جاري فوري

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 مايو 2023

جامع ادلة الاحكام الاسلامية ( العبادات الاسلاميه بادلتها التفصيلية ) صبحي محمود عميره



 

جامع ادلة الاحكام الاسلامية

( العبادات الاسلاميه بادلتها التفصيلية )

تصنيف: صبحي محمود عميره

 بسم الله الرحمن الرحيم:

الحمد لله ان هدانا للاسلام, ونسأله أن يوفقنا للعمل باحكامه, وان يبعدنا عن الغرور والزلل, وأن بهدينا للعمل بالقرآن وسنة النبي العدنان, فما اكثر الكلام وقلة العمل.

وانه ليسعدني ان هذا الكتاب لتقف علي دقائق ديننا العظيم, ولنعلم في ديننا اسرار لم نقف عليها, واكتفيتا بالمألوف ... فمثلا تقلاأ قول الله تعالي في سورة الانبياء: {{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ }}. ولم نكلف انفسنا بمعرفة ادريس وذا الكفل. وستجد عزيزي القاريء فوائد مثيرة نافعة. ان القرآن وقفات وسنة النبي زاخرة بالعظات, فعلينا بالقرآن والسنة بالمنهج الوسط, ولندع التشدد فأنه قاتل للدين.

  {{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة : 3] }}.

{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان بمكة لم تكن إلا فريضة الصلاة وحدها ، فلما قدم المدينة أنزل الله الحلال والحرام إلى أن حج ؛ فلما حج وكمل الدين نزلت هذه الآية.

{ وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً } نزلت في يوم الحج الأكبر وقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى عمر ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما يبكيك" ؟ فقال : أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذ كمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "صدقت".

وروى مجاهد أن هذه الآية نزلت يوم فتح مكة.

{{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة : 286] }}.

  كتاب الايمان والاسلام - كتاب الطهارة - كتاب الصلاة - كتاب الصيام -كتاب الزكاة – كتاب الحج ))

  = فبين له صلى الله عليه وسلم أن التعمق والتشدد ينافي قاعدة شريعته صلى الله عليه وسلم من التسهيل والتيسير.

= أن أعرابيا بال في المسجد فقاموا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تزرموه: لا تقطعوا عليه بوله )

= الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي به في الأرض ؛ فأما في السماء فحسد إبليس لآدم ، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل.

= سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل وسئل عن هذا الحديث الذي روي أن السنة قاضية على الكتاب فقال ما أجسر على هذا أن أقوله ولكني أقول إن السنة تفسر الكتاب وتبينه.

= قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني فأطال اللبث ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول ( وإن سرق وإن زنى ).

= قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة . قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ).

= فكفر تارك الصلاة ليس بكفر جحود ولا يوجب التخليد في الجحيم, لانه كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق.

= أطيعوا السلطان في سبعة : ضرب الدراهم والدنانير ، والمكاييل والأوزان ، والأحكام والحج والجمعة والعيدين والجهاد. قال سهل : وإذا نهى السلطان العالم أن يفتي فليس له أن يفتي ، فإن أفتى فهو عاص وإن كان أميرا جائرا.

= وإن صلوا بنا وكانوا فسقة من جهة المعاصي جازت الصلاة معهم ، وإن كانوا مبتدعة لم تجز الصلاة معهم إلا أن يخافوا فيصلي معهم تقية وتعاد الصلاة .

"إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا".

= "هما فجران فأما الذي كأنه ذنب السرحان فإنه لا يحل شيئا ولا يحرمه وأما المستطيل الذي عارض الأفق ففيه تحل الصلاة ويحرم الطعام".

قلنا لحذيفة : أي ساعة تسحرت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ قال : "هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع".

= مسالة فقهية غامضة: وتلك طامة كبري لمن يفتي بغير تفحص ادلة الاحكام كاملة.

= قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال ( إني لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين )

= عن الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أدركه الفجر وهو جنب فليقضِ ذلك اليوم )، ثم إن أبا هريرة أخبر بأنه رواه عن الفضل ، ولما نقل له أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً رجع عن الفتيا بهذا الحديث

= ( فلا يضرك ان كان تطوعا ) - ( صوما مكانه يوما اخر )

= إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ويفطرني إذا صمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس

= دعا رجل إلى طعام فقال رجل إني صائم فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعاكم أخاكم وتكلف لكم أفطر وصم يوما مكانه أن شئت

= وقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم ( تعاليا إنها صفية بنت حيي ) . قالا سبحان الله يا رسول الله قال ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا ).

= إِنَّكم لَتُحَدِّثُونا بأحاديث ما نجدُها في القرآن

= اخراج زكاة الفطر عن الصبى: وتعلق من لم يوجبها بأنها تطهير والصبى ليس محتاجا إلى التطهير لعدم الاثم.

= ومعلوم أن السؤال فيه شيء من الذل ومن الإهانة لأنفسهم، وفيه شيء من الصغار والإذلال، فأمر بأن يعطوا في هذا اليوم ما يكفيهم ذلك اليوم أو أياماً بعده، فيتصدق هؤلاء على هؤلاء حتى يستغنوا، ويخرجها الجميع.

= ودل الكتاب والسنة على أن الحج على التراخي لا على الفور: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}: وهذه السورة نزلت عام أحد بالمدينة سنة ثلاث من الهجرة ولم يحج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سنة عشر.

= ذروني ما تركتكم. فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم. وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه

= وكان الفضل رجلا وضيئا أي جميلا وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها

= وقد صارت " رابغ " ميقات أهل مصر والشام، ومن يمر عليها بعد ذهاب معالم " جحفة ")

= والمزدلفة سميت بذلك لمجيئ إليها في زلف من الليل أي ساعات

= فطافوا بالبيت، وسعوا بين الصفا والمروة، وقصروا من رءوسهم أو حلقوا وتحللوا، وكان ذلك في اليوم الرابع أو اليوم الخامس من شهر ذي الحجة، وبقوا متحللين، فلبسوا اللباس، وتطيبوا، وأتوا النساء، فأحل لهم التقصير والتقليم والنكاح ونحو ذلك مما كان محرماً عليهم بسبب الإحرام، ثم بقوا على حلهم إلى اليوم الثامن فأحرموا بالحج.

= وربا الجاهلية موضوع. وأول ربا أضع ربانا. ربا عباس بن عبدالمطلب. فإنه موضوع كله

صبحي محمود عميره

  كتاب الايمان والاسلام

  = قال ( أتدرون ما الإيمان بالله وحده ) . قالوا الله ورسوله أعلم قال ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغن الخمس ) . ونهاهم عن أربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزقت . وربما قال ( المقير . وقال ( احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم ). = وقال ما الإسلام ؟ قال ( الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) . قال ما الإحسان ؟ قال ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .

الملاحظ ان الاسلام والايمان واحد. والحقيقة ان الايمان معرفة بالقلب, والاسلام اداء بالاركان.

  (( اصول الايمان ( الايمان بالله - الايمان بالملائكة - التصديق بالكتب المنزلة - الايمان والتصديق بالرسل - الايمان باليوم الاخر ) - حقيقة الايمان - فصل في نوعي الكفر - علامات الايمان –

تنزيه الانبياء والرسل - ايقاظ امة الاسلام - باب الاسلام دين الدنيا والاخرة ))

  ( ادلة الاحكام ): باب اصول الايمان

  ( الايمان بالله اولا ثم الملائكة ثم الكتب المنزلة ثم الرسل ثم اليوم الاخر ).

= {{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة : 285] }}.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان؟. قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالعبث ) .

قال ما الإسلام؟. قال ( الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) .

قال ما الإحسان؟. قال ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .

قال متى الساعة؟. قال ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله ) . ثم تلا النبي صلى الله عليه و سلم { إن الله عنده علم الساعة } الآية ثم أدبر فقال ( ردوه ) فلم يروا شيئا فقال ( هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم ).

المعجم الوسيط:

( الإيمان ) التصديق و شرعا التصديق بالقلب و الإقرار باللسان.

( الإسلام ) إظهار الخضوع و القبول لما أتى به محمد صلي الله عليه وسلم والدين الذي جاء به

اولا- الايمان بالله:

  {{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة : 255] }}.

= و"الحي": اسم من أسماء الله الحسنى. ويقال : إنه اسم الله تعالى الأعظم. ويقال : إن عيسى ابن مريم عليه السلام كان إذا أراد أن يحيي الموتى يدعو بهذا الدعاء : يا حي يا قيوم.

= "القيوم": القائم بتدبير ما خلق. ومعناه القائم على كل نفس بما كسبت حتى يجازيها بعملها ، من حيث هو عالم بها لا يخفى عليه شيء منها. وقال ابن عباس : معناه الذي لا يحول ولا يزول. والقيوم الذي لا بدئ له. (تفسير القرطبي ).

واقول: الحي القيوم الذي بقوم به كل شيء في الدنيا والاخره, وهو غنب عن كل شيء.

= (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ): فنفى عز وجل أن تأخذه سنة ولا نوم. والسنة من الرأس ، والنعاس في العين ، والنوم في القلب.

= عن أبي هريرة مرفوعا : وقع في نفس موسى عليه الصلاة والسلام هل ينام الله عز وجل فأرسل الله إليه ملكا أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يستحفظ بهما فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطكت يداه فانكسرت القارورتان فضرب الله مثله إن الله عز وجل لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض. وان ابن حبان ذكره في الثقات وحينئذ فهو صحيح.

(يخفض القسط ويرفعه) أي ينقص الرزق باعتبار ما كان يمنحه قبل ذلك ويزيد بالنظر إليه بمقتضى قدره الذي هو تفصيل لقضائه الأول فمحصوله يقلل لمن يشاء ويكثر لمن يشاء بالقسط أو أراد بالقسط العدل الذي يرفع بعدله الطائع ويخفض العاصي وهو إشارة إلى آثار القدرة الكاملة التي لا تقاس عليها غيرها فهو إخبار بأن بيده تصاريف الأمور وتكوينها على ما يشاء وأي زمن شاء وأشار بنوعي الرفع والخفض إلى أن قدرته لا تتعلق بشئ واحد بل يظهر عنها المتضادات والمختلفات والمتماثلات. (( فيض القدير - مسند أبي يعلى - ابن حجر العسقلاني - ابن كثير )).

= قوله {وسع كرسيه}: عن ابن عباس قال : علمه. وسائر الروايات تدل على أن المراد به الكرسي المشهور مع العرش.

= ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ): قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم, والكيف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة. والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار. واستوى على ظهر دابته ؛ أي استقر. واستوى إلى السماء أي قصد. واستوى أي استولى وظهر.

= {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} قال ابن عباس : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله.

واقول: فالعرش وحملة العرش محمولون بقدرة الله.

= {{ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف : 143] }}.

فالله لا يدرك بالعين ولكن يدرك بايمان القلب, وصنعته تدل علي انه موجود. والناس علي اختلاف اعتقاداتهم يجزمون بضرورة وجود الاه للكون. فمنهم من يعبد البقر, ومنهم من يعبد النار ....... ومن الله علي امة الاسلام بالقران الهادى الي سواء السبيل والناطق بوجود الله الواحد الاحد:

{{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص : 1]}}.

= قولونا: اللَّهُ أَحَدٌ ابلغ من قولنا الله الواحد. فانت عندما تقول: ليس في الدار احد, فلا يحتمل وجود غيره. وان قلت: ليس في الدار واحد: يعني وجود الاكثر من الواحد.

صحيح البخارى: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ). اتي الحديث بعدد الاسماء ولم يفصلها.

فتح الباري - ابن حجر: {{ ففي الفاتحة خمسة الله رب الرحمن الرحيم مالك. وفي البقرة محيط قدير عليم حكيم علي عظيم تواب بصير ولي واسع كاف رءوف بديع شاكر واحد سميع قابض باسط حي قيوم غني حميد غفور حليم اله قريب مجيب عزيز نصير قوي شديد سريع خبير. وفي آل عمران وهاب قائم باعث منعم متفضل. وفي النساء رقيب حسيب شهيد مقيت وكيل علي كبير عفو. وفي الانعام فاطر قاهر مميت غفور برهان لطيف خبير قادر. وفي الأعراف محيي مميت. وفي الانفال نعم المولى ونعم النصير. وفي هود حفيظ مجيد ودود فعال لما يريد قريب مجيب. وفي الرعد كبير متعال. وفي إبراهيم منان صادق وارث. وفي الحجر خلاق. وفي مريم صادق وارث فرد. وفي طه غفار. وفي المؤمنين كريم. وفي النور حق مبين نور. وفي الفرقان هاد. وفي سبأ فتاح. وفي الزمر عالم. وفي المؤمن غافر قابل ذو الطول شديد رفيع. وفي الذاريات رزاق ذو القوة المتين. وفي الطور بر. وفي اقتربت مقتدر مليك. وفي الرحمن ذو الجلال والاكرام رب المشرقين ورب المغربين باقي معين. وفي الحديد أول اخر ظاهر باطن. وفي الحشر قدوس سلام مؤمن مهيمن عزيز جبار متكبر خالق باريء مصور ملك. وفي البروج مبديء معيد. وفي الفجر وتر. وفي الإخلاص أحد صمد. وقدم لفظ الله لأنه اسم الذات المقدسة الجامع لجميع الصفات والأسماء الحسنى ووصفه بالعظيم لأنه الشامل لسلب ما لا يليق به واثبات ما يليق به إذ العظمة الكاملة مستلزمة لعدم النظير والمثيل

}}. ما ذكر فهو اجتهاد بشر.

سبل السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله تسعة وتسعين أسما من أحصاها" وفي لفظ "من حفظها دخل الجنة" متفق عليه. وساق الترمذي وابن حبان الأسماء والتحقيق أن سردها إدراج من بعض الرواة. اي لا اصل له بحديث عن النبي. ولو كان في سرد اسماء الله تعالي فائدة لبينه الرسول صلي الله عليه وسلم.

تحفة الأحوذي: ( الرحمن الرحيم ) هما اسمان مشتقان من الرحمة وهما من أبنية المبالغة ورحمان أبلغ من رحيم والرحمن خاص لله لا يسمى به غيره ولا يوصف. والرحيم يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رحيم ولا يقال رحمن, فيكون من أسماء الصفات.

ونستخلص من ذلك: ان الله اسم الذات, والرحمن اسم صفات, والرحيم اسم افعال.

ثانبا- الايمان بالملائكة:

  {{ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ [البقرة : 98] }}.

تفسير القرطبي: كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك.

وعن مكحول قال : القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن. وقال يحيى بن أبي كثير : السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب بقاض على السنة. قال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل وسئل عن هذا الحديث الذي روي أن السنة قاضية على الكتاب فقال ما أجسر على هذا أن أقوله ولكني أقول إن السنة تفسر الكتاب وتبينه.

صحيح البخارى: عن أبي ذر رضي الله عنه قال : خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي وحده وليس معه إنسان قال فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد قال فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال ( من هذا ) . قلت أبو ذر جعلني الله فداءك قال ( يا أبا ذر تعال ) . قال فمشيت معه ساعة فقال ( إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا ) . قال فمشيت معه ساعة فقال لي ( اجلس ها هنا ) . قال فأجلسني في قاع حوله حجارة فقال لي ( اجلس ها هنا حتى أرجع إليك ) . قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني فأطال اللبث ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول ( وإن سرق وإن زنى ) . قال فلما جاء لم أصبر حتى قلت يا نبي الله جعلني الله فداءك من تكلم في جانب الحرة ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا ؟ قال ( ذلك جبريل عليه السلام عرض لي في جانب الحرة قال بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت يا جبريل وإن سرق وإن زنى ؟ قال نعم ) . قال قلت وإن سرق وإن زنى ؟ قال ( نعم وإن شرب الخمر ).

وأن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ) . فنزلت { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا } . إلى آخر الآية . قال كان هذا الجواب لمحمد صلى الله عليه و سلم .

صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني}[14/إبراهيم/ الآية-36] الآية وقال عيسى عليه السلام: إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم [5/المائدة/ الآية-118] فرفع يديه وقال "اللهم! أمتي أمتي" وبكى. فقال الله عز وجل: يا جبريل! اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله. فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال. وهو أعلم. فقال الله: يا جبريل! اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك.

صحيح البخارى: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم . قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي ؟ قال تقول يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني ؟ قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني ؟ قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألونني ؟ قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها ؟ قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون ؟ قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها ؟ قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها ؟ قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم . قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة . قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ).

صحيح ابن حبان: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام ).

المستدرك للحاكم: عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان عندها فسلم علينا رجل من أهل البيت و نحن في البيت فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فزعا فقمت في أثره فإذا دحية الكلبي فقال : هذا جبريل يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة. وإن دحية الكلبي كان رجلا تاجرا وكان قبل أن يسلم إذا أقبل بتجارته إلى المدينة خرج الناس ينظرون إلى ما جاء به فيشترون

جامع الاصول لابن الاثير: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : {{ « اللَّهمَّ رَبَّ جبريلَ ومِيكائِيل ، وربَّ إسرافيل ، أَعوذ بك من حرِّ النار ، وعذاب القبر» }}.

فتح الباري - ابن حجر: عن محمد بن جبير بن مطعم أنه سمع عليا يقول هبت ريح شديدة لم أر مثلها ثم هبت ريح شديدة وأظنه ذكر ثالثة فكانت الأولى جبريل والثانية ميكائيل والثالثة إسرافيل وكان ميكائيل عن يمين النبي صلى الله عليه و سلم وفيها أبو بكر وإسرافيل عن يساره.

ثالثا- التصديق بالكتب المنزلة:

  = نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ

الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [آل عمران : 3 ، 4] }}.

تفسير القرطبي: عن أبي ذر قال قلت : يا رسول الله كم كتابا أنزل الله ؟ قال : "مائة كتاب وأربعة كتب أنزل الله على شيث خمسين صحيفة وعلى أخنوخ ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان" .

"وأنزل التوراة والإنجيل" والتوراة معناها الضياء والنور مشتقة من ورى الزَّنْد ووَرِيَ لغتان إذا خرجت ناره. وقيل : التوراة مأخوذة من التورية ، وهي التعريض بالشيء والكتمان لغيره ؛ فكأن أكثر التوراة معاريض وتلويحات من غير تصريح وإيضاح. {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء : 48] يعني التوراة.

والإنجيل: من النَّجْل وهو الأصل ، ويجمع على أناجيل وتوراة على تَوَار ؛ فالإنجيل أصل لعلوم وحكم. وقيل : هو من نجلت الشيء إذا استخرجته ؛ فالإنجيل مستخرج به علوم وحكم. والنجل الماء الذي يخرج من النز. واستنجلت الأرض ، وبها نجال إذا خرج منها الماء ، فسمي الإنجيل به ؛ لأن الله تعالى أخرج به دارسا من الحق عافيا. وقيل: الإنجيل كل كتاب مكتوب وافر السطور.

القاموس الفقهي: {{ التوراة : الكتاب المنزل على موسى عليه السلام . - عند أهل الكتاب : أسفار موسى الخمسة : التكوين ، والخروج ، واللاويين ، والعدد ، والتثنية . - العهد القديم كله . وفي التنزيل العزيز : ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ).

والانجيل : كتاب الله المنزل على عيسى عليه السلام .

وفي القرآن الكريم : ( ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون . الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل ) ( الاعراف : 156 - 157 ) . }}.

= {{ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ [المائدة : 66] }}.

= {{ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا [النساء : 163] }}.

الموسوعة الفقهية الكويتية: الزّبور : فعول من الزّبروهو الكتابة ، بمعنى المزبور أي : المكتوب . وجمعه : زبر . والزّبور : كتاب داود على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام ، كما أنّ التّوراة هي المنزّلة على موسى عليه الصلاة والسلام ، والإنجيل هو المنزّل على عيسى عليه الصلاة والسلام . والقرآن المنزّل على محمّدٍ صلى الله عليه وسلم . قال اللّه تعالى : { وآتينا داود زبورًا } . وكان مائةً وخمسين سورةً ، ليس فيها حكم ، ولا حلال ، ولا حرام ، وإنّما هي حكم ومواعظ ، والتّحميد والتّمجيد والثّناء على اللّه تعالى.

صحيح البخارى: عن أبيه أنه أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( إنما بقاءكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا.

ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا حتى إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا.

ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين.

فقال أهل الكتابين أي ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطا ونحن كنا أكثر عملا؟. قال الله عز و جل هل ظلمتكم من أجركم من شيء ؟ قالوا لا قال فهو فضلي أوتيه من أشاء ).

القران يثني علي الكتب السماوية السابقة

***************************

= {{ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة : 44] }}.

تفسير القرطبي: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ} أي بيان وضياء وتعريف أن محمدا صلى الله عليه وسلم حق. {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} قيل : المراد بالنبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، وعبر عنه بلفظ الجمع. وقيل : كل من بعث من بعد موسى بإقامة التوراة ، وأن اليهود قالت : إن الأنبياء كانوا يهودا. وقالت النصارى : كانوا نصارى ؛ فبين الله عز وجل كذبهم. ومعنى {أَسْلَمُوا} صدقوا بالتوراة من لدن موسى إلى زمان عيسى عليهما السلام وبينهما ألف نبي ؛ ويقال : أربعة آلاف. كانوا يحكمون بما في التوراة. وقيل : معنى {أَسْلَمُوا} خضعوا وانقادوا لأمر الله فيما بعثوا به. وقيل : أي يحكم بها النبيون الذين هم على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم والمعنى واحد. الربانيون العلماء الحكماء والأحبار. قال ابن عباس : هم الفقهاء : والحبر والحبر الرجل العالم وهو مأخوذ من الحبير وهو التحسين ، فهم يحبرون العلم أي يبينونه ويزينونه ، وهو محبر في صدورهم.

نقطة اعتبارية تبين عظمة النبي محمد

************************

قضي النبي محمد بالرجم علي الزاني اخذا بالتوراة مع ان الرجم لم بثبت بقران ولا سنة.

صحيح البخارى: أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ) . فقالوا نفضحهم ويجلدون فقال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجما.

صحيح البخارى: وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء.

[ ش: ( يحب موافقة أهل الكتاب ) لأنهم أقرب إلى الحق من المشركين عبدة الأوثان وهذا فيما لابد فيه من موافقة أحد الفريقين أما ما أمكن فيه مخالفة الجميع فالمطلوب مخالفتهم فيه كما ثبت في أحاديث كثيرة الأمر بمخالفة أهل الكتاب والنهي عن اتباع طريقتهم ].

صحيح البخارى: سألت عبد الله بن أبي أوفى : هل رجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال نعم قلت قبل سورة النور أم بعد ؟ قال لا أدري. [ ش ( قبل سورة النور ) أي قبل نزول الآيات التي في سورة النور والتي تبين عقوبة الجلد للزاني . قال العيني قد وقع الدليل على أن الرجم وقع بعد سورة النور لأن نزولها كان في قصة الإفك واختلف هل كان سنة أربع أو خمس أو ست والرجم كان بعد ذلك وقد حضره أبو هريرة رضي الله عنه . وإنما أسلم سنة سبع ].

= {{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران : 64] }}.

رابعا- الايمان والتصديق بالرسل:

  = {{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة : 285] }}.

والعقيدة الاسلامية تقوم علي اساس: من يكفر برسول او نبي فقد كفر.

تفسير القرطبي: { لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ } يعني يقولون آمنا بجميع الرسل ولا نكفر بأحد منهم ولا نفرق بينهم كما فرقت اليهود والنصارى.

مجموع الفتاوى: { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } . وَذَمَّ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا فِي الْكُتُبِ وَهُمْ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضٍ دُونِ بَعْضٍ فَيَكُونُ مَعَ هَؤُلَاءِ بَعْضٌ وَمَعَ هَؤُلَاءِ بَعْضٌ كَقَوْلِهِ: { وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }. التَّفْرِيقُ وَالتَّبْعِيضُ قَدْ يَكُونُ فِي الْقَدْرِ تَارَةً وَقَدْ يَكُونُ فِي الْوَصْفِ : إمَّا فِي الْكَمِّ وَإِمَّا فِي الْكَيْفِ كَمَا قَدْ يَكُونُ فِي التَّنْزِيلِ تَارَةً وَفِي التَّأْوِيلِ أُخْرَى ؛ فَإِنَّ الْمَوْجُودَ لَهُ حَقِيقَةٌ مَوْصُوفَةٌ وَلَهُ مِقْدَارٌ مَحْدُودٌ فَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رُسُلِهِ قَدْ يَقَعُ التَّفْرِيقُ وَالتَّبْعِيضُ فِي قَدْرِهِ وَقَدْ يَقَعُ فِي وَصْفِهِ .

فَالْأَوَّلُ مِثْلُ قَوْلِ الْيَهُودِ : نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى دُونَ مَا أُنْزِلَ عَلَى عِيسَى وَمُحَمَّدٍ . وَهَكَذَا النَّصَارَى فِي إيمَانِهِمْ بِالْمَسِيحِ دُونَ مُحَمَّدٍ . فَمَنْ آمَنَ بِبَعْضِ الرُّسُلِ وَالْكُتُبِ دُونَ بَعْضٍ فَقَدْ دَخَلَ فِي هَذَا ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِجَمِيعِ الْمُنَزَّلِ وَكَذَلِكَ مَنْ كَانَ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ يُؤْمِنُ بِبَعْضِ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ دُونَ بَعْضٍ ؛ فَإِنَّ الْبِدَعَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ الْكُفْرِ .

وَأَمَّا " الْوَصْفُ " فَمِثْلُ اخْتِلَافِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي الْمَسِيحِ : هَؤُلَاءِ قَالُوا إنَّهُ عَبْدٌ مَخْلُوقٌ ؛ لَكِنْ جَحَدُوا نُبُوَّتَهُ وَقَدَحُوا فِي نَسَبِهِ وَهَؤُلَاءِ أَقَرُّوا بِنُبُوَّتِهِ وَرِسَالَتِهِ ؛ وَلَكِنْ قَالُوا هُوَ اللَّهُ فَاخْتَلَفَ الطَّائِفَتَانِ فِي وَصْفِهِ وَصَفَتْهُ كُلُّ طَائِفَةٍ بِحَقِّ وَبَاطِلٍ .

صحيح البخارى: عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي. ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟.

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( خبرني بهن آنفا جبريل ) . قال فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها ) . قال أشهد أنك رسول الله.

ثم قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أي رجل فيكم عبد الله بن سلام ) . قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أفرأيتم إن أسلم عبد الله ) . قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه.

واليهود تنكر نبوة نبينا محمد مع انه ذكر في التوراة: {{ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم في التوراة قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } . وحزرا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا }}.

= {{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا [النساء : 163] }.

خامسا- الايمان باليوم الاخر ( يوم القيامة ):

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= {{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [آل عمران : 105 - 107] }}.

سنن الدارمي: عن أنس قال : هكذا كانوا يوصون هذا ما أوصى به فلان بن فلان انه يشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله { وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور } وأوصى من ترك بعده من أهله ان يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم وان يطيعوا الله ورسوله ان كانوا مؤمنين وأوصاهم بما أوصى به إبراهيم بنية ويعقوب { يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } وأوصى ان حدث به حدث من وجعه هذا ان حاجته كذا وكذا.

فتح الباري - ابن حجر: سمي يوم القيامة الساعة لأنها كلمحة البصر ولم يكن في كلام العرب في المدد أقصر من الساعة. جاء إلى عبد الله رجل فقال تركت رجلا في المسجد يفسر هذه الآية يوم تأتي السماء بدخان مبين قال يأتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام. وعن أبي هريرة قال يلقى إبراهيم عليه السلام أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة.

صحيح البخارى - باب يقبض الله الأرض يوم القيامة: عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ).

سنن ابن ماجه: أن أبا هريرة كان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوى السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك . أين ملوك الأرض ).

سنن الترمذي: عن أنس : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج فيوقف بين يدي الله فيقول الله له أعطيتك وخولتك وأنعمت عليك فماذا صنعت ؟ فيقول يارب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به فيقول له أرني ما قدمت فيقول يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به فإذا عبد لم يقدم خيرا فيمضي به إلى النار.

صحيح مسلم: قالت عائشة: قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ "قال: هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة، ليست في سحابة؟" قالوا: لا. قال "فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس في سحابة؟" قالوا: لا. قال "فوالذي نفسي بيده! لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما. قال فيلقى العبد فيقول: أي فل! ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. قال فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني فيقول: أي فل! ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. أي رب! فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك. فيقول: يا رب! آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت. ويثني بخير ما استطاع. فيقول: ههنا إذا.

قال ثم يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك. ويتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه. ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي. فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله. وذلك ليعذر من نفسه. وذلك المنافق. وذلك الذي يسخط الله عليه".

( أي فل ) يا فلان. وقوله أي فل مثل قوله يا فلان.

اذا يوم القيامه لحساب العبد علي ما جنت يداه في الدنيا, ان كان خيرا فخير, وان كان غير ذلك فعلي نفسه, وهذا ما قدمت يداه, ولا بظلم ربك احدا.

***************************************************

( ادلة الاحكام ): باب حقيقة الايمان

))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ).

وأن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ) . قيل ومن يا رسول الله ؟ قال ( الذي لا يأمن جاره بوائقه ). ( بوائقه ) جمع بائقة وهي الظلم والشر والشئ المهلك .

صحيح كنوز السنة النبوية: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه.

صحيح ابن حبان: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر ).

شرح النووي على مسلم: ( لا يؤمن أحدكم): قال العلماء رحمهم الله معناه لا يؤمن الايمان التام.

تحفة الأحوذي: قوله ( لا يؤمن أحدكم ) أي إيمانا كاملا.

صحيح مسلم: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: "والذي نفسي محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار".

صحيح البخارى: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين الرجل تكون له الأمة فيعلمها فيحسن تعليمها ويؤدبها فيحسن أدبها ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران ومؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمنا ثم آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم فله أجران والعبد الذي يؤدي حق الله وينصح لسيده ).

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ).

صحيح مسلم: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابه النبي صلى الله عليه وسلم. فقالوا: فلان شهيد. فلان شهيد. حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلا. إني رأيته في النار. في بردة غلها. أو عباءة" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" يا ابن الخطاب! اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون "قال فخرجت فنادت "ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون".

شرح النووي على مسلم: لا يدخل الجنة أحد ممن مات على الكفر. ولأهل السنة: أن من قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر ولا يقطع له بالنار بل هو فى حكم المشيئة.

صحيح البخارى: عن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } . قلنا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه ؟ قال ( ليس كما تقولون { لم يلبسوا إيمانهم بظلم } بشرك أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } ).

شرح النووي على مسلم: فالصحابة رضى الله عنهم حملوا الظلم على عمومه والمتبادر إلى الافهام منه وهو وضع الشيء فى غير موضعه وهو مخالفة الشرع فشق عليهم إلى أن أعلمهم النبى صلى الله عليه و سلم بالمراد بهذا الظلم.

فتح الباري لابن رجب: عن عطاء قال : كفر دون كفر وظلم دون ظلم ، وفسوق دون فسق.

يعني : أن الفسق قد يكون ناقلا عن الملة كما قال في حق إبليس { فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّه } [ الكهف : 50 ] وقال { وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } [ السجدة : 20 ]. وقد لا يكون الفسق ناقلا عن الملة كقوله تعالى { وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ } [ البقرة : 282 ] ، وقوله في الذين يرمون المحصنات { وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [ النور : 4 ] وقوله : { فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَج } [ البقرة : 197] ، وفسرت الصحابة الفسوق في الحج بالمعاصي كلها ، ومنهم من خصها بما ينهى عنه في الإحرام خاصة .

وكذلك الشرك : منه ما ينقل عن الملة ، واستعماله في ذلك كثير في الكتاب والسنة . ومنه : ما لا ينقل ، كما جاء في الحديث : " من حلف بغير الله فقد أشرك " ، وفي الحديث : " الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل " ، وسمي الرياء : شركا . وتأول ابن عباس على ذلك قوله تعالى { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُون } [ يوسف : 106 ] قال : إن أحدهم يشرك حتى يشرك بكلبه : لولا الكلب لسرقنا الليلة ، قال تعالى : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [ الكهف : 110] . وقد روي أنها نزلت في الرياء في العمل . وقيل للحسن : يشرك بالله ؟ قال : لا ؛ ولكن أشرك بذلك العمل عملا يريد به الله والناس ، فذلك يرد عليه .

سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. ومعنى هذا الحديث قتاله كفر ليس به كفرا مثل الارتداد عن الإسلام والحجة في ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من قتل متعمدا فأولياء المقتول بالخيار إن شاؤوا قتلوا وإن شاؤوا عفوا ولو كان القتل كفرا لوجب. وقد روي عن ابن عباس و طاووس و عطاء وغير واحد من أهل العلم قالوا كفر دون كفر وفسوق دون فسوق.

كتاب الصلاة وحكم تاركها: فصل في الحكم بين الفريقين وفصل الخطاب بين الطائفين:

ومعرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الإيمان والكفر ثم يصح النفي والإثبات بعد ذلك فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما خلفه الآخر. فالإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان. وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب. وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر والصدق شعبة من شعب الإيمان والكذب شعبة من شعب الكفر والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان وتركها من شعب الكفر والحكم بماأنزل الله من شعب الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر والمعاصي كلها من شعب الكفر كما ان الطاعات كلها من شعب الإيمان.

وشعبالإيمان قسمان: قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية:

ومن شعب الإيمان القولية شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان فكذلك من شعبة الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية فكما يكفر بالأتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا اصل. وها هنا أصل آخر وهو ان حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل والقول قسمان قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهوالتكلم بكلمة الإسلام. والعمل قسمان عمل القلب وهو نيته وإخلاصه وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله.

فصل في نوعي الكفر

***************

الكفر نوعان كفر عمل وكفر جحود وعناد:

الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحودا وعنادا من اسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه.

وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده فالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان. وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن اطلقه الله ورسوله عليه فالحاكم بغير ما انزل الله كافر وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد. ومن الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما انزل الله كافرا ويسمى رسول الله تارك الصلاة كافرا ولا يطلق عليهما اسم كافر وقد نفى رسول الله الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه وإذا نفي عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد.

وكذلك قوله لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فهذا كفر عمل.

وكذلك قوله من أتى كاهنا فصدقه أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد.

وقوله إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما.

وقد سمى الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمنا بما عمل به وكافرا بما ترك العمل به فقال تعالى: ( وإذا اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسرى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحيواة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون 2 سورة البقرة / الآيتان 84 و 85 ). فاخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به والتزموه به وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم ثم أخبر أنهم عصوا امره وقتل فريق منهم فريقا وأخرجوهم من ديارهم فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب ثم أخبر انهم يفدون من اسر من ذلك الفريق وهذا إيمان منهم بماأخذ عليهم في الكتاب فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق كافرين بما تركوه منه فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي

وقد اعلن النبي بما قلناه في قوله: ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ). ففرق بين قتاله وسبابه وجعل احدهما فسوقا لا يكفر به والآخر كفر ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العلمي لا الاعتقادي وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الأسلامية والملة بالكلية كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان.

وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم اعلم الأمة بكتاب الله وبالاسلام والكفر ولوازمهما فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين فريقا اخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على اصحابها بالخلود في النار وفريقا جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان فهؤلاء غلوا وهؤلاء جفوا وهدى الله اهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط: فهنا كفر دون كفر ونفاق دون نفاق وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق وظلم دون ظلم.

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب علامات الايمان

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح ابن حبان: سمعت ابن مسعود وهو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( سيكون أمراء من بعدي يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن لا إيمان بعده ). وقال : ( ما كان من نبي إلا كان له حواريون يهدون بهديه ويستنون بسنته ثم يكون من بعدهم أقوام يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما ينكرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل ).

صحيح مسلم: عن عبدالله بن مسعود؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب. يأخذون بسنته ويقتدون بأمره. ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف. يقولون ما لا يفعلون. ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".

شرح النووي على مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخل النار أحد فى قلبه مثقال حبة خردل من ايمان ولا يدخل الجنة أحد فى قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء ).

المعجم الوسيط: ( الخردل ) نبات عشبي حريف من الفصيلة الصليبية ينبت في الحقول و على حواشي الطرق تستعمل بزوره في الطب و منه بزور يتبل بها الطعام الواحدة خردلة و يقال ما عندي من كذا خردلة شيء و يضرب به المثل في الصغر فيقال ( ما عندي خردلة من كذا ).

سنن الترمذي: عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله تعالى يقول { إنما يعمر مساجد الله }.

مشكاة المصابيح: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله تعالى يقول ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ).

تحفة الأحوذي: قوله ( إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد ) أي يخدمه ويعمره وقيل المراد التردد إليه في إقامة الصلاة وجماعته وهذا هو التعهد الحقيقي وهو عمارته صورة ( فاشهدوا له بالإيمان ) أي بأنه مؤمن. وروي: يعتاد بدل يتعاهد وهو أقوى سندا وأوفق معنى لشموله جميع ما يناط به المسجد من العمارة واعتياد الصلاة وغيرها ألا ترى إلى ما أشهد به النبي صلى الله عليه و سلم بقوله فاشهدوا له أي اقطعوا له القول بالإيمان لأن الشهادة قول صدر عن مواطأة القلب على القطع. وقال بن حجر بل التعهد أولى لأنه مع شموله لذلك يشمل تعهدها بالحفظ والعمارة والكنس والتطييب وغير ذلك كما يدل عليه استشهاده عليه السلام بالاية: ( إنما يعمر مساجد الله ) أي بإنشائها أو ترميمها أو إحيائها بالعبادة.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ). وقال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه ).

صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت". شرح النووي على مسلم: وحديث عقبة: ( ان نزلتم بقوم فأمروا لكم بحق الضيف فاقبلوا وان لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذى ينبغى لهم ). وعامة الفقهاء على أنها من مكارم الاخلاق وحجتهم قوله صلى الله عليه و سلم جائزته يوم وليلة والجائزة العطية والمنحة والصلة وذلك لا يكون الا مع الاختيار وقوله صلى الله عليه و سلم فليكرم وليحسن يدل على هذا أيضا اذ ليس يستعمل مثله فى الواجب مع أنه مضموم إلى الاكرام للجار والاحسان إليه وذلك غير واجب وتأولوا الأحاديث أنها كانت في أول الاسلام اذ كانت المواساة واجبة واختلفوا هل الضيافة على الحاضر والبادى أم على البادى خاصة فذهب الشافعى رضى الله عنه: انما ذلك على أهل البوادى لأن المسافر يجد في الحضر المنازل في الفنادق ومواضع النزول وما يشترى من المأكل في الاسواق.

صحيح البخارى: عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( دعه فإن الحياء من الإيمان ). [ ش: ( يعظ أخاه في الحياء ) ينصحه ويعاتبه على كثرة حيائه . ( دعه ) اتركه على حيائه ].

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( الحياء من الإيمان والإيمان من الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار ).

فتح الباري - ابن حجر: الحياء من الإيمان وهو الشرعي الذي يقع على وجه الاجلال والاحترام للأكابر وهو محمود وأما ما يقع سببا لترك أمر شرعي فهو مذموم وليس هو بحياء شرعي وإنما هو ضعف ومهانة وهو المراد بقول مجاهد لا يتعلم العلم مستحي. وكأنه أراد تحريض المتعلمين على ترك العجز والتكبر لما يؤثر كل منهما من النقص في التعليم.

شرح النووي على مسلم: انما جعل الحياء من الايمان وان كان غريزة لانه قد يكون تخلقا واكتسابا كسائر أعمال البر وقد يكون غريزة ولكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية وعلم فهو من الايمان بهذا ولكونه باعثا على أفعال البر ومانعا من المعاصى. وأما كون الحياء خيرا كله ولا يأتى الا بخير فقد يشكل على بعض الناس من حيث إن صاحب الحياء قد يستحى أن يواجه بالحق من يجله فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقد يحمله الحياء على الاخلال ببعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف في العادة وجواب هذا ما أجاب به جماعة من الائمة منهم الشيخ أبوعمرو بن الصلاح رحمه الله أن هذا المانع الذى ذكرناه ليس بحياء حقيقة بل هو عجز وخور ومهانة.

صحيح كنوز السنة النبوي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أفضل المؤمنين إسلاماً من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله تعالى عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل). و(خياركم أحاسنك أخلاقاً). و(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً).

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ).

تحفة الأحوذي: قوله ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) بضم اللام ويسكن لأن كمال الإيمان يوجب حسن الخلق والإحسان إلى كافة الانسان ( وخياركم خياركم لنسائه ) لأنهن محل الرحمة لضعفهن.

فيض القدير: دل على أن حسن الخلق إيمان وعدمه نقصان إيمان ، وأن المؤمنين يتفاوتون في إيمانهم ، فبعضهم أكمل إيمانا من بعض ، ومن ثم كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا لكونه أكملهم إيمانا (وخياركم خياركم لنسائهم) أي من يعاملهن بالصبر على أخلاقهن ونقصان عقلهن ، وطلاقة الوجه ، والإحسان.

صحيح البخارى: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى ). [ ش: ( تراحمهم ) رحمة بعضهم بعضا . ( توادهم ) تحابهم . ( تعاطفهم ) تعاونهم ( الجسد ) الجسم الواحد بالنسبة إلى جميع أعضائه . ( اشتكى عضوا ) لمرض أصابه . ( تداعى ) شاركه فيما هو فيه . ( السهر ) عدم النوم بسبب الألم ( الحمى ) حرارة البدن وألمه ].

شعب الإيمان: ولا ينبغي لمسلم أن يتمنى بقلبه لأخيه من الشر ما يكره لنفسه أو يكره له من الخير ما يتمناه و يحبه لنفسه و إذا عرضت لجماعة المسلمين بلية فلا ينبغي لأحد منهم أن يتسبب إلى الخلاص بإيلام الآخرين و الإغراء بهم بل ينظر لهم كما ينظر لنفسه فإن عجز نظر لنفسه من حيث لا يضرهم. فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثل المؤمنين في تراحمهم و توادهم و تواصلهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى.

فتح الباري - ابن حجر: وأما التوادد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا كما يعطف الثوب عليه ليقويه. وفي صحيح مسلم: ( المؤمنون كرجل واحد إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ). وقوله كمثل الجسد أي بالنسبة إلى جميع أعضائه ووجه التشبيه فيه التوافق في التعب والراحة قوله تداعى أي دعا بعضه بعضا إلى المشاركة في الألم ومنه قولهم تداعت الحيطان أي تساقطت أو كادت قوله بالسهر والحمى أما السهر فلأن الألم يمنع النوم وأما الحمى فلأن فقد النوم يثيرها وقد عرف أهل الحذق الحمى بأنها حرارة غريزية تشتعل في القلب فتشب منه في جميع البدن فتشتعل اشتعالا يضر بالأفعال الطبيعية. قال القاضي عياض: فتشبيهه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيل صحيح وفيه تقريب للفهم وإظهار للمعاني في الصور المرئية وفيه تعظيم حقوق المسلمين والحض على تعاونهم وملاطفة بعضهم بعضا.

صحيح كنوز السنة النبوية: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطُه من ورائه). وقال (المسلم أخو المسلم، لا يظلمهُ ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً، ستره اللهُ يوم القيامةِ).

سبل السلام: "المؤمن مرآة المؤمن" أي المؤمن لأخيه المؤمن كالمرآة التي ينظر فيها وجهه فالمؤمن يطلع أخاه على ما فيه من عيب وينبهه على إصلاحه ويرشده إلى ما يزينه عند مولاه تعالى وإلى ما يزينه عند عباده وهذا داخل في النصيحة.

فيض القدير: معناه كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه من الكبر وتريه قبائح أموره بلين في خفية تنصحه ولا تفضحه.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال { رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } . ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبث في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي ). [ ش: ( أحق ) أولى بالسؤال عن كيفية الإحياء أو الشك فيه لو كان سؤاله شكا ولكنه طلب المزيد من اليقين والاطمئنان . ( ليطمئن ) ليسكن ويصير علم اليقين عندي عين اليقين بالمشاهدة / البقرة 260 / . ( يأوي ) يستند ويعتمد . ( ركن شديد ) قوي وعزيز يمتنع به ويستنصر بذلك صلى الله عليه و سلم إلى قوله تعالى { لو كان أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد } / هود 80 / . قال العيني رحمه الله تعالى وكأنه صلى الله عليه و سلم استغرب ذلك القول وعده نادرا منه إذ لا ركن أشد من الركن الذي كان يأوي إليه . وقال النووي رحمه الله تعالى يجوز أنه نسي الالتجاء إلى الله في حمايته الأضياف أو أنه التجأ إلى الله فيما بينه وبين الله وأظهر للأضياف العذر وضيق الصدر . ( الداعي ) الذي دعاه إلى الخروج من السجن ولأسرعت في الخروج يشير بذلك صلى الله عليه و سلم إلى قوله تعالى { فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن } / يوسف 50 / . وقوله صلى الله عليه و سلم ذلك تواضع منه حيث إنه وصف يوسف عليه السلام بشدة الصبر ولا يعني ذلك قلة صبره صلى الله عليه و سلم أو أنه صلى الله عليه و سلم يشير إلى الأخذ بالأسهل فيما ليس فيه معصية ].

صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "نحن أحق بالشك من إبراهيم. إذ قال: رب أرني كيف تحيى الموتى. قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. ويرحم الله لوطا. لقد كان يأوي إلى ركن شديد. ولو لبثت في السجن طول لبث يوسف لأجبت الداعي".

فتح الباري - ابن حجر: قوله نحن أحق بالشك من ابراهيم قيل المراد نفي الشك عنهما أي لم يشك ونحن كذلك ولو شك لكنا أولى بذلك منه إعظاما لإبراهيم.

شرح النووي على مسلم: معناه ان الشك مستحيل فى حق ابراهيم فان الشك فى احياء الموتى لو كان متطرقا إلى الانبياء لكنت أنا أحق به من ابراهيم وقد علمتم أنى لم أشك فاعلموا ان ابراهيم عليه السلام لم يشك وانما خص ابراهيم صلى الله عليه و سلم لكون الآية. وقد يسبق إلى بعض الاذهان الفاسدة منها احتمال الشك وانما رجح ابراهيم على نفسه صلى الله عليه و سلم تواضعا وأدبا او قبل أن يعلم صلى الله عليه و سلم أنه خير ولد آدم. وقال جماعة من العلماء لما نزل قول الله تعالى أولم تؤمن قالت طائفة شك ابراهيم ولم يشك نبينا فقال النبى صلى الله عليه و سلم نحن أحق بالشك منه فذكر نحو ما قدمته ثم قال ويقع لى فيه معنيان أحدهما أنه خرج مخرج العادة فى الخطاب فان من أراد المدافعة عن انسان قال للمتكلم فيه ما كنت قائلا لفلان أو فاعلا معه من مكروه فقله لى وافعله معى ومقصودة لا تقل ذلك فيه والثانى أن معناه أن هذا الذى تظنونه شكا أنا أولى به فانه ليس بشك وانما هو طلب لمزيد اليقين.

****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب تنزيه الانبياء والرسل

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= {{ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ [الصافات : 79] }}. {{ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الصافات : 109] }}.

{{ سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [الصافات : 120] }}. {{ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ [الصافات : 130] }}.

***********************************************

اسماء الانبياء والرسل صلي الله عليهم وسلم: 1- آدم أبو البشر 2- إدريس 3- نوح 4- إبراهيم

5- إسماعيل 6- إسحاق 7- يعقوب 8- يوسف 9- لوط 10- هود 11- صالح 12- شعيب

13- موسى 14- هارون 15- داود 16- سليمان 17- أيوب 18- ذو الكفل 19- يونس 20- إلياس

21- إليسع 22- زكريا 23- يحيى 24- عيسي بن مريم 25- محمد صلى الله عليه وسلم

001- ادم عليه السلام ابو البشر

*********************

= {{ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [البقرة : 35 ، 36] }}.

تفسير القرطبي: النهي عن ألاكل من الشجرة. وقال ابن مسعود وابن عباس: هي الكرم ، ولذلك حرمت علينا الخمر. وايا كانت هذه الشجرة ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ ) وأكلا فوقعا في المحظور.

= {{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [طه : 120 ، 121] }}.

= {{ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه : 123 ، 124] }}.

صحيح البخارى: : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال آدم يا موسى أصطفاك الله عز وجل بكلامه وخط لك بيده يا موسى : أتلومني على أمر قدّره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى ثلاثا".

وهذا قدر مقدور ليهبط ادم الي الارض ليكون الخلق والذرية.

= {{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة : 27 ، 28] }}.

فادم ابو البشر الاول, اذا لم يكن هناك الا ادم وحواء, ثم ان حواء كانت تلد في البطن الواحده ذكرا وانثي, فولدت لمرتين ولدين وبنتين: وليتم النسل تزوج الولد الاول البنت الثانية, والولد الثاني البنت الاولي. وكانت احدى البنتين اجمل من الثانية فوقعت من نصيب هابيل, وقرر قابيل ان يقتل اخاه اعتراضا علي القدر, فكان ما كان.

تفسير القرطبي: الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي به في الأرض ؛ فأما في السماء فحسد إبليس لآدم ، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل.

فلما تقبل قربان هابيل -لأنه كان مؤمنا- قال له قابيل حسدا : -لأنه كان كافرا - أتمشي على الأرض يراك الناس أفضل مني! { لأَقْتُلَنَّكَ }.

002- إِدْرِيسَ عليه الصلاة والسلام

***********************

={{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا [مريم : 56 ، 57] }}.

تفسير القرطبي: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً} إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبس المخيط ، وأول من نظر في علم النجوم والحساب وسيرها. وسمي إدريس لكثرة درسه لكتاب الله تعالى. وأنزل الله تعالى عليه ثلاثين صحيفة.

{وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. قال وهب بن منبه : كان يرفع لإدريس كل يوم من العبادة مثل ما يرفع لأهل الأرض في زمانه ، فعجب منه الملائكة واشتاق إليه ملك الموت ، فاستأذن ربه في زيارته فأذن له ، فأتاه في صورة آدمي ، وكان إدريس عليه السلام يصوم النهار ؛ فلما كان وقت إفطاره دعاه إلى طعامه فأبى أن يأكل. ففعل به ذلك ثلاث ليال فأنكره إدريس ؛ وقال له : من أنت! قال أنا ملك الموت ؛ استأذنت ربي أن أصحبك فأذن لي ؛ فقال : إن لي إليك حاجة. قال : وما هي ؟ قال : أن تقبض روحي. فأوحى الله تعالى إليه أن اقبض روحه ؛ فقبضه ورده إليه بعد ساعة ، وقال له ملك الموت : ما الفائدة في قبض روحك ؟ قال : لأذوق كرب الموت فأكون له أشد استعدادا. ثم قال له إدريس بعد ساعة : إن لي إليك حاجة أخرى. قال : وما هي ؟ قال أن ترفعني إلى السماء فأنظر إلى الجنة والنار ؛ فأذن الله تعالى له في رفعه إلى السموات ، فرأى النار فصعق ، فلما أفاق قال أرني الجنة ؛ فأدخله الجنة ، ثم قال له ملك الموت : أخرج لتعود إلى مقرك. فتعلق بشجرة وقال : لا أخرج منها. فبعث الله تعالى بينهما ملكا حكما ، فقال مالك لا تخرج ؟ قال : لأن الله تعالى قال {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران : 185] وأنا ذقته ، وقال : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم : 71] وقد وردتها ؛ وقال : {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر : 48] فكيف أخرج ؟ قال الله تبارك وتعالى لملك الموت : "بإذني دخل الجنة وبأمري يخرج" فهو حي هنالك فذلك قوله {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال النحاس : قول إدريس {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} يجوز أن يكون الله أعلم هذا إدريس ، ثم نزل القرآن به. قال وهب بن منبه : فإدريس تارة يرتع في الجنة ، وتارة بعبد الله تعالى مع الملائكة في السماء.

3- نوح عليه السلام

**************

= {{ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ [هود : 36 ، 37] }}.

تفسير القرطبي: قوله تعالى : {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} أي اعمل السفينة لتركبها أنت ومن آمن معك. "بأعيننا" أي بمرأى منا وحيث نراك. وبحفظنا إياك حفظ من يراك. و"بحراستنا" ؛ والمعنى واحد ؛ فعبر عن الرؤية بالأعين ؛ لأن الرؤية تكون بها.

قال : يا رب ما أنا بنجار ، قال : "بلى فإن ذلك بعيني" فأخذ القدوم فجعله بيده ، وجعلت يده لا تخطئ ، فجعلوا يمرون به ويقولون : هذا الذي يزعم أنه نبي صار نجارا. قال : يا رب وأين الخشب ؟ قال : اغرس الشجر. قال : فغرس الساج عشرين سنه ، وكف عن الدعاء ، وكفوا عن الاستهزاء. وكانوا يسخرون منه ؛ فلما أدرك الشجر أمره ربه فقطعها وجففها. فعملها في أربعين سنة.

= {{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [هود : 40 ، 41] }}.

تفسير القرطبي: الأول : أنه وجه الأرض ، والعرب تسمي وجه الأرض تنورا, فإذا رأيت الماء على وجه الأرض فاركب أنت ومن معك.

الثاني : أنه تنور الخبز الذي يخبز فيه ؛ وكان تنورا من حجارة ؛ وكان لحواء حتى صار لنوح ؛ فقيل له : إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك. وأنبع الله الماء من التنور ، فعلمت به امرأته فقالت : يا نوح فار الماء من التنور ؛ فقال : جاء وعد ربي حقا.

الثالث : أنه موضع اجتماع الماء في السفينة.

الرابع : أنه طلوع الفجر ، ونور الصبح ؛ من قولهم : نور الفجر تنويرا.

الخامس : أنه مسجد الكوفة.

السادس : أنه أعالي الأرض ، والمواضع المرتفعة منها.

السابع : أنه العين التي بالجزيرة "عين الوردة". وإنما كان بالشام بموضع يقال له : "عين وردة"

وهذه الأقوال ليست بمتناقضة ؛ لأن الله عز وجل أخبرنا أن الماء جاء من السماء والأرض ؛ قال : {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً} [القمر : 11 - 12].

= {{ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ [هود : 42 ، 43] }}.

فركب نوح ومن معه من المؤمنين, وغرق الكفار بما فيهم ابن نوح النبي, فالايمان لا يورث, والكفر لا يورث.

= {{ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ [هود : 45] }}.

= {{ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود : 46] }}.

تفسير القرطبي

{ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} أي ليس ، من أهلك الذين وعدتهم أن أنجيهم. وقال الجمهور : ليس من أهل دينك ولا ولايتك . وهذا يدل على أن حكم الاتفاق في الدين أقوى من حكم النسب.

4- ابراهبم عليه الصلاة والسلام

*******************

= {{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا [النساء : 125] }}.

تفسير القرطبي: قوله تعالى : {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} إنما سمي الخليل خليلا لأن محبته تتخلل القلب فلا تدع فيه خللا إلا ملأته. وإبراهيم كان محبا لله وكان محبوبا لله. والخليل من الاختصاص فالله عز وجل أعلم فاختص إبراهيم في وقته للرسالة. وقول النبي صلى الله عليه وسلم "وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا " يعني نفسه. وقال صلى الله عليه وسلم : "لو كنت متخذا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا " أي لو كنت مختصا أحدا بشيء لاختصصت أبا بكر رضي الله عنه. ومعنى الخليل : الذي ليس في محبته خلل ؛ فجائز أن يكون سمي خليلا لله بأنه الذي أحبه واصطفاه محبة تامة. وجائز أن يسمى خليل الله أي فقيرا إلى الله تعالى ؛ لأنه لم يجعل فقره ولا فاقته إلا إلى الله تعالى مخلصا في ذلك. والاختلال الفقر ؛ فروي أنه لما رمي بالمنجنيق وصار في الهواء أتاه جبريل عليه السلام فقال : ألك حاجة ؟ قال : أما إليك فلا. فخلق الله تعالى لإبراهيم نصرته إياه. ويقال : لما دخلت عليه الملائكة بشبه الآدميين وجاء بعجل سمين فلم يأكلوا منه وقالوا : إنا لا نأكل شيئا بغير ثمن فقال لهم : أعطوا ثمنه وكلوا ، قالوا : وما ثمنه ؟ قال : أن تقولوا في أوله باسم الله وفي آخره الحمد لله ، فقالوا فيما بينهم : حق على الله أن يتخذه خليلا ؛ فاتخذه الله خليلا. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اتخذ الله إبراهيم خليلا لإطعامه الطعام وإفشائه السلام وصلاته بالليل والناس نيام ". وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا " ؟ قال : لإطعامه الطعام يا محمد . وقيل : معنى الخليل الذي يوالي في الله ويعادي في الله.

والخلة بين الآدميين الصداقة ؛ مشتقة من تخلل الأسراء بين المتخالين. وقيل : هي من الخلة فكل واحد من الخليلين يسد خلة صاحبه.

= {{ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة : 124] }}.

= {{ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم : 37] }}.

تفسير القرطبي: {وَإِذِ ابْتَلَى }: والابتلاء : الامتحان والاختبار ، ومعناه أمر وتعبد.

قوله : {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} قال : ابتلاه الله بالطهارة ، خمس في الرأس وخمس في الجسد : قص الشارب ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسواك ، وفرق الشعر. وفي الجسد : تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والاختتان ، ونتف الإبط ، وغسل مكان الغائط والبول بالماء ، وعلى هذا القول فالذي أتم هو إبراهيم ، وهو ظاهر القرآن.

واختلف العلماء في المراد بالكلمات على أقوال : أحدها : شرائع الإسلام ، وهي ثلاثون سهما ، عشرة منها في سورة براءة : {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} [التوبة : 112] إلى آخرها ، وعشرة في الأحزاب : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب : 35] إلى آخرها ، وعشرة في المؤمنون : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون : 1] إلى قوله : {عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون : 9] وقوله في {سَأَلَ سَائِلٌ} : {إِلاَّ الْمُصَلِّينَ} إلى قوله : {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} . قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما ابتلى الله أحدا بهن فقام بها كلها إلا إبراهيم عليه السلام ، ابتلي بالإسلام فأتمه فكتب الله له البراءة فقال : {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم : 37]. وقال بعضهم : بالأمر والنهي ، وقال بعضهم : بذبح ابنه ، وقال بعضهم : بأداء الرسالة ، والمعنى متقارب. وقال مجاهد : هي قوله تعالى : إني مبتليك بأمر ، قال : تجعلني للناس إماما ؟ قال نعم. قال : ومن ذريتي ؟ قال : لا ينال عهدي الظالمين ، قال : تجعل البيت مثابة للناس ؟ قال نعم. قال : وأمنا ؟ قال نعم. قال : وترينا مناسكنا وتتوب علينا ؟ قال نعم. قال : وترزق أهله من الثمرات ؟ قال نعم. وعلى هذا القول فالله تعالى هو الذي أتم.

5- إسماعيل عليه الصلاة والسلام

***********************

= {{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات : 102] }}.

تفسير القرطبي: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ }: أي شب وأدرك سعيه سعي إبراهيم. وقال الفراء : كان يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة. وقال ابن عباس : هو احتلام. قتادة : مشى مع أبيه. الحسن ومقاتل : هو سعي العقل الذي تقوم به الحجة.

{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }: وَفَدَيْنَا إسماعيل ، وأمه هاجر القبطية ، وهو أكبر ولده ، نقله إبراهيم إلى مكة وهو رضيع. وقيل : كان له سنتان. وولد قبل أخيه إسحاق بأربع عشرة سنة ، ومات وله مائة وسبع وثلاثون سنة. وقيل : مائة وثلاثون. وكان سنه لما مات أبوه إبراهيم عليهما السلام تسعا وثمانين سنة ، وهو الذبيح.

قال ابن عباس : هو الكبش الذي تقرب به هابيل ، وكان في الجنة يرعى حتى فدى الله به إسماعيل. وعنه أيضا : أنه كبش أرسله الله من الجنة كان قد رعى في الجنة أربعين خريفا. وقال الحسن : ما فدي إسماعيل إلا بتيس من الأروى هبط عليه من ثبير ، فذبحه إبراهيم فداء عن ابنه.

= {{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [مريم : 54 ، 55] }}.

تفسير القرطبي: {وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً} قيل : أرسل إسماعيل إلى جرهم. وكل الأنبياء كانوا إذا وعدوا صدقوا ، وخص إسماعيل بالذكر تشريفا له. قوله تعالى : {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ} قال الحسن : يعني أمته. وفي حرف ابن مسعود {وكان يأمر أهله جرهم وولده بالصلاة والزكاة} . {وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً} أي رضيا زاكيا صالحا.

صحيح البخارى: عن سعيد بن جبير قال ابن عباس: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إيراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يتلفت إليها فقالت له آلله الذي أمرك بهذا ؟ قال نعم قالت إذن لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع - حتى بلغ - يشكرون } . وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات . قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( فذلك سعي الناس بينهما ) . فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه - تريد نفسها - ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف . قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يرحم الله أم إسماعيل لو كانت تركت زمزم - أو قال لو لم تغرف من الماء - لكانت زمزم عينا معينا ) .

قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن اله لا يضيع أهله . وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا قال وأم إسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك ؟ فقالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم . قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس ) . فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل.

فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد ؟ قالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة قال فهل أوصاك بشيء ؟ قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول غير عتبة بابك قال ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك الحقي بأهلك فطلقها.

وتزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم ؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم فالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله . فقال ما طعامكم ؟ قالت اللحم . قال فما شرابكم ؟ قالت الماء . قال اللهم بارك في اللحم والماء . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه ) . قال فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه . قال فإذا زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه فلم جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد ؟ قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير قال فأوصاك بشيء قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك قال ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك.

ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ثم قال إن الله أمرني بأمر قال فاصنع ما أمر ربك قال وتعينني ؟ قال وأعينك قال فإن الله أمرني أن أبني بيتا ها هنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } . قال فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك السميع العليم }.

6- إسحاق عليه الصلاة والسلام

*********************

= {{ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ [الصافات : 112] }}.

تفسير القرطبي: {وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ} أي وكلا من إبراهيم وإسحاق ويعقوب جعلناه صالحا عاملا بطاعة الله. وجعلهم صالحين إنما يتحقق بخلق الصلاح والطاعة لهم ، وبخلق القدرة على الطاعة ، ثم ما يكتسبه العبد فهو مخلوق لله تعالى.

وروي أن الملائكة مسحت العجل ، فقام من موضعه فلحق بأمه ، فضحكت سارة عند ذلك فبشروها بإسحاق. ويقال : كان إبراهيم عليه السلام إذا أراد أن يكرم أضيافه أقام سارة تخدمهم ، فذلك قوله : {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ} أي قائمة في خدمتهم. فبشرناها بإسحاق فضحكت ، أي ضحكت سرورا بالولد ، وقد هرمت.

{فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ} لما ولد لإبراهيم إسماعيل من هاجر تمنت سارة أن يكون لها ابن ، وأيست لكبر سنها ، فبشرت بولد يكون نبيا ويلد نبيا ، فكان هذا بشارة لها بأن ترى ولد ولدها.

{وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ } أي ثنينا عليهما النعمة وقيل كثرنا ولدهما ؛ أي باركنا على إبراهيم وعلى أولاده ، وعلى إسحاق حين أخرج أنبياء بني إسرائيل من صلبه.

7- يعقوب عليه الصلاة والسلام

*********************

= {{ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود : 71] }}.

تفسير القرطبي: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ} أي قائمة بحيث ترى الملائكة. قيل : كانت من وراء الستر. وقيل : كانت تخدم الملائكة وهو جالس. وقيل قائمة تصلي. {فَضَحِكَتْ} حاضت ، وكانت آيسة.

وكان اسم سارة زوجة إبراهيم عليه السلام بسارة ، وتفسيره بالعربية لا تلد ، فلما بشرت بإسحاق قيل لها : سارة ، سماها بذلك جبريل عليه السلام. فبشرناها بإسحاق فضحكت ، أي ضحكت سرورا بالولد.

{فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ} لما ولد لإبراهيم إسماعيل من هاجر تمنت سارة أن يكون لها ابن ، وأيست لكبر سنها ، فبشرت بولد يكون نبيا ويلد نبيا ، فكان هذا بشارة لها بأن ترى ولد ولدها.

8- يوسف عليه الصلاة والسلام

*********************

= اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ [يوسف : 9 ، 10] اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ [يوسف : 9 ، 10] }}.

= قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ [يوسف : 17] }}.

= {{ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ [يوسف : 58] }}.

= {{ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ [يوسف : 90 ، 91] }}.

9- لوط عليه الصلاة والسلام

********************

= {{ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ [هود : 79 - 81] }}.

تفسير القرطبي: {وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} إشارة إلى الأضياف. فقد كانوا موليعين باللواط.

وهموا بكسر الباب وهو يمسكه ، قالت له الرسل : تنح عن الباب ؛ فتنحى وانفتح الباب ؛ فضربهم جبريل بجناحه فطمس أعينهم ، وعموا وانصرفوا على أعقابهم يقولون : النجاء ؛ قال الله تعالى : {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} [القمر : 37]. وقال ابن عباس وأهل التفسير : أغلق لوط بابه والملائكة معه في الدار ، وهو يناظر قومه ويناشدهم من وراء الباب ، وهم يعالجون تسور الجدار ؛ فلما رأت الملائكة ما لقي من الجهد والكرب والنصب بسببهم ، قالوا : يا لوط إن ركنك لشديد ، وأنهم آتيهم عذاب غير مردود، وإنا رسل ربك ؛ فافتح الباب ودعنا وإياهم ؛ ففتح الباب فضربهم جبريل بجناحه على ما تقدم.

10- هود عليه الصلاة والسلام

********************

= {{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ [هود : 50 ، 51] }}.

= {{ قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ [الشعراء : 136] }}.

= {{ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ [الشعراء : 139] }}.

11- صالح عليه الصلاة والسلام

*********************

= {{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الشعراء : 141 - 143] }}.

= {{ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ [الشعراء : 155 - 157] }}.

تفسير القرطبي: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} قال ابن عباس : قالوا إن كنت صادقا فادع الله يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عشراء فتضع ونحن ننظر ، وترد هذا الماء فتشرب وتغدو علينا بمثله لبنا. فدعا الله وفعل الله ذلك فـ {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ} أي حظ من الماء ؛ أي لكم شرب يوم ولها شرب يوم ؛ فكانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله أول النهار وتسقيهم اللبن آخر النهار ، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم ، ليس لهم في يوم ورودها أن يشربوا من شربها شيئا ، ولا لها أن تشرب في يومهم من مائهم شيئا.

{فعقروها فأصبحوا نادمين} أي على عقرها لما أيقنوا بالعذاب. وذلك أنه أنظرهم ثلاثا فظهرت عليهم العلامة في كل يوم ، وندموا ولم ينفعهم الندم عند معاينة العذاب. وقيل : لم ينفعهم الندم لأنهم لم يتوبوا ، بل طلبوا صالحا عليه السلام ليقتلوه لما أيقنوا بالعذاب. وقيل : كانت ندامتهم على ترك الولد إذ لم يقتلوه معها. وهو بعيد. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} إلى آخره تقدم. ويقال : إنه ما آمن به من تلك الأمم إلا ألفان وثمانمائة رجل وامرأة. وقيل : كانوا أربعة آلاف. وقال كعب : كان قوم صالح اثني عشر ألف قبيل كل قبيل نحو اثني عشر ألفا من سوى النساء والذرية ، ولقد كان قوم عاد مثلهم ست مرات.

12- شعيب عليه الصلاة والسلام

**********************

= {{ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ [الأعراف : 88] }}.

= {{ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ [هود : 87] }}.

= {{ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ [هود : 94] }}.

تفسير القرطبي: أبوهما وهو شعيب عليه السلام

فسقى لهما ثم تولى إلى الظل ، فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير وذلك أنه كان جائعا خائفا لا يأمن فسأل ربه ولم يسأل الناس فلم يفطن الرعاء وفطنت الجاريتان فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة وبقوله فقال أبوهما وهو شعيب عليه السلام هذا رجل جائع فقالت إحداهما اذهبي فادعيه فلما أتته عظمته وغطت وجهها وقالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فشق على موسى حين ذكرت "أجر ما سقيت لنا" ولم يجد بدا من أن يتبعها لأنه كان بين الجبال جائعا مستوحشا فلما تبعها هبت الريح فجعلت تصفق ثيابها على ظهرها فتصف له عجيزتها وكانت ذات عجز وجعل موسى يعرض مرة ويغض أخرى فلما عيل صبره ناداها يا أمة الله كوني خلفي وأريني السمت بقولك فلما دخل على شعيب إذ هو بالعشاء مهيأ فقال له شعيب اجلس يا شاب فتعشى فقال له موسى عليه السلام : أعوذ بالله فقال له شعيب لم ؟ أما أنت جائع ؟ قال : بلى ولكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من ديننا بملء الأرض ذهبا فقال له شعيب لا يا شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فجلس موسى فأكل فإن كانت هذه المائة دينار عوضا لما حدثت فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل من هذه ، وإن كان لحق في بيت المال فلي فيها نظراء ؛ فإن ساويت بيننا وإلا فليس لي فيها حاجة.

13 - موسي عليه الصلاة والسلام

**********************

= وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس : 90 - 92]

تفسير القرطبي: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} أي نلقيك على نجوة من الأرض. وذلك أن بني إسرائيل لم يصدقوا أن فرعون غرق ، وقالوا : هو أعظم شأنا من ذلك ، فألقاه الله على نجوة من الأرض ، أي مكان مرتفع من البحر حتى شاهدوه.

{بِبَدَنِكَ} بجسد لا روح فيه. قال أبو بكر : لأنهم لما ضرعوا إلى الله يسألونه مشاهدة فرعون غريقا أبرزه لهم فرأوا جسدا لا روج فيه ، فلما رأته بنو إسرائيل قالوا نعم! يا موسى هذا فرعون وقد غرق ؛ فخرج الشك من قلوبهم وابتلع البحر فرعون كما كان.

14- هارون عليه الصلاة والسلام

**********************

= {{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ [يونس : 75] }}.

= {{ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي [طه : 92 - 94] }}.

15- داود عليه الصلاة والسلام

*********************

= {{ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة : 251] }}.

تفسير القرطبي: {وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ} وذلك أن طالوت الملك اختاره من بين قومه لقتال جالوت ، وكان رجلا قصيرا مسقاما مصفارا أصغر أزرق ، وكان جالوت من أشد الناس وأقواهم وكان يهزم الجيوش وحده ، وكان قتل جالوت وهو رأس العمالقة على يده. وكان داود من أرمى الناس بالمقلاع ، فنزل وأخذ مخلاته فتقلدها وأخذ مقلاعه وخرج إلى جالوت ، وهو شاك في سلاحه على رأسه بيضة فيها ثلاثمائة رطل ، فيما ذكر الماوردي وغيره ؛ فقال له جالوت : أنت يا فتى تخرج إلي قال نعم ؛ قال : هكذا كما تخرج إلى الكلب قال نعم ، وأنت أهون. قال : لأطعمن لحمك اليوم للطير والسباع ؛ ثم تدانيا وقصد جالوت أن يأخذ داود بيده استخفافا به ، فأدخل داود يده إلى الحجارة ، فروي أنها التأمت فصارت حجرا واحدا ، فأخذه فوضعه في المقلاع وسمى الله، وأداره ورماه فأصاب به رأس جالوت فقتله ، وحز رأسه وجعله في مخلاته ، وأختلط الناس وحمله أصحاب طالوت فكانت الهزيمة.

= {{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [سبأ : 10 ، 11] }}.

تفسير القرطبي: { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً } بين لمنكري نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أن إرسال الرسل ليس أمرا بدعا ، بل أرسلنا الرسل وأيدناهم بالمعجزات ، وأحللنا بمن خالفهم العقاب.

وهذا الفضل على تسعة أقوال :

الأول : النبوة. الثاني : الزبور. الثالث : العلم ، قال الله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً } . الرابع - القوة ، قال الله تعالى : { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ } الخامس: تسخير الجبال والناس ، قال الله تعالى : { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ } . السادس : التوبة ، قال الله تعالى : { فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ } السابع : الحكم بالعدل ، قال الله تعالى : { يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ } الآية. الثامن : إلانة الحديد ، قال تعالى : { وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ } . التاسع : حسن الصوت ، وكان ، داود عليه السلام ذا صوت حسن ووجه حسن.

{ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ } أي دروعا سابغات ، أي كوامل تامات واسعات ؛ يقال : سبغ الدرع والثوب وغيرهما إذا غطى كل ما هو عليه وفضل منه. { وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ } قال قتادة : كانت الدروع قبله صفائح فكانت ثقالا ؛ فلذلك أمر هو بالتقدير فيما يجمع من الخفة والحصانة. أي قدر ما تأخذ من هذين المعنيين بقسطه. أي لا تقصد الحصانة فتثقل ، ولا الخفة فتزيل المنعة.

16- سليمان عليه الصلاة والسلام

**********************

= {{ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء : 78 ، 79] }}.

تفسير القرطبي: {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} أي رعت فيه ليلا ؛ والنفش الرعي بالليل. يقال : نفشت بالليل ، وهملت بالنهار. وذلك أن داود عليه السلام رأى أن يدفع الغنم إلى صاحب الحرث. وقالت فرقة : بل دفع الغنم إلى صاحب الحرث ، والحرث إلى صاحب الغنم. فلما خرج الخصمان على سليمان وكان يجلس على الباب الذي يخرج منه الخصوم ، وكانوا يدخلون إلى داود من باب أخر فقال : بم قضى بينكما نبي الله داود ؟ فقالا : قضى بالغنم لصاحب الحرث. فقال لعل الحكم غير هذا انصرفا معي. فأتى أباه فقال : يا نبي الله أنك حكمت بكذا وكذا وإني رأيت ما هو أرفق بالجميع.

17- أيوب عليه الصلاة والسلام

***********************

= {{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ [الأنبياء : 83 ، 84] }}.

تفسير القرطبي: وروي أن أيوب عليه السلام كان رجلا من الروم ذا مال عظيم ، وكان برا تقيا رحيما بالمساكين ، يكفل الأيتام والأرامل ، ويكرم الضيف ، ويبلغ ابن السبيل ، شاكرا لأنعم الله تعالى ، وأنه دخل مع قومه على جبار عظيم فخاطبوه في أمر ، فجعل أيوب يلين له في القول من أجل زرع كان له فامتحنه الله بذهاب مال وأهله، وبالضر في جسمه حتى تناثر لحمه وتدود جسمه ، حتى أخرجه أهل قريته إلى خارج القرية ، وكانت امرأته تخدمه. قال الحسن : مكث بذلك تسع سنين وستة أشهر. فلما أراد الله أن يفرج عنه قال الله تعالى له : {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}.

= {{ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص : 43 ، 44] }}.

تفسير القرطبي: كان أيوب حلف في مرضه أن يضرب امرأته مائة جلدة ؛ وفي سبب ذلك أربعة أقوال:

أحدها : ما حكاه ابن عباس أن إبليس لقيها في صورة طبيب فدعته لمداواة أيوب ، فقال أداويه عل أنه إذا برئ قال أنت شفيتني ، لا أريد جزاء سواه. قالت : نعم فأشارت على أيوب بذلك فحلف ليضربنها. وقال : ويحك ذلك الشيطان. الثاني : ما حكاه سعيد بن المسيب ، أنها جاءته بزيادة على ما كانت تأتيه من الخبز ، فخاف خيانتها فحلف ليضربنها. الثالث : ما حكاه يحيى بن سلام: أن الشيطان أغواها أن تحمل أيوب على أن يذبح سخلة تقربا إليه وأنه يبرأ ، فذكرت ذلك له فحلف ليضربنها إن عوفي مائة. الرابع : قيل : باعت ذوائبها برغيفين إذ لم تجد شيئا تحمله إلى أيوب ، وكان أيوب يتعلق بها إذا أراد القيام ، فلهذا حلف ليضربنها ، فلما شفاه الله أمره أن يأخذ ضغثا فيضرب به. الضغث قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس.

18- ذو الكفل عليه الصلاة والسلام

***********************

= {{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ [الأنبياء : 85 ، 86] }}.

تفسير القرطبي: {{ "كان في بني إسرائيل رجل يقال له ذو الكفل لا يتورع من ذنب عمله فاتبع امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت فقال ما يبكيك قالت من هذا العمل والله ما عملته قط قال أأكرهتك قالت لا ولكن حملني عليه الحاجة قال اذهبي فهو لك والله لا أعصى الله بعدها أبدا ثم مات من ليلته فوجدوا مكتوبا على باب داره إن الله قد غفر لذي الكفل" }}.

اخرجه: ( سنن الترمذي - صحيح ابن حبان - المستدرك للحاكم ).

فتح الباري - ابن حجر: عن أبي هريرة: ذو الكفل كان من بني إسرائيل وانه عف عن المرأة وترك المال الذي أعطاها خوفا من الله.

19- يونس عليه الصلاة والسلام

**********************

= {{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات : 139 - 144] }}.

تفسير القرطبي: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } يونس هو ذو النون ، وهو ابن متى ، وهو ابن العجوز التي نزل عليها إلياس ، فاستخفى عندها من قومه ستة أشهر ويونس صبي يرضع ، وكانت أم يونس تخدمه بنفسها وتؤانسه ، ولا تدخر عنه كرامة تقدر عليها. ثم إن إلياس سئم ضيق البيوت فلحق بالجبال ، ومات ابن المرأة يونس ، فخرجت في أثر إلياس تطوف وراءه في الجبال حتى وجدته ، فسألته أن يدعو الله لها لعله يحيى لها ولدها ؛ فجاء إلياس إلى الصبي بعد أربعة عشر يوما من موته ، فتوضأ وصلى ودعا الله فأحيا الله يونس بن متى بدعوة إلياس عليه السلام. وأرسل الله يونس إلى أهل نينوى من أرض الموصل وكانوا يعبدون الأصنام ثم تابوا. وإن جبريل عليه السلام أتي يونس فقال : انطلق إلى أهل نينوى فأنذرهم أن العذاب قد حضرهم. قال : ألتمس دابة. قال : الأمر أعجل من ذلك. قال : ألتمس حذاء. قال : الأمر أعجل من ذلك. قال : فغضب فانطلق إلى السفينة فركب ، فلما ركب السفينة احتبست السفينة لا تتقدم ولا تتأخر. قال : فتساهموا . قال : فسهم ، فجاء الحوت يبصبص بذنبه ؛ فنودي الحوت : أيا حوت! إنا لم نجعل لك يونس رزقا ؛ إنما جعلناك له حرزا ومسجدا. قال : فالتقمه الحوت من ذلك المكان حتى مر به إلى الأبلة ، ثم انطلق به حتى مر به على دجلة ، ثم انطلق حتى ألقاه في نينوى. {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ } أي من المصلين {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } أي عقوبة له ؛ أي يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة.

20- إلياس عليه الصلاة والسلام

**********************

= {{ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ [الصافات : 123 - 126] }}.

{{ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ [الصافات : 127 - 130] }}.

تفسير القرطبي: إلياس نبي من بني إسرائيل. {أَتَدْعُونَ بَعْلاً } اسم صنم لهم كانوا يعبدونه وبذلك سميت مدينتهم بعلبك. {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ } أي أحسن من يقال له خالق. وقيل : المعنى أحسن الصانعين ؛ لأن الناس يصنعون ولا يخلقون. {فَكَذَّبُوهُ } أخبر عن قوم إلياس أنهم كذبوه. {فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } أي في العذاب.

21- إليسع عليه الصلاة والسلام

************************

= {{ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [الأنعام : 85 ، 86] }}.

تفسير القرطبي: فبعث الله إليهم إلياس نبيا وتبعه اليسع وآمن به ، فلما عتا عليه بنو إسرائيل دعا ربه أن يريحه منهم فقيل له : اخرج يوم كذا وكذا إلى موضع كذا وكذا فما استقبلك من شيء فاركبه ولا تهبه. فخرج ومعه اليسع فقال : يا إلياس ما تأمرني. فقذف إليه بكسائه من الجو الأعلى ، فكان ذلك علامة استخلافه إياه على بني إسرائيل ، وكان ذلك آخر العهد به. وقطع الله على إلياس لذة المطعم والمشرب ، وكساه الريش وألبسه النور ، فطار مع الملائكة ، فكان إنسيا ملكيا سماويا أرضيا.

22- زكريا عليه الصلاة والسلام

*********************

= {{ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران : 37] }}.

تفسير القرطبي: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} أي ضمها إليه وضمن القيام بها. وكفلها ربها زكريا ، أي ألزمه كفالتها وقدر ذلك عليه ويسره له.

= {{ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا [مريم : 2 - 6] }}.

23- يحيى عليه الصلاة والسلام

*********************

= {{ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا [مريم : 7 - 9] }}.

تفسير القرطبي: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} فتضمنت هذه البشرى ثلاثة أشياء : أحدها : إجابة دعائه وهي كرامة. الثاني : إعطاؤه الولد وهو قوة. الثالث : أن يفرد بتسميته.

24- عيسي عليه الصلاة والسلام

***********************

= {{ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران : 48 ، 49] }}.

25- محمد عليه الصلاة والسلام

**********************

= {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء : 107] }}. {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الفرقان : 56] }}. {{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ [البقرة : 119] }}.

صحيح البخارى: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون لولا موضع اللبنة ). وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إن مثلي مثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ). وسمعت السائب بن يزيد قال ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وقع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضلارئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم بين كتفيه.

= {{ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة : 44] }}.

= {{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9] }}.

سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر.

قال: فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم فيقولون أنت أبونا آدم فاشفع لنا إلى ربك فيقول إني أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الأرض ولكن أئتوا نوحا فيأتون نوحا فيقول إني دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا ولكن اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقول إني كذبت ثلاث كذبات ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله ولكن ائتوا موسى فيأتون موسى فيقول إني قد قتلت نفسا ولكن ائتوا عيسى فيقول إني عبدت من دون الله ولكن ائتوا محمد قال فيأتوني فأنطلق معهم.

قال أنس فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال من هذا ؟ فيقال محمد فيفتحون لي ويرحبون فيقولون مرحبا فأخر ساجدا فيلهمني الله من الثناء والحمد فيقال لي ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع وقل يسمع لقولك وهو المقام المحمود الذي قال الله { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }.

المستدرك للحاكم: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا سيد الناس يوم القيامة و لا فخر ما من أحد إلا و هو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج و إن معي لواء الحمد أنا أمشي و يمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة فاستفتح فيقال : من هذا ؟ فأقول : محمد فيقال : مرحبا بمحمد فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا أنظر إليه.

