirklich, dass Allah der Allmächtige von dir verlangt, deinen Glauben zu zeigen, indem du dieses Niederknien und Niederwerfen ständig wiederholst? Wäre es nicht besser, in deine eigene Seele zu blicken und still in deinem Herzen Allah anzubeten?‘ Er antwortete: ‚Welche anderen Mittel zur Anbetung Allahs gibt es deiner Meinung nach? Erschuf Allah nicht den Körper und die Seele gemeinsam?‘ Er fuhr fort, die Wichtigkeit der Bewegungen im Gebet zu erklären. Und dies war mein erster Schritt in Richtung Annahme des Islam.“

Immer mehr Wissenschaftler verschiedener Fachgebiete bezeugten den letzten Propheten, dessen Botschaft und die Wahrhaftigkeit seiner Prophetenschaft. Muhammad (s) ist der letzte Prophet und Gesandte! Der von Allah offenbarte Heilige Quran ist das Wunder, das bis zum Jüngsten Tag als Zeugnis für diesen ehrlichen Propheten bestehen bleiben wird!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Seine Vertrauenswürdigkeit und Ehrlichkeit sind ein Beweis für seine Prophetenschaft und Entsendung

 

Der Prophet Muhammad (s) war ein vertrauenswürdiger und ehrlicher Mann, der nicht aus eigenem freien Willen sprach. Folgend werden wir uns kurz zu diesen zwei Eigenschaften des Propheten (s) äußern.

Abu Huraira (möge Allah mit ihm zufrieden sein!) berichtete, dass der Gesandte Allahs (s) sagte:

"قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" وفي رواية : "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" رواه البخاري ومسلم

Dies bedeutet: „Möge Allah die Juden bekämpfen! Sie nahmen die Gräber ihrer Propheten als Anbetungsstätten!“ In einer anderen Überlieferung heißt es: „Möge Allah die Juden verfluchen! Sie nahmen die Gräber ihrer Propheten als Anbetungsstätten!“  (Al-Buchârî und Muslim)

Der Prophet (s) sagte außerdem:

لا تَتَّخِذُوا قَبْرِي وَثَتاً يُعْبَدُ

Dies bedeutet: „Nehmt mein Grab nicht als Götzen, der angebetet wird!“ (Muwatta - Imam Mâlik)

Diese edlen prophetischen Hadithe sind klare Beweise für die Wahrhaftigkeit des Propheten (s) und für seine Ehrlichkeit bei der Verkündung der Botschaft.

Fünf Tage bevor er starb, zum Gipfel seiner Krankheit und seines Schmerzes, warnte er vor diesen Angelegenheiten. Dann betrat er die Moschee mit bandagiertem Kopf und erwähnte sie vor der Menschenmenge, die sich um ihn versammelte.

Trotz seiner Krankheit und seines Schmerzes bestand er darauf, seine Pflicht als Ratgeber, Lehrer und Führer für seine Gefährten und alle kommenden Muslime zu erfüllen. Er ordnete ihnen an, sein Grab nicht als Götzen zur Anbetung zu nehmen, wie es die Juden und die Christen vorher getan hatten. Er ließ nicht zu, dass sie seine Bedeutung hochspielen, wie es die Christen mit Jesus, dem Sohn der Maria, getan hatten, was sie dazu veranlasste, ihn anzubeten. Er war achtete darauf, seinen Ruf und seine Gemeinschaft zu schützen, nicht nur zu Lebzeiten, sondern bis in den Tod. Weder Leid noch Krankheit konnten ihn davon abhalten, die Botschaft auf beste Weise zu übermitteln, oder die Anordnung seines Herrn auszuführen, die Menschen zu der Bezeugung einzuladen, dass es keinen Gott außer Allah gibt.

Wenn man die Biografie des Propheten Muhammad (s) betrachtet, wird man erkennen, dass er selbst nach dem Tode der beste Lehrer für seine Gefährten und seine Gemeinschaft war. Man wird feststellen, dass er in all seinen Gesten, Taten, Aussagen, Schlachten und Invasionen der beste Rufer zu Allah dem Allmächtigen und der beste Führer zur Wahrheit und Güte war.

 

Diese edlen Hadithe bezeugen wahrlich seine Vertrauenswürdigkeit und Ehrlichkeit, selbst bei Krankheit und Leid. Selbst in den letzten Augenblicken seines Lebens versammelte er seine Ehefrauen, um ihnen zu predigen und sie zu ermahnen. Sein Schmerz wurde immer intensiver und stärker. Deshalb versammelte er die Menschen, um sie bezüglich des Gebets und der Behandlung von Gefangenen und Sklaven zu ermahnen, indem er sagte:

(الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) رواه البخارى

Dies bedeutet: „(Beachtet) das Gebet, das Gebet und eure rechtmäßigen Sklaven!“ Er wiederholte dies mehrfach. (Al-Buchârî)

Als der Tod nahte, stand eine kleine, mit Wasser gefüllte Kupferkanne neben ihm. Er tauchte seine Hand ins Wasser und wischte sie auf sein Gesicht, wobei er leise sagte:

لا إله إلا الله إن للموت سكرات

Dies bedeutet: „Es gibt keinen Gott außer Allah. Wahrlich der Tod bringt heftige Schmerzen mit sich!“ (Al-Buchârî)

Diese Worte, mit denen er zu Lebzeiten und während seiner Gesandtschaft so häufig Menschen ermahnt hatte, stellten die beste Ermahnung dar.

Die letzten Worte, die er aussprach – nachdem er sein Zahnhölzchen benutzte (da er uns beigebracht hatte, dass das Miswak, Reinheit für den Mund ist und dem Herrn gefällt), seine Hand (oder seinen Finger) erhob, seinen Blick zur Decke richtete und seine Lippen bewegte, waren:

(مع الذين أنعمت عليهم من النبيين  والصديقين والشهداء والصالحين اللهم اغفر لي وارحمنى وألحقنى بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى) صحيح البخارى

Dies bedeutet: „Mit denjenigen, denen Du Deine Gunst erwiesen hast: Den Propheten, den fest überzeugten Gläubigen, den Märtyrern und den Rechtschaffenen. O Allah! Vergib mir, erbarme Dich meiner, und gewähre mir die höchste Gesellschaft (die Nähe des Allerhöchsten)! O Allah! Die höchste Gesellschaft!“ (Al-Buchârî)

Er wiederholte den letzten Teil dreimal, legte seine Hände neben sich und erlangte die höchste Gesellschaft. Wahrlich, wir stammen von Allah und zu Ihm kehren wir zurück!

 

Dies sind Belege und Beweise für die Aufrichtigkeit des Propheten (s) und seine Ehrlichkeit bei der Übermittlung der Botschaft, bis zum letzten Augenblick seines Lebens.

 

Allah der Allmächtige sagt:

يآ أَيُّهَا النَّبِيُّ إنَّآ أَرْسَلَنَاكَ شَاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذيراً * وَ دَاعِياً إلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرَاجاً مُّنِيراً

Dies bedeutet: „O Prophet, Wir haben dich gesandt als Zeugen, als Verkünder froher Botschaft und als Warner und als einen, der zu Allah mit Seiner Erlaubnis ruft und als eine lichtspendende Leuchte.“ (Sûra 33:45-46)

 

Er bat Allah darum, ihm zu vergeben, Sich ihm zu erbarmen und ihn zu erhöhen, um die höchste Gesellschaft zu erlangen.

Im Leben des Propheten Muhammad (s) gab es eine Sonnenfinsternis. Sie ereignete sich, als sein Sohn Ibrahim, der noch ein Kleinkind war, starb.

Der Prophet (s) und seine Gefährten trauerten über diesen Verlust. Die Menschen dachten, dass sich die Sonnenfinsternis aufgrund des Todes Ibrahims ereignete, den der Prophet (s) so sehr liebte. Nachdem der Prophet (s) aufgrund der Finsternis ein freiwilliges Gebet verrichtet hatte, versammelte er die Menschen, preiste Allah und hielt eine Predigt über Ursachen und Wirkung. Er erklärte, dass die Sonne und der Mond zwei Zeichen für die Kraft Allahs sind; weder verschwinden sie völlig, noch teilweise aufgrund des Todes oder der Geburt eines Menschen. Dann riet er ihnen, dieses Gebet immer dann zu verrichten, wenn sie eine Finsternis sehen.

Dieser Hadith ist ein deutlicher Beweis für die Vertrauenswürdigkeit und Ehrlichkeit des Propheten (s). Trotz der großen Trauer aufgrund des Verlustes seines einzigen Sohnes, ergriff er Maßnahmen, um die Angelegenheit zu klären und das Wohlgefallen seines Herrn zu erlangen. Als die Menschen vermuteten, die Sonnenfinsternis hätte sich aufgrund des Todes seines Sohnes ereignet, dementierte er dies. Diese Vertrauenswürdigkeit erhöhte ihn in ihren Augen.

Weder seine Trauer, noch sein Leid hielten ihn davon ab, die Angelegenheit zu klären und die Pflichten seiner Entsendung zu erfüllen. Es besteht kein Zweifel, dass der Prophet (s) seinen Sohn sehr liebte. Dennoch blieb er geduldig, als dieser starb. Der Prophet (s) schreckte nicht auf, zeigte keinen Unmut und vergaß nicht die Aufgaben, die Allah ihm gegeben hatte. Er verrichtete das freiwillige Gebet bei Finsternis und erfüllte seine Pflicht als Führer und Rufer in ausgezeichneter Weise. Er ist gewiss ein gutes Beispiel, dem man folgen sollte:

 

Er zeigte äußerste Zufriedenheit mit der Fügung Allahs.

Er wahrte das höchste Maß an Geduld, da die beste Geduld ist, Allah, selbst in schwierigen und anstrengenden Zeiten, zu danken und zu preisen.

Selbst in Zeiten der Trauer und des Leids zeigte er absolute Unterwürfigkeit gegenüber Allah, indem er seine Pflichten als Rufer und Gesandter erfüllte.

Das Leben des Propheten (s) war voller Beweise und Belege, die seine Vertrauenswürdigkeit, Ehrlichkeit, Geduld und feinen Manieren zeigten. Die Vertrauenswürdigkeit des Propheten (s), sowohl vor als auch nach seiner Gesandtschaft, war ein Beleg für die Vertrauenswürdigkeit seines Rufes.