= {{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة : 253] }}.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : استب رجلان رجل من المسلمين ورجل من اليهود قال المسلم والذي اصطفى محمدا على العالمين فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم فدعا النبي صلى الله عليه و سلم المسلم فسأله عن ذلك فأخبره فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش جانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله ). [ ش: ( استب ) من السب وهو الشتم والتنابذ بالكلام وغيره . ( رجل من المسلمين ) قيل أبو بكر رضي الله عنه . ( رجل من اليهود ) قيل هو فنحاص وقيل غيره . ( اصطفى ) من الصفوة وهي الخالص من الشيء . ( تخيروني ) تفضلوني تفضيلا فيه انتقاص لغيري من الأنبياء . ( يصعقون ) يخرون صرعى مغمى عليهم من الفزع أو ميتين . ( يفيق ) يحيا أو يذهب عنه أثر الصعق ويصحو . ( باطش ) متعلق بناحية منه بقوة والبطش الأخذ القوي الشديد . ( استثنى الله ) بقوله تعالى { فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله } / الزمر 68 / أي فلم يصعق ].

اوصاف رسول الله لهند بن أبي هالة

***********************

مكتبة ابن كثير: عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة - وكان وصافا - عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به - فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما، يتلالا وجهه تلالؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة رجل الشعر، إذا تفرقت عقيصته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، ذا وفرة، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، أدعج سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب مفلج الاسنان، دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء - يعني الفضة - معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة سبط الغضب، شثن الكفين والقدمين، سابل الاطراف، خمصان الاخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفيا ويمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعا خافض الطرف، نظره إلى الارض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه يبدأ من لقيه بالسلام * قلت: صف لي منطقه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الاحزان دائم الفكرة، ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه يتكلم بجوامع الكلم، فصل: لا فضول ولا تقصير.

دمث: ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم منها شيئا ولا يمدحه ولا يقوم لغضبه إذا تعرض للحق شئ حتى ينتصر له، وفي رواية: لا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث يصل بها، يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا عضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام * قال الحسن: فكتمها الحسين بن علي زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه، ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه ومجلسه وشكله فلم يدع منه شيئا.

قال الحسن: سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك، وكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءا لله وجزءا لنفسه، ثم جزأ جزأه بين الناس فرد ذلك على العامة والخاصة لا يدخر عنهم شيئا، وكان من سيرته في جزء الامة: إيثار أهل الفضل بأدبه وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والامة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي ويقول: ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، فإنه من بلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلا ذلك، ولا يقبل من أحد غيره.

يدخلون عليه زوارا، ولا يفترقون إلا عن ذواق وفي رواية: ولا يتفرقون إلا عن ذوق، ويخرجون أدلة يعني فقهاء.

قال: وسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا بما يعنيهم ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خاتمه (1)، يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، معتدل الامر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا.

لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.

**************************************************

( ادلة الاحكام ): باب ايقاظ امة الاسلام

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

001= {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران : 102] }}.

تفسير القرطبي: حق تقاته أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر. وقال ابن عباس : هو ألا يُعصى طرفة عين.

ولما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله ، من يقوى على هذا ؟ وشق عليهم فأنزل الله عز وجل: {{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن : 16] }}.

فاصبحت (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) تتعلق بالعقيدة, و ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) تتعلق بالعبادات والمعاملات.

ولكن "حق تقاته" أن يجاهد في سبيل الله حق جهاده ، ولا تأخذكم في الله لومة لائم ، وتقوموا بالقسط ولو على أنفسكم وأبنائكم.

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة قال : سئل النبي صلى الله عليه و سلم : ما أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) قيل : فما أكثر ما يدخل الناس النار ؟ قال ( الأجوفان : الفم والفرج ).

سنن ابن ماجه: عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنه كان يقول ( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة . إن أمرها أطاعته . وإن نظر إليها سرته . وإن أقسم عليها أبرته . وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله ). سنن الترمذي: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم.

شرح النووي على مسلم: ( التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرار ) وفي رواية ان الله لا ينظر إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم معنى الرواية الاولى أن الاعمال الظاهرة لا يحصل بها التقوى وانما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته ومعنى نظرالله هنا مجازاته ومحاسبته أي انما يكون ذلك على مافي القلب دون الصور الظاهرة ونظر الله رؤيته محيط بكل شئ ومقصود الحديث أن الاعتبار في هذا كله بالقلب وهو من نحو قوله صلى الله عليه و سلم: (إلا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت، فسد الجسد كله. ألا وهي القلب ).

002 = {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة : 35] }}.

تفسير القرطبي: والوسيلة القربة التي ينبغي أن يطلب بها ، والوسيلة درجة في الجنة ، وهي التي جاء الحديث الصحيح بها في قوله عليه الصلاة والسلام : "فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة" .

003 = {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب : 70 ، 71] }}.

تفسير القرطبي: وقولوا قولا سديدا ( أي قصدا وحقا وقال بن عباس : أي صوابا وقال قتادة ومقاتل : يعني قولوا قولا سديدا في شأن زينب وزيد ولا تنسبوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلى ما لا يحل وقال عكرمة وبن عباس أيضا : القول السداد لا إله إلا الله وقيل : هو الذي يوافق ظاهره باطنه وقيل : هو ما أريد به وجه الله دون غيره وقيل : هو الإصلاح بين المتشاجرين وهو مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض والقول السداد يعم الخيرات فهو عام في جميع ما ذكر وغير ذلك وظاهر الآية يعطي أنه إنما أشار إلى ما يكون خلافا للأذى الذي قيل في جهة الرسول وجهة المؤمنين ثم وعد جل وعز بأنه يجازي على القول السداد بإصلاح الأعمال وغفران الذنوب وحسبك بذلك درجة ورفعة منزلة ) ومن يطع الله ورسوله ( أي فيما أمر به ونهى عنه ) فقد فاز فوزا عظيما.

004 = {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة : 119] }}.

تفسير القرطبي: قال كعب : والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا.

قال صلى الله عليه وسلم : "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا" . والكذب على الضد من ذلك ؛ قال صلى الله عليه وسلم : "إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا". فالكذب عار وأهله مسلوبو الشهادة ، وقد رد صلى الله عليه وسلم شهادة رجل في كذبة كذبها. قال معمر : لا أدري أكذب على الله أو كذب على رسوله أو كذب على أحد من الناس. وسئل شريك بن عبدالله فقيل له : يا أبا عبدالله ، رجل سمعته يكذب متعمدا أأصلي خلفه ؟ قال لا. وعن ابن مسعود قال : إن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل ، ولا أن يعد أحدكم شيئا ثم لا ينجزه ، أقرؤوا إن شئتم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

005 = {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات : 12] .

تفسير القرطبي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ} قيل : إنها نزلت في رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اغتابا رفيقهما. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر ضم الرجل المحتاج إلى الرجلين الموسرين فيخدمهما. فضم سلمان إلى رجلين ، فتقدم سلمان إلى المنزل فغلبته عيناه فنام ولم يهيئ لهما شيئا ، فجاءا فلم يجدا طعاما وإداما ، فقالا له : انطلق فاطلب لنا من النبي صلى الله عليه وسلم طعاما وإداما ، فذهب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "اذهب إلى أسامة بن زيد فقل له إن كان عندك فضل من طعام فليعطك" وكان أسامة خازن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذهب إليه ، فقال أسامة : ما عندي شيء ، فرجع إليهما فأخبرهما ، فقالا : قد كان عنده ولكنه بخل. ثم بعثا سلمان إلى طائفة من الصحابة فلم يجد عندهم شيئا ، فقالا : لو بعثنا سلمان إلى بئر سُمَيحة لغار ماؤها. ثم انطلقا يتجسسان هل عند أسامة شيء ، فرآهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما" فقالا : يا نبي الله ، والله ما أكلنا في يومنا هذا لحما ولا غيره. فقال : "ولكنكما ظلتما تأكلان لحم سلمان وأسامة" فنزلت : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا". قال علماؤنا : فالظن هنا وفي الآية هو التهمة. ومحل التحذير والنهي إنما هو تهمة لا سبب لها يوجبها ، كمن يتهم بالفاحشة أو بشرب الخمر مثلا ولم يظهر عليه ما يقتضي ذلك.

006 = {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء : 59] }}.

تفسير القرطبي: وتوجه الي الرعية فأمر: بطاعته جل وعز أولا ، وهي امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، ثم بطاعة رسوله ثانيا فيما أمر به ونهى عنه ، ثم بطاعة الأمراء ثالثا. وقال سهل بن عبدالله التستري : أطيعوا السلطان في سبعة : ضرب الدراهم والدنانير ، والمكاييل والأوزان ، والأحكام والحج والجمعة والعيدين والجهاد. قال سهل : وإذا نهى السلطان العالم أن يفتي فليس له أن يفتي ، فإن أفتى فهو عاص وإن كان أميرا جائرا. وقال ابن خويز منداد : وأما طاعة السلطان فتجب فيما كان له فيه طاعة ، ولا تجب فيما كان لله فيه معصية ؛ ولذلك قلنا : إن ولاة زماننا لا تجوز طاعتهم ولا معاونتهم ولا تعظيمهم ، ويجب الغزو معهم متى غزوا ، والحكم من قولهم ، وتولية الإمامة والحسبة ؛ وإقامة ذلك على وجه الشريعة. وإن صلوا بنا وكانوا فسقة من جهة المعاصي جازت الصلاة معهم ، وإن كانوا مبتدعة لم تجز الصلاة معهم إلا أن يخافوا فيصلي معهم تقية وتعاد الصلاة. وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : حق على الإمام أن يحكم بالعدل ، ويؤدي الأمانة ؛ فإذا فعل ذلك وجب على المسلمين أن يطيعوه ؛ لأن الله تعالى أمرنا بأداء الأمانة والعدل ، ثم أمر بطاعته. وقال جابر بن عبدالله ومجاهد : {أُولُو الأَمْرِ} أهل القرآن والعلم ؛ وهو اختيار مالك رحمه الله ، ونحوه قول الضحاك قال : يعني الفقهاء والعلماء في الدين. وحكي عن مجاهد أنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة. وحكى عن عكرمة أنها إشارة إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما خاصة.

007 = {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران : 149] }}. و {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ [آل عمران : 100] }}.

تفسير القرطبي: لما أمر الله تعالى بالاقتداء بمن تقدم من أنصار الأنبياء حذر طاعة الكافرين ؛ يعني مشركي العرب : أبا سفيان وأصحابه. وقيل : اليهود والنصارى. وقال علي رضي الله عنه : يعني المنافقين في قولهم للمؤمنين عند الهزيمة : ارجعوا إلى دين آبائكم.

{ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}: نزلت في يهودي أراد تجديد الفتنة بين الأوس والخزرج بعد انقطاعها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فجلس بينهم وأنشدهم شعرا قاله أحد الحَيَّين في حربهم. فقال الحي الآخر : قد قال شاعرنا في يوم كذا وكذا ، فكأنهم دخلهم من ذلك شيء ، فقالوا : تعالوا نرد الحرب جذعاء كما كانت. فنادى هؤلاء : يا آل أوس. ونادى هؤلاء. يا آل خزرج ؛ فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال فنزلت هذه الآية ؛ فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقف بين الصفين فقرأها ورفع صوته ، فلما سمعوا صوته أنصتوا له وجعلوا يستمعون ، فلما فرغ ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجعلوا يبكون.

008 = {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد : 7] }}.

تفسير القرطبي: { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} أي إن تنصروا دين الله ينصركم على الكفار. نظيره : {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج : 40]. وقال قطرب : إن تنصروا نبي الله ينصركم الله ، والمعنى واحد. {وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} أي عند القتال. وقيل على الإسلام. وقيل على الصراط. وقيل : المراد تثبيت القلوب بالأمن ، فيكون تثبيت الأقدام عبارة عن النصر والمعونة في موطن الحرب.

009 = {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات : 6] }}.

تفسير القرطبي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ} نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة مصدقا إلى بني المصطلق ، فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم - لإحنة كانت بينه وبينهم - ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنهم قد ارتدوا عن الإسلام.

فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت ولا يعجل ، فانطلق خالد حتى أتاهم ليلا ، فبعث عيونه فلما جاؤوا أخبروا خالدا أنهم متمسكون بالإسلام ، وسمعوا أذانهم وصلاتهم ، فلما أصبحوا أتاهم خالد ورأى صحة ما ذكروه ، فعاد إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فنزلت هذه الآية ، فكان يقول نبي الله صلى الله عليه وسلم : "التأني من الله والعجلة من الشيطان" .

وفي رواية : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني المصطلق بعد إسلامهم ، فلما سمعوا به ركبوا إليه ، فلما سمع بهم خافهم ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن القوم قد هموا بقتله ، ومنعوا صدقاتهم. فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزوهم ، فبينما هم كذلك إذ قدم وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، سمعنا برسولك فخرجنا إليه لنكرمه ، ونؤدي إليه ما قبلنا من الصدقة ، فاستمر راجعا ، وبلغنا أنه يزعم لرسول الله أنا خرجنا لنقاتله ، والله ما خرجنا لذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وسمي الوليد فاسقا أي كاذبا.

010 = {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [المائدة : 105] }}.

تفسير القرطبي: (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ): وظاهر هذه الآية يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس القيام به بواجب إذا استقام الإنسان ، وأنه لا يؤاخذ أحد بذنب غيره. المعني: احفظوا أنفسكم من المعاصي.

وفي الحديث: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده".

وليس هناك تضارب بين الاية والحديث.

عن أبي أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: كيف تصنع بهذه الآية ؟ فقال : أية آية ؟ قلت : قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} قال : أما والله لقد سألت عنها خبيرا ، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شُحّاً مُطاعا وهَوىً مُتبعاً ودنيا مُؤثَرةً وإعجابَ كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم". ( صحيح ابن حبان - سنن ابن ماجه - سنن الترمذي ).

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا". ( سنن الترمذي - جامع الأحاديث )

وروي عن ابن مسعود أنه قال : ليس هذا بزمان هذه الآية ؛ قولوا الحق ما قُبل منكم ، فإذا رُد عليكم فعليكم أنفسكم. وقيل لابن عمر في بعض أوقات الفتن : لو تركت القول في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه ؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : "ليبلغ الشاهد الغائب" ونحن شهدنا فيلزمنا أن نبلغكم.

************************************************

( ادلة الاحكام ): باب حقيقة الاسلام

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

الاسلام يسير على من يسره الله عليه

***********************

سنن الترمذي: عن معاذ بن جبل : قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل قال ثم تلا { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } حتى بلغ { يعملون } ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه ؟ قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.

تحفة الأحوذي: ( ألا أخبرك برأس الأمر كله ) أي بأصل كل أمر ( وعموده ) أي ما يقوم ويعتمد عليه ( وذروة سنامه ) أعلى الشيء. والسنام ما ارتفع من ظهر الجمل قريب عنقه ( قال رأس الأمر ) أي أمر الدين ( الإسلام ) يعني الشهادتين وهو من باب التشبيه المقلوب إذ المقصود تشبيه الاسلام برأس الأمر ليشعر بأنه من سائر الأعمال بمنزلة الرأس من الجسد في احتياجه إليه وعدم بقائه دونه ( وعموده الصلاة ) يعني الاسلام هو أصل الدين إلا أنه ليس له قوة وكمال كالبيت الذي ليس له عمود فإذا صلى وداوم قوى دينه ولم يكن له رفعة فإذا جاهد حصل لدينه رفعة وهو معنى قوله ( وذروة سنامه الجهاد ) وفيه إشعار إلى صعوبة الجهاد وعلو أمره وتفوقه على سائر الأعمال والجهاد من الجهد بالفتح وهو المشقة أو بالضم وهو الطاقة لأنه يبذل الطاقة في قتال العدو عند فعل العدو مثل ذلك ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ) وقال كف عليك لسانك.

صحيح البخارى: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ).

صحيح مسلم: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".

فيض القدير: (وأحب للناس ما تحب لنفسك) من الخير (تكن مؤمنا) أي كامل الإيمان لإعراضك عن هواك وإن لم تحب لهم ما تحب لنفسك فأنت مؤمنا ناقص الإيمان لمتابعتك هواك (وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما) أي كامل الإسلام فإن المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه (وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) وفي رواية البيهقي بدله فإن في كثرة الضحك فساد لقلب وإذا فسد القلب فسد الجسد كله.

(تنبيه) الضحك المميت للقلب ينشأ من الفرح والبطر بالدنيا وللقلب حياة وموت فحياته بدوام الطاعة وموته بإجابة غير الله من النفس والهوى والشيطان ، بتواتر أسقام المعاصي تموت الأجسام بأسقامها واقتصر من أسباب موته على كثرة الضحك وهو ينشأ عن جميعها لانتشائه من حب الدنيا وحبها رأس كل خطيئة بنص الخبر أوحى الله إلى داود ومن عصاني فقد مات ومن أسباب موت القلب الأشر والبطر والفرح وإذا مات لم يستجب له الله إذا دعاه.

صحيح البخارى: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم أي الإسلام خير ؟ قال : ( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ).

صحيح مسلم: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال"تطعم الطعام. وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف". شرح النووي على مسلم: قوله أى الاسلام خير معناه أى خصاله وأموره وأحواله قالوا وإنما وقع اختلاف الجواب في خير المسلمين لاختلاف حال السائل والحاضرين فكان في أحد الموضعين الحاجة إلى افشاء السلام واطعام الطعام أكثر وأهم لما حصل من اهمالهما والتساهل في أمورهما ونحو ذلك وفي الموضع الآخر إلى الكف عن ايذاء المسلمين. وقوله صلى الله عليه و سلم ( من سلم المسلمون من لسانه ويده ) معناه من لم يؤذ مسلما بقول ولا فعل وخص اليد بالذكر لأن معظم الافعال بها وقد جاء القرآن العزيز باضافة الاكتساب والافعال اليها لما ذكرناه والله تعالى أعلم وقوله صلى الله عليه و سلم من سلم المسلمون من لسانه ويده قالوا معناه المسلم الكامل وليس المراد نفى أصل الاسلام عن من لم يكن بهذه الصفة بل هذا كما يقال العلم ما نفع أوالعالم زيد أى الكامل أو المحبوب وكما يقال الناس العرب والمال الابل فكله على التفضيل لا للحصر.

********************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الاسلام دين الدنيا والاخرة

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين - يبعث كل عبد على ما مات عليه - إنكم محشورون حفاة عراة غرلا - أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم - إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار - أمَّا في ثلاثة مَواطِنَ فلا يذكر أحد أحدا - يوم كان مقداره خمسين ألف سنة - يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد - ولكن من نوقش الحساب يهلك - إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره - رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة ))

صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين (لا أدري: أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما). فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود. فيطلبه فيهلكه. ثم يمكث الناس سبع سنين. ليس بين اثنين عداوة. ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم. فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته. حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتى تقبضه". قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال "فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع. لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا. فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان. وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم. ثم ينفخ في الصور. فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا. قال وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله. قال فيصعق، ويصعق الناس. ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس. ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثم يقال: يا أيها الناس! هلم إلى ربكم. وقفوهم إنهم مسؤلون. قال ثم يقال: أخرجوا بعث النار. فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف، تسعمائة وتسعة وتسعين. قال فذاك يوم يجعل الولدان شيبا. وذلك يوم يكشف عن ساق".

صحيح ابن حبان: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يخرج الدجال في أمتي فيمكث فيهم أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين عاما أو أربعين ليلة أو أربعين شهرا فيبعث الله إليهم عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس بعده سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا من قبل الشام فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم كان في كبد جبل لدخلت عليه قد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم. ( ويبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها وفي ذلك دارة أرزاقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ثم لا يبقى أحد إلا صعق ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل او الظل ـ النعمان يشك ـ فتنبت معه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال : أيها الناس هلموا إلى ربكم { وقفوهم إنهم مسؤولون } ثم يقال : أخرجوا من بعث أهل النار فيقال : كم ؟ فيقال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين فيومئذ يبعث الولدان شيبا ويومئذ يكشف عن ساق ).

صحيح مسلم: عن جابر. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "يبعث كل عبد على ما مات عليه".

صحيح ابن حبان: عن جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ( يبعث كل عبد على ما مات عليه المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه ).

فيض القدير: والعبد يبعث على ما مات عليه وأما من نام على ذكر وطهارة فإنه يعرج بروحه إلى العرش ويكون مصليا إلى أن يستيقيظ فإن مات على تلك الحالة مات وهو من المقربين فيبعث على ما مات ذكره حجة الإسلام (ومن قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة).

صحيح البخارى: عن ابن عباس رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } . وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن إناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله - الحكيم } ). [ ش ( محشورون ) مجموعون يوم القيامة . ( غرلا ) جمع أغرل وهو الذي لم يختن والمعنى أنهم يحشرون كما خلقوا لم يفقد منهم شيء وليس معهم شيء . ( فاعلين ) قادرين أن نفعل ما نشاء أو فاعلين ما وعدنا به الأنبياء / الأنبياء 104 / . ( ذات الشمال ) أي إلى النار . ( مرتدين على أعقابهم ) تاركين لأحكام الإسلام وشرائعه مهملين لها أو منكرين وليس لهم من الإسلام إلا الاسم والانتساب . ( العبد الصالح ) عيسى عليه السلام . ( شهيدا ) أشهد على أعمالهم التي عملوها حين كنت بين أظهرهم . ( إلى قوله ) وتتمتها { فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد . إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } / المائدة 117 ، 118 / . ( توفيتني ) أخذتني إليك . ( الرقيب ) الراعي والحفيظ ].

صحيح مسلم: عن عائشة. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا" قلت: يا رسول الله! النساء والرجال جميعا، ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال صلى الله عليه وسلم "يا عائشة! الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض".

صحيح البخارى: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا ثم قال { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } . إلى آخر الآية ثم قال ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد } . فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ).

صحيح مسلم: فقال "يا أيها الناس! إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا. {كما بدأنا أول خلق نعيده، وعدا علينا، إنا كنا فاعلين} [21 /الأنبياء /104] ألا وإن أول الخلائق يكسى، يوم القيامة، إبراهيم (عليه السلام). ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال. فأقول: يا رب! أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول، كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شيء شهيدا* إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [5 /المائدة.

صحيح البخارى: عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( يقول الله عز و جل يوم القيامة يا آدم يقول لبيك ربنا وسعديك فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار قال يارب وما بعث النار ؟ قال من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) . فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ) . فكبرنا ثم قال ( ثلث أهل الجنة ) . فكبرنا ثم قال ( شطر أهل الجنة ) . فكبرنا قال أبو أسامة عن الأعمش { ترى الناس سكارى وماهم بسكارى } . وقال ( من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ).

صحيح مسلم: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟" قال فكبرنا. ثم قال "أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟" قال فكبرنا. ثم قال "إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة. وسأخبركم عن ذلك. ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود. أو كشعرة سوداء في ثور أبيض".

جامع الاصول لابن الاثير: {{ عن عائشة - رضي الله عنها - : قالت : « ذكرتُ النار فبَكيْتُ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : ما يبكيك ؟ قلتُ : ذَكرْتُ النار فَبَكَيْتُ ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ قال : أمَّا في ثلاثة مَواطِنَ فلا يذكر أحد أحدا : عند الميزان حتى يعلم أيخِف ميزانُه ، أم يثقل ؟ وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه : في يمينه ، أم في شماله ، أم من وراء ظهره ؟ وعند الصراط إذا وُضِع بين ظهريّ جهنم حتى يجوزَ » }}.

مشكاة المصابيح: وعن عائشة أنها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما يبكيك ؟ " . قالت : ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا : عند الميزان حتى يعلم : أيخف ميزانه أم يثقل ؟ وعند الكتاب حين يقال ( هاؤم اقرؤوا كتابيه ) حتى يعلم : أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله ؟ أم من وراء ظهره ؟ وعند الصراط : إذا وضع بين ظهري جهنم " .

صحيح ابن حبان: عن أبي سعيد الخدري : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( { يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } [ المعارج : 4 ] فقيل : ما أطول هذا اليوم ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ).

شعب الإيمان: عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال : سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ما طول هذا اليوم ؟ فقال : و الذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من الصلوات المكتوبة يصليها في الدنيا.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال ( أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون مم ذلك ؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض عليكم بآدم فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحا فيقولون يا نوح إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول إن ربي عز و جل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم . فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات - فذكرهن أبو حيان في الحديث - نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى . فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى .

فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد صبيا اشفع لنا ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط ولن يغضب بعده مثله - ولم يذكر ذنبا - نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه و سلم . فيأتون محمدا صلى الله عليه و سلم فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز و جل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى ). [ ش: ( دعوة ) واحدة محققة الإجابة وقد استوفيتها عندما دعوت على قومي بالهلاك فأغرقهم الله تعالى . ( قتلت نفسا ) وهو القبطي الذي قتله خطأ . ( المهد ) ما يمهد للصبي من مضجع وهو حديث الولادة . ( يفتح الله علي ) يلهمني . ( محامده ) كلمات فيها ما يليق به من الحمد . ( المصراعين ) جانبي الباب . ( حمير ) أي بلد حمير وهي صنعاء عاصمة اليمن ].

صحيح البخارى: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من حوسب عذب ) . قالت عائشة فقلت أوليس يقول الله تعالى { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } . قالت فقال ( إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك ). وعن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من نوقش الحساب عذب ) . قالت قلت أليس يقول الله تعالى { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } . قال ( ذلك العرض ).

صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حوسب، يوم القيامة، عذب" فقلت: أليس قد قال الله عز وجل: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا؟} [84 /الانشقاق /8] فقال "ليس ذاك الحساب. إنما ذاك العرض. من نوقش الحساب يوم القيامة عذب".

صحيح البخارى: عن صفوان بن محرز المازني قال : بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل فقال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم في النجوى ؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته . وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين }. [ ش: ( النجوى ) هي التكالم سرا والمراد ما يقع بين الله تعالى وبين عبده المؤمن يوم القيامة من إطلاعه على معاصيه سرا فضلا منه سبحانه . ( يدني ) يقرب . ( كنفه ) ستره وحفظه . ( هلك ) باستحقاقه العذاب على ذنوبه . ( الأشهاد ) جمع شاهد وشهيد وهم الرسل والملائكة والمؤمنون من الإنس والجن . ( كذبوا على ربهم ) بنسبة الشريك له والولد وأن الله تعالى لا يبعثهم بعد موتهم سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا . ( لعنة الله ) الطرد من رحمته والعذاب الدائم في جهنم . ( الظالمين ) المشركين والكافرين ومن على شاكلتهم . / هود 18 / ]

صحيح مسلم: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: سمعته يقول "يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل. حتى يضع عليه كنفه. فيقرره بذنوبه. فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب! أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفة حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذي كذبوا على الله".

المستدرك للحاكم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال له عمر : ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت و أمي ؟ قال : رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما : يا رب خذلي مظلمتي من أخي فقال الله تبارك و تعالى للطالب : فكيف بأخيك و لم يبق من حسناته شيء ؟ قال : يا رب فليحمل من أوزاري قال : و فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبكاء ثم قال : إن ذاك اليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم فقال الله تعالى للطالب ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه فقال : يا رب أرى مدائن من ذهب و قصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا أو لأي صديق هذا أو لأي شهيد هذا ؟ قال : هذا لمن أعطى الثمن قال : يا رب و من يملك ذلك ؟ قال : أنت تملكه قال : بماذا قال : بعفوك عن أخيك قال : يا رب فإني قد عفوت عنه قال الله عز و جل : فخد بيد أخيك فادخله الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك : اتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المسلمين.

***************************************************

تم بحمد الله تعالي كتاب الايمان

الجمعة اول مارس 2013م الموافق 19 ربيع ثاني 1434 هجرية

صبحي محمود عميره

))))))))))))))))))))))))))

*********************************************

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

كتاب الطهارة

))))))))))))))))))))

**********************************************************

(( كتاب الطهارة: باب المياه - باب الانية - باب الوضوء: ( الفقه القرطبي في الوضوء ) - باب المسح علي الخفين - باب نواقض الوضوء - باب قضاء الحاجة - باب الغسل وحكم الجنب - انواع الغسل: ( الفقه القرطبي ) - باب التيمم - باب الحيض - باب سنن الفطرة ))

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

**************************************

( ادلة الاحكام ): باب المياه

)))))))))))))))))))))))))))))))

يقسم الفقهاء المياه الي ثلاثة اقسام: (الفقه على المذاهب الأربعة للجزيرى ):

القسم الاول: الماء الطهور: وهو الماء الطاهر في نفسه, المطهر لغيره. وهو ماء السماء والبحار والأنهار والابار: بمعني ما كان من السماء او الأرض وبقي علي حالته الطبيعية. وهذا يرفع الحدث الأصغر والأكبر.

القسم الثاني: الماء الطاهر: أي طاهر في نفسه غير مطهر لغيره. وحكمه: لا يرفع حدث ولا يزيل خبث ويستخدم في الشرب والطبخ والنظافة وسقي الحيوان والزرع.

= أما الفرق بين الماء الطهور والماء الطاهر، فهو أن الماء الطهور يستعمل في العبادات وفي العادات، فيجوز الوضوء به والاغتسال من الجنابة والحيض، كما يجوز تطهير النجاسة به واستعمال لنظافة البدن والثوب من الأوساخ الظاهرة وغير ذلك، وبخلاف الماء الطاهر فإنه لا يصح استعماله في العبادات من وضوء وغسل جنابة ونحوهما، كما لا يصح تطهير النجاسة به.

القسم الثالث: الماء النجس: وهو الماء الذي وقعت فيه نجاسة كثيره. ويستخدم في تخمير الطين وسقي الاشجار واطفاء الحريق.

****************************

1- ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته ): (هو الطهور ماؤه - ماء البحر طاهر ومطهر )

صحيح ابن خزيمة: (( سأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل القليل من الماء فإن توضأنا منه عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر ؟ فقال : هو الطهور ماؤه الحلال ميتته )).

صحيح ابن حبان: {{ عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن ماء البحر فقال : ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) }}.

[ ش ( الطهور ) اسم لما يتطهر به كالوضوء لما يتوضأ به . ( الحل ) أي الحلال . ( ميتته ) بفتح الميم . قال الخطابي وعوام الناس يكسرونها . وإنما هو بالفتح يريد حيوان البحر إذا مات فيه ].

= فتح الباري - ابن حجر: حديث هو الطهور ماؤه الحل ميتته أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه بن خزيمة وبن حبان.

شرح النووي على مسلم: وأما الحديث المروى عن جابر عن النبى صلى الله عليه و سلم ما ألقاه البحر وجزر عنه فكلوه وما مات فيه فطفا فلا تأكلوا فحديث ضيعف باتفاق أئمة الحديث لا يجوز الاحتجاج به.

عون المعبود: (( الحديث فيه مسائل: الأولى أن ماء البحر طاهر ومطهر. الثانية أن جميع حيوانات البحر أي ما لا يعيش إلا بالبحر حلال. الثالثة أن المفتي إذا سئل عن شيء وعلم أن للسائل حاجة إلى ذكر ما يتصل بمسألته استحب تعليمه إياه لأن الزيادة في الجواب بقوله الحل ميتته لتتميم الفائدة وهي زيادة تنفع لأهل الصيد وكان السائل منهم وهذا من محاسن الفتوى.

قال الحافظ بن الملقن إنه حديث عظيم أصل من أصول الطهارة مشتمل على أحكام كثيرة وقواعد مهمة )).

2- (( إن الماء طهور لا ينجسه شيء ))

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(الماء طهور لا ينجسه - إذا بلغ الماء قلتين - القلتان باللتر مائة وستين لتراً ونصف اللتر تقريباً )

سنن الترمذي: عن أبي سعيد الخدري قال : قيل يا رسول الله أن توضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الماء طهور لا ينجسه شيء قال أبو عيسى هذا حديث حسن.

سنن الدارقطني: {{ قيل : يا رسول الله إنه يستقى لك من بئر بضاعة بئر بني ساعدة وهي بئر يطرح فيها محائض النساء ولحوم الكلاب وعذر الناس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الماء طهور لا ينجسه شيء }}.

تحفة الأحوذي: {{ ( إن الماء طهور ) أي طاهر مطهر: فتأويله إن الماء الذي تسألون عنه وهو ماء بئر بضاعة. ( لا ينجسه شيء ) لكثرته فإن بئر بضاعة كان بئرا كثيرا الماء يكون ماؤها أضعاف قلتين لا يتغير بوقوع هذه الأشياء والماء الكثير لا ينجسه شيء ما لم يتغير. قوله صلى الله عليه و سلم الماء طهور لا ينجسه شيء معناه المعادن لا تنجس بملاقاة النجاسة إذا أخرجت ورميت ولم يتغير أحد أوصافه ولم تفحش وهل يمكن أن يظن ببئر بضاعة أنها كانت تستقر فيها النجاسات كيف وقد جرت عادة بني ادم بالاجتناب عما هذا شأنه فكيف يستقي بها رسول الله صلى الله عليه و سلم بل كانت تقع فيها النجاسات من غير أن يقصد إلقاؤها كما تشاهد من آبار زماننا ثم تخرج تلك النجاسات فلما جاء الاسلام سألوا عن الطهارة الشرعية الزائدة على ما عندهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الماء طهور لا ينجسه شيء يعني لا ينجس نجاسة غير ما عندكم انتهى }}.

سبل السلام: قد وردت أحاديث يؤخذ منها أحكام المياه، فمنها:

حديث: "الماء طهور لا ينجسه شيء" .

وحديث: "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" .

وحديث: "الأمر بصب ذنوب من ماء على بول الأعرابي في المسجد".

وحديث: "إذا استيقظ أحدكم فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً" .

وحديث: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه" .

وحديث: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم" الحديث. وفيه الأمر بإراقة الماء الذي ولغ فيه.

{{{ شرح النووي على مسلم: ولو ولغ الكلب في ماء كثير بحيث لم ينقص ولوغه عن قلتين لم ينجسه

= (القلتان باللتر مائة وستين لتراً ونصف اللتر تقريباً ) }}}.

3- (( إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه ))

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه ).

سنن الدارقطني: {{ عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الماء طهور إلا ما غلب على ريحه أو على طعمه }}.

تحفة الأحوذي: (( أن الماء لا يتنجس إلا ما تغير لونه أو طعمه أو ريحه وأما الشافعية فبحديث القلتين وهو حديث صحيح كما ستعرف ومذهبهم أن الماء إن كان قلتين لا يتنجس إلا أن تغير ريحه أو طعمه أو لونه وإن كان دون القلتين يتنجس وإن لم يتغير أحد أوصافه )).

4- ( لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب )

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح مسلم: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب" فقال: كيف يفعل يا أبا هريرة؟ قال: يتناولها تناولا. )).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم ، وهو جنب » ، فقال : كيف يفعل يا أبا هريرة ؟ « قال : يتناوله تناولا وهذا عند من لا يجوز التطهر بالماء المستعمل محمول على ما لو كان الماء أقل من مدين ، فيصير باغتساله فيه مستعملا ، فلا يمكن غيره أن يتطهر به ، فأمر بأن يتناوله تناولا ، لئلا يمنع غيره من استعماله }}.

شرح عمدة الأحكام: {{ ( لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري وهو جنب ) يعني: إذا كنت جنباً فلا تنغمس في هذا الماء الراكد وتقول: قد طهرت؛ إذ يمكن أن تطهر بانغماسك لكن مع كثرة الانغماس من هذا ومن ذاك قد يتغير الماء بعد حين فيسلب الطهورية. وقد قيل لـ أبي هريرة : كيف يصنع به؟ فقال: يتناوله تناولاً. فإذا لم يكن معه إناء فإنه يقف على حافته ويغترف منه ولا ينغمس فيه، حتى لا يفسده على نفسه أو على غيره. والصحيح: أن الماء لا ينجس إلا إذا تغير أحد أوصافه الثلاثة: لونه أو طعمه أو ريحه، ولكن بعض العلماء يقول: بموجب هذا الحديث فإن البول فيه ينجسه ولو لم يتغير. ولكن الصحيح أنه إذا لم يتغير فهو طهور؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ( الماء طهور لا ينجسه شيء )، وفي رواية: ( إلا ما غلب على ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث فيه ). }}.

5- ( نهى: أن تَغْتَسِلَ المرأةُ بفَضْلِ الرجل )

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

جامع الاصول لابن الاثير: (( « نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تَغْتَسِلَ المرأةُ بفَضْلِ الرجل ، أو يغتسل الرجل بفَضْلِ المرأة ». )).

فتح الباري - ابن حجر: {{ عن ميمونة قالت أجنبت فاغتسلت من جفنه ففضلت فيها فضلة فجاء النبي صلى الله عليه و سلم يغتسل منه فقلت له فقال الماء ليس عليه جنابة واغتسل منه }}.

صحيح البخارى: { (( عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه و سلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه. [ ش: ( تختلف أيدينا فيه ) تدخل إليه وتخرج منه ].

= عن عائشة قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه وتوضأ وضوءه للصلاة ثم اغتسل ثم يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات ثم غسل سائر جسده . وقالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم من إناء واحد نغرف منه جميعا ). }.

صحيح مسلم: (( قالت عائشة: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد. ونحن جنبان.

عن حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر (وكانت تحت المنذر بن الزبير): أن عائشة أخبرتها؛ أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد. يسع ثلاثة أمداد. أو قريبا من ذلك.)).

فتح الباري لابن رجب: {{ عن عائشة ، قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد ، تختلف أيدينا فيهِ . وخرجه مسلم في (( صحيحه )) وزاد فيهِ : (( من الجنابة )) .

وهذا الحديث : يستدل به على جواز إدخال الجنب يده فبل كمال غسله في الماء الذي يغتسل منه ، وعلى أن ما نضح من الماء الغسل في الإناء ، الغسل منه لا يضره . }}.

6- ( طهور لإناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب )

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= الحكمة من استعمال التراب في غسل ما ولغ فيه الكلب

صحيح مسلم: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "طهور إناء أحدكم، إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات. أولاهن بالتراب" )).

صحيح ابن حبان: {{ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( طهور لإناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب ) }}.

شرح النووي على مسلم: {{ وجوب غسل نجاسة ولوغ الكلب سبع مرات وهذا مذهبنا ومذهب مالك وأحمد والجماهير وقال أبو حنيفة يكفى غسله ثلاث مرات والله أعلم وأما الجمع بين الروايات فقد جاء فى رواية سبع مرات وفى رواية سبع مرات أولاهن بالتراب وفى رواية أخراهن أو أولاهن وفى رواية سبع مرات السابعة بالتراب وفي رواية سبع مرات وعفروه الثامنة بالتراب.

الحكمة من استعمال التراب في غسل ما ولغ فيه الكلب:

*************************************************

ذكر العلماء أن لعاب الكلب قوي يستمسك بالإناء، فلا تزول لزوجته إلا بالتراب، وذكر بعضهم أن في لعابه جراثيم سامة، وأنها تلتصق بالإناء فلا تزول إلا بالتراب الذي يقتلها ويزيلها، وقد قام بعضهم بعمل تجربة بأن غسل الإناء بأشنان وصابون، ثم ألقاه في النار لإزالة النجاسة، لكنها لم تَزل، فلما غسله بتراب ماتت الجراثيم وزالت النجاسة ولم يبق لها أثر. وهذا يدل على أنه عليه الصلاة والسلام ما أخبر بذلك وما أمر به إلا لحكمة أطلعه الله عليها، ولما جاء العلم الحديث أثبتت المكبرات المجهرية وجود هذه الجراثيم في لعاب الكلب، وأثبتت التجارب أنها لا تزول إلا بهذا التراب.

7- ( إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات )

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح ابن خزيمة: {{ أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة تشرب منه فأصغى لها أبو قتادة الإناء حتى شربت. قالت كبشة : فرآني أنظر إليه فقال : أتعجبين يا بنت أخي ؟ قالت فقلت : نعم فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات }}.

سنن الترمذي: إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات.

شرح مسند أبي حنيفة: {{ (فشربت من الإناء) أي من الماء الذي في الإناء (فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم منه) فدل على أن سؤر الهرة طاهر مطهر إذا لم يأكل نجاسة ، أو أكلها ومكثت ساعة. عن أبي حنيفة في هرة أكلت فأرة ثم شربت لا يتنجس الماء لأنها غسلت فمها بلعابها فيكون طاهرا وفي الحديث إنها ليست بنجسة إنها من الطوافين عليكم }}.

تنوير الحوالك: {{ قوله انها من الطوافين عليكم حسن الموقع أي إذا كانت تطوف في البيت ولا يستغنى عنها تخفف الأمر فيما تلغ فيه ولذلك صار بعضهم إلى العفو مع تيقن نجاسة فمها لكن الرواية لا تساعد انتهى انها من الطوافين عليكم أو الطوافات }}.

8- ( هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول )

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: أن أعرابيا بال في المسجد فقاموا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تزرموه ) . ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه. [ ش: ( لا تزرموه ) لا تقطعوا عليه بوله ]

صحيح مسلم: {{ بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي. فقام يبول في المسجد. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزرموه. دعوه" فتركوه حتى بال. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر. إنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن"، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فأمر رجلا من القوم، فجاء بدلو من ماء، فشنه عليه. }}.

شرح النووي على مسلم: {{ أما أحكام الباب ففيه اثبات نجاسة بول الآدمي وهو مجمع عليه ولا فرق بين الكبير والصغير باجماع من يعتد به لكن بول الصغير يكفي فيه النضح. وفيه احترام المسجد وتنزيهه عن الأقذار وفيه أن الأرض تطهر بصب الماء عليها ولا يشترط حفرها. وفيه الرفق بالجاهل وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف ولا ايذاء إذا لم يأت بالمخالفة استخفافا أو عنادا وفيه دفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما لقوله صلى الله عليه و سلم دعوه قال العلماء كان قوله صلى الله عليه و سلم دعوه لمصلحتين احداهما أنه لو قطع عليه بوله تضرر وأصل التنجيس قد حصل فكان احتمال زيادته أولى من ايقاع الضرر به والثانية أن التنجيس قد حصل في جزء يسير من المسجد فلو أقاموه في أثناء بوله لتنجست ثيابه وبدنه ومواضع كثيرة من المسجد والله أعلم }}.

9- ( فبال في حجره, فدعا بماء فصبه عليه )

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح مسلم - باب حكم بول الطفل الرضيع وكيفية غسله: {{ (( عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم. فأتي بصبي فبال عليه. فدعا بماء. فأتبعه بوله ولم يغسله.)). عن عائشة؛ قالت: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي يرضع فبال في حجره, فدعا بماء فصبه عليه. }}.

شرح النووي على مسلم: {{ ( أنها أتت النبى صلى الله عليه و سلم بابن لها لم يأكل الطعام فوضعته فى حجره فبال فلم يزد على أن نضح بالماء ) وفى رواية ( فدعا بماء فرشه ) وفى رواية ( فنضحه عليه ولم يغسله غسلا ). وقولها فيحنكهم: التحنيك أن يمضغ التمر أو نحوه ثم يدلك به حنك الصغير. وفيه الندب إلى حسن المعاشرة واللين والتواضع والرفق بالصغار وغيرهم. وأن بول الصبى يكفى فيه النضح. والصحيح المشهور المختار أنه يكفى النضح فى بول الصبى ولا يكفى فى بول الجارية بل لابد من غسله كسائر النجاسات. }}.

والتفرقة بين بول الصبي والصبية لاختلاف طبعتهما: فبول الصبي لا يتجمع في مكان واحد بل يتناثر, اما بول الصبية يكون في مكان واحد.

10- ( كنتُ أغْسِلُ الجنابةَ من ثوبِ رسول الله )

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح مسلم: إنما كان يجزئك، إن رأيته، أن تغسل مكانه. فإن لم تر، نضحت حوله. ولقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فركا. فيصلي فيه. جامع الاصول لابن الاثير: {{ «كنتُ أغْسِلُ الجنابةَ من ثوبِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم ، فيخرُج إلى الصلاةِ وإنَّ بُقَعَ الماء في ثوبه ». و « أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يغسل المنِيَّ ، ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب ، وأنا أنْظُرُ أثَرَ الغَسْلِ فيه » و جامع الاصول لابن الاثير - (7 / 5064)

« كنتُ نازلا على عائشةَ ، فاحْتَلَمْتُ في ثَوْبيَّ ، فغمستُهما في الماء ، فرأتني جارية لعائشةَ ، فأخبرتْها ، فبعثتْ إليَّ عائشةُ ، فقالتْ : ما حَمَلَكَ على ما صَنعتَ بثوبَيْك ؟ قال : قلتُ : رأيتُ ما يرى النائم في منامه ، قالتْ : هل رأيتَ فيهما شيئا ؟ قلت : لا ، قالت : فلو رأيتَ شيئا غَسَلْتَهُ ، لقد رأيْتُني وإني لأحُكُّه من ثوبِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يابسا بِظُفُري ». }}.

شرح النووي على مسلم: وقال الحسن لا تعاد الصلاة من المنى فى الثوب وان كان كثيرا وتعاد منه فى الجسد وان قل وذهب كثيرون إلى أن المنى طاهر روى ذلك عن على بن أبى طالب وسعد بن أبى وقاص وبن عمر وعائشة. ودليل القائلين بالنجاسة رواية الغسل ودليل القائلين بالطهارة رواية الفرك فلو كان نجسا لم يكف فركه كالدم وغيره قالوا ورواية الغسل محمولة على الاستحباب والتنزيه واختيار النظافة والله أعلم.

11- ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه كله )

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء ). [ ش ( فليغمسه ) فليغطه وليدخله فيه . ( داء ) سبب المرض . ( شفاء ) سبب الشفاء من ذلك الداء الذي في إحدى الجناحين ].

مشكل الآثار للطحاوي: {{ « إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه كله ، ثم يطرحه ، فإن في أحد جناحيه سما ، وفي الآخر شفاء ». « فإنما يتقي بالذي فيه الداء ، فليغمسه ثم ليلقه »

« إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمره ؛ فإن في أحد جناحيه سما ، وفي الآخر شفاء » . فقال قائل من أهل الجهل بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وبوجوهها : وهل للذباب من اختيار حتى يقدم أحد جناحيه لمعنى فيه ويؤخر الآخر لمعنى فيه خلاف ذلك المعنى ؟ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أنه لو قرأ كتاب الله عز وجل قراءة متفهم لما يقرؤه منه لوجد فيه ما يدله على صدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ، وهو قوله عز وجل : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات ) الآية ، وكان وحي الله عز وجل إليها هو إلهامه إياها أن تفعل ما أمرها به }}.

12- ( أحلت لنا ميتتان ودمان )

)))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح كنوز السنة النبوية: (( قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدماء فالكبد والطحال) صحيح أحمد وابن ماجه والبيهقي )).

سنن ابن ماجه: {{ ( أحلت لكم ميتتان ودمان . فأما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال )}}.

تحفة الأحوذي: {{ قوله تعالى أحل لكم صيد البحر وطعامه إن المراد من صيد البحر مصيدات البحر مما يؤكل ومما لا يؤكل والمراد من طعامه ما يطعم من صيده والمعنى أحل لكم الانتفاع بجميع ما يصاد في البحر وأحل لكم أكل المأكول منه وهو السمك وحده. وقال من ذهب إلى حل جميع ما في البحر من دوابه مطلقا أو مستثنيا بعضها في تفسير قوله تعالى هذا إن المراد بصيد البحر ما صيد من البحر والمراد من طعامه ما قذفه البحر ورماه إلى الساحل والمعنى أحل لكم أكل جميع ما صدتم من البحر وما قذفه البحر قال الخازن في تفسيره المراد بالصيد ما صيد من البحر فأما طعامه فاختلفوا فيه فقيل ما قذفه البحر ورمى به إلى الساحل }}.

*************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الانية

))))))))))))))))))))))))))))))

( لا تشربوا في آنية الذهب والفضة )

************************

صحيح البخارى: {{ خرجنا مع حذيفة وذكر النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تلبسوا الحرير والديباج فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ). (( عن حذيفة رضي الله عنه قال : نهانا النبي صلى الله عليه و سلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه )). }}.فتح الباري - ابن حجر: {{ ( في كتاب الأحكام ) أن نهى النبي صلى الله عليه و سلم علىالتحريم حتى يقوم دليل الإباحة. وعن الشافعي في القديم ونقل عن نصه: أن النهي فيه للتنزيه لأن علته ما فيه من التشبه بالأعاجم. ونص في الجديد على التحريم ومن أصحابه من قطع به عنه وهذا اللائق به لثبوت الوعيد عليه بالنار. قوله: هن لهم في الدنيا وهن لكم في الآخرة. قوله ولكم في الآخرة أي تستعملونه مكافأة لكم على تركه في الدنيا ويمنعه أولئك جزاء لهم على معصيتهم باستعماله. }}.

تحفة الأحوذي - ( باب ما جاء في كراهية الشرب في آنية الذهب والفضة ): {{ الحديث دليل على تحريم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة وصحافهما سواء أكان الاناء خالصا ذهبا أو مخلوطا بالفضة إذ هو مما يشمله أنه إناء ذهب وفضة قال وهذا في الأكل والشرب فيما ذكر لا خلاف فيه وأما غيرهما ففيها الخلاف من سائر الاستعمالات قيل لا تحرم لأن النص لم يرد إلا في الأكل والشرب وقيل تحرم سائر الاستعمالات إجماعا. ونازع في الأخير بعض المتأخرين وقال النص في الأكل والشرب لا غير وإلحاق سائر الاستعمالات بهما قياسا لا يتم فيه شرائط القياس والحق ما ذهب إليه القائل بعدم تحريم غير الأكل والشرب فيهما إذ هو الثابت بالنص ودعوى الاجماع غير صحيحة. قال الشوكاني: أحاديث الباب تدل على تحريم الأكل والشرب وأما سائر الاستعمالات فلا والقياس على الأكل والشرب قياس مع الفارق فإن علة النهي عن الأكل والشرب هي التشبه بأهل الجنة حيث يطاف عليهم بآنية من فضة وذلك مناط معتبر للشارع كما ثبت عنه لما رأى رجلا متختما بخاتم من ذهب فقال مالي أرى عليك حلية أهل الجنة. }}.

صحيح البخارى: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ). صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من شرب في إناء من ذهب أو فضة، فإنما يجرجر في بطنه نارا من جهنم).

شرح النووي على مسلم: {{ إنما يجرجر فى جوفه نارا: أى يلقيها فى بطنه يجرع متتابع يسمع له جرجرة وهو الصوت لتردده فى حلقه. والجرجرة هي التصويت وسمى المشروب نارا لأنه يؤول اليها كما قال تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون فى بطونهم نارا. }}.

( إذا دبغ الإهاب فقد طهر )

))))))))))))))))))))))))))))))

1- (( صحيح مسلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا دبغ الإهاب فقد طهر".

سنن ابن ماجه: {{ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ( أيما إهاب دبغ فقد طهر ). [ ش - ( إهاب ) هو الجلد قبل الدباغ . وعمومه يشمل جلد مأكول اللحم وغيره . ] }}.)).

2-{{ صحيح ابن حبان: عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( دباغ جلود الميتة طهورها ).

سنن الدارقطني: عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : دباغ جلود الميتة طهورها. }}.

3- {{ صحيح ابن حبان: عن أمه العالية بنت سبيع أنها قالت : كان لي غنم بأحد فوقع فيها الموت فدخلت على ميمونة فذكرت ذلك لها فقالت لي ميمونة : لو أخذت جلودها فانتفعت بها ؟ قالت : فقلت : ويحل ذلك ؟ قالت : نعم مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على رجال من قريش يجرون شاة لهم مثل الحمار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لو أخذتم إهابها ) قالوا : إنها ميتة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يطهرها الماء والقرظ ).

مشكاة المصابيح: وعن ميمونة مر على النبي الله صلى الله عليه و سلم رجال من قريش يجرون شاة لهم مثل الحمار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو أخذتم إهابها " قالوا إنها ميتة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يطهرها الماء والقرظ ". }}.

فتح الباري - ابن حجر: {{ فقصر الجواز على المأكول لورود الخبر في الشاة ويتقوى ذلك من حيث النظر بأن الدباغ لا يزيد في التطهير على الذكاة وغير المأكول لو ذكي لم يطهر بالذكاة عند الأكثر فكذلك الدباغ وأجاب من عمم بالتمسك بعموم اللفظ فهو أولى من خصوص السبب وبعموم الأذن بالمنفعة ولان الحيوان طاهر ينتفع به قبل الموت فكان الدباغ بعد الموت قائما له مقام الحياة والله أعلم. }}.

شرح النووي على مسلم: {{ اختلف العلماء في دباغ جلود الميتة وطهارتها بالدباغ على سبعة مذاهب:

احدها مذهب الشافعي أنه يطهر بالدباغ جميع جلود الميتة الا الكلب والخنزير والمتولد من احدهما وغيره ويطهر بالدباغ ظاهر الجلد وباطنه ويجوز استعماله في الاشياء المائعة واليابسة ولا فرق بين مأكول اللحم وغيره.

والمذهب الثاني لايطهر شيء من الجلود بالدباغ.

والمذهب الثالث يطهر بالدباغ جلد ماكول اللحم ولا يطهر غيره.

والمذهب الرابع يطهر جلود جميع الميتات الا الخنزير.

والمذهب الخامس يطهر الجميع الا أنه يطهر ظاهره دون باطنه ويستعمل في اليابسات دون المائعات ويصلى عليه لافيه.

والمذهب السادس يطهر الجميع والكلب والخنزير ظاهرا وباطنا.

والمذهب السابع أنه ينتفع بجلود الميتة وان لم تدبغ ويجوزاستعمالها في المائعات واليابسات.}}.

سبل السلام: {{ "أليس في الماء والقرظ ما يطهرها"، وأما رواية: "أليس في الشث والقرظ ما يطهرها"، فقال النووي: إنه بهذا اللفظ باطل لا أصل له. وقال في شرح مسلم: يجوز الدباغ بكل شيء ينشف فضلات الجلد ويطيبه، ويمنع من ورود الفساد عليه، كالشث، والقرظ، وقشور الرمان، وغير ذلك من الأدوية الطاهرة، ولا يحصل بالشمس إلا عند الحنفية، ولا بالتراب، والرماد، والملح على الأصح.}}.

لسان العرب: القَرَظُ شجر يُدْبَغُ به وقيل هو ورَقُ السِّلَم يُدْبَغُ به الأَدَمُ ومنه أَدِيمٌ مَقْروظ وقد قَرَظْتُه أَقْرِظُه قَرْظاً قال أَبو حنيفة القَرَظُ أَجودُ ما تُدبَغُ به الأُهُبُ في أَرض العرب وهي تُدْبَغُ بورقه وثمره

**********************************************

(فاغسلوها وكلوا فيها )

))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: {{ قلت يا نبي الله إنا بأرض قوم أهل الكتاب أفنأكل في آنيتهم ؟ وبأرض صيد أصيد بقوسي وبكلبي الذي ليس بمعلم وبكلبي المعلم فما يصلح لي ؟ قال ( أما ما ذكرت من أهل الكتاب فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها وإن لم تجدوا فاغسلوها وكلوا فيها . وما صدت بقوسك فذكرت اسم الله فكل وما صدت بكلبك المعلم فذكرت اسم الله فكل وما صدت بكلبك غير معلم فأدركت ذكاته فكل ). }}.

جامع الاصول لابن الاثير: (( قلتُ : إنَّا أهلُ سَفَر ، نَمُرُّ باليهود والنصارى والمجوس ، فلا نجدُ غيرَ آنيتهم ؟ قال : فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها بالماء، ثم كلوا فيها واشربوا )).

شرح النووي على مسلم: {{ ( انا نجاور أهل الكتاب وهم يطبخون فى قدورهم الخنزير ويشربون فى آنيتهم الخمر ): فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( ان وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا وان لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء وكلوا واشربوا ). قد يقال هذا الحديث مخالف لما يقول الفقهاء فانهم يقولون أنه يجوز استعمال أوانى المشركين اذا غسلت ولا كراهة فيها بعد الغسل سواء وجد غيرها أم لا وهذا الحديث يقتضى كراهة استعمالها ان وجد غيرها ولا يكفى غسلها فى نفى الكراهة وإنما يغسلها ويستعملها اذا لم يجد غيرها والجواب أن المراد النهى عن الأكل فى آنيتهم التى كانوا يطبخون فيها لحم الخنزير ويشربون الخمر.

وفى رواية أبى داود وإنما نهى عن الأكل فيها بعد الغسل للاستقذار وكونها معتادة للنجاسة كما يكره الأكل في المحجمة المغسولة وأما الفقهاء فمرادهم مطلق آنية الكفار التى ليست مستعملة فى النجاسات فهذه يكره استعمالها قبل غسلها فإذا غسلت فلا كراهة فيها لأنها طاهرة وليس فيها استقذار ولم يريدوا نفى الكراهة عن آنيتهم المستعملة فى الخنزير وغيره من النجاسات والله أعلم. }}.

النبي واصحابه توضئوا من مزادة امراة مشركة

*******************************

صحيح البخارى: {{ كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه و سلم وإنا أسرينا حتى كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها فما أيقظنا إلا حر الشمس وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان - يسميهم أبو رجاء فنسي عرف - ثم عمر بن الخطاب الرابع وكان النبي صلى الله عليه و سلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس وكان رجلا جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي صلى الله عليه و سلم فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم قال ( لا ضير أو لا يضير ارتحلوا ) . فارتحل فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل ممن صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم قال ( ما معنك يا فلان أن تصلي مع القوم ) . قال أصابتني جنابة ولا ماء قال ( عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) . ثم سار النبي صلى الله عليه و سلم فاشتكى إليه الناس من العطش فنزل فدعا فلانا - كان يسميه أبو رجاء نسيه عوف - ودعا عليا فقال ( اذهبا فابتغيا الماء ) . فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها أين الماء ؟ قالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف قالا لها انطلقي إذا قالت إلى أين ؟ قالا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت الذي يقال له الصابىء ؟ قالا هو الذي تعنين فانطلقي فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه و سلم وحدثاه الحديث قال فاستنزلوها عن بعيرها ودعا النبي صلى الله عليه و سلم بإناء ففرغ من أفواه المزادتين أو سطيحتين وأوكأ أفواهما وأطلق العزالي ونودي في الناس اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من شاء و كان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء قال ( اذهب فأفرغه عليك ) .

وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها وأيم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( اجمعوا لها ) . فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوها في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها قال لها ( تعليمن ما رزئنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذي أسقانا ) . فأتت أهلها وقد احتسبت عنهم قالوا ما حبسك يا فلانة ؟ قالت العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابىء ففعل كذا وكذا فوالله إنه لأسحر الناس ممن بين هذه وهذه - وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض - أو إنه لرسول الله حقا . فكان المسلممون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه فقالت يوما لقومها ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في الإسلام ؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام.

[ ش: ( أسرينا ) من السري وهو السير أكثر الليل وقيل السير كل الليل . ( وقعنا وقعة ) نمنا نومة . ( فلان ) ذكر البخاري في علامات النبوة أن أول من استيقظ أبو بكر وقيل الثاني هوعمران والثالث هو ذو مخبر . ( ما يحدث له في نومه ) أي من الوحي ونخاف أن نقطعه بإيقاظه . ( جليدا ) ظاهر الجلادة وهي القوة والصلابة . ( لا ضير ) لا ضرر . ( برجل ) هو خلاد بن رافع . ( عليك بالصعيد ) أي الزمه وتيمم به والصعيد التراب أو سطح الأرض مطلقا . ( فابتغيا ) من الابتغاء وهو الطلب . ( مزادتين ) مثنى مزادة وهي القربة الكبيرة سميت بذلك لأنها يزاد فيها جلد آخر من غيرها وتسمى أيضا سطيحة . ( عهدي بالماء أمس ) تركت الماء منذ أمس وهو اليوم الذي قبل يومك . ( هذه الساعة ) في مثل هذه الساعة . ( نفرنا ) رجالنا . ( خلوف ) متخلفون لطلب الماء وقيل جمع خالف وهو المسافر أي ذهبوا وخلفوا النساء وحدهن في الحي . ( الصابىء ) من صبأ إذا خرج من دين إلى دين آخر . ( أوكأ ) ربط . ( العزالي ) جمع عزلاء وهي فم المزادة الأسفل الذي يخرج منه الماء بكثرة . ( وايم الله ) اسم وضع للقسم أصله أيمن الله فحذفت النون تخفيفا وربما وصلت همزته وربما قطعت . ( أقلع عنها ) كف عنها . ( أشد ملأة ) ما بقي فيها من الماء أكثر مما كان أولا . ( دقيقة وسويقة ) طحين الحنطة والشعير وغيرهما . ( فجعلوهما ) وضعوا الأشياء التي جمعوها . ( قال لها ) أي رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي رواية ( قالوا لها ) أي القوم بأمره . ( رزئنا ) نقصنا . ( احتبست عنهم ) تأخرت . ( وقالت بأصبعها ) أشارت بهما . ( الصرم ) هو بيوت مجتمعة منقطعة عن الناس . ( ما أرى ) ظني وعلمي . ( يدعونكم عمدا ) يتركونكم عن قصد لا غفلة منهم عنكم ]. }}.

*************************************************

( ادلة الاحكام ): باب: ازالة النجاسة وبيانها

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

الخمر لا تتخذ خلا و دواء

))))))))))))))))))))))))))))

صحيح مسلم – {{ (( باب تحريم تخليل الخمر: عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الخمر تتخذ خلا؟ فقال: (لا) )). ( باب تحريم التداوي بالخمر: أن طارق ابن سويد الجعفي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر؟ فنهاه، أو كره أن يصنعها. فقال: إنما أصنعها للدواء. فقال (إنه ليس بدواء. ولكنه داء).).}}.

شرح النووي على مسلم: (( هذا دليل الشافعى والجمهور أنه لايجوز تخليل الخمر ولاتطهر بالتخليل هذا اذا خللها بخبز أو بصل أوخميرة أو غير ذلك مما يلقى فيها فهي باقية على نجاستها وينجس ما ألقى فيها ولايطهر هذا الخل بعده أبدا لا بغسل ولا بغيره.

وهذا دليل: بأنها ليست بدواء فيحرم التداوى بها لأنها ليست بدواء. وأنه يحرم التداوى بها وكذا يحرم شربها للعطش وأما اذا غص بلقمة ولم يجد ما يسيغها به إلا خمرا فيلزمه الاساغة بها لأن حصول الشفاء بها حينئذ مقطوع به بخلاف التداوى والله أعلم. )).

النهي عن اكل لحوم الحمر

))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: {{ أصابنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت القدور نادى منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم أكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئا .

= ( إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فإنها رجس ).

= ( لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا وأهريقوها ). }}.

شرح النووي على مسلم: (( ينهيانكم عن لحوم الحمر فإنها رجس أو نجس فأكفئت القدور بما فيها. اختلف العلماء فى المسألة: فقال الجماهير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بتحريم لحومها. وقال بن عباس ليست بحرام. وعن مالك ثلاث روايات أشهرها أنها مكروهة كراهية تنزيه شديدة والثانية حرام والثالثة مباحة والصواب التحريم كما قاله الجماهير. فى سنن أبى داود عن غالب بن أبجر قال أصابتنا سنة فلم يكن فى مالى شئ أطعم أهلى إلا شئ من حمر وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حرم لحوم الحمر الأهلية فأتيت النبى صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله أصابتنا السنة فلم يكن فى مالى ما أطعم أهلى إلا سمان حمر وانك حرمت لحوم الحمر الأهلية فقال أطعم أهلك من سمين حمرك فإنما حرمتها من أجل جوال القرية يعنى بالجوال التى تأكل الجلة وهى العذرة )).

غسل الثوب من دم الحيض

))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: {{ حدثتني فاطمة عن أسماء قالت جاءت امرأة النبي صلى الله عليه و سلم فقالت أرأيت إحدانا تحيض في الثوب كيف تصنع ؟ قال ( تحته ثم تقرصه بالماء وتنضحه وتصلي فيه ). [ ش: ( فاطمة ) هي بنت المنذر بن الزبير بن العوام . ( تحته ) تفركه وتقشره وتزيله . ( تقرصه ) تدلكه بأصابع اليد مع صب الماء عليه . ( تنضحه ) تصب الماء عليه قليلا قليلا حتى يزول الأثر ] }}.

صحيح مسلم: (( جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت: إحدانا يصيب ثوبها من دم الحيضة. كيف تصنع به؟ قال "تحته. ثم تقرصه بالماء. ثم تنضحه. ثم تصلي فيه" )).

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: {{ تحته ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه ثم تصلي فيه معناه تغسله.

وفي رواية الترمذي حتيه ثم اقرضيه ثم رشيه وصلي فيه أراد اغسليه قاله البغوي فلما ثبت أن النضح والرش يذكران ويراد بهما الغسل وجب حمل ما جاء في هذا الباب من النضح والرش على الغسل بمعنى إسالة الماء عليه من غير عرك لأنه متى صب الماء عليه قليلا قليلا حتى تقاطر وسال حصل الغسل لأن الغسل هو الإسالة فافهم }}.

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الوضوء

)))))))))))))))))))))))))))))))))

= {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء : 43] }}.

= {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ [المائدة : 6] }}.

*********************************************

( تطهبر الفم بالسواك - صفة وضوء النبي وصحابته - ما يترتب علي الوضوء من فضل - كيفية وضوء رسول الله صلي الله عليه وسلم - الفقه القرطبي في الوضوء )

تطهبر الفم بالسواك

))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: {{ ( لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ). [ ش: ( لولا أن أشق ) لولا خوفي من وقوعهم في الشدة والحرج . ( لأمرتهم ) أمر إيجاب ]. }}.

اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان: كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوص فَاهُ بِالسِّوَاكِ.

فتح الباري - ابن حجر: {{ لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء بسواك فسوى بينهما وكما أن الوضوء لا يندب للراتبة التي بعد الفريضة إلا أن طال الفصل مثلا فكذلك السواك ويمكن أن يفرق بينهما بأن الوضوء أشق من السواك. عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي ركعتين ثم ينصرف فيستاك. استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حالا تقرب إلى الله فاقتضى أن تكون حال كمال ونظافة إظهارا لشرف العبادة. وقد ورد من حديث على عند البزار ما يدل على أنه لأمر يتعلق بالملك الذي يستمع القرآن من المصلي فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فيه }}.

صفة وضوء النبي وصحابته

)))))))))))))))))))))))))))))))))

(( فغسل كفيه ثلاث مرات - ومسح برأسِهِ واحدة - فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين - فمسح برأسه فأقبل بيديه وأدبر بهما - فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه - فأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه - فليستنثر ثلاثا - فإنه لا يدري أين باتت يده - وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق - إذا توضأت فمضمض - كان يخلل لحيته - فَجَعَلَ يَدْلُكُ ذِرَاعَيْهِ - يَأْخُذُ لِأُذُنَيْهِ مَاءً - فابدأوا بميامنكم - فمسح بناصيته - ادار الماء على مرفقيه - يفصل بين المضمضة والاستنشاق -

صحيح مسلم: {{ أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فتوضأ: فغسل كفيه ثلاث مرات. ثم مضمض واستنثر. ثم غسل وجهه ثلاث مرات. ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات. ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك. ثم مسح رأسه. ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات. ثم غسل اليسرى مثل ذلك. ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه" }}.

شرح النووي على مسلم: {{ انما قال صلى الله عليه و سلم نحو وضوئي ولم يقل مثل لان حقيقة مماثلته صلى الله عليه و سلم لا يقدر عليها غيره والمراد بالغفران الصغائر دون الكبائر وفيه استحباب صلاة ركعتين فأكثر عقب كل وضوء وهو سنة مؤكدة قال جماعة من أصحابنا ويفعل هذه الصلوات في أوقات النهي وغيرها لأن لها سببا واستدلوا بحديث بلال رضي الله عنه المخرج في صحيح البخاري أنه كان متى توضأ صلى وقال أنه أرجى عمل له ولو صلى فريضة أو نافلة مقصودة حصلت له هذه الفضيلة كما تحصل تحية المسجد بذلك والله أعلم وأما قوله صلى الله عليه و سلم لا يحدث فيهما نفسه فالمراد لا يحدث بشئ من أمور الدنيا ومالا يتعلق بالصلاة ولو عرض له حديث فأعرض عنه بمجرد عروضه عفى عن ذلك وحصلت له هذه الفضيلة أن شاء الله تعالى لان هذا ليس من فعله وقد عفى لهذه الامة عن الخواطر التي تعرض ولا تستقر }}.

جامع الاصول لابن الاثير: (( عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : « رأيتُ عليّا توضأ ، فغسل وجهه ثلاثا ، وغسل ذِرَاعَيْه ثلاثا ، ومسح برأسِهِ واحدة ، ثم قال : هكذا توضَّأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ». )).

صحيح البخارى: {{ شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله بن زيد عن وضوء النبي صلى الله عليه و سلم فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم فكفأ على يديه فغسلهما ثلاثا ثم أدخل يده في الإناء فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثا بثلاث غرفات من ماء ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاثا ثم أدخل يده في الإناء فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين ثم أدخل يده في الإناء فمسح برأسه فأقبل بيديه وأدبر بهما ثم أدخل يده في الإناء فغسل رجليه.

= ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه }}.

شرح النووي على مسلم: {{ ( فغسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين ) فيه دلالة على جواز مخالفة الأعضاء وغسل بعضها ثلاثا وبعضها مرتين وبعضها مرة وهذا جائز والوضوء على هذه الصفة صحيح بلا شك ولكن المستحب تطهير الاعضاء كلها ثلاثا ثلاثا كما قدمناه وانما كانت مخالفتها من النبي صلى الله عليه و سلم في بعض الأوقات بيانا للجواز كما توضأ صلى الله عليه و سلم مرة مرة في بعض الاوقات بيانا للجواز وكان في ذلك الوقت أفضل في حقه صلى الله عليه و سلم لان البيان واجب عليه صلى الله عليه و سلم فان قيل البيان يحصل بالقول فالجواب أنه أوقع بالفعل في النفوس وأبعد من التأويل والله أعلم }}.

الإلملم بأحاديث الأحكام: (( ثم مسح برأسه فأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه وبالسباحتين باطن أذنيه ثم غسل رجليه ثلاثاً ثلاثا ثم قال هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم أو ظلم وأساء أخرجه أبو داود. فقد أساء وظلم أو اعتدى وظلم والبيهقي. )).

سبل السلام: {{ وأدخل إصبعيه السباحتين: سباحة وأراد بهما مسبحتي اليد اليمنى واليسرى وسميت سباحة لأنه يشار بها عند التسبيح في أذنيه ومسح بإبهاميه إبهامي يديه ظاهر أذنيه. }}.

صحيح البخارى: {{ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إذا استيقظ - أراه - أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه ). [ ش: ( فليستنثر ) من الاستنثار وهو إخراج ما في الأنف بنفس . ( خيشومه ) هو الأنف وقيل أقصى الأنف . والله تعالى - ورسوله - أعلم بحقيقة هذه البيتوتة ونحن نؤمن بما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم إيمانا جازما ونمتثل ما أمرنا به مع تسليمنا أنه صلى الله عليه و سلم قد خصه الله تعالى بعلوم وأسرار تقصر عن فهمها وإدراك كهنها عقول عامة البشر ] }}.

صحيح مسلم: ((عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا. فإنه لا يدري أين باتت يده" )).

شرح النووي على مسلم: {{ معنى قوله صلى الله عليه و سلم لا يدري أين باتت يده أن أهل الحجاز كانوا يستنجون بالاحجار وبلادهم حارة فاذا نام أحدهم عرق فلا يأمن النائم أن يطوف يده على ذلك الموضع النجس أو على بثرة أو قملة أو قذر غير ذلك }}.

صحيح ابن حبان: {{ عن إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال : قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال : ( أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما )}}.

عون المعبود: (( ( وخلل بين الأصابع ) التخليل تفريق أصابع اليدين والرجلين في الوضوء وأصله من إدخال شيء في خلال شيء وهو وسطه. قال الجوهري والتخليل اتخاذ الخل وتخليل اللحية والأصابع في الوضوء فإذا فعل ذلك قال تخللت. والحديث فيه دليل على وجوب تخليل أصابع اليدين والرجلين ( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ) فلا تبالغ وإنما كره المبالغة للصائم خشية أن ينزل إلى حلقه ما يفطره

قال الطيبي وإنما أجاب النبي صلى الله عليه و سلم عن بعض سنن الوضوء لأن السائل كان عارفا بأصل الوضوء. وقال في التوسط اقتصر في الجواب علما منه أن السائل لم يسأله عن ظاهر الوضوء بل عما خفي من باطن الأنف والأصابع )).

المنتقى - شرح الموطأ: {{ وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ بِذَلِكَ إمْرَارُ الْيَدَيْنِ عَلَى مَا بَيْنَ الْأَصَابِعِ عَلَى أَنَّ حَكَّ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ فِي الْيَدَيْنِ يُجْزِي عَنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ التَّخْلِيلَ أَفْضَلُ وَأَمَّا عَفْوُهُمْ عَنْ تَخْلِيلِ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ فَقَدْ قَالَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِنَا إِنَّ هَذِهِ رِوَايَةٌ عَنْ مَالِكٍ فِي جَوَازِ تَرْكِ إمْرَارِ الْيَدِ عَلَى أَعْضَاءِ الطَّهَارَةِ فِي الْوُضُوءِ وَقَدْ أَشَارَ مَالِكٌ إِلَى إبْدَاءِ فَرْقٍ بَيْنَهُمَا لِأَنَّ أَصَابِعَ الرِّجْلَيْنِ مُلْتَصِقَةٌ لَا يَظْهَرُ مَا بَيْنَهُمَا }}.

خلاصة الاحكام: (( "إذا توضأت فمضمض". رواية ابي داود بإسناد حسن )).

سنن الترمذي: (( عن عثمان بن عفان : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يخلل لحيته )).

بلوغ المرام من أدلة الأحكام {{ وَعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنه - - أَنَّ اَلنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى بِثُلُثَيْ مُدٍّ, فَجَعَلَ يَدْلُكُ ذِرَاعَيْهِ - أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ خُزَيْمَة .

وَعَنْهُ, - أَنَّهُ رَأَى اَلنَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْخُذُ لِأُذُنَيْهِ مَاءً خِلَافَ اَلْمَاءِ اَلَّذِي أَخَذَ لِرَأْسِهِ. - أَخْرَجَهُ اَلْبَيْهَقِيّ }}.

تحفة الأحوذي: ((إذا توضأتم وإذا لبستم فابدأوا بميامنكم أخرجه بن حبان والبيهقي والطبراني )).

صحيح مسلم: (( عن ابن المغيرة بن شعبة، عن أبيه؛ قال بكر: وقد سمعت من ابن المغيرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ. فمسح بناصيته. وعلى العمامة. وعلى الخفين. )).

سنن الدارقطني: {{ عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه }}.

السنن الكبرى للبيهقي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ ادار الماء على مرفقيه.

فتح الباري - ابن حجر: {{ قال الشافعي في الأم لا أعلم مخالفا في إيجاب دخول المرفقين في الوضوء. والمرفق: هو العظم الناتئ في آخر الذراع سمي بذلك لأنه يرتفق به في الاتكاء ونحوه }}.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( عن طلحة بن مصرف ، عن أبيه ، عن جده ، « أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، يفصل بين المضمضة والاستنشاق ». )).

سبل السلام: {{ رأيت رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يفصل بين المضمضة والاستنشاق أخرجه أبو داود بإسناد ضعيف لأنه من ورواية ليث بن أبي سليم وهو ضعيف قال النووي اتفق العلماء على ضعفه.

والحديث دليل على الفصل بين المضمضة والاستنشاق بأن يؤخذا لكل واحد ماء جديد وقد دل له أيضا حديث على عليه السلام وعثمان أنهما أفرادا المضمضة والاستنشاق ثم قالا هكذا رأينا رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم توضأ. والسنة الجمع بينهما بغرفة لما أخرجه ابن ماجه من حديث علي عليه السلام أنه تمضمض فاستنشق ثلاثا من كف واحدة وأخرجه أبو داود. وفي لفظ لابن حبان ثلاث مرات من ثلاث حفنات وفي لفظ للبخارى ثلاث مرات غرفة واحدة ومع ورود الروايتين الجمع وعدمه فالأقرب التخيير وأن الكل سنة وإن كانت ورواية الجمع أكثر وأصح. }}.

صحيح مسلم: (( أخبرني عمر ابن الخطاب؛ أن رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه. فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم. فقال "ارجع فأحسن وضوءك" فرجع ثم صلى. )).

شرح النووي على مسلم: {{ ( ارجع فأحسن وضوءك فرجع ثم صلى ) فى هذا الحديث أن من ترك جزءا يسيرا مما يجب تطهيره لا تصح طهارته وهذا متفق عليه واختلفوا فى المتيمم يترك بعض وجهه فمذهبنا ومذهب الجمهور انه لا يصح كما لا يصح وضوءه. وعن أبى حنيفة ثلاث روايات: احداها إذا ترك أقل من النصف أجزأه والثانية إذا ترك أقل من قدر الدرهم أجزأه والثالثة إذا ترك الربع فما دونه أجزأه وللجمهور أن يحتجوا بالقياس والله أعلم. }}.

ما يترتب علي الوضوء من فضل

)))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: {{ رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد فتوضأ فقال إني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ). [ ش: ( غرا محجلين ) غرا جمع أغر أي ذو غرة واصل الغرة لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس ثم استعملت في الشهرة وطيب الذكر . ومحجلين من التحجيل وهو بياض يكون في قوائم الفرس وأصله من الحجل وهو الخلخال . والمعنى أن النور يسطع من وجوههم وأيديهم وأرجلهم يوم القيامة وهذا من خصائص هذه الأمة التي جعلها الله عز و جل شهداء على الناس . ( فمن استطاع . . ) ] }}.

صحيح مسلم, باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء: (( رأيت أبا هريرة يتوضأ. فغسل وجهه فأسبغ الوضوء. ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد. ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد. ثم مسح رأسه. ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق. ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق. ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنتم الغر المحجلون يوم القيامة. من إسباغ الوضوء. فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله". )).

شرح النووي على مسلم: {{ ( أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الوضوء ) قال أهل اللغة الغرة بياض في جبهة الفرس والتحجيل بياض في يديها ورجليها قال العلماء سمى النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة وتحجيلا تشبيها بغرة الفرس والله أعلم. قوله صلى الله عليه و سلم ( لكم سيما ليست لأحد من الأمم تردون على غرا محجلين من أثر الوضوء ) أما السيما فهي العلامة. وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذا الحديث على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة زادها الله تعالى شرفا }}.

فيض القدير: {{ (الغر المحجلون) الغرة هنا محل الواجب والزائد عليه مطلوب ندبا وإن كان قد يطلق على الكل غرة لعموم النور لجميعه سمي النور الذي على مواضع الوضوء (يوم القيامة) غرة وتحجيلا تشبيها بغرة الفرس (من إسباغ الوضوء) أي من أثر إتمامه (فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله) ندبا بأن يغسل مع الوجه مقدم الرأس وصفحة العنق ومع اليدين والرجلين العضدين والساقين }}.

جامع الاصول لابن الاثير: (( سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : « لا وضوءَ لمن لم يذكر اسم الله عليه ». أخرجه الترمذي )).

المستدرك للحاكم: (( عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا صلاة لمن لا وضوء له و لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه )).

تحفة الأحوذي: {{ النفي في قوله صلى الله عليه و سلم: ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ): محمول على نفي الكمال. فإن قلت قد صرح بن سيد الناس في شرح الترمذي بأنه قد روي في بعض الروايات لا وضوء كاملا وقد استدل به الرافعي فهذه الرواية صريحة في أن المراد في قوله لا وضوء في حديث الباب نفي الكمال }}.

شرح عمدة الأحكام: {{ ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) ومحلها عند ابتداء غسل اليدين أو عند ابتداء المضمضة، يقول: (باسم الله)، ويرى بعض العلماء أنها واجبة ولكنها تسقط عن الناسي والجاهل، وأما المتذكر فإنه يأتي بها بقوله: (باسم الله)، ويكتفي بذلك، وإن أتمها بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم، جاز ذلك. ويسأل كثير من الإخوة فيما إذا توضأ بداخل الحمامات، ففي تلك الأماكن المستقذرة لا يؤتى بذكر الله؛ بل يقتصر على ذكر الله تعالى بقلبه، وقبل أن يدخل يأتي بالبسملة، ولعل ذلك كافٍ، ويستحب أن يستنجي في داخل الحمام، وبعد ذلك يخرج ليؤدي الوضوء خارج الحمام؛ حتى يتمكن من التسمية حيث لا محذور. }}.

صحيح مسلم: {{ عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا توضأ العبد المسلم (أو المؤمن) فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) حتى يخرج نقيا من الذنوب". }}.

صحيح كنوز السنة النبوية: {{ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما منكم من أحد يتوضأ، فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيُها شاء) }}.

صحيح مسلم: (( "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ (أو فيسبغ) الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء". )).

سنن الترمذي: {{ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين - فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء }}.

كيفية وضوء رسول الله صلي الله عليه وسلم

مجموعة احاديث يرجع اليها للاستفادة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

سنن ابن ماجه: {{ توضأ رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدة واحدة . فقال ( هذا وضوء من لا يقبل الله منه صلاة إلا به ) ثم توضأ ثنتين ثنتين . فقال ( هذا وضوء القدر من الوضوء ) . وتوضأ ثلاثا ثلاثا . وقال ( هذا أسبغ الوضوء . وهو وضوئي ووضوء خليل الله إبراهيم . ومن توضأ هكذا ثم حدثنا عند فراغه أشهد أن ل إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فتح له ثمانية أبوب الجنة يدخل من أيها شاء ) }}.

سنن الدارقطني: (( عبد الله بن عمر قال : دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بماء فتوضأ به مرة مرة ثم قال هذا وظيفة الوضوء الذي لا يقبل الله صلاة إلا به ثم دعا بماء فتوضأ مرتين مرتين ثم قال هذا وضوء من توضأ به كان له أجره مرتين ثم مكث ساعة ثم دعا بماء فتوضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال هذا وضوئي ووضوء النبيين قبلي )).

(د س ت) {{ علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال عبدُ خَير : «أتانا عليّ - رضي الله عنه - فدعا بطَهور ، فقلنا : ما يصنعُ بالطَّهور وقد صلى ؟ ما يُريد إلا ليُعَلِّمنا ، فأُتِيَ بإناء فيه ماء ، وطَسْت، فأفرغ من الإناء على يمينه ، فغسل يديه ثلاثا ، ثم تمضْمَضَ واسْتَنْثَرَ ثلاثا ، فَمَضْمَضَ ونَثَر من الكفِّ الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجْهَه ثلاثا ، وغسل يَدَه اليمنى ثلاثا ، وغسل يَدَه الشِّمالَ ثلاثا ، ثم جعل يده في الإناء ، فمسح برأسه مَرَّة واحدة ، ثم غسل رِجْلَه اليمنى ثلاثا ، ورِجْلَه الشِّمالَ ثلاثا ، ثم قال : مَن سَرَّهُ أنْ يَعْلَمَ وضوءَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو هذا ».

« رأيتُ عليّا توضأ ، فغسل كفَّيه ثلاثا ، وتمضمض واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وذراعيه ثلاثا ثلاثا ، ومسح برأسه ، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا ، ثم قال : هذا وضوءُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ». }}.

عن أبي حَيَّةَ قال: (( « رأيتُ عليا توضأ، فغسل كفيه حتى أنْقاهُما ، ثم تمضمض ثلاثا ، واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وغسل ذراعيه ثلاثا ، ثم مسح برأسه ، ثم غسل قدميه إلى الكعبين ، ثم قام فأخذ فَضل طَهوره ، فشرب وهو قائم ، ثم قال : أحببتُ أنْ أُرِيَكم كيف كان طُهور النبي -صلى الله عليه وسلم- ».

عن عليّ « أنه أُتِيَ بكُرسيّ فقعدَ عليه ، ثم دعا بتَوْر فيه ماء ، فكفأ على يديه ثلاثا ،ثم مضمض واستنشق بكَفّ واحد ثلاثَ مرات ، وغسل وجهه ثلاثا ، وغسل ذِرَاعَيْه ثلاثا ، وأخذ من الماء ، فمسح برأسه - وأشار شعبة مرة من ناصيته إلى مؤخَّر رأسه ، ثم قال : لا أدْرِي أرَدَّهما أم لا ؟ - وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا ، ثم قال : مَنْ سَرَّه أن يَنْظُرَ إلى طُهورِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا طُهُورُه».

قال : « شهدتُ عليّا دعا بكرسيّ ،فقعد عليه ، ثم دعا بماء في تَوْر ، فغسل يديه ثلاثا ، ثم مضمض واستنشق بكفّ واحد ثلاثا ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ويديه ثلاثا ثلاثا ، ثم غمس يده في الإناء فمسحَ برأسه ، ثم غسل رِجْلَيْه ثلاثا ثلاثا ، ثم قال : من سَرَّهُ أن ينظرَ إلى وضوءِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا وضُوؤه».

وفي رواية الترمذي: « رأيتُ عليّا توضأ ، فغسل كفَّيه حتى أنْقَاهُما.. وذكر الرواية مثل رواية النسائي التي فيها ذِكْر إنقاء الكفين.. ، وقال فيها الترمذي : ومسح برأسه مرة ».

وفيه « فإذا فرغ من طُهوره أخذ من فضل طهوره بكفِّه فشربه عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال حُمْرَانُ مولى عثمان : « إن عثمان دعا بإناء ، فأفرغ على كَفَّيه ثلاث مرار ، فغلسهما ، ثم أدخل يمينه في الإناء ، فمَضْمَضَ ، واسْتنْشق ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ويديه إلى المرفقين ثلاثَ مِرَار ، ثم مسح برأسه ،ثم غسل رِجْلَيه ثلاثَ مِرَار إلى الكعبين ، ثم قال : رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضَّأ نحو وضوئي هذا ، ثم قال : من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلَّى ركعتين لا يُحدِّثُ فيهما نفسه ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ » أخرجه البخاري ومسلم. )).

عن ابن أبي مُلَيْكَةَ قال : {{ « رأيتُ عثمانَ بنَ عفَّانَ ، يُسألُ عن الوضوء، فدعا بماء ، فأُتِيَ بِميضَأة ، فأصغَى على يده اليمنى ، ثم أدخلها في الماء ، فتمضمض ثلاثا ، واستنثر ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل يده اليمنى ثلاثا ، وغسل يده اليسرى ثلاثا ، ثم أدخل يده فأخذ ماء ، فمسح برأسه وأُذُنيه ، فغسل بطونهما وظهورَهما مرة واحدة ، ثم غسل رِجْلَيه ، ثم قال : أين السائلون عن الوضوء؟ هكذا رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ ».

عن أبي علقمةَ : « أن عثمانَ بنَ عفَّانَ دعا بماء ، فتوضأ ، فأفرغ بيده اليمنى على [يده] اليسرى ، ثم غسلهما إلى الكُوعين ، قال : ثم مضمض واستنشق ثلاثا ،قال : ومسح برأسه ، ثم غسل رِجْلَيه ، وقال : رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأُ مثل ما رأيتموني توضأتُ.. ثم ساق الحديث ».

وله في أخرى عن شقيق بن سلمةَ قال : « رأيتُ عثمانَ بن عفَّانَ غَسل ذِرَاعَيْه بالماءِ ثلاثا ثلاثا ، ومسح رأسه ثلاثا ، ثم قال : رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل هذا ».

وفي رواية النسائي إلا أنه قال : « ثم غَسلَ كلَّ رِجْل من رِجْلَيه ثلاثَ مرات ». }}.

عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري - رضي الله عنه - : قيل له : {{ « توضأ لنا وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فدعا بإناء ، فأكَفَأ منه على يديه، فغسلهما ثلاثا ، ثم أدخل يده فاسْتَخْرَجها ، فغسل وجهه ثلاثا ، ثم أدخل يده فاستخرجها ، فغسل يديه إلى المرفقين مرتين ، ثم أدخل يده فاستخرجها ، فمسح برأسه ، فأقْبل بيديه وأدْبَر ، ثم غسل رِجْلَيه إلى الكعبين ، ثم قال : هكذا كان وضوءُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ».

« فأقبلَ بهما وأدبر ، بدأ بمقدَّم رأسه ، ثم ذهب بهما إلى قَفاه ثم رَدَّهما حتى رجعَ إلى المكان الذي بدأ منه ».

وفي رواية قال : « أتَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأخرجنا له ماء في تَوْر من صفْر ، فتوضأ ، فغسل وجهه ثلاثا ، ويديه مرتين مرتين ، ومسح برأسه ، فأقبل به وأدبر ، وغَسلَ رِجْلَيْه » أخرجه البخاري ومسلم.

وفي رواية للبخاري : « أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين مرتين ».

ولمسلم « أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمضمض ، ثم استنثر ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ويده اليمنى [ثلاثا] ، والأخرى ثلاثا ، ومسح رأسه بماء غيرِ فضلِ يديه ، وغسل رِجْلَيْه حتى أنقاهما ».

وفي رواية « الموطأ » قال : قال له يحيى المازني : هل تستطيعُ أن تُرِيَني كيف كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ ؟ قال : « نعم ، فدعا بوَضُوء ، فأفْرَغ على يديه ، فغسل يديه مرتين مرتين ، ثم مضمض واستنثر ثلاثا ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى الْمِرْفَقين ،ثم مسح رأسه بيديه ، فأقْبَلَ بهما وأدْبَر ، بدأ بمُقدَّم رأسه ، ثم ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردَّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ، ثم غسل رِجْلَيه».

وفي رواية أبي داود » إلا أنه قال : « فأفْرغَ على يديه فغسلَ يديه ، ثم تمضمض واستنثر ثلاثا... الحديث ».

وله في أخرى بهذا الحديث ، قال : « فمضمض واستنشق من كفّ واحدة ، يفعل ذلك ثلاثا.. ثم ذكر نحوه ».

وله في أخرى « أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... فذكر وضوءه ، قال : ومسح رأسه بماء غيرِ فَضْل يديه ، وغسل رِجْلَيه حتى أنْقاهُما ».

وفي رواية الترمذي « أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح رأسه بيديه ، فأقْبل بهما وأدْبر ، بدأ بمقدَّم رأسه ، ثم ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردَّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رِجْلَيه ».

وله في أخرى « أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ ، وأنه مسح رأسَه بماء غيرِ فضل يديه ، وفي أخرى : بما غَبَرَ فضل يديه » قال الترمذي : والأول أصح.

وله في أخرى : « أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل وجهه ثلاثا ، وغسل يديه مرتين مرتين ، ومسح برأسه ، وغسل رجليه ».

وللنسائي في أخرى « أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل وجهه ثلاثا ، وغسل يديه مرتين، وغسل رِجْلَيْه مرتين ، ومسح برأسه مرتين ». }}.

المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال : (( « رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ، فلما بلغ مَسْحَ رأسِهِ ، وضع كفَّيْه على مقدَّم رأسه ، فأمَرَّهما حتى بلغ القفا ، ثم ردَّهما إلى المكان الذي بدأ منه ».

وله في أخرى قال : « أُتِيَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوَضوء ، فتوضأ ، فغسل كَفَّيْه ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل ذِرَاعَيْه ثلاثا ، ثم تمضمض واستنشق ثلاثا ، ثم مسح برأسه ،وأُذُنَيْه ظاهِرهما وباطِنهما ».

وفي أخرى قال : « ومسح بأذنيه : ظاهرِهما وباطِنهما ».

زاد هشام : «وأدْخَل أصابعه في صِمَاخِ أُذُنَيه » أخرجه أبو داود. )).

الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ - رضي الله عنها - : قالت : {{ « كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتينا ، فحدثتنا أنه قال : اسْكُبي لي وَضوءا - فذكرت وضوءَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت فيه : فغسل كفيه ثلاثا ، ووضَّأ وجهه ثلاثا ، ومضمض واستنشق مرة ، ووضأَ يديه ثلاثا ثلاثا ، ومسح برأسه مرتين : بدأ بمؤخَّر رأْسه ، ثم بمقدَّمه ، وبأُذنيه كلتيهما: ظهورِهما وبطونِهما ، ووضَّأ رجليه ثلاثا ثلاثا ».

وفي أخرى: « وتضمض واستنثر ثلاثا».

وفي أُخرى : « أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ عندها ، فمسح الرأس كلَّه : من قَرْن الشعر ، كلَّ ناحية لمنصبِّ الشعر ، لا يحرك الشعر عن هيئته ».

وفي أخرى قالت : « رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ ، قالت: فمسح رأسه ، ومسح ما أقبل منه وما أدبر ، وصُدْغَيْهِ ، وأُذُنِيهِ مرة واحدة ».

وفي أخرى : « أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسحَ برأسِهِ من فَضْلِ ماء كانَ في يديه».

وفي أخرى : « أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- توضَّأَ فَأدْخَل إِصبعيه في جُحْرَي أذنيه». هذه روايات أبي داود.

وفي رواية الترمذي : « أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه مرتين : بدأ بمؤخَّر رأسه ، ثم بمقدَّمه ، وبأُذنيه كلتيهما : ظهورِهما وبطونِهِما ».

« أنه كان مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر ، فأُتِيَ بماء فقال علي يديه من الإناء ، فغسلهما مرة ، وغَسَلَ وَجهه وذِراعَيهِ مرة مرة ، وغسل رجليه بيمِينهِ كلتيهما ». أخرجه النسائي. }}.

عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال: {{ َخَلَّف عَنَّا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في سَفْرة سافرناها ، فأدْرَكَنا وقد أرْهَقَتْنَا الصلاةُ ونحن نتوضأُ ، فجعلنا نمسح على أرجلنا ، فنادى بأعلى صوته : وَيْل للأعقَابِ من النار - مرتين أو ثلاثا - ». أخرجه البخاري، ومسلم.

وللبخاري : « وقد أرْهَقَنا العصرُ ».

وفي أخرى : « وقد حضرت صلاةُ العصر ».

ولمسلم قال : « رجعنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكةَ إِلى المدينةِ ، حتى إِذا كُنَّا بماء بالطريق تَعَجَّل قوم عند العصر ، فتوضَّؤوا وهم عِجال ، فانتهينا إليهم وأعقابُهم تَلُوحُ لم يَمسَّها الماءُ ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ويل للأَعقابِ مِن النارِ ، أَسْبِغُوا الوضوءَ ».

وفي رواية أبي داود ، والنسائي : « أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رأى قوما وأعقابُهم تَلُوح ، فقال : ويل للأعقاب من النار ، أسْبِغُوا الوضوءَ ». }}.

(خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - : (( ن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا لم يَغْسِلْ عَقِبَهُ ، فقال : ويل للأعقابِ من النارِ ».

وفي أخرى : « أنه رأى قوما يتوضَّؤون من المَطْهَرَةِ ، فقال : أسبغوا الوضوء، فإني سمعتُ أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- قال : ويل لِلْعَرَاقِيبِ من النار ». أخرجه البخاري ، ومسلم.

وعند الترمذي ، ومسلم : أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال : « ويل للأعقاب من النار».

قال الترمذي : وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : « ويل للأعقاب وبُطُون الأقدام من النار». وأخرج النسائي الثانية. )).

ثوبان - رضي الله عنه - : قال : {{ عث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة ، فأصابهم البَردُ ، فلما قَدِمُوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يَمْسَحوا على العَصائِب والتَّسَاخِين ». أخرجه أبو داود. }}.

أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : (( أيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ ، وعليه عمامة قِطْرِيَّة ، فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدَّم رأسه ، ولم يَنْقُض العمامة». أخرجه أبو داود. )).

(ت) قلتُ لأبي جعفر - وهو محمد الباقر- حدَّثك جابر : {{ ن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة ، ومرتين ومرتين ، وثلاثا وثلاثا؟ قال : نعم».

وفي رواية : قلت لأبي جعفر : حدثك جابر « أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة ؟ قال : نعم». أخرجه الترمذي، وقال : هذا أصح من الرواية الأولى. }}.

الفقه القرطبي في الوضوء

)))))))))))))))))))))))))))))))

001 {{ (( الاستذكار: إن جبريل أتى النبي - عليه السلام - حين افترضت الصلاة عليه فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت له عين ماء فتوضأ جبريل ومحمد ينظر فوضأ وجهه واستنشق ومضمض ومسح برأسه وأذنيه وغسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين ونضح فرجه ثم قام فصلى ركعتين وأربع سجدات)).

( عمدة القاري شرح صحيح البخاري: إن جبريل عليه السلام أتى فهمز بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت عين ماء مزن فتوضأ جبريل عليه السلام ومحمد عليه السلام ينظر فرجع رسول الله فأخذ بيد خديجة رضي الله تعالى عنها ثم أتى بها العين فتوضأ كما توضأ جبريل عليه السلام ثم صلى هو وخديجة ركعتين كما صلى جبريل عليه الصلاة والسلام. وقال نافع بن جبير: أصبح النبي ليلة الإسراء فنزل جبريل حين زاغت الشمس فصلى به ) }}.

تفسير القرطبي

002 {{ وقال ابن سيرين : كان الخلفاء يتوضؤون لكل صلاة. ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء عند كل صلاة فشق ذلك عليه ؛ فأمر بالسواك ورفع عنه الوضوء إلا من حدث. نزلت هذه الآية رخصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه كان لا يعمل عملا إلا وهو على وضوء ، ولا يكلم أحدا ولا يرد سلاما إلى غير ذلك ؛ فأعلمه الله بهذه الآية أن الوضوء إنما هو قيام إلى الصلاة فقط دون سائر الأعمال. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة ، فلما كان يوم الفتح صلى الصلوات بوضوء واحد ، ومسح على خفيه ، فقال عمر رضي الله عنه : لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه ؛ فقال : "عمدا صنعته يا عمر" فلم سأله عمر واستفهمه ؟ قيل له : إنما سأله لمخالفته عادته منذ صلاته بخيبر ؛ والله أعلم. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "الوضوء على الوضوء نور" فكان عليه السلام يتوضأ مجددا لكل صلاة ، وقد سلم عليه رجل وهو يبول فلم يرد عليه حتى تيمم ثم رد السلام وقال : "إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر". معنى الآية إذا قمتم إلى الصلاة محدثين ؛ وليس في الآية على هذا تقديم وتأخير. }}.

003 {{ قوله تعالى : { فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ } ذكر تعالى أربعة أعضاء : الوجه وفرضه الغسل واليدين كذلك والرأس وفرضه المسح اتفاقا واختلف في الرجلين. عن ابن القاسم : سمعت مالكا سئل : هل سمعت من أهل العلم من يقول إن اللحية من الوجه فليمر عليها الماء ؟ قال : نعم ، وتخليلها في الوضوء ليس من أمر الناس ، وعاب ذلك على من فعله. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خلل لحيته في الوضوء من وجوه كلها ضعيفة. وذكر ابن خويز منداد : أن الفقهاء اتفقوا على أن تخليل اللحية ليس بواجب في الوضوء.

004 {{ وجمهور العلماء على أن الوضوء لا بد فيه من نية ؛ لقول عليه السلام : "إنما الأعمال بالنيات" قال البخاري : فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والأحكام ؛ وقال الله تعالى : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } ، يعني على نيته. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ولكن جهاد ونية" وقال كثير من الشافعية : لا حاجة إلى نية ؛ وهو قول الحنفية ؛ قالوا : لا تجب النية إلا في الفروض التي هي مقصودة لأعيانها ولم تجعل سببا لغيرها ، فأما ما كان شرطا لصحة فعل آخر فليس يجب ذلك فيه بنفس ورود الأمر إلا بدلالة تقارنه ، والطهارة شرط ؛ فإن من لا صلاة عليه لا يجب عليه فرض الطهارة ، كالحائض والنفساء. }}.

005 {{ قوله تعالى : { وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ }. ولذلك تدخل المرافق في الغسل. كان أبو هريرة يبلغ بالوضوء إبطه وساقه ويقول : سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول : "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" . قال القاضي عياض : والناس مجمعون على خلاف هذا ، وألا يتعدى بالوضوء حدوده ؛ لقوله عليه السلام : "فمن زاد فقد تعدى وظلم" وقال غيره : كان هذا الفعل مذهبا له ومما انفرد به ، ولم يحكه عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما استنبطه من قوله عليه السلام : "أنتم الغر المحجلون". }}.

006 {{ قوله تعالى : { وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ } أن المسح لفظ مشترك. وأما الرأس فهو عبارة عن الجملة التي يعلمها الناس ضرورة ومنها الوجه ، فلما ذكره الله عز وجل في الوضوء وعين الوجه للغسل بقي باقيه للمسح ، ولو لم يذكر الغسل للزم مسح جميعه ، ما عليه شعر من الرأس وما فيه العينان والأنف والفم. وقد أشار مالك في وجوب مسح الرأس. وجمهور العلماء على أن مسحة واحدة موعبة كاملة تجزئ. وقال الشافعي : يمسح رأسه ثلاثا. وأحاديث عثمان الصحاح كلها تدل على أن مسح الرأس مرة ؛ فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثا ، قالوا فيها : ومسح برأسه ولم يذكروا عددا. واختلفوا من أين يبدأ بمسحه ؛ فقال مالك : يبدأ بمقدم رأسه ، ثم يذهب بيديه إلى مؤخره ، ثم يردهما إلى مقدمه. والإجماع منعقد على استحسان المسح باليدين معا ، وعلى الإجزاء إن مسح بيد واحدة. }}.

007 {{ وأما الأذنان: هما سنة على حالهما لا من الوجه ولا من الرأس. وقال الثوري وأبو حنيفة : يمسحان مع الرأس بماء واحد ؛ وروي عن جماعة من السلف مثل هذا القول من الصحابة والتابعين. وقال داود : إن مسح أذنيه فحسن ، وإلا فلا شيء عليه ؛ إذ ليستا مذكورتين في القرآن. وأهل العلم يكرهون للمتوضئ ترك مسح أذنيه ويجعلونه تارك سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يوجبون عليه إعادة إلا إسحاق فإنه قال : إن ترك مسح أذنيه لم يجزه. وقال أحمد : إن تركهما عمدا أحببت أن يعيد.

والآثار بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح ظاهر أذنيه وباطنهما واحتج من قال : هما من الرأس بقوله صلى الله عليه وسلم من حديث الصنابحي : "فإذا مسح رأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج أذنيه". }}.

008 {{ قوله تعالى : { وَأَرْجُلَكُمْ }: قرأ نافع وابن عامر والكسائي { وَأَرْجُلَكُمْ } بالنصب. وعن نافع أنه قرأ { وَأَرْجُلُكُمْ } بالرفع. وقرأ ابن كثير { وَأَرْجُلِِِِكُمْ } بالخفض. وبحسب هذه القراءات اختلف الصحابة والتابعون:

1- فمن قرأ بالنصب بنى على أن الفرض في الرجلين الغسل دون المسح. وهو الثابت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم, وقد رأى قوما يتوضؤون وأعقابهم تلوح فنادى بأعلى صوته "ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء" ثم إن الله حدهما فقال : { إِلَى الْكَعْبَيْنِ } كما قال في اليدين { إِلَى الْمَرَافِقِ } فدل على وجوب غسلهما ؛ والله أعلم.

2- ومن قرأ بالخفض: قد روي عن ابن عباس أنه قال : الوضوء غسلتان ومسحتان. وروي عن أنس أيضا أنه قال : نزل القرآن بالمسح والسنة بالغسل. ومن أحسن ما قيل فيه ؛ أن المسح والغسل واجبان جميعا ، فالمسح واجب على قراءة من قرأ بالخفض ، والغسل واجب على قراءة من قرأ بالنصب ، والقراءتان بمنزلة آيتين.

والقاطع أن فرض الرجلين الغسل ، وما ثبت من قول عليه الصلاة والسلام "ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار".

009 {{ شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبدالله بن زيد عن وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بتور من ماء ، فتوضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فأكفأ على يده من التور: فغسل يديه ثلاثا ، ثم أدخل يده في التور فمضمض واستنشق واستنثر ثلاث غرفات ، ثم أدخل يده فغسل وجهه ثلاثا ، ثم أدخل يديه فغسل يديه إلى المرفقين ثلاثا ، ثم أدخل يده فمسح رأسه فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة ، ثم غسل رجليه إلى الكعبين.

عن مالك : ليس على أحد تخليل أصابع رجليه في الوضوء ولا في الغسل ، ولا خير في الجفاء والغلو ؛ قال ابن وهب : تخليل أصابع الرجلين مرغب فيه ولا بد من ذلك في أصابع اليدين ؛ وقال ابن القاسم عن مالك : من لم يخلل أصابع رجليه فلا شيء عليه.

قلت : الصحيح أنه لا يجزئه فيهما إلا غسل ما بينهما كسائر الرجل إذ ذلك من الرجل ، كما أن ما بين أصابع اليد من اليد ، ولا اعتبار بانفراج أصابع اليدين وانضمام أصابع الرجلين ، فإن الإنسان مأمور بغسل الرجل جميعها كما هو مأمور بغسل اليد جميعها.

010 {{ ألفاظ الآية تقتضي الموالاة بين الأعضاء ، وهي إتباع المتوضئ الفعل الفعل إلى آخره من غير تراخ بين أبعاضه ، ولا فصل بفعل ليس منه. وتتضمن ألفاظ الآية أيضا الترتيب. والصحيح أن يقال : إن الترتيب متلقي من وجوه أربعة :

الأول : أن يبدأ بما بدأ الله به كما قال عليه الصلاة والسلام حين حج : "نبدأ بما بدأ الله به".

الثاني : من إجماع السلف فإنهم كانوا يرتبون.

الثالث : من تشبيه الوضوء بالصلاة.

الرابع : من مواظبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك. }}.

011 {{ المسح على الخفين والجوربين:

وحديث حذيفة قال : فلقد رأيتني أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتماشى ؛ فأتى سباطة قوم خلف حائط ، فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه ، فأشار إلى فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ - زاد في رواية - فتوضأ ومسح على خفيه. وحديث شريح بن هانئ قال : أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت : عليك بابن أبي طالب فسله ؛ فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فسألناه فقال : جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوما وليلة.

والمسح عند جميعهم لمن لبس خفيه على وضوء ؛ لحديث المغيرة بن شعبة أنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في مسير - الحديث - وفيه ؛ فأهويت لأنزع خفيه فقال : "دعهما فإني أدخلتهم طاهرتين" ومسح عليهما.

ولا يجوز المسح على الجوربين عند أبي حنيفة والشافعي إلا أن يكونا مجلدين. وله قول آخر أنه لا يجوز المسح على الجوربين وإن كانا مجلدين. وفي كتاب أبي داود عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه. واختلفوا فيمن نزع خفيه وقد مسح عليهما على قولين : الأول : يغسل رجليه مكانه وإن أخر استأنف الوضوء. الثاني : يستأنف الوضوء. }}.

012 {{ قوله تعالى : { وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا }: أمر بالاغتسال بالماء. وحديث عمران بن حصين :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا معتزلا لم يصل في القوم فقال : "يا فلان ما منعك أن تصلي في القوم" فقال : يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء. قال : "عليك بالصعيد فإنه يكفيك".

*************************************************

( ادلة الاحكام ): باب المسح علي الخفين

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين - يمسح على ظاهرهما - ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر, ويوما وليلة للمقيم )

صحيح البخارى: {{ كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فأهويت لأنزع خفيه فقال ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) . فمسح عليهما. [ ش ( فأهويت ) مددت يدي . ( أدخلتهما طاهرتين ) أي من الحدث وذلك بلبسهما بعد تمام الوضوء ].

(( كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم ذات ليلة في سفر فقال ( أمعك ماء ) . قلت نعم فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى عني في سواد الليل ثم جاء فأفرغت عليه الإدواة فغسل وجهه ويديه وعليه جبة من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة فغسل ذراعيه ثم مسح برأسه ثم أهويت لأنزع خفيه فقال ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) . فمسح عليهما )). }}

شرح النووي على مسلم: {{ ( فاني أدخلتهما طاهرتين ) فيه دليل على أن المسح على الخفين لا يجوز الا إذا لبسهما على طهارة كاملة بأن يفرغ من الوضوء بكماله ثم يلبسهما لأن حقيقة ادخالهما طاهرتين أن تكون كل واحدة منهما أدخلت وهي طاهرة }}.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ ( عن علي قال : « لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخفين أحق بالمسح من ظاهرهما ، ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهرهما » ).

(( « لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخفين أولى » فهذا إنكار للمسح على باطنهما قال الشافعي : لسنا نعرف هذا عن عمر . قال أحمد : إنما الرواية عن عمر ، أنه مسح على خفيه ، حتى رأى آثار أصابعه على خفيه . ذكره ابن المنذر ، ورويناه عن خالد بن أبي بكر ، وليس بالقوي ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، أن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يأمر بالمسح على ظهر الخفين » )). }}.

سبل السلام: {{ وفي حديث المغيرة: "أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم مسح على خفيه، ووضع يده اليمنى على خفه الأيمن، ويده اليسرى على خفه الأيسر، ثم مسح أعلاهما مسحة واحدة، كأني أنظر أصابعه على الخفين" رواه البيهقي. ومسح أعلى الخف دون أسفله. قد روى عن علي عليه السلام: أنه رأى رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يمسح على ظهر الخف خطوطاً بالأصابع. والظاهر أنه إذا فعل المكلف ما يسمى مسحاً على الخف لغة أجزأه. وأما مقدار زمان جواز المسح فقد أفاده الحديث. (وعن صفوان) قال: كان النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يأمُرُنا إذا كنّا سَفْراً ألا ننزَع خفافَنا ثلاثةَ أيام ولياليهن إلا من جنابة ) أي فننزعها ولو قبل مرور الثلاث (ولكن) لا ننزعهن ( من غائط وبول ونوم ) أي لأجل هذه الأحداث إلا إذا مرت المدة المقدرة. }}.

تحفة الأحوذي: (( والراجح عندي أن الجوربين إذا كانا رقيقين ثخينين فهما في معنى الخفين يجوز المسح عليهما وأما إذا كانا رقيقين بحيث لا يستمسكان على القدمين بلا شد ولا يمكن المشي فيهما فهما ليسا في معنى الخفين وفي جواز المسح عليهما عندي تأمل والله تعالى أعلم )).

صحيح مسلم: (( عن شريح بن هانئ؛ قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين: فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله. فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسألناه فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر, ويوما وليلة للمقيم. )).

سنن الدارقطني: {{ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا بالمسح على الخفين في غزوة تبوك ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر وللمقيم يوما وليلة }}.

جامع الاصول لابن الاثير: (( « بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة ، فأصابهم البَردُ ، فلما قَدِمُوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يَمْسَحوا على العَصائِب والتَّسَاخِين ». أخرجه أبو داود.)).

تحفة الأحوذي: {{ عن ثوبان قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على النبي صلى الله عليه و سلم شكوا إليه ما أصابهم من البرد فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين.

العصائب هي العمائم لأن الرأس يعصب بها والتساخين كل ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحوهما }}.

سبل السلام: {{ فأمرهُم أنْ يَمْسَحُوا على العَصَائب، يعني العَمائم) سميت عصابة لأنه يعصب بها الرأس (والتساخين). قال في القاموس: التساخين: المراجل الخفاف، وفسرها الراوي بقوله: (يعني الخفاف) جمع خف. وظاهر الحديث: أنه يجوز المسح على العمائم كالمسح على الخفين ويشترط في جواز المسح على العمائم أن يعتم الماسح بعد كمال الطهارة، كما يفعل الماسح على الخف. وقال ابن القيم: إنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم مسح على العمامة فقط، ومسح على الناصية، وكمل على العمامة، وقيل: لا يكون ذلك إلا للعذر }}.

الموسوعة الفقهية الكويتية: {{ يرى الجمهور جواز المسح على الخفّ مدّة يوم وليلة للمقيم ، وثلاثة أيّام ولياليها للمسافر. واستدلّوا بأحاديث وآثار كثيرة ، منها ما روى صفوان بن عسّال ، قال : « أمرنا - يعني النّبيّ صلى الله عليه وسلم - أن نمسح على الخفّين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثةً إذا سافرنا ، ويوماً وليلةً إذا أقمنا ، ولا نخلعهما من غائط ولا بول ولا نوم ، ولا نخلعهما إلاّ من جنابة ». « أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمر بالمسح على الخفّين في غزوة تبوك ثلاثة أيّام ولياليهنّ للمسافر ، ويوماً وليلةً للمقيم . » رواه أحمد. وقال : هو أجود حديث في المسح على الخفّين ؛ لأنّه في غزوة تبوك ، وهي آخر غزاة غزاها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، وهو آخر فعله . }}.

**************************************************

( ادلة الاحكام ): باب نواقض الوضوء

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( إني لأسمع لأحدهم غطيطا ثم يصلون ولا يتوضئون - ذلك عرق وليس بحيض - ثم توضئي لكل صلاة - يغسل ذكره ويتوضأ - قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة - حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا - إنما هو بضعة منك - من أصابه قيء أو رعاف - أتوضأ من لحوم الغنم - من غسل ميتا فليغتسل - أن لا يمس القرآن إلا طاهر - يذكر الله على كل أحيانه - كراهة تنزية لا تحريم - العين وكاء السه - إلا ما جد ريحا بأنفه أو صوتا بأُذنه )

سنن الدارقطني: {{ لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوقظون للصلاة حتى إني لأسمع لأحدهم غطيطا ثم يصلون ولا يتوضئون قال بن المبارك هذا عندنا وهم جلوس صحيح }}.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( عن أنس قال : « كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ينتظرون العشاء فينامون ، أحسبه قال : قعودا ، حتى تخفق رءوسهم . ثم يصلون ولا يتوضئون » )).

فتح الباري - ابن حجر: {{ قال ابن عباس: فجعلت إذا اغفيت أخذ بشحمة أذني فدل على أن الوضوء لا يجب على غير المستغرق. وقال: وجب الوضوء على كل نائم إلا من خفق خفقة والخفقة هي النعسة. وقال الهروي معنى تخفق رؤوسهم تسقط اذقانهم على صدورهم. وحديث أنس كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ينتظرون الصلاة فينعسون حتى تخفق رؤوسهم ثم يقومون إلى الصلاة.

قوله إذا نعس فليرقد وعن هشام فلينصرف والمراد به التسليم من الصلاة. فقال إنما أمره بقطع الصلاة لغلبة النوم عليه فدل على أنه إذا كان النعاس أقل من ذلك عفى عنه قال وقد اجمعوا على أن النوم القليل لا ينقض الوضوء. }}.

عون المعبود: (( من فقه الحديث: أن عين النوم ليس بحدث ولو كان حدثا لكان أي حال وجد ناقضا للطهارة كسائر الأحداث التي قليلها وكثيرها وعمدها وخطؤها سواء في نقض الطهارة وإنما هو مظنة للحدث موهم لوقوعه من النائم غالبا فإذا كان بحال من التماسك في الاستواء في القعود المانع من خروج الحدث منه كان محكوما ببقاء الطهارة المتقدمة. وإذا لم يكن كذلك بل يكون مضطجعا أو ساجدا أو قائما أو مائلا إلى أحد شقيه أو على حالة يسهل معها خروج الحدث من حيث لا يشعر بذلك كان أمره محمولا على أنه قد أحدث لأنه قد يكون منه الحدث في تلك الحال غالبا ولو كان نوم القاعد ناقضا للطهارة لم يجز على عامة أصحاب رسول الله وهو بين أظهرهم والوحي ينزل عليه أن يصلوا محدثين بحضرته فدل أن النوم إذا كان بهذه الصفة غير ناقض للطهر. وفي قوله كان أصحاب رسول الله ينتظرون إلخ دليل على أن ذلك أمر كان يتواتر منهم وأنه قد كثر حتى صار كالعادة لهم وأنه لم يكن نادرا في بعض الأحوال وذلك يؤكد ما قلناه من أن عين النوم ليس بحدث. وأخرج مسلم من وجه آخر عن أنس قال كان أصحاب رسول الله ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤون )).

صحيح البخارى: {{ جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا إنما ذلك عرق وليس بحيض فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ) . قال وقال أبي ( ثم تؤضي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت ). [ ش: ( أستحاض ) يستمر بي الدم بعد أيام الحيض . ( عرق ) أي دم عرق ينزف . ( أقبلت حيضتك ) بدأت أيام عادتك أو بدأ دم الحيض المتميز عما سواه . ( أدبرت ) انتهت أيام العادة أو انقطع دم الحيض المتميز . ( قال ) أي هشام بن عروة ] }}.

مشكاة المصابيح: (( جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا إنما ذلك عرق وليس بحيض فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي " )).

مشكل الآثار للطحاوي: فقالت : (( إني أحيض الشهر والشهرين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن ذلك ليس بحيض ، وإنما ذلك عرق من دمك ، فإذا أقبل الحيض ، فدعي الصلاة ، وإذا أدبر ، فاغتسلي لطهرك ، ثم توضئي لكل صلاة » )).

عون المعبود: {{ ( إذا كان ) بمعنى وجد ( يعرف ) فيه احتمالان: الأول: تعرفه النساء أي تعرفه النساء باعتبار لونه وثخانته كما تعرفه باعتبار عادته. والثاني: أي له عرف ورائحة ( فإذا كان ذلك ) أي كان الدم دما أسود ( فإذا كان الآخر ) أي الذي ليس بتلك الصفة ( فتوضئي ) أي بعد الاغتسال ( وصلي فإنما هو ) أي الدم الذي على غير صفة السواد ( عرق ) أي دم عرق. قال في سبل السلام: وهذا الحديث رد المستحاضة إلى صفة الدم بأنه إذا كان بتلك الصفة فهو حيض وإلا فهو استحاضة وقد تقدم أنه صلى الله عليه و سلم قال لها إنما ذلك عرق فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فأغسلي عنك الدم وصلي. فالمستحاضة إذا ميزت أيام حيضها إما بصفة الدم أو بإتيانه في وقت عادتها إن كانت معتادة عملت بعادتها. }}.

صحيح البخارى: {{ عن علي قال : كنت رجلا مذاء فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه و سلم فسأله فقال ( فيه الوضوء ). [ ش: ( مذاء ) كثير المذي وهو ماء أبيض رقيق يخرج غالبا عند ثوران الشهوة وعند ملاعبة النساء والتقبيل . ( فيه الوضوء ) يوجب الوضوء لا الغسل لأنه في حكم البول ] }}.صحيح مسلم: (( كنت رجلا مذاء وكنت أستحيي أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم. لمكان ابنته. فأمرت المقداد بن الأسود. فسأله فقال "يغسل ذكره ويتوضأ" )).

فتح الباري – {{ ابن حجر: قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن المذي فقال فيه الوضوء وفي المني الغسل فعرف بهذا أن حكم المذي حكم البول وغيره من نواقض الوضوء لا أنه يوجب الوضوء بمجرده }}.

شرح النووي على مسلم: (( والمذي ماء أبيض دقيق لزج يخرج عند شهوة لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه ويكون ذلك للرجل والمرأة وهو في النساء أكثر منه في الرجال والله أعلم )).

سنن ابن ماجه: عن عروة بن الزبير عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ . قلت ما هي إلا أنت . فضحكت.

تحفة الأحوذي: {{ قوله ( قبل بعض نسائه ) أي بعض أزواجه ( ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ ) أي فصلى بالوضوء السابق ولم يتوضأ وضوءا جديدا من التقبيل وفيه دليل على أن مس المرأة لا ينقض الوضوء.

قوله (ليس في القبلة وضوء ) وإليه ذهب علي وبن عباس وعطاء وطاوس وأبو حنيفة. والاستدلال بحديث عائشة قالت كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتها والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح }}.

صحيح البخارى: {{ عن عباد بن تميم عن عمه: أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة ؟ فقال ( لا ينفتل - أو لا ينصرف - حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ). [ ش: ( يخيل إليه أنه يجد الشيء ) يشبه له أو يشك أنه أحدث . ( لا ينفتل أو لا ينصرف ) أي لا يترك الصلاة ]. = شكي إلى النبي صلى الله عليه و سلم الرجل يجد في الصلاة شيئا أيقطع الصلاة ؟ . قال ( لا حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ). = ( لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ). }}.

صحيح مسلم: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه. أخرج منه شيء أم لا. فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" )).

شرح النووي على مسلم: {{ وهذا الحديث أصل من أصول الاسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه وهي ان الاشياء يحكم ببقائها على اصولها حتى يتيقن خلاف ذلك ولا يضر الشك الطارئ عليها فمن ذلك مسألة الباب التي ورد فيها الحديث وهي أن من تيقن الطهارة وشك في الحدث حكم ببقائه على الطهارة ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة وحصوله خارج الصلاة هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وحكى عن مالك رحمة الله تعالى روايتان إحداهما أنه يلزمه الوضوء ان كان شكه خارج الصلاة ولا يلزمه ان كان في الصلاة والثانية يلزمه بكل حال وحكيت الرواية ألاولى عن الحسن البصري وهو وجه شاذ محكى عن بعض اصحابنا وليس بشيء قال اصحابنا ولافرق في الشك بين أن يستوي الاحتمالان في وقوع الحدث وعدمه أو يترجح أحدهما أو يغلب على ظنه فلا وضوء عليه بكل حال }}.

نقطة اعتبارية: اذا شك المسلم في وضوئه دون يقين وتوضأ, فان هذا نزعة من الشيطان, ولو استسلم اهذا الشك لاتخخذه الشيطان والعوبة له. سبل السلام: حديث ابن عباس: "إن الشيطان يأتي أحدكم، فينفخ في مقعدته، فيخيل إليه أنه أحدث، ولم يحدث، فلا ينصرفن حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً" والحديث عام لمن كان في الصلاة، أو خارجها، وهو قول الجماهير.

1- سنن الدارقطني: عن قيس بن طلق عن أبيه قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتاه رجل فسأله عن مس الذكر فقال إنما هو بضعة منك.

خلاصة الاحكام: وحديث طلق بن علي في مس الذكر لا وضوء منه: "إنما هو بضعة منك".

سنن الدارقطني: قال حذيفة : ما أبالي مسست ذكري أو مسست أنفي أو أذني وأنا في الصلاة.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ، فأتاه رجل فقال : يا رسول الله مسست ذكري وأنا في الصلاة ، أو قال : يمس الرجل ذكره ؟ فقال : « إنما هو منك » وسمع رجلا يسأله : « بينما أنا أصلي ، فذهبت أحك فخذي فأصابت يدي ذكري » وعن ابن عمر : أنه صلى بهم العصر ، ثم سار ما شاء الله ، أن يسير ، ثم نزل ، فتوضأ ، وصلى قال : فقلت له : إن هذه الصلاة ما رأيتك صليتها قط قال : « إني بعد أن توضأت مسست ذكري ، فنسيت أن أتوضأ ، فتوضأت ، وعدت لصلاتي » قال سالم : ولم يعد منا أحد ، ولم يأمرنا أن نعيد }}.

2- صحيح ابن حبان: عن بسرة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من مس ذكره فليتوضأ وضوءه للصلاة )

والحديثان متعارضان:

فلما تعارض الحديثان قال مالك: بالوضوء من مس الذكر ندباً لا وجوباً. ( كتاب سبل السلام ).

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف فليتوضأ . ثم ليبن على صلاته وهو في ذلك لا يتكلم ).

سنن الدارقطني: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا قاء أحدكم في صلاته أو قلس فلينصرف فليتوضأ وليبن على صلاته ما لم يتكلم. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قلس أو قاء أو رعف فلينصرف فليتوضأ وليتم على صلاته

تحفة الأحوذي: (( قال النووي في الخلاصة ليس في نقض الوضوء وعدم نقضه بالدم والقيء والضحك في الصلاة حديث صحيح. ( وقال بعض أهل العلم ليس في القيء والرعاف وضوء وهو قول مالك والشافعي ) فعند مالك لا يتوضأ من رعاف ولا قيء ولا قيح يسيل من الجسد ولا يجب الوضوء إلا من حدث يخرج من ذكر أو دبر )).

صحيح ابن حبان: عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم قال : يا رسول الله أتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال : ( إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ ) قال : أتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : ( نعم توضأ من لحوم الإبل ) قال : أصلي في مرابض الغنم ؟ قال : ( نعم ) قال : أصلي في مبارك الإبل ؟ قال : ( لا )

صحيح البخارى: {{عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : أنه سأله عن الوضوء مما مست النار ؟ فقال لا قد كنا زمان النبي صلى الله عليه و سلم لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا قليلا فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا ثم نصلي ولا نتوضأ. [ ش ( مما مست النار ) من أكل ما طبخ على النار أو شوي عليها هل يجب أم لا . ( مثل ذلك ) أي الطعام الذي تمسه النار أي أكثر طعامهم ما كان يحتاج إلى نار . ( مناديل ) جمع منديل وهو ما يمسح به . ( إلا أكفنا ) أي نمسح بها أثر الطعام ]}}.

سبل السلام: (( من حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "توضأوا من لحوم الإبل ولا توضأوا من لحوم الغنم". والحديثان دليلان على نقض لحوم الإبل للوضوء، وأنَّ مَنْ أكلها انتقض وضوؤه. ويروى عن الشافعي، وأبي حنيفة. قالوا: والحديثان إما منسوخان بحديث: "إنه كان اخر الأمرين منه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم عدم الوضوء مما مست النار" أخرجه الأربعة، وابن حبان من حديث جابر.

وذهب البعض إلى أنّ الأمر في الوضوء من لحوم الإبل للاستحباب، لا للإيجاب، وهو خلاف ظاهر الأمر.)).

تناقض حديثي:

خلاصة الاحكام: أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غسّل ميتا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ "رواه أبو داود، والترمذي. سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من غسل ميتا فليغتسل ) .

المستدرك للحاكم: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس عليكم في غسل ميتكم غسل إذا غسلتموه فإن ميتكم ليس بنجس فحسبكم أن تغسلوا أيديكم.

شرح النووي على مسلم: ومذهب الجمهور أنه لا يجب الغسل من غسل الميت لكن يستحب. قال الخطابي لا أعلم أحدا قال بوجوبه وأوجب أحمد وإسحاق الوضوء منه والجمهور على استحبابه. والحديث المروى فيه من رواية أبي هريرة من غسل ميتا فليغتسل ومن مسه فليتوضأ ضعيف بالاتفاق.

عون المعبود: {{ وروى عن بن عمر وبن عباس أنهما قالا ليس على غاسل الميت غسل. وقال أحمد لا يثبت في الاغتسال من غسل الميت حديث. وقيل: ويشبه أن يكون من رأى الاغتسال منه إنما رأى ذلك لما لا يؤمن من أن يصيب الغاسل من رشاش المغسول نضح وربما كانت على بدن الميت نجاسة فأما إذا علمت سلامته فلا يجب الاغتسال منه }}.

مشكاة المصابيح: أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمرو بن حزم : " أن لا يمس القرآن إلا طاهر " . رواه مالك والدارقطني.

تحفة الأحوذي: {{ قلت لا شك في أن هذا الحديث يدل على أنه لا يجوز مس المصحف إلا لمن كان طاهرا. ولكن الطاهر يطلق بالإشتراك على المؤمن والطاهر من الحدث الأكبر والأصغر ومن ليس على بدنه نجاسة. ويدل لإطلاقه على الأول قول الله تعالى إنما المشركون نجس وقوله صلى الله عليه و سلم لأبي هريرة المؤمن لا ينجس وعلى الثاني وإن كنتم جنبا فاطهروا وعلى الثالث قوله صلى الله عليه و سلم في المسح على الخفين دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين وعلى الرابع الإجماع على أن الشيء الذي ليس عليه نجاسة حسية ولا حكمية يسمى طاهرا وقد ورد إطلاق ذلك في كثير والذي يترجح أن المشترك مجمل في معانيه فلا يعمل به حتى يبين وقد وقع الإجماع على أنه لا يجوز للمحدث حدثا أكبر أن يمس المصحف. وخالف في ذلك داود. وأما المحدث حدثا أصغر فذهب بن عباس والشعبي والضحاك إلى أنه يجوز له مس المصحف. }}.

صحيح مسلم: عن عائشة؛ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.

صحيح ابن خزيمة: (( باب ذكر الدليل على أن كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذكر الله على غير طهر كانت إذ الذكر على طهارة أفضل لا أنه غير جائز أن يذكر الله على غير طهر إذ النبي صلى الله عليه و سلم قد كان يذكر الله على كل أحيانه. دخلت على علي بن أبي طالب أنا ورجلان رجل منا ورجل من بني أسد أحسب فبعثهما وجها وقال : إنكما علجان فعالجا عن دينكما ثم دخل المخرج ثم خرج فأخذ حفنة من ماء فتمسح بها ثم جاء فقرأ القرآن قراءة فأنكرنا ذلك فقال علي : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي الخلاء فيقضي الحاجة ثم يخرج فيأكل معنا الخبز واللحم ويقرأ القرآن ولا يحجبه عن القرآن شيء ليس الجنابة أو إلا الجنابة )).

تحفة الأحوذي: {{ قوله ( يذكر الله على كل أحيانه ) أي في كل أوقاته متطهرا ومحدثا وجنبا وقائما وقاعدا ومضطجعا وماشيا. قال النووي: واعلم أنه يكره الذكر في حالة الجلوس على البول والغائط وفي حالة الجماع فيكون الحديث مخصوصا بما سوى هذا الأحوال انتهى ملخصا. ويكره للقاعد على قضاء الحاجة أن يذكر الله تعالى بشيء من الأذكار فلا يسبح ولا يهلل ولا يرد السلام ولا يشمت العاطس ولا يحمد الله تعالى إذا عطس ولا يقول مثل ما يقول المؤذن وكذلك لا يأتي بشيء من هذه الأذكار في حال الجماع وإذا عطس في هذه الأحوال يحمد الله تعالى في نفسه ولا يحرك به لسانه هذا الذي ذكرناه من كراهة الذكر في حال البول والجماع هو كراهة تنزية لا تحريم فلا إثم على فاعله }}.

سنن ابن ماجه: {{ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( العين وكاء السه . فمن نام فليتوضأ ). [ ش ( وكاء السه ) الوكاء هو ما تشد به الرأس ونحوها . والسه من أسماء الدبر ]. }}.

سنن الدارقطني: عن على بن طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ.

سبل السلام: أنّ النوم ليس بناقض بنفسه بل هو مظنة للنقض لا غير، فإذا نام جالساً ممكناً مقعدته من الأرض لم ينتقض، وإلا انتقض، وهو مذهب الشافعي، واستدل بحديث علي عليه السلام: "العين وكاء السَّه فمن نام فليتوضأ"

فيض القدير: {{ (العين وكاء السه) أي حفاظه عن أن يخرج منه شئ. والوكاء: ما يشد به الكيس أو نحوه والسه الدبر (فمن نام فليتوضأ) وجوبا قال الزمخشري : جعل اليقظة للإست كالوكاء للقربة وهو الخيط الذي يشد بها فوها والسه الإست. وقال البيضاوي : الوكاء ما يشد به الشئ والسه الدبر والمعنى أن الإنسان إذا تيقظ أمسك ما في بطنه فإذا نام زال اختياره واسترخت مفاصله فلعله يخرج منها ما ينقض طهره وذلك إشارة إلى أن نقض الطهارة بالنوم وسائر ما يزيل العقل ليس لأنفسها بل لأنها مظنة خروج ما ينتقض الطهر به ولذلك خص منه نوم ممكن المقعدة }}.

جامع الاصول لابن الاثير: {{ « قلت لأبي سعيد : أحدُنا يصلِّي، فلا يدري كيف صلى ؟ فقال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى أحدُكم فلم يَدْرِ : أزاد ، أم نقص ؟ فليسجد سجدتين وهو قاعد » وأخرج أبو داود هذه الرواية ، وزاد فيها : « فإذا أتاه الشيطان ، فقال له : إنك أحدثتَ ، فليقل له : كذبتَ ، إلا ما جد ريحا بأنفه أو صوتا بأُذنه » }}.

سبل السلام: (( وهذه الأحاديث دالّة على حرص الشيطان على إفساد عبادة بني ادم، خصوصاً الصلاة، وما يتعلق بها، وأنه لا يأتيهم غالباً إلا من باب التشكيك في الطهارة، تارة بالقول، وتارة بالفعل، ومن هنا تعرف أن أهل الوسواس في الطهارات امتثلوا ما فعله، وقاله. )).

شرح عمدة الأحكام: {{ إنك أحدثت، فليقل في نفسه: كذبت، يعني: لا يلتفت إلى وسوسة الشيطان، هذه الوسوسة التي يبتلى بها كثير من الناس، فيحس بأنه خرج منه ريح، أو بأنه تحرك دبره أو نحو ذلك، فهذه أشياء ليس لها حقيقة إنما هي وساوس من الشيطان، ويقصد الشيطان بذلك أن يمل المسلم من العبادة، إذا رأى فيها هذه الكلفة والمشقة ملها وضجر منها، وأدى به ذلك إلى أن يتركها كلياً، وهذا هو مراد الشيطان، أو يريد بذلك أن يتهاون بهذه الأمور حتى لا يتوضأ من أي حدث. }}.

( استنباط الحكم الصحيح )

صحيح ابن حبان: {{ سمعت أبا المليح يحدث عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ( لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ) }}.

الصلاة تتكون من اذكار وتسبيحات وقرأة القران: ومعلوم ان المسلم يصح منه ان يذكر الله وهو جنب, ولا تصح صلاته بدون قرآة الفاتحة, واذا كان جنب لا تصح صلاته: اذا لا يقرأ القران الجنب.

*******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب قضاء الحاجة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( إذا دخل الخلاء - أعوذ بك من الخبث - إذا دخل الخلاء - فيستنجي بالماء - إذا دخل الكَنيفَ - وعنزة يستنجي بالماء - اتقوا اللاعنين - فلا يمس ذكره بيمينه - يحب التيمن في شأنه كله - لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول - آتيه بثلاثة أحجار )

الموسوعة الفقهية الكويتية:

******************

1 - الاستجمار لغةً : الاستنجاء بالحجارة ، مأخوذٌ من الجمرات والجمار ، وهي الأحجار الصّغيرة . واستجمر واستنجى واحدٌ .

2 - الاستنجاء بالحجر ونحوه وحده ، أو بالماء وحده واجبٌ عند الجمهور على التّخيير ، وسنّةٌ مؤكّدةٌ عند الحنفيّة ، والجمع بينهما أفضل . ولكن يتعيّن الاستنجاء بالماء في المنيّ ، والحيض ، والنّفاس ، وفي البول ، والغائط إذا انتشر انتشاراً كثيراً ، واختلف في بول المرأة .

****************************************

صحيح البخارى: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل الخلاء قال ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ).

صحيح ابن حبان: عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه.

سنن الترمذي: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل الخلاء نزع خاتمه.

سنن النسائي الكبرى: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل الخلاء أحمل أنا وغلام معي إداوة من ماء فيستنجي بالماء.

جامع الاصول لابن الاثير: (( إذا دخل الخلاءَ يقول : اللَّهمَّ إني أعُوذ بك من الْخُبثِ والخَبَائِثِ». وفي رواية : « إذا أراد أن يدخل الخلاءَ» ، وفي أخرى : « كان إذا دخل الكَنيفَ » )).

شرح النووي على مسلم: {{ الخلاء والكنيف والمرحاض كلها موضع قضاء الحاجة. الخبث والخبائث جمع الخبيثه قال يريد ذكران الشياطين واناثهم }}.

صحيح البخارى: سمع أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام إداوة من ماء وعنزة يستنجي بالماء. العنزة عصا عليه زج.

صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء. فأحمل أنا، وغلام نحوي، إداوة من ماء. وعنزة. فيستنجي بالماء.

شرح النووي على مسلم: {{ الميضأة: وهي الاناء الذي يتوضأ به كالركوة والابريق وشبههما. وأما الحائط فهو البستان وأما العنزة: وهي عصا طويلة في أسفلها زج ويقال رمح قصير وانما كان يستصحبها النبي صلى الله عليه و سلم لأنه كان إذا توضأ صلى فيحتاج إلى نصبها بين يديه لتكون حائلا يصلى إليه. وأما قوله يتبرز فمعناه يأتي البراز وهو المكان الواسع الظاهر من الأرض ليخلو لحاجته ويستتر ويبعد عن أعين الناظرين. وأما قوله فيغتسل به فمعناه يستنجي به ويغسل محل الاستنجاء والله أعلم.

( وفقه هذه الأحاديث ): ففيها استحباب التباعد لقضاء الحاجة عن الناس والاستتار عن أعين الناظرين وفيها جواز استخدام الرجل الفاضل بعض أصحابه في حاجته وفيها خدمة الصالحين وأهل الفضل والتبرك بذلك وفيها جواز الاستنجاء بالماء واستحبابه ورجحانه على الاقتصار على الحجر. وأن الأفضل أن يجمع بين الماء والحجر فيستعمل الحجر أولا لتخف النجاسة وتقل مباشرتها بيده ثم يستعمل الماء فان أراد الاقتصار على أحدهما جاز الاقتصار على أيهما شاء سواء وجد الآخر أو لم يجده فيجوز الاقتصار على الحجر مع وجود الماء ويجوز عكسه فان اقتصر على أحدهما فالماء أفضل من الحجر لأن الماء يطهر المحل طهارة حقيقية وأما الحجر فلا يطهره وانما يخفف النجاسة ويبيح الصلاة مع النجاسة المعفو عنها. }}.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اتقوا اللاعنين » ، قالوا : وما اللاعنان يا رسول الله ؟ قال : « الذي يتخلى في طريق المسلمين وفي ظلهم ». وعن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « أنه نهى أن يبال في الماء الراكد ». « لا يبولن أحدكم في مستحمه ، ثم يغتسل فيه ، أو يتوضأ فيه ، فإن عامة الوسواس منه ». « لا يبولن أحدكم في الجحر »: قال قتادة : إنها مساكن الجن. )).

شرح النووي على مسلم: {{ قوله صلى الله عليه و سلم ( اتقوا اللعانين قالوا وما اللعانان يارسول الله قال الذى يتخلى فى طريق الناس أو فى ظلهم ). وفى رواية أبى داود اتقوا اللاعنين والروايتان صحيحتان: والمراد باللاعنين الامرين الجالبين للعن الحاملين الناس عليه والداعيين إليه وذلك أن من فعلهما شتم ولعن يعنى عادة الناس لعنه فلما صارا سببا لذلك أضيف اللعن اليهما قال وقد يكون اللاعن بمعنى الملعون والملاعن مواضع اللعن قلت فعلى هذا يكون التقدير اتقوا الامرين الملعون فاعلهما. والمعني: اتقوا فعل اللعانين أى صاحبى اللعن وهما اللذان يلعنهما الناس فى العادة والله أعلم. }}.

صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا دخل أحدكم الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه". وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء. وأن يمس ذكره بيمينه. وأن يستطيب بيمينه.

فتح الباري - ابن حجر - ( قوله باب النهي عن الاستنجاء باليمين ): {{ أي باليد اليمني وعبر بالنهي إشارة إلى أنه لم يظهر له هل هو للتحريم أو للتنزيه أو أن القرينة الصارفه للنهي عن التحريم لم تظهر له وهي أن ذلك أدب من الآداب وبكونه للتنزيه قال الجمهور وذهب أهل الظاهر إلى أنه للتحريم. قال النووي مراد من قال منهم لا يجوز الاستنجاء باليمين أي لا يكون مباحا يستوي طرفاه بل هو مكروه راجح الترك ومع القول بالتحريم فمن فعله أساء واجزاه. }}.

صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحب التيمن في طهوره إذا تطهر. وفي ترجله إذا ترجل. وفي انتعاله إذا انتعل. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في شأنه كله. في نعليه، وترجله، وطهوره.

شرح النووي على مسلم: يحب التيمن ما استطاع فى شأنه كله. قوله ما استطاع اشارة إلى شدة المحافظة على التيمن.

صحيح ابن خزيمة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا.

سنن الدارمي: عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها.

فتح الباري - ابن حجر: لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولكن شرقوا أو غربوا فقوله شرقوا أو غربوا ليس عاما لجميع أهل الأرض بل هو خاص لمن كان بالمدينة النبوية.

شرح عمدة الأحكام: قال أبو أيوب : فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل )].

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: {{ وذلك أن أبا أيوب رضي الله تعالى عنه قال في حديثه فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة لكنا ننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل قلت لا يرد عليه هذا أصلا لأن المنع لأجل تعظيم القبلة وهو موجود في الصحراء والبنيان ولهذا قال أبو أيوب لكنا ننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل وهذا هو الذي ذهب إليه أبو حنيفة وبه قال أحمد في رواية وذهب الشافعي ومالك إلى أنه يحرم استقبال القبلة في الصحراء بالبول والغائط ولا يحرم ذلك في البنيان }}.

صحيح البخارى: أتى النبي صلى الله عليه و سلم الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده فأخذت روثة فأتيته بها فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال ( هذا ركس ). [ ش: ( ركس ) نجس ].

سبل السلام: {{ فاشترطوا أن لا تنقص الأحجار عن الثلاث مع مراعاة الإنقاء. وإذا لم يحصل بها زاد حتى ينقى. ويستحب الإيتار. وأما قول الطحاوي: لو كان الثلاث شرطاً لطلب صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم ثالثاً. فجوابه: أنه قد طلب صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم الثالث. "إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليستطب بثلاثة أحجار فإنها تجزىء عنه". "إذا استجمر أحدكم فليستجمر ثلاثاً" ، وبلفظ التمسح: "نهى صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أن يتمسح بعظم" . إذا عرفت هذا: فالاستنجاء لغة: إزالة النجو، وهو الغائط، والغائط كناية عن العذرة، والعذرة خارج الدبر، كما يفيد ذلك كلام أهل اللغة، ففي القاموس: النجو: ما يخرج من البطن من ريح أو غائط، واستنجى: اغتسل بالماء، أو تمسح بالحجر، وفيه استطاب: استنجى، واستجمر: استنجى، وفيه التمسح: إمرار اليد لإزالة الشيء السائل، أو المتلطخ. فعرفت من هذا كله أن الثلاثة الأحجار لم يرد الأمر بها والنهي عن أقل منها إلا في إزالة خارج الدبر، لا غير }}.

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الغسل وحكم الجنب

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

القاموس الفقهي: الغسل : تمام غسل الجسد كله . - : الماء الذي يغتسل به . - : في عرف الشريعة : إفاضة الماء على جميع البدن من قمة الرأس إلى قرار القدم ، باطنا وظاهرا ، مع الدلك ، مقرونا بنية .

الموسوعة الفقهية الكويتية: الجنابة : أعمّ من وجه من الاحتلام فقد تكون من الاحتلام ، وقد تكون من غيره كالتقاء الختانين كما أنّ الاحتلام قد يكون بلا إنزال فلا تحصل الجنابة .

*******************************************

( إنما الماء من الماء – إذا جلس بين شعبها الأربع - تحتلم المرأة - يغتسل من أربع - ثم قال : وأحب للجنب والحائض أن يدعا القرآن حتى يطهرا احتياطا - فليتوضأ فإنه أنشط للعود - إذا اغتسل من الجنابة - تَحْثي على رأسك ثلاث حَثَيَات - لا أحل المسجد لحائض ولا جنب )

صحيح مسلم: {{ خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين إلى قباء. حتى إذا كنا في بني سالم وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب عتبان. فصرخ به. فخرج يجر إزاره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعجلنا الرجل فقال عتبان: يا رسول الله! أرأيت الرجل يعجل عن امرأته ولم يمن. ماذا عليه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما الماء من الماء". }}. حديث منسوخ

(( الحديث الناسخ ))

صحيح البخارى - باب إذا التقى الختانان: {{ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل ). [ ش: ( شعبها ) جمع شعبة وهي القطعة من الشيء والمراد هنا بالشعب الأربع الرجلان والفخذان وقيل غير ذلك . ( جهدها ) بلغ جهده فيها وقيل كدها وأتعبها بحركته وهو كناية عن معالجة الإدخال والجماع ]

صحيح مسلم: (( باب نسخ "الماء من الماء". ووجوب الغسل بالتقاء الختانين: عن أبي هريرة؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها. فقد وجب عليه الغسل". وفي حديث مطر "وإن لم ينزل". قال زهير من بينهم "بين أشعبها الأربع". )).

فتح الباري - ابن حجر: {{ حدثني أبي بن كعب أن الفتيا التي كانوا يقولون الماء من الماء رخصة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم رخص بها في أول الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعد. وعن بن عباس أنه حمل حديث الماء من الماء على صورة مخصوصة وهي ما يقع في المنام من رؤية الجماع وهو تأويل يجمع بين الحديثين من غير تعارض تنبيه في قوله الماء من الماء جناس تام والمراد بالماء الأول ماء الغسل وبالثاني المني. وقال بن العربي إيجاب الغسل بالايلاج بالنسبة إلى الإنزال نظير إيجاب الوضوء بمس الذكر بالنسبة إلى خروج البول فهما متفقان دليلا وتعليلا والله أعلم. حديث الماء من الماء ثابت لكنه منسوخ.

ولم يختلف أن الزنى الذي يجب به الحد هو الجماع ولو لم يكن معه إنزال. }}.

شرح النووي على مسلم: (( وأما حديث الماء من الماء فالجمهور من الصحابة ومن بعدهم قالوا انه منسوخ ويعنون بالنسخ أن الغسل من الجماع بغير انزال كان ساقطا ثم صار واجبا. وذهب بن عباس رضي الله عنه وغيره إلى انه ليس منسوخا بل المراد به نفي وجوب الغسل بالرؤية في النوم اذا لم ينزل وهذا الحكم باق بلا شك وأما حديث ابي بن كعب ففيه جوابان أحدهما أنه منسوخ والثاني أنه محمول على ما اذا باشرها فيما سوى الفرج والله أعلم )).

صحيح البخارى: {{ يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت ؟ قال ( نعم إذا رأت الماء ) . فضحكت أم سلمة فقالت تحتلم المرأة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( فبم يشبه الولد ). }}.

جامع الاصول لابن الاثير: (( « قال : نعم ، إذا هي رأت الماء فلتغتسل » قالت أم سلمة : قلتُ لها : فَضَحْتِ النساءَ يا أمَّ سُليم. )).

فتح الباري - ابن حجر: {{ إذا رأت المرأة أن زوجها يجامعها في المنام اتغتسل قوله إذا رأت الماء أي المني بعد الاستيقاظ. وفي رواية: إذا رأت إحداكن الماء فلتغتسل. وزاد فقالت أم سلمة وهل تحتلم المرأة؟. أي أترى المرأة الماء وتحتلم. فغطت أم سلمة وجهها. فضحكت أم سلمة ويجمع بينهما بأنها تبسمت تعجبا وغطت وجهها حياء. وهذا يدل على أن كتمان مثل ذلك من عادتهن لأنه يدل على شدة شهوتهن للرجال. وقال بن بطال فيه دليل على أن كل النساء يحتلمن وعكسه غيره فقال فيه دليل على أن بعض النساء لا يحتلمن والظاهر أن مراد بن بطال الجواز لا الوقوع. }}.

صحيح ابن خزيمة: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يغتسل من أربع : من الجنابة ويوم الجمعة وغسل الميت والحجامة.

سبل السلام: (( والحديث: دليل على مشروعية الغسل في هذه الأربعة الأحوال. فأما الجنابة فالوجوب ظاهر.

وأما الجمعة: ففي حكمه ووقته خلاف. أما حكمه فالجمهور على أنه مسنون لحديث سمرة: "مَنْ توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل". إنه واجب، لحديث: "غسل الجمعة واجب على كل محتلم" وأجيب: بأنه يحمل الوجوب على تأكد السنية. )).

عون المعبود: {{ أما الاغتسال من الجنابة فواجب بالاتفاق. وأما الاغتسال للجمعة فقد قام الدليل على أنه كان عليه السلام يفعله ويأمر به استحبابا. ومعقول أن الاغتسال من الحجامة إنما هو لإماطة الأذى وإنما لا يؤمن من أن يكون أصاب المحتجم رشاش من الدم فالاغتسال منه استظهار بالطهارة واستحباب للنظافة.

فأما الاغتسال من الميت فقد اتفق أكثر العلماء على أنه غير واجب. وروى عن بن عمر وبن عباس أنهما قالا ليس على غاسل الميت غسل وقال أحمد لا يثبت في الاغتسال من غسل الميت حديث. ويشبه أن يكون من رأى الاغتسال منه إنما رأى ذلك لما لا يؤمن من أن يصيب الغاسل من رشاش المغسول نضح وربما كانت على بدن الميت نجاسة فأما إذا علمت سلامته فلا يجب الاغتسال منه }}.

صحيح ابن حبان: كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يحجبه عن قراءة القرآن ماخلا الجنابة.

سنن الترمذي: {{ عن علي قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرئنا القرآن على كل حال مالم يكن جنبا. قال أبو عيسى حديث علي ] [ هذا ]. ان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم والتابعين قالوا: يقرأ الرجل القرآن على غير وضوء ولا يقرأ في المصحف إلا وهو طاهر. }}.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يحجبه أو يحجره عن قراءة القرآن ، ليس الجنابة » ثم قال : « إن كان هذا الحديث ثابتا ففيه دلالة على أن قراءة القرآن تجور لغير الطاهر ، ما لم يكن جنبا ، فإذا كان جنبا لم يجز له أن يقرأ القرآن ، والحائض في مثل حال الجنب إن لم يكن أشد نجاسة منه. ثم قال : وأحب للجنب والحائض أن يدعا القرآن حتى يطهرا احتياطا )).

صحيح ابن حبان: عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ فإنه أنشط للعود ).

الإلملم بأحاديث الأحكام: {{ ( قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ) إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ أخرجوه إلا البخاري. إذا أراد أن يعود فليتوضأ وضوءه للصلاة أي الذي يجامع ثم يعود قبل الغسل.

إذا أراد أحدكم العود فليتوضأ فإنه أنشط للعود. ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرسول الله {صلى الله عليه وسلم} أنه تصيبه الجنابة من الليل فقال له رسول الله {صلى الله عليه وسلم} توضأ واغسل ذكرك ثم نَم.ْ عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ينام وهو جنب من غير أن يمس ماء . كان إذا أراد أن يأكل أو ينام توضأ تعني وهو جنب. }}.

صحيح البخارى: {{ أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله. [ ش: ( فيخلل بها أصول شعره ) يدخل بها الماء بين شعر رأسه ليوصله إلى البشرة . ( غرف ) جمع غرفة وهي ملء الكف ماء . ( يفيض ) يسيل ].

كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا اغتسل من الجنابة ودعا بشيء نحو الحلاب فأخذ بكفه فبدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر فقال بهما على رأسه. [ ش: ( الحلاب ) وعاء يلمؤه قدر حلب الناقة . ( فقال بهما على رأسه ) قلب بكفيه الماء على رأسه ].

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه وتوضأ وضوءه للصلاة ثم اغتسل ثم يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات ثم غسل سائر جسده . وقالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم من إناء واحد نغرف منه جميعا. }}.

خلاصة الاحكام: وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: "أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة فغسل كفيه، مرتين أو ثلاثا، ثم أدخل يده في الإناء ثم أفرغ على فرجه.

سبل السلام: {{ ثم أفْرَغَ على فرجِه وغسَلَهُ بشماله ثمَّ ضَرَبَ بها الأرض فمسحها بالتراب ثم أَتَيْتُه بالمنديل فرَدَّهُ وجعل يَنْفُضُ الماء بيده ثم تنحى عن مقامه ذلك، فغسل رجليه ...

وكيفية الغسل من ابتدائه إلى انتهائه، فابتداؤه غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء إذا كان مستيقظاً من النوم، كما ورد صريحاً، وكان الغسل من الإناء، وقد قيّده في حديث ميمونة مرتين، أو ثلاثاً، ثم غسل الفرج. وفي الشرح: أنّ ظاهره مطلق الغسل، فيكفي مرة واحدة. ودلك الأرض لأجل إزالة الرائحة من اليد، ولم يذكر أنه أعاد غسل الفرج بعد ذلك، مع أنها إذا كانت الرائحة في اليد، فهي باقية في الفرج، هذا ما يفهم من الحديث. ويدل على أن الماء الذي يطهر به محل النجاسة طاهر مطهّر، وعلى تشريك النية للغسل الذي يزيل النجاسة برفعها الحدث. واستدلّ به على أن بقاء الرائحة بعد غسل المحل لا يضر. ويدل على أن غسل الجنابة مرة واحدة، هذا كلامه، ويحتمل أنها لم تبقَ رائحة، بل ضرب الأرض؛ لإزالة لزوجة اليد، إن سلم أنها تفارق الرائحة. }}.

جامع الاصول لابن الاثير: {{ (م ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : « قلتُ : يا رسول الله ، إني امرأة أشُدُّ ضَفْرَ رأسي ، أفأنْقُضُه لغُسل الجنابة ؟ قال : لا ، إنما يكفيكِ أن تَحْثي على رأسك ثلاث حَثَيَات ، ثم تُفيضينَ عليه الماء فتَطْهُرينَ ». }}.

الإلملم بأحاديث الأحكام: (( وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله إني امرأة أشد ضَفْر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة فقال لا إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات فتطهرين وفي نسخة ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين لفظ رواية مسلم تخريج رواه مسلم )).

صحيح ابن خزيمة: (( سمعت عائشة قالت : جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد فقال : وجهوا هذه البيوت عن المسجد ثم دخل النبي صلى الله عليه و سلم فلم يصنع القوم شيئا رجاء أن ينزل لهم في ذلك رخصة فخرج عليهم بعد فقال : وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب )).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( عن ابن عباس في قوله : ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا: قال : « لا تدخل المسجد ، وأنت جنب ، إلا أن يكون طريقك فيه ولا تجلس » وأما حديث الأفلت ، عن جسرة بنت دجاجة ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « وجهوا هذه البيوت عن المسجد ، فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب » )).

عون المعبود: {{ ( فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب ) والحديث استدل به على حرمة دخول المسجد للجنب والحائض لكنه مأول على المكث طويلا كان أو قصيرا وأما عبورهما ومرورهما من غير مكث فليس بمحرم إلا إذا خافت التلوث. ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى ( يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ) روى الحافظ بن كثير في تفسيره عن بن أبي حاتم بسنده إلى بن عباس في قوله تعالى ( ولا جنبا إلا عابري سبيل ) قال لا تدخلوا المسجد وأنتم جنب إلا عابري سبيل قال تمر به مرا ولا تجلس. واحتج كثير من الأئمة على أنه يحرم على الجنب المكث في المسجد ويجوز له المرور وكذا الحائض والنفساء في معناه إلا أن بعضهم قال يمنع مرورهما التلويث لاحتمال ومنهم من قال إن أمنت كل واحدة منهما التلويث في حال المرور جاز لهما المرور وإلا فلا }}.

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أن تحت كل شعرة جنابة . فاغسلوا الشعر وأنقوا البشرة ). مشكاة المصابيح: (( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشرة " . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي : هذا حديث غريب )).

تحفة الأحوذي: لقوله صلى الله عليه و سلم تحت كل شعرة جنابة فبلوا الشعر وأنقوا البشر.

وقال القاضي أبو بكر بن العربي: {{ اختلف العلماء في تخليلها على أربعة أقوال: أحدها أنه لا يستحب قاله مالك. الثاني أنه يستحب قاله بن حبيب. الثالث أنها إن كانت خفيفة وجب إيصال الماء إليها وإن كانت كثيفة لم يجب ذلك قاله مالك عن عبد الوهاب الرابع من علمائنا من قال يغسل ما قابل الذقن إيجابا وما وراءه استحبابا.

وفي تخليل اللحية في الجنابة روايتان: إحداهما أنه واجب وإن كثفت. انها سنة لأنها قد صارت في حكم الباطن كداخل العين. }}.

انواع الغسل: ( الفقه القرطبي )

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

1- غسل الاسلام: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ}. {صِبْغَةَ اللَّهِ} أي صبغة الله أحسن صبغة وهي الإسلام. "صبغة الله" غسل الله ، أي اغتسلوا عند إسلامكم الغسل الذي أوجبه الله عليكم. وبهذا المعنى جاءت السنة الثابتة في قيس بن عاصم وثمامة بن أثال حين أسلما. عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن ثمامة الحنفي أسر فمر به النبي صلى الله عليه وسلم يوما فأسلم ، فبعث به إلى حائط أبي طلحة فأمره أن يغتسل فاغتسل وصلى ركعتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حسن إسلام صاحبكم"

2- غسل الحائض: وصفة غسل الحائض صفة غسلها من الجنابة ، وليس عليها نقض شعرها في ذلك ، لما رواه مسلم عن أم سلمة قالت قلت : يا رسول الله ، إني أشد ضفر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة ؟ قال : "لا إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين"

3- غسل النفاس: وهو كالغسل من الجنابة.

4- غسل الجمعة: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يقبل الله صلاة بغير طهور". وأغرقت طائفة فقالت : إن غسل الجمعة فرضوهذا باطل. لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت. ومن اغتسل فالغسل أفضل". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء ثم راح إلى الجمعة فاستمع وأنصت غفر الله له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام, ومن مس الحصى فقد لغا"

5- غسل الميت مشروع معمول به في الشريعة لا يترك. وصفته كصفة غسل الجنابة على ما هو معروف. ولا يجاوز السبع غسلات في غسل الميت بإجماع. فإن خرج منه شيء بعد السبع غسل الموضع وحده ، وحكمه حكم الجنب إذا أحدث بعد غسله. فإذا فرغ من غسله كفنه في ثيابه.

فأما غسله فهو سنة لجميع المسلمين حاشا الشهيد. قيل : غسله واجب. وسبب الخلاف قوله عليه السلام لأم عطية في غسلها ابنته زينب وقيل : هي أم كلثوم، : "اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك". وهو الأصل عند العلماء في غسل الموتى. فقيل : المراد بهذا الأمر بيان حكم الغسل فيكون واجبا. وقيل : المقصود منه تعليم كيفية الغسل فلا يكون فيه ما يدل على الوجوب. قالوا ويدل عليه قوله : "إن رأيتن ذلك" وهذا يقتضي إخراج ظاهر الأمر عن الوجوب ؛ لأنه فوضه إلى نظرهن. قيل لهم : هذا فيه بعد ؛ لأن ردك "إن رأيتن" إلى الأمر ، ليس السابق إلى الفهم بل السابق رجوع هذا الشرط إلى أقرب مذكور ، وهو "أكثر من ذلك" أو إلى التخيير في الأعداد. وعلى الجملة فلا خلاف في أن غسل الميت مشروع معمول به في الشريعة لا يترك.

6- قوله تعالى : {حَتَّى تَغْتَسِلُوا} نهى الله سبحانه وتعالى عن الصلاة إلا بعد الاغتسال ؛ والاغتسال معنى معقول ، ولفظه عند العرب معلوم ، يعبر به عن إمرار اليد مع الماء على المغسول. أن العلماء اختلفوا في الجنب يصب على جسده الماء أو ينغمس فيه ولا يتدلك ؛ فالمشهور من مذهب مالك أنه لا بجزئه حتى يتدلك ؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمر الجنب بالاغتسال ، كما أمر المتوضئ بغسل وجهه ويديه ؛ ولم يكن للمتوضئ بد من إمرار يديه مع الماء على وجهه ويديه ، فكذلك جميع جسد الجنب ورأسه في حكم وجه المتوضئ ويديه. فقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وانقوا البشرة" قال : وإنقاؤه - والله أعلم - لا يكون إلا بتتبعه ؛ على حد ما ذكرنا. قال سفيان بن عيينة : المراد بقوله عليه السلام "وأنقوا البشرة" أراد غسل الفرج وتنظيفه.

وقال الجمهور من العلماء وجماعة الفقهاء : يجزئ الجنب صب الماء والانغماس فيه إذا أسبغ وعم وإن لم يتدلك ؛ على مقتضى حديث ميمونة وعائشة في غسل النبي صلى الله عليه وسلم. سألت مالك بن أنس عن رجل انغمس في ماء وهو جنب ولم يتوضأ ، قال : مضت صلاته. قال أبو عمر : فهذه الرواية فيها لم يتدلك ولا توضأ ، وقد أجزأه عند مالك. وقد حكت عائشة وميمونة صفة غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكرا تدلكا ، ولو كان واجبا ما تركه ؛ لأنه المبين عن الله مراده

***************************************************

( ادلة الاحكام ): باب التيمم

)))))))))))))))))))))))))))))

عن عائشة: : أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا فوجدها فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماء فصلوا فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله آية التيمم فقال أسيد بن حضير لعائشة جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله ذلك لك وللمسلمين فيه خيرا. ( كتاب صحيح البخارى )

******************************

( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي - وضرب بيديه إلى الأرض - ما لهم قتلوه قتلهم الله - يعصب على جرحه ثم يمسح عليه - ولو اغتسلت مت فضحك رسول الله )

صحيح البخارى: {{ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ). [ ش: ( نصرت بالرعب ) هو الخوف يقذف في قلوب أعدائي . ( مسيرة شهر ) أي بيني وبينه مسيرة شهر . ( المغانم ) جمع مغنم وهو الغنيمة وهو كل ما يحصل عليه المسلمون من الكفار قهرا ].

(( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة وأعطيت الشفاعة ). [ ش: ( أدركته الصلاة ) حان عليه وقتها في مكان ما . ( أعطيت الشفاعة ) العظمة أو غيرها مما اختص به ] )). }}. صحيح مسلم: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة. وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا. وجعلت تربتها لنا طهورا، إذا لم نجد الماء" )).

السلسلة الصحيحة: أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء . فقلنا : يا رسول الله ما هو ؟ قال: نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت أمتي خير الأمم.

فتح الباري - ابن حجر: {{ قيل المراد جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وجعلت لغيري مسجدا ولم تجعل له طهورا لأن عيسى كان يسيح في الأرض ويصلي حيث أدركته الصلاة كذا قال وسبقه إلى ذلك الداودي وقيل إنما أبيحت لهم في موضع يتيقنون طهارته بخلاف هذه الأمة فأبيح لها في جميع الأرض الا فيما تيقنوا نجاسته والأظهر ما قاله الخطابي وهو أن من قبله إنما أبيحت لهم الصلوات في أماكن مخصوصة كالبيع والصوامع ويؤيده رواية عمرو بن شعيب بلفظ وكان من قبلي إنما كانوا يصلون في كنائسهم وهذا نص في موضع النزاع فثبتت الخصوصية ويؤيده ما أخرجه البزار من حديث بن عباس: ولم يكن من الأنبياء أحد يصلي حتى يبلغ محرابه. عن أنس: جعلت لي كل أرض طيبة مسجدا وطهورا ومعنى طيبة طاهرة فلو كان معنى طهورا طاهرا للزم تحصيل الحاصل واستدل به على أن التيمم يرفع الحدث كالماء لاشتراكهما في هذا الوصف. }}.

فتح الباري لابن رجب: {{ قوله : (( طهوراً )) : أي مطهراً ، كما قَالَ : (( الماء طهور لا ينجسه شيء )). وفيه دليل لمن قَالَ : إن التيمم يرفع الحدث كالماء رفعا مؤقتا ، ودليل على أن الطهور ليس بمعنى الطاهر كما يقوله بعض الفقهاء ؛ فإن طهارة الأرض مما لم تختص به هذه الأمة ، بل اشتركت فيه الأمم كلها ، وإنما اختصت هذه الأمة بالتطهر بالتراب ، فالطهور هو المطهر. }}.

صحيح مسلم: {{ فقال أبو موسى: يا أبا عبدالرحمن! أرأيت لو أن رجلا أجنب فلم يجد الماء شهرا. كيف يصنع بالصلاة؟ فقال عبدالله: لا يتيمم وإن لم يجد الماء شهرا. فقال أبو موسى: فكيف بهذه الآية في سورة المائدة. {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} [5/المائدة/ الآية-6] فقال عبدالله: لو رخص لهم في هذه الآية، لأوشك، إذا برد عليهم الماء، أن يتيمموا بالصعيد. فقال أبو موسى لعبدالله: ألم تسمع قول عمار: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فأجنبت. فلم أجد الماء. فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة. ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له. فقال "إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا" ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة. ثم مسح الشمال على اليمين، وظاهر كفيه، ووجهه؟ فقال عبدالله: أولم تر عمر لم يقنع بقول عمار؟. (( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما كان يكفيك أن تقول هكذا" وضرب بيديه إلى الأرض فنفض يديه فمسح وجهه وكفيه )).}}.

المستدرك للحاكم عن ابن عمر : (( عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : التيمم ضربتان ضربة للوجه و ضربة لليدين إلى المرفقين )). تحفة الأحوذي: {{ قال في التيمم ضربتان ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين وفيه الحريش بن الخريت ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري كذا في مجمع الزوائد وذكره الحافظ الزيلعي في نصب الراية بإسناده ثم قال قال البزار لا نعلمه يروي عن عائشة إلا من هذا الوجه والحريش رجل من أهل البصرة أخو الزبير بن الخريت. قال حريش بن الخريت فيه نظر قال وأنا لا أعرف حاله فإني لم أعتبر حديثه }}.

سنن ابن ماجه: {{ عن علي بن أبي طالب قال: انكسرت إحدى زندي . فسألت فأمرني النبي صلى الله عليه و سلم أن امسح على الجبائر }}.

سبل السلام: ( فأمَرَني أنْ أمْسَحَ على الجبائر ) هي ما يجبر به العظم المكسور ويلف عليه.

عون المعبود: {{ وذهب إلى وجوب المسح على الجبائر أبو حنيفة والشافعي لكن بشرط أن توضع على طهر أن لا يكون تحتها من الصحيح إلا ما لا بد منه والمسح المذكور عندهم يكون بالماء لا بالتراب }}.