Er (s) ist wahrlich Allahs Gesandter!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Einige Belege für seine Wahrhaftigkeit und Ehrlichkeit vor und nach der Entsendung

 

Der Zwischenfall der Verleumdung (‘Â’ischas (möge Allah mit ihr zufrieden sein!), der Frau des Propheten)

 

Die Heuchler versuchten die Ehre ‘Â’ischas (möge Allah mit ihr zufrieden sein!), der großartigen Gattin des Propheten (s) zu beschmutzen. Folgendes ist ein Teil der Geschichte, die sie erzählte: Als die Lügner ihre Ehre verunglimpften, wurde sie so krank, dass sie den Propheten (s) um Erlaubnis bat, zum Hause ihrer Eltern zu gehen. Der Prophet (s) war damit einverstanden. Sie erkundigte sich bei ihrer Mutter danach, was die Leute sagen. Ihre Mutter erklärte ihr, was gesagt wird und die Angelegenheit verschlimmerte ihre Krankheit. Sie weinte Tag und Nacht. Der Prophet (s) war sehr bestürzt und traurig über den Schaden, der ihm durch das Gerede von der Ehre seiner Gattin bereitet wurde. Noch schlimmer war, dass der Prophet (s) keine Eingebung bezüglich seiner Ehegattin ‘‘ischa (möge Allah mit ihr zufrieden sein!) erhielt.

Zwei Gruppen der Gläubigen – die Aws und die Khazradsch - stritten miteinander. Ihre Stimmen erhoben sich, während der Prophet (s) auf der Kanzel stand und versuchte, sie zu beruhigen und zum Schweigen zu bringen. Der Prophet (s) war gekränkt und traurig, mittels seiner Gattin verletzt zu werden.

Die Situation blieb ungefähr einen Monat lang gleich und er erhielt keine Eingebung bezüglich seiner Ehegattin. Dann gab Allah von über den sieben Himmeln ‘‘ischas Unschuld bekannt, um die Ehre Seines Propheten (s) zu schützen.

Bei diesem Zwischenfall geht es um die Verzögerung der Eingebung, die die Unschuld der Ehegattin des Propheten (s) bekanntgibt. Einen Monat lang wartete der Prophet (s), obwohl er tiefes Leid und Trauer verspürte. Allah der Allmächtige hätte die Angelegenheit mit Leichtigkeit in einer Sekunde klären können, doch Allah wollte den Propheten (s) auf die Probe stellen und seine Geduld prüfen.

Er berichtete den Leuten einzig das, was Allah von ihm verlangte, und einzig zu dem Zeitpunkt, den Allah auswählte. Wenn der Prophet (s) nicht wirklich ein Prophet gewesen wäre, hätte er, als er die Lügen der Heuchler hörte, die Unschuld seiner Ehefrau umgehend bekanntgeben können, um deren Ehre zu wahren und aufrechtzuerhalten. Er blieb jedoch wahrhaftig und äußerte kein einziges Wort von sich selbst. Er war ehrlich und wahrhaftig in allem, was Allah von ihm verlangte.

Lasst uns folgenden Vers lesen, um abermals die Vertrauenswürdigkeit des Gesandten (s) zu beweisen!

 

Allah sagt:

عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ

Dies bedeutet: „Allah verzeihe dir! Warum hast du ihnen erlaubt (, zurückzubleiben), bevor sich dir diejenigen klar gezeigt haben, die wahrhaftig sind, und du die Lügner kennst?“ (Sûra 9:43)

 

Dieser Quranvers wurde bezüglich einiger Leute offenbart, die den Propheten (s) um die Erlaubnis gebeten hatten, an einer Schlacht nicht teilzunehmen. Allah der Allmächtige erklärte dem Propheten (s) die Angelegenheit. Diese Menschen hatten nicht die Absicht zu gehen, unabhängig davon, ob der Prophet (s) ihnen die Erlaubnis erteilt oder nicht.

 

Allah sagt:

عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى

Dies bedeutet: „Er blickte düster und kehrte sich ab, weil der Blinde zu ihm kam. Was lässt dich wissen, vielleicht läutert er sich oder bedenkt, so dass ihm die Ermahnung nützt. Was nun jemanden angeht, der sich für unbedürftig hält, so widmest du dich ihm, obgleich es dich nicht zu kümmern hat, dass er sich nicht läutern will. Was aber jemanden angeht, der zu dir geeilt kommt und dabei gottesfürchtig ist, von dem lässt du dich ablenken.“ (Sûra 80:1-10)

 

Diese edlen Verse erklären, dass der Prophet Muhammad (s) darauf erpicht war, einen der größten Ungläubigen zur Annahme des Islam zu bewegen. Doch während er versuchte ihn zu überzeugen, kam ein armer, blinder Muslim zu ihm, um etwas zu fragen. Der Mann fragte aufdringlich, deshalb wandte er sich von ihm ab.

Der Prophet (s) hatte sich lediglich gewünscht, der Mann wäre zu einer anderen Zeit gekommen, damit er den Ungläubigen überzeugen konnte. Aus diesem Grund blickte er düster und kehrte sich ab. Doch Allah der Allmächtige tadelte Seinen Propheten und wies ihn an, den Reichen und den Armen, den Schwachen und den Starken, den Dienstherren und den Sklaven, Männer und Frauen, Alte und Junge gleich zu behandeln.

Letztendlich leitet Allah der Allmächtige wen Er will zum geraden Weg, und dabei verwendet Er höchste Weisheit. Allah der Allmächtige tadelte Seinen Propheten zweimal: Einmal, als er einigen Leuten erlaubte, an einer Schlacht nicht teilzunehmen, und nochmals, als er den blinden Mann vernachlässigte, um den wohlhabenden Ungläubigen zu überzeugen. Aufgrund der Ehrlichkeit und Vertrauenswürdigkeit Muhammads (s), wurden beide Zwischenfälle erwähnt. Er versuchte nicht, sie zu verbergen. Dies ist ein deutlicher Beleg dafür, dass er ehrlich und wahrhaftig war. Er berichtete alles, was ihm offenbart wurde. Er verheimlichte keine Information, selbst wenn ein persönlicher Grund dafür vorhanden wäre. Er ist wahrlich Allahs Gesandter (s)!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Seine Entsendung im Alter von 40 Jahren war ein Beweis für seine Prophetenschaft

 

Allah sagt:

قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ

Dies bedeutet: „Sag: Wenn Allah wollte, würde ich ihn euch nicht verlesen, und Er würde euch nicht davon Kenntnis geben. Ich habe doch vordem ein Leben lang unter euch verweilt. Begreift ihr denn nicht?“ (Sûra 10:16)

 

Die Botschaft Muhammads (s) ist die Krönung aller vorausgegangenen Botschaften, und für jeden Ort und jede Zeit gültig. Deshalb sind viele Belege erforderlich, um diese Botschaft zu stützen und die Menschen zum Glauben daran zu bewegen. Die Entsendung des Propheten (s) im Alter von 40 Jahren war eine stützende Säule seines Rufes.

Der Prophet (s) lebte unter den Quraisch. Er hatte ein reines, freundliches Gemüt und war gemäßigt, ehrlich und vertrauenswürdig. Weder die Quraisch noch die gesamte Menschheit sahen jemals einen besseren Menschen.

Die Einwohner Mekkas selbst nannten ihn sowohl vor als auch nach seiner Entsendung „den Ehrlichen“ und „den Vertrauenswürdigen.“ Dies geschah aufgrund seines guten Benehmens und seiner edelmütigen Eigenschaften, vor allem Wahrhaftigkeit und Ehrlichkeit. Sie erwähnten seine Eigenschaften häufig vor seinem Namen, indem sie sagten: „Der ehrliche und vertrauenswürdige Muhammad“ (s). Zwei Begebenheiten dienen als Beweis:

 

A – Die erste Begebenheit: Der Wiederaufbau der Ka’ba und die Frage der Schlichtung

Die Einwohner Mekkas einigten sich einst darauf, die erste Person, die an ihnen vorübergeht, ihren Streit schlichten zu lassen. Muhammad (s) war der erste, der an ihnen vorüberging. Als sie ihn sahen, waren alle damit einverstanden, ihn eine Lösung finden zu lassen.

 

B – Allah sagt:

وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ

Dies bedeutet: „Und warne die Nächsten deiner Sippe.“ (Sûra 26:214)

Als Allah von Seinem Propheten (s) verlangte, seine Gesandtschaft zu verkünden, stieg dieser auf den Berg Safa und rief die Stämme der Quraisch herbei.

Der Prophet (s) sagte:

أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقىّ؟ قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقاَ

Dies bedeutet:

„Würdet ihr mir glauben, wenn ich euch sagen würde, dass Pferde (feindliche Reiter) im Tal warten, um euch anzugreifen?“ Sie antworteten: „Ja, wir haben von dir nur Wahres gehört!“

Der Prophet (s) wurde im Alter von 40 Jahren entsandt, obwohl viele Propheten in jüngerem Alter entsandt wurden, wie beispielsweise Johannes (Frieden sei auf ihm!) (Arabisch: Yahya).

 

Allah sagt:

يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا

Dies bedeutet: „‚O Yahya, nimm die Schrift mit (aller) Kraft!‘ Und Wir gaben ihm schon als Kind die Urteilskraft“ (Sûra 19:12)

 

Was ist also die Weisheit, dass der Prophet (s) erst im Alter von 40 Jahren entsandt wurde? Die Botschaft Muhammads (s) ist die abschließende Botschaft. Sie gilt für alle Menschen. Deshalb waren viele Belege erforderlich, um sie zu stützen und ihre Glaubhaftigkeit zu beweisen. Das Alter des Propheten (s) war eine stützende Säule seines Rufes. Er war ein vertrauenswürdiger und ehrlicher Mann, desgleichen sie zuvor nicht gesehen hatten.

Das Alter des Propheten (s) kam ihm bei seiner Entsendung zugute. Im Alter von 40 Jahren war er das beste Beispiel für Ehrlichkeit und Vertrauenswürdigkeit. Allerdings war dies kein Grund für die Einwohner Mekkas, seinem Ruf zu folgten. Ihr Unglaube, ihre Sturheit und Undankbarkeit veranlassten sie dazu, ihn zu bekämpfen und zu verletzen.

Allah der Allmächtige entsandt Seinen Propheten (s) im Alter von 40 Jahren. Ein Alter, das den Gipfel der vollen Blüte der Jugend darstellt, in dem die Herzen voller Hoffnungen und Ziele sind. Der Prophet (s) machte davor keine Anzeichen für seine Entsendung. Als dann der regsame Geist sich beruhigte und die Erwartungen nachließen, verkündete der Prophet (s) seine Entsendung und seine allgemein verständliche Botschaft für die ganze Welt.

Das Alter von 40 Jahren war der beste Zeitpunkt für eine Entsendung. Es war ein Beleg für seine Prophetenschaft. Allah der Allmächtige bestimmte die Zeit seiner Entsendung. Allah wollte für Seinen Ruf den Sieg. Um diese großartige Botschaft zu verbreiten, war viel Zeit, Mühe und Geduld nötig. Allah war imstande all Seine Geschöpfe zu benutzen, um dieser letzten Botschaft, zu einer Ihm beliebigen Zeit, den Sieg zu verleihen.

Der Prophet (s) verkündete seine Botschaft im Alter von 40 Jahren, obwohl er wusste, dass sein Vater gestorben war, als er sich noch in der Gebärmutter seiner Mutter befand. Er verkündete seine Botschaft im Alter von 40 Jahren, trotz des Todes seiner Mutter, als er sechs Jahre alt war. Er verkündete seine Botschaft im Alter von 40 Jahren, trotz des Todes seines Großvaters, als er acht Jahre alt war, und später des Todes seines Onkels und Beschützers. Warum beschloss Allah, ihn im Alter von 40 Jahren zu entsenden und nicht in der Blüte seines Lebens, als er noch ein junger Mann war?

Wer informierte ihn darüber, dass er im Alter von 40 Jahren noch leben würde, um seinen Ruf und seine Botschaft zu vollenden? Wer versicherte ihm den Erfolg seines Rufes, obwohl er zuvor Verwandte verloren hatte? Zweifellos bestimmte einzig Allah den Zeitpunkt für seine Entsendung. Einzig Allah wusste, wie lange er leben wird. Er wusste, dass er lange genug leben wird, um seinen Ruf und seine Botschaft zu vollenden. Allah wusste gewiss, dass der Ruf trotz allen Geschehnissen erfolgreich sein wird. All dies beweist, dass Muhammad (s) wahrlich Allahs Gesandter ist!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Allah schützte Muhammad (s) zu Lebzeiten und nach seinem Tode

 

Allah sagt:

وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

Dies bedeutet: „…Allah wird dich vor den Menschen schützen…“ (Sûra 5:67)

 

Dieser Quranvers ist ein Wunder, das die Ungläubigen und die Heuchler herausforderte. Er verdeutlicht, dass Allah der Allmächtige Seinen Propheten schützte. Daher konnten seine Feinde ihm weder zu Lebzeiten noch nach seinem Tode schaden. Trotz ihrer aggressiven Angriffe und brutalen Versuche, ihm zu schaden und ihn zu töten, schützte Allah ihn.

Sie erreichten lediglich Misserfolg, Bedauern und Reue. Obwohl all ihre verschiedenen Versuche Erfolgselemente aufwiesen, scheiterten sie letztendlich unvermeidlich. Dies ist ein wahrer Beleg dafür, dass der Prophet (s) der letzte Gesandte war!

 

Einige Beispiele, die zeigen, wie sie versuchten dem Propheten (s) zu schaden oder ihn zu töten:

A – Bei seiner Auswanderung versammelten sie sich vor der Tür seines Hauses und trugen ihre Schwerter mit sich, um ihn zu töten. Doch Allah beschützte ihn. Sie wurden verblendet und konnten ihn nicht sehen, als er sein Heim verließ.

 

Allah sagt:

وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ

Dies bedeutet: „Und Wir haben vor ihnen eine Sperrmauer errichtet und hinter ihnen eine Sperrmauer und sie so überdeckt, dass sie nicht sehen (können).“ (Sûra 36:9)

 

B – Bei seiner Auswanderung versuchte er die Ungläubigen abzuhängen. Deshalb reiste er in die gegengesetzte Richtung, bis er zu einer Höhle namens „Thaur“, am Gipfel eines Berges gelangte. Die Ungläubigen suchten überall nach ihm, bis sie zum Eingang dieser Höhle gelangten.

Anas berichtete, dass Abu Bakr Folgendes sagte:

„Ich war mit dem Propheten (s) in der Höhle, erhob meinen Kopf und sah die Füße der Leute (die uns jagten). Deshalb sagte ich: ‚O Prophet Allahs! Wenn einer von ihnen hinunterblickt, wird er uns sehen!‘

Er sagte:

اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما

Dies bedeutet: „Sei still Abu Bakr! (Wir sind) Zwei und unser Dritter ist Allah!“ (Al-Buchârî)

In einer anderen Überlieferung sagte er:

ما ظنك يا أبا بكر باثنان الله ثالثهما

Dies bedeutet: „Und was hältst du, O Abu Bakr, von Zweien, deren Dritter Allah ist?“ (Al-Buchârî)

Viele weitere Berichte von Ereignissen während der Auswanderung des Propheten zeigen, dass Allah der Allmächtige ihn beschützte.

 

C – Die Juden hatten bereits mehrfach versucht, den Propheten (s) durch Hinterlist und Heimtücke zu töten. Als er eines Tages neben der Mauer eines ihrer Häuser saß, schmiedeten die Juden einen Komplott und sagten: „Wer von euch wird diesen Mahlstein nehmen, ihn auf seinen Schädel werfen und diesen so einschlagen?“ Der niederträchtige ‘Amr Ibn Dschahhasch sagte: „Ich werde es tun!“ Doch Salâm Ibn Mischkam warnte sie, indem er sagte: „Tut es nicht! Bei Allah! Ihm wird mitgeteilt werden, was ihr vorhabt und dies wird das Abkommen zwischen uns und ihm brechen!“ Sie waren jedoch entschlossen, ihren Plan auszuführen. Deshalb kam der Engel Gabriel (Frieden sei auf ihm!) vom Herrn zum Gesandten Allahs (s) herab, um ihn über ihre Absichten zu unterrichten. Der Prophet (s) stand umgehend auf und kehrte nach Medina zurück. Daraufhin belagerte er die Juden, bis sie kapitulierten und die Stadt des Gesandten Allahs (s) verließen.

 

D – Nach dem Sieg des Propheten (s) in Khaibar, vertrieb er die Juden aus dem Land. Eine Frau namens Zainab Bint Al-Hârith, die Ehefrau von Salâm Ibn Mischkam, ließ dem Propheten (s) als Geschenk ein gebratenes Lamm zukommen. Allerdings hatte sie das Lamm vergiftet, vor allem die Schulter, da sie sich nach dem Lieblingsstück des Propheten (s) erkundigt hatte. Als es ihm angeboten wurde, brach er sich ein Stück ab und nahm es in den Mund, schluckte es jedoch nicht. Dann spuckte er es aus und sagte: أن هذه العظم ليخبرني أنه مسموم  Dies bedeutet: „Wahrlich, dieser Knochen berichtet mir, dass er vergiftet ist!“ Deshalb rief er sie herbei und sie gab es zu. Er (s) fragte sie: (ما حملك على ذلك؟)  Dies bedeutet: „Was hat dich dazu veranlasst?“ Sie antwortete: „Ich sagte (mir): Wenn er ein König ist, dann befreie ich mich von ihm, und wenn er ein Prophet ist, dann wird er gewarnt!“ Bischr Ibn Al-Barâ‘ befand sich beim Propheten (s). Er hatte etwas von dem Essen geschluckt und starb daran. Aufgrund seiner Barmherzigkeit, hatte der Prophet (s) der Frau (das, was sie ihm angetan hatte) vergeben, doch als Bischr starb, wurde sie zur Vergeltung hingerichtet.

Allah schützte Seinen Propheten (s) davor, getötet oder gefangen genommen zu werden, trotz all der Kriege und Mordversuche, die die Ungläubigen unternahmen, um ihn und seinen Ruf loszuwerden.

Die Feinde des Propheten (s) versuchten ihm nach seinem Tode zu schaden, nachdem es ihnen zu dessen Lebenszeit misslungen war.

Im Jahre 557 nach der Hidschra, während der Herrschaft  des rechtschaffenen, enthaltsamen Sultan Mahmûd Nûruddîn Zinki, versuchten die Feinde der Muslime den edlen Körper des Propheten (s) zu stehlen. Zur Verrichtung dieser gefährlichen Aufgabe rekrutierten sie zwei Kriminelle. Sie brachen nach Medina auf und trugen muslimische Kleidung. Sie trugen ihre Anbetungshandlungen und Frömmigkeit zur Schau und spendeten viel Geld für die Armen in Medina, bis die Menschen sie sehr liebten. Unterdessen beschäftigten sie sich jede Nacht mit der Ausgrabung eines unterirdischen Tunnels, von dem Zimmer, in dem sie nahe der Prophetenmoschee lebten.

Sie gruben bis sie zur Wand des Zimmers des Propheten (s) gelangten. Bekanntlich werden Propheten dort begraben, wo sie sterben. Deshalb wurde der Prophet (s) in ‘‘ischas Zimmer begraben, das an die Mosche angrenzte. Mit dem ersten Schlag gegen die Wand des edlen Grabes des Propheten (s), sah Sultan Mahmûd diesen (s) in einem Traum. In diesem Traum zeigte der Prophet (s) auf zwei blonde Männer mit rötlicher Hautfarbe und bat darum, vor ihnen gerettet zu werden.

Sultan Mahmûd schreckte aus dem Schlaf auf. Er verrichtete die rituelle Gebetswaschung, betete so viel, wie Allah ihm ermöglichte und legte sich wieder Schlafen. Abermals sah er den Propheten (s) auf dieselben beiden Männer zeigen und den Sultan darum bitten, ihn zu retten. Der Sultan wachte abermals erschrocken auf, verrichtete die rituelle Gebetswaschung, betete zwei Gebetseinheiten und legte sich wieder Schlafen. Er sah den Propheten (s) zum dritten Mal auf dieselben beiden Männer zeigen, und ihn darum bitten, ihm zu helfen. Der Sultan erwachte aus seinem Schlaf und sagte: „Bei Allah! Hiernach gibt es keinen Schlaf mehr!“

Er rief seinen zuverlässigen und frommen Minister namens Dschamâl Ad-Dîn Al-Musali herbei und erzählte ihm von seinem Traum. Der Minister riet ihm, niemandem davon zu erzählen, und umgehend nach Medina zu reisen. Deshalb brachen sie unverzüglich nach Medina auf und nahmen große Mengen Geld mit. Er betrat die Prophetenmoschee und verrichtete Gebete. Dann setzte er sich zwischen die Kanzel des Propheten und dessen Grab und dachte darüber nach, was er tun könnte. Der zuverlässige Minister versammelte die Menschen, um ihnen mitzuteilen, dass der Sultan gekommen sei, um die Adligen und Reichen zu begrüßen und den Armen Geld zu geben. Deshalb erschienen alle Menschen, um den Sultan zu treffen.