صحيح ابن خزيمة: عن ابن عباس : أن رجلا أجنب في شتاء فسأل فأمر بالغسل فاغتسل فمات فذكر ذلك لنبي صلى الله عليه و سلم فقال : ما لهم قتلوه قتلهم الله - ثلاثا - قد جعل الله الصعيد - أو التيمم – طهورا.

سنن الدارقطني: {{ عن جابر قال : خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه هل تجدون في رخصة في التيمم قالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبر بذلك فقال قتلوه قتلهم الله الا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السوال إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه ثم يمسح عليه ويغسل سائر جسده }}.

صحيح ابن حبان: {{ أن عمرو بن العاص كان على سرية وأنه أصابهم برد شديد لم يروا مثله فخرج لصلاة الصبح قال : و الله لقد احتلمت البارحة فغسل مغابته وتوضأ وضوءه للصلاة ثم صلى بهم فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه فقال : ( كيف وجدتم عمرا وأصحابه ) ؟ فأثنوا عليه خيرا وقالوا : يا رسول الله صلى بنا وهو جنب فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عمرو فسأله فأخبره بذلك وبالذي لقي من البرد و قال : يا رسول الله : إن الله قال : { ولا تقتلوا أنفسكم } [ ولو اغتسلت مت فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عمرو }}.

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الحيض

))))))))))))))))))))))))))))))))))

( ذلك عرق وليست بالحيضة - إن دم الحيض دم أسود - فتحيضي ستة أيام أو سبعة - كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا - اصنعوا كل شيء إلا النكاح - فأتزر فيباشرني وأنا حائض - غير أن لا تطوفي بالبيت - احكام الحيض والاستحاضة والتفاس )

صحيح البخارى: أن فاطمة بين أبي حبيش كانت تستحاض فسألت النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( ذلك عرق وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي ).

صحيح مسلم: {{ عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنها قالت: إن أم حبيبة بنت جحش. التي كانت تحت عبدالرحمن بن عوف. شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الدم. فقال لها "امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك. ثم اغتسلي فكانت تغتسل عند كل صلاة. }}.

صحيح ابن حبان: {{ عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن دم الحيض دم أسود يعرف فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر فتوضئي وصلي ) }}.

شرح النووي على مسلم: ( امكثي قدرما كانت تحبسك حيضتك ثم اغتسلي وصلي ) في هذين اللفظين دليل على وجوب الغسل على المستحاضة اذا انقضى زمن الحيض وان كان الدم جاريا.

تحفة الأحوذي: {{ امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ثم اغتسلي رواه مسلم ( وإذا إستمر بها الدم ولم يكن لها أيام معروفة ) بأن كانت مبتدأة غير معتادة ( ولم تعرف الحيض بإقبال الدم وإدباره فالحكم لها على حديث حمنة بنت جحش ) فترجع إلى حال من هي مثلها وفي مثل سنها من نساء أهل بيتها فإن كانت عادة مثلها أن تقعد ستا قعدت ستا وإن سبعا فسبعا }}.

سبل السلام: {{ وهذا الحديث فيه ردّ المستحاضة إلى صفة الدم: بأنه إذا كان بتلك الصفة فهو حيض، وإلا فهو استحاضة، وقد قال به الشافعي في حق المبتدأة. وقد تقدم في النواقض أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال لها: "إنما ذلك عرق، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي" ، ولا ينافيه هذا الحديث، فإنه يكون قوله: "إن دم الحيض أسود يعرف" ، بياناً لوقت إقبال الحيضة وإدبارها. فالمستحاضة إذا ميزت أيام حيضها: إما بصفة الدم، أو بإتيانه في وقت عادتها إن كانت معتادة، وعلمت بعادتها، ففاطمة هذه يحتمل أنها كانت معتادة، فيكون قوله: "فإذا أقبلت حيضتك" أي: بالعادة، أو غير معتادة، فيراد بإقبال حيضتها بالصفة، ولا مانع من اجتماع المعرفين في حقها، وحق غيرها.

وللمستحاضة أحكام خمسة: منها: جواز وطئها في حال جريان دم الاستحاضة عند جماهير العلماء؛ لأنها كالطاهر في الصلاة والصوم وغيرهما، وكذا في الجماع، ولأنه لا يحرم إلا عن دليل، ولم يأت دليل بتحريم جماعها. قال ابن عباس: المستحاضة يأتيها زوجها إذا صلت، الصلاة أعظم. يريد: إذا جازت لها الصلاة ودمها جار، وهي أعظم ما يشترط له الطهارة، جاز جماعها. ومنها: أنها تؤمر بالاحتياط في طهارة الحدث والنجس، فتغسل فرجها قبل الوضوء، وقبل التيمم، وتحشو فرجها بقطنة أو خرقة؛ دفعاً للنجاسة وتقليلاً لها، فإن لم يندفع الدم بذلك شدّت مع ذلك على فرجها، وتلجّمت، واستثفرت، كما هو معروف في الكتب المطولة، وليس بواجب عليها، وإنما هو الأولى؛ تقليلاً للنجاسة بحسب القدرة، ثم تتوضأ بعد ذلك. ومنها: أنه ليس لها الوضوء قبل دخول وقت الصلاة عند الجمهور؛ إذ طهارتها ضرورية، فليس لها تقديمها قبل وقت الحاجة.

جامع الاصول لابن الاثير: (( يا رسول الله إِن فاطمة بنت أبي حبيش اسْتُحِيضَت مُنْذُ كذا وكذا ، فلم تُصلِّ ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « سبحان الله! هذا من الشيطان ، لِتجلِسْ في مِرْكَن ، فَإِذا رأتْ صُفْرَة فوق الماء فلْتَغْتَسِل للظهر والعصر غُسلا واحدا ، وتغتسل للمغرب والعشاء غُسْلا واحدا ، وتغتسل للفجر غسلا واحدا، وتتوضأَ فيما بين ذلك ». )).

مصنف عبد الرزاق: {{ قلت إني أستحاض حيضة طويلة كبيرة قد منعتني الصلاة والصوم فما ترى فيها قال أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم قالت قلت هو أكثر من ذلك قال فتلجمي قلت هو أكثر من ذلك قال فاتخذي ثوبا قلت هو أكثر من ذلك إنما يثج ثجا قال سآمرك بأمرين بأيهما فعلت فقد أجزأك الله من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم وقال إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان قال فتحيضي ستة أيام أو سبعة في علم الله ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستيقنت فصلي أربعة وعشرين ليلة وأيامها وصومي فإن ذلك يجزيك وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء ويطهرن لميقات حيضهن وطهرهن وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلي لهما جميعا ثم تؤخري المغرب وتعجلين العشاء فتغتسلين لهما وتجمعين بين الصلاتين وتغتسلين مع الفجر ثم تصلين وكذلك فافعلي وصومي إن قويت على ذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهذا أعجب الأمرين إلي قال عبد الرزاق تلجمي يعني تستثفر }}.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن عائشة قالت : « أنها قد تكون الصفرة والكدرة » وعن أسماء بنت أبي بكر قالت : « اعتزلن الصلاة ما رأيتن ذلك ، حتى ترين البياض خالصا » عن أم عطية قالت : « كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا » ولأن عائشة أعلم بذلك من أم عطية ، وقد يحتمل أن يكون مرادها بذلك : إذا زادت على أكثر الحيض ، والله أعلم

صحيح مسلم: {{ حدثنا ثابت عن أنس: أن اليهود كانوا، إذا حاضت المرأة فيهم، لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت. فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله تعالى:{ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض إلى آخر الآية} [2/البقرة/ الآية 222] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اصنعوا كل شيء إلا النكاح" فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه. فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول الله! إن اليهود تقول: كذا وكذا. فلا [أفلا؟؟] نجامعهن؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما. فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فأرسل في آثارهما. فسقاهما. فعرفا أن لم يجد عليهما.}}.

صحيح البخارى: {{ كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه و سلم من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض. [ ش ( فأتزر ) أشد إزاري على وسطي . ( فيباشرني ) تمس بشرته بشرتي . ( يخرج رأسه إلي ) أي من المسجد إلى حجرتها ] }}.

سبل السلام: (( كانَ رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يَأمُرُنِي فَأَتُّزرُ، فَيُبَاشرُني وأَنَا حَائضٌ . أي يلصق بشرته ببشرتي فيما دون الإزار، وليس بصريح بأنه يستمتع منها، إنما فيه إلصاق البشرة بالبشرة، والاستمتاع فيما بين الركبة والسرة في غير الفرج أجازه البعض، وحجته: "اصنعوا كل شيء إلا النكاح" ، ومفهوم هذا الحديث، وقال بعض بكراهته، وآخر: بتحريمه، فالأول أولى؛ للدليل. فأما لو جامع وهي حائض فإنه يأثم إجماعاً؛ ولا يجب عليه شيء. وقيل: تجب عليه الصدقة لما يفيده. )).

صحيح مسلم: {{ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلا الحج. حتى جئنا سرف فطمثت. فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي. فقال "ما يبكيك ؟" فقلت: والله ! لوددت أني لم أكن خرجت العام. قال "مالك ؟ لعلك نفست ؟" قلت: نعم. قال: "هذا شيء كتبه على بنات آدم. افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري" }}.

احكام الحيض والاستحاضة والتفاس

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

تفسير القرطبي: أجمع العلماء على أن للمرأة ثلاثة أحكام في رؤيتها الدم الظاهر السائل من فرجها:

1- فمن ذلك الحيض المعروف: ودمه أسود خاثر تعلوه حمرة ، تترك له الصلاة والصوم ، لا خلاف في ذلك. وقد يتصل وينقطع ، فإن اتصل فالحكم ثابت له ، وإن انقطع فرأت الدم يوما والطهر يوما ، أو رأت الدم يومين والطهر يومين أو يوما فإنها تترك الصلاة في أيام الدم ، وتغتسل عند انقطاعه وتصلي ، ثم تلفق أيام الدم وتلغي أيام الطهر المتخللة لها ، ولا تحتسب بها طهرا في عدة ولا استبراء. والحيض خلقة في النساء ، وطبع معتاد معروف منهن. روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : "يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار - فقلن وبم يا رسول الله ؟ قال - تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن - قلن : وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ قلن : بلى يا رسول الله ، قال : فذلك من نقصان دينها". وأجمع العلماء على أن الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ، لحديث معاذة قالت : سألت عائشة فقلت : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ قالت : أحرورية أنت ؟ قلت : لست بحرورية ، ولكني أسأل. قالت : كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة. }}.

واختلف العلماء في مقدار الحيض ، فقال فقهاء المدينة :

إن الحيض لا يكون أكثر من خمسة عشر يوما ، وجائز أن يكون خمسة عشر يوما فما دون ، وما زاد على خمسة عشر يوما لا يكون حيضا وإنما هو استحاضة. وقد روي عن مالك أنه لا وقت لقليل الحيض ولا لكثيره إلا ما يوجد في النساء ، فكأنه ترك قوله الأول ورجع إلى عادة النساء. وقال محمد بن سلمة : أقل الطهر خمسة عشر يوما. وهو الصحيح في الباب ، لأن الله تعالى قد جعل عدة ذوات الأقراء ثلاث حيض ، وجعل عدة من لا تحيض من كبر أو صغر ثلاثة أشهر ، فكان كل قرء عوضا من شهر ، والشهر يجمع الطهر والحيض. فإذا قل الحيض كثر الطهر ، وإذا كثر الحيض قل الطهر ، فلما كان أكثر الحيض خمسة عشر يوما وجب أن يكون بإزائه أقل الطهر خمسة عشر يوما ليكمل في الشهر الواحد حيض وطهر. وقال الشافعي : أقل الحيض يوم وليلة ، وأكثره خمسة عشر يوما. وقال أبو حنيفة وأصحابه : أقل الحيض ثلاثة أيام ، وأكثره عشرة. قال ابن عبدالبر : ما نقص عند هؤلاء عن ثلاثة أيام فهو استحاضة ، لا يمنع من الصلاة إلا عند أول ظهوره ، لأنه لا يعلم مبلغ مدته. ثم على المرأة قضاء صلاة تلك الأوقات.

2- والثاني من الدماء : دم النفاس عند الولادة ، وله أيضا عند العلماء حد معلوم اختلفوا فيه ، فقيل : شهران ، وهو قول مالك. وقيل : أربعون يوما ، وهو قول الشافعي. وقيل غير ذلك. وطهرها عند انقطاعه. والغسل منه كالغسل من الجنابة. ودم الحيض والنفاس يمنعان أحد عشر شيئا : وهي وجوب الصلاة وصحة فعلها وفعل الصوم دون وجوبه - وفائدة الفرق لزوم القضاء للصوم ونفيه في الصلاة - والجماع في الفرج وما دونه والعدة والطلاق ، والطواف ومس المصحف ودخول المسجد والاعتكاف فيه ، وفي قراءة القرآن.

3- والثالث من الدماء : دم ليس بعادة ولا طبع منهن ولا خلقة ، وإنما هو عرق انقطع ، سائله دم أحمر لا انقطاع له إلا عند البرء منه ، فهذا حكمه أن تكون المرأة منه طاهرة لا يمنعها

من صلاة ولا صوم إذا كان معلوما أنه دم عرق لا دم حيض. قالت فاطمة بنت أبي حبيش : يا رسول الله ، إني لا أطهر! أفأدع الصلاة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنما ذلك عرق وليس بالحيضة إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي".

*********************************************

( ادلة الاحكام ): باب سنن الفطرة

)))))))))))))))))))))))))))))))))))

( وختان الرجل : هو قطع جميع الجلدة التي تغطي الحشفة - وختان المرأة : هو قطع أدنى جزء من الجلدة

صحيح البخارى: {{ ( الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب ). [ ش: ( رواية ) أي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقال هذا بدل قول الراوي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( الختان ) قطع قلفة الذكر وهي الجلدة التي تكون على أعلى الذكر عند الولادة . ( الاستحداد ) حلق شعر العانة وهي الشعر الذي يكون حول الفرج أو الذكر . ( الإبط ) ما تحت مفصل العضد مع الكتف . ( تقليم ) من القلم وهو القطع والقص ] }}.

صحيح مسلم: (( عن عائشة؛ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء" )).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( عن ابن عباس ، « الختان سنة للرجال ، ومكرمة للنساء » )).

جامع الاصول لابن الاثير: {{ « أَن امرأة كانت تَخْتِنُ النساءَ في المدينة ، فقال لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : لا تَنْهَكي ، فإن ذلك أحظَى للمرأة، وأحبُّ لِلبَعْل». فقال لها : « أَشِمِّي ولا تَنْهكي ، فإِنه أَنْوَرُ للوجه، وأحظى عند الرجل». }}.

فتح الباري - ابن حجر: {{ ختان الذكر قطع الجلدة التي تغطي الحشفة والمستحب أن تستوعب من أصلها عند أول الحشفة وأقل ما يجزئ أن لا يبقى منها ما يتغشى به شيء من الحشفة والمستحق في الرجال قطع القلفة وهي الجلدة التي تغطي الحشفة حتى لا يبقى من الجلدة شيء متدل حتى تنكشف جميع الحشفة.

والمستحق من ختان المرأة قطع جلدة تكون في أعلى فرجها فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك والواجب قطع الجلدة المستعلية منه دون استئصاله. واختلف في النساء هل يخفضن عموما أو يفرق بين نساء المشرق فيخفضن ونساء المغرب فلا يخفضن لعدم الفضلة المشروع قطعها منهن بخلاف نساء المشرق. قوله صلى الله عليه و سلم للخافضة اشمي ولا تنهكي أي لا تبالغي في ختان المرأة. ولا تنهكي: النهك التأثير في الشيء وهو غير الاستئصال }}.

القاموس الفقهي: (( الختان : موضع القطع من الذكر والانثى . وختان الرجل : هو قطع جميع الجلدة التي تغطي الحشفة حتى ينكشف جميع الحشفة . وختان المرأة : هو قطع أدنى جزء من الجلدة التي في أعلى الفرج فوق مدخل الذكر ، وتكون كالنواة ، أو كعرف الديك تدعى الخفاض . ويسمى ختان الرجل إعذارا . وختان المرأة خفضا . )).

الموسوعة الفقهية الكويتية: {{ الختان والختانة لغةً الاسم من الختن ، وهو قطع القلفة من الذّكر ، والنّواة من الأنثى ، كما يطلق الختان على موضع القطع . يقال ختن الغلام والجارية يختنهما ويختنهما ختناً . ويقال غلام مختون وجارية مختونة وغلام وجارية ختين ، كما يطلق عليه الخفض والإعذار ، وخصّ بعضهم الختن بالذّكر ، والخفض بالأنثى ، والإعذار مشترك بينهما . ذهب الحنفيّة والمالكيّة ، وأحمد في رواية عنه إلى أنّ الختان سنّة في حقّ الرّجال ، وذهب الشّافعيّة والحنابلة - في المعتمد - إلى أنّ الختان واجب على الرّجال والنّساء. إذا جلس بين شعبها الأربع ، ومسّ الختان الختان فقد وجب الغسل. }}.

تفحص العبارة التالية لنصل الي الصواب:

(( واختلف في النساء هل يخفضن عموما أو يفرق بين نساء المشرق فيخفضن ونساء المغرب فلا يخفضن لعدم الفضلة المشروع قطعها منهن بخلاف نساء المشرق )).

( نساء المشرق ونساء المغرب ): النساء نساء, ولكن ستحدث تفرقة بسبب المكان: نساء المشرق يعشن في مناخ حار, ولكن نساء المغرب يعشن في مناخ بارد, وهذل يؤثر علي اختلاف تفاعل الشهوة, فتكون في المناطق الحارة متاججة, اما في المناطق البارة معتدلة.

ولذا يجب ان يختلف حكم ختان الاناث في المشرق عن المغرب: فختان اناث المشرق واجب شرعا حفاظا عليهن من الانحراف الجنسي, ولكن الامر لا ينفذ علي اطلاقه وبتعصب احمق.

الذكور تختن عند الولاده استحبابا, ولكن الاناث لا تختن الا بعد سن العاشرة لنتاكد هل الجلدة التي في أعلى الفرج عادية أو زائدة عن الحد الطبيعي. فاذا كانت زائدة فيستأصل الجزء الزائد فقط ولا يقوم بالجراحة الا الطبيب.

(( د. القرضاوي )): ولكن يمكن أن نخرج من هذا الخلاف بإجماع الكلِّ على الجواز. إذ الجواز دون الاستحباب، ودون الوجوب، أعني أن مَن يقول بالوجوب أو بالاستحباب لا ينفي الجواز. والقول بأنه "مكرُمة" قريب من الجواز، لأن معنى المكرُمة: أنه أمر كريم مستحسَن عُرفا. فمَن قال به قال بالجواز.

والخلاصة: أن أحدا من الفقهاء لم يقُل: إنه حرام أو مكروه تحريما أو تنزيها. وهذا يدلُّ على المشروعية والجواز في الجملة عند الجميع.

وأن هذا الإجماع الضمني من الفقهاء من جميع المذاهب والمدارس الفقهية وخارجها: دليل على أن مَن فعل هذا الختان، على ما جاء به الحديث، (الذي حسَّنه قوم وضعَّفه آخرون)، الذي نصح الخاتنة بالإشمام وعدم النَّهك والإسراف: لا جُناح عليه، ولم يقترف عملا محرَّما.

فلا ينبغي إذن التشنيع على كل مَن قام بختان بناته (أو خفاضهن) على الوجه الذي جاء به الحديث، ولا يجوز تسمية ذلك بأنه (جريمة وحشية) تُرتكب في القرن الحادي والعشرين! إلا ما كان منها متجاوزا للحدود الشرعية المتَّفق عليها، وهي تتمثَّل في ثلاثة أشياء:

الأول: تجاوز الإشمام إلى النَّهك، أي الاستئصال والمبالغة في القطع، التي تحرِم المرأة من لذَّة مشروعة بغير مبرِّر. وهو ما يتمثَّل فيما يسمونه (الخفاض الفرعوني).

الثاني: أن يباشر هذا الختان الجاهلات من القابلات وأمثالهن، وإنما يجب أن يقوم بذلك الطبيبات المختصَّات الثقات، فإن عُدمن قام بذلك الطبيب المسلم الثقة عند الضرورة. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان (أي الإتقان) على كل شيء" [1] ومباشرة الجاهلات ليس من الإحسان في شيء.

فإذا روعيت هذه الأمور الثلاثة: لم نستطع أن نصف ختان الإناث بأنه حرام، ولا بأنه جريمة وحشية، ولا سيما إذا اقتضته حاجة قرَّرها الطبيب المختصُّ الذي يُرجع إليه في مثل هذا الأمر.

(( د.أحمد محمد كنعان في الموسوعة الطبية الفقهية )): بعض أسباب الإقبال على الختان: ومنها أن الأنثى إذا لم تختن وظلت قلفاء، كانت مغتلمة شديدة الشهوة، وتتطلع إلي الرجال أكثر، لأن تَرك ختانهما يشعل الغريزة الجنسية عندها، وقد يدفعها ذلك إلي الوقوع في المحرمات، ومنها انتشار الفواحش في نساء غير المسلمين ما لا يوجد في المسلمين، هذا إلي جانب الإفرازات التي تكون في هذا الموضع، مما يسبب رائحة كريهة.والنساء غير المختونات دائماً مضطربات وعندهن حِدة في الطبع، وشُرود في الفكر، وعصبية في المزاج.

(( الدكتورة آمال أحمد البشير )): وقت ختان الإناث: "أن يكون في السن التي يسهل فيها على الطبيبة أو القابلة المدربة فصل القلفة عن حشفة البظر وقطعها دون أن تأخذ معها أي جزء آخر من المنطقة المجاورة. ويختلف ذلك بين طفلة وأخرى لذلك يجب أن يكون هناك كشف على العضو التناسلي لكل طفلة بواسطة الطبيبة المختصة قبل تحديد وقت ختانها"

(( بظر المراة )): أن البظر يقع في الجزء العلوي من مهبل المرأة , ومنظره الخارجي يختلف من امرأة لأخرى , فرأس البظر يظهر من بين الشفرات الداخلية وبعض النساء لا يظهر أي جزء منه , لذلك يحتاج الزوج لكي يرى البظر ويداعبه إلى تحريك الشفرات الكبيرة والصغيرة . أما من الناحية العلمية والتشريحية , فهو عبارة عن نسيج إسفنجي له أكثر من 8000 من نهاية الأطراف العصبية مما يجعله أكثر المناطق حساسية , ويتخذ شكل الرقم ثمانية ومكون من أنبوبتين طولها 9 سم تقريباَ بجوار عظمة العانة والحوض وتتشعب منها بصيلات تتفرع إلى جدار المهبل.

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

تم بحمد الله تعالي كتاب الطهارة

الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 4 جمادي الاول 1434 هجرية

صبحي محمود عميره

))))))))))))))))))))))))

**********************************************

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

**************************************************

كتاب الصلاة

))))))))))))))))

*******************************************************

= {{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت : 45] }}.

= {{ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ( يريد إن الصلاة الخمس هي التي تكفر ما بينها من الذنوب كما قال عليه السلام : ) أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ) قالوا : لا يبقى من درنه شيء قال : ) فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ) }}

= {{ كان فتى من الأنصار يصلي مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولا يدع شيئا من الفواحش والسرقة إلا ركبه فذكر للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : إن الصلاة ستنهاه. فلم يلبث أن تاب وصلحت حاله فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ألم أقل لكم . }}.

*****************************************************

(( باب المواقيت - باب الأذان - باب شروط الصلاة - باب سترة المصلي - باب الحث علي الخشوع في الصلاة - باب المساجد - الفقه القرطبي( المساجد ) - باب صفة الصلاة - ( الفقه القرطبي ): ويقيمون الصلاة - لا تصح الصلاة إلا بشروط وفروض - ( الفقه القرطبي ): وأقيموا الصلاة - باب سجود السهو - الفقه القرطبي ( السهو ) - باب مواطن سور السجود - باب صلاة الجماعة والامامة - باب صلاة المسافر والمريض - باب صلاة التطوع - باب صلاة الجمعة - صلاة الخوف - صلاة العيدين - صلاة الكسوف - صلاة الاستسقاء - احكام الجنائز ))

( ادلة الاحكام ): باب المواقيت

))))))))))))))))))))))))))))))))

( أمني جبريل عند البيت مرتين - وقت الظهر إذا زالت الشمس - وقت صلاة الفجر ما لم يطلع قرن الشمس - فأمر بلالا فأذن بغلس - يصلي بالهجير التي تدعونها - يصلي الظهر بالهاجرة - لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هكذا - من أدرك من الصبح ركعة - لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس: صلاة التطوع لا المكتوبة - فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر - أول الوقت رضوان الله )

العبادات تحتاج لمعلم: فقد نزل جبريل ليعلم من سيصبح معلما للبشرية جمعاء.

*************************************************

صحيح ابن خزيمة: {{ عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أمني جبريل عند البيت مرتين: فصلى بي الظهر حين مالت الشمس قدر الشراك وصلى بي العصر حين كان ضل كل شيء مثله وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء حين غاب الشفق وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم.

وصلى بي الغد الظهر حين كان ظل كل شيء مثله وصلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء حين مضى ثلث الليل وصلى بي الغداة بعد ما أسفر ثم التفت إلي فقال : يا محمد : الوقت فيما بين هذين الوقتين هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك }}.

صحيح ابن حبان: {{ أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فسأله عن وقت الصلاة فقال : ( صل معنا هذين الوقتين ): فلما زالت الشمس صلى الظهر ثم صلى العصر والشمس مرتفعة بيضاء حية وصلى المغرب حين غابت الشمس وصلى العشاء حين غاب الشفق وصلى الفجر بغلس.

فلما كان من الغد أمر بلالا فأبرد بالظهر فأنعم أن يبرد بها وأمره فأقام العصر والشمس حية أخرها فوق الذي كان أول مرة وأمره فأقام المغرب قبل مغيب الشفق وأمره فأقام العشاء بعدما ذهب ثلث الليل وأمره فأقام الفجر فأسفر بها. ثم قال : ( أين السائل عن وقت الصلاة ) ؟ قال : أنا يا رسول الله قال : ( وقت صلاتكم بين ما رأيتم ) }}.

عون المعبود: (( ثم صلى الصبح حتى أسفرت الأرض ( والوقت ) أي السمح الذي لا حرج فيه ( ما بين ) وفي رواية فيما بين ( هذين الوقتين ) فيجوز الصلاة في أوله ووسطه واخره. قال الخطابي اعتمد الشافعي هذا الحديث وعول عليه في بيان مواقيت الصلاة وقد اختلف أهل العلم في القول بظاهره فقالت به طائفة وعدل اخرون عن القول ببعض ما فيه إلى حديث اخر. فممن قال بظاهر حديث بن عباس بتوقيت أول صلاة الظهر واخرها مالك وسفيان الثوري والشافعي وأحمد وبه قال أبو يوسف ومحمد. وقال أبو حنيفة اخر وقت الظهر إذا صار الظل قامتين وقال بن المبارك وإسحاق بن راهويه اخروقت الظهر أول وقت العصر واحتج بما في الرواية الآتية أنه صلى الظهر من اليوم الثاني في الوقت الذي صلى فيه العصر من اليوم الأول. )).

صحيح مسلم: {{ ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وقت الظهر إذا زالت الشمس. وكان ظل الرجل كطوله. ما لم يحضر العصر. ووقت العصر ما لم تصفر الشمس. ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق. ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط. ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر. ما لم تطلع الشمس. فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة. فإنها تطلع بين قرني شيطان" ).

(( عن عبدالله بن عمرو بن العاص؛ أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلوات؟ فقال "وقت صلاة الفجر ما لم يطلع قرن الشمس الأول. ووقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء. ما لم يحضر العصر. ووقت صلاة العصر ما لم تصفر الشمس. ويسقط قرنها الأول. ووقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس ما لم يسقط الشفق. ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل" )).

( عن سليمان بن بريدة، عن أبيه, أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فسأله عن مواقيت الصلاة؟ فقال "اشهد معنا الصلاة" فأمر بلالا فأذن بغلس. فصلى الصبح. حين طلع الفجر. ثم أمره بالظهر. حين زالت الشمس عن بطن السماء. ثم أمره بالعصر. والشمس مرتفعة. ثم أمره بالمغرب. حين وجبت الشمس. ثم أمره بالعشاء حين وقع الشفق . ثم أمره، الغد، فنور بالصبح. ثم أمره بالظهر فأبرد. ثم أمره بالعصر والشمس بيضاء نقية لم تخالطها صفرة. ثم أمره بالمغرب قبل أن يقع الشفق. ثم أمره بالعشاء عند ذهاب ثلث الليل أو بعضه (شك حرمي). فلما أصبح قال "أين السائل؟ ما بين ما رأيت وقت" ). }}.

شرح النووي على مسلم: قوله صلى الله عليه و سلم فاذا صليتم المغرب فانه وقت إلى أن يسقط الشفق وفي رواية وقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق وفي رواية ما لم يغب الشفق وفي رواية ما لم يسقط الشفق: أن وقت المغرب يمتد إلى غروب الشفق وهذا أحد القولين في مذهبنا وهو ضعيف عند جمهور نقلة مذهبنا وقالوا الصحيح أنه ليس لها الا وقت واحد وهو عقب غروب الشمس بقدر ما يتطهر ويستر عورته ويؤذن ويقيم فإن أخر الدخول في الصلاة عن هذا الوقت أثم وصارت قضاء وذهب المحققون من أصحابنا إلى ترجيح القول بجواز تأخيرها ما لم يغب الشفق وأنه يجوز ابتداؤها في كل وقت من ذلك ولا يأثم بتأخيرها عن أول الوقت وهذا هو الصحيح أو الصواب الذي لا يجوز غيره. والجواب عن حديث جبريل عليه السلام حين صلى المغرب في اليومين في وقت واحد حين غربت الشمس من ثلاثة أوجه أحدها أنه اقتصر على بيان وقت الاختيار ولم يستوعب وقت الجواز وهذا جار في كل الصلوات سوى الظهر والثاني أنه متقدم في أول الأمر بمكة وهذه الأحاديث بامتداد وقت المغرب إلى غروب الشفق متأخرة في أواخر الأمر بالمدينة فوجب اعتمادها والثالث أن هذه الأحاديث أصح اسنادا من حديث بيان جبريل عليه السلام فوجب تقديمها فهذا مختصر ما يتعلق بوقت المغرب.

صحيح البخارى: (( عن سيار بن سلامة قال : دخلت أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي فقال له أبي كيف كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي المكتوبة ؟ فقال كان يصلي بالهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية ونسيت ما قال في المغرب وكان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه ويقرأ بالستين إلى المائة )).

فتح الباري - ابن حجر: قوله تدحض الشمس أي تزول عن كبد السماء. تزول عن وسط السماء مأخوذ من الدحض. إطلاق اسم العتمة على العشاء.

الموسوعة الفقهية الكويتية: {{ ( « لو يعلم النّاس ما في النّداء والصّفّ الأوّل ، ثمّ لم يجدوا إلاّ أن يستهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما في التّهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصّبح لأتوهما ولو حبواً». ). إنّ الصّلاة الوسطى صلاة العتمة والصّبح. ((« لا تغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم ، ألا إنّها العشاء وهم يعتمون بالإبل » معناه : أنّهم يسمّونها العتمة لكونهم يعتمون بحلاب الإبل أي يؤخّرونه إلى شدّة الظّلّام وصرّح بعض الشّافعيّة أنّ النّهي للتّنزيه . قال النّوويّ : إنّ هذا الاستعمال ورد في نادر الأحوال لبيان الجواز فإنّه ليس بحرام ، أو أنّه خوطب به من قد يشتبه عليه العشاء بالمغرب ، فلو قيل : العشاء لتوهّم إرادة المغرب ؛ لأنّها كانت معروفةً عندهم بالعشاء ، وأمّا العتمة فصريحة في العشاء الآخرة )). }}.

صحيح البخارى: {{ أعتم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة بالعشاء وذلك قبل أن يفشو الإسلام فلم يخرج حتى قال عمر نام النساء والصبيان فخرج فقال لأهل المسجد ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم ). [ ش: ( يفشو الإسلام ) يظهر وينتشر في غير المدينة ].

(( سمعت ابن عباس يقول أعتم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة بالعشاء حتى رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا فقام عمر بن الخطاب فقال الصلاة قال عطاء قال ابن عباس فخرج نبي الله صلى الله عليه و سلم كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا يده على رأسه فقال ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هكذا ). )).

صحيح البخارى: {{ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ) }}.

فتح الباري - ابن حجر - ( قوله باب من أدرك من الفجر ركعة ): من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس وركعة بعد ما تطلع الشمس فقد أدرك الصلاة. عن أبي هريرة بلفظ من صلى ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس ثم صلى ما بقي بعد غروب الشمس فلم يفته العصر. من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة كلها إلا أنه يقضي ما فاته. وللبيهقي: من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فليصل إليها أخرى. من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فليصل إليها أخرى فدل على إباحة الصلاة في الأوقات المنهية. }}.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس ، إلا بمكة ، إلا بمكة » )).

صحيح ابن خزيمة: {{ إنما أراد بقوله : لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس بعض صلاة التطوع لا المكتوبة وجميع التطوع قال أبو بكر : إخبار النبي صلى الله عليه و سلم : من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها دالة وإجماع المسلمين جميعا على أن الناسي إذا نسي الصلاة مكتوبة فذكرها بعد الصبح أو بعد العصر أن عليه أن يصليها قبل طلوع الشمس إن ذكرها بعد الصبح وقبل غروب الشمس إن ذكرها بعد العصر لأن النبي صلى الله عليه و سلم إنما نهى من التطوع بعد الصبح قبل طلوع الشمس وبعد العصر قبل غروب الشمس إذ لو كان نهيه عن جميع الصلاة فرضها وتطوعها لم يجز أن تصلى فريضة بعد الصبح قبل طلوع الشمس ولا بعد العصر قبل غروب الشمس وإن كان ناسيا لها فذكرها في أحد هذين الوقتين }}.

صحيح البخارى: {{ (( عن عائشة قالت: ركعتان لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعهما سرا ولا علانية ركعتان قبل الصبح وركعتان بعد العصر )).

فقالت أم سلمة رضي الله عنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ينهى عنها ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فأرسلت إليه الجارية فقلت قومي بجنبه قولي له تقول لك أم سلمة يا رسول الله سمعتك تنهى عن هاتين وأراك تصليهما ؟ فإن أشار بيده فاستأخري عنه ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه فلما انصرف قال ( يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر وإنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان ). }}.

صحيح كنوز السنة النبوية: {{ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أفضل الأعمال الصلاةُ في أول وقتها) صحيح (أبو داود والترمذي). }}.

سنن الدارقطني: (( عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أول الوقت رضوان الله وآخر الوقت عفو الله عز و جل )).

سبل السلام: {{ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول الوقت" أي للصلاة المفروضة "رضوان الله" أي يحصل بأدائها فيه رضوان الله تعالى عن فاعلها "وأوسطه رحمة الله" أي يحصل لفاعل الصلاة فيه رحمته وهو معلوم أن رتبة الرضوان أبلغ "وآخره عفو الله" ولا عفو إلا عن ذنب }}.

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الأذان

)))))))))))))))))))))))))))))))

( فإنه أندى صوتا منك - الصلاة خير من النوم - يشفع الأذان ، ويوتر الإقامة - بغير أذان ولا إقامة - بأذان واحد وإقامتين - إن بلالا يؤذن بليل - مثل ما يقول المؤذن - واتَّخِذْ مؤذِّنا لا يأخذُ على أذانه أجرا - واجعل بين أذانك وإقامتك قدر - لا يؤذن إلا متوضيء - المؤذن أملك بالأذان - الدعاء بين الآذان والإقامة مستجاب )

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( حدثني أبي عبد الله بن زيد قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ، ليضرب به الناس في الجمع للصلوات طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده ، فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ فقلت ، ندعو به إلى الصلاة قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك فقلت له : بلى قال : فقال : تقول : الله أكبر الله أكبر ، فذكر الأذان مثنى مثنى قال ثم استأخر عني غير بعيد ، ثم قال : ثم تقول : إذا أقيمت الصلاة : الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله . قال : فلما أصبحت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بما رأيت ، فقال : « إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به ، فإنه أندى صوتا منك » ، فقمت مع بلال ، فجعلت ألقيه عليه ، ويؤذن به . قال : فسمع ذلك عمر بن الخطاب ، وهو في بيته ، فخرج يجر رداءه ، يقول : والذي بعثك بالحق يا رسول الله صلى الله عليك لقد رأيت مثل ما رأى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فله الحمد » )).

سنن ابن ماجه: عن بلال: (( أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم يؤذنه بصلاة الفجر . فقيل هو نائم . فقال الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم . فأقرت في تأذين الفجر . وزاد بلال في نداء صلاة الغداة الصلاة خير من النوم . فأقرها رسول الله صلى الله عليه و سلم. )).

سنن الدارمي: ( ان بلالا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤذنه لصلاة الفجر فقالوا انه نائم فنادى بلال بأعلى صوته الصلاة خير من النوم فأقرت في أذان صلاة الفجر ).

تنوير الحوالك: {{ عن بلال أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم يؤذنه لصلاة الفجر فقيل هو نائم فقال الصلاة خير من النوم مرتين فأقرت في تأذين الفجر فثبت الأمر على ذلك. وعن أبي محذورة قال كنت غلاما صبيا فأذنت بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم الفجر يوم حنين فلما انتهيت إلى حي على الفلاح قال ألحق فيها الصلاة خير من النوم. وعن بن عمر عن عمر أنه قال لمؤذنه إذا بلغت حي على الفلاح في الفجر فقل الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم }}.

تفسير القرطبي: واختلفوا في التثويب لصلاة الصبح: ( وهو قول المؤذن الصلاة خير من النوم ): فقال مالك: يقول المؤذن في صلاة الصبح - بعد قوله : حي على الفلاح مرتين - الصلاة خير من النوم مرتين. وروي عن أنس أنه قال : من السنة أن يقال في الفجر "الصلاة خير من النوم".

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن ابي محذورة : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم : « أمره أن يشفع الأذان ، ويوتر الإقامة ». يشفع الأذان : يأتي بألفاظه مثنى مثنى. أوتر الإقامة : أتى بألفاظها مرة مرة دون تكرار للجمل. « أمر بلال أن يشفع الأذان ، ويوتر الإقامة ، إلا الإقامة : قد قامت الصلاة » )).

تحفة الأحوذي: {{ عن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك قال أدركت جدي وأبي وأهلي يقيمون فيقولون الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر لا إله إلا الله }}.

صحيح مسلم: عن جابر بن عبدالله. قال: (( شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد. فبدأ بالصلاة قبل الخطبة. بغير أذان ولا إقامة. ثم قام متوكأ على بلال. فأمر بتقوى الله. وحث على طاعته. ووعظ الناس. وذكرهم. ثم مضى. حتى أتى النساء. فوعظهن وذكرهن. فقال "تصدقن. فإن أكثركن حطب جهنم" فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين. فقالت: لم ؟ يا رسول الله ! قال "لأنكن تكثرن الشكاة. وتكفرن العشير" قال: فجعلن يتصدقن من حليهن. يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن. )).

صحيح ابن حبان: {{ عن إبراهيم عن الأسود قال : دخلت أنا و علقمة على ابن مسعود فقال لنا : أصلى هؤلاء ؟ فقلنا : لا قال : فقوموا فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه فجعل احدنا عن يمينه والآخر عن شماله فصلى بغير أذان ولا إقامة فجعل إذا ركع شبك بين أصابعه في الصلاة فجعلها بين ركبتيه فلما صلى قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي وقال : ( يا أيها الناس إنها ستكون عليكم امرأة يميتون الصلاة يخنقونها إلى شرق الموتى فمن أدراك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها وليجعل صلاته معهم سبحة ) }}.

صحيح ابن حبان: (( أردف رسول الله صلى الله عليه و سلم أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى : ( أيها الناس السكينة السكينة ) كلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتي أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى طلع الفجر فصلى الفجر حتى تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المعشر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا )).

شرح النووي على مسلم: {{ ( حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ) فيه فوائد منها أن السنة للدافع من عرفات أن يؤخر المغرب إلى وقت العشاء ويكون هذا التأخير بنية الجمع ثم يجمع بينهما في المزدلفة في وقت العشاء وهذا مجمع عليه }}.

صحيح البخارى: {{ ( عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال ( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ). [ ش: ( بليل ) أي قبل أن يطلع الفجر . ( فكلوا واشربوا ) استمروا في الأكل والشرب إذا كنتم تتسحرون ] ). ( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا - حتى يؤذن أو قال - حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم ) . وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى لا يؤذن حتى يقول له الناس أصبحت.

(( عن ابن عمر ؛ رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان: بلال وابن مكتوم الأعمى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بلالا يؤذن بليل. فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن مكتوم". قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقي هذا )). }}.

شرح النووي على مسلم: أن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم وهذا الحديث الذي في الباب المراد به الأذان الثاني. قولها يصلي ركعتي الفجر فيخفف حتى اني أقول هل قرأ فيهما بأم القرآن هذا الحديث دليل على المبالغة في التخفيف والمراد المبالغة بالنسبة إلى عادته صلى الله عليه و سلم من إطالة صلاة الليل وغيرها من نوافله وليس فيه دلالة لمن قال لا تقرأ فيهما أصلا لما قدمناه من الدلائل الصحيحة الصريحة قولها لم يكن على شيء من النوافل أشد معاهدة منه على ركعتين قبل الصبح فيه دليل على عظم فضلهما وأنهما سنة ليستا واجبتين.

صحيح مسلم: عن أبي سعيد الخدري؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن". صحيح البخارى: {{ عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ). [ ش ( الدعوة التامة ) المراد ألفاظ الأذان يدعى بها إلى عبادة الله تعالى ووصفت بالتمام وهو الكمال لأنها دعوة التوحيد المحكمة التي لا يدخلها نقص بشرك أو نسخ أو تغيير أو تبديل . ( الوسيلة ) ما يتقرب به إلى غيره . ( الفضيلة ) المرتبة الزائدة على سائر الخلائق ووالمراد هنا منزلة في الجنة لا تكن إلا لعبد واحد من عباد الله عز و جل . ( وعدته ) أي بقوله تعالى { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } / الإسراء 79 / . ( حلت ) استحقت . ( شفاعتي ) أي أن أشفع له بدخول الجنه أو رفع درجاته حسبما يليق به ] }}.

جامع الاصول لابن الاثير: « قلتُ : يا رسولَ الله ، اجعلني إمام قومي ، قال : أنتَ إمامُهم ، واقْتَدِ بأضعَفِهِم، واتَّخِذْ مؤذِّنا لا يأخذُ على أذانه أجرا ».

تحفة الأحوذي: (( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعثمان بن أبي العاص واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا. وأخرج بن حبان عن يحيى البكالى قال: سمعت رجلا قال لابن عمر إني لأحبك في الله فقال له بن عمر إني لأبغضك في الله فقال سبحان الله أحبك في الله وتبغضني في الله قال نعم أنك تسأل على أذانك أجرا.

وروى عن بن مسعود أنه قال: أربع لا يؤخذ عليهن أجر الأذان وقراءة القرآن والمقاسم والقضاء. )).

سنن الترمذي: ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لبلال يا بلال إذا أذنت فترسل في أذانك وإذا أقمت فاحدر واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله والشارب من شربه والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته ولا تقوموا حتى تروني ).

سبل السلام: {{ المعنى الذي شرع له الأذان فإنه نداء لغير الحاضرين ليحضروا للصلاة فلا بد من تقدير وقت يتسع للذاهب للصلاة وحضورها وإلا لضاعت فائدة النداء وقد ترجم البخاري باب كم بين الأذان والإقامة ولكن لم يثبت التقدير قال ابن بطال لا حد لذلك غير تمكن دخول الوقت واجتماع المصلين وفيه دليل على شرعية الترسل في الأذان لأن المراد من الإعلام للبعيد وهو مع الترسل أكثر إبلاغا وعلى شرعة الحدر والإسراع في الإقامة لأن المراد منها إعلام الحاضرين فكان الإسراع بها أنسب ليفرغ منها بسرعة فيأتي بالمقصود وهو الصلاة }},

خلاصة الاحكام: "لا يؤذن إلا متوضيء". حديث أبي هريرة مرفوع وموقوف

سبل السلام: (( ومن حديث ابن عباس: إن الأذان متصل بالصلاة فلا يؤذن أحدكم إلا وهو طاهر. وهو دليل على اشتراط الطهارة للأذان من الحدث الأصغر ومن الحدث الأكبر بالأولى. وقالت الهادوية يشترط فيه الطهارة من الحدث الأكبر فلا يصح أذان الجنب ويصح من غير المتوضيء. وقد ذهب أحمد وآخرون إلا أنه لا يصح أذان المحدث حدثا أصغر. )).

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (( حق وسنة مسنونة أن لا يؤذن إلا وهو طاهر. وقالت عائشة كان النبي يذكر الله على كل أحيانه. )).

صحيح مسلم: عن عائشة؛ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.

فتح الباري - ابن حجر: {{ كان يذكر الله على كل أحيانه لأن الذكر أعم من أن يكون بالقرآن أو بغيره وإنما فرق بين الذكر والتلاوه بالعرف. أربعة لا يقرؤون القرآن: الجنب والحائض وعند الخلاء وفي الحمام إلا الآية ونحوها للجنب والحائض. }}.

سنن ابن ماجه: كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر . فأمرني فأذنت . فأراد بلال أن يقيم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن أخا صداء قد أذن . ومن أذن فهو يقيم )

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ ثم قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ، فأراد بلال أن يقيم ، فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : « إن أخا صداء هو أذن ، ومن أذن فهو يقيم » قال الصدائي : فأقمت الصلاة }}.

تحفة الأحوذي: اتفق أهل العلم في الرجل يؤذن ويقيم غيره على أن ذلك جائز واختلفوا في الأولوية فذهب أكثرهم إلى أنه لا فرق وأن الأمر متسع وممن رأى ذلك مالك وأكثر أهل الحجاز وأبو حنيفة وأكثر أهل الكوفة وأبو ثور وذهب بعضهم إلى أن الأولى أن من أذن فهو يقيم.

مشكل الآثار للطحاوي: {{ عن علي رضي الله عنه قال : « المؤذن أملك بالأذان ، والإمام أملك بالإقامة » . قال أبو جعفر : فكانت الإقامة للصلاة إلى الإمام ، لا إلى المؤذن ، فعقلنا بذلك أن طلب وقتها إلى الإمام ، لا إلى المؤذن ، فكان الإثم في التقصير عنها عليه ، لا على المؤذن ، كما كان الإثم في التقصير في طلب وقت الأذان على المؤذن ، لا على الإمام .}}.

تحفة الأحوذي: في سبل السلام في شرح هذا الحديث المؤذن أملك بالأذان أي وقته موكول إليه لأنه أمين عليه والإمام أملك بالإقامة فلا يقيم إلا بعد إشارته

صحيح ابن خزيمة: عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد فادعوا.

صحيح كنوز السنة النبوية: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الدعاء بين الآذان والإقامة مستجاب فادعوا).

صحيح البخارى: {{ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ) }}.

****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب شروط الصلاة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

اولا- شروط الوجوب:1- البلوغ 2- الخلو من الاكراه 3 – اليقظة وعدم النوم

ثانيا- شروط الصحة: 1- الطهارة 2- الاسلام 3- ستر العورة

ثالثا- شروط الوجوب والصحة: 1- العقل 2- دخول وقت الصلاة

**********************************************************

( اولا: طهارة المصلي - ثانيا: ستر جمبع البدن – ثالثا: استقبال القبلة - رابعا: طهارة المكان )

اولا: طهارة المصلي

**************

صحيح ابن حبان: عن علي بن طلق الحنفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف ثم ليتوضأ وليعد صلاته ولا تأتوا النساء في أدبارهن ).

سنن الدارقطني: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف فليتوضأ وليعد صلاته.

سبل السلام: فيمن أصابه قيء في صلاته أو رعاف فإنه ينصرف ويبني على صلاته حيث لم يتكلم.

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف فليتوضأ . ثم ليبن على صلاته وهو في ذلك لا يتكلم ).

عون المعبود: {{ إذا وطىء الرجل على المكان القذر أن لا يجب عليه غسل القدم إلا أن يكون رطبا فيغسل ما أصابه. ( إذا فسا ) وهو ريح يخرج بغير صوت يسمع, ( فلينصرف ) أي من صلاته ( فليتوضأ وليعد الصلاة ) فيه دليل على أن الفساء ناقض للوضوء وأنه تبطل به الصلاة ويلزم إعادة الصلاة منه لا البناء عليها. إن المحدث يخرج من الصلاة ويعيد الوضوء ويبنى عليها ولا تفسد صلاته بشرط أن لا يفعل مفسدا وهذا هو مذهب مالك وأبي حنيفة وقول للشافعي. المذي: وهو ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند الملاعبة أو تذكر الجماع وإرادته وقد لا يحس بخروجه, فلا تغتسل عند خروج المذي بل اغسل ذكرك. ( فإذا فضخت الماء فاغتسل ) الفضخ: الدفق أي إذا صببت المني بشدة وجامعت فاغتسل. والحديث فيه دليل ظاهر على أن خروج المذي لا يوجب الغسل وإنما يجب به الوضوء }}.

ثانيا: ستر جمبع البدن

****************

صحيح ابن حبان: عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ).

[ ش ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) في النهاية أي التي بلغت سن المحيض وجرى عليها القلم ولم يرد في أيام حيضها . لان الحائض لا صلاة عليها ].

شرح عمدة الأحكام - صفة ثياب المرأة في الصلاة: أما المرأة فإنها تستر جميع بدنها إلا وجهها؛ ولذلك سألت أم سلمة النبي صلى الله عليه وسلم: {{ ( هل تصلي المرأة في الدرع الواحد؟ فقال: نعم إذا كان سابغاً يغطي ظهور قدميها ) فاشترط أن يغطي ظهور القدمين، يعني: حتى الأصابع. فعلى المرأة أن تستر قدميها، وإذا ألزمت بستر القدمين فمن باب أولى بقية البدن، وتستر أيضاً رأسها وشعرها. فإذا بلغت المرأة بالحيض كلفت، ولو كانت بنت عشر أو إحدى عشرة، فمتى بلغت بالحيض وجب عليها أن تستر بدنها كله في الصلاة فلا تبدي من بدنها شيئاً، فمن ذلك الرأس تستره بالخمار الذي يغطي شعرها ويغطي رأسها وعنقها }}.

سنن الدارقطني: (( عن أم سلمة أنها : سألت النبي صلى الله عليه و سلم أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار قال إذا كان الدرع سابغا تغطي ظهور قدميها )).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: { (( أتصلي المرأة في درع (1) ، وخمار ، وليس عليها إزار (2) ؟ « ، فقال : » إذا كان الدرع سابغا (3) يغطي ظهور قدميها « )). (1) الدرع : قميص المرأة. (2) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن. (3) السابغ : الساتر }.

ثالثا: استقبال القبلة

**************

سنن ابن ماجه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر . فتغيمت السماء وأشكلت علينا القبلة . فصلينا . وأعلمنا . فلما طلعت الشمس إذا نحن قد صلينا لغير القبلة . فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فأنزل الله { فأينما تولوا فثم وجه الله }. [ ش ( وأعلمنا ) أي وضعنا العلامة على الجهة التي صلينا إليها لنعلم أن قد أصبنا أو أخطأنا ] .

سنن الترمذي: كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر في ليلة مظلمة فلم نرد أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فنزل { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم }

صحيح مسلم: (( عن ابن عمر؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وهو مقبل من مكة إلى المدينة، على راحلته حيث كان كان وجهه. قال: وفيه نزلت: { فأينما تولوا فثم وجه الله } )).

شرح عمدة الأحكام: {{ وأما القطار فالقطار فيه أماكن متسعة يتمكن المصلي من أن يستدير نحو القبلة، وجهته محددة، فإذا استطاع أن يستقبل القبلة لم تسقط عنه، ويقال كذلك في المراكب البحرية كالبواخر الكبيرة أو الصغيرة إذا كان فيها أماكن متسعة وجهتها محددة، فيستطيع أن يستقبل القبلة وأن يصلي قائماً، إلا أن يكون هناك ما يخشى معه من الوقوف كريح شديدة، أو عواصف، أو أمواج، أو اضطرابات بحرية أو نحو ذلك، فله أن يصلي جالساً، وعلى كل حال فالصلاة إذا خشي فوات وقتها لا يجوز تركها، بل يصليها على حسب حاله.

وهذا بالنسبة إلى الفرائض، وأما النوافل فإنها تصلى على أية حالة، فصلاة النافلة يجوز أن يصليها إذا كان مستعجلاً وهو في سيارته يومئ بها إيماءً، كما يجوز أن يصليها وهو ماش على قدميه، أو راكب على بعير أو على حمار كما كان الصحابة يفعلون كذلك، وبطريق الأولى إذا كان على سيارة أو طيارة -مثلاً- فيجوز أن يصليها، وأمرها أسهل، حتى ولو كانت مؤكدة كصلاة الوتر، وسنة الفجر، وراتبة الظهر التي قبلها والتي بعدها، وراتبة المغرب أو العشاء، وقيام الليل، وصلاة الضحى يجوز أن يصليها وهو يسوق سيارته ولو لغير القبلة يومئ بها إيماءً، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه؛ ليكون قد أتى بما يستطيعه، فإذا تمكن -مثلاً- من أن يستقبل القبلة في حالة الاستفتاح فعل، وإذا لم يتمكن سقط ذلك عنه كله، وذلك لقوله تعالى: { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } [البقرة:115]. }}.

سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بين المشرق والمغرب قبلة.

تحفة الأحوذي: {{ أراد بالمشرق البلاد التي يطلق عليها اسم المشرق كالعراق مثلا فإن قبلتهم أيضا بين المشرق والمغرب وقد ورد مقيدا بذلك في بعض طرق حديث أبي هريرة ما بين المغرب والمشرق قبلة لأهل العراق }}.

صحيح البخارى: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي على راحلته حيث توجهت فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة. [ ش ( راحلته ) المركب من الإبل ذكرا كان أم أنثى . ( أراد الفريضة ) أن يصلي الصلاة المفروضة ].

سبل السلام: عن أنس رضي لله عنه وكان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر ثم صلى حيث كان وجه ركابه.

رابعا: طهارة المكان

****************

صحيح ابن حبان: عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ).

سنن ابن ماجه: {{ نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصلى في سبع مواطن في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق والحمام ومعاطن الإبل وفوق الكعبة. [ ش ( المزبلة ) موضع يطرح فيه الزبل . ( المجزرة ) الموضع الذي ينحر فيه الإبل ويذبح فيه البقر والشاة . ( قارعة الطريق ) الموضع الذي يقرع بالأقدام من الطريق . فالقارعة للنسبة أي ذات قرع . ( معاطن الإبل ) أي مباركها حول الماء ] .}}.

(( نهي عن الصلاة فوق الكعبة: قال العلماء الذين نهوا عن ذلك ، لأنه لا يكون مستقبل جهة القبلة وإنما يكون مستقبل لبعضها ، لأن بعض الكعبة سيكون خلف ظهره. وذهب آخرون إلى صحة الصلاة فوق الكعبة ، لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى داخلها عام الفتح ، فالصلاة فوقها مثلها . والواقع أن الصلاة فوق ظهر الكعبة اليوم غير متيسرة . )).

فقه السنة - المواضع المنهى عن الصلاة فيها :

1- الصلاة في المقبرة: عن عائشة أن النبي صلى الله وقال: (لعن الله اليهود والنصارى: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). وقال: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها). كان ابن عباس يصلي في بيعة إلا بيعة فيها تماثيل. وقد كتب إلى عمر من نجران أنهم لم يجدوا مكانا أنظف ولا أجود من بيعة، فكتب: (انضحوها بماء وسدر وصلوا. والنهي عن اتخاذ القبر مسجدا من أجل الخوف من المبالغة في تعظيم الميت والافتتان به فهو من غاب سد الذريعة.

2- النهي عن الصلاة في المزبلة والمجزرة وقارعة الطريق وأعطان الابل والحمام وفوق ظهر بيت الله:

وعلة النهي في المجزرة والمزبلة كونهما محلا للنجاسة فتحرم الصلاة فيهما من غير حائل ومع الحائل تكره عند جمهور العلماء، وتحرم عند أحمد وأهل الظاهر.

وعلة النهي عن الصلاة في مبارك الابل كونها خلقت من الجن، وقيل غير ذلك.

وعلة النهي عن الصلاة في قارعة الطريق ما يقع فيه عادة من مرور الناس وكثرة اللغط الشاغل للقلب والمؤدي إلى ذهاب الخشوع.

وأما في ظهر الكعبة فلان المصلي في هذه الحالة يكون مصليا على البيت لا إليه، وهو خلاف الامر، ولذلك يرى الكثير عدم صحة الصلاة فوق الكعبة، خلافا للحنفية القائلين بالجواز مع الكراهة لما فيه من ترك التعظيم.

وأما الكراهة في الحمام فقيل لانه محل للنجاسة والقول بالكراهة قول الجمهور إذا انتفت النجاسة. وقال أحمد والظاهرية وأبو ثور: لا تصح الصلاة فيه.

الصلاة في الكعبة الصلاة في الكعبة صحيحة لا فرق بين الفرض والنفل. فعن ابن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة فأغلقوا عليهم الباب فلما فتحوا كنت أول من ولج فلقيت بلالا فسألته: هل صلى رسول الله؟ قال: نعم بين العمودين اليمانيين. واه أحمد والشيخان.

صحيح ابن خزيمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسم : إذا وطئ أحدكم الأذى بخفه أو نعله فطهورهما التراب.

**************************************************

( ادلة الاحكام ): باب سترة المصلي

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( لو يعلم المار بين يدي المصلي - مثل مؤخرة الرحل - استتروا في صلاتكم - لا يقطع صلاة المرء شيء - يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب - وإني لبينه وبين القبلة - وأرسلت الأتان ترتع - صلى أحدكم إلى شيء يستره )

صحيح البخارى: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه ) . قال أبو النضر لا أدري أقال أربعين يوما أو شهرا أو سنة.

شرح النووي على مسلم: {{ لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يديه ) معناه لو يعلم ما عليه من الإثم لاختار الوقوف أربعين على ارتكاب ذلك الإثم ومعنى الحديث النهي الأكيد والوعيد الشديد في ذلك قوله ( كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين الجدار ممر الشاة ) يعني بالمصلى موضع السجود وفيه أن السنة قرب المصلى من سترته }}.

صحيح مسلم: {{ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل. ولا يبال من مر وراء ذلك". ( كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا. فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال "مثل مؤخرة الرحل تكون بين يدي أحدكم. ثم لا يضره ما مر بين يديه".). (( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ستره المصلي؟ فقال "مثل مؤخرة الرحل" )). }}.

شرح النووي على مسلم - {{ ( باب سترة المصلى والندب إلى الصلاة إلى سترة والنهي عن المرور ): ( بين يدي المصلي وحكم المرور ودفع المار وجواز الاعتراض بين يدي المصلي ) ( والصلاة إلى الراحلة والأمر بالدنو من السترة وبيان قدر السترة وما يتعلق بذلك ) قوله صلى الله عليه و سلم ( إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبال من مر وراء ذلك ) المؤخرة: آخرة الرحل, في آخر الرحل. وفي هذا الحديث الندب إلى السترة بين يدي المصلى وبيان أن أقل السترة مؤخرة الرحل وهي قدر عظم الذراع هو نحو ثلثي ذراع ويحصل بأى شئ أقامه بين يديه. وشرط مالك رحمه الله تعالى أن يكون في غلظ الرمح قال العلماء والحكمة في السترة كف البصر عما وراءه ومنع من يجتاز بقربه. وبهذا الحديث على أن الخط بين يدي المصلى لا يكفي }}.

السلسلة الصحيحة: استتروا في صلاتكم ( وفي رواية : ليستتر أحدكم في صلاته ولو بسهم ).

مصنف ابن ابي شيبة: (( قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لِيَسْتَتِرْ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ وَلَوْ بِسَهْمٍ. عَنْ سَلَمَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُه يَنْصِبُ أَحْجَارًا فِي الْبَرِّيَّةِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ صَلَّى إلَيْهَا. )).

فتح الباري لابن رجب: {{ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( يستر الرجل في صلاته السهم ، وإذا صلى أحدكم فليستتر بسهم )) . وفي رواية له: (( ليستتر أحدكم في صلاته ، ولو بسهم )) . }}.

خلاصة الاحكام: " لا يقطع صلاة المرء شيء، وادرؤوا ما استطعتم ".

صحيح مسلم: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل. فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل، فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود". قلت: يا أبا ذر! ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي! سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال "الكلب الأسود شيطان". )).

صحيح البخارى: {{ ( أنه ذكر عندها ما يقطع الصلاة فقالوا يقطعها الكلب والحمار والمرأة قالت لقد جعلتمونا كلابا لقد رأيت النبي عليه السلام يصلي وإني لبينه وبين القبلة وأنا مضطجعة على السرير فتكون لي الحاجة فأكره أن أستقبله فأنسل إنسلالا ). (( عن عائشة : ذكر عندها ما يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة فقالت شبهتمونا بالحمر والكلاب والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأوذي النبي صلى الله عليه و سلم فأنسل من عند رجليه )). }}.

صحيح البخارى: (( عن عبد الله بن عباس قال : أقبلت راكبا على حمار أتان وأنا يؤمئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بمنى إلى غير جدار فمررت بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع فدخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي. [ ش: ( أتان ) أنثى الحمار . ( ناهزت الاحتلام ) قاربت البلوغ . ( بين يدي ) أمام . ( أرسلت ) أطلقت . ( ترتع ) تمشي مسرعة أو تأكل ما تشاء . ( ذلك ) مروي من قدام الصف ] )).

شرح النووي على مسلم: {{ وجمهور العلماء من السلف والخلف لا تبطل الصلاة بمرور شيء من هؤلاء ولا من غيرهم وتأول هؤلاء هذا الحديث على أن المراد بالقطع نقص الصلاة لشغل القلب بهذه الأشياء وليس المراد إبطالها ومنهم من يدعى نسخه بالحديث الآخر لا يقطع صلاة المرء شيء وادرءوا ما استطعتم.

( عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة ) استدلت به عائشة رضي الله عنها والعلماء بعدها على أن المرأة لا تقطع صلاة الرجل وفيه جواز صلاته إليها. }}.

صحيح البخارى: {{ سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان ). [ ش: ( يستره ) يحجز بينه وبين الناس . ( شاب ) قيل الوليد بن عقبة وقيل غيره . ( يجتاز ) يمر . ( مساغا ) طريقا يمكنه المرور منها . ( فنال ) تكلم عليه وشتمه . ( ولابن أخيك ) أي في الإسلام أو لأنه أصغر منه . ( فليقاتله ) الجمهور على أن معناه الدفع بالقهر لا جواز قتله . ( هو شيطان ) فعله فعل شيطان ] }}.

شرح النووي على مسلم: (( اتفقوا على أنه لا يجوز له المشي إليه من موضعه ليرده وإنما يدفعه ويرده من موقفه لأن مفسدة المشي في صلاته أعظم من مروره من بعيد بين يديه وإنما أبيح له قدر ما تناله يده من موقفه ولهذا أمر بالقرب من سترته وإنما يرده إذا كان بعيدا منه بالإشارة والتسبيح )).

*********************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الحث علي الخشوع في الصلاة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( نهي أن يصلي الرجل مختصرا - إذا قدم العشاء فابدؤوا به - فليبدأ بالخلاء - يصلي وهو حاقن حتى يتخفف - فلا يمسح الحصي - إياك والالتفات في الصلاة - فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا - فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته - أميطي عنا قرامك - اذهبوا بخميصتي - لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم - مالي أراكم رافعي أيديكم - لا صلاة بحضرة طعام )

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهي أن يصلي الرجل مختصرا.

صحيح مسلم: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه نهى أن يصلي الرجل مختصرا.

صحيح ابن خزيمة: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الاختصار في الصلاة.

فتح الباري - ابن حجر: (( قوله نهي عن الخصر في الصلاة ونهى أن يصلي الرجل مختصرا معناه أن يصلي وهو متوكئ علي خاصرته أو يصلي وبيده عصا يتوكأ عليها مأخوذ من المخصرة وقيل معناه أن لا يتم ركوعها ولا سجودها. قال بن سيرين هو أن يضع يده على خاصرته وهو يصلي. )).

صحيح البخارى: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إذا قدم العشاء فابدؤوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم ).

خلاصة الاحكام: { (( وعن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قدم العشاء فابدؤوا به، قبل أن تصلوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم " )). ( وعن عبد الله بن أرقم رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أراد أحدكم أن يذهب إلى الخلاء وأقيمت الصلاة فليبدأ بالخلاء " ). وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حاقن حتى يتخفف ". }.

سبل السلام: (( والحديث دال على إيجاب تقديم أكل العشاء إذا حضر على صلاة المغرب والجمهور حملوه على الندب وقالت الظاهرية بل يجب تقديم أكل العشاء فلو قدم الصلاة لبطلت عملا بظاهر الأمر ثم الحديث ظاهر في أنه يقدم العشاء مطلقا سواء كان محتاجا إلى الطعام أو لا وسواء خشي فساد الطعام أو لا وسواء كان خفيفا أو لا )).

تحفة الأحوذي: {{ ( ووجد أحدكم الخلاء ) أي الحاجة إلى الخلاء ( فليبدأ بالخلاء ). ووجد أحدكم الغائط فليبدأ بالغائط وجازله ترك الجماعة بهذا العذر. وفي رواية مالك إذا أراد أحدكم الغائط فليبدأ به قبل الصلاة

وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان. }}.

عون المعبود: { ( فليبدأ بالخلاء ) فيفرغ نفسه ثم يرجع فيصلي لأنه إذا صلى قبل ذلك تشوش خشوعه واختل حضور قلبه. والحديث فيه دليل على أنه لا يقوم إلى الصلاة وهو يجد شيئا من الغائط والبول. }.

فيض القدير: (نهى أن يصلي الرجل وهو حاقن) وفي رواية وهو حقن حتى يتخفف والحاقن من حبس بوله كالحاقب بموحدة للغائط.

الموسوعة الفقهية الكويتية: {{ لم يقل بإعادة صلاة الحاقن أحد ممّن قال بصحّة الصّلاة مع الكراهة ، إلاّ الحنابلة على رأي ، فقد صرّحوا بإعادة الصّلاة للحاقن لظاهر الحديثين السّابقين . وقد تقدّم أنّ المالكيّة يرون بطلان صلاة الحاقن حقناً شديداً فلا بدّ من إعادتها. وذهب الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة إلى أنّه إذا كان في الوقت متّسع فينبغي أن يزيل العارض أوّلاً ، ثمّ يشرع في الصّلاة . فإن خاف فوت الوقت ففي المسألة رأيان : ذهب الحنفيّة والحنابلة ، وهو رأي للشّافعيّة ، إلى أنّه يصلّي وهو حاقن ، ولا يترك الوقت يضيع منه ، إلاّ أنّ الحنابلة قالوا بالإعادة في الظّاهر عند ابن أبي موسى للحديث . }}.

صحيح ابن حبان: عن أبي ذر يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه ).

فتح الباري - ابن حجر: فلا يمسح الحصي وقوله إذا قام المراد به الدخول في الصلاة فلا يكون منهيا عن المسح قبل الدخول فيها بل الأولى أن يفعل ذلك حتى لا يشتغل باله وهو في الصلاة به.

صحيح البخارى: سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الالتفات في الصلاة ؟ فقال ( هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ). [ ش ( اختلاس ) خطف بسرعة . ( يختلسه الشيطان ) يظفر به عند الالتفات ].

صحيح ابن خزيمة: {{ الزجرعن الالتفات في الصلاة إذ الله عز و جل يصرف وجهه عن وجه المصلي إذ التفت في صلاته. الالتفات في الصلاة ينقص الصلاة لا أنه يفسدها فسادا يجب عليه إعادتها. (( عن عائشة قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الالتفات في الصلاة فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد )). وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التصفيق التفت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصف فأشار إليه رسو ل الله صلى الله عليه و سلم هكذا يأمره بأن يصلي. (( إن الله عز و جل أمركم بالصلاة فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلي له فلا يصرف عنه وجهه حتى يكون العبد هو ينصرف )). }}.

سنن الترمذي: قال أنس بن مالك : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا بني إياك والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة

صحيح البخارى: {{ أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رئي في وجهه فقام فحكه بيده فقال ( إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه أو إن ربه بينه وبين القبلة فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدميه ) . ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال ( أو يفعل هكذا ). [ ش: ( نخامة ) ما يخرج من الصدر وقيل غير ذلك . ( رئي في وجهه ) شوهد أثر الغضب في وجهه . ( يناجي ربه ) من المناجاة وأصلها الكلام بين اثنين سرا والمراد أنه ينبغي التزام الأدب في هذه الحال لأن المصلي كالمناجي لله عز و جل . ( بينه وبين القبلة ) أي متوجه إليه مقبل عليه يسمع دعاءه ويجيب سؤله . ( قبل ) جهة ]. ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط ذراعيه كالكلب واذا بزق فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه فإنه يناجي ربه ). [ ش ( اعتدلوا في السجود ) بوضع الكفين على الأرض ورفع المرفقين عنها وعن الجبين ورفع البطن عن الفخذ . ( ولا يبسط ذراعيه ) لا يمدهما على الأرض ].

صحيح البخارى: (( كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أميطي عنا قرامك هذا فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي ). [ ش ( قرام ) ستر رقيق من صوف ذو ألوان ونقوش . ( أميطي ) أزيلي . ( تعرض ) تلوح ]. )).

سبل السلام: {{ في الحديث دلالة على إزالة ما يشوش على المصلي صلاته مما في منزله أو في محل صلاته ولا دليل فيه على بطلان الصلاة لأنه لم يرو أنه صلى الله عليه وسلم أعادها. (( " اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي " )). عن عائشة قالت أهدى أبو جهم بن حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها علم فشهد فيها الصلاة فلما انصرف قال: "ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم" }}.

المعجم الوسيط: ( الخميصة ) ثوب أسود أو أحمر له أعلام و في الحديث ( جئت إليه و عليه خميصة ).

صحيح مسلم: عن جابر بن سمرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة. أو لا ترجع إليهم ".

شرح النووي على مسلم - {{ ( باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة ): قوله صلى الله عليه و سلم ( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ) أو لا ترجع إليهم أو لتخطفن أبصارهم. فيه النهي الأكيد والوعيد الشديد في ذلك وقد نقل الإجماع في النهي عن ذلك. قال القاضي عياض واختلفوا في كراهة رفع البصر إلى السماء في الدعاء في غير الصلاة فكرهه شريح وآخرون وجوزه الأكثرون وقالوا لأن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة ولا ينكر رفع الأبصار إليها كما لا يكره رفع اليد قال الله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون.

( باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ): ( ورفعها عند السلام وإتمام الصفوف الأول والتراص فيها والأمر بالاجتماع ) قوله صلى الله عليه و سلم ( مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس ): وهي التي لا تستقر بل تضطرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها والمراد بالرفع المنهي عنه هنا رفعهم أيديهم عند السلام مشيرين إلى السلام من الجانبين }}.

خلاصة الاحكام: {{ ( عن عائشة رضي الله عنها، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان " ). (( وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وضع عشاء أحدكم، وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء، ولا يعجل حتى يفرغ منه " )). ( ( ("وكان ابن عمر يوضع له الطعام، وتقام الصلاة فلا يأتيها ). }}.

صحيح البخارى: {{ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان ). [ ش: ( التثاؤب ) فتح الفم مع أخذ النفس وإخراج صوت أحيانا . ( من الشيطان ) أضيف إلى الشيطان لأنه هو الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهواتها والتثاؤب يكون مع ميل الإنسان إلى الكسل والنوم والتثاقل عن الطاعات . ( ها ) صوت المتثائب ويعني إذا بالغ في التثاؤب . ( ضحك الشيطان ) فرحا بالتغلب عليه ] }}.

تحفة الأحوذي: ( التثاؤب من الشيطان ) قال النووي أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه وهو التوسع في المأكل وإكثار الأكل. سبل السلام: {{ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التثاؤب من الشيطان" لأنه يصدر عن الامتلاء والكسل وهما مما يحبه الشيطان فكأن التثاؤب منه "فإذا تثاءب أحدكم فليكظم أي يمنعه ويمسكه ما استطاع" }}.

******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب المساجد

)))))))))))))))))))))))))))))))))

( ببناء المساجد في الدور وأن تطيب - اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - بنوا على قبره مسجدا - فربطوه بسارية من سواري المسجد - كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك - ينشد ضالة في المسجد - لا تقام الحدود في المساجد - الحبشة يلعبون في المسجد - أن وليدة كانت سوداء - البزاق في المسجد خطيئة - يتباهى الناس في المساجد - ما أمرت بتشييد المساجد - الفقه القرطبي( المساجد ) )

صحيح ابن حبان: عن عائشة قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ببناء المساجد في الدور وأن تطيب وتنظف.

تحفة الأحوذي: وحكمة أمره لأهل كل محلة ببناء مسجد فيها أنه قد يتعذر أو يشق على أهل محلة الذهاب للأخرى فيحرمون أجر المسجد وفضل إقامة الجماعة فيه فأمروا بذلك ليتيسر لأهل كل محلة العبادة في مسجدهم من غير مشقة تلحقهم. وقال البغوي قال عطاء لما فتح الله تعالى على عمر رضي الله عنه الأمصار أمر المسلمين ببناء المساجد وأمرهم أن لا يبنوا مسجدين يضار أحدهما الاخر ومن المضارة فعل تفريق الجماعة إذا كان هناك مسجد يسعهم فان ذاك سن توسعته أو اتخاذ مسجد يسعهم. ( وأن تنظف ) أي تطهر والمراد تنظيفها من الوسخ والدنس والنتن والتراب ( وتطيب ) أي بالرش أو العطر ويجوز أن يحمل التطييب على التجمير في المسجد وأنه يستحب تجمير المسجد بالبخور

صحيح البخارى: أن عائشة وعبد الله بن عباس قالا لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . يحذر ما صعنوا . [ ش: ( نزل ) أي نزلت به سكرات الموت . ( طفق ) جعل وشرع . ( يطرح خميصة ) يلقي كساء مربعا أسود له أعلام أي خطوط . ( اغتم ) تسخن وأخذ بنفسه من شدة الحر . ( اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) صاروا يصلون إليها ( يحذر ما صنعوا ) يحذر أمته أن يصنعوا بقبره مثل ما صنعوا ]. ( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي لم يقم منه ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . لولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أو خشي أن يتخذ مسجدا ).

تحفة الأحوذي: {{ وحديث لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد كانوا يجعلونها قبلة يسجدون إليها في الصلاة كالوثن وأما من اتخذ مسجدا في جوار صالح أو صلى في مقبرة قاصدا به الاستظهار بروحه أو وصول أثر من اثار عبادته إليه لا التوجه نحوه والتعظيم له فلا حرج فيه ألا يرى أن مرقد إسماعيل في الحجر في المسجد الحرام والصلاة فيه أفضل. ( يحذر ما صنعوا ) فخشى أن يفعل بعض أمته بقبره الشريف ما فعلته اليهود والنصارى بقبور أنبيائهم فنهي عن ذلك. وله وجهين: أحدهما كانوا يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لهم وقصد العبادة في ذلك وثانيهما أنهم كانوا يتحرون الصلاة في مدافن الأنبياء والتوجه إلى قبورهم في حالة الصلاة والعبادة لله نظرا منهم أن ذلك الصنيع أعظم موقعا عند الله لاشتماله على الأمرين عبادة والمبالغة في تعظيم الأنبياء وكلا الطريقين غير مرضية وأما الأول فشرك جلي وأما الثانية فلما فيها من معنى الاشراك بالله عز و جل وإن كان خفيا }}.

صحيح البخارى: أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ( إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ). [ ( كنيسة ) هي معبد النصارى وقيل هي معبد اليهود ].

شرح السيوطي لسنن النسائي: (( فأما من اتخذ مسجدا في جوار صالح وقصد التبرك بالقرب منه لا التعظيم له ولا التوجه نحوه فلا يدخل في ذلك الوعيد )).

صحيح البخارى: بعث النبي صلى الله عليه و سلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد فقال ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال ما عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك فقال ( أطلقوا ثمامة ).

فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب دين إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل صبوت قال لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه و سلم.

فتح الباري لابن رجب: {{ أن ثمامة حين ربط كان مشركا ، وأنه إنما أسلم بعد إطلاقه. وفي هذا : دليل على جواز إدخال المشرك إلى المسجد ، لكن بإذن المسلمين . وقد أنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفد ثقيف في المسجد ؛ ليكون أرق لقلوبهم . عن الحسن ، قال : إن وفدا قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - من ثقيف ، فدخلوا عليه المسجد، فقيل له : إنهم مشركون ؟ قال : ((الأرض لا ينجسها شيء)). أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب لهم قبة في مؤخرة المسجد ؛ لينظروا صلاة المسلمين ، إلى ركوعهم ، وسجودهم ، فقيل : يا رسول الله ، أتنزلهم المسجد وهم مشركون ؟ قال : ((أن الأرض لا تنجس ، إنما ينجس ابن آدم )) . وكذلك سائر وفود العرب ونصارى نجران ، كلهم كانوا يدخلون المسجد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجلسون فيه عنده . ولما قدم مشركو قريش في فداء أسارى بدر كانوا يبيتون في المسجد . ولما قدم مشركو قريش في فداء أسارى بدر كانوا يبيتون في المسجد . وحديث دخول ضمام بن ثعلبة المسجد ، وعقله بعيره فيه ، وسؤاله النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام ، ثم أسلم عقب ذلك . عن الزهري ، قال : اخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا سفيان كان يدخل المسجد بالمدينة وهو كافر ، غير أن ذلك لا يصلح في المسجد الحرام ؛ لما قَالَ الله عز وجل : { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ } [ التوبة : 28 ].

وقد اختلف أهل العلم منهم في دخول الكافر المسجد ، وهو قول أبي حنيفة والشافعي ، وحكي رواية عن أحمد ، رجحها طائفة من أصحابنا. قال أصحاب الشافعي : وليس له أن يدخل المسجد إلا بأذن المسلم . ووافقهم طائفة من أصحابنا على ذلك . وقال بعضهم : لا يجوز للمسلم أن يأذن فيه إلا لمصلحة من سماع قرآن ، أو رجاء إسلام ، أو إصلاح شيء ونحو ذلك ، فأما لمجرد الأكل واللبث والاستراحة فلا . ومن أصحابنا : من أطلق الجواز ، ولم يقيده بإذن المسلم . }}.

صحيح البخارى: عن سعيد ابن المسيب قال : مر عمر في المسجد وحسان ينشد فقال كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( أجب عني اللهم أيده بروح القدس ) . قال نعم.

صحيح مسلم: أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد. فلحظ إليه. فقال: قد كنت أنشد، وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة. فقال: أنشدك الله! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أجب عني. اللهم! أيده بروح القدس"؟ قال: اللهم! نعم.

تحفة الأحوذي: (( اللهم أيده بروح القدس قال نعم. وقد جمع بين الأحاديث بوجهين الأول حمل النهي على التنزيه والرخصة على بيان الجواز. والثاني حمل أحاديث الرخصة على الشعر الحسن المأذون فيه كهجاء حسان للمشركين ومدحه صلى الله عليه و سلم وغير ذلك. ويحمل النهي على التفاخر والهجاء ونحو ذلك. )).

صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردها الله عليك. فإن المساجد لم تبن لهذا".

شرح النووي على مسلم: {{ النهي عن نشد الضالة في المسجد ويلحق به ما في معناه من البيع والشراء والاجارة ونحوها من العقود وكراهة رفع الصوت في المسجد. ويكره رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره وأجاز أبو حنيفة رحمه الله تعالى ومحمد بن مسلمة من أصحاب مالك رحمه الله تعالى رفع الصوت فيه بالعلم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس لأنه مجمعهم ولا بد لهم منه }}.

صحيح ابن خزيمة: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا : لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه الضالة فقولوا : لا أدى الله عليك.

سنن الدارمي: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه الضالة فقولوا لا ردها الله عليك.

فتح الباري لابن رجب: وحكى الترمذي قولين لأهل العلم من التابعين في كراهة البيع في المسجد . والكراهة كراهة تحريم ، وعند كثير من الفقهاء كراهة تنزيه . وللشافعي قَوْلِ : أنه لا يكره. وفرق مالك بين اليسير والكثير ، فكره الكثير دون اليسير.

سنن الترمذي: عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تقام الحدود في المساجد ولا يقتل الوالد بالولد.

سنن الدارقطني: عن حكيم بن حزام قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تقام الحدود في المساجد ولا يستقاد فيها, ولا يقاد الوالد بولده.

صحيح البخارى: {{ عن عائشة رضي الله عنها قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب النبي صلى الله عليه و سلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال وضعت السلاح والله ما وضعته اخرج إليهم . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( فأين ) . فأشار إلى بني قريظة فأتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم.

قال هشام فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب الي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك صلى الله عليه و سلم وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتي فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم ؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما فمات رضي الله عنه.

[ ش: ( المقاتلة ) الرجال البالغون الذين من شأنهم أن يقاتلوا . ( تسبى ) تؤسر ويضرب عليها الرق . ( الذرية ) نسل الإنسان من ذكر أو أنثى . ( لبته ) موضع القلادة في الصدر ] }}.

صحيح البخارى: عن عاشة رضي الله عنه قالت : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا الذي أسام فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو.

جامع الاصول لابن الاثير: قالت : « لقد رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يسْتُرني بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد ، حتى أكون أنا التي أسْأمُه ، فاقدرُوا قدرَ الجارية الحديثة السنِّ ، الحريصةِ على اللهو ». قالت : «جاءت السودان يلعبون بين يدي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم عيد ، فدعاني ، فكنت أطَّلِع إليهم من فوق عاتقه حتى كنتُ أنا التي انصرفت ».

سبل السلام: {{ أن عمر أنكر عليهم لعبهم في المسجد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "دعهم" وفي ألفاظه أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمر: "لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة وأني بعثت بحنيفية سمحة" وكأن عمر بنى على الأصل في تنزيه المساجد فبين له صلى الله عليه وسلم أن التعمق والتشدد ينافي قاعدة شريعته صلى الله عليه وسلم من التسهيل والتيسير.

قول من قال إن اللعب بالحراب ليس لعبا مجردا بل فيه تدريب الشجعان على مواضع الحروب والاستعداد للعدو ففي ذلك من المصلحة التي تجمع عامة المسلمين ويحتاج إليها في إقامة الدين فأجيز فعلها في المسجد هذا وأما نظر عائشة إليهم وهم يلعبون وهي أجنبية ففيه دلالة على جواز نظر المرأة إلى جملة الناس من دون تفصيل لأفرادهم كما تنظرهم إذا خرجت للصلاة في المسجد وعند الملاقاة في الطرقات }}.

صحيح البخارى: (( أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم قالت فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور قالت فوضعته أو وقع منها فمرت به حدياه وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته قالت فالتمسوه فلم يجدوه قالت فاتهموني به قالت فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها قالت والله إني لقائمة معهم إذ مرت الحدياة فألقته قالت فوقع بينهم قالت فقلت هذا الذي اتهمتموني به زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو قالت فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلمت قالت عائشة فكان لها خباء في المسجد أو حفش قالت فكانت تأتيني فتحدث عندي قالت فلا تجلس عندي مجلسا إلا قالت:

ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا * ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني

[ ش ( وليدة ) أمة مملوكة . ( وشاح ) نسيج من جلد ظاهر مرصع بالجواهر تشده المرأة بين عاتقها وكشحها . ( سيور ) جمع سير وهو ما يقطع من الجلد . ( حدياة ) هي طائر قيل يأكل الجرذان وهي الحدأة وهي من الحيوانات المأذون بقتلها للمحرم وفي الحرم . ( فالتمسوه ) طلبوه وبحثوا عنه . ( قلبها ) فرجها . ( خباء ) خيمة من وبر أو صوف . ( حفش ) بيت صغير قليل الارتفاع . ( أنجاني ) نجوت بسببه ] )).

صحيح البخارى: سمعت أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ). [ ش: ( خطيئة ) إثم وذنب . ( كفارتها ) ما يمحوها . ( دفنها ) في تراب المسجد ورمله إن كان وإلا فينبغي إخراجها منه ].

صحيح ابن خزيمة: عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد.

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ).

[ ش ( يتباهى ) يتفاخر . ( في المساجد ) أي في بنائها . أو يأتون بهذا الفعل الشنيع وهي المباهاة بما لا ينبغي وهم جالسون في المساجد ] .

صحيح ابن حبان: عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما أمرت بتشييد المساجد ).

قال أبو عباس : لتزخرفنها كما زخرفتها اليهود والنصارى.

خلاصة الاحكام: وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ".

فتح الباري لابن رجب: (( وقال سفيان الثوري: يكره النقش والتزويق في المساجد ، وكل ما تزين به المساجد . وممن كره زخرفة المساجد وتزو يقها : عمر بن عبد العزيز ، وكان قد أراد إزالة الزخرفة التي كان الوليد وضعها في مسجد دمشق الجامع فكبر ذلك على من يستحسنه ممن تعجبه زينة الحياة الدنيا ، واحتالوا عليه بأنواع الحيل ، وأوهموه أنه يغيظ الكفار ، حتى كف عن ذلك . عن ابن جريج، قال : أول من زخرف المساجد الوليد بن عبد الملك . ولأصحابنا وأصحاب الشافعي في تحريم تحلية المساجد بالذهب والفضة وجهان ، وكرهه المالكية وبعض الحنفية ، ومنهم من رخص فيه ، وقالوا : أن فعل ذلك من مال الوقف فقد ضمنه من ماله.)).

صحيح ابن خزيمة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرضت على أجور أمتي حتى القذاة يخرجها لرجل من المسجد وعرضت على ذنوب أمتي فلم أر ذنبا هو أعظم من سورة القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها.

مشكاة المصابيح: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها ".

تحفة الأحوذي: ( حتى القذاة ) القذاة هي ما يقع في العين من تراب أو تبن أو وسخ.

فتح الباري لابن رجب: (( وكنس المساجد وإزالة الأذى عنها فعل شريف ، لا يأنف منه من يعلم آداب الشريعة ، وخصوصا المساجد الفاضلة ، وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بيده )).

سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جاء أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس.

صحيح ابن حبان: عن أبي قتادة السلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا جاء أحدكم المسجد فليصل سجدتين قبل أن يجلس ).

الفقه القرطبي( المساجد )

)))))))))))))))))))))))))))))

= {{ في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ [النور : 36].

{{ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [النور : 37] }}.

= {{ نَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ [التوبة : 18] }}.

= {{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن : 18] }}.

= {{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة : 114] }}.

- {{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الإسراء : 1] }}.

= صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردها الله عليك. فإن المساجد لم تبن لهذا".

= صحيح ابن خزيمة: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من حفر ماء لم يشرب منه كبد حري من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة. كمفحص قطاة أو أصغر وحمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة لأن المكان الذي تفحص القطاة عنه لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه. مفحص القطاة وهو قدر ما تحضن فيه بيضها (فتح الباري - ابن حجر ).

= معني المسجد: كل موضع يمكن أن يعبد الله فيه ويسجد له يسمى مسجدا ، قال صلى الله عليه وسلم : "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا". وأجمعت الأمة على أن البقعة إذا عينت للصلاة بالقول خرجت عن جملة الأملاك المختصة بربها وصارت عامة لجميع المسلمين ، فلو بنى رجل في داره مسجدا وحجزه على الناس واختص به لنفسه لبقي على ملكه ولم يخرج إلى حد المسجدية ، ولو أباحه للناس كلهم كان حكمه حكم سائر المساجد العامة ، وخرج عن اختصاص الأملاك.

= فضيلة الجلوس في المساجد: وقد قال النبي. صلي الله عليه وسلم : "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلي فيه ما لم يحدث فيه تقول اللهم اغفر له اللهم أرحمه"

= المواطن المنهي عن الصلاة فيها: أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نهى أن يصلى في سبع مواطن : في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق وفي الحمام وفي معاطن الإبل وفوق بيت الله. وقد زاد علماؤنا : الدار المغضوبة والكنيسة والبيعة والبيت الذي فيه تماثيل والأرض المغضوبة أو موضعا تستقبل فيه نائما أو وجه رجل أو جدارا عليه نجاسة.

= ما يجوز زما لا يجوز في المساجد: وتصان المساجد أيضا عن البيع والشراء وجميع الاشتغال ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي دعا إلى الجمل الأحمر : "لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له". وهذا يدل على أن الأصل ألا يعمل في المسجد غير الصلوات والأذكار وقراءة القرآن. عن أنس قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه مه ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تزرموه دعوه". فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له : "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن". أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاوية بن الحكم السلمي : "إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن".

صحيح البخارى: أن أعرابيا بال في المسجد فقاموا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تزرموه ) . ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه. [ ش: ( لا تزرموه ) لا تقطعوا عليه بوله ].

*********************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صفة الصلاة

)))))))))))))))))))))))))))))))))))

( ثم اركع حتى تطمئن راكعا - فأسبغ الوضوء - فاجعل راحتيك على ركبتيك - يقرأ أم القرآن - فإن كان معك قرآن فاقرأ - فأقم صلبك حتى ترجع العظام - إذا افتتح الصلاة كبر - حتى يعود كل فقار مكانه - وجهت وجهي للذي فطر السماوات - بين التكبير وبين القراءة إسكاتة - سبحانك اللهم وبحمدك - يحاذي بهما فروع أذنيه - لا يصلح فيها شيء من كلام الناس - ولصدره أزيز كأزيز المرجل - إذا أتيته وهو يصلي يتنحنح لي - كانوا يسلمون عليه وهو يصلي - يصلي وهو حامل أمامه - اقتلوا الأسودين في الصلاة - لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب - لا يجزئ صلاة - لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب - الترجيح الحق في الجهر بالبسملة - رفع صوته قال آمين - إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن - فيقرأ في الظهر والعصر - يقرأ في المغرب بالطور - يقرأ في صلاة الفجر - سبحانَ رَبِّيَ العظيمِ - سُبحانَ رَبيَ الأعلى - نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا - سبحانك اللهم ربنا - سمع الله لمن حمد - اللهم لا مانع لما أعطيت - أمرت أن أسجد على سبعة - حتى يبدو بياض إبطيه - إذا سجدت فضع كفيك - يصلي متربعا - رب اغفر لي وارحمني - لم ينهض حتى يستوي قاعدا - قنت شهرا - كلمات أقولهن في قنوت الوتر - وليضع يديه قبل ركبتيه - يضع ركبتيه قبل يديه - وعقد ثلاثة وخمسين - التحيات لله والصلوات - إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله - قولوا اللهم صل على محمد - إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله - فاغفر لي مغفرة من عندك - يسلم عن يمينه - إذا انصرف من صلاته - وتسبح ثلاثاً وثلاثين - اللهم أعني على ذكرك - من قرأ أية الكرسي - صل قائما فإن لم تستطع - واجعل سجودك أخفض من ركوعك - ( الفقه القرطبي ): وأقيموا الصلاة )

صحيح البخارى: {{ أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل ) . فرجع فصلى ثم جاء فسلم فقال ( وعليك السلام فارجع فصل فإنك لم تصل ) . فقال في الثانية أو في التي بعدها علمني يا رسول الله فقال: ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء, ثم استقبل القبلة فكبر, ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن, ثم اركع حتى تطمئن راكعا, ثم ارفع حتى تستوي قائما, ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا. ثم ارفع حتى تطمئن جالسا. ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا. ثم ارفع حتى تطمئن جالسا, ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) . وقال أبو أسامة في الأخير ( حتى تستوي قائما ) . وعن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ). }}}. سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء واجعل الماء بين أصابع يديك ورجليك ).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( « ثم اسجد ، حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع ، حتى تستوي قائما ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها » ، وزاد في أوله : « إذا قمت إلى الصلاة ، فأسبغ (1) الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر ». (1) إسباغ الوضوء : إتمامه وإكماله واستيعاب أعضائه بالغسل )).

صحيح ابن حبان: {{ جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد فصلى قريبا منه ثم انصرف إليه فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أعد صلاتك فإنك لم تصل ) قال : فرجع فصلى نحوا مما صلى ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أعد صلاتك فإنك لم تصل ) فقال : يا رسول الله كيف أصنع ؟ فقال : ( إذا استقبلت القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها فإذا سجدت فمكن سجودك فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى ثم اصنع ذلك في كل ركعة ) }}.

سنن الدارقطني: (( فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين. ( ثم يكبر الله ويثني عليه ثم يقرأ أم القرآن وما أذن له فيه وتيسر ثم يكبر فيركع ويضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ويقول سمع الله لمن حمده ويستوى قائما حتى يقيم صلبه ويأخذ كل عظم مأخذه ثم يكبر فيسجد فيمكن وجهه . جبهته في الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يكبر فيستوى قاعدا على مقعدته ويقيم صلبه ) فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات حتى فرغ ثم قال لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك )).

صحيح ابن خزيمة: {{ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أجل إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ثم تشهد فأقم ثم كبر فإن كان معك قرآن فاقرأ به وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع فاطمئن راكعا ثم اعتدل قائما ثم اسجد فاعتدل ساجدا ثم اجلس فاطمئن جالسا ثم قم فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت منها شيئا انتقصت من صلاتك }}.

صحيح ابن حبان: فقال : ( إذا استقبلت القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها فإذا سجدت فمكن سجودك فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى ثم اصنع ذلك في كل ركعة ).

صحيح ابن خزيمة: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا افتتح الصلاة كبر ثم جعل يديه حذو منكبيه وإذا ركع فعل مثل ذلك وإذا سجد فعل مثل ذلك ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ ( فقال أبو حميد الساعدي : « أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأيته إذا كبر ، جعل يديه حذو (1) منكبيه ، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ، ثم هصر (2) ظهره ، فإذا رفع رأسه ، استوى ، حتى يعود كل فقار مكانه ، فإذا سجد وضع يديه ، غير مفترش ، ولا قابضهما ، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة ، فإذا جلس في الركعتين ، جلس على رجله اليسرى ، وإذا جلس في الركعة الآخرة ، قدم رجله اليسرى ، وجلس على مقعدته ». ). (1) حذوَ الشيء : في موازاته ومقابلته ومساواته. (2) هصر ظهره : ثناه إلى الأرض. }.

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح مسلم: (( كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهم! أنت الملك لا إله إلا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق. لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرف عني سيئها. لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيك! وسعديك! والخير كله في يديك. والشر ليس إليك. أنا بك وإليك. تباركت وتعاليت. أستغفرك وأتوب إليك". وإذا ركع قال "اللهم! لك ركعت. وبك آمنت. ولك أسلمت. خشع لك سمعي وبصري. ومخي وعظمي وعصبي". وإذا رفع قال "اللهم! ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد". وإذا سجد قال "اللهم! لك سجدت. وبك آمنت. ولك أسلمت. سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره. تبارك الله أحسن الخالقين" ثم يكون منت آخر ما يقول بين التشهد والتسليم "اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أسرفت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. لا إله إلا أنت". )).

صحيح البخارى: {{ كان الرسول صلى الله عليه و سلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة - قال أحسبه قال هنية - فقلت بأبي وأمي يارسول الله إسكاتك بين التكبير والقراءة ماتقول ؟ قال ( أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد ). [ ش: ( هينة ) يسيرا من الوقت . ( نقني ) طهرني منها وامح عني آثارها . ( الدنس ) الوسخ ] }}.

صحيح مسلم: أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: سبحانك اللهم وبحمدك. تبارك اسمك وتعالى جدك. ولا إله غيرك.

صحيح ابن خزيمة: (( عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل إلى الصلاة كبر ثلاثا ثم قال : سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول : لا إله إلا الله ثلاث مرات ثم يقول : الله أكبر ثلاثا ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ )). صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة، بالتكبير. والقراءة، بالحمد لله رب العالمين. وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه. ولكن بين ذلك. وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما. وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسا. وكان يقول، في كل ركعتين، التحية. وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى. وكان ينهى عن عقبة الشيطان. وينهى أن يفرش الرجل ذراعيه افتراش السبع. وكان يختم الصلاة بالتسليم.

صحيح البخارى: {{ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا وقال ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ) . وكان لا يفعل ذلك في السجود . [ ش: ( حذو منكبيه ) إزاءهما موازيا لهما مثنى منكب وهو مجتمع رأس العضد والكتف ] }}.

صحيح مسلم: أنه رأى نبي الله صلى الله عليه وسلم. وقال: حتى يحاذي بهما فروع أذنيه.

عون المعبود: (( يحاذي بظهر كفيه المنكبين وبأطراف أنامله الأذنين. أنه يرفع يديه حذو منكبيه بحيث يحاذي أطراف أصابعه فروع أذنيه أي أعلى أذنيه وإبهاماه شحمتي أذنيه وراحتاه منكبيه. )).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: ( عن علقمة بن وائل ، عن أبيه ، أنه : « رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة » ).

صحيح مسلم: عن معاوية بن الحكم السلمي؛ قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ عطس رجل من القوم. فقلت: يرحمك الله! فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: واثكل أمياه! ما شأنكم؟ تنظرون إلي. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني. لكني سكت. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبأبي هو وأمي! ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه. فوالله! ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن".

صحيح البخارى: {{ إن كنا لنتكلم في الصلاة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم يكلم أحدنا صاحبه بحاجته حتى نزلت { حافظوا على الصلوات } . الآية فأمرنا بالسكوت. [ ش: ( حافظوا على الصلوات ) داوموا على أدائها في أوقاتها / البقرة 238 / . ( فأمرنا بالسكوت ) عما كنا نفعله من الكلام مما لا يتعلق بالصلاة خلالها ] }}.

صحيح مسلم: أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "التسبيح للرجال والتصفيق للنساء".

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح ابن خزيمة: رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل.

صحيح ابن حبان: قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء.

فتح الباري - ابن حجر: والازيز: وهو صوت القدر إذا غلت وفي لفظ كأزيز الرحى.

سنن ابن ماجه: عن علي قال كان لي من رسول الله صلى الله عليه و سلم مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار . فكنت إذا أتيته وهو يصلي يتنحنح لي.

سبل السلام: والحديث دليل على أن التنحنح غير مبطل للصلاة. كان صلى الله عليه وسلم تارة يسبح وتارة يتنحنح.

صحيح أبي داود: عن عبد الله بن عمر قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قباء يصلي فيه قال فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي قال فقلت لبلال كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي قال يقول هكذا وبسط كفه وبسط جعفر بن عون كفه وجعل بطنه أسفل وجعل ظهره إلى فوق.

سبل السلام: (( ثم أدركته وهو يصلي فسلمت عليه فأشار إلي فلما فرغ دعاني وقال إنك سلمت علي فاعتذر إليه بعد الرد بالإشارة وأما حديث ابن مسعود أنه سلم عليه وهو يصلي فلم يرد عليه صلى الله عليه وسلم ولا ذكر الإشارة بل قال له بعد فراغه من الصلاة "إن في الصلاة شغلا" )).

صحيح البخارى: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ولأبي العاص بن الربيع بن عبد شمس فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها.

صحيح ابن خزيمة: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يحمل بنت أبي العاص على عنقه في الصلاة فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها.

سبل السلام: {{ (وعن أبي قتادة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حامل أمامة" بضم الهمزة "بنت زينب" هي أمها وهي زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوها أبو العاص بن الربيع "فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها" متفق عليه ولمسلم زيادة وهو يؤم الناس في المسجد. قوله كان يصلي ما يدل على أن هذه العبارة لا تدل على التكرار مطلقا لأن هذا الحمل لأمامة وقع منه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة لا غير. والحديث دليل على أن حمل المصلي في الصلاة حيوانا ادميا أو غيره لا يضر صلاته سواء كان ذلك لضرورة أو غيرها وسواء كان في صلاة فريضة أو غيرها وسواء كان إماما أو منفردا. وقد صرح في رواية مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان إماما فإذا جاز في حال الإمامة جاز في حال الانفراد وإذا جاز في الفريضة جاز في النافلة بالأولى وفيه دلالة على طهارة ثياب الصبيان وأبدانهم وأنه الأصل ما لم تظهر النجاسة وأن الأفعال التي مثل هذه لا تبطل الصلاة فإنه صلى الله عليه وسلم كان يحملها ويضعها وقد ذهب إليه الشافعي ومنع غيره. }}.

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب ).

مشكاة المصابيح: (( وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب " . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وللنسائي معناه )).

صحيح البخارى: عن عبادة بن الصامت أن الرسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ). [ ش: ( لا صلاة ) صحيحة أو كاملة ].

صحيح مسلم: { (( عن عبادة بن الصامت يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" )). ( لا صلاة لمن لم يقترئ بأم القرآن ). }.

شرح مسند أبي حنيفة: {{ (عن أبي هريرة قال نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة لا صلاة) أي صحيحة (إلا بقراءة أقلها آية طويلة أو ثلاث آيات قصار ولو بفاتحة الكتاب) أي ولو في ضمن سورة الفاتحة فإنها واجبة يقوم مقام الفريضة. وعن أبي هريرة لا صلاة إلا بقراءة ، وهذا يدل على أن القراءة ركن من أركان الصلاة لأن الأصل في المنفي نفي وجوده ، وهي فريضة في الركعات كلها عند الشافعي. }}.

شرح النووي على مسلم: وقوله صلى الله عليه و سلم إذا كنتم خلفي فلا تقرءوا الا بأم القرآن. يستحب عندنا وعند جماعة: للامام أن يسكت في الجهرية بعد الفاتحة قدر ما يقرأ المأموم الفاتحة. وفي تلك السكتة يقرأ المأموم الفاتحة فلا يحصل قراءته مع قراءة الإمام بل في سكتته.

تحفة الأحوذي: {{ قوله ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) هذا دليل على أن قراءة فاتحة الكتاب فرض في جميع الصلوات فريضة كانت أو نافلة وركن من أركانها. وحديث أبي هريرة فأخرجه مسلم مرفوعا بلفظ من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القران فهي خداج ثلاثا غير تمام. وفي معالم السنن فهي خداج أي ناقصة نقص بطلان وفساد. }}.

صحيح ابن خزيمة: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب قلت : فإن كنت خلف الإمام ؟ وقال : اقرأ بها في نفسك يا فارسي. صحيح ابن حبان: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ) قلت : وإن كنت خلف الإمام ؟ قال : فأخذ بيدي وقال : ( اقرأ في نفسك ).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ كنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر ، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فثقلت عليه القراءة ، فلما فرغ قال : « لعلكم تقرءون خلف إمامكم » قلنا : نعم ، هذا يا رسول الله قال : « لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب ، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها » }}.

خلاصة الاحكام: "لعلكم تقرأون وراء إمامكم؟ "قلنا: نعم، هذا يا رسول الله. قال: "لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها ".

صحيح البخارى: {{ كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم أجبه فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال ( ألم يقل الله { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } ) . ثم قال لي ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ) . ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له ألم تقل ( لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ) . قال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ). [ ش ( لما يحييكم ) لما فيه حياتكم الحقيقية هو شرائع الإسلام لأن فيها حياة القلوب في الدنيا والنجاة في الآخرة . / الأنفال 24 / . ( أعظم السور ) من حيث كثرة الثواب لقارئها وفي نسخة ( أعظم سورة ) . ( السبع المثاني ) فهي سبع آيات وتثنى - أي تكرر - قراءتها في كل ركعة من التثنية وهي التكرير ] }}.صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ "الحمد لله رب العالمين". ولم يسكت.

الترجيح الحق في الجهر بالبسملة:

صحيح مسلم: عن أنس قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.

سنن الدارقطني: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في صلاته.

= فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم X كان النبي يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في صلاته

فلننظر في كتاب الله الذي في ايدينا, وفي اول سورة الفاتحة, فتجد انها السورة الوحيدة التي تبدأ ب بسم الله الرحمن الرحيم, فما معني ذلك؟. انها اية من سورة الفاتحة, ومن لم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فكأنه لم يقرأ السورة كاملة زحكمه ات صرته باطلة.

ونجد من ادعياء السلفية لا ينطقون بسم الله الرحمن الرحيم وكأنها سبة, وان اجادل كثيرا, ولكن اطرح سؤلا: لو قال لكم يهودي او شيوعي او مسيحي: ان فعلكم يدل علي انها ؤيادة في المصحف, ومن يزيد اية تحريفا يزيد آيات, فما ردكم؟. انكم توطعنون من حيث لا تحتسبون.

وارجح: ان الذي روي عدم جهر النبي بالبسملة كان في الصفوف الاخيرة ولم يسمع, لآن الامام عندما يبدأ القرأة يبدأها بصوت خفيض. والمصاحف المطبوعة حجة عليكم.

صحيح ابن حبان: {{ صليت وراء أبي هريرة فقرأ : ب { بسم الله الرحمن الرحيم } ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ : { ولا الضالين } قال : آمين وقال الناس : آمين ويقول كلما سجد : الله أكبر وإذا قام من الجلوس قال : الله أكبر ويقول إذا سلم : والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه و سلم }}. معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( « صليت وراء أبي هريرة ، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ : ولا الضالين (1) قال : آمين ، وقال الناس : آمين ، ويقول كلما سجد ، الله أكبر ، وإذا قام الجلوس قال : الله أكبر ، ويقول إذا سلم : والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم » )).

خلاصة الاحكام: فعن نعيم المجمر قال: "صليت وراء أبي هريرة فقرأ {{بسم الله الرحمن الرحيم}} ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ {{ولا الضالين}} فقال: آمين.. ثم يقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم.

سبل السلام: (( وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأتم الفاتحة فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها إحدى آياتها" رواه الدارقطني )).

فتح الباري - ابن حجر: ومحل الخلاف في الأمور الاجتهادية كمن يصلي خلف من لا يرى قراءة البسملة ولا أنها من أركان القراءة ولا أنها آية من الفاتحة بل يرى أن الفاتحة تجزئ بدونها قال فإن صلاة المأموم تصح إذا قرأ هو البسملة لأن غاية حال الإمام في هذه الحالة أن يكون أخطأ وقد دل الحديث على أن خطأ الإمام لا يؤثر في صحة صلاة المأموم إذا أصاب. كانوا يفتتحون بالفاتحة وهذا قول من أثبت البسملة في أولها وتعقب بأنها إنما تسمى الحمد.

صحيح ابن خزيمة: عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته قال آمين.

صحيح ابن حبان: {{ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال: آمين }}.

فتح الباري - ابن حجر: كان إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال آمين. حتى يسمع من يليه من الصف الأول.

تحفة الأحوذي: (( عن نعيم المجمر قال صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القران حتى إذا بلغ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال امين فقال الناس امين )).

مشكاة المصابيح: وعن عبد الله بن أبي أوفى قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني قال : " قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله " . قال : يا رسول الله هذا لله فما ذا لي ؟ قال : " قل اللهم ارحمني وعافني واهدني وارزقني " . فقال هكذا بيديه وقبضهما . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما هذا فقد ملأ يديه من الخير "

سبل السلام: {{ الحديث دليل على أن هذه الأذكار قائمة مقام القراءة للفاتحة وغيرها لمن لا يحسن ذلك وظاهره أنه لا يجب عليه تعلم القران ليقرأ به في الصلاة فإن معنى لا أستطيع لا أحفظ الآن منه شيئا فلم يأمره بحفظه وأمره بهذه الألفاظ مع أنه يمكنه حفظ الفاتحة كما يحفظ هذه }}.

صحيح مسلم: {{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا. فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين. ويسمعنا الآية أحيانا. وكان يطول الركعة الأولى من الظهر. ويقصر الثانية. وكذلك في الصبح. (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة. ويسمعنا الآية أحيانا. ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب )). عن أبي سعيد الخدري؛ قال: كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر. فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة آلم تنزيل - السجدة. وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر على النصف من ذلك. وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قيامه في الأخريين من الظهر وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك.ولم يذكر أبو بكر في روايته: آلم تنزيل. وقال: قدر ثلاثين آية. ( عن أبي سعيد الخدري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية. وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية. أو قال نصف ذلك. وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية. وفي الأخريين قدر نصف ذلك ). }}.

صحيح البخارى: (( سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون . أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون } . كاد قلبي أن يطير )).

صحيح مسلم: ( عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر، يوم الجمعة: الم تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان حين من الدهر. وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ، في صلاة الجمعة، سورة الجمعة والمنافقين ).

جامع الاصول لابن الاثير: { عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - : « أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فكان يقول في ركوعه : سبحانَ رَبِّيَ العظيمِ ، وفي سُجُودِهِ : سُبحانَ رَبيَ الأعلى ، وما أَتى على آيةِ رَحْمةٍ إلا وَقَفَ وسأَلَ ، وما أَتَى على آيةِ عذابٍ إلا وَقَفَ وتَعَوَّذَ» }.

صحيح مسلم: عن ابن عباس؛ قال: {{ كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة، والناس صفوف خلف أبي بكر. فقال "أيها الناس! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم. أو ترى له. ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا. فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل. وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء. فقمن أن يستجاب لكم". (( أنه سمع علي بن أبي طالب قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اقرأ راكعا أو ساجدا )). }}.

صحيح البخارى: كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.

صحيح البخارى: (( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام الى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين ركع ثم يقول ( سمع الله لمن حمد ) . حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم ( ربنا ولك الحمد ) . قال عبد الله ( ولك الحمد ) . ثم يكبر حين يهوي ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر من الثنتين بعد الجلوس )).

صحيح البخارى: {{ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا وقال ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ) . وكان لا يفعل ذلك في السجود. [ ش: ( حذو منكبيه ) إزاءهما موازيا لهما مثنى منكب وهو مجتمع رأس العضد والكتف ] }}.

صحيح البخارى: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة ( لا إله إلا الله وحده لا شرك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ).

صحيح البخارى: ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة - وأشار بيده على أنفه - واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولانكفت الثياب والشعر ). [ ش ( وأشار بيده إلى أنفه ) أي مشيرا إلى أن الأنف والجبهة كعضو واحد . ( نكفت ) نكف ].

صحيح مسلم: {{ عن عبدالله ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمرت أن أسجد على سبع. ولا أكفت الشعر ولا الثياب. الجبهة والأنف، واليدين والركبتين والقدمين".

عن العباس بن عبدالمطلب؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف: وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه". }}.

صحيح البخارى: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه.

كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا سجد فرج بين يديه حتى نرى إبطيه. [ ش ( فرج بين يديه ) فتحهما ولم يضم مرفقيه إليه وهذه سنة السجود . ( بياض إبطيه ) المراد بالبياض أنهما لم يكن تحتهما شعر فكانا كلون جسده صلى الله عليه و سلم إما خلقة وإما لدوام نتفه له وتعاهده لهما لا يبقى فيهما شعر ].

صحيح مسلم: {{ عن البراء؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك".

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد، يجنح في سجوده، حتى يرى وضح إبطيه. وفي رواية الليث؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد، فرج يديه عن إبطيه، حتى إني لأرى بياض إبطيه. }}.

المستدرك للحاكم: عن علقمة بن وائل عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا ركع فرج بين أصابعه.

صحيح ابن خزيمة: عن عائشة قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي متربعا.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: رأيت أنس بن مالك ، « يصلي متربعا ».

سنن ابن ماجه: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول بين السجدتين ( رب اغفر لي . رب اغفر لي ).

وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بين السجدتين في صلاة الليل ( رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني وارفعني ).

سنن الترمذي: عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني.

صحيح البخارى: أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يصلي فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا. ( ش: ( وتر ) أي سجود الركعة الأولى أو الثالثة . ( يستوي قاعدا ) يجلس جلسة خفيفة قبل أن يقوم ).

صحيح البخارى: {{ أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قنت شهرا في صلاة الصبح يدعو على أحياء من أحياء العرب على رعل وذكوان وعصيه وبين حيان }}.

صحيح مسلم: عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا، بعد الركوع في صلاة الفجر. يدعو على بني عصية.

سنن الدارقطني: عن أنس : أن النبي صلى الله عليه و سلم قنت شهرا يدعوا عليهم ثم تركه وأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا.

صحيح ابن خزيمة: عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يقنت إلا أن يدعو لأحد أو يدعو على أحد.

فتح الباري - ابن حجر: والقنوت يطلق على الدعاء والقيام والخضوع والسكون والسكوت والطاعة والصلاة والخشوع والعبادة وطول القيام. ( وقوموا لله قانتين ): وقال بن مسعود القانت المطيع.

سنن ابن ماجه: {{ عن سعد بن طارق قال : - قلت لأبي يا أبت إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي هاهنا بالكوفة نحوا من خمس سنين . فكانوا يقنتون في الفجر ؟ فقال أي بني محدث. [ ش ( أي بني محدث ) يدل على أن القنوت كان أحيانا . والظاهر أنه كان في الوقائع ] . }}.

شرح مسند أبي حنيفة: {{ يا أبت إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي بالكوفة نحوا من خمسين سنة أكانوا يقنتون في الفجر. قال أي بني محدث. وعن أبي بكر وعمر وعثمان أنهم كانوا لا يقنتون في الفجر. وعن علي أنه لما قنت في الصبح أنكر الناس عليه فقال : استنصرنا على عدونا. وعن الأسود بن يزيد أنه صحب عمر بن الخطاب سنين في السفر والحضر فلم يره قانتا في الفجر. قال ابن الهمام: نقطع بأن القنوت لم يكن سنة راتبة ، ولو كان راتبة يفعله عليه الصلاة والسلام كل صبح يجهر به ، ويؤمن من خلفه أو يسر به. }}.

صحيح ابن خزيمة: علمني رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر : اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.

سنن ابن ماجه: {{ علمني جدي رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر ( اللهم عافني فيمن عافيت . وتولني فيمن توليت . واهدني فيمن هديت . وقني شر ما قضيت . وبارك لي فيما أعطيت . إنك تقضي ولا يقضى عليك . إنه لا يذل من واليت . سبحانك ربنا وتعاليت ). [ ش ( تولني فيمن توليت ) أي تولى أمري وأصلحه فيمن توليت أمورهم . ولا تكلني إلى نفسي ] . }}.

سنن الدارمي: 1- عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا صلى أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه.

2- وعن وائل بن حجر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه.

قيل لعبد الله ما تقول قال كله طيب وقال أهل الكوفة يختارون الأول.

مشكل الآثار للطحاوي: « إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعي، ولكن ليضع يديه ، ثم ركبتيه » فقال قائل : هذا كلام مستحيل ؛ لأنه نهاه إذا سجد أن يبرك كما يبرك البعير والبعير إنما ينزل على يديه ، ثم أتبع ذلك بأن قال : « ولكن ليضع يديه قبل ركبتيه » .

فكان ما في هذا الحديث مما نهاه عنه في أوله قد أمره به في آخره . فتأملنا ما قال من ذلك فوجدناه محالا ووجدنا ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مستقيما لا إحالة فيه ، وذلك أن البعير ركبتاه في يديه ، وكذلك كل ذي أربع من الحيوان وبنو آدم بخلاف ذلك ؛ لأن ركبهم في أرجلهم لا في أيديهم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المصلي أن يخر على ركبتيه اللتين في رجليه كما يخر البعير على ركبتيه اللتين في يديه ، ولكن يخر لسجوده على خلاف ذلك فيخر على يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه بخلاف ما يخر البعير على يديه اللتين فيهما ركبتاه فبان بحمد الله ونعمته أن الذي في هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام صحيح لا تضاد فيه ولا استحالة فيه والله نسأله التوفيق.

صحيح مسلم: عن ابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبتيه اليسرى. ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى. وعقد ثلاثة وخمسين. وأشار بالسبابة.

صحيح ابن خزيمة: فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وعقد أصبعين وحلق الوسطى وأشار بالتي تلي الإبهام ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى.

صحيح البخارى: {{ ( قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض ).

قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء أو بين السماء والأرض أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعوه ).

( إن الله هو السلام فإذا صلى أحدكم فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله ). }}.

صحيح مسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن. فكان يقول "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله".

صحيح ابن حبان: أنه سمع فضالة بن عبيد يقول : سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( عجل هذا ) ثم دعاه فقال له : ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه و سلم ثم ليدع بعد بما شاء ).

صحيح البخارى: 1- يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ). [ ش: ( صل على محمد ) الصلاة من الله تعالى الرحمة المقرونة بالتعظيم وقيل معناه عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته . ( ذريته ) نسله . ( بارك ) من البركة وهي الزيادة والنماء وأصله من برك البعير إذا أناخ في موضع ولزمه وعليه يكون المعنى أدم له ما أعطيته من التشريف والكرامة . ( حميد ) محمود على كل حال صيغة مبالغة من الحمد . ( مجيد ) صيغة مبالغة من المجد وهو الشرف والعظمة ].

2- سألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم ؟ قال ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجي اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ).

3- ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد )

4- قلنا يا رسول الله هذا التسليم فكيف نصلي عليك ؟ قال ( قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم ).

صحيح مسلم: عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع. يقول: اللهم! إني أعوذ بك من عذاب جهنم. ومن عذاب القبر. ومن فتنة المحيا والممات. ومن شر فتنة المسيح الدجال".

صحيح البخارى: أنه قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم علمني الدعاء أدعو به في صلاتي . قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ).

الإلملم بأحاديث الأحكام: وعن وائل بن حُجْر رضي الله عنه قال صليت مع النبي {صلى الله عليه وسلم} فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى يُرى بياض خده الأيمن وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى يُرى بياض خده الأيسر.

جامع الاصول لابن الاثير: (( « صليتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان يسلِّم عن يمينه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وعن شماله : السلام عليكم ورحمة الله» )).

صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا انصرف من صلاته، استغفر ثلاثا. وقال "اللهم! أنت السلام ومنك السلام. تباركت يا ذا الجلال والإكرام". قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: تقول: أستغفر الله، أستغفر الله.

وعن عائشة؛ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا سلم، لم يقعد. إلا مقدار ما يقول "اللهم! أنت السلام ومنك السلام. تباركت يا ذا الجلال والإكرام" وفي رواية "يا ذا الجلال والإكرام".

صحيح كنوز السنة النبوية: {{ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) صحيح مسلم.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تقولهن تلحق من سبقك ولا يدرك إلا من أخذ بعلمك تكبر دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتسبح ثلاثاً وثلاثين وتحمد ثلاثاً وثلاثين وتختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، من قال ذلك غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر) صحيح أبو داود. }}.

صحيح ابن خزيمة: عن معاذ بن جبل أنه قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما بيدي فقال لي : يا معاذ والله إني لأحبك فقلت : بأبي أنت وأمي والله إني لأحبك قال : يا معاذ إني أوصيك لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

صحيح كنوز السنة النبوية: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من قرأ أية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه دخول الجنة إلا أن يموت).

صحيح البخارى: كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه و سلم عن صلاة فقال ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ).

سنن الترمذي: عن عمر بن حصين قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صلاة المريض ؟ فقال : صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( عن جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عاد مريضا ، فرآه يصلي على وسادة ، فأخذها ، فرمى بها ، فأخذ عودا ليصلي عليه ، فأخذه فرمى به ، وقال : « صل على الأرض إن استطعت ، وإلا فأوم إيماء ، واجعل سجودك أخفض من ركوعك ». « إن أطقت أن تصلي على الأرض ، وإلا » )).

( الفقه القرطبي ): ويقيمون الصلاة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))

{الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}. قوله تعالى: "ويقيمون الصلاة:

وإقامة الصلاة أداؤها بأركانها وسننها وهيئاتها في أوقاتها

إقامة الصلاة معروفة، وهي سنة عند الجمهور، وأنه لا إعادة على تاركها. وعند الأوزاعي وعطاء ومجاهد وابن أبي ليلى هي واجبة وعلى من تركها الإعادة، وروي عن مالك، واختاره ابن العربي قال: لأن في حديث الأعرابي (وأقم) فأمره بالإقامة كما أمره بالتكبير والاستقبال والوضوء. اذا الإقامة فرض.

قوله: (وتحريمها التكبير) دليل على أنه لم يدخل في الصلاة من لم يحرم، وقال بعض علمائنا: من تركها عمدا أعاد الصلاة، وليس ذلك لوجوبها إذ لو كان ذلك لاستوى سهوها وعمدها، وإنما ذلك للاستخفاف بالسنن، والله أعلم.

واختلف العلماء فيمن سمع الإقامة هل يسرع أو لا؟ فذهب الأكثر إلى أنه لا يسرع وإن خاف فوت الركعة لقوله عليه السلام: (إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ثوب بالصلاة فلا يَسْعَ إليها أحدكم ولكن ليمش وعليه السكينة والوقار صل ما أدركت واقض ما سبقك).

وذهب جماعة من السلف منهم ابن عمر وابن مسعود على اختلاف عنه أنه إذا خاف فواتها أسرع. وقال إسحاق: يسرع إذا خاف فوات الركعة.

قلت: واستعمال سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حال أولى، فيمشي كما جاء الحديث وعليه السكينة والوقار، لأنه في صلاة ومحال أن يكون خبره صلى الله عليه وسلم على خلاف ما أخبر، فكما أن الداخل في الصلاة يلزم الوقار والسكون كذلك الماشي، حتى يحصل له التشبه به فيحصل له ثوابه.

ومما يدل على صحة هذا ما ذكرناه من السنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا توضأت فعمدت إلى المسجد فلا تشبكن بين أصابعك فإنك في صلاة).

واحتج الآخرون بقوله: (فاقضوا) والذي يقضيه هو الفائت، إلا أن رواية من روى "فأتموا" أكثر، وليس يستقيم على قول من قال: إن ما أدرك أول صلاته ويطرد، إلا ما قاله عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجِشون والمزني وإسحاق وداود من أنه يقرأ مع الإمام بالحمد وسورة إن أدرك ذلك معه، وإذا قام للقضاء قرأ بالحمد وحدها، فهؤلاء اطرد على أصلهم قولهم وفعلهم، رضي الله عنهم.

الإقامة تمنع من ابتداء صلاة نافلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة). فأما إذا شرع في نافلة فلا يقطعها، لقوله تعالى: "ولا تبطلوا أعمالكم" [محمد: 33] وخاصة إذا صلى ركعة منها. وقيل: يقطعها لعموم الحديث في ذلك. والله أعلم.

واختلف العلماء فيمن دخل المسجد ولم يكن ركع ركعتي الفجر ثم أقيمت الصلاة، فقال مالك: يدخل مع الإمام ولا يركعهما.

وقال الثوري: إن خشي فوت ركعة دخل معهم ولم يصلهما وإلا صلاهما وإن كان قد دخل المسجد. وقال الحسن بن حي ويقال ابن حيان: إذا أخذ المقيم في الإقامة فلا تطوع إلا ركعتي الفجر. وقال الشافعي: من دخل المسجد وقد أقيمت الصلاة دخل مع الإمام ولم يركعهما لا خارج المسجد ولا في المسجد. (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة).

ما روي عن ابن عمر أنه جاء والإمام يصلي صلاة الصبح فصلاهما في حجرة حفصة، ثم إنه صلى مع الإمام. ومن حجة الثوري والأوزاعي ما روي عن عبدالله بن مسعود أنه دخل المسجد. وقد أقيمت الصلاة فصلى إلى أسطوانة في المسجد ركعتي الفجر، ثم دخل الصلاة. قالوا: (وإذا جاز أن يشتغل بالنافلة عن المكتوبة خارج المسجد جاز له ذلك في المسجد).

روى مسلم قال: أقيمت صلاة الصبح فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي والمؤذن يقيم، فقال: (أتصلي الصبح أربعا) وهذا إنكار منه صلى الله عليه وسلم على الرجل لصلاته ركعتي الفجر في المسجد والإمام يصلي، ويمكن أن يستدل به أيضا على أن ركعتي الفجر إن وقعت في تلك الحال صحت، لأنه عليه السلام لم يقطع عليه صلاته مع تمكنه من ذلك، والله أعلم.

لا تصح الصلاة إلا بشروط وفروض:

************************

فمن شروطها: الطهارة، وستر العورة.

وأما فروضها: فاستقبال القبلة، والنية، وتكبيرة الإحرام والقيام لها، وقراءة أم القرآن والقيام لها، والركوع والطمأنينة فيه، ورفع الرأس من الركوع والاعتدال فيه، والسجود والطمأنينة فيه، ورفع الرأس من السجود، والجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه، والسجود الثاني والطمأنينة فيه.

الحديث: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة ثم كبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها) خرجه مسلم.

فبين قوله صلى الله عليه وسلم أركان الصلاة، وسكت عن الإقامة ورفع اليدين وعن حد القراءة وعن تكبير الانتقالات، وعن التسبيح في الركوع والسجود، وعن الجلسة الوسطى، وعن التشهد وعن الجلسة الأخيرة وعن السلام.

(صلوا كما رأيتموني أصلي) أخرجه البخاري. قالوا: فوجب علينا أن نفعل كما رأيناه يفعل، لأنه المبلغ عن الله مراده. وأما التكبير ما عدا تكبيرة الإحرام فمسنون عند الجمهور للحديث المذكور.

وكان ابن قاسم صاحب مالك يقول: من أسقط من التكبيرة في الصلاة ثلاث تكبيرات فما فوقها سجد قبل السلام، وإن لم يسجد بطلت صلاته، وإن نسي تكبيرة واحدة أو اثنتين سجد أيضا للسهو، فإن لم يفعل في شيء عليه، وروي عنه أن التكبيرة الواحدة لا سهو على من سها فيها.

وليس على من لم يكبر في الصلاة من أولها إلى آخرها شيء إذا كبر تكبيرة الإحرام، فإن تركه ساهيا سجد للسهو، فإن لم يسجد فلا شيء عليه، ولا ينبغي لأحد أن يترك التكبير عامدا، لأنه سنة من سنن الصلاة، فإن فعل فقد أساء ولا شيء عليه وصلاته ماضية.

وأما التسبيح في الركوع والسجود فغير واجب عند الجمهور للحديث المذكور، وأوجبه إسحاق بن راهويه، وأن من تركه أعاد الصلاة، لقوله عليه السلام: (أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم).

وفي حديث عبدالله بن بُحينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من ركعتين ونسي أن يتشهد فسبح الناس خلفه كيما يجلس فثبت قائما فقاموا، فلما فرغ من صلاته سجد سجدتي السهو قبل التسليم، فلو كان الجلوس فرضا لم يسقطه النسيان والسهو، لأن الفرائض في الصلاة يستوي في تركها السهو والعمد إلا في المؤتم.

واختلفوا في حكم الجلوس الأخير في الصلاة وما الغرض من ذلك على خمسة أقوال:

أحدها: أن الجلوس فرض والتشهيد فرض والسلام فرض. قال الشافعي: من ترك التشهد الأول والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فلا إعادة عليه وعليه سجدتا السهو لتركه. وإذا ترك التشهد الأخير ساهيا أو عامدا أعاد.

القول الثاني: أن الجلوس والتشهد والسلام ليس بواجب، وإنما ذلك كله سنة مسنونة. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رفع الإمام رأسه من آخر سجدة في صلاته ثم أحدث فقد تمت صلاته).

القول الثالث: إن الجلوس مقدار التشهد فرض، وليس التشهد ولا السلام بواجب فرضا. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جلس أحدكم في آخر صلاته فأحدث قبل أن يسلم فقد تمت صلاته).

سنن الترمذي: {{ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أحدث يعني الرجل وقد جلس في آخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت صلاته. قالوا إذا جلس مقدار التشهد وأحدث قبل أن يسلم فقد تمت صلاته. وقال بعض أهل العلم إذا أحدث قبل أن يتشهد وقبل أن يسلم أعاد الصلاة. وقال أحمد إذا لم يتشهد وسلم أجزاه لقول النبي صلى الله عليه و سلم وتحليلها التسليم والتشهد أهون قام النبي صلى الله عليهوسلم في اثنتين فمضى في صلاته ولم يتشهد. }}.

القول الرابع: إن الجلوس فرض والسلام فرض، وليس التشهد بواجب. وممن قال هذا مالك بن أنس وأصحابه وأحمد بن حنبل في رواية. واحتجوا بأن قالوا: ليس شيء من الذكر يجب إلا تكبيرة الإحرام وقراءة أم القرآن.

القول الخامس: أن التشهد والجلوس واجبان، وليس السلام بواجب.

مسألة فقهية

)))))))))))))))))))))))

واختلف العلماء في حكم المصلي بأجرة، فروى أشهب عن مالك أنه سئل عن الصلاة خلف من استؤجر في رمضان يقوم للناس، فقال: أرجو ألا يكون به بأس، وهو أشد كراهة له في الفريضة. وقال الشافعي وأصحابه وأبو ثور: لا بأس بذلك ولا بالصلاة خلفه. وقال الأوزاعي لا صلاة له.

( الفقه القرطبي ): وأقيموا الصلاة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

الأولى: قوله تعالى: "وأقيموا الصلاة" أمر معناه الوجوب ولا خلاف فيه.

الثانية: الخامسة: قوله تعالى: "واركعوا" الركوع في اللغة الانحناء

الثالثة: واختلف الناس في تخصيص الركوع بالذكر فقال قوم جعل الركوع لما كان من أركان الصلاة عبارة عن الصلاة.

قلت: وهذا ليس مختصا بالركوع وحده فقد جعل الشرع القراءة عبارة عن الصلاة والسجود عبارة عن الركعة بكمالها فقال: "وقرآن الفجر" أي صلاة الفجر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أدرك سجدة من الصلاة فقد أدرك الصلاة) وأهل الحجاز يطلقون على الركعة سجدة.

الرابعة: الركوع الشرعي هو أن يحني الرجل صلبه ويمد ظهره وعنقه ويفتح أصابع يديه ويقبض على ركبتيه ثم يطمئن راكعا يقول سبحان ربي العظيم ثلاثا وذلك أدناه (روى مسلم عن عائشة قالت:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك). عن أبي حميد الساعدي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره.

الخامسة: الركوع فرض، قرآنا وسنة، وكذلك السجود لقوله تعالى في آخر الحج "اركعوا واسجدوا" [الحج: 77]. وزادت السنة الطمأنينة فيهما والفصل بينهما. الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان (إذا سجد مكن جبهته وأنفه من الأرض ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه). الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان (إذا سجد مكن جبهته وأنفه من الأرض ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك). وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد خوّى بيديه - يعني جنح حتى يرى وضح إبطيه من ورائه - وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى.

السادسة: واختلف العلماء فيمن وضع جبهته في السجود دون أنفه أو أنفه دون جبهته، فقال مالك: يسجد على جبهته وأنفه. وقالت طائفة: يجزئ أن يسجد على جبهته دون أنفه

قلت: الصحيح في السجود وضع الجبهة والأنف. وروى البخاري عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة - وأشار بيده إلى أنفه - واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر).

السابعة: ويكره السجود على كور العمامة، وإن كان طاقة أو طاقتين مثل الثياب التي تستر الركب والقدمين فلا بأس، والأفضل مباشرة الأرض أو ما يسجد عليه فإن كان هناك ما يؤذيه أزاله قبل دخول الصلاة، فإن لم يفعل فليمسحه مسحة واحدة. وروى مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد قال (إن كنت فاعلا فواحدة) وروي عن أنس بن مالك قال: (كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه).

الثامنة: قال تعالى: "اركعوا واسجدوا" [الحج: 77]. قال ابن عبدالبر: ولا يجزي ركوع ولا سجود ولا وقوف بعد الركوع ولا جلوس بين السجدتين حتى يعتدل راكعا وواقفا وساجدا وجالسا.

عن رفاعة بن رافع قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فدخل المسجد فصلى، فلما قضى الصلاة جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ارجع فصل فإنك لم تصل) وجعل يصلي وجعلنا نرمق صلاته لا ندري ما يعيب منها فلما جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القوم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (وعليك ارجع فصل فانك لم تصل) قال همام فلا ندري أمره بذلك مرتين أو ثلاثا فقال له الرجل ما ألوت فلا ادري ما عبت علي من صلاتي فقال صلى الله عليه وسلم (إنه لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين ثم يكبر الله تعالى ويثني عليه ثم يقرأ أم القرآن وما أذن له فيه وتيسر ثم يكبر فيركع فيضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله ويسترخي ثم يقول سمع الله لمن حمده ويستوي قائما حتى يقيم صلبه ويأخذ كل عظم مأخوذه ثم يكبر فيسجد فيمكن وجهه.

في قوله تعالى: "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات" [مريم: 59]. عن زيد بن وهب قال رأى حذيفة رجلا لا يتم الركوع ولا السجود فقال (ما صلت ولو مت لمت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدا صلى الله عليه وسلم).

التاسعة: قوله تعالى: "مع الراكعين". لا يجوز أن يجتمع على تعطيل المساجد كلها من الجماعات فإذا قامت الجماعة في المسجد فصلاة المنفرد في بيته جائزة لقوله عليه السلام (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة). أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا).

وقال داود الصلاة في الجماعة فرض على كل أحد في خاصته كالجمعة واحتج بقوله عليه السلام: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد). عن أبي هريرة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال (هل تسمع النداء بالصلاة) قال نعم قال (فأجب). قال رسول الله (من سمع النداء فلم يمنعه من إتيانه عذر قالوا وما العذر قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى). قال (من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر). وقال ابن مسعود ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق وقال عليه السلام (بيننا وبين المنافقين شهود العتمة والصبح لا يستطيعونهما). عن أبي هريرة قال قال رسول الله (لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا حزما من حطب ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست لهم علة فأحرقها عليهم).

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون اللهم أرحمه اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه).

العاشرة: واختلف العلماء في هذا الفضل المضاف للجماعة هل لأجل الجماعة فقط حيث كانت أو إنما يكون ذلك الفضل للجماعة التي تكون في المسجد؟.

النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله).

الحادية عشرة: واختلفوا أيضا فمن صلى في جماعة هل يعيد صلاته تلك في جماعة أخرى؟. وقال أحمد بن حنبل: جائز لمن صلى في جماعة ووجد أخرى في تلك الصلاة أن يعيدها معهم إن شاء لأنها نافلة وسنة.

الثانية عشرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سِلْما، ولا يؤمّن الرجلُ الرجلَ في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه).

قلت: إمامة الصغير جائزة إذا كان قارئا. ثبت في صحيح البخاري عن عمر بن سلمة قال: كنا بماء ممر الناس وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله أوحى إليه كذا أوحى إليه كذا فكنت أحفظ ذلك الكلام فكأنما يقر في صدري، وكانت العرب تلوم بإسلامها فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم فلما قدم قال: جئتكم والله من عند نبي الله حقا، قال: (صلوا صلاة كذا في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا). فنظروا فلم يكن أحد أكثر مني قرآنا لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني ببن أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت علي بردة إذا سجدت تقلصت عني فقالت امرأة من الحي: ألا تغطون عنا است قارئكم فاشتروا فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص.

الثالثة عشرة: ولا بأس بإمامة الأعمى والأعرج والأشل والأقطع والخصي والعبد إذا كان كل واحد منهم عالما بالصلاة. وقد روى أنس (أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى).

الرابعة عشرة: روى الأئمة أن رسول الله صلى قال (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون).

وقد اختلف العلماء فيمن ركع أو خفض قبل الإمام: وقال أكثر الفقهاء من فعل ذلك فقد أساء ولم تفسد صلاته لأن الأصل في صلاة الجماعة والائتمام فيها بالأئمة سنه حسنة فمن خالفها بعد أن أدى فرض صلاته بطهارتها وركوعها وسجودها وفرائضها فليس عليه إعادتها وإن أسقط بعض سننها لأنه لو شاء أن ينفرد فصلى قبل إمامه تلك الصلاة أجزأت عنه وبئس ما فعل في تركه الجماعة. قال النبي: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار أو صورته صورة حمار).

الخامسة عشرة: فإن رفع رأسه ساهيا قبل الإمام فقال مالك رحمه الله: السنة فيمن سها ففعل ذلك في ركوع أو في سجود أن يرجع راكعا أو ساجدا وينتظر الإمام وذلك خطأ ممن فعله لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه).

السادسة عشرة: وروى مسلم عن أبي مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول (استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).

السابعة عشرة: واختلف العلماء في كيفية الجلوس في الصلاة:

فقال مالك وأصحابه: يفضي المصلي بأليتيه إلى الأرض وينصب رجله اليمنى ويثني رجله اليسرى. أن القاسم بن محمد (أراهم الجلوس في التشهد فنصب رجله اليمنى وثنى رجله اليسرى وجلس على وركه الأيسر ولم يجلس على قدمه)، ثم قال: أراني هذا عبدالله بن عمر وحدثني أن أباه كان يفعل ذلك. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين، وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسا وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى وكان ينهى عن عقبة الشيطان وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم. (ينصب اليمنى ويعقد على اليسرى).

عن أبي حميد الساعدي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم (إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع استوى حتى يعود كل فقار مكانه فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب الأخرى وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب اليمنى وقعد على مقعدته).

الثامنة عشرة: ان عبدالله بن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وقال: هكذا كان يفعل).

التاسعة عشرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم (إن الله هو السلام فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإذا قالها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسول ثم يتخير من المسألة ما شاء).

{واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}.

قوله تعالى: "والصلاة" خص الصلاة بالذكر من بين سائر العبادات تنويها بذكرها، وكان عليه السلام إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. ومنه ما روي أن عبدالله بن عباس نعي له أخوه قثم - وقيل بنت له - وهو في سفر فاسترجع وقال: (عورة سترها الله، ومؤونة كفاها الله، وأجر ساقه الله. ثم تنحى عن الطريق وصلى ثم انصرف إلى راحلته وهو يقرأ: "واستعينوا بالصبر والصلاة"

قوله عليه السلام: (دعي الصلاة أيام أقرائك) في أن مدة الحيض ما يسمى أيام الحيض، وأقلها ثلاثة وأكثرها عشرة

{ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}.

قال علماؤنا: ولهذا قلنا لا يجوز منع المرأة من الحج إذا كانت ضرورة، سواء كان لها محرم أو لم يكن، ولا تمنع أيضا من الصلاة في المساجد ما لم يخف عليها الفتنة، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) ولذلك قلنا: لا يجوز نقض المسجد ولا بيعه ولا تعطيله وإن خربت المحلة، ولا يمنع بناء المساجد إلا أن يقصدوا الشقاق والخلاف، بأن يبنوا مسجدا إلى جنب مسجد أو قربه، يريدون بذلك تفريق أهل المسجد الأول وخرابه واختلاف الكلمة، فإن المسجد الثاني ينقض ويمنع من بنيانه، ولذلك قلنا: لا يجوز أن يكون في المصر جامعان، ولا لمسجد واحد إمامان، ولا يصلي في مسجد جماعتان.

وجدت في: الآية: 115 {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم}.

اختلف العلماء في المعنى الذي نزلت فيه "فأينما تولوا" على خمسة أقوال:

فقال عبدالله بن عامر بن ربيعة: نزلت فيمن صلى إلى غير القبلة في ليلة مظلمة، أخرجه الترمذي عنه عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة، فصلى كل رجل منا على حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: "فأينما تولوا فثم وجه الله".

وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى هذا، قالوا: إذا صلى في الغيم لغير القبلة ثم استبان له بعد ذلك أنه صلى لغير القبلة فإن صلاته جائزة. غير أن مالكا قال: تستحب له الإعادة في الوقت، وليس ذلك بواجب عليه، لأنه قد أدى فرضه على ما أمر، والكمال يستدرك في الوقت، استدلالا بالسنة فيمن صلى وحده ثم أدرك تلك الصلاة في وقتها في جماعة أنه يعيد معهم، ولا يعيد في الوقت استحبابا إلا من استدبر القبلة أو شرق أو غرب جدا مجتهدا، وأما من تيامن أو تياسر قليلا مجتهدا فلا إعادة عليه في وقت ولا غيره.

وقال الشافعي: لا يجزيه، لأن القبلة شرط من شروط الصلاة. وما قاله مالك أصح، لأن جهة القبلة تبيح الضرورة تركها في المسايفة، وتبيحها أيضا الرخصة حالة السفر. وقال ابن عمر: نزلت في المسافر يتنفل حيثما توجهت به راحلته. أخرجه مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه، قال: وفيه نزلت "فأينما تولوا فثم وجه الله". ولا خلاف بين العلماء في جواز النافلة على الراحلة لهذا الحديث وما كان مثله. ولا يجوز لأحد أن يدع القبلة عامدا بوجهة من الوجوه إلا في شدة الخوف.

واختلف قول مالك في المريض يصلي على محمله، فمرة قال: لا يصلي على ظهر البعير فريضة وإن اشتد مرضه. قال سحنون: فإن فعل أعاد، حكاه الباجي. ومرة قال: إن كان ممن لا يصلي بالأرض إلا إيماء فليصل على البعير بعد أن يوقف له ويستقبل القبلة وأجمعوا على أنه لا يجوز لأحد صحيح أن يصلي فريضة إلا بالأرض إلا في الخوف الشديد خاصة، على ما يأتي بيانه.

واختلف الفقهاء في المسافر سفرا لا تقصر في مثله الصلاة، فقال مالك وأصحابه والثوري: لا يتطوع على الراحلة إلا في سفر تقصر في مثله الصلاة، قالوا: لأن الأسفار التي حكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يتطوع فيها كانت مما تقصر فيه الصلاة.

وقال الشافعي وأبو حنيفة: يجوز التطوع على الراحلة خارج المصر في كل سفر، وسواء كان مما تقصر فيه الصلاة أو لا، لأن الآثار ليس فيها تخصيص سفر من سفر، فكل سفر جائز ذلك فيه، إلا أن يخص شيء من الأسفار بما يجب التسليم له.

وقال قتادة: نزلت في النجاشي، وذلك أنه لما مات دعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى الصلاة عليه خارج المدينة، فقالوا: كيف نصلي على رجل مات؟ وهو يصلي لغير قبلتنا، وكان النجاشي ملك الحبشة - واسمه أصحمة وهو بالعربية عطية - يصلي إلى بيت المقدس حتى مات، وقد صرفت القبلة إلى الكعبة فنزلت الآية، ونزل فيه: "وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله" [آل عمران: 199] فكان هذا عذرا للنجاشي، وكانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه سنة تسع من الهجرة. وقد استدل بهذا من أجاز الصلاة على الغائب.

ومن أغرب مسائل الصلاة على الميت ما قال الشافعي: يصلي على الغائب، وقد كنت ببغداد في مجلس الإمام فخر الإسلام فيدخل عليه الرجل من خراسان فيقول له: كيف حال فلان؟ فيقول له: مات، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون! ثم يقول لنا: قوموا فلأصل لكم، فيقوم فيصلي عليه بنا، وذلك بعد ستة أشهر من المدة، وبينه وبين بلده ستة أشهر.

والأصل عندهم في ذلك صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي. وقال علماؤنا رحمة الله عليهم: النبي صلى الله عليه وسلم بذلك مخصوص لثلاثة أوجه:

أحدها: أن الأرض دحيت له جنوبا وشمالا حتى رأى نعش النجاشي، كما دحيت له شمالا وجنوبا حتى رأى المسجد الأقصى. وقال المخالف: وأي فائدة في رؤيته، وإنما الفائدة في لحوق بركته.

الثاني: أن النجاشي لم يكن له هناك ولي من المؤمنين يقوم بالصلاة عليه. قال المخالف: هذا محال عادة ملك على دين لا يكون له اتباع، والتأويل بالمحال محال.

الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بالصلاة على النجاشي إدخال الرحمة عليه واستئلاف بقية الملوك بعده إذا رأوا الاهتمام به حيا وميتا.

والذي عندي في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي أنه علم أن النجاشي ومن آمن معه ليس عندهم من سنة الصلاة على الميت أثر، فعلم أنهم سيدفنونه بغير صلاة فبادر إلى الصلاة عليه.

القول الرابع: قال ابن زيد: كانت اليهود قد استحسنت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وقالوا: ما اهتدى إلا بنا، فلما حول إلى الكعبة قالت اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، فنزلت: "ولله المشرق والمغرب".

القول الخامس: أن الآية منسوخة بقوله: "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" [البقرة: 144] ذكره ابن عباس، فكأنه كان يجوز في الابتداء أن يصلي المرء كيف شاء ثم نسخ ذلك. وقال قتادة: الناسخ قوله تعالى: "فول وجهك شطر المسجد الحرام" [البقرة: 144] أي تلقاءه.

وقول سادس: روي عن مجاهد والضحاك أنها محكمة، المعنى: أينما كنتم من شرق وغرب فثم وجه الله الذي أمرنا باستقباله وهو الكعبة. وعن مجاهد أيضا وابن جبير لما نزلت: "ادعوني استجب لكم" قالوا: إلى أين؟ فنزلت: "فأينما تولوا فثم وجه الله". وعن ابن عمر والنخعي: أينما تولوا في أسفاركم ومنصرفاتكم فثم وجه الله.

{وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون}.

قوله تعالى: "كل له قانتون": أي مطيعون وخاضعون، فالمخلوقات كلها تقنت لله، أي تخضع وتطبع. والجمادات قنوتهم في ظهور الصنعة عليهم وفيهم. فالقنوت الطاعة.

والقنوت في اللغة أصله القيام، ومنه الحديث: (أفضل الصلاة طول القنوت). فالخلق قانتون، أي قائمون بالعبودية.

{ قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.

عن ابن عمر قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة. وخرج البخاري عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وإنه صلى أول صلاة صلاها العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله، لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا؟؟ كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله عز وجل: "وما كان الله ليضيع إيمانكم" [البقرة: 143].

وقيل: نزل ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة وهو في صلاة الظهر بعد ركعتين منها فتحول في الصلاة، فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين.

واختلفوا أيضا حين فرضت عليه الصلاة أولا بمكة: هل كانت إلى بيت المقدس أو إلى مكة، على قولين: فقالت طائفة: إلى بيت المقدس وبالمدينة سبعة عشر شهرا، ثم صرفه الله تعالى إلى الكعبة، قاله ابن عباس. وقال آخرون: أول ما افترضت الصلاة عليه إلى الكعبة، ولم يزل يصلي إليها طول مقامه بمكة على ما كانت عليه صلاة إبراهيم وإسماعيل، فلما قدم المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهراثم صرفه الله إلى الكعبة. قال أبو عمر: وهذا أصح القولين عندي.

قال غيره: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أراد أن يستألف اليهود فتوجه إلى قبلتهم ليكون ذلك أدعى لهم، فلما تبين عنادهم وأيس منهم أحب أن يحول إلى الكعبة فكان ينظر إلى السماء، وكانت محبته إلى الكعبة لأنها قبلة إبراهيم، عن ابن عباس. وقيل: لأنها كانت أدعى للعرب إلى الإسلام، وقيل: مخالفة لليهود، عن مجاهد. وروي عن أبي العالية الرياحي أنه قال: كانت مسجد صالح عليه السلام وقبلته إلى الكعبة، قال: وكان موسى عليه السلام يصلي إلى الصخرة نحو الكعبة، وهي قبلة الأنبياء كلهم، صلوات الله عليهم أجمعين.

= "وما كان الله ليضيع إيمانكم" قال: صلاتكم.

= "فاستبقوا الخيرات": والمعنى المراد المبادرة بالصلاة أول وقتها.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما مثل المهجر إلى الصلاة كمثل الذي يهدي البدنة ثم الذي على أثره كالذي يهدي البقرة ثم الذي على أثره كالذي يهدي الكبش ثم الذي على أثره كالذي يهدي الدجاجة ثم الذي على أثره كالذي يهدي البيضة).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم ليصلي الصلاة لوقتها وقد ترك من الوقت الأول ما هو خير له من أهله وماله).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الأعمال الصلاة في أول وقتها).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول الوقت رضوان الله ووسط الوقت رحمة الله وآخر الوقت عفو الله). زاد ابن العربي: فقال أبو بكر: رضوان الله أحب إلينا من عفوه، فإن رضوانه عن المحسنين وعفوه عن المقصرين.

اي الوقت افضل:

)))))))))))))))))))

وقال أبو حنيفة: آخر الوقت أفضل، لأنه وقت الوجوب.

وأما مالك ففصل القول: فأما الصبح والمغرب فأول الوقت فيهما أفضل:

أما الصبح فلحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس) - في رواية - (متلففات).

وأما المغرب فلحديث سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب.

وأما العشاء فتأخيرها أفضل لمن قدر عليه. روى ابن عمر قال: مكثنا [ذات] ليلة ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة، فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل أو بعده، فلا ندري أشيء شغله في أهله أو غير ذلك، فقال حين خرج: (إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة). وقال أبو برزة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب تأخيرها.

وأما الظهر فإنها تأتي الناس [على] غفلة فيستحب تأخيرها قليلا حتى يتأهبوا ويجتمعوا.

قال مالك: أول الوقت أفضل في كل صلاة إلا للظهر في شدة الحر.

عن أبي ذر الغفاري قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبرد) ثم أراد أن يؤذن فقال له: (أبرد) حتى رأينا فيء التلول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة). عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر إذا زالت الشمس. والذي يجمع ببن الحديثين: أنه إذا كان الحر أبرد بالصلاة، وإذا كان البرد عجل.

*************************************************

( ادلة الاحكام ): باب سجود السهو

))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم - اختلف العلماء في محل سجود السهو، على ستة أقوال - ولم يسجد سجدتي السهو حتى يَقَّنَه الله ذلك - فليطرح الشك وليبن على ما استيقن - فاستتم قائما فليمض - ليس على من خلف الإمام سهو - لكل سهو سجدتان بعدما يسلم - الفقه القرطبي – السهو )

صحيح البخارى: أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين لم يجلس فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم. = صلى بنا النبي صلى الله عليه و سلم فقام في الركعتين الأوليين قبل أن يجلس فمضى في صلاته فلما قضى صلاته انتظر الناس تسليمه فكبر وسجد قبل أن يسلم ثم رفع رأسه ثم كبر وسجد ثم رفع رأسه وسلم.

= أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام في صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين فكبر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس. صحيح مسلم: {{ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين يكبر في كل سجدة وهو جالس. قبل أن يسلم. وسجدهما الناس معه. مكان ما نسي من الجلوس.

= أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الشفع الذي يريد أن يجلس في صلاته. فمضى في صلاته. فلما كان في آخر الصلاة سجد قبل أن يسلم. ثم سلم. }}.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إحدى صلاتي العشي - قال ابن سيرين سماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا - قال فصلى بنا ركعتين ثم سلم فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى وخرجت السرعان من أبواب المسجد فقالوا قصرت الصلاة ؟ وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين قال يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ قال ( لم أنس ولم تقصر ) . فقال ( أكما يقول ذو اليدين ) . فقالوا نعم فتقدم فصلى ما ترك ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر . فربما سألوه ثم سلم ؟ فيقول نبئت أن عمران بن حصين قال ثم سلم. [ ش: ( صلاتي العشي ) هو من أول الزوال إلى الغروب أي صلاة الظهر أو العصر . ( فاتكأ ) اعتمد . ( السرعان ) أوائل الناس الذين يتسارعون في الخروج . ( فربما سألوه ) أي سألوا ابن سيرين].

= وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا أقصرت الصلاة ؟ ورجل يدعوه النبي صلى الله عليه و سلم ذا اليدين فقال أنسيت أم قصرت ؟ فقال ( لم أنس ولم تقصر ) . قال بلى قد نسيت . فصلى ركعتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر ثم وضع رأسه فكبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر.

سبل السلام: {{ والحديث دليل على أن نية الخروج من الصلاة وقطعها إذا كانت بناء على ظن التمام لا يوجب بطلانها ولو سلم التسليمتين وأن كلام الناسي لا يبطل الصلاة وكذا كلام من ظن التمام. }}.

فتح الباري لابن رجب: وقد صح عنه ، أنه قال : ((إنما أنا بشر ، أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكروني )) . ولعلهم امتنعوا من تذكيره في هذه الصلاة بالتسبيح ؛ لأنهم كانوا علي رجاء منه أن يقوم من التشهد إلى الركعتين الباقيتين ، وإنما تيقنوا تركه لهما بسلامه ، وكانوا حينئذ غير متيقنين لسهوه ، فإنه كن يحتمل عندهم أن تكون الصلاة قد قصرت، فلذلك لم يسبحوا به عند سلامه. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم -لما سجد سجدتي السهو كبر فيها أربع تكبيرات ، كبر في كل سجدة تكبيرة للسجود ، وتكبيرة للرفع منه .

= وقد اختلف العلماء في محل سجود السهو، على ستة أقوال :

أحدهما : أنه كله بعد السلام . قال ابن المنذر : روي ذلك عن علي وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وعمار وأنس وابن الزبير وابن عباس ، وبه قال الحسن والنخعي وابن أبي ليلى والثوري والحسن بن صالح وأصحاب الرأي . يعني : أبا حنيفة وأصحابه . قال : ويجزئ عندهم أن يسجدهما قبل السلام . قلت : وممن قال : يسجد بعد السلام - : قتادة . وروي عن عمران بن حصين - أيضا .

والقول الثاني : أن كله قبل السلام . قال ابن المنذر : روي عن أبي هريرة ، وبه قال مكحول والزهري ويحيى الأنصاري وربيعة والأوزاعي والليث والشافعي . انتهى . وقد ذكر القاضي في ((كتابه شرح المذهب )) : إن سلم من نقص ركعة تامة فأكثر ، فإنه يسجد له بعد السلام ، رواية واحدة ، ولم نجد عن أحمد فيه خلافاً . وذكر الشافعي ، أن أخر فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - السجود قبل السلام ، وأنه ناسخ لما

عداه .

والقول الثالث : أن كان السهو من نقصان من الصلاة ، فان سجوده قبل السلام ، وان كان من زيادة فيها ، فان سجوده بعد السلام ؛ لئلا يجتمع في الصَّلاة زيادتان ، وهو قول مالك والشافعي - في القديم - وأبي ثور .

وهو رواية عن أحمد . والشك - على هذه الرواية - عنده كالنقص ، يسجد له قبل السلام - : نص عليه أحمد .

ونقل حرب ، عن إسحاق ، مثل هذا القول ، إلا أنه قال في الشك : يسجد له بعد السلام ، ويبني على اليقين .

القول الرابع : أن سجود السهو كله قبل السلام ، إلا في موضعين :

أحدهما : من سلم من نقص ركعة تامة فأكثر من صلاته سهواً ، فإنه يأتي بما فاته ، ويسجد بعد السلام ، كما في حديث أبي هريرة وعمران بن حصين وغيرهما .

والثاني : إذا شك في عدد الركعات ، وعمل بالتحري ، فإنه يسجد له بعد السلام ، كما في حديث ابن مسعود ، ويأتي ذكره - إن شاء الله . وما عدا هذين الموضعين ، فإنه يسجد له قبل السلام ، إلا أن لا يذكر سهوه إلا بعد أن يسلم ، فإنه يسجد له بعد السلام ضرورة ، كما في حديث ابن مسعود المتقدم . وقد قال طائفة من أصحابنا : إن القياس أن يكون السجود كله قبل السلام ؛ لأنه تتمة الصَّلاة ، كما في حديث عثمان بن عفان ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قالَ : (( إياي وأن يتلعب بكم الشيطان في صلاتكم ، من صلى منكم فلم يدر أشفع أم وتر ، فليسجد سجدتين ؛ فإنهما من تمام صلاته )) .

القول الخامس : كالقول الرابع : إن ما فيه نص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإنه يتبع نصه ، وما ليس فيه ، فإن كان نقصاً في الصلاة فسجوده قبل السلام ، وإن كان زيادة فسجوده بعده .

وهذه رواية ابن منصور ، عن إسحاق بن راهويه .

والقول السادس : أن ورود بعض النصوص بالسجود قبل السلام ، وبعضها بالسجود بعده يدل على جواز كلا الأمرين ، من غير كراهة ، فيعمل بهما في الجواز .

جامع الاصول لابن الاثير: {{ « ولم يسجد سجدتي السهو حتى يَقَّنَه الله ذلك » وله في أخرى ذكر « أنه سجد سجدتي السهو ، وفي أخرى قال : ثم سجد سجدتي السهو بعد السلام ». و «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سجدهما بعد السلام ». و « أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سجد يوم ذي اليدين سجدتين بعد السلام ». وفي أخرى « أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سجد في وهمِهِ بعد التسليم » وفي أخرى : « أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سلَّم ثم سجد سجدتي السهو وهوجالس ، ثم سلَّم ». وفي أخرى « أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يسجدْ يومئذ قبل السلام ولا بعده ». }}.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن عمران بن حصين : أن النبي صلى الله عليه وسلم « صلى بهم ، فسها ، فسجد سجدتين ، ثم تشهد بعد ، ثم سلم » وهذا يتفرد به أشعث ، وخالفه جماعة. فقال فيه : « فقام ، فصلى ، ثم تشهد ، وسلم ، وسجد سجدتي السهو ، ثم سلم ، فجعل التشهد قبل السلام ، والسجدتين »

صحيح مسلم: {{ (( عن أبي سعيد الخدري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى؟ ثلاثا أم أربعا؟ فليطرح الشك وليبن على ما استيقن. ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم. فإن كان صلى خمسا، شفعن له صلاته. وإن كان صلى إتماما لأربع، كانت ترغيما للشيطان" )).

صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال إبراهيم: زاد أو نقص) فلما سلم قيل له: يا رسول الله! أحدث في الصلاة شيء؟ قال "وما ذاك؟" قالوا: صليت كذا وكذا. قال فثنى رجليه، واستقبل القبلة، فسجد سجدتين، ثم سلم. ثم أقبل علينا بوجهه فقال "إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به. ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون. فإذا نسيت فذكروني. وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب. فليتم عليه. ثم ليسجد سجدتين". }}.

فتح الباري لابن رجب: وإذا شك أحدكم فليتحر الصواب فليتم عليه ، ثم يسلم ، ثم يسجد سجدتين)). المقصود من هذا الحديث هاهنا : أن من سها في صلاته وسلم وهو ناس ، ثم ذكر بعد سلامه ، فإنه يسجد للسهو ويستقبل القبلة ، فإن سجود السهو من تمام الصلاة ، ولو كان بعد السلام فهو جزء من الصلاة ، فيشترط له استقبال القبلة كالصلاة . ويؤخذ من ذلك : أنه لا يسجد للتلاوة ولا للشكر إلا إلى القبلة.

سنن الدارقطني: (( عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا شك أحدكم فقام في الركعتين فاستتم قائما فليمض وليسجد سجدتين وإن لم يستتم قائما فليجلس ولا سهو عليه )).

سنن الدارقطني: عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ليس على من خلف الإمام سهو فإن سها الإمام فعليه وعلى من خلفه السهو وإن سها من خلف الإمام فليس عليه سهو والإمام كافيه

خلاصة الاحكام: وعن عمر مرفوع: "ليس على من خلف الإمام سهو، فإن سها الإمام فعليه، وعلى من خلفه، السهو ".

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من شك في صلاته فليسجد سجدتين بعدما يسلم ». وروي عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « لكل سهو سجدتان بعدما يسلم » )).

الفقه القرطبي ( السهو)

)))))))))))))))))))))))))))

شرح النووي على مسلم - ( باب السهو في الصلاة والسجود له ): قال الإمام أبو عبد الله المازري في أحاديث الباب خمسة:

1- عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان فلبس عليه.حتى لا يدري كم صلى. فإذا وجد ذلك أحدكم، فليسجد سجدتين وهو جالس". ( صحيح مسلم ).

2- صلى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين من بعض الصلوات ثم قام فلم يجلس فقام الناس معه فلما قضى صلاته ونظرنا تسليمه كبر قبل التسليم فسجد سجدتين وهو جالس ثم سلم. (صحيح البخارى ).

3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى؟ ثلاثا أم أربعا؟ فليطرح الشك وليبن على ما استيقن. ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم. فإن كان صلى خمسا، شفعن له صلاته. وإن كان صلى إتماما لأربع، كانت ترغيما للشيطان". ( صحيح مسلم ).

4- صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي. إما الظهر وإما العصر. فسلم في ركعتين. ثم أتى جذعا في قبلة المسجد فاستند إليها مغضبا. وفي القوم أبو بكر وعمر. فهابا أن يتكلما. وخرج سرعان الناس. قصرت الصلاة. فقام ذو اليدين فقال: يا رسول الله! أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا. فقال "ما يقول ذو اليدين؟" قالوا: صدق. لم تصل إلا ركعتين. فصلى ركعتين وسلم. ثم كبر ثم سجد. ثم كبر فرفع. ثم كبر وسجد. ثم كبر ورفع. ( صحيح مسلم ).

5- أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الظهر خمسا فقيل له أزيد في الصلاة ؟ فقال ( وما ذاك ) قال صليت خمسا فسجد سجدتين بعد ما سلم. ( صحيح البخارى ).

واختلف العلماء في كيفية الأخذ بهذه الأحاديث فقال داود لا يقاس عليها بل تستعمل في مواضعها على ما جاءت.

قال أحمد رحمه الله تعالى بقول داود في هذه الصلوات خاصة وخالفه في غيرها وقال يسجد فيما سواها قبل السلام لكل سهو.

وأما الذين قالوا بالقياس فاختلفوا فقال بعضهم هو مخير في كل سهو ان شاء سجد بعد السلام وان شاء قبله في الزيادة والنقص.

وقال أبو حنيفة رضي الله عنه الأصل هو السجود بعد السلام..

وقال الشافعي رحمه الله تعالى الأصل هو السجود قبل السلام. فيقول قال في حديث أبي سعيد فان كانت خامسة شفعها.

وقال مالك رحمه الله تعالى ان كان السهو زيادة سجد بعد السلام وان كان نقصا فقبله.

وأقوى المذاهب هنا مذهب مالك رحمه الله تعالى ثم مذهب الشافعي وللشافعي رحمه الله تعالى قول كمذهب مالك رحمه الله تعالى يفعل بالتخيير وعلى القول بمذهب مالك رحمه الله تعالى لو اجتمع في صلاة سهوان سهو بزيادة وسهو بنقص سجد قبل السلام.

**********************************************

( ادلة الاحكام ): باب مواطن سور السجود

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( إذا السماء انشقت - ص ليست من عزائم السجود - سجد بالنجم - فضلت سورة الحج بسجدتين - ومن لم يسجد فلا إثم عليه - فإذا مر بالسجدة كبر وسجد - إذا جاءه أمر يسره خر ساجدا لله - فسجدت لله شكرا )

صحيح البخارى: صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ { إذا السماء انشقت } . فسجد فقلت له قال سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه و سلم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه. [ ش. ( العتمة ) العشاء . ( فسجد ) سجود التلاوة عند محلها منها . ( فقلت له ) سألته عن حكمها . ( سجدت خلف ) صليت خلفه فقرأها فسجد بها وسجدت معه خلفه ]. (( رأيت أبا هريرة رضي الله عنه قرأ { إذا السماء انشقت } . فسجد بها . فقلت يا أبا هريرة ألم أراك تسجد ؟ . قال لو لم أر النبي صلى الله عليه و سلم يسجد لم أسجد )).

صحيح ابن خزيمة: عن ابن عباس أنه قال : ص ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم سجد فيها. سنن الدارمي: عن بن عباس انه قال : في السجود في ص ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم سجد فيها.

صحيح البخارى: أن النبي صلى الله عليه و سلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والأنس. [ ش ( بالنجم ) أي عند قراءة آية السجدة منها وسجود المشركين لسماعهم أسماء أصنامهم في السورة علم الراوي سجود الجن بإخبار النبي صلى الله عليه و سلم له ].

الإلملم بأحاديث الأحكام: (( أن النبي {صلى الله عليه وسلم} سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس. وعن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال قرأت على النبي {صلى الله عليه وسلم} ( والنجم ) فلم يسجد فيها. )).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: ( عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فضلت سورة الحج بسجدتين ، فمن لم يسجد فيهما ، فلا يقرأهما » ).

المستدرك للحاكم: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فضلت سورة الحج بسجدتين فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما.

صحيح البخارى: عن ربيعة بن بن عبد الله بن الهدير قال أبو بكر: وكان ربيعة من خيار الناس عما حضر ربيعة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه . ولم يسجد عمر رضي الله عنه. وزاد نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء. [ ش ( عما حضر ربيعة ) أخبرني عن حضوره مجلس عمر رضي الله عننه . ( جاء السجدة ) في قوله تعالى { ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون . يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون } / 49 - 50 / . ( يسجد ) طاعة وامتثالا أو خضوعا وانقيادا . ( دابة ) كل حيوان جسماني يتحرك مشتقة من الدبيب وهو الحركة الجسمانية . ( لا يستكبرون ) لا يمتنعون ولا يأبون . ( من فوقهم ) أي يخافون أن يأتيهم عذابه تعالى من فوقهم أو يخافون ربهم القاهر لهم والغالب عليهم كقوله تعالى { وهو القاهر فوق عباده } / الأنعام 18 / . أو المراد فوقية بلا تشبيه ولا تجسيم ولا حصر الله تعالى أعلم بها ].

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن ابن عمر : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم « يقرأ علينا القرآن ، فإذا مر بالسجدة ، كبر ، وسجد ، وسجدنا ».