Er wollte dem Sultan ermöglichen, die Gesichter aller Menschen zu sehen. Möglicherweise könnte er die Gesichter erkennen, auf die der Prophet (s) gezeigt hatte. Dies geschah tatsächlich. Der Sultan schrie laut auf und zeigte auf sie.

Der Sultan begleitete sie in ihr Zimmer neben der Prophetenmoschee und trat ein, um Recherchen anzustellen. Er fand lediglich etwas Geld, zwei Exemplare des Heiligen Quran und eine Strohmatte in einem Eck des Zimmers. Allah inspirierte ihn, die Strohmatte zurückzuziehen, um den unterirdischen Tunnel zu entdecken. Er lief hindurch, bis er zur Wand des edlen Prophetengrabes gelangte. Er ordnete an, die beiden Männer auszupeitschen, bis sie ihre niederträchtige Tat, den geehrten Körper des Propheten (s) stehlen zu wollen, zugeben.

Der Sultan ordnete an, die beiden Männer an der Tür des Prophetengrabes hinzurichten. Dann ordnete er an, einen tiefen Graben darum zu graben und diesen mit Beton zu füllen, um weitere derartige Versuche zu verhindern. Schließlich weinte er, da Allah ihn für diese große Ehre auserwählt, und ihn zu einem Mittel gemacht hatte, den geehrten Körper des Propheten (s) zu schützen.

Dieses Ereignis ist ein bedeutender Beleg für den Schutz Allahs für Seinen Propheten (s) - den letzten Propheten - selbst nach dessen Tode. Und dies ist in allen Geschichtsbüchern dokumentiert.

Der Versuch der Feinde des Islam, den geehrten Körper des Propheten (s) zu stehlen, ist ein deutlicher Beleg dafür, dass sie sich seiner Prophetenschaft und der Wahrhaftigkeit seiner Botschaft sicher waren. Bekanntermaßen verwesen die Leichen von Propheten nicht, wohingegen die Leichen anderer Menschen in nur wenigen Monaten zu Staub zerfallen, besonders wenn der gesamte Körper mit Erde bedeckt ist.

Hier stellt sich die Frage, warum die Feinde des Islam, 500 Jahre nach dem Tode des Propheten (s), daran interessiert waren, seinen Leichnam zu stehlen. Es besteht kein Zweifel daran, dass sie sich der Wahrhaftigkeit seiner Botschaft und seines Rufes sicher waren. Es geschah vielmehr aufgrund ihrer Unverfrorenheit und der sie kontrollierenden Undankbarkeit.

Allah gewährte der islamischen Gemeinschaft, von Ihm geleitete Gelehrte, die imstande sind, den Propheten (s), dessen Biographie und Leitbild nach seinem Tode zu verteidigen. Zur Verteidigung dieser großartigen Religion und dieses ehrlichen Propheten, treten sie den Verleumdungen und Lügen entgegen, ohne im Gegenzug Lohn, Geld, Rang oder Herrschaft zu verlangen. All dies ist ein klarer Beleg für den Schutz Allahs für Seinen Propheten nach dessen Tode und bis zum Jüngsten Tag!

Damit stellt sich die Frage: Warum all dieser Schutz für den Propheten (s)? Was beweist dies?

Dies beweist, dass der Schutz von Allah ausging, da Muhammad (s) der letzte Gesandte war, und seine Botschaft alle früheren Botschaften abschließt. Dieser Schutz befähigte den Propheten (s), seine Botschaft zu vollenden und sie in ausgezeichneter Weise zu übermitteln. Dies beweist, dass Muhammad (s) der letzte Prophet und Gesandte war!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Der Schutz und die Fürsorge Allahs für Seinen Propheten sind ein Beleg für dessen Gesandtschaft

 

Dieser Schutz und diese Bewahrung von Allah sind ein Beleg für seine Gesandtschaft.

Allah sagt:

أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى

Dies bedeutet: „Hat Er dich nicht als Waise gefunden und (dir) dann Zuflucht verschafft?“ (Sûra 93:6)

 

‘Abdullâh, der Vater des Propheten, starb noch vor dessen Geburt, seine Mutter starb als er sechs Jahre alt war, sein Großvater starb als er acht Jahre alt war und sein Onkel wurde sein Vormund, der ihn beschützte und die Ungläubigen davon abhielt, ihm zu schaden, bis der Prophet (s) vierzig Jahre alt war und seine Aufgabe antrat. Der Tod seines Onkels, Jahre später, war ein großer Wendepunkt im Leben des Propheten (s).

Nach dem Tode Abu Tâlibs versuchten die unverständigen und törichten Quraisch zunehmend, dem Propheten (s) zu schaden. Deshalb ordnete Allah ihm an, auszuwandern. Er verhalf ihm sogar dazu, vor ihren Augen zu entkommen. Er ging nach Medina, wo die Ansâr (seine Gefährten in Medina) ihn schützten, unterstützten und an seiner Seite kämpften, bis ihnen der Sieg gewährt wurde und die Botschaft verbreitet war. Nun stellt sich die Frage: Warum all dieser Schutz und diese Fürsorge von Allah für Seinen Propheten Muhammad (s)?

Weil er Allahs Prophet war, der letzte Prophet und Gesandte! Aus diesem Schutz und dieser Fürsorge heraus, erzog und schulte Allah Seinen Propheten (s) gründlich. Der Prophet (s) wuchs als Waise auf. Dennoch bezeugten alle seine edlen Manieren, sein angenehmes Gemüt, seine Großzügigkeit und sein gutes Verhalten.

Sie rühmten seine Wahrhaftigkeit, Tugendhaftigkeit, Ehrlichkeit und gute Erziehung. Wer verlieh ihm diese Erziehung und dieses Wertesystem, obwohl er seine Eltern als Kind verlor? Es war einzig Allah!

 

 

 

Seine vollkommene, schöne, reine und prophetische Biographie ist ein Beleg für seine Prophetenschaft (s)

 

Der Prophet (s) wurde im Alter von 40 Jahren entsandt und starb im Alter von 63 Jahren. Seine Entsendung währte 23 Jahre. Vor seiner Entsendung wurde er „der Ehrliche und Vertrauenswürdige“ genannt. Jeder kannte seine Frömmigkeit, Hingabe und guten Manieren. Doch was hielten sie von ihm, nachdem er seinen Ruf begann?

Nachdem der Prophet (s) seinen Ruf begann, wurde er zur Verkörperung des Quran – ein lebendiges, atmendes Beispiel dessen Lehren. Er missachtete Allah niemals. Sein ganzes Leben hindurch war er bekannt für seine schlichte Lebensweise, seine Hingabe, Tugendhaftigkeit und beständige Anbetung Allahs. Folglich wurde er von Allah, als bestes Vorbild für die ganze Welt geschützt.

Gibt es irgendjemanden, der nie eine Sünde begeht? Nicht einmal ein Jahr seines Lebens oder weniger? Zweifellos ist Muhammad (s) wahrlich und wahrhaftig Allahs Gesandter!

Keine Biographie eines Propheten, ausgenommen Muhammads (s), wurde mit allen Aspekten erhalten. Allah bewahrte seine Biografie mit all ihren leuchtenden Details, als deutlichen Beweis für seine Gesandtschaft. Seine Botschaft war die letzte aller von Allah offenbarten Botschaften. Allah bewahrte seine Worte und Taten, trotz der Bestrebungen der Lügner, seine Sunna auszulöschen. Es wird keinen Propheten nach ihm geben und es wird kein Buch nach dem Quran geben! Dieses Buch ersetzt alle früheren Bücher.

Der Prophet Muhammad (s) war das Praxisbeispiel des Quran. Er ist das beste Vorbild und Beispiel, dem in allen Aspekten des Lebens gefolgt werden sollte.

 

Allah sagt:

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا

Dies bedeutet: „Ihr habt ja im Gesandten Allahs ein schönes Vorbild, (und zwar) für einen jeden, der auf Allah und den Jüngsten Tag hofft und Allahs viel gedenkt.“ (Sûra 33:21)

 

 

Der Charakter des Propheten ist ein Beleg für seine Prophetenschaft und Botschaft

 

Allah lobte Seinen Propheten von oberhalb der sieben Himmel für seinen guten Charakter und seine Sittlichkeit.

 

Allah sagt:

وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ

Dies bedeutet: „Und du bist wahrlich von großartiger Wesensart.“ (Sûra 68:4)

 

Seine Ehegattin ‘‘ischa erzählte, dass sein Benehmen dem Quran entsprach. All seine Taten waren vom Quran abgeleitet. Er ärgerte sich einzig dann, wenn etwas gegen den Quran verstieß. Er war nicht vulgär, sprach mit leiser Stimme und vergab denjenigen, die ihm Leid zufügten.

Allah bestätigte das edle Verhalten Seines Propheten. Diese Tatsache ist ausreichend. Sie ist die Bestätigung des Schöpfers, Der ihn aus den besten Elementen und Ursprüngen erwählte. Er erzog ihn gründlich und stattete ihn mit den besten Moralvorstellungen und Eigenschaften aus, sodass er zu einem beispielhaften Vorbild wurde. Ein Mann kam zu ‘‘ischa und fragte sie, wie der Prophet (s) war. Daraufhin bat sie ihn, folgende Quranverse zu rezitieren:

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ * فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

Dies bedeutet: „Den Gläubigen wird es ja wohl ergehen, denjenigen, die in ihrem Gebet demütig sind, und denjenigen, die sich von unbedachter Rede abwenden, und denjenigen, die die (Zahlung der) Abgabe' anwenden, und denjenigen, die ihre Scham hüten, außer gegenüber ihren Gattinnen oder was ihre rechte Hand (an Sklavinnen) besitzt, denn sie sind (hierin) nicht zu tadeln,  - wer aber darüber hinaus (etwas) begehrt, das sind die Übertreter -, und denjenigen, die auf die ihnen anvertrauten Güter und ihre Verpflichtung achtgeben, und denjenigen, die ihre Gebete einhalten. Das sind die Erben, die das Paradies erben werden; ewig werden sie darin bleiben.“ (Sûra 23:1-11)

Nach der Rezitation sagte sie zu ihm: „So war der Prophet!“

Allah bezeugt die Tatsache, dass Sein Prophet vorbildliches Benehmen besaß. Dies ist gewiss ein großartiges Zeugnis, da es vom glorreichen Schöpfer stammt, Der sein Geschöpf aus den reinsten Elementen und Ursprüngen erwählte und entwarf. Er erzog ihn gründlich und stattete ihn mit den edelsten Eigenschaften und edelmütigsten Charakterzügen aus, sodass er (s) zum besten Vorbild und äußerst gnädig wurde. Er (s) wurde zu einem Vorbild für die gesamte Menschheit. Er würdigte sie, erhöhte ihre Stellung, gab ihnen Selbstbewusstsein und brachte die Menschen dazu, sich ihrer Würde bewusst zu werden.