مشكاة المصابيح: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ علينا القرآن فإذا مر بالسجدة كبر وسجد وسجدنا معه.

سنن الدارقطني: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا جاءه أمر يسره خر ساجدا لله.

المستدرك للحاكم: عن عبد الرحمن بن عوف : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إني لقيت جبرئيل عليه السلام فبشرني و قال : إن ربك يقول : من صلى عليك صليت عليه و من سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرا.

******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صلاة الجماعة والامامة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ - ( الفذ ) المنفرد - صلاة الجماعة غير واجبة - أثقل صلاة على المنافقين - هل تسمع النداء بالصلاة - وما العذر قال المرض والخوف - وأنا أصلي لقومي - فوجدتها تدل على أن العذر عشرة أشياء - فصليا معه فهي لكم نافلة - وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا - جالسا والناس خلفه قياما - فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم - يا معاذ أفتان أنت - حتى جلس عن يسار أبي - يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس مقتدون بصلاة أبي بكر - ائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم - إذا أم أحدكم الناس فليخفف - وليؤمكم أكثركم قرآنا - فأعلمهم بالسنة - ولا تؤمن امرأة رجلا - ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه - رصوا صفوفكم - خير صفوف الرجال أولها - خير صفوف الرجال أولها - زادك الله حرصا ولا تعد - لا صلاة لفرد خلف الصف - فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة - فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة - نزور الشهيدة - استخلف ابن أم مكتوم - فليصنع كما يصنع الإمام )

صحيح البخارى: عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ). [ ش: ( الفذ ) المنفرد ولا تعارض بين الحديث والذي بعده لأن ذكر العدد الأقل لا ينفي الأكثر ]. وعن أبي سعيد الخدري: : أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة.

صحيح مسلم: {{ عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا". (( وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صلاة الجماعة تعدل خمسا وعشرين من صلاة الفذ" )). وعن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته، وصلاته في سوقه، بضعا وعشرين درجة. وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد. لا ينهزه إلا الصلاة. لا يريد إلا الصلاة. فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة. وحط عنه بها خطيئة. حتى يدخل المسجد. فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه. والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه. يقولون: اللهم! ارحمه. اللهم! اغفر له. اللهم! تب عليه. ما لم يؤذ فيه. ما لم يحدث فيه". }}.

فتح الباري لابن رجب: وقد احتج كثير من الفقهاء بأن صلاة الجماعة غير واجبة بهذه الأحاديث الَّتِيْ فيها ذكر تفضيل صلاة الجماعة عَلَى صلاة الفذ ، وقالوا : هِيَ تدل عَلَى أن صلاة الفذ صحيحة مثاب عَلَيْهَا . قالوا : وليس المراد بذلك صلاة الفذ إذا كَانَ لَهُ عذر فِي ترك الجماعة ؛ لأن المعذور يكتب لَهُ ثواب عمله كله ، فعلم أن المراد بِهِ غير المعذور .

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: {{ وقوله وصلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه بخمس وعشرين ضعفا. وقيل إن الصلاة التي لم تكن فيها فضيلة الخطى إلى الصلاة ولا فضيلة انتظارها تفضل بخمس والتي فيها ذلك تفضل بخمس والتي فيها ذلك تفضل بسبع. وقيل إن ذلك يختلف باختلاف المصلين والصلاة فمن أكملها وحافظ عليها فوق من أخل بشيء من ذلك وقيل إن الزيادة لصلاتي العشاء والصبح لاجتماع ملائكة الليل والنهار فيهما ويؤيده حديث أبي هريرة تفضل صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا وتجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الفجر. }}.

الفقه على المذاهب الأربعة للجزيرى: 1- الشافعية قالوا: في حكم صلاة الجماعة في الصلوات الخمس المفروضة أقوال عندهم: الراجح منها أنها فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين، فإذا أقيمت الجماعة في مسجد من مساجد البلدة سقطت عن باقي سكان البلدة، وكذا إذا أقامها جماعة في جهة من الجهات، فإنها تسقط عن باقي أهل الجهة. وبعض الشافعية يقول: إنها سنة عين مؤكدة، وهو مشهور عندهم، ومثل الصلوات الخمس في ذلك الحكم صلاة الجنازة، على أنهم قالوا: إن صلاة الجنازة تسقط إذا صلاها رجل واحد أو صبي مميز، بخلاف ما إذا صلتها امرأة واحدة، كما سيأتي في مباحث "صلاة الجنازة".

2- المالكية قالوا: في حكم الجماعة في الصلوات الخمس قولان: أحدهما مشهور، والثاني أقرب إلى التحقيق، فأما الأول فهو أنها سنة مؤكدة بالنسبة لكل مصل، وفي كل مسجد، وفي البلد الذي يقيم به المكلف، على أنه إن قام بها بعض أهل البلد لا يقاتل الباقون على تركها، وإلا قوتلوا لاستهانتهم بالسنة، وأما الثاني فهو أنه فرض كفاية في البلد، فإن تركها جميع أهل البلد قوتلوا؛ وإن قام بها بعضهم سقط الفرض عن الباقين، وسنة في كل مسجد للرجال، ومندوبة لكل مصل في خاصة نفسه.

الموسوعة الفقهية الكويتية: {{ حكم صلاة الجماعة والجمعة في حقّ من يسمع الأذان : اختلف الفقهاء فيمن سمع الأذان للصّلوات الخمس ، ما عدا الجمعة فذهب بعضهم : إلى وجوب حضورها ، وذهب آخرون إلى أنّ ذلك غير متعيّن بل هي فرض على الكفاية وذهب غيرهما إلى أنّها سنّة مؤكّدة وأمّا الجمعة فحضورها فرض عين بشروطه }}.

صحيح البخارى: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء ). [ ش: ( أخالف ) أقصد وخالف إليه إذا غاب عنه . ( عرقا ) عظما عليه بقية لحم قليلة . ( مرماتين ) مثنى مرماة وهي ظلف الشاة أي قدمها . ( لشهد العشاء ) لحضر صلاة العشاء ].

صحيح مسلم: {{ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر. ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا. ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام. ثم آمر رجلا فيصلي بالناس. ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد هممت أن آمر فتياني أن يستعدوا لي بحزم من حطب. ثم آمر رجلا يصلي بالناس ثم تحرق بيوت على من فيها". وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال، لقوم يتخلفون عن الجمعة: "لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس. ثم أحرق على رجال يتخلفون، عن الجمعة، بيوتهم". }}.

صحيح مسلم: {{ عن أبي هريرة؛ قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى. فقال: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته. فرخص له. فلما ولي دعاه فقال "هل تسمع النداء بالصلاة؟" فقال: نعم. قال "فأجب". وقال عبدالله: لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه. أو مريض. إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة. وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى. وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه. وعن أبي الأحوص، عن عبدالله؛ قال: من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن. فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى. ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم. ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة. ويرفعه بها درجة. ويحط عنه بها سيئة. ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق، معلوم النفاق. ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. }}.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: روي عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي من يسمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر. وفسر العذر في حديث سلمان بن قرم بلفظ من سمع النداء ينادى به صحيحا فلم يأته من غير عذر لم يقبل الله له صلاة غيرها قيل وما العذر قال المرض والخوف.

صحيح البخارى: {{ أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ممن شهد بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى قال فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ( سأفعل إن شاء الله ) . قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال ( أين تحب أن أصلي من بيتك ) . قال فأشرت إلى ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبر فقمنا فصصفنا فصلى ركعتين ثم سلم قال وحبسناه على خزيرة صنعناها له قال فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد فاجتمعوا فقال قائل منهم أين مالك بن الدخيش أو ابن الدخيش ؟ فقال بعضه ذلك منافق لا يحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تقل ذلك ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله ) . قال الله ورسوله أعلم قال فإنا نرى وجهه ونصحيته إلى المنافقين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) }}.

صحيح ابن حبان: عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر ). وفي هذا الخبر دليل أن أمر النبي صلى الله عليه و سلم بإتيان الجماعات أمر حتم لا ندب إذ لو كان القصد في قوله : ( فلا صلاة له إلا من عذر ) يريد به في الفضل لكان المعذور إذا صلى وحده كان له فضل الجماعة فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأمر بإتيان الجماعة أمر إيجاب لا ندب. وأما العذر الذي يكون المتخلف عن إتيان الجماعات به معذورا فقد تتبعته في السنن كلها فوجدتها تدل على أن العذر عشرة أشياء :

1- العذر الأول وهو المرض الذي لا يقدر المرء معه أن يأتي الجماعات.

2- العذر الثاني وهو حضور الطعام عند صلاة المغرب.

3- العذر الثالث وهو النسيان الذي يعرض في بعض الأحوال.

4- العذر الرابع وهو السمن المفرط الذي يمنع المرء من حضور الجماعات.

5- العذر الخامس وهو وجود المرء حاجة الإنسان في نفسه.

6- العذر السادس وهو من خوف الإنسان على نفسه وماله في طريقه إلى المسجد.

7- العذر السابع وهو وجود البرد الشديد المؤلم.

8- العذر الثامن وهو وجود المطر المؤذي.

9- العذر التاسع وهو وجود العلة التي يخاف المرء على نفسه العثر منها.

10- العذر العاشر وهو أكل الإنسان الثوم والبصل إلى أن يذهب ريحها.

1- عذر المرض- عن أنس قال : لم يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثا فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحجاب فرفعه فلما وضح لنا بياض وجه النبي صلى الله عليه و سلم ما نظرنا منظرا قط أعجب إلينا من وجه نبي الله صلى الله عليه و سلم حين وضح لنا قال : فأومأ نبي الله صلى الله عليه و سلم بيده إلى أبي بكر أن تقدم قال : وأرخى رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات صلى الله عليه و سلم.

2- عذر حضور الطعام- عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدؤوا به قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم ).

3- عذر النسيان- عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قفل من غزوة حنين سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس وقال لبلال : ( اكلأ لنا الليل ) فصلى بلال ما قدر له ونام رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه فلما تقارب الصبح استسند بلال إلى راحلته يواجه الفجر فغلبت بلالا عيناه وهو مستسند إلى راحلته فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أولهم استيقاظا ففزع رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال : ( أي بلال ) فقال بلال : أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك بأبي أنت يا رسول الله قال : ( اقتادوا رواحلكم ) ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمر بلالا فأقام الصلاة وقال : ( من نسي الصلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها فإن الله تبارك وتعالى قال : { أقم الصلاة لذكري }.

4- عذر السمن المفرط - سمعت أنس بن مالك قال : قال رجل من الأنصار - وكان ضخما - للنبي صلى الله عليه و سلم : إني لا أستطيع الصلاة معك فلو أتيت منزلي فصليت فيه فأقتدي بك فصنع الرجل له طعاما ودعاه إلى بيته فبسط له طرف حصير لهم فصلى عليه ركعتين قال : فقال فلان بن الجارود لأنس : أكان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي الضحى ؟ قال ما رأيته صلاها غير ذلك اليوم.

5- عذر حاجة الإنسان في نفسه- أن عبد الله بن الأرقم كان يؤم أصحابه فحضرت الصلاة يوما فذهب لحاجته ثم رجع فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( إذا وجد أحد الغائط فليبدأ به قبل الصلاة ).

6- خوف الإنسان على نفسه وماله- أن عتبان بن مالك ممن شهد بدرا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي وإذا كان الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم وودت أنك يا رسول الله تأتي فتصلي في بيتي حتى أتخذه مصلى قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( سأفعل ).

7- البرد الشديد المؤلم- عن ابن عمر : أنه وجد ذات ليلة بردا شديدا فأذن من معه فصلوا في رحالهم وقال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان مثل هذا أمر الناس أن يصلوا في رحالهم.

8- عذر وجود المطر المؤذي- عن ابن عمر : أنه أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح وقال : ألا صلوا في الرحال ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة ذات برد ومطر يقول : ( ألا صلوا في الرحال ).

9- عذر وجود العلة التي يخاف المرء على نفسه- عن ابن عمر قال : كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فكانت ليلة ظلماء أو ليلة مطيرة أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم أو نادى مناديه : أن صلوا في رحالكم.

10- عذر أكل الثوم والبصل- أن أبا سعيد الخدري حدثهك أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم الثوم والبصل وقيل : يا رسول الله وأشد ذلك كله الثوم أفنحرمه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى تذهب ريحه ).

مسند أحمد بن حنبل: عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه انه : صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الصبح بمنى وهو غلام شاب فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا هو برجلين لم يصليا فدعا بهما فجيء بهما ترعد فرائصهما فقال لهما ما منعكما ان تصليا معنا قالا قد صلينا في رحالنا قال فلا تفعلا إذا صليتم في رحالكم ثم أدركتم الإمام لم يصل فصليا معه فهي لكم نافلة.

سبل السلام: والفريضة هي الأولى سواء صليت جماعة أو فرادى لإطلاق الخبر. وهذا الحديث وقع في مسجد الخيف، في حُجَّة الوداع. فدل على مشروعية الصلاة مع الإمام إذا وجده يصلي أو سيصلي بعد أن كان قد صلى جماعة أو فرادى، والأولى هي الفريضة والأخرى نافلة. وذهب مالك والشافعي إلى أن الثانية هي الفريضة، لما أخرجه أبو داود من حديث يزيد بن عامر: إنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "إذا جئت الصلاة فوجدت الناس يصلون فصل معهم إن كنت قد صليت تكن لك نافلة وهذه مكتوبة".

صحيح مسلم: سقط النبي صلى الله عليه وسلم عن فرس. فجحش شقة الأيمن. فدخلنا عليه نعوده. فحضرت الصلاة. فصلى بنا قاعدا. فصلينا وراءه قعودا. فلما قضى الصلاة قال "إنما جعل الإمام ليؤتم به. فإذا كبر فكبروا. وإذا سجد فاسجدوا. وإذا رفع فارفعوا. وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد. وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا. أجمعون".

صحيح البخارى: أن رسول الله ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون ). وقوله ( إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ) . هو في مرضه القديم ثم صلى بعد ذلك النبي صلى الله عليه و سلم جالسا والناس خلفه قياما لم يأمرهم بالقعود وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من فعل النبي صلى الله عليه و سلم.

صحيح مسلم: عن أبي سعيد الخدري؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا. فقال لهم "تقدموا فائتموا؟؟ بي. وليأتم بكم من بعدكم. لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله".

شرح النووي على مسلم: {{ قوله ( تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) معنى وليأتم بكم من بعدكم أي يقتدوا بي مستدلين على أفعالي بأفعالكم. ففيه جواز اعتماد المأموم في متابعة الإمام الذي لا يراه ولا يسمعه على مبلغ عنه أوصف قدامه يراه متابعا للإمام وقوله صلى الله عليه و سلم لا يزال قوم يتأخرون أي عن الصفوف الأول حتى يؤخرهم الله تعالى عن رحمته أو عظيم فضله ورفع المنزلة وعن العلم ونحو ذلك }}.

سبل السلام: والحديث دليل على أنه يجوز اتباع من خلف الإمام ممن لا يراه ولا يسمعه كأهل الصف الثاني يقتدون بالأول، وأهل الصف الثالث بالثاني ونحوه أو بمن يبلغ عنه. وفي الحديث حث على الصف الأول وكراهة البعد عنه. وتمام الحديث "لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل".

صحيح البخارى: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري قال : أقبل رجل بنا ضحين وقد جنح الليل فوافق معاذا يصلي فترك ناضحه وأقبل إلى معاذ فقرأ بسورة البقرة أو النساء فانطلق الرجل وبلغه أن معاذا نال منه فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فشكا إليه معاذا فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( يا معاذ أفتان أنت ) . أو ( فاتن ) ثلاث مرات ( فلولا صليت بسبح اسم ربك والشمس وضحاها والليل إذا يغشى فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة ) . [ ش ( بناضحين ) مثنى ناضح وهو ما استعمل في سقي الشجر والزرع من الإبل . ( جنح الليل ) أقبل بظلمته . ( أقبل إلى معاذ ) أي فاقتدى به ليصلي . ( فانطلق الرجل ) فارقه ولم يتم صلاته معه . ( فلولا صليت ) فهلا قرأت في صلاتك].

صحيح مسلم: {{ كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم. ثم يأتي فيؤم قومه. فصلى ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء. ثم أتى قومه فأمهم. فافتتح بسورة البقرة. فانحرف رجل فسلم. ثم صلى وحده وانصرف. فقالوا له: أنافقت؟ يا فلان! قال: لا. والله! ولآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنا أصحاب نواضح. نعمل بالنهار. وإن معاذا صلى معك العشاء. ثم أتي فافتتح بسورة البقرة. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ. فقال "يا معاذ! أفتان أنت؟ اقرأ بكذا. واقرأ بكذا". وعن جابر أنه قال "اقرأ {والشمس وضحاها. والضحى. والليل إذا يغشى. وسبح اسم ربك الأعلى}". وعن جابر أنه قال: صلى معاذ بن جبل الأنصاري لأصحابه العشاء. فطول عليهم. فانصرف رجل منا. فصلى. فأخبر معاذ عنه. فقال إنه منافق. فلما بلغ ذلك - الرجل، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما قال معاذ. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "أتريد أن تكون فتانا يا معاذ؟ إذا أممت الناس فاقرأ بـ{الشمس وضحاها. وسبح اسم ربك الأعلى. واقرأ باسم ربك. والليل إذا يغشى}". }}.

صحيح البخارى: عن عائشة قالت : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال ( مروا أبا بكر أن يصلي بالناس ) . فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقال ( مروا أبا بكر يصلي بالناس ) . فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر قال ( إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر أن يصلي بالناس ) . فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم في نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس مقتدون بصلاة أبي بكر رضي الله عنه.

تحفة الأحوذي: {{ ولمسلم وكان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي بالناس وأبو بكر يسمعهم التكبير.

فقوله عن يسار أبو بكر: فيه رد على القرطبي حيث قال لم يقع في الصحيح بيان جلوسه صلى الله عليه و سلم هل كان عن يمين أبي بكر أو عن يساره. وقوله يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه و سلم فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إماما وأبو بكر مؤتما به }}.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: الشعبي يرى أن الجماعة يتحملون عن بعضهم بعضا ما يتحمله الإمام والدليل عليه أنه قال فيمن أحرم قبل أن يرفع الصف الذي يليه رؤوسهم من الركعة إنه أدركها ولو كان الإمام رفع قبل ذلك لأن بعضهم لبعض أئمة فهذا يدل على أن كل واحد من الجماعة إمام للآخر مع كونهم مأمومين وأنه ليس المراد أنه يأتم بالإمام ويأتم الناس به في التبليغ فقط. وأن الناس كانوا مع أبي بكر في مقام التبليغ. وفيه والناس يأتمون بأبي بكر وأبو بكر يسمعهم.

صحيح البخارى - {{ باب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم: ويذكر عن النبي صلى الله عليه و سلم ( ائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ). [ ش ( وليأتم بكم . . ) أي وليستدلوا بأفعالكم على أفعالي فيتابعوني ]. }}.

صحيح مسلم: عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أم أحدكم الناس فليخفف. فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض. فإذا صلى وحده فليصل كيف شاء".

سنن الترمذي: عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أم أحدكم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض فإذا صلى وحده فليصل كيف شاء. وأكثر أهل العلم اختاروا أن لا يطيل الإمام الصلاة مخافة المشقة على الضعيف والكبير والمريض.

صحيح البخارى: عن عمرو بن سلمة قال قال لي أبو قلابة ألا تلقاه فتسأله ؟ قال فلقيته فسألته فقال كنا بماء ممر الناس وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس ؟ ما هذا الرجل ؟ فيقولون يزعم أن الله أرسله أوحى إليه . أو أوحى الله بكذا فكنت أحفظ ذلك الكلام وكأنما يقر في صدري وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم فلما قدم قال جئتكم والله من عند النبي صلى الله عليه و سلم حقا فقال ( صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا ) . فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين وكانت علي بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني فقالت امرأة من الحي ألا تغطون عنا است قارئكم ؟ فاشتروا فقطعوا لي قميصا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص. [ ش ( قال ) أيوب . ( تلقاه ) أي تلقى عمرو بن سلمة رضي الله عنه . ( بماء ) اسم منزل ينزل فيه الناس . ( ممر الناس ) موضع مرورهم . ( يقر ) من القرار وفي رواية ( يغرى ) أي يلصق بالغراء . ( تلوم بإسلام الفتح ) تنتظر فتح مكة حتى تعلن إسلامها . ( تقلصت ) انجمعت وانضمت . ( است ) هو مقعدة الإنسان . ( فاشتروا ) ثوبا ].

صحيح مسلم: {{ عن أبي مسعود الأنصاري؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله. فإن كانوا في القراءة سواء. فأعلمهم بالسنة. فإن كانوا في السنة سواء. فأقدمهم هجرة. فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سلما. ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه. ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" }}.

السنن الكبرى للبيهقي: عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على منبره يقول يا ايها الناس توبوا إلى الله عزوجل قبل ان تموتوا وبادروا بالاعمال الصالحة وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية توجروا وتحمدوا وترزقوا واعلموا ان الله عزوجل قد فرض عليكم الجمعة فريضة مكتوبة في مقامي هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة من وجد إليها سبيلا فمن تركها في حياتي أو بعدي جحودا بها واستخفافا بها وله امام عادل أو جائر فلا جمع الله له شمله الا ولا بارك الله له في امره الا ولا صلاة له الا ولا وضوء له الا ولا زكاة له الا ولا حج له الا ولا وتر له حتى يتوب فان تاب تاب الله عليه الا ولا تؤمن امرأة رجلا الا ولا يؤمن اعرابي مهاجرا الا ولا يؤمن فاجر مؤمنا الا ان يقهره سلطان يخاف سيفه وسوطه.

سبل السلام: قوله: (( "ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه" فهو نهي عن تقديم غير السلطان عليه والمراد ذو الولاية سواء كان السلطان الأعظم أو نائبه وظاهره وإن كان غيره أكثر قرآناً وفقهاً فيكون هذا خاصاً، وأول الحديث عام، ويلحق بالسلطان صاحب البيت لأنه ورد في صاحب البيت بخصوصه بأنه الأحق. )).

صحيح ابن حبان: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأكتاف فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف ).

صحيح مسلم: (( عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها. وشرها آخرها. وخير صفوف النساء آخرها. وشرها أولها" )). صحيح البخارى: عن ابن عباس قال : بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه و سلم وكان النبي صلى الله عليه و سلم عندها في ليلتها فصلى النبي صلى الله عليه و سلم العشاء ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات ثم نام ثم قام ثم قال ( نام الغليم ) . أو كلمة تشبهها ثم قام فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فصلى خمس ركعات ثم صلى ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه ثم خرج إلى الصلاة. [ ش ( الغليم ) تصغير غلام والمراد ابن عباس . ( ركعتين ) هما سنة الفجر . ( غطيطه أو خطيطه ) هما بمعنى واحد وهو صوت نفس النائم . وقيل الغطيط أشد من الخطيط . ( إلى الصلاة ) هي صلاة الفجر ].

صحيح البخارى: {{ عن أنس رضي الله عنه قال : صلى النبي صلى الله عليه و سلم في بيت أم سليم فقمت ويتيم خلفه وأم سليم خلفنا }}.

صحيح ابن حبان: عن الحسن : أن أبا بكرة دخل المسجد والنبي صلى الله عليه و سلم راكع فركع ثم مشى حتى لحق بالصف فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : ( زادك الله حرصا ولا تعد ).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف ، أنه رأى زيد بن ثابت « دخل المسجد ، والإمام راكع ، فمشى حتى إذا أمكنه أن يصل الصف ، وهو راكع كبر فركع ، ثم دب وهو راكع حتى وصل الصف ». وفي معناه حديث أبي بكرة « أنه دخل المسجد ، والنبي صلى الله عليه وسلم راكع ، فركع دون الصف ، ثم مشى إلى الصف ». وفي ذلك دلالة على إدراك الركعة ، بإدراك الركوع: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ، ولا تعدوها شيئا ، ومن أدرك الركعة ، فقد أدرك الصلاة » }}.

صحيح ابن حبان: حدثنا أبي علي بن شيبان : وكان أحد الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من بني حنيفة قال : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته نظر إلى رجل خلف الصف وحده فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( هكذا صليت ) ؟ قال : نعم قال : ( فأعد صلاتك فإنه لا صلاة لفرد خلف الصف وحده ).

المعجم الكبير: (( عن وابصة بن معبد قال انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجل يصلي خلف القوم وحده فقال : أيها المصلي وحده ألا تكون وصلت صفا فدخلت معهم أو اجتررت رجلا إليك إن ضاق بك المكان أعد صلاتك فإنه لا صلاة لك )).

الإلملم بأحاديث الأحكام: وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا لفظ البخاري وهو متفق عليه وقد اختلف في هذه اللفظة فقيل فأتموا وقيل فاقضوا وكلاهما صحيح.

صحيح ابن حبان: عن أبي كعب قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الصبح فقال : ( أشاهد فلان ) ؟ قالوا : لا فقال : ( أشاهد فلان ) ؟ قالوا : لا قال : ( إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو يعلمون فضل ما فيهما لأتوهما ولو حبوا وإن الصف الأول لعلى مثل صف الملائكة ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع رجل وكلما كثر فهو أحب إلى الله )

مشكاة المصابيح: وعن أبي بن كعب قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما الصبح فلما سلم قال : " أشاهد فلان ؟ " قالوا : لا . قال : " أشاهد فلان ؟ " قالوا : لا . قال : " إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الركب وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه وإن صلاة الرجل من الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله " .

صحيح ابن خزيمة: عن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة : أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يقول : انطلقوا بنا نزور الشهيدة و أذن لها أن تؤذن لها و أن تؤم أهل دارها في الفريضة و كانت قد جمعت القرآن

خلاصة الاحكام: وعن عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري، عن أم ورقة بنت نوفل: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدراً، قالت، قلت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك، أمرِّض مرضاكم، لعل الله سبحانه يرزقني شهادة. قال: "قرّي في بيتك، فإن الله عز وجل يرزقك الشهادة "قال: فكانت تسمى الشهيدة، وكانت قد قرأت القرآن، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في دارها مؤذناً، فأذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها.

صحيح ابن حبان: عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه و سلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس.

سنن الدارقطني: عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صلوا على من قال لا إله إلا الله وصلوا خلف من قال لا إله إلا الله.

سنن الترمذي: عن معاذ بن جبل قالا : قال النبي صلى الله عليه و سلم إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صلاة المسافر والمريض

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( فرضت الصلاة ركعتين ركعتين - فزيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر - إن الله يحب أن تؤتى رخصه - خرج مسيرة ثلاثة أميال - الميل = 1،609344 كيلومتر - وإن زدنا أتممنا - إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس - لا يحرج أحدا من أمته - وإذا سافروا قصروا وأفطروا - فإن لم تستطع فقاعدا - صل على الأرض إن استطعت - يصلى متربعا )

مشكل الآثار للطحاوي: عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : « أول ما فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، صلى إلى كل صلاة مثلها غير المغرب فإنها وتر النهار ، وصلاة الصبح لطول قراءتها ، وكان إذا سافر عاد إلى صلاته الأولى ».

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ أن أول ما فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وصل إلى كل صلاة مثلها ، غير المغرب فإنها وتر ، وصلاة الصبح لطول قراءتها .

عن عائشة قالت : « أول ما فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ، فزيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر » فقلت له : فما شأن عائشة كانت تتم الصلاة ؟ قال : إنها تأولت ما تأول عثمان . وفي قول عروة : إنما تأولت ما تأول عثمان لا أدري أتأولت أن لها أن تتم وتقصر فاختارت الإتمام. وعن عائشة « أنها كانت تصلي في السفر أربعا . قال : فقلت لها : لو صليت ركعتين . فقالت : يا ابن أختي إنه لا يشق علي » . }}.

شرح النووي على مسلم: (( الصلاة ركعتين فمعناه فرضت ركعتين لمن أراد الاقتصار عليهما فزيد في صلاة الحضر ركعتان على سبيل التحتيم وأقرت صلاة السفر على جواز الاقتصار وثبتت دلائل جواز الاتمام فوجب المصير إليها والجمع بين دلائل الشرع قوله فقلت لعروة ما بال عائشة تتم في السفر فقال انها تأولت كما تأول عثمان اختلف العلماء في تأويلهما فالصحيح الذي عليه المحققون أنهما رأيا القصر جائزا والاتمام جائزا فأخذا بأحد الجائزين وهو الاتمام وقيل لان عثمان امام المؤمنين وعائشة أمهم فكانهما في منازلهما )).

سنن الدارقطني: عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقصر في السفر ويتم ويفطر ويصوم.

صحيح ابن خزيمة: عن ابن عمر : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تترك معصيته.

صحيح ابن حبان: {{ ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ). و( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته ). وعن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) }}.

صحيح ابن حبان: سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ - شعبة الشاك - صلى ركعتين.

سبل السلام: {{ المراد من قوله "إذا خرج" إذا كان قصده مسافة هذا القدر لا أن المراد أنه كان إذا أراد سفراً طويلاً فلا يقصر إلا بعد هذه المسافة }}.

عون المعبود: ( إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال ) اختلف في تقدير الميل فقال في الفتح الميل هو من الأرض منتهى مد البصر لأن البصر يميل عنه على وجه الأرض حتى يفني إدراكه وبذلك جزم الجوهري وقيل أن ينظر إلى الشخص في أرض مستوية فلا يدري أرجل هو أم امرأة أم ذاهب أو آت. قال النووي الميل ستة آلاف ذراع والذراع أربعة وعشرون إصبعا معترضة معتدلة والإصبع ست شعيرات معترضة معتدلة

الميل = 1،609344 كيلومتر = 1609 مترا

صحيح البخارى: خرجنا مع النبي النبي صلى الله عليه و سلم من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة . قلت أقمتم بمكة شيئا ؟ قال أقمنا بها عشرا. [ ش. ( ركعتين ركعتين ) أي إلا المغرب فإنه يصليها ثلاثا ].

صحيح البخارى: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أقام النبي صلى الله عليه و سلم تسعة عشر يقصر فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا وإن زدنا أتممنا.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (( فنحن إذا سافرنا تسعة عشر يوما قصرنا وإن زدنا أتممنا فيكون مكث المسافر في سفره تسعة عشر يوما سببا لجواز قصر الصلاة فإذا زاد على ذلك لا يجوز له القصر لأن المسبب ينتفي بانتفاء السبب )).

صحيح ابن حبان: عن جابربن عبد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم أقام بتبوك عشرين يوما يقصر الصلاة.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين يوما يقصر الصلاة « » غير محفوظ . وقد رواه علي بن المبارك ، وغيره ، عن يحيى مرسلا وليس فيه ذكر جابر وروي ، عن أبي الزبير ، عن جابر : « » بضع عشرة « » . }}.

صحيح البخارى: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم يجمع بينهما وإذا زاغت صلى الظهر ثم ركب. [ ش: ( تزيغ ) تميل عن وسط السماء وهو أول وقت الظهر ]. وكان رسول الله إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب.

شرح النووي على مسلم: {{ وحديث أنس إذا إرتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما وهو صريح في الجمع في وقت الثانية والرواية الأخرى أوضح دلالة وهي قوله: إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر ثم يجمع بينهما ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيب الشفق. وفي حديث بن عباس صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر والعصر جميعا بالمدينة في غير خوف ولا سفر وقال بن عباس حين سئل لم فعل ذلك أراد أن لا يحرج أحدا من أمته }}.

صحيح مسلم - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر: عن ابن عباس؛ قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا. والمغرب والعشاء جميعا. في غير خوف ولا سفر. وعن ابن عباس؛ قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا بالمدينة. في غير خوف ولا سفر. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم: جمع بين الصلاة في سفره سافرها، في غزوة تبوك. فجمع بين الظهر والعصر. والمغرب والعشاء. قال سعيد: فقلت لابن عباس: ما حمله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته. وعن معاذ قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. فكان يصلي الظهر والعصر جميعا. والمغرب والعشاء جميعا.

المعجم الأوسط: عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا سافروا قصروا وأفطروا.

مصنف عبد الرزاق: {{ عن أبي سعيد بن حبيب أن عروة بن رويم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خيار أمتي من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله والذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا اساؤوا استغفروا وإذا سافروا قصروا وأفطروا وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به همتهم أو قال مهمتهم لين الثياب طيب الطعام والفسوق في الكلام }}.

جامع الأحاديث: خير أمتى الذين إذا أساءوا استغفروا ، وإذا أحسنوا استبشروا وإذا سافروا قصروا.

صحيح البخارى: كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه و سلم عن صلاة فقال ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ).

سنن الترمذي: (( عن عمر بن حصين قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صلاة المريض ؟ فقال : صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب )).

تحفة الأحوذي: ( فإن لم تستطع فقاعدا ) قال الحافظ لم يبين كيفية القعود فيؤخذ من إطلاقه جوازه على أي صفة شاء المصلي. وقد اختلف في الأفضل فعن الأئمة الثلاثة يصلي متربعا وقيل يجلس مفترشا وقيل متوركا. ( فعلى جنب ) على جنبه الأيمن مستقبل القبلة بوجهه وهو حجة للجمهور في الانتقال من القعود إلى الصلاة على الجنب. وعن الحنفية وبعض الشافعية يستلقي على ظهره ويجعل على رجليه إلى القبلة.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عاد مريضا ، فرآه يصلي على وسادة ، فأخذها ، فرمى بها ، فأخذ عودا ليصلي عليه ، فأخذه فرمى به ، وقال : « صل على الأرض إن استطعت ، وإلا فأوم (1) إيماء (2) ، واجعل سجودك أخفض من ركوعك » . وفي رواية « إن أطقت أن تصلي على الأرض ، وإلا ». (1) الإيماء : الإشارة. (2) الإيماء : الإشارة بأعضاء الجسد كالرأس واليد والعين ونحوه.

سبل السلام: ومن حديث علي عليه السلام بلفظ "فإن لم تستطع أن تسجد أوم واجعل سجودك أخفض من ركوعك فإن لم يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيا رجلاه مما يلي القبلة". والحديث دليل على أنه لا يصلي الفريضة قاعدا إلا لعذر وهو عدم الاستطاعة ويلحق به ما إذا خشي ضررا لقوله تعالى: {وََمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}. وكذا قوله فإن لم تستطع فعلى جنب. وفي فتح الباري اختلف في الأفضل فعند الأئمة الثلاثة التربع وقيل مفترشا وقيل متوركا. وفي الآية {فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} وإن كان عدم الذكر لا ينفي الوجوب بدليل آخر وقد وجبت الصلاة على الإطلاق وثبت "إذا أمرتم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" فإذا استطاع شيئا مما يفعل في الصلاة وجب عليه لأنه مستطيع له.

مصنف ابن ابي شيبة: عَنْ عُقْبَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَنَسًا يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ سَالِمًا يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا. حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي مُتَرَبِّعًا وَمُتَّكِئًا.

السنن الكبرى للبيهقي: عن عائشة رضى الله عنها انها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى متربعا. وعن عامر بن عبد الله بن الزبير عن ابيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلوة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى الا ان ذلك في القعود للتشهد ولعل ذلك كان من شكوى والله اعلم

***************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صلاة التطوع

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= {{ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء : 78] }}. {{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [الإسراء : 79] }}.

الموسوعة الفقهية الكويتية: دلوك الشّمس زوالها وغسق اللّيل أوّل ظلمته ، فيدخل فيه صلاة الظّهر والعصر ، وقوله : { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ } أي وأقم قرآن الفجر وهو صلاة الفجر. فثبتت فرضيّة ثلاث صلوات بهذه الآية وفرضيّة صلاتي المغرب والعشاء ثبتت بدليل آخر. وقيل : دلوك الشّمس غروبها فيدخل فيها صلاة المغرب والعشاء ، وفرضيّة الظّهر والعصر ثبتت بدليل آخر .

الموسوعة الفقهية الكويتية: { ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك } أي نفلاً لك ، أي فضلاً : ( زيادةً ) عن فرائضك الّتي فرضتها عليك ، كما يدلّ على ذلك قوله تعالى : { قم اللّيل إلاّ قليلاً ، نصفه أو انقص منه قليلاً ، أو زد عليه }.

الاستذكار: {{ قوم إن صلاة الليل واجبة على النبي صلى الله عليه و سلم وسنة لأمته. وقال قوم أمره بقيام الليل وقوله تعالى ( نافلة لك ) أي فضيلة. ان عبد الله بن عمر كان يقول دلوك الشمس ميلها. وأن عبد الله بن عباس كان يقول دلوك الشمس إذا فاء الفيء وغسق الليل اجتماع الليل وظلمته. وأما غسق الليل فالأكثر على أنه أراد به صلاة العشاء. وقال غيره غسق الليل المغرب والعشاء. }}.

فقه السنة - مواقيت الصلاة : للصلاة أوقات محدودة لا بد أن تؤدى فيها، لقول الله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا): أي فرضا مؤكدا ثابتا ثبوت الكتاب. وقد أشار القرآن إلى هذه الاوقات فقال تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين). وفي سورة الاسراء: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل، وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا).

وفي سورة طه: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى). قال الحسن: (صلاة طرفي النهار): الفجر والعصر و (زلف الليل) قال: هما زلفتان، صلاة المغرب وصلاة العشاء. و(دلوك الشمس) زوالها، اي أقمها لاول وقتها هذا، وفيه صلاة الظهر، منتهيا إلى غسق الليل، وهو ابتداء ظلمته، ويدخل فيه صلاة العصر والعشاءين. (وقرآن الفجر): أي وأقم قرآن الفجر: أي صلاة الفجر، (مشهودا) تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.

********************************************

( فأعني على نفسك بكثرة السجود - عشر ركعات - وركعتين بعد الجمعة - لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين -

لا يدع أربعا قبل الظهر - ركعتا الفجر - أربع ركعات قبل الظهر وأربع - صلى قبل العصر أربعا - صلوا قبل المغرب ركعتين - ركعتين بعد غروب الشمس - قرأ في ركعتي الفجر - اضطجع على شقه الأيمن - صلاة الليل مثنى مثنى - الصلاة في جوف الليل - أفضل الصلاة - الوتر حق - ليس الوتر بحتم - بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر - كيف كانت صلاة رسول الله - من نام عن الوتر - يصلي الضحى - نعم البدعة هذه - البدعة بدعتان - ليدع العمل وهو يحب أن يعمله - الفقه القرطبي – قضل النوافل )

صحيح مسلم: حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي؛ قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتيته بوضوئه وحاجته. فقال لي "سل" فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال "أو غير ذلك؟" قلت: هو ذاك. قال "فأعني على نفسك بكثرة السجود".

صحيح البخارى: حفظت من النبي صلى الله عليه و سلم عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل صلاة . الصبح كانت ساعة لا يدخل على النبي صلى الله عليه و سلم فيها . حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر صلى ركعتين.

سنن الترمذي: {{ حفظت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر ركعات كان يصليها بالليل والنهار ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء الآخرة قال وحدثتني حفصة أنه كان يصلي قبل الفجر ركعتين }}. مسند أحمد بن حنبل: عن نافع عن بن عمر قال : صليت مع النبي صلى الله عليه و سلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته قال وحدثتني حفصة أنه كان يصلي ركعتين حين يطلع الفجر وينادي المنادي بالصلاة قال أيوب أراه قال خفيفتين وركعتين بعد الجمعة في بيته.

صحيح مسلم: عن حفصة؛ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا طلع الفجر، لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين.

صحيح البخارى: عن عائشة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة. [ ش. ( يدع ) يترك . ( أربعا ) أربع ركعات . ( الغداة ) صلاة الصبح ].

صحيح ابن خزيمة: (( عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي أربعا قبل الظهر وركعتين قبل العصر لا يدعهما قالت : وكان يقول : نعمة السورتان يقرأ بهما في ركعتين قبل الفجر { قل هو الله أحد } و { قل يا أيها الكافرون } )).

شرح النووي على مسلم - ( باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن ): ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة وفي حديث بن عمر قبل الظهر سجد سجدتين وكذا بعدها وبعد المغرب. وفي حديث أم حبيبة من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى له بهن بيت في الجنة. وعن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا. وجاء في أربع بعد الظهر حديث صحيح عن أم حبيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار. وعن بن مغفل أن النبي صلى الله عليه و سلم قال صلوا قبل المغرب قال في الثالثة لمن شاء.

جامع الاصول لابن الاثير: {{ (خ م د ت س) عائشة - رضي الله عنها - : قالت : « لم يكن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشدَّ تعاهدا منه على ركعتي الفجر ». وفي رواية : قالت: « ما رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أسرعَ منه إِلى ركعتين قبل الفجر». وأن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال : « رَكعتا الفجر خير من الدُّنيا وما فيها ». وأَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : في شأن الركعتين عند طلوع الفجر : «لهما أحبُّ إِليَّ من الدنيا جميعا ». « ركعتان قبل الفجر خير من الدنيا جميعا ». }}.

خلاصة الاحكام: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع أربعا قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة "رواه البخاري.

صحيح مسلم: عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". وعن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال، في شأن الركعتين عند طلوع الفجر "لهما أحب إلي من الدنيا جميعا".

سنن الترمذي: عن عنيسة بن أبي سفيان قال : سمعت أختي أم حبيبة زوجت النبي صلى الله عليه و سلم تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن أم حبيبة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من حافظ على أربع ركعات قبل صلاة الظهر وأربع بعدها حرم على جهنم » . وعن النبي صلى الله عليه وسلم : « رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا ».

صحيح ابن خزيمة: عن عبد الله المزني قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال : صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال عند الثالثة : لمن شاء خشي أن يحسبها الناس سنة. قال أبو بكر : هذا اللفظ من أمر مباح إذ لو لم يكن من أمر المباح لكان أقل الأمر أن يكون سنة إن لم يكن فرضا ولكنه أمر إباحة. والنبي صلى الله عليه و سلم قد كان زاجرا عن الصلاة بعد العصر حتى مغرب الشمس. فلما أمر بالصلاة بعد غروب الشمس صلاة تطوع كان ذلك الأمر إباحة.

صحيح ابن حبان: {{ أن عبد الله المزني حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى قبل المغرب ركعتين ثم قال : ( صلوا قبل المغرب ركعتين ) ثم قال عند الثالثة : ( لمن شاء ) خاف أن يحسبها الناس سنة }}.

سنن الدارقطني: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء خشية أن يتخذها الناس سنة.

مشكاة المصابيح: سألت أنس بن مالك عن التطوع بعد العصر فقال : كان عمر يضرب الأيدي على صلاة بعد العصر وكنا نصلي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب فقلت له : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما ؟ قال : كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا .

السنن الكبرى للبيهقي: سألت انس بن مالك رضى الله عنه عن الصلوة بعد العصر فقال كان عمر رضى الله عنه يضرب على الصلوة بعد العصر قال وكنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نصلى ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلوة المغرب فقلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما قال قد كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا. وعن انس بن مالك رضى الله عنه قال كنا بالمدينة فإذا اذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السوارى وركعوا ركعتين حتى ان الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب ان الصلوة قد صليت من كثرة من يصليها.

صحيح البخارى: عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب.

صحيح مسلم: عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (( عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب )).

تحفة الأحوذي: وأحاديث الباب تدل على مشروعية التخفيف. وخالف في ذلك الحنفية فذهبت إلى استحباب إطالة القراءة وهو مخالف لصرائح الأدلة. وعن عائشة أنها قالت كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي ركعتي الفجر فكان يقول نعم السورتان هما يقرأ بهما في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ولا ملازمة بين مطلق التخفيف والاقتصار على الفاتحة لأنه من الأمور النسبية. وقد اختلف في الحكمة في التخفيف لهما فقيل ليبادر إلى صلاة الفجر في أول الوقت وبه. وقيل ليستفتح صلاة النهار بركعتين خفيفتين كما يصنع في صلاة الليل ليدخل في الفرض أو ما يشابهه بنشاط واستعداد تام.

صحيح البخارى: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن. [ ش ( ركعتي الفجر ) أي سنة الفجر . ( اضطجع ) في منزله وليس بين المصلين في المسجد ].

خلاصة الاحكام: عن عائشة رضي الله عنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن ". "حتى يأتيه المؤذن للإقامة".

تحفة الأحوذي: عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن. وفي رواية كان إذا صلى ركعتي الفجر فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع.

سبل السلام: العلماء في هذه الضجعة بين مفرط ومفرط ومتوسط:

1- فأفرط جماعة من أهل الظاهر منهم ابن حزم ومن تابعه فقالوا بوجوبها، وأبطلوا صلاة الفجر بتركها، وذلك لفعله المذكور. والحق أنه تقوم به الحُجَّة إلا أنه صرف الأمر عن الوجوب ما ورد من عدم مداومته صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم على فعلها.

2- وفرط جماعة فقالوا بكراهتها واحتجوا بأن ابن عمر كان لا يفعل ذلك ويقول: "كفى بالتسليم". وبأنه كان يحصب من يفعلها، وقال ابن مسعود: "ما بال الرجل إذا صلى الركعتين تمعك كما يتمعك الحمار".

3- وتوسط فيها طائفة منهم مالك وغيره فلم يروا بها بأساً لمن فعلها راحة، وكرهوها لمن فعلها استناناً. ومنهم من قال باستحبابها على الإطلاق سواء فعلها استراحة أم لا.

4- قيل: وقد شرعت لمن يتجهد من الليل. لما أخرجه عبد الرزاق عن عائشة كانت تقول: "إن النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم لم يضطجع لسنة لكنه كان يدأب ليلة فيضطجع ليستريح منه".

5- المختار أنها سنة لظاهر حديث أبي هريرة. قلت: وهو الأقرب وحديث عائشة لو صح فغايته أنه إخبار عن فهمها، وعدم استمراره صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم عليها دليل سنيتها ثم إنه يسن على الشق الأيمن، فإن تعذر على الأيمن فإنه يوميء ولا يضطجع على الأيسر.

صحيح البخارى: سأل رجل النبي صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر ما ترى في صلاة الليل ؟ قال ( مثنى مثنى فإذا خشي الصبح صلى واحدة فأوترت له ما صلى ) . وإنه كان يقول اجعلوا آخر صلاتكم وترا فإن النبي صلى الله عليه و سلم أمر به. [ ش: ( ما ترى ) أعلمني عن حالها وحكمها . ( مثنى مثنى ) ركعتين ركعتين . ( خشي الصبح ) خلف طلوع الفجر . ( فأوترت ) جعلته وترا والوتر الفرد . ( آخر صلاتكم ) أي قبل النوم أو قبل طلوع الفجر ]. {{ وأن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صلاة الليل فقال رسول الله عليه السلام ( صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ). وعن نافع أن عبد الله بن عمر كان يسلم بين الركعة والركعتين في الوتر حتى يأمر ببعض حاجته. [ ش ( مثنى مثنى ) ركعتين ركعتين أي يصلي كل ركعتين بتشهد وسلام . ( خشي أحدكم الصبح ) خاف أن يطلع الفجر دون أن ينتبه . ( توتر ) تجعل صلاته وترا ] }}.

( صلاة الليل مثنى مثنى فإذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة توتر لك ما صليت ). قال القاسم ورأينا أناسا منذ أدركنا يوترون بثلاث وإن كلا لواسع أرجو أن لا يكون بشيء منه بأس. [ ش ( أدركنا ) عقلنا وبلغنا . ( لواسع ) لا حرج في الإيتار بواحدة أو ثلاث ].

سنن الدارمي: عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال : أفضل الصلاة بعد الفريضة الصلاة في جوف الليل.

شعب الإيمان: {{ عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: أفضل صيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم و أفضل الصلاة بعد الفريضة الصلاة في جوف الليل }}.

سبل السلام: "سئل رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: "الصلاة في جوف الليل". وفي حديث عمرو بن عبسة "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن". وفي حديثه "قلت: يا رسول الله أي الليل أسمع"؟ قال: "جوف الليل الآخر فصل ما شئت فإن الصلاة فيه مكتوبة مشهودة". والمراد من جوفه الآخر هو الثلث الآخر.

صحيح البخارى: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم اتخذ حجرة قال حسبت أنه قال من حصير في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته ناس من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليهم فقال ( قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ). [ ش: ( صنيعكم ) حرصكم على إقامة التراويح جماعة معي . ( المكتوبة ) المفروضة ].

صحيح مسلم: (( عن جابر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفضل الصلاة طول القنوت" )).

صحيح كنوز السنة النبوية: (أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة).

مشكل الآثار للطحاوي: أن زيد بن ثابت قال : « أفضل الصلاة صلاتكم في بيوتكم إلا صلاة الجماعة. ».

صحيح ابن حبان: أنه سمع أبا أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس فليوتر ومن أحب أن يوتر بثلاث فليوتر ومن أحب أن يوتر بواحدة فليوتر بها ومن شق عليه ذلك فليومىء إيماء ). و ( الوتر حق فمن شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر بواحدة ). و ( الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس فليوتر ومن أحب أن يوتر بثلاث فليوتر ومن أحب أن يوتر بواحدة فليوتر بها من غلبه ذلك فليومىء إيماء ).

سنن ابن ماجه: {{ عن أبي أيوب الأنصاري : - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الوتر حق . فمن شاء فليوتر بخمس . ومن شاء فليوتر بثلاث . ومن شاء فليوتر بواحدة ) }}.

سنن الدارقطني: عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الوتر حق فمن شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر بركعة ومن لم يستطع إلا أن يومئ فليومىء هكذا.

الفقه على المذاهب الأربعة للجزيرى: {{ إذا عجز عن الجلوس مطلقاً صلى مضطجعاً على جنبه متوجهاً إلى القبلة بصدره ووجه، ويسن أن يكون الاضطجاع على جنبه الأيمن، فإن لم يستطع فعلى جنبه الأيسر ويركع ويسجد وهو مضطجع إن قدر على الركوع والسجود، وإلا أومأ لهما، فإن عجز عن الاضطجاع صلى مستلقياً على ظهره، ويكون باطناً قدميه للقبلة، ويجب رفع رأسه وجوباً بنحو وسادة ليتوجه للقبلة بوجهه، ويومئ برأسه لركوعه وسجوده؛ ويجب أن يكون إيماؤه للسجود أخفض من إيمائه للركوع إن قدر، وإلا فلا، فإن عجز عن الإيماءء برأسه أومأ بأجفانه، ولا يجب حينئذ أن يكون الإيماء للسجود أخفض من الركوع، فإن عجز عن ذلك كله أجرى أركان الصلاة على قلبه) }}.

سنن النسائي الكبرى: عن عاصم بن ضمرة عن علي قال ليس الوتر بحتم مثل المكتوبة ولكنها سنة سنها رسول الله صلى الله عليه و سلم.

سبل السلام: وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قام في شهر رمضان ثم انتظروه من القابلة فلم يخرج، وقال: إني خشيت أن يكتب عليكم الوتر.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الوتر حق على كل مسلم ، فمن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل » }}.

مشكل الآثار للطحاوي: عن خارجة بن حذافة العدوي ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الله تعالى قد أمركم بصلاة خير لكم من حمر النعم ، ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، الوتر الوتر ». النعم : الإبل والشاء ، وقيل الإبل خاصة.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم ، وهي لكم ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، الوتر الوتر » )).

صحيح ابن حبان: عن ابن محيريز عن المخدجي وهو - أبو رفيع - أنه قال لعباد بن الصامت : يا أبا الوليد إن أبا محمد - رجل من الأنصار كانت له صحبة - يزعم أن الوتر حق قال : كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( من جاء بالصلوات الخمس قد أكملهن لم ينقص من حقهن شيئا كان له عند الله عهد أن لا يعذبه ومن جاء بهن وقد انتقص من حقهن شيئا فليس له عند الله عهد إن شاء رحمه وإن شاء عذبه ).

صحيح البخارى: أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان ؟ فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا . قالت عائشة فقلت يارسول الله أتنام قبل أن توتر ؟ . فقال ( يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي ). [ ش: ( فلا تسل عن حسنهن وطولهن ) أي لكمال حسنهن وطولهن مستغنيات عن السؤال عن وصفهن . ( أن توتر ) تصلي الوتر . ( ولا ينام قلبي ) بل هو يقظ حاضر مع الله عز و جل فأملك القيام في أي وقت وأنتبه قبل فوات وقت الوتر ]. وأنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان ؟ قالت ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وكولهن ثم يصلي ثلاثا فقلت يا رسول الله تنام قبل أن توتر ؟ قال ( تنام عيني ولا ينام قلبي ).

صحيح مسلم: أتيت عائشة فقلت: أي أمه! أخبرني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: كانت صلاته، في شهر رمضان وغيره، ثلاث عشرة ركعة بالليل. منها ركعتا الفجر. وسمعت عائشة تقول: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل عشر ركعات. ويوتر بسجدة. ويركع ركعتي الفجر. فتلك ثلاث عشرة ركعة. وقالت: كان ينام أول الليل ويحي آخره. ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته. ثم ينام. فإذا كان عند النداء الأول (قالت) وثب. (ولا والله! ما قالت: قام) فأفاض عليه الماء. (ولا والله! ما قالت: اغتسل. وأنا أعلم ما تريد) وإن لم يكن جنبا توضأ وضوء الرجل للصلاة. ثم صلى الركعتين. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل. حتى يكون آخر صلاته الوتر.

سنن ابن ماجه: عن أبي سعيد قال : - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا أصبح أوذكره ) .

سنن الترمذي: عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا ذكر وإذا استيقظ.

تحفة الأحوذي: قوله ( من نام عن وتره فليصل إذا أصبح ) قال بن الملك أي فليقض الوتر بعد الصبح متى اتفق وإليه ذهب الشافعي في أظهر قوليه. وقال مالك وأحمد لا يقضي الوتر بعد الصبح . قلت مذهب الشافعي موافق لهذا الحديث وهو حجة على مالك وأحمد.

صحيح مسلم: عن عائشة. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا. ويزيد ما شاء الله. وما أخبرني أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ. فإنها حدثت؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة. فصلى ثماني ركعات. ما رأيته صلى صلاة قط أخف منها. غير أنه كان يتم الركوع والسجود. وعن ابن شهاب. قال: حدثني ابن عبدالله بن الحارث؛ أن أباه عبدالله بن الحارث بن نوفل قال: سألت وحرصت على أن أجد أحدا من الناس يخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى. فلم أجد أحدا يحدثني ذلك. غير أن أم هانئ بنت أبي طالب، أخبرتني؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى، بعد ما ارتفع النهار، يوم الفتح. فأتي بثوب فستر عليه. فاغتسل. ثم قام فركع ثماني ركعات. لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده. كل ذلك منه متقارب. قالت: فلم أره سبحها قبل ولا بعد.

صحيح البخارى: {{ دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى قال فسألناه عن صلاتهم فقال بدعة . ( بدعة ) البدعة هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ومراد ابن عمر رضي الله عنه أن اجتماع الناس في المسجد على صلاة الضحى بدعة لا صلاة الضحى نفسها فإنها سنة . وخرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله. [ ش ( أوزاع ) جماعات . ( الرهط ) من ثلاثة إلى عشرة . ( أرى ) واجتهاده هذا من إقراره صلى الله عليه و سلم للذين صلوا خلفه ولكنه لم يستمر بهم خشية أن تفرض عليهم ( أمثل ) أفضل . ( فجمعهم على أبي ) جعله إماما لهم . ( البدعة ) سماها بدعة لأنها لم يسنها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال نعم البدعة هذه ليدل على فضلها وأن من البدع ما هو مستحسن ومقبول إن كان يندرج تحت مستحسن في الشرع . ( ينامون عنها ) أي إذا ناموا ولم يصلوا التراويح ثم قاموا آخر الليل فصلوا فهو أفضل ]. }}.

جامع العلوم والحكم: سمعتُ الشافعي يقول : البدعة بدعتان : بدعةٌ محمودةٌ ، وبدعة مذمومةٌ ، فما وافق السنة فهو محمودٌ ، وما خالف السنة فهو مذمومٌ . واحتجَّ بقول عمر : نعمت البدعة هي .

صحيح البخارى: إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم وما سبح رسول الله صلى الله عليه و سلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها. ( سبح ) تنفل . ( سبحة الضحى ) صلاة الضحى . ( لأسبحها ) لأصليها لأنها ترى أنه صلى الله عليه و سلم لم يصليها - حسب علمها - تخفيفا على الأمة ]:

سنن النسائي الكبرى: عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي سبحة الضحى قط وإني لأسبحها وإن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم.

سنن ابن ماجه: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة ) .

الفقه القرطبي – قضل النوافل

)))))))))))))))))))))))))))))))

1- صحيح البخارى: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ). (( ش ( وليا ) هو العالم بدين الله تعالى المواظب على طاعته المخلص في عبادته . ( آذنته بالحرب ) أعلمته بالهلاك والنكال . ( مما افترضت عليه ) من الفروض العينية وفروض الكفاية . ( كنت سمعه . . ) أحفظه كما يحفظ العبد جوارحه من التلف والهلاك وأوفقه لما فيه خيره وصلاحه وأعينه في المواقف وأنصره في الشدائد . ( استعاذني ) استجار بي مما يخاف ( ما ترددت ) كناية عن اللطف والشفقة وعدم الإسراع بقبض روحه ( مساءته ) إساءته بفعل ما يكره ] )).

2- صحيح كنوز السنة النبوية: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة عن عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنصح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضته قال الله تعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع يكمل به ما أنتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك) صحيح ترمذي وغيره.

************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صلاة الجمعة

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [الجمعة : 9 - 11] }}.

تفسير القرطبي: = "إنما سميت جمعة لأن الله جمع فيها خلق آدم". وقيل : لأن الله تعالى فرغ فيها من خلق كل شيء فاجتمعت فيها المخلوقات. وقيل : لتجتمع الجماعات فيها. وقيل : لاجتماع الناس فيها للصلاة.

= جمع أهل المدينة من قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وقبل أن تنزل الجمعة ؛ وهم الذين سموها الجمعة.

= قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا حتى نزل بقباء ، على بني عمرو بن عوف يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين اشتد الضحى. ومن تلك السنة يعد التاريخ. فأقام بقباء إلى يوم الخميس وأسس مسجدهم. ثم خرج يوم الجمعة إلى المدينة ؛ فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم قد اتخذ القوم في ذلك الموضع مسجدا ؛ فجمع بهم وخطب.

= كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين ، حتى كان يوم جمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، وقد صلى الجمعة ، فدخل ، رجل فقال : إن دحية بن خليفة الكلبي قدم بتجارة ، وكان دحية إذا قدم تلقاه أهله بالدفاف ؛ فخرج الناس فلم يظنوا إلا أنه ليس في ترك الخطبة شيء ؛ فأنزل الله عز وجل : {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا}. فقدم النبي صلى الله عليه وسلم الخطبة يوم الجمعة وأخر الصلاة.

*****************************************

( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات - ثم ننصرف وليس للحيطان ظل - ما كنا نقيل ولا نتغدى - يخطب قائما يوم الجمعة - من أدرك ركعة - كان يخطب قائما - من يهده الله فلا مضل له - وقصر خطبته - فقد لغوت - قم فصل ركعتين - سورة الجمعة والمنافقين - رخص في الجمعة - الجمعة فليصل بعدها أربعا - فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج - غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى - فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم - النصاب الذين بهم تقوم الجمعة - الجمعة حق واجب - ليس على مسافر جمعة - إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا - فقام متوكئا على عصا - الفقه القرطبي- صلاة الجمعة )

صحيح مسلم: حدثني الحكم بن ميناء ؛ أن عبدالله بن عمر وأبا هريرة حدثاه ؛ أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، على أعواد منبره: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات, أو ليختمن الله على قلوبهم. ثم ليكونن من الغافلين".

مشكل الآثار للطحاوي: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : « لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات ، أو ليختمن الله على قلوبهم ، أو ليكونن من الغافلين »

صحيح البخارى: حدثني أبي حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع قال حدثني أبي وكان من أصحاب الشجرة قال : كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم الجمعة ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل فيه. [ ش: ( ظل . . ) أي يصلح لأن يستظل فيه وهو دليل التعجيل بصلاة الجمعة أول الوقت ].

خلاصة الاحكام: {{ وعن سلمة بن الأكوع، رضي الله عنه قال: "كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل به ". و"كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس، ثم نرجع نتبع الفيء" }}.

فتح الباري - ابن حجر: وليس للحيطان ظل نستظل فيه استدل به لمن يقول بأن صلاة الجمعة تجزئ قبل الزوال لأن الشمس إذا زالت ظهرت الظلال وأجيب بأن النفي إنما تسلط على وجود ظل يستظل به لا على وجود الظل مطلقا والظل الذي يستظل به لا يتهيأ إلا بعد الزوال بمقدار يختلف في الشتاء والصيف

صحيح مسلم: عن سهل ؛ قال: ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة. (زاد ابن حجر) في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. شرح النووي على مسلم: {{ لا تجوز الجمعة إلا بعد زوال الشمس ولم يخالف في هذا إلا أحمد بن حنبل واسحاق فجوازها قبل الزوال. وحمل الجمهور هذه الأحاديث على المبالغة في تعجيلها وأنهم كانوا يؤخرون الغداء والقيلولة في هذا اليوم إلى ما بعد صلاة الجمعة لأنهم ندبوا إلى التبكير إليها فلو اشتغلوا بشيء من ذلك قبلها خافوا فوتها أو فوت التبكير إليها }}.

تحفة الأحوذي: وعن عبد الله بن سيدان قال شهدت الجمعة مع أبي بكر فكانت صلاته وخطبته قبل نصف النهار وشهدتها مع عمر رضي الله عنه فكانت صلاته وخطبته إلى أن أقول قد انتصف النهار.

صحيح مسلم: عن جابر بن عبدالله: أن النبي صلى الله عليه وسلم كا ن يخطب قائما يوم الجمعة. فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها. حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا. فأنزلت هذه الآية التي في الجمعة: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}. [62 /الجمعة /الآية 11].

خلاصة الاحكام: {{ عن جابر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا فأنزلت هذه الآية: {{وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}}". وفي رواية لمسلم: "إلا اثنا عشر رجلا فيهم أبو بكر، وعمر" }}.

شرح النووي على مسلم: تنعقد الجمعة باثنى عشر رجلا وأجاب أصحاب الشافعي وغيرهم ممن يشترط أربعين بأنه محمول على أنهم رجعوا أو رجع منهم تمام أربعين فأتم بهم الجمعة.

سنن ابن ماجه: عن ابن عمر قال : - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من أدرك ركعة من صلاة الجمعة أو غيرها فقد أدرك الصلاة ) .

الإلملم بأحاديث الأحكام: {{ قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} من أدرك ركعة من صلاة الجمعة أ وغيرها فليضف إليها ركعة أخرى وقد تمت صلاته }}.

تحفة الأحوذي: والأصح عندي ما ذهب إليه أبو حنيفة من أن من أدرك مع الإمام شيئا من صلاة الجمعة ولو في التشهد يصلي ما أدرك معه ويتم الباقي ولا يصلي الظهر لإطلاق ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا الاستذكار: {{ أن مالكا والشافعي وأصحابهما والثوري وأحمد بن حنبل قالوا من أدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الإمام صلى إليها أخرى ومن لم يدرك ركعة تامة معه صلى أربعا. وقال أحمد بن حنبل إذا فاته الركوع صلى أربعا وإذا أدرك ركعة صلى إليها أخرى. حدثنا الأوزاعي قال سألت الزهري عن رجل فاتته خطبة الإمام يوم الجمعة وأدرك الصلاة فقال حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها ). وروى بن عيينة عن معمر قال سألت الزهري عن الرجل يدرك من الجمعة ركعة فقال يضيف إليها أخرى لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة. }}.

نيل الأوطار: وأخرج الدارقطني: ( إذا أدرك أحدكم الركعتين يوم الجمعة فقد أدرك وإذا أدرك ركعة فليركع إليها أخرى ).

صحيح مسلم: أنبأني جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما. ثم يجلس. ثم يقوم فيخطب قائما. فمن نبأك أنه كان يخطب جالسا فقد كذب، فقد، والله ! صليت معه أكثر من ألفي صلاة.

صحيح ابن خزيمة: {{ عن جابر بن سمرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يخطب قائما ويجلس بين الخطبتين ويتلو آية من القرآن وكانت خطبته قصدا وصلاته قصدا غير أن الحسن قال : وكان يتلو على المنبر في خطبته آية من القرآن }}.

المستدرك للحاكم: عن جابر بن سمرة السوائي قال : من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخطب جالسا على المنبر فكذبه فأنا شهدته كان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى قال : قلت كيف كانت خطبته ؟ قال : كلام يعظ به الناس و يقرأ آيات من كتاب الله ثم ينزل و كانت قصدا يعني خطبته وكانت صلاته قصدا بنحو : الشمس و ضحاها و السماء و الطارق إلا صلاة الغداة و صلاة الظهر كان يؤذن بلال حيث تدحض الشمس فإذا جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم أقام و إلا سكت حتى يخرج و العصر نحوا مما تصلون و المغرب نحوا مما تصلون و العشاء الآخرة يؤخرها عن صلاتكم قليلا

شرح النووي على مسلم: (( وكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا لأن المراد بالحديث الذي نحن فيه أن الصلاة تكون طويلة بالنسبة إلى الخطبة لا تطويلا يشق على المأمومين وهي حينئذ قصد أي معتدلة والخطبة قصد بالنسبة إلى وضعها )).

صحيح مسلم: سمعت جابر بن عبدالله يقول: كانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة. يحمد الله ويثني عليه .ثم يقول على إثر ذلك، وقد علا صوته. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس. يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله. ثم يقول: "من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. وخير الحديث كتاب الله".

سنن النسائي الكبرى: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في خطبته يحمد الله ويثني عليه بما هو له أهل ثم يقول: من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم يقول بعثت أنا والساعة كهاتين وكان إذا ذكر الساعة احمرت وجنتاه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه نذير جيش صبحتكم مساتكم ثم قال من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي أو علي وأنا ولي المؤمنين.

صحيح مسلم: خطبنا عمار. فأوجز وأبلغ. فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان ! لقد أبلغت وأوجزت. فلو كنت تنفست ! فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه. فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة. وإن من البيان سحرا".

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن عمار بن ياسر ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقه الرجل ، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة » وهكذا استحب الشافعي في القديم أن يكون كلامه خفيفا ، وصلاته أطول من كلامه . وروينا عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرد الكلام كسردكم هذا ، كان كلامه بينه فصل ، يحفظه كل من سمعه.

مشكاة المصابيح: وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليس له جمعة "

صحيح البخارى: أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت ). [ ش: ( لغوت ) تركت الأدب وسقط ثواب جمعتك ].

صحيح البخارى: سمع جابرا قال دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه و سلم يخطب فقال ( أصليت ) . قال لا قال ( قم فصل ركعتين ).

صحيح ابن خزيمة: {{ وفي أخبار جابر في قصة سليك قال النبي صلى الله عليه و سلم : أصليت ؟ قال : لا قال : قم فصل ركعتين ثم قال صلى الله عليه و سلم : إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والأمام يخطب فليصل ركعتين. ففي هذه الأخبار كلها دلالة على أن الخطبة ليست بصلاة وأن للخاطب أن يتكلم في خطبته بالأمر والنهي وما ينوب المسلمين ويعلمهم من أمر دينهم }}

سبل السلام: أنه صلى الله عليه وآله وسلم نهى الرجل أن يقول لصاحبه والخطيب يخطب أنصت وهو أمر بمعروف وجوابه: أن هذا أمر الشارع وهذا أمر الشارع، فلا تعارض بين أمريه، بل القاعد ينصت والداخل يركع التحية وبإطباق أهل المدينة خلفاً عن سلف، على منع النافلة حال الخطبة. وأما حديث ابن عمر عند الطبراني في الكبير مرفوعاً بلفظ: "إذا دخل أحدكم المسجد والإمام يخطب فلا صلاة ولا كلام حتى يفرغ الإمام" ففيه أيوب بن نهيك متروك وضعفه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطىء. وقد أخذ من الحديث أنه يجوز للخطيب أن يقطع الخطبة باليسير من الكلام، وأجيب عنه بأنه هذا الذي صدر منه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم من جملة الأوامر التي شرعت لها الخطبة، وأمره صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بها دليل على وجوبها.

صحيح مسلم: عن ابن عباس, أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر، يوم الجمعة: الم تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان حين من الدهر. وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ، في صلاة الجمعة، سورة الجمعة والمنافقين.

صحيح ابن خزيمة: {{ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في يوم الجمعة مع سورة الجمعة ؟ فكتب إليه : أنه كان يقرأ بـ { هل أتاك حديث الغاشية }. و قال المخزومي في حديثه : يسأله ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في صلاة الجمعة فكتب إليه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرأ { سورة الجمعة } و { هل أتاك حديث الغاشية }. }}.

خلاصة الاحكام: وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين، وفي الجمعة {{سبح اسم ربك الأعلى}}، و {{هل أتاك حديث الغاشية}}، قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد، يقرأ بهما أيضاً في الصلاتين ".

سنن ابن ماجه: {{ سمعت رجلا سأل زيد بن أرقم هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عيدين في يوم ؟ قال نعم . قال فكيف كان يصنع ؟ قال صلى العيد . ثم رخص في الجمعة . ثم قال ( من شاء أن يصلي فليصل ) }}.

المستدرك للحاكم: عن إياس بن أبي رملة الشامي قال : شهدت معاوية بن أبي سفيان و هو يسأل زيد بن أرقم : هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عيدين اجتمعا في يوم ؟ قال : نعم قال : كيف صنع ؟ قال : صلى العيد ثم رخص في الجمعة فقال : من شاء أن يصلي فليصل.

سبل السلام: {{ أبي هريرة أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه عن الجمعة وإنا مجمعون". وأخرجه ابن ماجه والحاكم من حديث أبي صالح، وفي إسناده بقية وصحح الدارقطني وغيره إرساله، وفي الباب عن ابن الزبير من حديث عطاء: "أنه ترك ذلك، وأنه سأل ابن عباس فقال: أصاب السنة". والحديث دليل على أن صلاة الجمعة بعد صلاة العيد تصير رخصة يجوز فعلها وتركها وهو خاص بمن صلى العيد دون من لم يصلها. وذهب عطاء إلى أنه يسقط فرضها عن الجميع لظاهر قوله: "من شاء أن يصلي فليصل". ولفعل ابن الزبير فإنه صلى بهم في يوم عيد صلاة العيد يوم الجمعة، قال عطاء: ثم جئنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا فصلينا وحدانا، قال: وكان ابن عباس في الطائف، فلما قدم ذكرنا له ذلك فقال: أصاب السنة وعنده أيضاً أنه يسقط فرض الظهر ولا يصلي إلى العصير". و عن ابن الزبير: "أنه قال عيدان اجتمعا في يوم واحد فجمعهما فصلاهما ركعتين بكرة لم يزد عليهما حتى صلى العصر". }}.

صحيح مسلم: عن أبي هريرة ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا". وعن أبي هريرة ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا أربعا" (زاد عمرو في روايته: قال ابن إدريس: قال سهيل) فإن عجل بك شيء فصل ركعتين في المسجد، وركعتين إذا رجعت".

سبل السلام: وعن أبي هريرة ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا". و حدثنا ليث عن نافع، عن عبدالله, أنه كان، إذا صلى الجمعة، انصرف فسجد سجدتين في بيته. ثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعاً" : الحديث دليل على شرعية أربع ركعات بعد الجمعة والأمر بها وإن كان ظاهره الوجوب، إلا أنه أخرجه عنه ما وقع في لفظه من رواية ابن الصباح: "من كان مصلياً بعد الجمعة فليصل أربعاً". فدل على أن ذلك ليس بواجب والأربع أفضل من الاثنتين لوقوع الأمر بذلك وكثرة فعله لها صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم. قال في الهدي النبوي: وكان صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إذا صلى الجمعة دخل منزله وصلى ركعتين سنتها، وأمر من صلاها أن يصلي بعدها أربعاً، قال شيخنا ابن تيمية: إن صلى في المسجد صلى أربعاً وإن صلى في بيته صلى ركعتين.

صحيح مسلم: أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب، ابن أخت نمر، يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة. فقال: نعم. صليت معه الجمعة في المقصورة. فلما سلم الإمام قمت في مقامي. فصليت. فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعت. إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذك. أن لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك ، أن لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج .

صحيح مسلم: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اغتسل، ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدر له. ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته. ثم يصلي معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام". وعن أبي هريرة ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء. ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت. غفر له مابينه وبين الجمعة. وزيادة ثلاثة أيام. ومن مس الحصى فقد لغا".

صحيح كنوز السنة النبوية: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع، وأنصت ولم يلغ، كان له بكل خطوةٍ يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنةٍ، أجر صيامها وقيامها). و قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت وغفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا).

صحيح البخارى: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر يوم الجمعة فقال : ( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه ) . وأشار بيده يقللها. [ ش: ( ساعة ) فترة زمنية قصيرة . ( يوافقها ) يصادفها بدعائه وعبادته ]

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « ذكر يوم الجمعة فقال : » فيه ساعة لا يوافقها إنسان مسلم ، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه « وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده يقللها }}.

فتح الباري - ابن حجر: عن أبي سلمة قال قلت يا أبا سعيد ان أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فقال سألت عنها النبي صلى الله عليه و سلم فقال اني كنت اعلمتها ثم انسيتها كما انسيت ليلة القدر.

شرح النووي على مسلم: وهي ساعة خفيفة: وأشار بيده يقللها. وفي رواية: عن أبي موسى الأشعري أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضي الصلاة. واختلف السلف في وقت هذه الساعة وفي معنى قائم يصلي فقال بعضهم هي من بعد العصر إلى الغروب قالوا ومعنى يصلي يدعو ومعنى قائم ملازم ومواظب كقوله تعالى ما دمت عليه قائما وقال آخرون هي من حين خروج الإمام إلى فراغ الصلاة وقال آخرون من حين تقام الصلاة حتى يفرغ والصلاة عندهم على ظاهرها وقيل من حين يجلس الإمام على المنبر حتى يفرغ من الصلاة وقيل آخر ساعة من يوم الجمعة. وقيل عند الزوال وقيل من الزوال إلى أن يصير الظل نحو ذراع وقيل هي مخفية في اليوم كله كليلة القدر وقيل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. والصحيح بل الصواب ما رواه مسلم من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضي الصلاة.

سبل السلام: اختلف العلماء في النصاب الذين بهم تقوم الجمعة:

1- فذهب إلى وجوبها على الأربعين لا على من دونهم عمر بن عبد العزيز والشافعي وفي كون الإمام أحدهم وجهان عند الشافعية.

2- وذهب أبو حنيفة إلى أنها تنعقد بثلاثة مع الإمام وهو أقل عدد تنعقد به فلا تجب إذا لم يتم هذا القدر مستدلين بقوله تعالى: { فَاسَعَوْا } قالوا: والخطاب للجماعة بعد النداء للجمعة وأقل الجمع ثلاثة فدل على وجوب السعي على الجمعة للجمعة بعد النداء لها والنداء لا بدّ له من مناد فكانوا ثلاثة مع الإمام ولا دليل على اشتراط ما زاد على ذلك.

3- قلت: والحق أن شرطية أي شيء في أي عبادة لا يكون إلا عن دليل ولا دليل هنا على تعين عدد لا من الكتاب ولا من السنة. والاثنان أقل ما تتم به الجماعة لحديث "الإثنان جماعة". والذي نقل حال النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أنه كان يصليها في جمع كثير غير موقوف على عدد يدل على أن المعتبر وهو الجمع الذي يحصل به الشعار ولا يكون إلا في كثرة يغيظ بها المنافق ويكيد بها الجاحد ويسر بها المصدق.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة : عبد مملوك ، أو امرأة ، أو صبي ، أو مريض ».

المستدرك للحاكم: (( عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة : عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض )).

المعجم الأوسط: عن بن عمر قال قال رسول الله ليس على مسافر جمعة.

سبل السلام: عن ابن عمر أخرجه الطبراني في الأوسط بلفظ "ليس على مسافر جمعة" وفيه أيضاً من حديث أبي هريرة مرفوعاً "خمسة لا جمعة عليهم المرأة والمسافر والعبد والصبي وأهل البادية"..

سنن الترمذي: عن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا.

مشكاة المصابيح: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا .

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أكان النبي صلى الله عليه وسلم « يقوم على عصا إذا خطب ؟ قال : نعم . كان يعتمد عليها اعتمادا » وروينا ، عن الحكم بن حزن ، أنه شهد الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقام متوكئا على عصا أو قوس ، فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ، ثم قال : « أيها الناس إنكم لن تطيقوا أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به ، ولكن سددوا وأبشروا » .

الفقه القرطبي- صلاة الجمعة

))))))))))))))))))))))))))))))

1- حكم صلاة الجمعة: فرض الله تعالى الجمعة على كل مسلم ردا على من يقول : إنها فرض على الكفاية ؛ ونقل عن بعض الشافعية. ونقل عن مالك من لم يحقق : أنها سنة. وجمهور الأمة والأئمة أنها فرض على الأعيان ؛ لقول الله تعالى : {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ". وهذا حجة واضحة في وجوب الجمعة وفرضيتها وفي سنن ابن ماجة عن أبي الجعد الضمري - وكانت له صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من ترل الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه". إسناده صحيح. وحديث جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع الله على قلبه". ابن العربي : وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "الرواح إلى الجمعة واجب على كل مسلم".

2- الاذان للجمعة: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في سائر الصلوات ؛ يؤذن واحد إذا جلس النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر. وكذلك كان يفعل أبو بكر وعمر وعلي بالكوفة. ثم زاد عثمان على المنبر أذانا ثالثا على داره التي تسمى "الزوراء" حين كثر الناس بالمدينة. فإذا سمعوا أقبلوا ؛ حتى إذا جلس عثمان على المنبر أذن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يخطب عثمان. وعن السائب بن يزيد قال : ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مؤذن واحد ؛ إذا خرج أذن وإذا نزل أقام. وأبو بكر وعمر كذلك. فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على دار في السوق يقال لها "الزوراء" ؛ فإذا خرج أذن وإذا نزل أقام. ( والاذان الثالث بدعة حسنة ).

3- العدد الذى تنعقد به الجمعة: فقال الحسن : تنعقد الجمعة باثنين.

وقال الليث وأبو يوسف ، تنعقد بثلاثة.

وقال سفيان الثوري وأبو حنيفة : بأربعة.

وقال ربيعة : باثني عشر رجلا.

وقال الشافعي : بأربعين رجلا.

وقال مالك : إذا كانت قرية فيها سوق ومسجد فعليهم الجمعة من غير اعتبار عدد.

وكتب عمر بن عبدالعزيز : أي قرية اجتمع فيها ثلاثون بيتا فعليهم الجمعة.

4- اجتماع الجمعة والعيد في يوم واحد: لا تسقط الجمعة لكونها في يوم عيد, خلافا لأحمد بن حنبل فإنه قال : إذا اجتمع عيد وجمعة سقط فرض الجمعة ؛ لتقدم العيد عليها واشتغال الناس به عنها. وتعلق في ذلك بما روي أن عثمان أذن في يوم عيد لأهل العوالي أن يتخلفوا عن الجمعة.

والدليل لعدم سقوط الجمعة يوم العيد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة : بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} قال وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين.

****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صلاة الخوف

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= {{ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً [النساء : 102] }}.

*********************************************

( فقامت طائفة معه تصلي وأقبلت طائفة على العدو - اختلفوا فيها اختلافا كثيرا لاختلاف الآثار في سبع صفات )

صحيح البخارى: أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل نجد فوازينا العدو فصاففنا لهم فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي لنا فقامت طائفة معه تصلي وأقبلت طائفة على العدو وركع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمن معه وسجد سجدتين ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل فجاؤوا فركع رسول الله صلى الله عليه و سلم بهم ركعة وسجد سجدتين ثم سلم فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجدتين. وعن صالح بن خوات عمن شهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم ذات الرقاع صلى صلاة الخوف أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم. قال مالك وذلك أحسن ما سمعت في صلاة الخوف. [ ش: ( عمن شهد ) قيل هو سهل بن أبي حثمة وقيل هو خوات أبو صالح رضي الله عنهما . وقيل سمعه منهما . ( وجاه ) مواجههم ومحاذيهم . ( أحسن ما سمعت ) في كيفية صلاة الخوف ].

صحيح مسلم: (( أن طائفة صفت معه. وطائفة وجاه العدو. فصلى بالذين معه ركعة. ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم. ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو. وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت. ثم ثبت جالسا. وأتموا لأنفسهم.ثم سلم بهم ))

بداية المجتهد ونهاية المقتصد: اختلف العلماء في جواز صلاة الخوف بعد النبي عليه الصلاة والسلام وفي صفتها، فأكثر العلماء على أن صلاة الخوف جائزة لعموم قوله تعالى {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا} الآية. ولما ثبت ذلك من فعله عليه الصلاة والسلام وعمل الأئمة والخلفاء بعده بذلك.

= وشذ أبو يوسف من أصحاب أبي حنيفة فقال: لا تصلى صلاة الخوف بعد النبي صلى الله عليه وسلم بإمام واحد، وإنما تصلى بعده بإمامين يصلي واحد منهما بطائفة ركعتين ثم يصلي الآخر بطائفة أخرى وهي الحارسة ركعتين أيضا وتحرس التي قد صلت. ( وتلك الصلاة ارجها في زماننا للاختلاف اسلحة القتال, زالتي يحسن عدم تجمع المقاتليت معا في مكان واحد ).

= وصلاة الخوف تؤخر عن وقت الخوف إلى وقت الأمن كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق.

= وأما صفة صلاة الخوف فإن العلماء اختلفوا فيها اختلافا كثيرا لاختلاف الآثار في سبع صفات:

1- صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفة صفت معه وصفت طائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاتهم، ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم.

2- وروى مالك هذا الحديث بعينه: لما قضى الركعة بالطائفة الثانية سلم ولم ينتظرهم حتى يفرغوا من الصلاة.

3- صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بطائفة وطائفة مستقبلوا العدو، فصلى بالذين معه ركعة وسجدتين وانصرفوا ولم يسلموا فوقفوا بإزاء العدو، ثم جاء الأخرون فقاموا معه فصلى بهم ركعة ثم سلم فقام هؤلاء فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا وذهبوا، فقاموا مقام أولئك مستقبلي العدو، ورجع أولئك إلى مراتبهم فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا ".