Folgend einige Beispiele für seine Umgangsformen und Moralvorstellungen (s):

Ehrlichkeit und Vertrauenswürdigkeit: Beides wurde ihm bereits vor seinem Ruf zugeschrieben.

Schüchternheit: Er war schüchterner als eine jugendliche Jungfrau.

Großzügigkeit: Er war der großzügigste Mensch, da er sich nicht vor Armut fürchtete.

Vergebung: Er vergab denjenigen, die ihn beleidigten, und tat dies, obwohl er die Möglichkeit hatte, sich zu rächen.

Barmherzigkeit: Er war sowohl mit den Gläubigen als auch mit seinen Feinden barmherzig.

Verwandtschaft: Er war äußerst gütig zu seinen Verwandten.

Treue: Er hielt seine Versprechen in Friedens- und in Kriegszeiten. Er betrog andere nicht, brach keine Versprechen und gab den Menschen ihre anvertrauten Güter zurück.

Selbstlosigkeit: Er gab anderen den Vorzug vor sich selbst. Er bevorzugte das, was bei Allah ist, vor den vergänglichen Freuden des Diesseits.

Gerechtigkeit: Er war überaus gerecht mit sich selbst und seiner Familie. Er war äußerst vorsichtig beim Richten über die Muslime.

Klugheit: Er war klaren Verstandes, besaß Weitblick, ein zartes Gemüt und schnelle Auffassungsgabe. Er löste seine Probleme auf kreative Art und Weise, scharfsinnig und äußerst intelligent.

Mut: Seine Kühnheit und Standhaftigkeit auf dem Schlachtfeld sind hierfür die besten Belege.

Nachsicht: Er war so tolerant wie möglich und großherzig. Er wurde nicht wütend, außer wenn jemand Allah beleidigte.

Bescheidenheit: Er erlaubte den Menschen nicht, zu seiner Begrüßung aufzustehen. Er besuchte die Bedürftigen, gesellte sich zu den Armen und nahm Einladungen von Sklaven an.

Geduld: Er war das beste Beispiel für Geduld. Er blieb geduldig, bis Allah der Allmächtige ihm den Sieg gewährte und die Verbreitung seiner Botschaft zuließ.

Beratung: Er beriet sich mit seinen Gefährten und nahm ihren Rat an. Er ignorierte sie niemals und nahm ihre Meinungen sehr ernst.

Minimalismus: Er führte ein bescheidenes Leben und war mit wenig zufrieden. Allah bot ihm Reichtümer an, doch er zog es vor, einfach und genügsam zu sein.

Frömmigkeit: Er war sehr fromm. Er führte Allahs Anordnungen aus und mied Seine Verbote.

Gute Behandlung: Er war umgänglich, behandelte die Menschen gütig, ging liebevoll mit ihnen um und bemühte sich um ihre Zuneigung.

Kameradschaft: Er ging liebevoll und zuvorkommend mit den Menschen um und behandelte sie gut. Er besuchte seine Gefährten und half ihnen, wenn sie in Bedrängnis waren.

Edelmut: Er war weder gemein noch hinterlistig.

 

Dies sind einige Beispiele für sein (s) Benehmen. Viele konkrete Situationen könnten erwähnt werden. Wir haben diese Eigenschaften jedoch zusammengefasst, damit sie als Leitbild zur Befolgung dienen.

Diese göttliche Fürsorge bereitete seinen Körper und Verstand, seine Seele und seinen Charakter darauf vor, die Botschaft des Lichts, der Güte, Rechtschaffenheit und Tugendhaftigkeit für seine Zeitgenossen und für die ganze Welt überbringen zu können. Muhammad (s) ist wahrlich Allahs Gesandter!

 

 

 

 

 

 

Sein Benehmen und Betragen sind ein Beleg für seine Prophetenschaft

 

Folgend eine Zusammenfassung seines Betragens und Benehmens:

Er gedachte Allahs ständig.

Er schwieg, solange es nicht nötig war zu sprechen.

Er begann und beendigte all seine Aussagen im Namen Allahs. Er benutzte wenige Worte, die jedoch große Bedeutung hatten und verständlich waren.

Er verhielt sich nicht rau und unfein.

Er war nicht heißblütig.

Er war nicht gemein oder niederträchtig.

Er hatte immer ein Lächeln auf seinem Gesicht.

Er ärgerte sich nicht seiner selbst halber, sondern einzig Allahs halber.

Er scherzte mit seinen Gefährten.

Er sagte immer einzig die Wahrheit.

Sein Lachen war lediglich ein Lächeln.

 

Dies sind lediglich einige wenige seiner guten Eigenschaften und Taten. Er ist wahrlich und wahrhaftig Allahs Gesandter!

 

 

 

 

 

 

 

Seine körperliche Verfassung ist ein Beleg für seine Prophetenschaft

 

Der Charakter eines Menschen wird durch dessen körperliche Fitness und ein schönes Gesicht betont. Allah erwählte ihn für diese große, himmlische Aufgabe. Deshalb stattete Er ihn mit einem attraktiven Gesicht und einem schönen Erscheinungsbild aus. Hier eine Liste seiner körperlichen Merkmale:

Sein Gesicht leuchtete wie ein Vollmond.

Er war gepflegt und attraktiv.

Er hatte weiße Haut mit einem leicht rötlichen Teint.

Sein Gesicht war rund wie ein Vollmond.

Er war nicht korpulent und sein Gesicht war nicht angeschwollen.

Er hatte weiche Wangen.

Er hatte natürlich dunkel gefärbte Augen, als wären sie mit Kajal gefärbt. Seine Wimpern waren lang und unterlegten seine Schönheit.

Er hatte zwei lange, dünne, unverbundene Augenbrauen.

Er hatte schöne große Augen.

Er hatte eine breite Stirn, eine dünne Nase und volle Lippen.

Er hatte Freiräume zwischen den Zähnen, als würde Licht sie durchscheinen.

Er hatte dunkle schwarze Haare, die weder rau noch geschmeidig waren.

Er hatte einen dichten Bart.

Sein Hals war wie der Hals einer Puppe und rein wie Silber.

Er war gutgebaut: Weder dick noch dünn, weder groß noch klein.

Er hatte breite Schultern und eine breite Brust.

Seine Stimme war kräftig, besaß jedoch eine gewisse Sanftheit, die ihre Schönheit und ihren Anmut mehrte.

Er war fesselnd wenn er sprach und bedächtig wenn er schwieg.

Wenn er sich ärgerte, wurde sein Gesicht rot wie Granatapfelkörnchen.

Er hatte immerzu ein Lächeln auf seinem Gesicht und blickte nicht finster drein.

Er roch immer gut.

Zwischen seinen Schultern befand sich das taubeneiförmige Zeichen der Prophetenschaft.

Er war der Attraktivste unter all seinen Gefährten.

‘Ali Ibn Abu Tâlib sagte: „Niemand war ihm ebenbürtig. Ich habe niemanden gesehen und werde niemanden sehen, der so schön aussieht wie er!“

 

Al-Barâ‘ beschrieb den Propheten wie folgt: „Er hatte das schönste Gesicht und Benehmen aller Menschen!“

Einst fragte jemand, ob das Gesicht des Propheten (s) wie ein Schwert sei. Die Antwort lautete: „Nein, es war wie der Mond!“

Dschâbir Ibn Samrâ‘ sagte: „Ich blickte den Propheten (s) in einer klaren Nacht an, und danach den Mond. Er trug ein rotes Gewandt und ich empfand, dass er schöner war als der Mond!“

Ka’b Ibn Mâlik sagte: „Wenn er zufrieden war, sah sein Gesicht aus wie ein Teil des Mondes!“

Ar-Rabî’a Bint Mu’âdh sagte: „Wenn ich ihn sah, war es, als würde die Sonne aufgehen!“

Anas Ibn Mâlik sagte: „Ich hatte niemals Seide berührt, die weicher war als die Hand des Propheten, noch hatte ich ein Parfüm gerochen, das angenehmer war als der Geruch des Schweißes des Propheten (s)!“

Abu Huraira (möge Allah mit ihm zufrieden sein!) beschrieb den Propheten (s) wie folgt: „Ich habe niemanden Schöneres als ihn gesehen! Es ist als würde der Sonnenschein mit seinem Gesicht mitwandern. Niemand läuft so zügig wie er. Es ist als würde der Boden vor ihm geebnet werden. Wir müssen uns sehr anstrengen (zügig zu laufen), doch für ihn ist es mühelos!“

 

 

 

 

 

Ein Dialog zwischen Islam, Christentum und Judentum

 

Dr. Zaghlul Al-Naggar reiste im Jahr 1977 nach Amerika. Er war auf Studienurlaub und reiste als Gastprofessor zur Universität Kalifornien in Los Angeles.

Im Monat Ramadan traf er in Los Angeles ein. Ein Muslim rief ihn an und berichtete ihm, dass es eine Konferenz geben wird, die seit ungefähr drei Jahren geplant war, und von Islam, Christentum und Judentum handelt.

Der vorgesehene Vertreter des Islam konnte nicht teilnehmen. Deshalb bat man ihn darum, teilzunehmen und über den Islam zu sprechen.

Zunächst lehnte Dr. Zaghlul dies ab, da er dachte, dass die Angelegenheit sorgfältiger vorbereitet werden sollte. Er beschloss, nicht an der Konferenz teilzunehmen. Eine halbe Stunde später rief ihn ein Professor für (sogenannte) vergleichende Religionswissenschaft an, sagte, dass er bereits von Dr. Zaghlul gehört hätte, und lud ihn dazu ein, für den Islam zu sprechen. Er machte deutlich, dass die Abwesenheit einer islamischen Stimme ein schlechtes Licht auf die Konferenz werfen würde.

Er bat Dr. Zaghlul inständig um dessen Teilnahme, auch wenn nur zur Beantwortung der Fragen der Leute, und meinte, er müsse keine offizielle Rede vorbereiten.

Also willigte Dr. Zaghlul ein, teilzunehmen und über den Islam zu sprechen. Als er zur Universität gelangte, sah er eine große Menschmenge, die gekommen war, um an der Konferenz teilzunehmen. Etwa 4000 oder 5000 Menschen waren zur Unterstützung des Christentums gekommen – mindestens 10 bis 15 Menschen als Vertreter für jede Kirche. Für etwa 200 Synagogen kamen Repräsentanten, um für die Juden zu sprechen. Dr. Zaghlul hatte nicht gedacht, dass so viele Menschen anwesend sein würden. Am Eingang der Universität stand eine Person, die eine abgedruckte Rede für die Juden verteilte und eine weitere Person, die eine abgedruckte Rede für die Christen verteilte. Für die Muslime war jedoch niemand da.

Eine bekannte Persönlichkeit für christliche Belange in Amerika ging auf Dr. Zaghlul zu und stellte sich vor. Er fragte Dr. Zaghlul nach dessen Status im Islam. Sicherlich eine merkwürdige Frage. Doch Dr. Zaghlul antwortete, dass er ein Geologe sei, und es im Islam keinen derartigen Status gibt. Der christliche Herr war überrascht und fragte, wie das sein könne. Soweit er wisse, könnten einzig Pfarrer für das Christentum und einzig Rabbiner für die Juden sprechen.

Dieser Pfarrer teilte Dr. Zaghlul mit, dass sie sich auf der Konferenz beim Sprechen in chronologischer Reihenfolge abwechseln würden. Dies bedeutete, dass der Jude - ein Professor in sogenannter vergleichender Religionswissenschaft – zuerst über das Judentum sprechen wird und dann der Pfarrer über das Christentum. Anschließend würde Dr. Zaghlul die Gelegenheit bekommen, über den Islam zu sprechen.

Dr. Zaghlul dankte Allah, dass sie in dieser Reihenfolge verfahren werden. Er dachte sich, dass es zumindest eine gute Gelegenheit sei, sich ihre Reden anzuhören, was ihm dabei helfen wird, diese zu erörtern.

Als der Jude sich auf seine Rede vorbereitete, rückte er weiter und setzte sich auf die linke Seite. Der christliche Pfarrer blickte Dr. Zaghlul an, entschuldigte sich und meinte, dass sie bereits vor laufenden Kameras seien, und er nicht in der Lage sei, die Reihenfolge zu ändern. Die Reihenfolge sei gegen seinen Willen verändert worden, und Dr. Zaghlul sei nun der erste, der spricht. Er ergänzte, dass jeder von ihnen ungefähr 20 Minuten sprechen darf.

Der Doktor bat Allah um Hilfe und gebrauchte seine komplette Redezeit. Das Thema seiner improvisierten Rede war: Der Islam ist nicht nur auf Muhammads Gesandtschaft beschränkt, auch wenn er durch diese vervollständigt wurde. Der Islam war die heilige Botschaft von Adam (Frieden sei auf ihm!) bis Muhammad (s) und wird dies bis zum Tage der Auferstehung bleiben.

„Wir glauben an all die vorherigen Botschaften und deren Propheten, doch diese vorherigen Botschaften sind in ihrer ursprünglichen Form verloren gegangen. Der Glaube kann nicht auf Grundlage menschlicher Vorstellungskraft errichtet werden, die durch mündliche Überlieferungen von einer Generation zur anderen weitergegeben wird. Es muss Anweisungen geben, die von einer unverfälschten Offenbarung Allahs stammen, aufgezeichnet wurden, und völlig frei von jeglicher menschlicher Beeinflussung sind.

Wirft man erneut einen Blick auf die Heiligen Schriften, so erkennt man, dass einzig der Heilige Quran diese Vorgaben erfüllt. Er liegt noch immer in der Sprache vor, in der er erstmals offenbart wurde – mit denselben Worten, Buchstaben und Zeichen. Das liegt daran, dass er von Allah dem Allmächtigen bewahrt wurde.

Betrachtet man jedoch die Bibel genauer, so stellt man fest, dass die älteste Bibel auf Altgriechisch niedergeschrieben wurde. Jesus (Frieden sei auf ihm!) sprach jedoch nicht Griechisch. Wie können wir also mutmaßen, dass dies die echten Worte Jesus (Frieden sei auf ihm!) seien?

Bibelwissenschaftler können belegen, dass während der Herrschaft des Byzantinischen Reichs in einer Ortschaft in der Südtürkei ein christliches Konzil abgehalten wurde. An diesem Ort wurden über 3000 Evangelien gesammelt, allerdings wurden lediglich drei oder vier davon zu heiligen Büchern auserwählt. Die übrigen wurden für ketzerisch erklärt. Die auserwählten Bücher stützten sich auf die griechische Zivilisation – eine Zivilisation, die auf Polytheismus und Götterpluralität beruhte. Diese Verquickung brachte die aktuelle Bibel hervor, die auf Polytheismus, einer Vielzahl an Göttern, Dreifaltigkeit, der Göttlichkeit Jesus (Frieden sei auf ihm!) und übertriebener Verehrung seiner Mutter basiert.

Gott wechselt jedoch keine Kleider, isst, trinkt, schläft oder handelt nicht, wie erschaffene Wesen!

Wir respektieren, schätzen und glauben gänzlich an Jesus (Frieden sei auf ihm!), genauso wie wir an das Wunder seiner Geburt, das Wunder seines Sprechens aus der Wiege, die Wunder, die er während seines Lebens vollbrachte und die Wahrhaftigkeit seiner Gesandtschaft glauben. Wir lehnen es jedoch gänzlich ab, ihm Göttlichkeit zuzuschreiben.

Dasselbe glauben wir über das Judentum: Ist es wahres Judentum? Juden behaupten heute die Kinder und Lieblinge Gottes zu sein. Andere Menschen sind für sie nichts weiter als Tiere, die erschaffen wurden, um ihnen zu dienen. Ist dies eine religiöse Botschaft? Moses (Frieden sei auf ihm!) ist völlig schuldlos an derartigen Behauptungen. Kann Religion lediglich auf eine Menschenrasse beschränkt sein? Ganz im Gegenteil! Religion ist eine Botschaft an alle Menschen!

Juden haben keine Religion. Sie sind engstirnig, rassistisch und bekennen sich einzig zu sich selbst.“

Mit dieser Anmerkung beendete Dr. Zaghlul seine Rede. Daraufhin wurde dem Pfarrer das Wort gegeben, um über das Christentum zu sprechen. Die Themen, über die Dr. Zaghlul gesprochen hatte, waren auf der Agenda der Konferenz nicht abgedruckt. Deshalb mussten die beiden folgenden Sprecher auf ihre vorbereiteten Reden verzichten.

Als Dr. Zaghlul von dieser Situation berichtete, merkte er an, dass beide Professoren, der Pfarrer und der jüdische Rabbiner in (sogenannter) Vergleichender Religionswissenschaft spezialisiert waren. Beide besaßen einen Doktortitel und genossen großes Ansehen in ihrer jeweiligen Kirche beziehungsweise Synagoge. Der christliche Pfarrer war jedoch praktisch sprachlos. Er sprach gerade einmal acht Minuten, da er kein einziges Thema, das Dr. Zaghlul aufgeworfen hatte, beantworten konnte. Danach war der jüdische Rabbiner, der zur Rechtfertigung des Judentums sprach, an der Reihe. Er war ein israelischer Kriegsveteran und hatte bei der Versöhnung zwischen Ägypten und Israel eine Funktion gehabt. Er hatte es faustdick hinter den Ohren, sprach jedoch lediglich 12 Minuten lang. Er gestand ein, dass die Aussage seines „muslimischen Freundes“ wahr sei: Juden glauben, dass Gott einzig für Israel ist. In diesem Augenblick verließen Leute den Saal und gaben Unmutsäußerungen von sich, da die meisten von ihnen Christen waren.

Der jüdische Rabbiner erkannte, dass er einen großen Fehler gemacht hatte. Doch als er versuchte, diesen zu korrigieren, wollte Allah, dass er sogar einen noch entsetzlicheren macht. Dr. Zaghlul schwor, dass er nach Beendigung der Reden, auf dem Weg zum Teetrinken, nicht zum Teeausschank gelangte, da ihn eine große Menschenmenge umgab, um sich über den Islam zu erkundigen. Der Doktor ergänzte, dass wenn er 10.000 Exemplare einer Quran-Übersetzung mitgebracht hätte, er sie allesamt hätte verteilen können.

Danach kehrten die Redner zum Podium zurück, um Fragen zu beantworten. Die Veranstaltung dauerte bis Mitternacht, obwohl geplant war, dass sie um 22.00 Uhr endet. Der Doktor schwor, dass die Anwesenden einzig ihm Fragen stellten. Sie fragten nach dem Islam. Sie fragten, was der Quran über Jesus (Frieden sei auf ihm!) sagt.

Nach der Konferenz traten sie an ihn heran, um sich von ihm zu verabschieden und sagten: „Wir wussten nicht, dass der Islam mit derartigem Respekt über Jesus spricht. Wir wussten nicht, dass der Islam Jesus anerkennt und seine Wunder für wahr hält!“

Sie baten ihn um Erlaubnis, die Veranstaltung im Fernsehen auszustrahlen, und er willigte ein. Dieses Ereignis war ein großer Erfolg für den Islam. Nachdem das Programm ausgestrahlt wurde, blieb Dr. Zaghlul ein Jahr lang in Amerika. Während dieser Zeit verging kein Tag, ohne dass er einen Anruf von jemandem erhielt, der sich über den Islam erkundigte.

Eines Tages besuchte ihn eine amerikanische Frau, die ihre Annahme des Islam bekanntgegeben hatte. Sie arbeitete für das Pentagon, erzählte ihm jedoch, dass sie kündigen wolle. Als Dr. Zaghlul sie nach dem Grund fragte, antwortete sie, dass es einen Krieg zwischen den Arabern und Israel gibt, und da sie für die US Armee arbeite, sie sich an diesem Krieg beteiligen müsse, etwa durch das Senden von Waffen oder Informationen. Sie könne es jedoch nicht mit sich vereinbaren, ihr eigenes Volk zu bekämpfen. Sie nannte die Muslime „ihr Volk“ und wollte es nicht bekämpfen.

Da haben wir es! Die Bekundung Intellektueller und angesehener Persönlichkeiten im Westen. Sie sagen: „Trotz all der verblüffenden wissenschaftlichen und technologischen Entwicklungen, die wir erlangt haben, und trotz der gewaltigen konjunkturellen Entwicklung und der finanziellen und medialen Dominanz des Westens – trotz alledem, zerfällt unsere Zivilisation allmählich. Wir leiden an spiritueller Nachlässigkeit!“

Und sie sagen über uns: „Ist es nicht ironisch, dass wir eine zeitgenössische Zivilisation vorfinden, die wissenschaftlich, technologisch, wirtschaftlich, informationell, militärisch und politisch angeschlagen ist, und trotzdem hohe spirituelle Werte und strikte, korrekte Normen für moralisches Verhalten wahrt?“

Wir müssen begreifen, dass der Wert dieser Religion so bedeutend ist, dass es ohne sie keinen Erfolg und keine Entwicklung im Diesseits und im Jenseits geben kann!