4- "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غفلة لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة، فأنزل الله آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرت العصر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة والمشركون أمامه فصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صف واحد وصف بعد ذلك صف آخر، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعا ثم سجد وسجد الصف الذي يليه وقام الآخر يحرسونهم فلما صلى هؤلاء سجدتين وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفه ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدم الصف الآخر إلى مقام الصف الأول ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعا، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه سجد الآخرون ثم جلسوا جميعا فسلم بهم جميعا" وهذه الصلاة صلاها بعسفان وصلاها يوم بني سليم.

5- كنا مع سعيد بن العاصي بطبرستان، فقام فقال: أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ قال حذيفة: أنا، فصلى بهؤلاء ركعة وبهؤلاء ركعة ولم يقضوا شيئا". وعن ابن عباس في معناه أنه قال "الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربع وفي السفر ركعتان وفي الخوف ركعة واحدة" وأجاز هذه الصفة الثوري.

6- وحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بكل طائفة من الطائفتين ركعتين ركعتين، وبه كان يفتي الحسن، وفيه دليل على اختلاف نية الإمام والمأموم لكونه متما، وهم مقصرون.

7- عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال: يتقدم الإمام وطائفة من الناس فيصلي بهم ركعة. وتكون طائفة منهم بينه وبين العدو لم يصلوا، فإذا صلى الذين معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا معه ولا يسلمون، ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه ركعة، ثم ينصرف الإمام وقد صلى ركعتين تتقدم كل واحدة من الطائفتين فيصلون لأنفسهم ركعة ركعة بعد أن ينصرف الإمام فتكون كل واحدة من الطائفتين قد صلت ركعتين، فإن كان خوف أشد من ذلك صلوا رجالا قياما على أقدامهم، أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها. وقال أبو عمر: الحجة لمن قال بحديث ابن عمر هذا أنه ورد بنقل الأئمة أهل المدينة وهم الحجة في النقل على من خالفهم، وهي أيضا مع هذا أشبه بالأصول، لأن الطائفة الأولى والثانية لم يقضوا الركعة إلا بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة وهو المعروف من سنة القضاء المجتمع عليها في سائر الصلوات. وأكثر العلماء على ما جاء في هذا الحديث من أنه إذا اشتد الخوف جاز أن يصلوا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها، وإيماء من غير ركوع ولا سجود. وخالف في ذلك أبو حنيفة فقال: لا يصلي الخائف إلا إلى القبلة، ولا يصلي أحد في حال المسايفة.

صحيح ابن خزيمة: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال : أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف ؟ فقال حذيفة : أنا قال : فقام حذيفة فصف الناس خلف صفين صفا خلفه وصفا موازي العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا.

صحيح ابن حبان: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال : أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف ؟ فقال حذيفة : أنا قال : فقام حذيفة فصف الناس خلفه صفين : صفا خلفه وصفا موازيا العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا

المستدرك للحاكم: عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بذي قرد صلاة الخوف ركعة ركعة و لم يقضوا.

سبل السلام: وعن ابن عُمَر رضي الله عنهما قال: قالَ رسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم "صلاة الخوف ركعةٌ على أيِّ وجهٍ كان". والحديث دليل على أن صلاة الخوف ركعة واحدة في حق الإمام والمأموم وقد قال به الثوري وجماعة، وقال به من الصحابة أبو هريرة وأبو موسى.

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صلاة العيدين

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= {{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة : 185] }}.

تفسير القرطبي: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ} عطف عليه ، ومعناه الحض على التكبير في آخر رمضان. وأنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر ويحمدون. وتشبه ليلة النحر بها. ويكبر المرء من رؤية الهلال إلى انقضاء الخطبة ، ويمسك وقت خروج الإمام ويكبر بتكبيره. وقال قوم : يكبر من رؤية الهلال إلى خروج الإمام للصلاة. ويكبرون إذا خرجوا إلى المصلى فإذا انقضت الصلاة انقضى العيد. وإن خرج قبل طلوع الشمس فلا يكبر في طريقه ولا جلوسه حتى تطلع الشمس ، وإن غدا بعد الطلوع فليكبر في طريقه إلى المصلى وإذا جلس حتى يخرج الإمام. والفطر والأضحى في ذلك سواء. {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ} ولأن هذا يوم عيد لا يتكرر في العام فسن الكبير في الخروج إليه كالأضحى. وعن ابن عمر : "أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى". وأنه كان إذا غدا يوم الأضحى ويوم الفطر يجهر بالتكبير حتى يأتي ثم يكبر حتى يأتي الإمام. ولفظ التكبير عند مالك وجماعة من العلماء : اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر ، ثلاثا. ومن العلماء من يكبر ويهلل ويسبح أثناء التكبير. ومنهم من يقول : اللّه أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان اللّه بكرة وأصيلا. وكان ابن المبارك يقول إذا خرج من يوم الفطر : اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر ولله الحمد ، اللّه أكبر على ما هدانا. "واختار علماؤنا التكبير المطلق ، وهو ظاهر القرآن وإليه أميل".

**********************************

( الفطر يوم يفطر الناس والأضحى - أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمرهم أن يفطروا - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات - ولا يطعم يوم النحر حتى ينحر - نخرج العواتق وذوات الخدور - يصلون العيدين قبل الخطبة - صلى يوم العيد ركعتين - أمر بالحربة فتوضع بين يديه - يا معشر النساء تصدقن - فأول شييء يبدأ به الصلاة - التكبير في الفطر سبعا في الأولى وخمسا - جعل طريق رجوعه - يومان يلعبون فيهما - يخرج إلى العيد ماشيا - فصلى بهم في المسجد - التكبير في العيدين مشروع - وأما صفة التكبير )

سنن الترمذي: عن عائشة : قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس.

سنن الدارقطني: عن عائشة: الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم تضحي الناس.

سبل السلام: فيه دليل على أنه يعتبر في ثبوت العيد الموافقة للناس وأن المنفرد بمعرفة يوم العيد بالرؤية يجب عليه موافقة غيره ويلزمه حكمهم في الصلاة والإفطار والأضحية. صام أهل الشام ومعاوية برؤية الهلال يوم الجمعة بالشام وقدم المدينة آخر الشهر وأخبر ابن عباس بذلك فقال ابن عباس: لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه قال: قلت: أولا تكتفي برؤية معاوية والناس؟ قال: لا هكذا أمرنا رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم. وظاهر الحديث أن كريباً ممن رآه وأنه أمره ابن عباس أن يتم صومه وإن كان متيقناً أنه يوم عيد عنده.

صحيح أبي داود: عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ركبا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمرهم أن يفطروا وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاهم.

صحيح ابن ماجة: عن أبي عمير بن أنس بن مالك قال حدثني عمومتي من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا أغمي علينا هلال شوال فأصبحنا صياما فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند النبي صلى الله عليه و سلم أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يفطروا وأن يخرجوا إلى عيدهم من الغد.

عون المعبود:

وقال الشوكاني والحديث دليل لمن قال إن صلاة العيد تصلى في اليوم الثاني إن لم يتبين العيد إلا بعد خروج وقت صلاته. وظاهر الحديث أن الصلاة في اليوم الثاني أداء لا قضاء. وسنة النبي صلى الله عليه و سلم أولى بالاتباع.

صحيح البخارى: عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات . وقال مرجأ بن رجاء حدثني عبيد الله قال حدثني أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم ويأكلهن وترا. [ ش ( يغدو ) يذهب إلى المصلى . ( وترا ) فردا ثلاثا أو خمسا أو سبعا وهكذا وكان من عادته صلى الله عليه و سلم إشعارا بالوحدانية وتبركا بها ].

صحيح ابن خزيمة: حدثني أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا.

صحيح ابن حبان: عن عبد الله بن بريدة : عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم النحر حتى ينحر.

سنن ابن ماجه: عن ابن بريدة عن أبيه : - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل . وكان لا يأكل يوم النحر حتى يرجع .

صحيح البخارى: عن محمد عن أم عطية قالت : أمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور. وعن حفصة قالت: العواتق وذوات الخدور ويعتزل الحيض المصلى.

سبل السلام: "عن أبيه" هو بريدة بن الحصيب "قال: كان النبيُّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي . وزاد فيه: فيأكل من أضحيته. والحديث دليل على شرعية الأكل يوم الفطر قبل الصلاة وتأخيره يوم الأضحى إلى ما بعد الصلاة. والحكمة فيه هو أنه لما كان إظهار كرامة الله تعالى للعباد بشرعية نحر الأضاحي كان الأهم الابتداء بأكلها شكراً لله على ما أنعم به من شرعية النسكية الجامعة لخير الدنيا وثواب الآخرة. وعن أم عطية رضي الله عنه: "قالت: أُمرنا" رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم "أن نُخْرج" أي إلى المصلى "العواتق" البنات الأبكار البالغات والمقاربات للبلوغ "والحيض" "في العيدين يشهدن الخير" هو الدخول في فضيلة الصلاة لغير الحيض "ودعوة المسلمين" تعم الجميع " ويعتزل الحيض المصلى. وعند البخاري: "أمرنا أن نخرج العواتق ذوات الخدور ـ أو قال: العواتق وذوات الخدور فيعتزلن الحيض المصلى". ولفظ مسلم: "أَمرنا يعني النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أن نخرج العواتق وذوات الخدور وأَمرَ الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين" .

صحيح البخارى: عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يصلون العيدين قبل الخطبة. صحيح مسلم: عن جابر بن عبدالله. قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد. فبدأ بالصلاة قبل الخطبة. بغير أذان ولا إقامة. ثم قام متوكأ على بلال. فأمر بتقوى الله. وحث على طاعته. ووعظ الناس. وذكرهم. ثم مضى. حتى أتى النساء. فوعظهن وذكرهن. فقال "تصدقن. فإن أكثركن حطب جهنم" فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين. فقالت: لم ؟ يا رسول الله ! قال "لأنكن تكثرن الشكاة. وتكفرن العشير" قال: فجعلن يتصدقن من حليهن. يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن.

عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، كانوا يصلون العيدين قبل الخطبة.

عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر. فيبدأ بالصلاة. فإذا صلى صلاته وسلم، قام فأقبل على الناس، وهم جلوس في مصلاهم. فإن كان له حاجة ببعث، ذكره للناس. أو كانت له حاجة بغير ذلك، أمرهم بها. وكان يقول "تصدقوا تصدقوا تصدقوا "وكان أكثر من يتصدق النساء.

صحيح البخارى: عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى يوم العيد ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي قرطها.

سنن ابن ماجه: أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى يوم العيد بغير أذان ولا إقامة . وعن أبي سعيد الخدري قال : - كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يصلي قبل العيد شيئا . فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين.

صحيح البخارى: عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها والناس وراءه وكان يفعل ذلك في السفر فمن ثم اتخذها الأمراء. [ ش: ( خرج يوم العيد ) أي إلى المصلى . ( الحربة ) الرمح العريض النصل . ( فتوضع بين يديه ) أمامه سترة له . ( فمن ثم اتخذها الأراء ) أي عملا بهذا أصبح الأمراء يخرج بها بين أيديهم في العيد ونحوه ].

وعن أم عطية قالت : كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى تخرج الحيض فيكن خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته. [ ش ( البكر ) هي التي لم تتزوج بعد . ( طهرته ) التطهر من الذنوب فيه وما يحصل فبه من الأجر والبركة ].

صحيح البخارى: عن أبي سعيد الخدري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال ( يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار ) . فقلن وبم يا رسول الله ؟ قال ( تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) . قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال ( أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ) . قلن بلى قال ( فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ) . قلن بلى قال ( فذلك من نقصان دينها ). [ ش: ( أريتكن ) أراني الله إياكن وذلك ليلة الإسراء . ( تكثرن اللعن ) تتلفظن به كثيرا حال الدعاء على أحد واللعن هو الطرد والإبعاد عن الخير والرحمة . ( تكفرن العشير ) تجحدن نعمة الزوج وتتكرن إحسانه . ( أذهب ) أشد إذهابا . ( للب ) هو العقل السليم الخالص من الشوائب . ( نصف شهادة الرجل ) أشار بذلك إلى قوله تعالى { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء } / البقرة 282 / . ( من نقصان عقلها ) أي وجود الثانية معها لنسيانها وقلة ضبطها وهذا يشعر بنقص عقلها عن الرجل إجمالا وأما تفصيلا فقد تكون امرأة أكثر عقلا من كثير من الرجال . ( من نقصان دينها ) . أي إن ما يقع منها من العبادة وهي من أهم أمور الدين أنقص مما يقع من الرجل ].

صحيح البخارى: عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات . وقال مرجأ بن رجاء حدثني عبيد الله قال حدثني أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم ويأكلهن وترا. [ ش ( يغدو ) يذهب إلى المصلى . ( وترا ) فردا ثلاثا أو خمسا أو سبعا وهكذا وكان من عادته صلى الله عليه و سلم إشعارا بالوحدانية وتبركا بها ].

صحيح البخارى: عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شييء يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف.

وعن ابن عمر قال: : كان النبي صلى الله عليه و سلم يغدو إلى المصلى والعنزة بين يديه تحمل وتنصب بالمصلى بين يديه فيصلي إليها.

سنن النسائي الكبرى: حدثني أبي أن عمرو بن العاص حدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: التكبير في الفطر سبعا في الأولى وخمسا.

معرفة السنن والآثار للبيهقي : سمع نافع بن جبير ، « يجهر بالتكبير حين يغدو (1) إلى المصلى يوم العيد » قال أحمد : وروينا عن أبي عبد الرحمن السلمي ، أنه قال : « كانوا في التكبير في الفطر أشد منهم في الأضحى ». (1) الغُدُو : السير أول النهار.

جامع الاصول لابن الاثير: {{ عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « التكبيرُ في الفطر : سبع في الأولى ، وخمس في الآخرة ، والقراءةُ بعدهما كلتيهما». وفي أخرى : « أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يكبِّر في الفطر في الأولى سبعا ، ثم يقرأ ، ثم يكبِّر ، ثم يقوم فيكبِّر أربعا ، ثم يقرأ ، ثم يركع ». أَخرجه أبو داود، وقال: رواه وكيع ، وابن المبارك ، قالا: « سبعا وخمسا ». }}.

سبل السلام: وقال في الهدي النبوي: إن تكبيرة الافتتاح منها إلا أنه لم يأت بدليل، وفي الثانية خمساً وإلى هذا ذهب جماعة من الصحابة وغيرهم وخالف آخرون فقالوا: خمس في الأولى وأربع في الثانية، وقيل: ثلاث في الأولى وثلاث في الثانية، وقيل: ست في الأولى وخمس في الثانية.

الشرح الكبير لابن قدامة: {{ قال القاضي التكبير في الفطر مطلق غير مقيد على ظاهر كلامه يعني لا يختص بادبار الصلوات وهو ظاهر كلام الخرقي لان قوله تعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم) غير مختص بوقت. وقال أبو الخطاب يكبر من غروب الشمس من ليلة الفطر إلى خروج الامام إلى الصلاة في احدى الروايتين وهو قول الشافعي، وفي الاخرى إلى فراغ الامام من الصلاة.

(مسألة) (وفي الاضحى يكبر عقيب كل فريضة في جماعة وعنه يكبر، وإن كان وحده من صلاة الفجر يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق) وجملة ذلك ان التكبير في الاضحى مطلق ومقيد فالمطلق التكبير في جميع الاوقات من أول العشر إلى آخر أيام التشريق لقوله تعالى (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) وقال (واذكروا الله في أيام معددودات) فالايام المعلومات أيام العشر والمعدودات أيام التشريق قاله ابن عباس. }}.

الكافي في فقه ابن حنبل: وصلاة العيد ركعتان يقرأ في كل ركعة منهما بالحمد لله وسورة ويجهر بالقراءة بلا خلاف قال عمر رضي الله عنه : صلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم ( ص ) وقد خاب من افترى. ويسن أن يقرأ فيهما بسبح و { هل أتاك حديث الغاشية } لحديث النعمان بن بشير ومهما قرأ أجزأه ويكبر في الأولى سبع تكبيرات منها تكبيرة الإحرام وفي الثانية خمسا سوى تكبيرة القيام لما روت عائشة أن النبي ( ص ) قال : [ التكبير في الفطر و الأضحى في الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع ]. واعتددنا بتكبيرة الإحرام لأنها في حال القيام ولم نعتد في حالة القيام لأنها قبلة. ويسن أن يرفع يديه في كل تكبيرة لما روي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في الجنازة وفي العيد. ويحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي ( ص ) بين كل تكبيرتين وإن أحب قال : الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا وصلى الله على محمد النبي الأمي وآله وسلم تسليما. وموضع التكبير بين الاستفتاح وقبل الاستعاذة والقراءة في الركعتين لأن الاستفتاح لافتتاح الصلاة فيكون في أولها والاستعاذة للقراءة فتكون في أولها.

صحيح البخارى: عن جابر قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق. [ ش ( خالف الطريق ) جعل طريق رجوعه من المصلى غير طريق ذهابه إليه ].

مشكاة المصابيح: وعن جابر قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق .

مشكل الآثار للطحاوي: عن أنس بن مالك قال : قدم رسول الله عليه السلام المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال : « إن الله أبدلكما بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم النحر » وكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله أن الذي في حديث عائشة مما كان من السودان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من اللهو المذموم ؛ لأنه مما يحتاج إليه من أمثالهم في الحرب فذلك محمود منهم في المسجد وفيما سواه والذي في حديث أنس مما كانوا يفعلونه في الجاهلية من اللعب كان على جهة اللهو مما لا يقابل بمثله عدو ولا منفعة فيه للإسلام ولا لأهله فذلك مذموم من أهله غير محمود منهم وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صنف من اللهو الذي يرجع إليه أنه آلة في حرب العدو وأنه محمود.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ عن أنس قال : « قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ، ويوم النحر )). }}.

سنن ابن ماجه: حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد . حدثني أبي عن أبيه عن جده : - أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا.

سنن ابن ماجه: حدثنا عيسى بن عبد الأعلى ابن أبي فروة قال : - سمعت أبا يحيى عبيد الله التيمي يحدث عن أبي هريرة قال أصاب الناس مطر في يوم عيد على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى بهم في المسجد .

خلاصة الاحكام: وعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أنهم أصابهم مطر في يوم عيد، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد في المسجد ".

مشكاة المصابيح: وعن أبي هريرة أنه أصابهم مطر في يوم عيد فصلى بهم النبي صلى الله عليه و سلم صلاة العيد في المسجد .

سبل السلام: هل الأفضل في صلاة العيد الخروج إلى الجبانة أو الصلاة في مسجد البلد إذا كان واسعاً؟. وإذا كان مسجد البلد واسعاً صلوا فيه ولا يخرجون فكلامه يقضي أن العلة في الخروج طلب الاجتماع، ولذا أمر صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بإخراج العواتق وذات الخدور، فإذا حصل ذلك في المسجد فهو أفضل ولذلك فإن أهل مكة لا يخرجون لسعة مسجدها وضيق أطرافها وإلى هذا ذهب الإمام يحيى وجماعة قالوا: الصلاة في المسجد أفضل. وأن الخروج إلى الجبانة أفضل ولو اتسع المسجد للناس. وحجتهم محافظته صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم على ذلك ولم يصل في المسجد إلا لعذر المطر ولا يحافظ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إلا على الأفضل ولقول عليّ عليه السلام فإنه روي أنه خرج إلى الجبانة لصلاة العيد وقال: "لولا أنه السنة لصليت في المسجد، واستخلف من يصلي بضعفة الناس في المسجد" قالوا: فإن كان في الجبانة مسجد مكشوف فالصلاة فيه أفضل وإن كان مسقوفاً ففيه تردد.

فائدة: التكبير في العيدين مشروع عند الجماهير، فأما تكبير عيد الإفطار فأوجبه الناصر لقوله تعالى: { وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } والأكثر أنه سنة، ووقته مجهول مختلف فيه على قولين: فعند الأكثر: أنه من عند خروج الإمام للصلاة إلى مبتدأ الخطبة، وذكر فيه البيهقي حديثين وضعفهما، لكن قال الحاكم: هذه سنة تداولها أئمة الحديث وقد صحت به الرواية عن ابن عمر وغيره من الصحابة. وعند الشافعي إلى خروج الإمام أو حتى يصلي أو حتى يفرغ من الخطبة.

وأما صفة التكبير: "أنه كان يعلمهم التكبير ويقول: كبروا الله أكبر الله أكبر كبيراً أو قال كثيراً اللهم أنت أعلى وأجل من أن تكون لك صاحبة أو يكون لك ولد أو يكون لك شريك في الملك أو يكون لك ولي من الذل وكبره تكبيراً اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا".

************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صلاة الكسوف

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= صلاة الكسوف ركعتين في كل ركعة ركوعان: وهذا هو المجمع عليه. ( الوجه الثاني ): ويزاد في الركوع على حسب مكث الكسوف فما طال مكثه زاد تكرير الركوع.

*************************************

( فإذا رأيتموهما فصلوا - ست ركعات بأربع سجدات - في كل ركعة ركوعان وسجودان - فصلوا حتى يكشف ما بكم - صلاة الخسوف - الصلاة جامعة - ثمان ركعات، في أربع سجدات - اللهم اجعلها رحمة )

صحيح البخارى: {{ كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت إحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله ). [ ش: ( إبراهيم ) ابن النبي صلى الله عليه و سلم من مارية القبطية توفي وعمره ثمانية عشر شهرا ]. (( كنا عند رسول الله عليه وسلم فانكسفت الشمس فقام رسول الله عليه وسلم يجر رداءه حتى دخل المسجد فدخلنا فصلى بنا ركعتان حتى انجلت الشمس فقال صلى الله عليه و سلم: ( إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم ). [ ش ( فانكسفت الشمس ) تغير ضوؤها ونقص . ( يجر رداءه ) من العجلة . ( انجلت ) صفت وعاد ضوؤها . ( رأيتموها ) رأيتم تغيرها ].)). انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقال الناس انكسفت لموت إبراهيم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي ). (( عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا ) )). }}.

صحيح مسلم: (( عن جابر. قال: انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات بأربع سجدات. بدأ فكبر. ثم قرأ فأطال القراءة. ثم ركع نحوا مما قام. ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الأولى. ثم ركع نحوا مما قام. ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الثانية. ثم ركع نحوا مما قام. ثم رفع رأسه من الركوع. ثم انحدر بالسجود فسجد سجدتين. ثم قام فركع أيضا ثلاث ركعات. ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها. وركوعه نحوا من سجوده. ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه. حتى انتهينا. (وقال أبو بكر: حتى انتهى إلى النساء) ثم تقدم وتقدم الناس معه. حتى قام في مقامه. فانصرف حين انصرف، وقد آضت الشمس. فقال: "يا أيها الناس ! إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله. وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس (وقال أبو بكر: لموت بشر) فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلى. ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه. لقد جيء بالنار. وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها. وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار. كان يسرق الحاج بمحجنه. فإن فطن له قال: إنما تعلق بمحجني. وإن غفل عنه ذهب به. وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها. ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض. حتى ماتت جوعا. ثم جيء بالجنة. وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي. ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه. ثم بدا لي أن لا أفعل. فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه". )).

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: {{ صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة ركوعان وسجودان. وعن أحمد: في كل ركعة ثلاث ركوعات. فإذا انكسفت الشمس في وقت مكروه أو غير مكروه ونودي الصلاة جامعة وصلى الإمام بالناس في المسجد ركعتين وركع في كل ركعة ركوعين وأوائلها أطول من أواخرها. وعن ابن عباس عن النبي أنه صلى في كسوف قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم سجد قال والأخرى مثلها. وقال قتادة: صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة ثلاث ركوعات وسجدتان. وعند سعيد بن جبير: لا توقيت في الركوع في صلاة الكسوف بل يطيل أبدا يركع ويسجد إلى أن تنجلي الشمس. وقال القاضي عياض: إنما ذلك على حسب مكث الكسوف فما طال مكثه زاد تكرير الركوع فيه وما قصر اقتصر فيه وما توسط اقتصد فيه. }}.

شرح عمدة الأحكام: (( الكسوف هو انخساف أحد النيرين الشمس والقمر، وفي هذه الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في كل ركعة ركوعان وسجودان، ولكن ذكر فيه أنه أطال القيام وأطال الركوع إطالة لم تكن معهودة، كان من آثارها أنه لما انصرف كانت الشمس قد تجلت، مع أنها لما كسفت أظلمت الدنيا، مما يدل على أنها اضمحلت، بمعنى أن الكسوف قد عم الشمس حتى لم يبق لها ضوء ولا نور )).

مجموع الفتاوى: " صَلَاةِ الْكُسُوفِ " . فَأَصَحُّهَا وَأَشْهَرُهَا أَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ رُكُوعَانِ.

بداية المجتهد ونهاية المقتصد: ذهب مالك والشافعي وأحمد أن صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة ركوعان.

وروي عن ابن عباس وعثمان أنهما صليا في القمر في جماعة ركعتين في كل ركعة ركوعان مثل قول الشافعي. وقد استحب قوم الصلاة للزلزلة والريح والظلمة وغير ذلك من الآيات قياسا على كسوف القمر والشمس لنصه عليه الصلاة والسلام على العلة في ذلك، وهو كونها آية.

الكافي في فقه أهل المدينة: فيصلى بهم الإمام بغير إقامة ركعتين في كل ركعة ركوعان يكبر للإحرام ثم يقرأ سرا بفاتحة الكتاب وسورة نحو سورة البقرة ثم يركع ركوعا طويلا نحو قراءته ثم يرفع رأسه ويقول سمع الله لمن حمده ثم يقرأ بفاتحة الكتاب سورة نحو من سورة آل عمران ثم يركع نحو قراءته في الطول ثم يرفع فيقول سمع الله لمن حمده ثم يسجد سجدتين تامتين غير مطولتين.

السنن الكبرى للبيهقي: فلما انكشف قال ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وانهما لا ينخسفان لموت احد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا حتى يكشف ما بكم.

سبل السلام: (( ومِنْ حديثِ أَبي بَكْرَةَ رضي اللَّهُ عَنْهُ "فَصَلُّوا وادعُوا حَتى يُكْشَفَ مَا بكمُ". هو أول حديث ساقه البخاري في باب الكسوف ولفظه "يكشف" والمراد يرتفع ما حل بكم من كسوف الشمس أو القمر )).

فتح الباري لابن رجب: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنكسفت الشمس ، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم -يجر رداءه ، حتى دخل المسجد ، [ فدخلنا] ، فصلى بنا ركعتين ، حتى انجلت الشمس ، فقال : (( إن الشمس والقمر لاينكسفان لموت أحد ، فإذا رأيتموهما فصلوا ، وادعوا ، حتى يكشف ما بكم )) .

صحيح البخارى: عن عائشة رضي الله عنها : جهر النبي صلى الله عليه و سلم في صلاة الخسوف بقراءته فإذا فرغ من قراءته كبر فركع وإذا رفع من الركعة قال ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ) . ثم يعاود القراءة في صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات. وعن عائشة رضي الله عنها أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعث مناديا ب الصلاة الجامعة فتقدم فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات.

صحيح مسلم: أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبعث مناديا "الصلاة جامعة" فاجتمعوا. وتقدم فكبر. وصلى أربع ركعات. في ركعتين. وأربع سجدات. وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر في صلاة الخسوف بقراءته. فصلى أربع ركعات. في ركعتين. وأربع سجدات.

صحيح البخارى: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : لما كسفت الشمس على رسول الله صلى الله عليه و سلم . نودي إن الصلاة جامعة. [ ش ( الصلاة جامعة ) تصلى الآن صلاة ذات جماعة حاضرة ].

لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم نودي إن الصلاة جامعة فركع النبي صلى الله عليه و سلم ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة ثم جلس ثم جلي عن الشمس . قال وقالت عائشة رضي الله عنها ما سجدت سجودا قط كان أطول منها. [ ش ( ركعتين في سجدة ) ركوعين في ركعة واحدة . ( منها ) أي من سجود تلك الركعة ].

صحيح مسلم: أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبعث مناديا "الصلاة جامعة" فاجتمعوا. وتقدم فكبر. وصلى أربع ركعات. في ركعتين. وأربع سجدات.

عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر في صلاة الخسوف بقراءته. فصلى أربع ركعات. في ركعتين. وأربع سجدات.

صحيح مسلم - باب ذكر من قال إنه ركع ثمان ركعات في أربع سجدات: عن ابن عباس. قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين كسفت الشمس، ثمان ركعات، في أربع سجدات. وعن على مثل ذلك.

سنن الدارمي: عن بن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى في كسوف ثمان ركعات في أربع سجدات.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن ابن عباس قال : ما هبت ريح قط إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه ، وقال : « اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا ، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ».

مشكاة المصابيح: وعن ابن عباس قال : ما هبت ريح قط إلا جثا النبي صلى الله عليه و سلم على ركبتيه وقال : " اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا " . قال ابن عباس في كتاب الله تعالى : ( إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ). و ( أرسلنا عليهم الريح العقيم ). ( وأرسلنا الرياح لواقح ). و ( أن يرسل الرياح مبشرات ).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن علي ، أنه « صلى في زلزلة ست ركعات في أربع سجدات خمس ركعات وسجدتين في ركعة ، وركعة وسجدتين في ركعة » قال الشافعي : ولو ثبت هذا الحديث عندنا عن علي لقلنا به ، وهم يثبتونه ولا يأخذون به.

**********************************************

( ادلة الاحكام ): باب صلاة الاستسقاء

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( متخشعا متبذلا - يصلي صلاة الاستسقاء - إنكم شكوتم جدب دياركم - سُرْعَتَهم إلى الْكِنّ ضَحِك - يستسقي فتوجه إلى القبلة - اللهم أغثنا اللهم أغثنا - يستسقي بالعباس - إنه حديث عهد بربه - اللهم صيبا أو سيبا نافعا - اللهم جللنا سحابًا كثيفًا - فَرَأَى نمْلَةً مُستلقيةً على ظهْرها ))

صحيح ابن خزيمة: عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه قال : أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن الاستسقاء فقال ابن عباس : ما يمنعه أن يسألني ؟ خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم متواضعا متبذلا متخشعا متضرعا فصلى ركعتين كما يصلي في العيد ولم يخطب خطبتكم هذه. و( يا أبا العباس كيف صنع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الاستسقاء يوم استسقى ؟ قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم متخشعا متبذلا فصنع فيه كما يصنع في الفطر والأضحى ).

سنن الترمذي: أرسلني الوليد بن عقبة وهو أمير المدينة إلى ابن عباس أسأله عن استسقاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فأتيته فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فلم يخطب خطبتكم هذه ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد. قال الشافعي : يصلي صلاة الاستسقاء نحو صلاة العيدين يكبر في الركعة الأولى سبعا وفي الثانية خمسا واحتج بحديث ابن عباس. وعن مالك بن أنس أنه قال : لا يكبر في صلاة الاستسقاء كما يكبر في صلاة العيدين. [ وقال النعمان أبو حنيفة : لا تصلى صلاة الاستسقاء ولا آمرهم بتحويل الرداء ولكن يدعون ويرجعون بجملتهم ].

المستدرك للحاكم: عن عائشة قالت : شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر و حمد الله ثم قال : إنكم شكوتم جدب دياركم و استئخار المطر عن أوان زمانه و قد أمركم الله أن تدعوه و وعدكم أن يستجيب لكم ثم قال : الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت لا إله إلا أنت الغني و نحن الفقراء أنزل علينا الغيث و اجعل ما أنزلت لنا قوة و بلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره و قلب أو حول رداءه و هو رافع يديه ثم أقبل على الناس و نزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابا فرعدت و برقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بدت نواجذه فقال : أشهد أن الله على كل شيء قدير و أني عبد الله و رسوله.

صحيح أبي داود: {{ عن عائشة رضي الله عنها قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر صلى الله عليه و سلم وحمد الله عز و جل ثم قال إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز و جل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال ( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين ) لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه فقال أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله }}.

سبل السلام: وفي قوله: "وعد الناس" ما يدل على أنه يحسن تقديم تبيين اليوم للناس ليتأهبوا ويتخلصوا من المظالم ونحوها ويقدموا التوبة، وهذه الأمور واجبة مطلقاً إلا أنه مع حصول الشدة وطلب تفريجها من الله تعالى يتضيق ذلك، وقد ورد في الإسرائيليات "إن الله حرم قوماً من بني إسرائيل السقيا بعد خروجهم لأنه كان فيهم عاص واحد"، ولفظ الناس يعم المسلمين وغيرهم قبل فيشرع إخراج أهل الذمة ويعتزلون المصلي. وفي الحديث دليل على شرعية رفع اليدين عند الدعاء، ولكنه يبالغ في رفعهما في الاستسقاء حتى يساوي بهما وجهه ولا يجاوز بهما رأسه.

= النهاية في غريب الأثر: في حديث الاستسقاء [ فلَّما رأى سُرْعَتَهم إلى الْكِنّ ضَحِك ] الكِنُّ : ما يَرْدّ الحَرَّ والبَرْد من الأبِنَية والمساكن . وقد كَنَنْتُه أكُنُّه كَنَّا والاسْم : الكِنُّ . [ على ما اسْتَكنَّ ] أي اسْتَتر.

صحيح البخارى: خرج النبي صلى الله عليه و سلم يستسقي فتوجه إلى القبلة يدعو وحول رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة.

خلاصة الاحكام: "فتوجه إلى القبلة يدعو، وحوَّل رداءه، ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة". وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم ".

المستدرك ـ للحاكم: عن جابر قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحول رداءه ليتحول القحط.

صحيح البخارى: عن أنس بن مالك : أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغثنا . فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال ( اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا ) . قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار . قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت . قال والله ما رأينا الشمس ستا . ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة - يعني الثانية - ورسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا . قال فرفع رسول الله يديه ثم قال ( اللهم حولينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ) . قال فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس.

صحيح مسلم: عن أنس بن مالك: أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة. من باب كان نحو دار القضاء. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب. فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما. ثم قال: يا رسول الله ! هلكت الأموال وانقطعت السبل. فادع الله يغثنا. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه. ثم قال: "اللهم ! أغثنا. اللهم ! أغثنا. اللهم ! أغثنا". قال أنس: ولا والله ! ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة. وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار. قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس. فلما توسطت السماء انتشرت. ثم أمطرت. قال: فلا والله ! ما رأينا الشمس سبتا. قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب. فاستقبله قائما. فقال: يا رسول الله ! هلكت الأموال وانقطعت السبل. فادع الله يمسكها عنا. قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه. ثم قال: "اللهم ! حولنا ولا علينا. اللهم ! على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر" فانقلعت. وخرجنا نمشى في الشمس. قال شريك: فسألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول ؟ قال: لا أدرى.

صحيح ابن خزيمة: عن أنس بن مالك قال : كان عمر بن الخطاب إذا قحطوا خرج يستسقي بالعباس فيقول : اللهم إنا كنا إذا قحطنا استسقينا بنبيك فتسقينا وإنا نستسقيك اليوم بعم نبيك - أو نبينا فاسقنا فيسقون.

تحفة الأحوذي: وأما التوسل بالصالحين: أن الصحابة استسقوا بالعباس رضي الله عنه عم رسول الله وقال عمر رضي الله عنه اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا. والتوسل ذكره عمر بن الخطاب لما قال كنا إذا أجدبنا نتوسل بنبينا إليك فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا.

صحيح ابن حبان: عن أنس قال : مطرنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فحسر عن ثوبه للمطر قلنا : لم صنعت هذا يا رسول الله ؟ قال : ( إنه حديث عهد بربه ).

المستدرك للحاكم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أمطرت السماء حسر ثوبه عن ظهره حتى يصيبه المطر فقيل له : لم تصنع هذا ؟ قال : إنه حديث عهد بربه عز و جل.

صحيح ابن حبان: عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى المطر قال : ( اللهم صيبا هنيا ). وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى الغيث قال : ( اللهم صيبا أو سيبا نافعا ).

صحيح الأدب المفرد: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ناشئاً في أُفُق من آفاق السماء، ترك علمه- وإن كان في صلاة- ثم أقبل عليه؛ فإن كشفه الله حمد الله، وإن مطرت قال: "اللهم صيّباً نافعاً".

جامع الأحاديث: اللهم جللنا سحابًا كثيفًا قصيفًا دلوقًا حلوقًا ضحوكًا زبرجًا تمطرنا منه رذاذًا قطقطًا سجلاً بُعاقًا يا ذا الجلال والإكرام.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: عن ابي عوانة أيضا أن رسول الله نزل واديا لا ماء فيه وسبقه المشركون إلى الماء فقال بعض المنافقين لو كان نبيا لاستسقى لقومه فبلغ ذلك النبي فبسط يديه وقال أللهم جللنا سحابا كثيفا قصيفا دلوتا مخلوفا زبرحاء تمطرنا منه رذاذا قطقطا سجلا بعاقا يا ذا الجلال والإكرام فما رد يديه من دعائه حتى أظلتنا السحاب التي وصف وعنده أيضا عن عامر بن خارجة بن سعد عن جده أن قوما شكوا إلى النبي قحط المطر فقال إجثوا على الركب ثم قولوا يا رب يا رب قال ففعلوا فسقوا حتى أحبوا أن ينكشف عنهم.

سبل السلام: وعَنْ أَبي هُريرَة رضي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رسُولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قالَ: "خَرَجَ سُليمانُ عَليه السّلامُ يَسْتَسْقي فَرَأَى نمْلَةً مُستلقيةً على ظهْرها رافعة قوائمها إلى السماء تقُولُ: اللّهُمَّ إنا خلقٌ منْ خلْقِكَ ليْس بنا غِنى عنْ سُقياكَ، فقال: ارْجِعُوا سُقيتم بدعوةِ غيركم.

مصنف ابن ابي شيبة: {{ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِي ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُد خَرَجَ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي فَمَرَّ عَلَى نَمْلَةٍ مُسْتَلْقِيَةٍ عَلَى قَفَاهَا رَافِعَةٍ قَوَائِمَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ تَقُولُ ، اللَّهُمَّ إنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ لَيْسَ لَنَا غِنًى عَن رِزْقِكَ ، فَإِمَّا أَنْ تَسْقِيَنَا وَإِمَّا أَنْ تُهْلِكَنَا ، فَقَالَ : سُلَيْمَانُ لِلنَّاسِ : ارْجِعُوا ، فَقَدْ سُقِيتُمْ بِدَعْوَةِ غَيْرِكُمْ }}.

شفاء العليل: خرج سليمان بن داؤد يستسقي فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنا عن سقياك ورزقك فأما أن تسقينا وترزقنا وإما أن تهلكنا فقال ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.

صحيح البخارى: بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة إذا جاءه رجل فقال يا رسول الله قحط المطر فادع الله أن يسقينا . فدعا فمطرنا فما كدنا أن نصل إلى منازلنا فما زلنا نمطر إلى الجمعة المقبلة . قال فقام ذلك الرجل أو غيره فقال يا رسول الله ادع الله أن يصرف عنا . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اللهم حولينا ولا علينا ) . قال فلقد رأيت السحاب يتقطع يمينا وشمالا يمطرون ولا يمطر أهل المدينة

****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب احكام الجنائز

)))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( أكثروا ذكر هاذم اللذات - لا يتمنين أحدكم الموت - المؤمن يموت بعرق الجبين - لقنوا موتاكم - اقرؤوا على موتاكم يس - اقرؤوا على موتاكم يس - سجي ببرد حبرة - قبل النبي بعد موته - نفس المؤمن معلقة بدينه - اغسلوه بماء وسدر - وعليه ثيابه - اغسلنها ثلاثا أو خمسا - وجعلنا رأسها ثلاثة قرون - فألقى إلينا حقوه - ابدأن بميامنها - فضفرنا شعرها ثلاثة قرون - ثلاث أثواب بيض سحولية - أنا بين خيرتين - البسوا من ثيابكم البياض - فليحسن كفنه - أيهم أكثر أخذا للقرآن - لا تغالوا في الكفن - يا عائشة وارأساه - يجمع بين الرجلين من قتلى أحد - يسلب سلبا سريعا - زنيت فطهرني - قتل نفسه بمشاقص - دلوني على قبره - ينورها لهم بصلاتي عليهم - أخاف أن يكون نعيا - نعى النجاشي - فيقوم على جنازته أربعون - فقام عليها وسطها - الصلاة على الجنازة في المسجد - يكبر على جنائزنا أربعا - ويقرأ بفاتحة الكتاب في التكبيرة الأولى - اغفر له وارحمه وعافه - اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا - فأخلصوا له الدعاء - أسرعوا بالجنازة - لا ينبغي لجيفة مسلم - حتى تدفن فله قيراطان - يمشون أمام الجنازة - نهينا عن اتباع الجنائز - رأيتم الجنازة فقوموا - جنازة يهودي - من قِبَل رجلي القبر - بسم الله وعلى ملة رسول الله - كسر عظم الميت - الحدوا لي لحدا - ورفع قبره من الأرض - رش على قبره الماء - يجصص القبر - فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا - استغفروا لأخيكم - قل: ربي الله وديني الإسلام - نهيتكم عن زيارة القبور - لعن رسول الله النائحة - برئ من الصالقة - الميت يعذب في قبره - فرأيت عينيه تدمعان - العين تدمع والقلب يحزن - لا تدفنوا موتاكم بالليل - اصنعوا لآل جعفر طعاما - السلام على أهل الديار - السلام عليكم يا أهل القبور - لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء - الفقه القرطبي ( احكام الجنازة ) ))

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت ). وعن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( أكثروا ذكر هاذم اللذات فما ذكره عبد قط وهو في ضيق إلا وسعه عليه ولا ذكره وهو في سعة إلا ضيقه عليه ).

سنن الترمذي: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت.

صحيح البخارى: عن أنس بن مالك رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ). [ ش ( ضر ) ضرر من مرض أو غيره. ( لا بد فاعلا ) متمنيا للموت ].

صحيح مسلم: باب تمني كراهة الموت، لضر نزل به: عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به. فإن كان لابد متمنيا فليقل: اللهم! أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي".

سنن ابن ماجه: عن ابن بريدة عن أبيه : - أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( المؤمن يموت بعرق الجبين ). [ ش ( بعرق الجبين ) قيل هو لما يعالج من شدة الموت ] .

المستدرك للحاكم: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : المؤمن يموت بعرق الجبين.

تحفة الأحوذي: قوله ( المؤمن يموت بعرق الجبين ) قيل هو عبارة عن شدة الموت وقيل هو علامة الخير عند الموت. قال بن الملك يعني يشتد الموت على المؤمن بحيث يعرق جبينه من الشدة لتمحيص ذنوبه أو لتزيد درجته. وقال التوربشتي فيه وجهان: أحدهما ما يكابده من شدة السياق التي يعرق دونها الجبين والثاني أنه كناية عن كد المؤمن في طلب الحلال وتضييقه على نفسه بالصوم والصلاة حتى يلقى الله تعالى والأول أظهر. وقال العراقي اختلف في معنى هذا الحديث فقيل إن عرق الجبين لما يعالج من شدة الموت وقيل من الحياء وذلك لأن المؤمن إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل واستحياء من الله تعالى فعرق لذلك جبينه.

صحيح مسلم: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله".

صحيح ابن حبان: عن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( اقرؤوا على موتاكم يس ). قوله : ( اقرؤوا على موتاكم يس ) : أراد به من حضرته المنية لا أن الميت يقرأ عليه. وكذلك قوله صلى الله عليه و سلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ). وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه ).

سنن النسائي الكبرى: عن أبي عثمان عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اقرؤوا على موتاكم يس.

خلاصة الاحكام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حضرتم المريض، أو الميت فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون "قالت: فلما مات أبو سلمة، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أبا سلمة قد مات. قال قولي: "اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة "فقلت: فأعقبني من هو خير لي منه، محمداً صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم هكذا: "المريض، أو الميت "على الشك. وعن معقل بن يسار، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا على موتاكم (يس) ".

السنن الكبرى للبيهقي: عن ام سلمة رضي الله عنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي سلمة وقد شق بصره فاغمضه ثم قال ان الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من اهله فقال لا تدعو على انفسكم الا بخير فان الملائكة يؤمنون على ما يقولون ثم قال اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين اللهم افسح له في قبره ونور له فيه .

سبل السلام: ( وعن أم سلمة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شَقَّ بصره ):

ورفع بصره ( فأغمضه ثم قال: "إن الرُّوح إذا قُبض اتبعه البصرُ" فضج ناس من أهله فقال: "لا تَدعُوا على أنْفُسكم إلا بخَيْر فإنَّ الملائكة تؤمن على ما تقُولون" أي من الدعاء ( ثم قال: "اللّهُم اغفر لأبي سلَمَة وارفَعْ درجته في المَهْديّين، وافْسح لهُ قبرهِ، ونَوِّرْ لهُ فيه واخْلفْهُ في عقِبه") يقال: شق الميت بصره إذا حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد عنه طرفه. وفي إغماضه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم طرفه دليل على استحباب ذلك، وقد أجمع عليه المسلمون. وقد علل في الحديث ذلك بأن البصر يتبع الروح أي ينظر أين يذهب. والحديث من أدلة من يقول إن الأرواح أجسام لطيفة متحللة في البدن، وتذهب الحياة من الجسد بذهابها، وليس عرضاً كما يقوله آخرون. وفيه دليل على أنه يدعى للميت عند موته، ولأهله، وعقبه، بأمور الآخرة والدنيا. وفيه دلالة على أن الميت ينعم في قبره أو يعذب.

صحيح البخاري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين توفي سجي ببرد حبرة. [ ش: ( سجي ) غطي . ( برد ) كساء مربع فيه صغر وقد يكون أسود وقد يكون أخضر والعرب تطلق الأسود على الأخضر وبالعكس ].

مشكاة المصابيح: (( وعن عائشة قالت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين توفي سجي ببرد حبرة )).

سبل السلام: والبرد يجوز إضافته إلى الحبرة ووصفه بها، والحبرة ما كان لها أعلام، وهي من أحب اللباس إليه صلى الله عليه وآله وسلم. "أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم سجي ببرد حبرة" وهي برد يماني.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: عن ( عائشة وابن عباس رضي الله عنهم ) أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي بعد موته.

سنن ابن ماجه: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ). (( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه )).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ».

تحفة الأحوذي: قوله نفس المؤمن معلقة: أي محبوسة عن مقامها الكريم , وأي أمرها موقوف لا حكم لها بنجاة ولا هلاك حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا. وسواء ترك الميت وفاء أم لا. وقال الشوكاني : فيه الحث للورثة على قضاء دين الميت والإخبار لهم بأن نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه وهذا مقيد بمن له مال يقضى منه دينه وأما من لا مال له ومات عازما على القضاء فقد ورد في الأحاديث ما يدل على ان الله تعالى يقضي عنه بل ثبت أن مجرد محبة المديون عند موته للقضاء موجبة لتولي الله سبحانه لقضاء دينه وإن كان له مال ولم يقض منه الورثة. أخرج الطبراني:من دان بدين في نفسه وفاؤه ومات تجاوز الله عنه وأرضى غريمة بما شاء ومن دان بدين وليس في نفسه وفاءه ومات اقتص الله لغريمة منه يوم القيامة.

ومن حديث بن عمر: الدين دينان فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه ومن مات ولا ينوي قضاءه فذلك الذي يؤخذ من حسناته ليس يؤمئذ دينار ولا درهم. وأخرج أحمد: يدعي بصاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز و جل فيقول يا بن آدم فيم أخذت هذا الدين وفيم ضيعت حقوق الناس فيقول يا رب إنك تعلم أني أخذته فلم آكل ولم أشرب ولم أضيع ولكن أتي على يدي إما حرق وإما سرق وإما وضيعة فيقول الله صدق عبدي وأنا أحق من قضى عنك فيدعو الله بشيء فيضعه في كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل رحمته.

صحيح البخارى: بينما رجل واقف بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته أو قال فأوقصته قال النبي صلى الله عليه و سلم ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا ). [ ش: ( فوقصته ) من الوقص وهو كسر العنق ومثله ( أوقصته ) من ايقاص والوقص أفصح . ( سدر ) ورق شجر معين يدق ويستعمل في الغسل والتنظيف . ( ولا تحنطوه ) لا تضعوا له الحنوط وهو طيب يخلط للميت خاصة . ( لا تخمروا رأسه ) لا تضعوا له خمارا وهو غطاء الرأس . ( ملبيا ) يقول لبيك اللهم لبيك على الحالة التي مات عليها وهو محرم ]. و(( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا )). ( اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تمسوه طيبا ولا تخمروا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبدا: ( ملبدا ) على حاله من الإحرام من التلبيد وهو أن يجعل المحرم في رأسه شيئا من الصمغ ليلتصق شعره فلا يسقط منه شيء وهو محرم ).

صحيح مسلم: باب ما يفعل بالمحرم إذا مات: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم. خر رجل من بعيره، فوقص، فمات. فقال: اغسلوه بماء وسدر. وكفنوه في ثوبه ولا تخمروا رأسه. فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا". و(( فقال: "اغسلوه بماء وسدر. وكفنوه في ثوبين. ولا تحنطوه. ولا تخمروا رأسه. (قال أيوب) فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا. (وقال عمرو) فإن الله يبعثه يوم القيامة يلبى" )).

صحيح ابن حبان: عن عائشة قالت : لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدق به أصحابه وشكوا في غسله وقالوا : نجرد رسول الله صلى الله عليه و سلم كما نجرد موتانا أم كيف نصنع ؟ فأرسل الله جل وعلا عليهم سنة فما منهم رجل رفع رأسه فإذا مناد ينادي من البيت لا يدرون من هو : أن اغسلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه ثيابه قالت : فغسلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه قميصه قالت عائشة : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله غير نسائه. و(( لما اجتمعوا لغسل رسول الله صلى الله عليه و سلم اختلفوا بينهم فقالوا : والله ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه و سلم كما نجرد موتانا أو نغسله وعليه ثيابه ؟ قالت : فأرسل الله عليهم النوم حتى إن منهم من رجل إلا ذقنه في صدره ثم نادى مناد من جانب البيت ما يدرون ما هو : أن اغسلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه قميصه قال : فوثبوا إليه وثبة رجل واحد فغسلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه قميصه يصبون عليه الماء ويدلكونه من وراء القميص وكان الذي أجلسه في حجره علي بن أبي طالب أسنده إلى صدره قالت : فما رئي من رسول الله صلى الله عليه و سلم شيء مما يرى من الميت )).

جامع الاصول لابن الاثير: {{ عن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- قال : «سمعتُ عائشةَ -رضي الله عنها- تقول : لما أرادوا غَسلَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، قالوا : واللَّه لا ندري، أنُجَرِّدُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- من ثيابه ، كما نُجَرِّدُ موتانا ، أم نغسله وعليه ثيابه ؟ فلما اختلفوا ألقى الله تبارك وتعالى عليهم النَّوْمَ ، حتى ما منهم رَجُل إلا وذَقْنه في صدرِهِ ، ثم كلَّمهم مُكَلِّم من ناحية البيت - لا يدرون من هو - : اغْسِلوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابُهُ ، فقاموا إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، فغسلوه وعليه قميصُه ، يَصبُّون الماءَ فوقَ القميص، ويَدْلُكُونه بالقميص دون أيديهم ، وكانت عائشةُ -رضي الله عنها - تقول : لو استقبلتُ مِنْ أمري ما استدبرتُ ما غَسلَه إلا نِساؤُه ». }}.

صحيح البخارى: {{ عن أم عطية رضي الله عنها قالت : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نغسل ابنته فقال ( اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا فإذا فرغتن فآذنني ) . فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فقال ( أشعرنها إياه ) . فقال أيوب وحدثتني حفصة بمثل حديث محمد وكان في حديث حفصة ( اغسلنها وترا ) . وكان فيه ( ثلاثا أو خمسا أو سبعا ) . وكان فيه أنه قال ( ابدؤوا بميامنها ومواضع الوضوء منها ) . وكان فيه أن أم عطية قالت ومشطناها ثلاثة قرون. [ ش ( قرون ) جمع قرن وهو الخصلة من الشعر أي جعلنا شعرها ثلاث ضفائر ]. { توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه و سلم فخرج فقال ( اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني ) . قالت فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فقال ( أشعرنها إياه ) }. توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه و سلم فأتانا النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( اغسلنها بالسدر وترا ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني ) . فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فضفرنا شعرها ثلاثة قرون والقيناها خلفها. }}.

صحيح مسلم: {{ دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته. فقال "اغسلنها ثلاثا، أو خمسا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، بماء وسدر. واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذننى" فلما فرغنا آذناه. فألقى إلينا حقوه. فقال "أشعرنها إياه". وعن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية. قالت: مشطناها ثلاثة قرون. وعن أم عطية. قالت: توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم. وفي حديث ابن علية قالت: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته. وفي حديث مالك قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته. فقالت حفصة عن أم عطية: وجعلنا رأسها ثلاثة قرون. وعن أم عطية، قالت: اغسلنها وترا. ثلاثا أو خمسا أو سبعا. قال: وقالت أم عطية: مشطناها ثلاثة قرون. }}.

شرح النووي على مسلم: {{ ( فألقى الينا حقوه فقال أشعرنها اياه ): يعنى ازاره وأصل الحقو معقد الازار وسمى به الازار مجازا لأنه يشد فيه ومعنى أشعرنها اياه اجعلنه شعارا لها وهو الثوب الذي يلي الجسد سمى شعارا لانه يلي شعر الجسد والحكمة في اشعارها به تبريكها به ففيه التبرك بآثار الصالحين ولباسهم وفيه جواز تكفين المرأة في ثوب الرجل. قولها: ( فمشطناها ثلاثة قرون ) أي ثلاث ضفائر جعلنا قرنيها ضفيرتين. }}.

تحفة الأحوذي: ( فألقى إلينا حقوه ) والمراد به هنا الإزار.

تاج العروس: ( الازار ) يقال رمى فلان بحقوه إذا رمى بازاره. وفى حديث عمر قال للنساء لا تزهدن في جفاء الحقوا أي لا تزهدن في تغليظ الازار وثخانته ليكون أستر. لكن وفى حديث آخر انه أعطى النساء اللاتى غسلن ابنته حين ماتت حقوه وقال اسفرنها اياه أي ازاره ( ويكسره أو معقده ) وفى الصحاص مشده أي من الجنب وهذا هو الاصل فيه ثم سمى الازار حقوا لانه يشد على الحقو.

المعجم الوسيط: ( الحقو ) الخصر.

مختار الصحاح: الحَقْوُ بالفتح الإزار والحقو أيضا الخصر وشدّ الإزار.

صحيح البخارى: عن أم عطية قالت قال النبي صلى الله عليه و سلم لهن في غسل ابنته ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ). [ ش ( ابنته ) هي زينب وقيل أم كليوم رضي الله عنهما . ( ميامنها ) جمع يمين . ( مواضع الوضوء ) أعضاء الوضوء ].

صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أمرها أن تغسل ابنته قال لها "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها".

فتح الباري - ابن حجر: ومواضع الوضوء منها فكأنه أراد أن الوضوء لم يرد الأمر به مجردا وإنما ورد البداءة بأعضاء الوضوء كما يشرع في غسل الجنابة أو أراد أن الاقتصار على الوضوء لا يجزئ لورود الأمر بالغسل.

شرح النووي على مسلم: ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ) فيه استحباب تقديم الميامن في غسل الميت وسائر الطهارات. وفيه استحباب وضوء الميت. وقال أبو حنيفة لا يستحب ويكون الوضوء عندنا في أول الغسل كما في وضوء الجنب. وأن النساء أحق بغسل الميتة من زوجها.

صحيح البخارى: ( اغسلنها بالسدر وترا ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني ) . فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فضفرنا شعرها ثلاثة قرون والقيناها خلفها.

مشكاة المصابيح: غسلنها وترا : ثلاثا أو خمسا أو سبعا وابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها " . وقالت فضفرنا شعرها ثلاثة قرون فألقيناها خلفها.

فتح الباري - ابن حجر: عن حفصة ضفرنا رأسها ثلاثة قرون ناصيتها وقرنيها وألقيناه إلى خلفها.

وفيه استحباب تسريح المرأة وتضفيرها وزاد بعض الشافعية أن تجعل الثلاث خلف ظهرها.

نيل الأوطار: ( فضفرنا شعرها ثلاثة قرون ) وفيه استحباب ضفر شعر المرأة وجعله ثلاثة قرون وهي ناصيتها وقرناها أي جانبا رأسها. وتسمية الناصية قرنا تغليب. وقال الأوزاعي والحنفية : إنه يرسل شعر المرأة خلفها وعلى وجهها مفرقا . قالت ( فضفرنا شعرها ثلاثة قرون فألقيناها خلفها ) متفق عليهما لكن ليس لمسلم فيه ( فألقيناها خلفها ).

صحيح مسلم: عن عائشة. قالت: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث أثواب بيض سحولية، من كرسف. ليس فيها قميص ولا عمامة. أما الحلة فإنما شبه على الناس فيها، أنها اشتريت له ليكفن فيها. فتركت الحلة. وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية. وسألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت لها: في كم كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت: في ثلاثة أثواب سحولية.

فتح الباري - ابن حجر: ثلاثة أثواب سحولية كرسف والكرسف القطن. سحوليه من كرسف القطن. وهو نسبة إلى سحول قرية باليمن. والكرسف هو القطن.

شرح النووي على مسلم: ( كفن رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثلاث أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة ). وهي ثياب بيض نقية لا تكون الا من القطن.

صحيح البخارى: أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له . فأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم قميصه فقال ( آذني أصلي عليه ) . فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين ؟ فقال ( أنا بين خيرتين قال { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } . فصلى عليه فنزلت { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }. [ ش: ( آذني ) أعلمني . ( خيرتين ) تثنية خيرة أي مخير بين أمرين الاستغفار وعدمه كما في الآية المذكورة مالتوبة 80 / . ( منهم ) من المنافقين / التوبة 84 / ].

سنن ابن ماجه: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( آذنوني به ) فلما أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يصلي عليه قال له عمر بن الخطاب ما ذاك لك . فصلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم . فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ( أنا بين خيرتين استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ) . فأنزل الله سبحانه { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره }. [ ش ( آذنوني به ) من الإيذان . أي أعلموني وأخبروني به إذا فرغتم من تجهيزه وتكفينه ] .

صحيح ابن حبان: عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( البسوا من ثيابكم البياض وكفنوا فيها موتاكم فإنها من خير ثيابكم وإن من خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر ).

سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألبسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم.

صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما. فذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل. وقبر ليلا. فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه. إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك. وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه".

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه ) .

صحيح البخارى: : كان النبي صلى الله عليه و سلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ) . فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال ( أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ) . وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم. [ ش ( اللحد ) هو الشق في جانب القبر . ( شهيد على هؤلاء ) أشهد لهم أنهم بذلوا أرواحهم في سبيل الله تعالى وأشفع لهم وأصونهم من مكاره ذلك اليوم ]. ((أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد قي ثوب واحد ثم يقول ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ) . فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال ( أنا شهيد على هؤلاء ) . وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلهم )).

صحيح ابن حبان: جابر بن عبد الله أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ويقول : ( أيهما أكثر أخذ للقرآن ؟ ) فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد قال صلى الله عليه و سلم : ( أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ) وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا.

مشكاة المصابيح: وعن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا " .

جامع الاصول لابن الاثير: عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : « لا تَغالَوْا في كَفَن، فإني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تَغَالَوْا في الكفن فإنه يُسْلَبُ سَلْبا سَرِيعا ».

صحيح ابن حبان: عن عائشة قالت : رجع إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول : وارأسناه قال : ( بل أنا يا عائشة وارأساه ) ثم قال : ( وما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفهنتك وصليت عليك ثم دفنتك ) ؟ قلت : لكأني بك أن لو فعلت ذلك قد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن عائشة في قولها : وأرساه قول النبي صلى الله عليه وسلم : « وما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ثم دفنتك ».

عون المعبود: ما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك. قال الشوكاني: أي في جواز غسل أحد الزوجين للآخر ولكنه لا يدل على عدم جواز غسل الجنس لجنسه مع وجود الزوجة ولا على أنها أولى من الرجال.

صحيح البخارى: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ) . فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال ( أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ) . وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم. [ ش ( اللحد ) هو الشق في جانب القبر . ( شهيد على هؤلاء ) أشهد لهم أنهم بذلوا أرواحهم في سبيل الله تعالى وأشفع لهم وأصونهم من مكاره ذلك اليوم ]. (( وكان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد قي ثوب واحد ثم يقول ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ) . فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال ( أنا شهيد على هؤلاء ) . وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلهم )).

سنن ابن ماجه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يجمع بين الرجلين والثلاثة من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول ( أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ ) فإذا أشير له إلى أحدهم قدمه في اللحد وقال ( أنا شهيد على هؤلاء ) وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا.

جامع الاصول لابن الاثير: عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : « لا تَغالَوْا في كَفَن، فإني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تَغَالَوْا في الكفن فإنه يُسْلَبُ سَلْبا سَرِيعا ».

مشكاة المصابيح: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا ".

صحيح مسلم: قال: فجاءت الغامدية فقالت: يا رسول الله! إني قد زنيت فطهرني. وإنه ردها. فلما كان الغد قالت: يا رسول الله! لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزا. فوالله! إني لحبلى. قال (إما لا، فاذهبي حتى تلدي) فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة. قالت: هذا قد ولدته. قال (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه). فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز. فقالت: هذا، يا نبي الله! قد فطمته، وقد أكل الطعام. فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين. ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها. وأمر الناس فرجموها. فيقبل خالد بن الوليد بحجر. فرمى رأسها. فتنضح الدم على وجه خالد. فسبها. فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبعه إياها. فقال (مهلا! يا خالد! فوالذي نفسي بيده! لقد تابت توبة، لوتابها صاحب مكس لغفر له). ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت.

سنن الدارمي: (( ثم أمر الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتلطخ الدم على وجنة خالد بن الوليد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه و سلم سبه إياها فقال مه يا خالد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصلى عليها ودفنت )).

القاموس الفقهي: المكس : الضريبة يأخذها المكاس ممن يدخل البلد من التجار . وقد غلب استعمال المكس فيما يأخذه أعوان السلطان ظلما عند البيع والشراء .

شرح النووي على مسلم: {{ ( لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ) فيه أن المكس من أقبح المعاصي والذنوب الموبقات وذلك لكثرة مطالبات الناس له وظلاماتهم عنده وتكرر ذلك منه وانتهاكه للناس وأخذ أموالهم بغير حقها وصرفها في غير وجهها }}.

صحيح مسلم: عن جابر بن سمرة ؛ قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص. فلم يصل عليه.

سنن النسائي الكبرى: أن رجلا قتل نفسه بمشاقص فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما أنا فلا أصلي عليه.

شرح النووي على مسلم: قوله ( أتى النبي صلى الله عليه و سلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه ) المشاقص سهام عراض واحدها مشقص. وفي هذا الحديث دليل لمن يقول لا يصلى على قاتل نفسه لعصيانه وهذا مذهب عمر بن عبد العزيز والأوزاعي. وقال الحسن والنخعى وقتادة ومالك وأبو حنيفة والشافعي وجماهير العلماء يصلى عليه وأجابوا عن هذا الحديث بأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يصل عليه بنفسه زجرا للناس عن مثل فعله وصلت عليه الصحابة. وهذا كما ترك النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة في أول الأمر على من عليه دين زجرا لهم عن التساهل في الاستدانة وعن اهمال وفائه وأمر أصحابه بالصلاة عليه فقال: صلى الله عليه و سلم صلوا على صاحبكم. قال القاضي مذهب العلماء كافة الصلاة على كل مسلم ومحدود ومرجوم وقاتل نفسه وولد الزنى. وعن مالك وغيره أن الامام يجتنب الصلاة على مقتول في حد وأن أهل الفضل لا يصلون على الفساق زجرا لهم.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة : أن رجلا أسود أو امرأة سوداء كان يقم المسجد فمات فسأل النبي صلى الله عليه و سلم عنه فقالوا مات قال ( أفلا كنتم آذنتموني به دلوني على قبره أو قال قبرها ) . فأتى قبرها فصلى عليها. ( امرأة سوداء ) ورد أن اسمها أم محجن . [ ش: ( يقم المسجد ) يكنسه ويلتقط منه الأوساخ . ( آذنتموني ) أعلمتموني حتى أصلي عليه ].

صحيح مسلم: {{ عن أبي هريرة: أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد (أو شابا) ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسأل عنها (أو عنه) فقالوا: مات. قال: " أفلا كنتم آذنتمونى". قال: فكأنهم صغروا أمرها (أوأمره). فقال : "دلوني على قبرها" فدلوه. فصلى عليها. ثم قال "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها. وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم".

سبل السلام: ( دلُّوني على قبرها : والحديث دليل على صحة الصلاة على الميت بعد دفنه مطلقاً سواء أصلي عليه قبل الدفن. ويدل له أيضاً صلاته صلى الله عليه وسلم على البراء بن معرور فإنه مات والنبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بمكة فلما قدم صلى على قبره، وكان ذلك بعد شهر من وفاته. ويدل له أيضاً صلاته صلى الله عليه وسلم على الغلام الأنصاري الذي دفن ليلا ولم يشعر صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بموته.

صحيح مسلم: فقال : "دلوني على قبرها" فدلوه. فصلى عليها. ثم قال "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها. وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم".

مشكاة المصابيح: قال : " أفلا كنتم آذنتموني ؟ " قال : فكأنهم صغروا أمرها أو أمره . فقال : " دلوني على قبره " فدلوه فصلى عليها . قال : " إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم " .

تحفة الأحوذي: وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم. قالوا: صلاته صلى الله عليه و سلم كانت لتنوير القبر وقالا يوجد في صلاة غيره فلا يكون الصلاة على القبر مشروعا وأجاب بن حبان عن ذلك بأن في ترك إنكاره صلى الله عليه و سلم على من صلى معه على القبر بيان جواز ذلك لغيره وأنه ليس من خصائصه.

سنن ابن ماجه: كان حذيفة إذا مات له الميت قال لا تؤذنوا به أحدا . إني أخاف أن يكون نعيا . إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم بإذني هاتين ينهى عن النعي. [ ش ( نعيا ) بفتح نون وسكون عين . وقيل بكسر عين وتشديد ياء . أصله خبر الموت ].

سنن الترمذي: عن حذيفة بن اليمان قال : إذا مت فلا تؤذنوا بي إني أخاف أن يكون نعيا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى عن النعي. تحفة الأحوذي: قوله ينهى عن النعي: النعي الذي كان في الجاهلية جمعا بين الأحاديث قال بن العربي يؤخذ من مجموع الأحاديث ثلاث حالات الأولى إعلام الأهل والأصحاب وأهل الصلاح فهذا سنة الثانية دعوة الحفل للمفاخرة فهذه تكره الثالثة الإعلام بنوع آخر كالنياحة ونحو ذلك فهذا يحرم. والذي عليه الجمهور أن مطلق الإعلام بالموت جائز وليس فيه ترك الأولى بل ربما يقال إنه سنة لما ورد أنه صلى الله عليه و سلم نعى النجاشي.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه خرج إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعا. [ ش: ( نعى ) أخبر بموته . ( النجاشي ) لقب ملك الحبشة واسمه أصحمة وقيل معناه عطية . ( المصلى ) مكان متسع يصلون فيه صلاة العيد وقيل صلى عليه في البقيع ]. وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربع تكبيرات.

صحيح ابن حبان : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نعى النجاشي يوم توفي وقال : ( استغفروا لأخيكم ) ثم خرج بالناس إلى المصطفى فصفوا وراءه وكبر أربع تكبيرات.

صحيح مسلم: عن عبدالله بن عباس أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان. فقال: يا كريب ! انظر ما اجتمع له من الناس. قال: فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له. فأخبرته. فقال: تقول هم أربعون ؟ قال: نعم. قال: أخرجوه. فإني سمعت رسول الله عليه وسلم يقول "ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا، لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه".

مشكل الآثار للطحاوي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه »

شرح النووي على مسلم: قوله صلى الله عليه و سلم ( ما من ميت يصلى عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له الا شفعوا فيه ). وما من رجل يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا الا شفعهم الله فيه. ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم أخبر بقبول شفاعة مائة فأخبر به ثم بقبول شفاعة أربعين ثم ثلاث صفوف وان قل عددهم فأخبر به. فلا يلزم من الاخبار عن قبول شفاعة مائة منع قبول ما دون ذلك وكذا في الأربعين مع ثلاثة صفوف وحينئذ كل الأحاديث معمول بها ويحصل الشفاعة بأقل الأمرين من ثلاثة صفوف وأربعين.

صحيح البخارى: عن سمرة رضي الله عنه قال : صليت وراء النبي صلى الله عليه و سلم على امرأة ماتت في نفاسها فقام عليها وسطها. صحيح مسلم: قال سمرة بن جندب: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما. فكنت أحفظ عنه. فما يمنعني من القول إلا أن ههنا رجالا هم أسن مني. وقد صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها. فقام عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وسطها. وفي رواية ابن المثنى قال: حدثني عبدالله بن بريدة قال: فقام عليها للصلاة وسطها.

صحيح مسلم - باب الصلاة على الجنازة في المسجد: عن عباد بن عبدالله بن الزبير: أن عائشة أمرت أن يمر بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد. فتصلي عليه. فأنكر الناس ذلك عليها. فقالت: ما أسرع ما نسي الناس ! ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد. وعن عباد بن عبدالله بن الزبير. يحدث عن عائشة: أنها لما توفي سعد بن أبي وقاص، أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يمروا بجنازته في المسجد. فيصلين عليه. ففعلوا فوقف به على حجرهن يصلين عليه. أخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد. فبلغهن أن الناس عابوا ذلك. وقالوا: ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد. فبلغ ذلك عائشة. فقالت: ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به ! عابوا علينا أن يمر بجنازة في المسجد، وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في جوف المسجد.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت : ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه ، فأنكر ذلك عليها ، فقالت : « والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد ، سهيل ، وأخيه » )).

شرح النووي على مسلم: قال العلماء بنو بيضاء ثلاثة اخوة سهل وسهيل وصفوان وأمهم البيضاء اسمها دعد والبيضاء وصف وأبوهم وهب بن ربيعة القرشى الفهرى وكان سهيل قديم الاسلام هاجر إلى الحبشة ثم عاد إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدرا وغيرها توفى سنة تسع من الهجرة رضى الله عنه وفي هذا الحديث دليل للشافعى والأكثرين في جواز الصلاة على الميت في المسجد. وقال بن أبي ذئب وأبو حنيفة ومالك على المشهور عنه لا تصح الصلاة عليه في المسجد بحديث: من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له.

صحيح مسلم: عن عبدالرحمن بن أبي ليلى. قال: كان زيد يكبر على جنائزنا أربعا. وإنه كبر على جنازة خمسا. فسألته فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها.

خلاصة الاحكام: كان زيد يكبر على جنائزنا أربعا، وإنه كبّر على جنازة خمسا، فسألته فقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها ". (( وعن علي رضي الله عنه، أنه كبر على سهل بن حنيف ستا، وكان شهد بدرا )).

سبل السلام: عن أبي وائل قال: كانوا يكبرون على عهد رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أربعاً وخمساً وستاً وسبعاً فجمع عمر أصحاب رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فأخبر كلٌّ بما رأى فجمعهم عمر على أربع تكبيرات. وروى ابن عبد البر في الاستذكار بإسناده: كان النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم يكبر على الجنائز أربعاً وخمساً وستاً وسبعاً وثمانياً حتى جاء موت النجاشي فخرج إلى المصلى وصف الناس وراءه وكبر عليه أربعاً ثم ثبت النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم على أربع حتى توفاه الله؛ فإن صح هذا فكأن عمر ومن معه لم يعرفوا استقرار الأمر على الأربع حتى جمعهم وتشاوروا في ذلك.

المستدرك ـ للحاكم: عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر على جنائزنا أربعا ويقرأ بفاتحة الكتاب في التكبيرة الأولى.

تحفة الأحوذي: (( وعن أبي أسامة بن سهل بن حنيف قال السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر ثم يقرأ بأم القرآن ثم يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ثم يخلص الدعاء للميت ولا يقرأ إلا في الأولى )).

عون المعبود: سمعت بن عباس يجهر بفاتحة الكتاب على الجنازة ويقول إنما فعلت لتعلموا أنها سنة. وعن أبي أمامة قال السنة أن يقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه كان يقرأ بأم القرآن بعد التكبيرة الأولى على الجنازة. وعن زيد بن طلحة التيمي قال سمعت بن عباس قرأ على جنازة فاتحة الكتاب وسورة وجهر بالقراءة وقال إنما جهرت لأعلمكم أنها سنة. وعن طلحة بن عبد الله قال صليت خلف بن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة فجهر حتى سمعنا.

صحيح مسلم: سمعت عوف بن مالك يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة. فحفظت من دعائه وهو يقول "اللهم ! اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه. وأكرم نزله. ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد. ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس. وأبدله دارا خيرا من داره. وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه. وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر (أو من عذاب النار)". قال: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت.

سنن النسائي الكبرى: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى على جنازة فقال اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه ووقه فتنة وعذاب القبر قال عوف فتمنيت أن لو كنت الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم لذلك الميت.

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول في الصلاة على الجنائز : ( اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبرينا وذكرنا وأنثانا اللهم من أحييته منا فأحيه على

الإيمان ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام ).

سنن ابن ماجه: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى على جنازة يقول ( اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا . اللهم من أحييته منا فأحيه على الأسلام . ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان . اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده ) .

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء.

سنن ابن ماجه: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) .

تحفة الأحوذي: قوله فأخلصوا له الدعاء أدعوا له بالإخلاص وليس فيه نفي القراءة على الجنازة. وعن أبي أمامة أنه قال إن السنة في الصلاة على الجنازة أن يقرأ بفاتحة الكتاب ويصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ثم يخلص الدعاء للميت حتى يفرغ ولا يقرأ إلا مرة.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( أسرعوا بالجنازة فإن تك صحالة فخير تقدمونها وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ). [ ش: ( تقدمونها ) تسرعون بها إليه . ( تضعونه عن رقابكم ) تستريحون من صحبة ما لا خير فيه ].

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أسرعوا بالجنازة فإن تكن صالحة فخير تقدمونها إليه . وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) .

شرح عمدة الأحكام: ( أسرعوا بالجنازة؛ فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) . يقول بعضهم: الإسراع هو سرعة السير، فقوله: (أسرعوا بها) يعني: أسرعوا السير، فإذا حملتموها على رقابكم فسيروا سيراً حثيثاً وسيراً سريعاً. وروي أن بعض الصحابة أو بعض المسلمين حملوا جنازة وصاروا يخبون بها خباً، أي: يسرعون بها السير، فهذا محتمل أن يكون المراد به السرعة بها، ثم قال: ( إن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ) أي: تعجلونها إلى الخير الذي أعد لها في القبر، وإن تك سوى ذلك -غير صالحة- فشر تضعونه عن رقابكم، قد حملتموه على أكتافكم فتضعون عن رقابكم هذا الشر. والاحتمال الثاني: أن المراد بالسرعة هنا سرعة التجهيز، أي: أسرعوا بتجهيز الجنائز فإذا مات الإنسان فأسرعوا بتجهيزه ولا تؤخروه، ولا تتباطئوا في تجهيزه وتحبسوه مدة طويلة، بل بادروا بعد موته وواروه ولا تؤخروه، فإنه إذا كان صالحاً قدمتموه إلى جزائه الذي ينتظره في المعاد، وإذا كان غير صالح ارتحتم من الحمل الذي تحملتموه، وهو الاهتمام بتجهيزه. ومعلوم أن قوله: ( فشر تضعونه عن رقابكم ) هو أنه إنما يحمله بعضهم، فقد يشيعه -مثلاً- مائة ولا يحمله إلا أربعة -مثلاً- أو عشرة، فعرف أن قوله: ( تضعونه عن رقابكم ) يعني: تضعون همه، وتضعون شغله، وتضعون العمل الذي تعملونه، يعني: كأنكم حملتم على أكتافكم شيئاً من الهم ومن الأعمال، فإذا جهزتموه وواريتموه فقد وضعتم ذلك الذي حملتموه وقد انتهيتم منه، فهذا هو الأقرب، أن المراد السرعة في تجهيزه. وقد ورد في الإسراع بقول صلى الله عليه وسلم: ( لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله ) أي: بعد موته يصبح جيفة ليس فيه حركة وليس فيه روح، فلا ينبغي أن تحبس هذه الجثة بين أهله، بل يسارع في مواراته، فيسرع أهله في تجهيزه تغسيلاً وتكفيناً وصلاة عليه ودفناً، حتى لا يحبس عمَّا هو معد له.

فهذا هو الأرجح، ومع ذلك نقول: لا بأس بالسرعة إذا لم يكن فيها مشقة إذا حملوه، وكان الأصل أن الميت يحمل على الرقاب، فيحملونه على رقابهم إلى أن يضعوه عند شفير قبره، لكن في هذه الأزمنة لبعد المسافة استثقلوا ذلك وصاروا يحملونه على السيارات، ولا بأس بذلك، والسيارة معلوم أن سيرها محدود، لا يتمكن من الإسراع بها إسراعاً زائداً عن القدر المحدد، ومع ذلك إذا كان الطريق -مثلاً- خالياً فلا يتباطأ بالسير تباطؤاً تطول مدته، بل يسير السير المعتاد.

صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط. ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان " قيل : وما القيراطان ؟ قال "مثل الجبلين العظيمين".

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ) قيل : يا رسول الله وما القيراطان ؟ قال : ( مثل جبلين عظيمين )

سبل السلام: وعن أبي هريرة "من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معها حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع بقيراطين كل قيراطٍ مثلُ جبل أُحُدٍ". وقوله: "إيماناً واحتساباً" قيد به لأنه لا بد منه لأن ترتب الثواب على العمل يستدعي سبق النية، فيخرج من فعل ذلك على سبيل المكافأة المجردة أو على سبيل المحاباة. وقوله: "فله قيراطان من الأجر كل واحد منهما أعظم من أحد" وفي رواية لمسلم: "أصغرهما مثل أُحد". وعند ابن عدي من رواية واثلة: "كتب له قيراطان من الأجر أخفهما في ميزانه يوم القيامة أثقل من جبل أُحد". وفي الحديث"من خرج مع جنازة من بيتها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من الأجر كل قيراط مثل أُحد، ومن صلى عليها ثم رجع كان له قيراط" .

صحيح ابن حبان: عن سالم: عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر رضوان الله عليهما يمشون أمام الجنازة.

سنن ابن ماجه: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة .

عون المعبود: ( يمشون أمام الجنازة ) قال الخطابي أكثر أهل العلم على استحباب المشي أمام الجنازة وكان أكثر الصحابة يفعلون ذلك. وقد روى عن علي بن أبي طالب وأبي هريرة أنهما كانا يمشيان خلف الجنازة. وقال أصحاب الرأي لا بأس بالمشي أمامها والمشي خلفها أحب إلينا. فأما الراكب فلا أعلم أنهم اختلفوا في أنه يكون خلف الجنازة.

صحيح مسلم: عن أم عطية. قالت: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا.

سنن ابن ماجه: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا. [ ش ( ولم يعزم علينا ) قال السيوطي في معناه ولم يوجب . والمراد أنه لم يقطع علينا بالنهي ليكون حراما . فهو مكروه تنزيها ] .

صحيح البخارى: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم ). ( حتى تخلفكم أو توضع ). [ ش: ( تخلفكم ) تتجاوزكم فتجعلكم خلفها أو تصبح خلفكم . ( توضع ) على الأرض والأمر بالقيام للجنازة للاستحباب وليس للوجوب وقال بعضهم إنه منسوخ فلا يستحب أيضا ]. و ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع ). مرت بنا جنازة فقام لها النبي صلى الله عليه و سلم وقمنا له فقلنا يا رسول الله إنها جنازة يهودي. قال ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا ).

صحيح مسلم: عن عامر بن ربيعة. قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها، حتى تخلفكم أو توضع".

صحيح البخارى: كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما فقيل لهما إنهما من أهل الأرض أي من أهل الذمة فقالا إن النبي صلى الله عليه و سلم مرت به جنازة فقام فقيل له إنها جنازة يهودي فقال ( ألست نفسا ).

صحيح ابن حبان: كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ مرت بنا جنازة فقام لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما ذهبنا لنحمل إذا هي جنازة يهودي قال : ( إن للموت فزعا فإذا رأيتم جنازة فقوموا ).

تحفة الأحوذي: وفي حديث عبد الله بن عمرو: إنما تقومون إعظاما للذي يقبض النفوس. ولفظ بن حبان إعظاما لله الذي يقبض الأرواح. قال الحافظ في الفتح: إنه لا تنافي بين هذه التعليلات لأن القيام للفزع من الموت فيه تعظيم لأمر الله وتعظيم للقائمين بأمره في ذلك وهم الملائكة

سبل السلام: (أدخل الميت من قِبَل رجلي القبر) أي من جهة المحل الذي يوضع فيه رجلاً الميت. وعن علي عليه السلام قال: صلى رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم على جنازة رجل من ولد عبد المطلب فأمر بالسرير فوضع من قبل رجلي اللحد ثم أمر به فسل سلا". وفي المسألة ثلاثة أقوال:

(الأول): ما ذكر وإليه ذهبت الهادوية والشافعي وأحمد.

(والثاني): يسل من قبل رأسه لما روى الشافعي عن الثقة مرفوعاً من حديث ابن عباس "أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم سل ميتاً من قبل رأسه".

(والثالث) لأبي حنيفة: أنه يسل من قبل القبلة معترضاً إذ هو أيسر.

صحيح ابن حبان: عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان إذا وضع الميت في القبر قال : ( بسم الله وعلى ملة رسول الله ).

سنن ابن ماجه: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أدخل الميت القبر قال ( بسم الله . وعلى ملة رسول الله ) . وقيل إذا وضع الميت في لحده قال ( بسم الله . وعلى سنة رسول الله ) . وقيل ( بسم الله . وفي سبيل الله . وعلى ملة رسول الله ) .

صحيح ابن حبان: عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( كسر عظم الميت ككسره حيا ).

سنن ابن ماجه: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الإثم ).

صحيح مسلم: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص: أن سعد بن أبي وقاص قال في مرضه الذي هلك فيه: الحدوا لي لحدا. وانصبوا علي اللبن نصبا. كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم. معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( أن سعد بن أبي وقاص قال في مرضه الذي هلك فيه : « الحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم » )).

شرح مسند أبي حنيفة: عن جابر ، أنه عليه الصلاة والسلام ، ألحد ونصب عليه اللبن نصبا ، ورفع قبره من الأرض بشبر.