 

 

Konkrete Belege beweisen die Glaubhaftigkeit dieser großartigen Religion

Der Islam ist die wahre Religion und der einzig sichere Weg im Diesseits und im Jenseits

 

Wir beobachten häufig, wie Ungläubige sich trotz ihrer unterschiedlichen Glaubensvorstellungen und gegenseitigen Bezichtigungen zu einem starken Kollektiv zusammenschließen. Sie vergessen all ihre Interessenskonflikte und gegensätzlichen Glaubensvorstellungen. Wenn sie sich im Krieg befinden, bringen sie diese Unterschiede in Einklang und bilden eine gemeinsame Front. Sie lassen ihre Streitigkeiten und Konflikte außer Acht, wenn sie den Vormarsch und die Verbreitung des Islam spüren.

Dies ist nicht verwunderlich, da Falschheit vielerlei Formen annimmt! Sie ist einzig aufgrund ihrer Formenvielfalt mit anderen Formen der Falschheit verbunden.

 

Die Wahrheit ist dagegen ein einziger Weg. Sie kann sich mit keinem Aspekt der Falschheit verbinden oder damit einhergehen. Sie ist ein einziges Licht von Allah, wohingegen Falschheit eine Kombination aus sich in Millionen Richtungen gabelnden Dunkelheiten ist.

Als der Prophet (s) mit der Wahrheit entsandt wurde und den Islam als Religion verkündete, versammelten sich die Juden und bezogen Stellung gegen ihn.

Obwohl die Juden eine Heilige Schrift besaßen, verfälschten sie diese und bezichtigten ihre Propheten der Lüge.

Sie töteten ihre Propheten und verfälschten ihre Biographien. Sie glaubten nicht an die Einzigkeit Allahs. Die Heuchler unter ihnen gaben vor zu glauben, während sie ihren Unglauben verbargen. Die Christen beteten einen Menschen an und schrieben ihm Göttlichkeit zu. Es gab auch Steinanbeter, die Götzen und Felsen anbeteten.

All diese verschiedenen Parteien hassten und verunglimpften sich gegenseitig. Mit dem Aufkommen des Islam stellten sie jedoch ihre Streitigkeiten und gegenseitigen Konflikte ein. Das liegt daran, dass sie alle lediglich Ausprägungen der Falschheit sind, die sich gegenseitig gewachsen sind. Der Islam dagegen ist die einzige Wahrheit und ein Licht von Allah. Daher umfasst er keine Parteien oder Sekten.

 

Wenn die Muslime lediglich an den Lehren des Islam, dem Gesetz ihres Gottes und der Sunna ihres Propheten (s) festhalten würden, wären sie immer siegreich. Der beste Beleg hierfür sind die Prophetengefährten. Als sie an ihrer Religion festhielten und sich an deren Lehren festklammerten, verbreiteten sie den Islam bereits in den ersten 100 Jahren nach der Entsendung des Propheten (s) in viele Regionen der Welt.

Heute können wir sehen, wie sich widerstreitende Gruppen von Ungläubigen und Atheisten gemeinsam gegen den Islam versammelt und vereinigt haben. Das liegt daran, dass sie trotz der großen Glaubensunterschiede, trotz ihres gegenseitigen Hasses und ihrer gegenseitigen Verunglimpfung, sich in einer Sache einig sind: Sie wollen dem Islam die Stirn bieten, ihn zerstören und für immer loswerden.

Die Juden arbeiten Hand in Hand mit den Kuhanbetern, um die Muslime in Palästina und im Kaschmir zu vernichten. Die Kommunisten und die Atheisten beteiligen sich gemeinsam am Töten der Muslime in Tschetschenien. Die Götzenanbeter und die Menschenanbeter verbünden sich, um die Muslime in Afghanistan und in anderen Teilen der Welt zu töten. Wir wären nicht überrascht, zu sehen, wie ein Dieb, ein Vergewaltiger, ein Alkoholiker, ein Mörder, ein Wucherer und ein Verräter sich für ein gemeinsames Interesse verbünden.

Genauso werden sie zur Strafe an einem Ort versammelt – im Gefängnis. Dagegen würden wir niemals sehen, dass ein Mensch, der Allah anbetet und am Quran und an der Sunna festhält, irgendeiner Ausprägung der Falschheit, Zuneigung oder Herzlichkeit entgegenbringt.

Die Wahrheit und deren Licht können sich keinesfalls mit der Unwahrheit und deren Finsternis vermischen!

Momentan behauptet sich der Islam gegenüber dem Unglauben in all dessen verschiedenartigen Formen, und Allah wird dem Islam den Sieg gewähren, wenn dessen Anhänger am Quran, an der Rechtleitung des Propheten (s) und an Allahs Scharia festhalten.

 

 

 

 

 

 

 

 

Fazit

 

Durch all das Dargelegte sollte deutlich geworden sein, dass Muhammad (s) wirklich und wahrhaftig Allahs Gesandter und dass der Quran Allahs Buch ist! Es ist wortgewandt, besitzt wunderbare Bedeutungen und eine präzise Ausdrucksweise und Struktur. Gewiss sind sein erhabenes Ziel und die vor über 1400 Jahren exakt beschriebenen wissenschaftlichen Fakten ein deutlicher Beleg dafür, dass der Quran das Wort Allahs, des Herrn aller Geschöpfe ist.

Durch Allahs Fürsorge, wurde Muhammad (s) auf diese Entsendung vorbereitet, körperlich, geistig, seelisch und äußerlich. Allah der Allmächtige verhalf ihm zur Übermittlung dieser großartigen Botschaft – eine Botschaft der Güte und Tugend, des Lichtes, der Rechtleitung und Wahrheit. Seine Botschaft richtete sich an die ganze Welt, sowohl zu seiner Lebenszeit als auch nach seinem Tode, und bis zum Ende der Zeiten.

 

Allah sagt:

وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ

Dies bedeutet: „…Und dieser Quran ist mir eingegeben worden, damit ich euch und (jeden), den er erreicht, mit ihm warne…“ (Sûra 6:19)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Ein kurzer Appell

 

Nachdem wir aufgrund deutlicher Belege und unwiderlegbarer Beweise erkannt haben, dass Muhammad (s) Allahs Gesandter ist, und nachdem wir fest von der Glaubwürdigkeit seiner Entsendung und Ermahnung überzeugt sind, müssen wir eingestehen, dass all die Anweisungen und Regeln, mit denen der Prophet (s) entsandt wurde, von Allah stammen! Alle Worte und alle Taten des Propheten (s) bergen große Weisheit und großen Nutzen, die Allah der Allmächtige kennt, selbst wenn sie dem Menschen verborgen sind.

Nochmals: Wir müssen eingestehen, dass alle Worte und Taten des Propheten (s) in einem von Allah stattgegebenen und zugelassenen Rahmen erfolgten! Die Feinde des Islam arbeiteten Tag und Nacht daran, dem Propheten (s) auf unterschiedliche Weise zu schaden. Sie taten dies aufgrund ihres Neides, ihrer Boshaftigkeit und ihrer Missgunst gegenüber dem Islam und die Muslime. Es ist nicht verwunderlich, dass sie all ihre Streitigkeiten und Konflikte vergaßen, um sich zur Diskreditierung des Islam und des Propheten (s) miteinander zu verbünden!

Allah ließ sie jedoch scheitern. Er bescherte ihnen lediglich Schmach, Bedauern und Gewissensbisse bis zum Tage der Auferstehung.

Der Islam ist nunmehr auf der ganzen Welt verbreitet. Deshalb sind seine Feinde ihm gegenüber sehr neidisch und gehässig. Sie wissen, dass der Islam die Herzen und Gemüter anzieht, und besitzen nicht die geringste Kraft, ihn aufzuhalten. Sie erkennen, dass ihre Zungen unfähig sind, die Verbreitung dieser großartigen Religion aufzuhalten. Deshalb greifen sie nach Strohhalmen. Als letzter verzweifelter Versuch, ihr Selbstverständnis zu wahren, bleibt ihnen nichts anderes übrig, als zu fluchen, zu schimpfen und zu verleumden.

Sie bemühen sich sehr, die Menschen davon abzuhalten, vom Islam und vom Propheten des Islam zu erfahren. Doch erfreulicherweise ernten sie lediglich Misserfolg, Schmach und Schande. Dagegen nehmen viele Menschen diese großartige Religion an und glauben an Allahs Gesandten (s).

 

Allah sagt:

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ

Dies bedeutet: „Sie wollen gern Allahs Licht mit ihren Mündern auslöschen. Aber Allah wird Sein Licht vollenden, auch wenn es den Ungläubigen zuwider ist. Er ist es, Der Seinen Gesandten mit der Rechtleitung und der Religion der Wahrheit gesandt hat, um ihr die Oberhand über alle Religion zu geben, auch wenn es den Götzendienern zuwider ist.“ (Sûra 61:8-9)

 

Wir sollten ihnen nicht zuhören! Wir sollten ihre Lügen und ihre Beleidigungen einfach ignorieren! Der Islam ist die einzig wahre Religion. Wäre sie es nicht, hätte sie so geendet, wie sie begann: Erdrückt unter den Füßen ihrer Feinde. Der Islam ist das Licht, das die Finsternis durchdringt, da alles, was er umfasst, richtig und wahr ist. Muhammad (s) ist wirklich und wahrhaftig Allahs Gesandter (s), wie von vielen Beweisen, Zeichen und Wundern belegt!

Muhammad (s) konnte Allah dem Allmächtigen gegenüber nicht ungehorsam sein. Er sagte und tat was immer Ihn erfreute.

Allah unterstützte ihn, sowohl zu Lebzeiten als auch nach dem Tode, und der Islam ist nun überall, in allen Himmelrichtungen verbreitet. Statistiken liefern unbestreitbare Belege dafür. Der Islam ist die wahre Religion und der Gesandte (s) ist der Prophet der Wahrheit!

Wir müssen Allah für dieses gesegnete Geschenk, den Islam danken, und dafür, dass Er uns dazu veranlasste, an Muhammad (s) zu glauben! Er ist die begnadete Barmherzigkeit und der großzügige Segen, der die Flagge der Wahrheit hisste. Um Allah für diesen großen Segen zu danken, sollten wir:

1 – Am Quran festhalten, der unserem Propheten (s) offenbart wurde, um die ganze Welt rechtzuleiten! Wir sollten ihn gründlich und bedächtig lesen, anderen lehren und auswendig lernen!

Wir sollten ihn studieren, die Bedeutungen seiner Wörter lernen und ihn so verstehen, wie die Gefährten des Propheten (s) ihn verstanden! Wir sollten Allahs Anweisungen befolgen und Seine Verbote meiden! Wir sollten den Quran in jedem Aspekt unseres Lebens praktisch umsetzen: Bei der Anbetung und beim sozialen Zusammenwirken! Wir sollten mit dem Quran leben, wie es der Prophet (s) tat! Der Quran ist der feste Strick, den Allah zu bewahren versprach, um die gesamte Menschheit rechtzuleiten.

2 – Dem ehrlichen Propheten (s) in all seinen Worten, Taten, Gesten und Bewegungen folgen! Er war der Prophet, der von Allah zur Übermittlung des Quran auserwählt wurde. Wir sollten in seine Fußstapfen treten, an seiner Sunna festhalten, und seinen Weg beschreiten! Er ist der Wegweiser zu Allah und zur Erlangung Seines Wohlgefallens.

3 – Diese großartige Religion und Muhammad (s), das Siegel aller Propheten, verteidigen und den Feinden des Islam entgegentreten! Wir sollten zusammenhalten und den Ruf: „Es gibt keinen Gott außer Allah!“ emporheben! Der Prophet kämpfte sein ganzes Leben lang für diesen Ruf. Mit ihm könnten wir die ganze Welt besitzen und im Diesseits und im Jenseits glücklich sein.

4 – Hart dafür arbeiten, diese großartige Religion zu verbreiten, andere dazu einladen und ihre erhabenen Lehren und leitenden Gesetze gebieten!

5 – Die ganze Welt über die Lebensgeschichte Muhammads (s), mit all seinen guten und sanftmütigen Eigenschaften informieren! Er war ein praktisches Beispiel, das alle Zeichen der Vortrefflichkeit mit soliden Moralvorstellungen verband.

6 – Den Menschen von den Lebensgeschichten der Prophetengefährten berichten, die er (s) gut ausbildete! Man sollte mit Abu Bakr As-Siddîq, ‘Umar Ibn Al-Khattâb, ‘Uthmân Ibn ‘Affân und ‘Ali Ibn Abu Tâlib beginnen und bis zum letzten Mitglied dieser edlen Gruppe, bekannt als die Gefährten, fortfahren, da sie diese großartige Religion nach dem Propheten (s) in der ganzen Welt verbreiteten! Auf der ganzen Welt hat die Menschheit, was ihre Liebe, Treue, Aufopferung und Zurücknahme gegenüber dem Propheten (s) betrifft, niemals Ihresgleichen gesehen.

Allah erwählte den Propheten als letzten Propheten und Gesandten. Er erwählte außerdem seine Gefährten, um diese großartige Religion bestens zu schützen und zu verbreiten. Sie glaubten ihm, vertrauten ihm und unterstützen ihn, bis er imstande war, seinen Ruf zu verbreiten und seine Botschaft zu übermitteln. Nach seinem Tode opferten sie sich selbst und ihr Geld, um diese großartige Religion auf der ganzen Welt zu verbreiten.

___

Wir sollten kurz innehalten, um eine ernstzunehmende Tatsache bezüglich der Schiiten auszuführen, die hauptsächlich im Iran und im Libanon leben! Sie verfluchen und verunglimpfen alle Prophetengefährten, außer dreien oder vieren. Sie beleidigen sie, beneiden sie und verbreiten Lügen über sie. Sie sprechen schlecht über ‘‘ischa, die Ehefrau des Propheten (s) und Tochter von Abu Bakr As-Siddîq, und über Hafsa, die Ehefrau des Propheten (s) und Tochter von ‘Umar Ibn Al-Khattâb. Es gibt sehr viele Beispiele für ihren eindeutigen Unglauben und ihre verdorbenen Gesetze.

Allerdings ist es nicht verwunderlich, dass sie sich so verhalten, da diese fehlgeleitete Gruppe in der Hauptsache von einem Juden gegründet wurde, der vorgab, Muslim zu sein: ‘Abdullâh Ibn Saba.

Es ist unsere Verantwortung, ihre unverfrorenen Lügen zu widerlegen! Unter der sogenannten „Taqia“ verbergen sie ihre Glaubensvorstellungen in ihren Herzen, aus Angst vor den Menschen. Sprich: Wenn man sie und ihre Lügen und Beleidigungen kritisch hinterfragt, leugnen sie, jemals etwas Derartiges gesagt zu haben. Sie versuchen die Menschen dazu zu bringen, sich ihnen anzuschließen und ihre Lügen zu verbreiten (wie es die „Hisbollah“ – sprich die „Partei Gottes“, wie sie sich selbst nennen – und ihr Anführer im Libanon tun). Deshalb müssen wir ihnen mit den Lügen, die in ihren alten und neuen Büchern veröffentlicht sind, entgegentreten! Dann - und nur dann - werden sie machtlos sein, ihre Aussagen abzustreiten oder zu verleugnen.

 

Folgend einige islamische Bücher, die ihren Unglauben und ihre Lügen aufzeigen:

„Für Allah, Dann Geschichte“, von Al-Said Hussain Al-Musâwî. Er war einst ein schiitischer Gelehrter, der sie verließ und der Sunna folgte, nachdem er zur Wahrheit geleitet wurde. Nachdem er dieses Buch schrieb, in dem er sie entblößte und ihre Aussagen sammelte und widerlegte, wurde er ermordet.

„Tolerierst du die Schiiten?“, von Abu Ibrahîm Al-Katîbi Hischam Ibn Muhammad.

„Die Glaubensvorstellungen der Schiiten“, von ‘Abdullâh Ibn Muhammad As-Salafi.

 

Wir sollten wissen, dass die Schiiten gefährlicher sind, als Juden oder Christen! Wenn man einen Juden fragen würde, wer die Besten unter ihnen sind, würde er antworten: „Moses Gefährten.“ Ein Christ würde sagen: „Jesus Jünger.“ Wenn man jedoch einen Schiiten fragen würde, wer die Schlimmsten unter ihnen sind, würden sie unverfroren antworten: „Die Gefährten Muhammads (s).“ Wir sollten die Menschen dazu ermuntern, die Biographien der Prophetengefährten – Abu Bakr, ‘Umar, ‘Uthmân und ‘Ali – zu lesen, und ihnen zu folgen!

Viele Verse im Heiligen Quran und prophetische Hadithe erklären die Gunst der Prophetengefährten.

___

 

7 – Der ganzen Welt über das Leben der Ehegattinnen des Propheten (s), der Mütter der Gläubigen, ‘Âischa, Hafsa und den restlichen Ehegattinnen berichten!

 

Um diese zu ehren, sagt Allah der Allmächtige:

لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا

Dies bedeutet: „Darüber hinaus ist dir weder erlaubt, Frauen zu heiraten noch sie gegen (andere) Gattinnen einzutauschen, auch wenn ihre Schönheit dir gefallen sollte, mit Ausnahme dessen, was deine rechte Hand (an Sklavinnen) besitzt. Und Allah ist Wächter über alles.“ (Sûra 33:52)

 

Dies verdeutlicht ihren Status bei Allah dem Allmächtigen, Der sie als Ehefrauen Seines letzten Propheten und Gesandten akzeptierte. Wir müssen sie gegen die Schiiten verteidigen, die sie verfluchen und verunglimpfen, während sie vorgeben, die Familie des Propheten (s) zu lieben! In Wirklichkeit scheuen sie keine Mühen, sie herabzuwürdigen und zu beleidigen. Der Gründer ihrer Sekte war ‘Abdullâh Ibn Saba, der fälschlich und heuchlerisch vorgab, den Islam anzunehmen. Die Ehefrauen des Propheten (s) sind ausgezeichnete Vorbilder für uns und für alle muslimischen Frauen!

Wir müssen belegen, dass Allah sie akzeptierte und als Ehefrauen des letzten Propheten (s) erwählte!

8 -  Wir müssen sehr gelehrsam sein und uns alle Mühe geben, unter den Mitgliedern der islamischen Gemeinschaft das religiöse Wissen zu mehren!

Um unsere großartige Religion zu verteidigen, müssen wir die Sunna befolgen! Wir müssen diesen Weg einschlagen, da dies der Weg ist, den der Prophet (s) und dessen Gefährten beschritten! Wir müssen die unwissenden und fehlleitenden Gruppen meiden, die täglich erscheinen und wiedererscheinen!

9 – Wir müssen die Fahne der Wissenschaft und der islamischen Gelehrten hochhalten! Wir müssen sie respektieren und preisen, da sie die Erben der Propheten sind! Propheten hinterlassen Wissen, kein Geld. Unsere islamischen Gelehrten sind die eigentliche Kampffront, die die Feinde des Islam niemals durchdringen werden!

Wir müssen muslimische Gelehrte, die vertrauenswürdig sind und sicheres Wissen besitzen, unterstützen, da muslimische Gelehrte die Erben des Propheten (s) sind!

10 – Wir müssen Allah dem Allmächtigen Tag und Nacht für den großen Segen danken, den Er uns gewährte – den Segen des Islam!

 

Allah sagt:

إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

Dies bedeutet: „Wenn ihr ihm nicht helft, so hat Allah ihm (schon damals) geholfen, als diejenigen, die ungläubig waren, ihn als einen von Zweien vertrieben; als sie beide in der Höhle waren und als er zu seinem Gefährten sagte: ‚Sei nicht traurig! Gewiss, Allah ist mit uns!‘ Da sandte Allah Seine innere Ruhe auf ihn herab und stärkte ihn mit Heerscharen, die ihr nicht saht, und erniedrigte das Wort derjenigen, die ungläubig waren, während Allahs Wort (doch) das hohe ist. Allah ist Allmächtig und Allweise.“ (Sûra 9:40)

 

Allah ist der Unterstützer Seines Propheten (s) und wir sollten uns alle Mühe geben, dieser großartigen Religion zum Sieg zu verhelfen! Die Religion, die Allah für uns erwählte, um Glückseligkeit im Diesseits und im Jenseits zu erlangen.

Wir bitten Allah den Glorreichen und Erhabenen darum, uns das zu gewähren, was Er liebt und an dem Er Wohlgefallen hat! Und möge Er den ehrlichen Propheten, den letzten Gesandten in Ehren halten und ihm Wohlergehen schenken! 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقارنة بين ئالإسلام والنصرانية واليهودية والاختيار بينهم{Comparison between .. Islam, Christianity and Judaism /and choose between them}

Comparison between .. Islam, Christianity and Judaism /and choose between them  المقارنة بين .. الإسلام والنصرانية واليهودية .. والاختيار ...