شرح النووي على مسلم: {{ قوله ( الحدوا لي لحدا ): يقال لحد يلحد وألحد يلحد اذا حفر اللحد واللحد: وهو الشق تحت الجانب القبلى من القبر. وفي مذهب الشافعي: أن الدفن في اللحد أفضل من الشق اذا أمكن اللحد وأجمعوا على جواز اللحد والشق. قوله ( ألحدوا لي لحدا وانصبوا على اللبن نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه و سلم ) فيه استحباب اللحد ونصب اللبن وانه فعل ذلك برسول الله صلى الله عليه و سلم باتفاق الصحابة رضي الله عنهم وقد نقلوا أن عدد لبناته صلى الله عليه و سلم تسع. قوله ( جعل في قبر النبي صلى الله عليه و سلم قطيفة حمراء ) هذه القطيفة ألقاها شقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال كرهت أن يلبسها أحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم. وقال العلماء على كراهة وضع قطيفة أو مضربة أو مخدة ونحو ذلك تحت الميت في القبر. }}.

الفقه على المذاهب الأربعة للجزيرى:

يسن تعميق القبر من غير حد معين، أما أقلها طولاً وعرضاً، فهو ما يسع الميت ومن يتولى دفنه، ولا يجوز وضع الميت على وجه الأرض والبناء عليه من غير حفرة، إلا إذا لم يمكن الحفر، ثم إن كانت الأرض صلبة فيسن فيها اللحد، وهو أن يحفر أسفل القبر من جهة القبلة حفرة تسع الميت، والمالكية يقولون: إن اللحد في الأرض الصلبة مستحب لا سنة، وإن كانت رخوة فيباح فيها الشق.

الموسوعة الفقهية الكويتية: {{ إلحاد الميّت في القبر سنّة لقوله عليه الصلاة والسلام : « اللّحد لنا والشّقّ لغيرنا ». وعن سعد بن أبي وقّاصٍ رضي الله عنه « أنّه قال في مرضه الّذي مات فيه الحدوا لي لحداً ، وانصبوا عليّ اللّبن ، كما صنع برسول اللّه صلى الله عليه وسلم » . وذهب المالكيّة والشّافعيّة إلى أنّه مستحبّ ، لما روي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال للحافر : « أوسع من قبل رأسه ، وأوسع من قبل رجله » . ولقول الرّسول صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ : « احفروا ، وأوسعوا ، وعمّقوا ». وعن عن أنسٍ « لمّا توفّي النّبيّ صلى الله عليه وسلم وكان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح ، فقالوا : نستخير ربّنا ونبعث إليهما ، فأيّهما سبق تركناه ، فأرسل إليهما ، فسبق صاحب اللّحد ، فلحدوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم » وهذا عند الجميع إذا كانت الأرض صلبةً ، أمّا إذا كانت رخوةً فإنّه يصار إلى الشّقّ بدون خلافٍ ويكون أفضل ، ويكون اللّحد إلى جهة القبلة بقدر الميّت }}.

صحيح ابن حبان: أن النبي صلى الله عليه و سلم ألحد ونصب عليه اللبن نصبا ورفع قبره من الأرض نحوا من شبر.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن جعفر بن محمد ، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم « رش على قبره الماء ، ووضع عليه حصباء (1) من حصباء العرصة (2) ، ورفع قبره قدر شبر ». { (1) الحصباء : الحجارة الصغيرة. (2) العرصة : الأرض الخلاء والساحة ليس فيها بناء }.

سبل السلام: ورفع قبره عن الأرض قدر شبر. وعن القاسم بن محمد قال: دخلت على عائشة فقلت: يا أماه اكشفي لي عن قبر رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم وصاحبيه فكشفت له عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحة العرصة الحمراء. ورأيت رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم مقدماً وأبو بكر رأسه بين كتفي رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم وعمر رأسه عند رجلي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن صالح بن أبي صالح قال: رأيت قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شبراً أو نحو شبر.

صحيح مسلم: عن جابرقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر. وأن يقعد عليه, وأن يبنى عليه.

خلاصة الاحكام: عن جابر رضي الله عنه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصّص القبر، وأن يُبنى عليه، وأن يُقعد عليه. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُجصص القبور، وأن يُكتب عليها، وأن تُبنى.

الموسوعة الفقهية الكويتية: التّجصيص التّبييض بالجصّ وهو الجير. واليوم اعتادوا التّسنيم باللّبن صيانةً للقبر عن النّبش ورأوا ذلك حسناً ، وقال عبد اللّه بن مسعود : ما رأى المسلمون حسناً فهو عند اللّه حسن.

سنن ابن ماجه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت . فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا .

صحيح ابن ماجة: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا.

سبل السلام: وأَتى الْقَبْرَ فَحَثى عليه ثلاثَ حَثَيَات وهُوَ قائمٌ" رواهُ الدارقطنيُّ. و "فأمر فرشَّ عليه الماء". وعن أبي هريرة مرفوعاً "من حثا على مسلم احتساباً كتب له بكل ثراة حسنة". وعن أبي هريرة "أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم حثى من قبل الرأس ثلاثاً". إلا أنه قال أبو حاتم: حديث باطل وروى البيهقي من طريق محمد بن زياد عن أبي أمامة قال: "توفي رجل فلم تصب له حسنة إلا ثلاث حثيات حثاها على قبر فغفرت له ذنوبه".

صحيح البخارى: عن أبي هريرة قال نعى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم النجاشي صاحب الحبشة اليوم الذي مات فيه فقال ( استغفروا لأخيكم ). وعن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال إن النبي صلى الله عليه و سلم صف بهم بالمصلى فكبر عليه أربعا.

صحيح مسلم: نعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي صاحب الحبشة. في اليوم الذي مات فيه. فقال "استغفروا لأخيكم".

فيض القدير: (فقال استغفروا لأخيكم) في الإسلام (وسلوا له التثبيت) أي اطلبوا له من الله تعالى أن يثبت لسانه لجواب الملكين. قولوا: اللهم ثبته الله بالقول الثابت

سبل السلام: كان الصحابة يستحبون إذا سوي على الميت قبره وانصرف الناس عنه أن يقال عند قبره: يا فلان قل: لا إله. يا فلان قل: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد. وعن أبي أمامة: إذا أنا متُ فاصنعوا بي كما أمر رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فقال: "إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب ثم يقول: يا فلان ابن فلانة، فإنه يقول: أرشدنا رحمك الله، ولكن لا تشعرون، فليقل: اذكر ما كنت عليه في الدنيا من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وبالقرآن إماماً. فإن منكراً ونكيراً يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته؟ فقال رجل: يا رسول الله فإنه لم يعرف أمه؟ قال: ينسبه إلى أمّه حوّاء، يا فلان ابن حواء"

صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها. ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، فأمسكوا ما بدا لكم. ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها. ولا تشربوا مسكرا".

صحيح ابن حبان: وإني كنت نهيتكم عن ثلاث : عن زيارة القبور فزوروها ولتزدكم زيارتها خيرا وإني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وأمسكوا ما شئتم وإني كنت نهيتكم عن الأشربة في الأوعية فاشربوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرا ).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن أبي سعيد قال : « لعن رسول الله النائحة والمستمعة » قال الشافعي : « وأرخص في البكاء بلا أن تندبن ، ولا أن يقلن إلا خيرا ، ولا يدعون بحرب قبل الموت ، فإذا مات أمسكن ».

صحيح ابن حبان: عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( أربع في أمتي من أهواء الجاهلية لا يتركونهن ) : الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة والنائحة إذا لم تتب قبل موتها يقام يوم القيامة عليها سربال من قطران ودرع من جرب )

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( النياحة من أمر الجاهلية . وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيبا من قطران ودرعا من لهب النار ).

صحيح البخارى: عن أم عطية رضي الله عنها قالت: أخذ علينا النبي صلى الله عليه و سلم عند البيعة أن لا ننوح.

خلاصة الاحكام: وعن أبي بردة، قال: وجع أبا موسى وجعاً، فغشي عليه، ورأسه في حجر امرأة من أهله، فصاحت امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً، فلما أفاق، قال: أنا بريء ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة، والحالقة، والشاقة. وعن أم عطية رضي الله عنها، قالت: أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البيعة أن لا ننوح. متفق عليه.

صحيح البخارى: عن ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ). وقال آدم عن شعبة ( الميت يعذب ببكاء الحي عليه ).

صحيح مسلم: عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ".

فيض القدير:

(الميت يعذب في قبره بما نيح عليه) إذا أوصاهم بفعله كما مر، فلا ندافع بينه وبين آية * (ولا تزر وازرة وزر أخرى). وقال الحسن البصري : شر الناس للميت أهله ، يبالغون في البكاء عليه والإحداد مع كونه يضره ولا يهون عليهم قضاء دينه ليبردوا مضجعه ويخلصوه من الحبس فاعتقال اللسان بين عسكر الموتى.

مشكل الآثار للطحاوي: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر ، فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : « هل منكم أحد لم يقارف (1) أهله الليلة ؟ فقال أبو طلحة : أنا . قال : » فانزل « . فنزل في قبرها. (1) قارف : جامع زوجته وقيل : ارتكب إثما.

وذلك لانه لم يحضر قبرها حينئذ أحد من ذوي أرحامها المحرمات غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاحتاج إلى معونته على ذلك ، فكان من أبي طلحة ما كان لمعونته إياه على ذلك ، وذلك له واسع كما يتسع للرجال الذين ليسوا بذوي محارم من النساء الميتات إذا لم يكن بحضرتهن ذوو أرحام منهن أن يلمسوهن من وراء الثياب مكان الغسل لهن .

صحيح البخارى: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم إبراهيم فقبله وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله ؟ فقال ( يا ابن عوف إنها رحمة ) . ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه و سلم ( إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون ).

سنن ابن ماجه: عن جابر بن عبد الله قال : - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا ) .

سبل السلام: "لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا" أخرجه ابن ماجه وأصله في مسلم لكن قال: زَجَرَ بالزي والجيم والراء عوض "نهى أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه" . دل على النهي عن الدفن للميت ليلاً إلا لضرورة، وقد ذهب إلى هذا الحسن وورد تعليل النهي عن ذلك بأن ملائكة النهار أرأف من ملائكة الليل.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: قال رسول الله لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا ولكن بشكل على هذا أن الخلفاء الأربعة دفنوا ليلا وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ودفن أي النبي قبل أن يصبح وفي ( المغازي ) للواقدي عن عمرة عن عائشة قالت ما علمنا بدفن النبي حتى سمعنا صوت المساحي في السحر ليلة الثلاثاء وفي رواية أحمد ودفن ليلة الأربعاء.

سنن ابن ماجه: عن عبد الله بن جعفر قال : لما جاء نعي جعفر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اصنعوا لآل جعفر طعاما , فقد أتاهم ما يشغلهم أو أمر يشغلهم ) .

المستدرك للحاكم: قال النبي صلى الله عليه و سلم : اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم أمر يشغلهم.

تحفة الأحوذي: ويستحب لجيران أهل الميت والأقرباء الأباعد تهيئة طعام يشبعهم يومهم وليلتهم لقوله صلى الله عليه و سلم اصنعوا لآل جعفر طعاما وقال يكره اتخاذ الضيافة من أهل الميت لأنه شرع في السرور لا في الشرور.

صحيح مسلم: قالت عائشة: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ! قلنا: بلى. قال: قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثم أجافه رويدا. فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري. ثم انطلقت على إثره. حتى جاء البقيع فقام. فأطال القيام. ثم رفع يديه ثلاث مرات. ثم انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت.

فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت. فسبقته فدخلت. فليس إلا أن اضطجعت فدخل. فقال "ما لك ؟ يا عائش ! حشيا رابية!" قالت: قلت: لا شيء. قال "لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير" قالت: قلت: يا رسول الله ! بأبي أنت وأمي ! فأخبرته. قال "فأنت السواد الذي رأيت أمامي ؟" قلت: نعم. فلهدني في صدري لهدة أوجعتني. ثم قال "أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟" قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله. نعم.

قال "فإن جبريل أتاني حين رأيت. فناداني. فأخفاه منك. فأجبته. فأخفيته منك. ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك. وظننت أن قد رقدت. فكرهت أن أوقظك. وخشيت أن تستوحشي.

فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم".

قالت: كيف أقول لهم ؟ يا رسول الله ! قال "قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين. وإنا، إن شاء الله، بكم للاحقون".

سنن ابن ماجه: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر . كان قائلهم يقول السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون . نسأل الله لنا ولكم العافية. [ ش ( أهل الديار ) القبور . تشبيها للقبر بالدار في كونه مسكنا ] .

سنن الترمذي: عن ابن عباس قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا أهل القبور ! يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر.

مشكاة المصابيح: عن ابن عباس قال : مر النبي صلى الله عليه و سلم بقبور بالمدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال : " السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر ".

فيض القدير: كان يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية وفي خبر الترمذي كان إذا مر بقبور المدينة قال : السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر.

صحيح البخارى: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ).

صحيح ابن حبان: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء ).

الفقه القرطبي ( احكام الجنازة ):

)))))))))))))))))))))))))))))))))))

={وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}

"فأينما تولوا" على خمسة أقوال :

1- فقال عبدالله بن عامر بن ربيعة : نزلت فيمن صلى إلى غير القبلة في ليلة مظلمة. عن أبيه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة ، فصلى كل رجل منا على حياله ، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت : {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} .

2- وأكثر أهل العلم قالوا : إذا صلى في الغيم لغير القبلة ثم استبان له بعد ذلك أنه صلى لغير القبلة فإن صلاته جائزة وهو قول أبي حنيفة. اما مالك قال : تستحب له الإعادة في الوقت ، وليس ذلك بواجب عليه.

3- وقال ابن عمر : نزلت في المسافر يتنفل حيثما توجهت به راحلته. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه.

4- أينما كنتم من شرق وغرب فثم وجه الله الذي أمرنا باستقباله وهو الكعبة.

5- وقيل نزلت في النجاشي ، وذلك أنه لما مات دعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى الصلاة عليه خارج المدينة ، فقالوا : كيف نصلي على رجل مات ؟ وهو يصلي لغير قبلتنا ، وكان النجاشي ملك الحبشة - واسمه أصحمة وهو بالعربية عطية - يصلي إلى بيت المقدس حتى مات ، وقد صرفت القبلة إلى الكعبة فنزلت الآية ، ونزل فيه : {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} [آل عمران : 199] فكان هذا عذرا للنجاشي ، وكانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه سنة تسع من الهجرة. وقد استدل بهذا من أجاز الصلاة على الغائب.

النبي صلى الله عليه وسلم بذلك مخصوص لثلاثة أوجه :

أحدها : أن الأرض دحيت له جنوبا وشمالا حتى رأى نعش النجاشي ، كما دحيت له شمالا وجنوبا حتى رأى المسجد الأقصى.

الثاني : أن النجاشي لم يكن له هناك ولي من المؤمنين يقوم بالصلاة عليه.

الثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بالصلاة على النجاشي إدخال الرحمة عليه واستئلاف بقية الملوك بعده إذا رأوا الاهتمام به حيا وميتا.

قال ابن العربي : والذي عندي في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي أنه علم أن النجاشي ومن آمن معه ليس عندهم من سنة الصلاة على الميت أثر ، فعلم أنهم سيدفنونه بغير صلاة فبادر إلى الصلاة عليه.

القول الرابع : قال ابن زيد : كانت اليهود قد استحسنت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وقالوا : ما اهتدى إلا بنا ، فلما حول إلى الكعبة قالت اليهود : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ، فنزلت : {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} فوجه النظم على هذا القول : أن اليهود لما أنكروا أمر القبلة بين الله تعالى أن له أن يتعبد عباده بما شاء ، فإن شاء أمرهم بالتوجه إلى بيت المقدس ، وإن شاء أمرهم بالتوجه إلى الكعبة ، فعل لا حجة عليه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

= {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ}

اعلم أن للموت أسبابا وأمارات ، فمن علامات موت المؤمن عرق الجبين. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "المؤمن يموت بعرق الجبين" .

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من ميت يقرأ عنده سورة يس إلا هون عليه الموت" .

فأما غسله فهو سنة لجميع المسلمين حاشا الشهيد.

وسبب الخلاف قوله عليه السلام لأم عطية في غسلها ابنته زينب، وقيل : هي أم كلثوم: "اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك". وهو الأصل عند العلماء في غسل الموتى.

ولا خلاف في أن غسل الميت مشروع معمول به في الشريعة. وصفته كصفة غسل الجنابة على ما هو معروف. ولا يجاوز السبع غسلات في غسل الميت بإجماع. فإن خرج منه شيء بعد السبع غسل الموضع وحده ، وحكمه حكم الجنب إذا أحدث بعد غسله. فإذا فرغ من غسله كفنه في ثيابه.

والتكفين واجب : فإن كان له مال فمن رأس ماله.

فإن كان الميت ممن تلزم غيره نفقته في حياته من سيد إن كان عبدا أو أب أو زوج أو ابن ؛ فعلى السيد باتفاق ، وعلى الزوج والأب والابن باختلاف. ثم على بيت المال أو على جماعة المسلمين على الكفاية. والذي يتعين منه بتعيين الفرض ستر العورة ؛ فإن كان فيه فضل غير أنه لا يعم جميع الجسد غطى رأسه ووجهه إكراما لوجهه وسترا لما يظهر من تغير محاسنه. والأصل في هذا قصة مصعب بن عمير ، فإنه ترك يوم أحد نمرة كان إذا غطى رأسه خرجت رجلاه ، وإذا غطي رجلاه خرج رأسه ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر".

والوتر مستحب عند كافة العلماء في الكفن ، وكلهم مجمعون على أنه ليس فيه حد. والمستحب منه البياض قال صلى الله عليه وسلم : "البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم"

وكفن صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف. والكفن في غير البياض جائز إلا أن يكون حريرا أو خزا. في مثل لباسه في جمعته وأعياده قال صلى الله عليه وسلم : "إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه".

فإذا فرغ من غسله وتكفينه ووضع على سريره واحتمله الرجال على أعناقهم. والحكم الإسراع في المشي ؛ لقوله عليه السلام : "أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم". عن ابن مسعود قال سألنا نبينا صلى الله عليه سلم عن المشي مع الجنازة فقال : "دون الخبب إن يكن خيرا يعجل إليه وإن يكن غير ذلك فبعدا لأهل النار ".

وأما الصلاة عليه فهي واجبة على الكفاية كالجهاد. لقوله في النجاشي : "قوموا فصلوا عليه ".

وأما دفنه في التراب ودسه وستره فذلك واجب ؛ لقوله تعالى : {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ} [المائدة : 31].

ويستحب في القبر سعته وإحسانه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "احفروا وأوسعوا وأحسنوا" وروي عن الأدرع السلمي قال : جئت ليلة أحرس النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإذا رجل قراءته عالية ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله : هذا مراء ؛ قال : فمات بالمدينة ففرغوا من جهازه فحملوا نعشه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ارفقوا به رفق الله به إنه كان يحب الله ورسوله" . قال : وحضر حفرته فقال : "أوسعوا له وسع الله عليه" فقال بعض أصحابه : يا رسول الله لقد حزنت عليه ؟ فقال : "أجل إنه كان يحب الله ورسوله"

واللحد أفضل من الشق ؛ فإنه الذي اختاره الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي كان بالمدينة رجلان أحدهما يلحد والآخر لا يلحد ؛ فقالوا : أيهما جاء أول عمل عمله ، فجاء الذي يلحد فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ( واللحد هو أن يحفر في جانب القبر إن كانت تربة صلبة ، يوضع فيه الميت ثم يوضع عليه اللبن ثم يهال التراب ).

وقال سعد بن أبي وقاص في مرضه الذي هلك فيه : ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللحد لنا والشق لغيرنا" .

وعن سعيد بن المسيب قال : حضرت ابن عمر في جنازة فلما وضعها في اللحد قال : بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أخذ في تسوية اللبن على اللحد قال : اللهم أجرها من الشيطان ومن عذاب القبر ، اللهم جاف الأرض عن جنبيها ، وصعد روحها ولقها منك رضوانا. قلت يا ابن عمر أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قلته برأيك ؟ قال : إني إذا لقادر على القول! بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا". وقالت : ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء فقال : "لا تذكروا هلكاكم إلا بخير" .

= قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم".

التكبير علي الميت: التكبير أربع. يكبر خمسا. وعن علي : ست تكبيرات. وعن ابن عباس: ثلاث تكبيرات والمعول عليه أربع. وعن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الملائكة صلت على آدم فكبرت عليه أربعا وقالوا هذه سنتكم يا بني آدم" .

ولا قراءة في هذه الصلاة, لقوله صلى الله عليه وسلم : "إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء"

وذهب الشافعي وأحمد: أنه يقرأ بالفاتحة ؛ لقوله عليه السلام : "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" حملا له على عمومه. وصلى ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب وقال : لتعلموا أنها سنة.

وعن أبي أمامة قال : السنة في الصلاة على الجنائز أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافتة ، ثم يكبر ثلاثا ، والتسليم عند الآخرة.

وعن أبي أمامة أيضا قال : السنة في الصلاة على الجنائز أن تكبر ، ثم تقرأ بأم القرآن ، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم تخلص الدعاء للميت. ولا يقرأ إلا في التكبيرة الأولى ثم يسلم.

موقف الامام من الجنازة: وسنة الإمام أن يقوم عند رأس الرجل وعجيزة المرأة.

وكان أنس يصلى على جنازة فقال له العلاء بن زياد : يا أبا حمزة ، هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنائز كصلاتك يكبر أربعا ويقوم عند رأس الرجل وعجيزة المرأة ؟ قال : نعم.

وعن سمرة بن جندب قال : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وصلى على أم كعب ماتت وهي نفساء ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليها وسطها.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دفن الميت وقف على قبره ودعا له بالتثبيت.

*******************************************************

تم بحمد الله تعالي كتاب الطهارة

السبت 30 مارس 2013م الموافق 19 جمادي الاول 1434 هجرية

صبحي محمود عميره

)))))))))))))))))))))))

**********************************************

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

كتاب الصيام

)))))))))))))))))))))))

= {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 183] }}.

= صام رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان تسع سنين لانه فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفى النبي صلي الله عليه وسلم في شهر ربيع الاول سنة احدى عشرة من الهجرة.

تفسير القرطبي: والصوم في الشرع : الإمساك عن المفطرات مع اقتران النية به من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وتمامه وكماله باجتناب المحظورات وعدم الوقوع في المحرمات. يقول اللّه تبارك وتعالى: ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ).

1- {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} أي في أول الإسلام ثلاثة أيام من كل شهر ويوم عاشوراء.

2- {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ َ}: حدثنا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم : نزل رمضان فشق عليهم فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك الصوم ممن يطيقه ورخص لهم في ذلك. لأن فرض الصيام هكذا : من أراد صام ومن أراد أطعم مسكينا.

3- وكان الصوم الذي كان عليهم يمنعهم من الأكل والشرب والنكاح، فإذا حان الإفطار فلا يفعل هذه الأشياء من نام. وكان ذلك في أول الإسلام.

4- ثم نسخه اللّه تعالى بقوله: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم"

5- فلما نزلت: ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) زالت الرخصة إلا لمن عجز منهم.

احاديث فضل الصيام

))))))))))))))))))))))

1- صحيح البخارى: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها ). [ ش: ( جنة ) وقاية وسترة من الوقوع في المعاصي التي تكون سببا في دخول النار أو وقاية من دخول النار لأنه إمساك عن الشهوات والنار قد خفت بها وأيضا الأعمال الصالحة تكفر الذنوب . ( يرفث ) من الرفث وهو الكلام الفاحش ويطلق أيضا على الجماع وعلى مقدماته وعلى ذكره مع النساء . ( لا يجهل ) لا يفعل شيئا من الجهالة كالعياط والسفه والسخرية . ( مرتين ) يكرر ذلك مرتين . ( لخلوف ) تغير طعم الفم وريحه . ( يترك ) أي يقول الله تعالى يترك الخ . ( شهوته ) شهوة الجماع وغيرها . ( الصيام لي ) عمل خالص من أجلي ليس فيه رياء . ( أجزي به ) جزاء غير محدود يتناسب مع كرم الله سبحانه وفضله ].

2- صحيح مسلم: عن هريرة رضي الله عنه قال ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام. هو لي وأنا أجزي به. فوالذي نفس محمد بيده لخلفة فم الصائم أطيب عند الله، من ريح المسك".

3- صحيح البخارى: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يقول الله عز و جل الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ). [ ش ( فرحتان ) حالتان يسر فيهما . ( حين يفطر ) يتناول الطعام عند الغروب . وذلك لما فطره الله تعالى عليه من حاجته للغذاء وسروره عند تناوله . ( يلقى ربه ) يوم القيامة فيسر لما يجده عنده من المثوبة والأجر جزاء صيامه ].

4- صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده. لخلوف فم الصائم أطيب عند الله، يوم القيامة، من ريح المسك. وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره. وإذا لقي ربه فرح بصومه".

5- صحيح ابن خزيمة: يقول الله تبارك و تعالى : ( أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا ). معنى لو كان الليل إذا أقبل و أدبر النهار و غابت الشمس كان الصوام جميعا يفطرون و لو كان فطر جميعهم في وقت واحد لا يتقدم فطر أحدهم غيره لما كان لقوله صلى الله عليه و سلم : من وجد تمرا فليفطر عليه و من لم يجد فليفطر على الماء معنى و لكن معنى قوله : فقد فطر أي : فقد حل له الفطر و الله أعلم

6- صحيح البخارى: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ).

فتح الباري - ابن حجر: من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية وقالت عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم يبعثون على نياتهم.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: قيل هل يكفي أقل ما ينطلق عليه إسم الصوم حتى لو صام يوما واحدا دخل الجنة قلت إنه لا يقال في العرف صام رمضان إلا إذا صام كله والسياق ظاهر فيه فإن قيل المعذور كالمريض إذا ترك الصوم فيه ولو لم يكن مريضا لكان صائما وكان نيته الصوم لولا العذر هل يدخل تحت هذا الحكم الجواب نعم كما أن المريض إذا صلى قاعدا لعذر له ثواب صلاة القائم.

7- شعب الإيمان: جاء رجل فقال يا رسول الله إن فتاتين من أهلك ظلتا منذ اليوم صائمتين فأذن لهما فلتفطرا فأعرض عنه ثم عاد إليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما صامتا. وكيف صام من ظل يأكل لحوم الناس اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين يستقيئا ففعلتا فقاءت كل واحدة منهما علقة علقة فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه و سلم لو ماتتا أو بقيا فيهما لأكلتهما النار.

******************************************************

(( باب مبدأ فرض الصيام - مسالة فقهية غامضة - باب الايام المكروه صومها - باب رؤية الهلال - باب توكيد السّحور - باب فطر الصائم - باب الفطر قبل غروب الشمس - باب الوصال في الصوم - باب ما يجب علي الصائم تجنبه - باب ما يباح للصائم - باب حكم من افطر لغير عذر - باب الصوم في السفر - باب الايام التي يحرم صومها - باب صيام النبي صلى اللّه عليه وسلم - باب النية في الصيام - باب لا تصوم المراة الا باذن زوجها - باب الصائم يدعى إلى وليمة - باب الاعتكاف ))

( ادلة الاحكام ): باب مبدأ فرض الصيام

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه : لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله وكان رجال يخونون أنفسهم فأنزل الله { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم }. مشكل الآثار للطحاوي: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن رجل من الأنصار يقال له صرمة بن مالك وكان شيخا كبيرا جاء إلى أهله عشاء ، وهو صائم وكانوا إذا نام أحدهم قبل أن يطعم لم يأكل شيئا إلى مثلها والمرأة إذا نامت لم يكن زوجها يقربها حتى جاء مثلها فلما جاء صرمة إلى أهله فدعا بعشائه فقالوا : أمهل حتى نتخذ لك طعاما سخينا تفطر عليه فوضع الشيخ رأسه فنام فجاءوا بطعامه فقال كنت نائما فلم يطعمه فبات ليلته فلصق ظهرا لبطن فلما أصبح أتى النبي عليه السلام فأخبره فنزلت هذه الآية وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر فرخص لهم أن يأكلوا من أول الليل إلى آخره وجاء عمر فأتى أهله فقالت إنها نامت فظن عمر رضي الله عنه أنها اعتلت عليه فواقعها فأخبر أنها كانت نامت فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت فيه علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم الآية. وصومنا جائز لنا أن نأكل في لياليه ، وإن كنا قد نمنا فيها بخلاف صوم أهل الكتاب الذين إذا ناموا في ليالي صومهم لم يأكلوا فيه حتى يمضي غد تلك الليلة

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: روي عن مجاهد في سبب نزول هذه اية: (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم ): في عمر بن الخطاب ومن صنع كما صنع فأباح الجماع والطعام والشراب في جميع الليل رحمة ورخصة.

عون المعبود: كان إذا نام قبل أن يتعشى لم يحل له أن يأكل شيئا ولا يشرب ليله ويومه حتى تغرب الشمس.

وعن أبي إسحاق كان المسلمون إذا أفطروا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا فإذا ناموا لم يطعموا شيئا من ذلك إلى مثلها.

سنن الدارمي: عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة انه قال : لما نزلت هذه الآية { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } قال كان من أراد ان يفطر ويفتدي فعل حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.

مشكل الآثار للطحاوي: « لما نزلت هذه الآية : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) كان من أراد أن يفطر ويفتدي فعل ، حتى نزلت التي بعدها فنسختها » قال أبو جعفر : يعني قول الله عز وجل : فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر.

تحفة الأحوذي: كنا في رمضان على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من شاء صام ومن شاء أفطر فافتدى بطعام مسكين حتى أنزلت هذه الاية فمن شهد منكم الشهر فليصمه أي فمن شهد منكم الشهر فليصمه ( فنسختها ) أي فنسخت الثانية والأولى وهذا الحديث دليل صريح على أن قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه منسوخ وهو قول الجمهور وهو الحق. ويدل عليه صراحة ما رواه البخاري في صحيحه عن بن عمر أنه قرأ ( فدية طعام مساكين ) قال هي منسوخة, وليس نسخا كاملا, بل تظل رخصة لاصحاب الاعذار غير القادرين علي الصيام.

جامع الاصول لابن الاثير: قوله الله عزَّ وجلَّ { وعلى الذين يُطيقُونَهُ فديةٌ طعامُ مسكينٍ} قال : يُطِيقونَه : يُكلَّفونه ، فِديَةٌ طعامُ مسكين واحد ، فمن تطوَّع ، فزاد على مسكينٍ آخرَ ، ليست بمنسوخة ، فهو خير له { وأن تصوموا خير لكم } لا يرخص في هذا إلا للذي لا يُطيقُ الصِّيام أو مريضٍ لا يُشفى.

تفسير القرطبي: وقسم ابن الأنباري الزمن ثلاثة أقسام : قسما جعله ليلا محضا ، وهو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر. وقسما جعله نهارا محضا ، وهو من طلوع الشمس إلى غروبها. وقسما جعله مشتركا بين النهار والليل ، وهو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، لبقايا ظلمة الليل ومبادئ ضوء النهار.

وأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : "هما فجران فأما الذي كأنه ذنب السرحان فإنه لا يحل شيئا ولا يحرمه وأما المستطيل الذي عارض الأفق ففيه تحل الصلاة ويحرم الطعام".

قلنا لحذيفة : أي ساعة تسحرت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ قال : "هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع".

وعن سهل بن سعد قال : نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} ولم ينزل "من الفجر" وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ، ولا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما ، فأنزل اللّه بعد "من الفجر" فعلموا أنه إنما يعني بذلك بياض النهار.

والخيط في كلامهم عبارة عن اللون. والفجرأصله الشق ، فلذلك قيل للطالع من تباشير ضياء الشمس من مطلعها : فجرا لانبعاث ضوئه ، وهو أول بياض النهار الظاهر المستطير في الأفق المنتشر ، تسميه العرب الخيط الأبيض.

صحيح البخارى: عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إن بلال يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم ) . ثم قال وكان رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له أصبحت أصبحت. [ ش: ( بليل ) في ليل قبل أن يطلع النهار بالفجر . ( أصبحت ) قاربت الصباح ].

مسالة فقهية غامضة: وتلك طامة كبري لمن يفتي بغير تفحص ادلة الاحكام كاملة.

**************************************************

سمعت ان اناسا يألكون في رمضان بعد اذان الفجر ويدعون انه من السنة, فتحفزت للبحث, فتوصلت للاتي:

1- قلنا لحذيفة : أي ساعة تسحرت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ قال : "هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع".

2- ونزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} ولم ينزل تتمتها (( من الفجر )). اذا توقف النزول للاية عند (الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ). وتلك مرحلة في التشريع للصيام, وفيها يباح الاكل بعد اذان الفجر.

3- ثم نزلت من الفجر, فيحرم الاكل بعد الاذان. ويؤيد ذلك حديث: فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم. وهو لا ينادي الا باذان الفجر.

صحيح البخارى: عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا هكذا ) . يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين. [ ش: ( أمة ) جماعة العرب . ( أمية ) لا تقرأ ولا تكتب نسبة إلى الأم أي الحالة التي ولدتنا عليها الأمهات . ( لا نكتب ) قليل فينا من يكتب . ( ولا نحسب ) لا نعرف حساب النجوم وتسييرها فلم نكلف في مواقيت عباداتنا ما يحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة ].

صحيح مسلم: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنا أمة أمية. لا نكتب ولا نحسب. الشهر هكذا وهكذا وهكذا" وعقد الإبهام في الثالثة " والشهر هكذا وهكذا وهكذا "يعني تمام ثلاثين.

صحيح البخارى: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ). [ ش ( تسع وعشرون ) أي يكون هكذا أحيانا . ( العدة ) عدة أيام شعبان ].

صحيح مسلم: قال: قال رسول الله عليه وسلم"الشهر تسع وعشرون. فإذا رأيتم الهلال فصوموا. وإذا رأيتموه فأفطروا. فإن غم عليكم فاقدروا له".

شرح النووي على مسلم: وفي رواية الشهر تسع وعشرون معناه أن الشهر قد يكون تسعا وعشرين وحاصله أن الاعتبار بالهلال فقد يكون تاما ثلاثين وقد يكون ناقصا تسعا وعشرين وقد لا يرى الهلال فيجب اكمال العدد ثلاثين قالوا وقد يقع النقص متواليا في شهرين وثلاثة وأربعة ولا يقع في أكثر من أربعة.

شرح عمدة الأحكام: ( فإن غُم عليكم فاقدروا له )، فقوله:(إن غم عليكم) يعني: إن كانت ليلة الثلاثين فيها غيم ولم تروه ولم تتمكنوا من رؤيته فإنكم تصومون. وقال: (اقدروا له) أي: ضيقوا له. وكان ابن عمر: إذا كانت ليلة الثلاثين أرسل من ينظر، فإن رأوه أصبح صائماً يوم الثلاثين، فإن لم يروه وكانت السماء صحواً أصبح مفطراً؛ لأنه تحقق أنه لم يثبت، ولو ثبت لرأوه، فإن كان هناك غيم أو قتر قد حال بينهم وبين رؤيته أصبح صائماً، وحمل ذلك على أن قوله: ( اقدروا له ) يعني: ضيقوا له واجعلوه أضيق شيء. والتضييق أن يجعل شعبان تسعة وعشرين،

1- هكذا عمل ابن عمر ، فكأنه يصوم اليوم الثلاثين إذا كانت ليلة الثلاثين فيها غيم أو قتر.

2- ولكن الجمهور على أنه لا يصام ذلك اليوم -الذي هو يوم الثلاثين- إذا كان في السماء قتر أو غيم، بل يصبحون مفطرين؛ لأنه لابد أن يكون الصيام عن رؤية أو عن يقين بدخول الشهر، وذلك يتوقف على إتمام شهر شعبان ثلاثين يوماً.

وعن ابن مسعود: صمنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم تسعاً وعشرين أكثر مما صمنا معه ثلاثين.

صحيح أبي داود: عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام.

مشكاة المصابيح: وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتحفظ من شعبان مالا يتحفظ من غيره . ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام.

فتح الباري - ابن حجر: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام.

وإذا حال دون مطلع الهلال غيم أو قتر ليلة الثلاثين من شعبان ثلاثة أقوال: أحدها يجب صومه على أنه من رمضان.

ثانيها لا يجوز فرضا ولا نفلا مطلقا بل قضاء وكفارة ونذرا ونفلا يوافق عادة وبه قال الشافعي وقال مالك وأبو حنيفة لا يجوز عن فرض رمضان ويجوز عما سوى ذلك.

ثالثها المرجع إلى رأى الإمام في الصوم والفطر.

********************************************

( ادلة الاحكام ): باب الايام المكروه صومها

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح ابن حبان: كنا عند عمار بن ياسر في اليوم الذي يشك فيه من رمضان فأتي بشاة فتنحى بعض القوم فقال عمار بن ياسر : من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم.

سنن ابن ماجه: كنا عند عمار في اليوم الذي يشك فيه . فأتي بشاة . فتنحى بعض القوم . فقال عمار من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم. [ ش ( يشك فيه ) أي في أنه من رمضان أو من شعبان بأن يتحدث الناس برؤية الهلال فيه بلا ثبت ] .

الإلملم بأحاديث الأحكام: قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لا تقدموا صوم رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه.

صحيح أبي داود: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تقدموا صوم رمضان بيوم ولا يومين إلا أن يكون صوم يصومه رجل فليصم ذلك الصوم.

صحيح أبي داود: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا انتصف شعبان فلا تصوموا.

فتح الباري - ابن حجر: عن أبي هريرة مرفوعا: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا. وقال الروياني من الشافعية يحرم التقدم بيوم أو يومين. ويكره التقدم من نصف شعبان للحديث الآخر. وقال جمهور العلماء يجوز الصوم تطوعا بعد النصف من شعبان وضعفوا الحديث الوارد فيه.

******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب رؤية الهلال

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

سنن النسائي الكبرى: عن بن عباس قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني أبصرت الهلال الليلة قال أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قلت نعم قال يا بلال أذن في الناس فليصوموا غدا.

مشكل الآثار للطحاوي: عن ابن عباس ، قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبصرت الهلال فقال : أتشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ؟ » قال : نعم ، قال : « يا بلال أذن في الناس فليصوموا غدا.

سنن الدارقطني: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال : اختلف الناس في آخر يوم من رمضان فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي صلى الله عليه و سلم بالله لأهلا الهلال أمس عشية فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس أن يفطروا زاد خلف وأن يغدوا إلى مصلاهم.

صحيح أبي داود: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال اختلف الناس في آخر يوم من رمضان فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي صلى الله عليه و سلم بالله لأهلا الهلال أمس عشية فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس أن يفطروا زاد خلف في حديثه وأن يغدوا إلى مصلاهم.

*******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب توكيد السّحور

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= فضل السحور وتأكيد استحبابه، واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر.

صحيح مسلم: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة".

صحيح مسلم: عن عمرو بن العاص ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر".

سنن الترمذي: عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر.

شرح النووي على مسلم: ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) معناه الفارق والمميز بين صيامنا وصيامهم السحور فانهم لا يتسحرون ونحن يستحب لنا السحور وأكلة السحر هي السحور. قوله ( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت كم بينهما قال خمسين آية ) معناه بينهما قدر قراءة خمسين آية أو أن يقرأ خمسين وفيه الحث على تأخير السحور إلى قبيل الفجر.

صحيح ابن خزيمة: عن العرباض بن سارية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو رجلا إلى السحور فقال : هلم إلى الغداء المبارك.

صحيح أبي داود: عن العرباض بن سارية قال دعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى السحور في رمضان فقال هلم إلى الغداء المبارك.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: قال رسول الله تسحروا من آخر الليل وكان يقول هو الغداء المبارك. وعن علي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله قال تسحروا ولو بشربة من ماء وأفطروا ولو على شربة من ماء. وقال رسول الله تسحروا ولو بجرعة من ماء. وقال رسول الله إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين. وعن أبي أمامة قال سمعت رسول الله يقول اللهم بارك لأمتي في سحورها تسحروا ولو بشربة من ماء ولو بتمرة ولو بحبات زبيب فإن الملائكة تصلي عليكم .

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( نعم سحور المؤمن التمر ).

صحيح أبي داود: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال نعم سحور المؤمن التمر.

صحيح البخارى: عن عائشة رضي الله عنها : أن بلالا كان يؤذن بليل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ).

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه و سلم. [ ش ( أن أدرك السجود ) أي صلاة الفجر وعبر بالسجود عنها لأنه ركن أساسي منها ].

سنن الترمذي: عن سمرة بن جندب : قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل ولكن الفجر المستطير في الأفق.

صحيح ابن خزيمة: عن ابن مسعود : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن - أو ينادي - ليرجع قائمكم وينتبه نائمكم وليس أن يقول هكذا وهكذا حتى يقول هكذا وهكذ.

صحيح أبي داود: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن أو قال ينادي ليرجع قائمكم وينتبه نائمكم.

************************************************

( ادلة الاحكام ): باب فطر الصائم

))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فقال لرجل ( انزل فاجدع لي ) . قال يا رسول الله الشمس ؟ . قال ( انزل فاجدع لي ) . قال يا رسول الله الشمس ؟ . قال ( انزل فاجدع لي ) . فنزل فجدع له فشرب ثم رمى بيده ها هنا ثم قال ( إذا رأيتم الليل أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم ). [ ش: ( لرجل ) هو بلال رضي الله عنه . ( فاجدع ) اخلط السويق بالماء أو اللبن بالماء وحركه حتى أفطر عليه . ( الشمس ) انظر الشمس أو هذه الشمس فإن ضوءها ما زال ساطعا . ( رمى بيده ها هنا ) أشار بيده إلى جهة المشرق . ( أفطر الصائم ) دخل وقت إفطاره ].

صحيح البخارى: عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ).

صحيح مسلم: عن عمر رضي الله عنه ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل وأدبر النهار، وغابت الشمس، فقد أفطر الصائم".

شرح النووي على مسلم: ( اذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم ) معناه انقضى صومه وتم ولا يوصف الآن بأنه صائم فان بغروب الشمس خرج النهار ودخل الليل والليل ليس محلا للصوم وقوله صلى الله عليه و سلم أقبل الليل وأدبر النهار وغربت الشمس قال العلماء كل واحد من هذه الثلاثة يتضمن الآخرين ويلازمهما وانما جمع بينها لأنه قد يكون في واد ونحوه بحيث لا يشاهد غروب الشمس فيعتمد اقبال الظلام وادبار الضياء والله أعلم.

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر إن اليهود والنصارى يؤخرون )

صحيح ابن خزيمة: قال صلى الله عليه و سلم : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر و لقوله : لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر. لقوله صلى الله عليه و سلم : يقول الله تبارك و تعالى : أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا.

تحفة الأحوذي: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا ونؤخر سحورنا ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة.

صحيح مسلم: عن أبي عطية، قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة. فقلنا يا أم المؤمنين ! رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة. والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة. قالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قال قلنا: عبدالله (يعني ابن مسعود) قالت: كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سنن الترمذي: فقلنا يا أم المؤمنين ! رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطر ويؤخر الصلاة قالت أيهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ! قلنا عبد الله بن مسعود قالت هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه و سلم والآخر أبو موسى.

المستدرك للحاكم: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا كان أحدكم صائما فليفطر على التمر فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإن الماء طهور.

سنن الدارقطني: أخبرني ثابت البناني أنه سمع أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن فعلى تمرات فإن لم يكن حسا حسوات من ماء.

سنن الدارقطني: وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إذا أفطر ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله.

مشكاة المصابيح: إن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أفطر قال : اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت.

*******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الفطر قبل غروب الشمس

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح أبي داود: عن أسماء بنت أبي بكر قالت أفطرنا يوما في رمضان في غيم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم طلعت الشمس قال أبو أسامة قلت لهشام أمروا بالقضاء.

عون المعبود: ( قالت أفطرنا يوما في رمضان في غيم ) قال الخطابي اختلف الناس في وجوب القضاء. فقال أكثر العلماء القضاء واجب عليه وقال إسحاق وأهل الظاهر لا قضاء عليه ويمسك بقية النهار عن الأكل حتى تغرب الشمس وروي ذلك عن الحسن البصري وشبهوه بمن أكل ناسيا في الصوم قال الخطابي الناس لا يمكنه أن يحترز من الأكل ناسيا وهذا يمكنه أن يمكث فلا يأكل حتى يتبين غيبوبة الشمس فالنسيان خطأ في الفعل وهذا خطأ في الوقت والزمان والتحرز ممكن. قال القسطلاني: عليه أن يمسك بقية النهار لحرمة الوقت ولا كفارة عليه. وقد روي عن مجاهد عدم القضاء.

******************************************

( ادلة الاحكام ): باب الوصال في الصوم

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن أبي سعيد رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( لا تواصلوا فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر ). قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال ( إني لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين ). [ ش ( حتى السحر ) قبيل الصبح أي وليفطر قبل طلوع الفجر. ( كهيئتكم ) حالكم وصفتكم من حيث القرب من الله تعالى وما يحصل لي من الفيض الإلهي والغذاء الرباني ].

فقالوا إنك تواصل قال ( إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقين ).

صحيح مسلم: عن ابن عمر رضي الله عنه ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال. قالوا: إنك تواصل. قال "إني لست كهيئتكم. إني أطعم وأسقى".

صحيح مسلم: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال. فقال رجل من المسلمين: فإنك، يا رسول الله ! تواصل ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأيكم مثلي ؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني".

فتح الباري - ابن حجر: والوصال من خصائصه صلى الله عليه و سلم وعلى أن غيره ممنوع منه الا ما وقع فيه الترخيص من الإذن فيه إلى السحر ثم اختلف في المنع المذكور فقيل: على سبيل التحريم وقيل على سبيل الكراهة وقيل يحرم على من شق عليه ويباح لمن لم يشق عليه. وقد اختلف السلف في ذلك فنقل فعن عن عبد الله بن الزبير أنه كان يواصل خمسة عشر يوما.

************************************************

( ادلة الاحكام ): باب ما يجب علي الصائم تجنبه

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ).

سنن النسائي الكبرى: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه ولا شرابه.

صحيح ابن حبان: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايجهل فإن جهل عليه أحد فليقل إني امرؤ صائم ).

فتح الباري - ابن حجر: فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه والجمهور وإن حملوا النهى على التحريم الا إنهم خصوا الفطر بالأكل والشرب والجماع.

سبل السلام: الحديث دليل على تحريم الكذب والعمل به وتحريم السفه على الصائم وهما محرمان على غير الصائم أيضا إلا أن التحريم في حقه آكد كتأكد تحريم الزنا من الشيخ والخيلاء من الفقير. وقد ورد في الحديث "فإن شاتمه أحد أو سابه فليقل إني صائم" فلا تشتم مبتدئا ولا مجاوبا.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: معناه أن من لم يدع قول الزور والعمل به الذي هو من أكبر الكبائر وهو متلبس به فماذا يصنع بصومه وذلك كما يقال أفعال البر يفعلها البر والفاجر ولا يجتنب النواهي إلا صديق.

صحيح البخارى: وكان ابن عمر رضي الله عنهما يحتجم وهو صائم ثم تركه فكان يحتجم بالليل . واحتجم أبو موسى ليلا . ويذكر عن سعد وزيد بن أرقم وأم سلمة احتجموا صياما . وقال بكير عن أم علقمة كنا نحتجم عند عائشة فلا تنهى. ويروى عن الحسن مرفوعا فقال ( أفطر الحاجم والمحجوم ) . وقال لي عياش حدثنا عبد الأعلى حدثنا يونس عن الحسن مثله . قيل له عن النبي صلى الله عليه و سلم ؟ . قال نعم ثم قال الله أعلم.

صحيح ابن حبان: عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لثمان عشرة خلت من شهر رمضان إلى البقيع فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رجل يحتجم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أفطر الحاجم والمحجوم ).

شرح مسند أبي حنيفة: وقيل لأنس : أكنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لا إلا من أجل الضعف. وقال أنس : أول ما كرهت الحجامة للصائم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أفطر هذان ، ثم رخص عليه الصلاة والسلام في الحجامة بعد للصائم ، وكان أنس يحتجم وهو صائم.

سنن الترمذي: عن أبي سعيد الخدري : قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث لا يفطرن الصائم الحجامة والقيء والاحتلام.

الأحوذي: وقال قوم منهم مسروق والحسن وبن سيرين يكره الحجامة للصائم ولا يفسد الصوم بها. أما الحاجم فلأنه لا يأمن من وصول شيء من الدم إلى جوفه عند المص وأما المحجوم فلأنه لا يأمن ضعف قوته بخروج الدم فيؤول أمره إلى أن يفطر.

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب ما يباح للصائم

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن عامر بن ربيعة قال رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يستاك وهو صائم ما لا أحصي أو أعد . وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء ) . ويروى نحوه عن جابر وزيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه و سلم ولم يخص الصائم من غيره . وقالت عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم ( مطهرة للفم مرضاة للرب ) . وقال عطاء وقتادة يبتلع ريقه.

[ ش ( أشق ) أدخل عليهم المشقة والحرج . ( لأمرتهم ) أمر إيجاب وإلزام وهذا دليل الاستحباب المؤكد . ( مطهرة . . ) أي إن السواك ينظف الفم وينقيه فيقبل العبد على مناجاة ربه برائحة زكية فيرضى عنه ويقبل منه عبادته ويكثر له الأجر والمثوبة ].

سنن الدارقطني: عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يستاك وهو صائم.

عون المعبود: السواك مستحب للصائم والمفطر إلا أن قوما من العلماء كرهوا للصائم أن يستاك آخر النهار استبقاء لخلوفه.

صحيح أبي داود: عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر وقال تقووا لعدوكم وصام رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر قال الذي حدثني لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعرج يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر.

عون المعبود: ( يصب على رأسه الماء وهو صائم ) فيه دليل على أنه يجوز للصائم أن يكسر الحر بصب الماء على بعض بدنه أو كله وقد ذهب إلى ذلك الجمهور ولم يفرقوا بين الاغسال الواجبة والمسنونة والمباحة.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: وكان ابن سيرين لا يرى بأسا أن يبل الثوب ثم يلقيه على وجهه. وعن عثمان بن أبي العاص أنه كان يصب عليه الماء ويروح عنه وهو صائم. وبل ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ثوبا فألقاه عليه وهو صائم.

صحيح ابن خزيمة: عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال : أسبغ الوضوء وخلل الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما.

صحيح ابن حبان: قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال : ( أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ).

صحيح ابن خزيمة: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا استقاء الصائم أفطر و إذا ذرعه القيء لم يفطر. سنن ابن ماجه: عن أبي هريرة : - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من ذرعه القيء فلا قضاء عليه . ومن استقاء فعليه القضاء ). [ ش ( من ذرعه القيء ) أي سبقه وغلبه في الخروج ] .

سنن الدارقطني: عن أبي الدرداء : أن النبي صلى الله عليه و سلم قاء فأفطر فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فذكرت ذلك له فقال صدق أنا صببت له وضوءه.

صحيح مسلم: عن عائشة؛ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم. وعن عائشة رضي الله عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم. ويباشر وهو صائم. ولكنه أملككم لإربه. وعن حفصة رضي الله عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم.

صحيح ابن حبان: عن حفصة بنت عمر قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل وهو صائم. وعن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل وهو صائم وتقول : أيكم أملك لإربه من رسول الله صلى الله عليه و سلم.

عون المعبود: قال النووي إن القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته لكن الأولى له تركها ولا يقال إنها مكروهة له وإنما قال الشافعي إنها خلاف الأولى في حقه مع ثبوت أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يفعلها لأنه صلى الله عليه و سلم يؤمن في حقه مجاوزة القبلة ويخاف على غيره مجاوزتها كما قالت عائشة كان أملككم لإربه وأما من حركت شهوته فهي حرام في حقه على الأصح.

سنن النسائي الكبرى: عن عمر قال هشئت يوما فقبلت وأنا صائم فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت صنعت أمرا عظيما قبلت وأنا صائم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم قلت لا بأس بذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ففيم.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن عمر بن الخطاب قال : قبلت يوما ، وأنا صائم ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أتيت اليوم أمرا عظيما ، قبلت وأنا صائم ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أرأيت لو تمضمضت وأنت صائم ؟ » ، فقلت : لا بأس بذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « فمه ».

صحيح مسلم: أن عروة بن الزبير أخبره ؛ أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن أبي هريرة : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، عن المباشرة للصائم فرخص له ، ثم سأله آخر فنهاه ، فإذا الذي رخص له شيخ ، وإذا الذي نهاه شاب.

صحيح أبي داود: عن أبي هريرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن المباشرة للصائم فرخص له وأتاه آخر فسأله فنهاه فإذا الذي رخص له شيخ والذي نهاه شاب.

صحيح البخارى: أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم.

صحيح مسلم: أخبرني محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار ؛ أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها: عن الرجل يصبح جنبا. أيصوم ؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا، من غير احتلام، ثم يصوم.

شرح عمدة الأحكام: عن الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أدركه الفجر وهو جنب فليقضِ ذلك اليوم )، ثم إن أبا هريرة أخبر بأنه رواه عن الفضل ، ولما نقل له أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً رجع عن الفتيا بهذا الحديث. وذكر العلماء أنه من الأحاديث المنسوخة، أي أنه كان قبل إباحة الأكل والشرب والوقاع في الليل، فإذا وطئ ولم يغتسل في الليل وأدركه الفجر قضى ذلك اليوم، وبعد ذلك استقر الأمر على الإباحة.

وما الحكم فيما إذا أصبح جنباً قبل أن يغتسل إذا انتبه من الليل في آخره وقد قرب الوقت للسحور وعليه جنابة، فهل يقدم الاغتسال ولو فاته السحور، أو يقدم السحور ولو طلع الفجر ويؤخر الاغتسال؟.

الجواب: يقدم السحور. وتقدم لنا أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( تسحروا؛ فإن في السحور بركة )، ويؤخر الاغتسال؛ فإن وقته واسع ولا يضر تأخيره، وإذا طلع الفجر قبل أن يغتسل اغتسل وصلى وأتم صيامه ولم يضر ذلك بصومه.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن عائشة ، أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو واقف على الباب ، وأنا أسمع : يا رسول الله إني أصبح جنبا ، وأنا أريد الصيام ، فقال صلى الله عليه وسلم : « وأنا أصبح جنبا ، وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم » ، فقال له الرجل : يا رسول الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : « والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله ، وأعلمكم بما أتقي ».

******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب حكم من افطر لغير عذر

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت . قال ( مالك ) . قال وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هل تجد رقبة تعتقها ) . قال لا . قال ( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ) . قال لا . فقال ( فهل تجد إطعام ستين مسكينا ) . قال لا . قال فمكث النبي صلى الله عليه و سلم . فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه و سلم بعرق فيه تمر والعرق المكتل قال ( أين السائل ) . فقال أنا . قال ( خذ هذا فتصدق به ) . فقال الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله ؟ . فوالله ما بين لابتيها يريد الحرتين أهل بيت أفقر من أهل بيتي . فضحك النبي صلى الله عليه و سلم حتى بدت أنيابه ثم قال ( أطعمه أهلك ). [ ش: ( هلكت ) فعلت ما يستوجب الهلاك والعقوبة . ( وقعت على امرأتي ) جامعتها . ( رقبة ) عبد مملوكا أو أمة . ( تعتقها ) تحررها من الرق . ( فمكث ) جلس ينتظر . ( الحرتين ) مثنى حرة وهي أرض ذات حجارة سوداء والمدينة بين حرتين . ( أنيابه ) هي الأسنان الملاصقة للرباعيات وهو علامة شدة ضحكه صلى الله عليه و سلم وكان ذلك منه تعجبا من حال الرجل وسرورا من حسن توسله وتلطفه للوصول إلى مقصوده ].

= وإنما كان هذا رخصة له خاصة، فلو أنَّ رجلاً فعل ذلك اليوم لم يكن له بُدٌّ من التكفير.

عون المعبود: قال الخطابي في هذا الحديث من الفقه أن على المجامع متعمدا في نهار شهر رمضان القضاء والكفارة وهو قول عامة أهل العلم غير سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وقتادة فإنهم قالوا عليه القضاء ولا كفارة ويشبه أن يكون حديث أبي هريرة لم يبلغهم والله أعلم.

وفيه أن من قدر على عتق الرقبة لم يجزه الصيام ولا الإطعام لأن البيان خرج فيه مرتبا فقدم العتق ثم نسق عليه الصيام ثم الإطعام كما رتب ذلك في كفارة الظهار وهو قول أكثر العلماء إلا أن مالك بن أنس زعم أنه مخير بين عتق رقبة وصوم شهرين والإطعام وحكي عنه أنه قال الإطعام أحب إلي من العتق.

صحيح ابن خزيمة: عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صوم الدهر.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله له ، لم يقض عنه وإن صام الدهر كله » )).

وروينا عن ابن مسعود وعن سعيد بن جبير ، والشعبي ، وإبراهيم النخعي ، وابن سيرين : أن لا كفارة فيه. قال سعيد : يصوم يوما مكانه ويستغفر الله.

عون المعبود: والذي عليه أكثر السلف أنه يجزئه يوم بدل يوم وإن كان ما أفطره في غاية الطول والحر وما صامه بدله في غاية القصر والبرد ولا يكره قضاء رمضان في زمن وشذ من كرهه في شهر ذي الحجة. ومن أفطر لغير عذر يلزمه القضاء فورا عقب يوم عيد الفطر ولعذر يسن له ذلك ولا يجب.

جامع الاصول لابن الاثير: « من أكلَ أو شربَ ناسيا فلا يفطر ، فإنما هو رزق رزقه الله ». و « أن رجلا جاء إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله : أكلتُ وشربتُ ناسيا ، وأنا صائم ؟ فقال : اللهُ أطعمكَ وسقاكَ ».

صحيح أبي داود: عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني أكلت وشربت ناسيا وأنا صائم فقال أطعمك الله وسقاك.

عون المعبود: أن النسيان من الله تعالى ومن لطفه في حق عباده تيسيرا عليهم ودفعا للحرج. النسيان ضرورة والأفعال الضرورية غير مضافة في الحكم إلى فاعلها ولا يؤاخذ بها.

صحيح البخارى: عن أبي سلمة قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان. صحيح مسلم: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: كان يكون على الصوم من رمضان. فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان. الشغل من رسول الله صلى الله عليه وسلم. أو برسول الله صلى الله عليه وسلم.

شرح النووي على مسلم: ( باب جواز تأخير قضاء رمضان ما لم يجيء رمضان آخر لمن أفطر بعذر ). ( كمرض وسفر وحيض ونحو ذلك ): وعن عائشة رضي الله عنها قالت ( كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه الا في شعبان الشغل من رسول الله صلى الله عليه و سلم أو برسول الله ) وفي رواية ( قالت ان كانت أحدانا لتفطر في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يأتي شعبان ). أي يمنعنى الشغل برسول الله صلى الله عليه و سلم وتعنى بالشغل وبقولها في الحديث الثاني فما تقدر على أن تقضيه أن كل واحدة منهن كانت مهيئة نفسها لرسول الله صلى الله عليه و سلم مترصدة لاستمتاعه في جميع أوقاتها أن أراد ذلك ولا تدرى متى يريده ولم تستأذنه في الصوم مخافة أن يأذن وقد يكون له حاجة فيها فتفوتها عليه وهذا من الأدب. وانما كانت تصومه في شعبان لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم معظم شعبان فلا حاجة له فيهن حينئذ في النهار ولأنه اذا جاء شعبان يضيق قضاء رمضان فانه لا يجوز تأخيره عنه.

سنن النسائي الكبرى: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تصوم المرأة وزوجها حاضر إلا بإذنه.

عون المعبود: والمرأة لا يحل لها صوم التطوع وزوجها حاضر إلا بإذنه. وأن قضاء رمضان في حق من أفطر بعذر كحيض وسفر يجب على التراخي ولا يشترط المبادرة به في أول الامكان لكن قالوا لا يجوز تأخيره عن شعبان. قال الجمهور ويستحب المبادرة به للاحتياط.

وأجمعوا على أنه لو مات قبل خروج شعبان لزمه الفدية في تركته عن كل يوم مد من طعام هذا إذا كان تمكن القضاء فلم يقض. فأما من أفطر في رمضان بعذر ثم اتصل عجزه فلم يتمكن من الصوم حتى مات فلا صوم عليه ولايطعم عنه ولا يصام عنه. ومن أراد قضاء صوم رمضان ندب مرتبا متواليا فلو قضاه غير مرتب أو مفرقا جاز. وقال جماعة: يجب تتابعه كما يجب الأداء. والصحيح :أن قضاء رمضان ليس واجبا على الفور.

صحيح البخارى: عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ). [ ش: ( عليه صيام ) واجب من قضاء أو نذر أو كفارة . ( وليه ) كل قريب له ولو كان غير وارث ].

صحيح مسلم: عن عائشة رضي الله عنها ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"من مات وعليه صيام، صام عنه وليه".

فتح الباري - ابن حجر: وقوله صام عنه وليه خبر بمعنى الأمر تقديره فليصم عنه وليه وليس هذا الأمر للوجوب عند الجمهور. وأجاز الصيام عن الميت أصحاب الحديث. وقال الشافعي في الجديد ومالك وأبو حنيفة لا يصام عن الميت. وقال الليث وأحمد لا يصام عنه إلا النذر.

شرح النووي على مسلم: ( أن أمرأة أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت ان أمي ماتت وعليها صوم شهر فقال أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فدين الله أحق بالقضاء ). وفي رواية أنها قالت ( ان أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قال أرأيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها قالت نعم قال: فصومى عن أمك ). وفي حديث بريدة ( قال بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ أتته أمرأة فقالت أني تصدقت على أمي بجارية وانها ماتت فقال وجب أجرك وردها عليك الميراث قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج قط أفأحج عنها قال حجي عنها ).

*********************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الصوم في السفر

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح مسلم: عن عائشة رضي الله عنها أن حمزة ابن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إني رجل أسرد الصوم. أفصوم في السفر ؟ "صم إن شئت وأفطر إن شئت".

صحيح أبي داود: عن عائشة أن حمزة الأسلمي سأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر قال صم إن شئت وأفطر إن شئت.

سبل السلام: وذلك أنه أخبر أنه يسرد الصوم فأقره ولم ينكر عليه وهو في السفر ففي الحضر بالأولى وذلك إذا كان لا يضعف به عن واجب ولا يفوت بسبه عليه حق وبشرط فطره العيدين والتشريق وأما إنكاره صلى الله عليه وسلم على ابن عمرو صوم الدهر فلا يعارض هذا إلا أنه علم صلى الله عليه وسلم أنه سيضعف عنه وهكذا كان فإنه ضعف آخر عمره وكان يقول يا ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم يحب العمل الدائم وإن قل ويحثهم عليه.

صحيح أبي داود: عن ابن عباس قال خرج النبي صلى الله عليه و سلم من المدينة إلى مكة حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فرفعه إلى فيه ليريه الناس وذلك في رمضان فكان ابن عباس يقول قد صام النبي صلى الله عليه و سلم وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر.

صحيح البخارى: خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من المدينة إلى مكة فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بماء فرفعه إلى يديه ليريه الناس فأفطر حتى قدم مكة وذلك في رمضان . فكان ابن عباس يقول قد صام رسول الله صلى الله عليه و سلم وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر.

عون المعبود: قال الطيبي دل على أن من أصبح صائما في السفر جاز أن يفطر ( فمن شاء صام ومن شاء أفطر ) أي لا حرج على أحدهما. وفي شرح السنة لا فرق عند عامة أهل العلم بين من ينشئ السفر في شهر رمضان وبين من يدخل عليه شهر رمضان وهو مسافر. وقال عبيدة السلماني إذا أنشأ السفر في شهر رمضان لا يجوز له الإفطار لظاهر قوله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه وهذا الحديث حجة على القائل ومعنى الآية الشهر كله فأما من شهد بعضه فلم يشهد الشهر. والأظهر أن معنى الآية فمن شهد منكم شيئا منه من غير مرض وسفر.

صحيح البخارى: عن أنس بن مالك قال : كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه و سلم فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم

صحيح مسلم: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان. فمنا من صام ومنا من أفطر. فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.

صحيح أبي داود: عن قزعة قال أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس وهم مكبون عليه فانتظرت خلوته فلما خلا سألته عن صيام رمضان في السفر فقال خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في رمضان عام الفتح فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم ونصوم حتى بلغ منزلا من المنازل فقال إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فأصبحنا منا الصائم ومنا المفطر قال ثم سرنا فنزلنا منزلا فقال إنكم تصبحون عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا فكانت عزيمة من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو سعيد ثم لقد رأيتني أصوم مع النبي صلى الله عليه و سلم قبل ذلك وبعد ذلك.

صحيح ابن حبان: عن جابر بن عبد الله قال : رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا في سفر في ظل شجرة يرشح عليه الماء فقال : ( ما بال صاحبكم ؟ ) قالوا : صائم يا رسول الله قال : ( ليس من البر الصيام في السفر فعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها ).

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ليس من البر الصيام في السفر ). [ ش ( ليس من البر ) أي من الطاعة والعبادة ] .

فتح الباري - ابن حجر: فالحاصل أن الصوم لمن قوي عليه أفضل من الفطر والفطر لمن شق عليه الصوم أو اعرض عن قبول الرخصة أفضل من الصوم وأن من لم يتحقق المشقة يخير بين الصوم والفطر. وقد اختلف السلف في هذه المسألة:

فقالت طائفة لا يجزئ الصوم في السفر عن الفرض بل من صام في السفر وجب عليه قضاؤه في الحضر لظاهر قوله تعالى فعدة من أيام اخر ولقوله صلى الله عليه و سلم ليس من البر الصيام في السفر ومقابلة البر الإثم وإذا كان إثما بصومه لم يجزئه.

وذهب أكثر العلماء: الصوم أفضل لمن قوي عليه ولم يشق عليه.

وقال كثير منهم الفطر أفضل عملا بالرخصة.

وقال آخرون أفضلهما ايسرهما لقوله تعالى: ( يريد الله بكم اليسر ): فإن كان الفطر أيسر عليه فهو أفضل في حقه وأن كان الصيام أيسر كمن يسهل عليه حينئذ ويشق عليه قضاؤه بعد ذلك فالصوم في حقه أفضل.

صحيح أبي داود: عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب إخوة بني قشير قال أغارت علينا خيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم فانتهيت أو قال فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يأكل فقال اجلس فأصب من طعامنا هذا فقلت إني صائم قال اجلس أحدثك عن الصلاة وعن الصيام إن الله تعالى وضع شطر الصلاة أو نصف الصلاة والصوم عن المسافر وعن المرضع أو الحبلى والله لقد قالهما جميعا أو أحدهما قال فتلهفت نفسي أن لا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه و سلم.

مشكاة المصابيح: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { " إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة والصوم عن المسافر وعن المرضع والحبلى " }.

تحفة الأحوذي: يجوز للحبلى والمرضع الافطار وقد ذهب إلى ذلك العترة والفقهاء إذا خافت المرضعة على الرضيع والحامل على الجنين وقالوا إنها تفطر حتما. ويقضيان فلأنهما في حكم المريض والمريض يفطر ويقضي. قوله ( وعلى الذين يطيقونه ) قال كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الطعام أن يفطرا أو يطعما مكان كل يوم مسكينا والحبلى والمرضع إذا خافتا يعني على أولادهما أفطرتا وأطعمتا. وكان بن عباس يقول لأم ولد له حبلى أنت بمنزلة الذي لا يطيقه فعليك الفداء ولا قضاء عليك.

صحيح أبي داود: عن أبي الدرداء قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض غزواته في حر شديد حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه أو كفه على رأسه من شدة الحر ما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم وعبد الله بن رواحة.

عون المعبود: وهذا مما يؤيد أن هذا السفر لم يكن في غزوة الفتح لأن الذين استمروا على الصيام من الصحابة كانوا جماعة وفي هذا أنه بن رواحة وحده.

***************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الايام التي يحرم صومها

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

أيام التشريق ويوم الفطر والأضحى

***********************

صحيح ابن خزيمة: عن أبي عبيد و قال المخزومي : مولى ابن أزهر قال : شهدت العيد مع عمر بن الخطاب فقال : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صيام هذين اليومين أما يوم الفطر ففطركم من صيامكم و أما يوم الأضحى فتأكلون فيه من نسككم.

سنن ابن ماجه: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب . فبدأ بالصلاة قبل الخطبة . فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صيام هذين اليومين يوم الفطر ويوم الأضحى . أما يوم الفطر فيوم فطركم من صيامكم . ويوم الأضحى تأكلون فيه من لحم نسككم.

صحيح مسلم: عن أبى هريرة رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الأضحى ويوم الفطر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيام التشريق أيام أكل وشرب".

شرح مسند أبي حنيفة: عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام ثلاثة أيام التشريق) وهي الثاني ، والثالث ، والرابع ، من أيام منى ، سمي بالتشريق لأنهم كانوا يعدون لحوم الأضاحي في الشمس حال تشريقها. ونهى عن صوم يوم الشك.

عن أنس : نهى عن صوم خمسة أيام من السنة ثلاثة أيام التشريق ، ويوم الفطر والأضحى.

صوم التطوع المسنون

)))))))))))))))))))))))))

( صوم يوم الجمعة - صوم يوم السبت - صوم الدهر تطوعاً - صوم يوم الإِثنين - صوم الاشهر الحرم - صوم المحرَم - صوم ستة أيام من شوال )

صوم يوم الجمعة

************

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو بعده ).

سنن الترمذي: عن أبي هريرة : قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو يصوم بعده.

تحفة الأحوذي: قوله ( لا يصوم أحدكم يوم الجمعة ): ذهب الجمهور إلى أن النهي فيه للتنزيه واختلف في سبب النهي عن إفراده على أقوال: أحدها لكونه يوم عيد والعيد لا يصام. ثانيها لئلا يضعف عن العبادة.

ثالثها خوف المبالغة في تعظيمه فيفتتن به كما افتتن اليهود بالسبت.

رابعها خشية أن يفرض عليهم كما خشي صلى الله عليه و سلم من قيامهم الليل.

خامسها مخالفة النصارى لأنه يجب عليهم صومه ونحن مأمورون بمخالفتهم.

واقوى الأقوال وأولاها بالصواب أولها:

1- عن أبي هريرة مرفوعا يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده.

2- عن علي قال من كان منكم متطوعا من الشهر فليصم يوم الخميس ولا يصم يوم الجمعة فإنه يوم طعام وشراب وذكر.

صوم يوم السبت

************

صحيح ابن خزيمة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم و إن لم يجد أحدكم إلا عود عنبة أو لحاء شجرة فليمضغها.

صحيح ابن حبان: عن حسان بن نوح قال: سمعت عبد الله بن بسر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( ترون يدي هذه ؟ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه و سلم وسمعته يقول : ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليفطر عليه ).

تحفة الأحوذي: ( لا تصوموا يوم السبت أي وحده إلا فيما افترض عليكم ): قالوا النهي عن الافراد كما في الجمعة والمقصود مخالفة اليهود فيهما والنهي فيهما للتنزيه عند الجمهور. وما افترض يتناول المكتوب والمنذور وقضاء الفوائت وصوم الكفارة وفي معناه ما وافق سنة مؤكدة كعرفة وعاشوراء أو وافق وردا وعشرة ذي الحجة أو في خير الصيام صيام داود فإن النهي عنه شدة الاهتمام والعناية به حق كأنه يراه واجبا كما تفعله اليهود. فعلى هذا يكون النهي للتحريم وأما على غير هذا الوجه فهو للتنزيه بمجرد المشابهة.

صحيح البخارى: عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال ( أصمت أمس ) . قالت لا قال ( تريدين أن تصومي غدا ) . قالت لا قال ( فأفطري ).

صحيح أبي داود: عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال أصمت أمس قالت لا قال تريدين أن تصومي غدا قالت لا قال فأفطري.

فيض القدير: (نهى عن صيام يوم السبت) أي إفراده بالصوم فيكره تنزيها لأن اليهود تعظمه واتخذته عيدا فلو اتخذه المؤمن للصوم لكان الاتخاذ يشبه الاتخاذ في الجملة وإن كان العمل متباينا فالمجانبة أسلم وفي أيام الأسبوع سعة ولهذا لما أتى علي كرم الله وجهه بفالوذج بالعراق قال : ما هذا قال : يوم عيد النوروز قال : نوروزنا كل يوم ولا يعارضه خبر جويرية أنه دخل عليها يوم السبت وهي صائمة فقال : أصمت أمس قالت : لا قال : فأفطري لأن النهي إنما هو عن إفراده فلو لم تفرده لم يمنعها عن صومه قال القاضي : ويستثنى ما إذا وافق سنة مؤكدة كأن كان السبت يوم عرفة أو عاشوراء.

صوم الدهر تطوعاً

*************

صحيح مسلم: عن أبي قتادة: رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تصوم ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا. نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه. فقال عمر: يا رسول الله ! كيف بمن يصوم الدهر كله ؟ قال " لاصام ولا أفطر" (أو قال)" لم يصم ولم يفطر" قال": كيف من يصوم يومين ويفطر يوما ؟ قال " ويطيق ذلك أحد ؟ " قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال " ذاك صوم داود (عليه السلام) قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يومين ؟ قال" وددت أني طوقت ذلك" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كل شهر. ورمضان إلى رمضان. فهذا صيام الدهر كله. صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله. والسنة التي بعده. وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".

سنن ابن ماجه: قال عمر بن الخطاب يا رسول الله كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوما ؟ قال ( ويطيق ذلك أحد ؟ ) قال يا رسول الله كيف بمن يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال ( ذلك صوم داود ) قال كيف بمن يصوم يوما ويفطر يومين ؟ قال ( وددت أني طوقت ذلك ).

صوم يوم الإِثنين

************

صحيح مسلم: قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم ؟ قال " ومن يطيق ذلك ؟ " قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين ؟ قال: "ليت أن الله قوانا لذلك" قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم ؟ قال "ذاك صوم أخي داود (عليه السلام)" قال: وسئل عن صوم الاثنين ؟ قال "ذاك يوم ولدت فيه. ويوم بعثت (أو أنزل علي فيه)" قال: فقال "صوم ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، صوم الدهر" قال: وسئل عن صوم يوم عرفة ؟ فقال "يكفر السنة الماضية والباقية" قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال "يكفر السنة الماضية".

سنن النسائي الكبرى: عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن صوم الإثنين قال هو يوم ولدت فيه ويوم أنزل علي فيه.

عون المعبود: ( فقال إن أعمال العباد تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس ) والحديث يدل على استحباب صوم يوم الاثنين والخميس لأنهما يومان تعرض فيهما الأعمال. ويعرض عليه تعالى أعمال العباد كل يوم ثم يعرض أعمال الجمعة في يوم الاثنين والخميس ثم أعمال السنة في شعبان ولكل عرض حكمة.

صوم الاشهر الحرم (رجب وذي القعدة وذي الحجة والمحرم )

***************************************

شعب الإيمان: عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم انطلق فأتاه بعد سنة و قد تغيرت حاله و هيئته فقال : يا رسول الله أما تعرفني ؟ قال : و من أنت ؟ قال : أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول قال : فما غيرك و قد كنت حسن الهيئة ؟ قال : ما أكلت طعاما منذ فارقتك إلا بليل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لم عذبت نفسك ثم قال : صم شهر الصبر و يوما من كل شهر قال : زدني فإني بي قوة قال : صم يومين قال : زدني فإن بي قوة قال : صم ثلاثة أيام : زدني قال : صم من الحرم و اترك صم من الحرم و اترك صم من الحرم و اترك. وقال بأصابعه الثلاثة ثم أرسلها.

جامع الاصول لابن الاثير: قال : فما غَيَّرَكَ، وكُنتَ حَسَنَ الهيئة ؟ قال : ما أكلتُ طعاما منذ فارقتكَ إِلا بليل ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : فلم عذَّبتَ نفسكَ ؟ ثم قال : صُم شهرَ الصَّبْرِ ، ويوما من كلِّ شهر ، قلت: زِدْني فإنَّ بي قُوَّة ، قال : صُم يومين ، قلت: زدني ، قال : صُمْ ثلاثة ، قلت: زِدني ، قال : صُمْ من الحُرُم واتْرُكْ ، صُمْ من الحُرُم واترك، صُمْ من الحُرُمِ ، واتْرُك ، وقال بأصابعه الثلاثة ، فضمَّها ، ثم أرسلها ».

عون المعبود: {{ ( باب في صوم أشهر الحرم ): ( ثم قال صم شهر الصبر ) قال الخطابي شهر الصبر هو شهر رمضان وأصل الصبر الحبس فسمي الصيام صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام ومنعها عن وطء النساء وغشيانهن في نهار ( صم من الحرم ) بضمتين أي الأشهر الحرم وهي أربعة أشهر التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم وهي شهر رجب وذي القعدة وذي الحجة والمحرم.

وقيل لأعرابي كم الأشهر الحرم فقال أربعة ثلاثة سرد وواحد فرد . ( وقال بأصابعه الثلاثة ) أي صم منها ما شئت وأشار بالأصابع الثلاثة إلى أنه لا يزيد على الثلاث المتواليات وبعد الثلاث يترك يوما أو يومين والأقرب أن الإشارة لإفادة أنه يصوم ثلاثا ويترك ثلاثا والله أعلم

صوم المحرَم

**********

صحيح مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم. وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل". صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أفضل الصيام رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ).

شرح السيوطي على مسلم: قال القرطبي إنما كان صوم المحرم أفضل الصيام من أجل أنه أول السنة المستأنفة فكان استفتاحها بالصوم الذي هو أفضل الأعمال وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل.

صوم ستة أيام من شوال

*****************

سنن ابن ماجه: عن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصوم الدهر ) .

صحيح أبي داود: عن أبي أيوب صاحب النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر.

عون المعبود: استحباب صوم ستة أيام من شوال وإليه ذهب الشافعي وأحمد. والأفضل أن تصام الست متوالية عقب يوم الفطر قال فإن فرقها أو أخرها عن أوائل شوال إلى اخره حصلت فضيلة المتابعة لأنه يصدق أنه أتبعه ستا من شوال. وقال العلماء وإنما كان ذلك كصيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر والستة بشهرين.

******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صيام النبي صلى اللّه عليه وسلم

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح مسلم: {{ عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ؛ أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر. و يفطر حتى نقول: لا يصوم. وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان. وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان. وسألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام. ويفطر حتى نقول: قد أفطر. ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان. كان يصوم شعبان كله. كان يصوم شعبان إلا قليلا. ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان. وكان يقول: "خذوا من الأعمال ما تطيقون. فإن الله لن يمل حتى تملوا". وكان يقول: "أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه، وإن قل". وعن ابن عباس رضي الله عنهما. قال: ما صام رسول الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان. وكان يصوم، إذا صام، حتى يقول القائل: لا، والله ! لا يفطر. ويفطر ، إذا أفطر، حتى يقول القائل : لا، والله ! لا يصوم. }}.

صحيح ابن حبان: عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان.

صحيح ابن خزيمة: عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يصوم يوم الاثنين و الخميس.

سنن الدارمي: عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم يوم الإثنين والخميس فسألته فقال إن الأعمال تعرض يوم الإثنين والخميس.

فتح الباري - ابن حجر: عن أسامة رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم يوم الإثنين والخميس فسألته فقال إن الأعمال تعرض يوم الإثنين والخميس فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. وعن عائشة أنه صلى الله عليه و سلم كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وما يبالي من أي الشهر صام. وقالت عائشة: كان يصوم حتى نقول لا يفطر.

شعب الإيمان: عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم تسع ذي الحجة و يوم عاشوراء و ثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر و خميسين

صحيح أبي داود: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس.

*******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب النية في الصيام

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح ابن خزيمة: عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه و سلم : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن حفصة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه قال : « من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له ».

فتح الباري - ابن حجر: عن عبد الله بن عمر عن أخته حفصة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له (واختلف في رفعه ووقفه ورجح الترمذي والنسائي الموقوف ). وعن الامام أحمد: أنه يجزئه نية واحدة لجميع الشهر. وقال زفر يصح صوم رمضان في حق المقيم الصحيح بغير نية.

جامع العلوم والحكم: والنيةُ في كلام العُلماء تقعُ بمعنيين: أحدهما : بمعنى تمييز العباداتِ بعضها عن بعضٍ ، كتمييزِ صلاة الظُّهر مِنْ صلاةِ العصر مثلاً ، وتمييزِ صيام رمضان من صيام غيرِه ، أو تمييز العباداتِ مِنَ العادات ، كتمييز الغُسلِ من الجَنَابةِ مِنْ غسل التَّبرُّد والتَّنظُّف.

والمعنى الثاني : بمعنى تمييزِ المقصودِ بالعمل ، وهل هو لله وحده لا شريكَ له ، أم غيره ، أم الله وغيرُه.

والنِّيَّةُ : هي قصدُ القلبِ، ولا يجبُ التَّلفُّظ بما في القَلب في شيءٍ مِنَ العِباداتِ ، وخرَّج بعضُ أصحابِ الشَّافعيِّ له قولاً باشتراطِ التَّلفُّظ بالنِّيَّة للصَّلاة ، وغلَّطه المحقِّقونَ منهم ، واختلفَ المتأخِّرون من الفُقهاء في التَّلفُّظ بالنِّيَّة في الصَّلاة وغيرها ، فمنهم مَنِ استحبَّه ، ومنهم مَنْ كرهه.

ولا يُعلمُ في هذه المسائل نقلٌ خاصٌّ عنِ السَّلفِ ، ولا عن الأئمَّةِ إلاَّ في الحَجِّ وحدَهُ ، فإنَّ مُجاهداً قال : إذا أراد الحجَّ ، يُسمِّي ما يُهلُّ به فيقول : (( لَبَّيكَ عُمْرةً وحَجّاً )).

شرح عمدة الأحكام: ( حكم التلفظ بالنية ): النية معتبرة في ثلاث طهارات: معتبرة في الوضوء، ومعتبرة في الاغتسال من الحدث الأكبر، ومعتبرة في التيمم، فلابد فيها كلها من نية، والنية محلها القلب، ولا يجوز التلفظ بها لا في الصلاة ولا في الطهارة ، وذهب بعض الشافعية إلى أنه يتكلم بها، وذكروا ذلك في مؤلفاتهم، وقالوا: إن التلفظ بها سنة، وأنه مذهب الشافعي. والصحيح أنه ليس مذهباً للشافعي ، ولم ينقل ذلك عنه نقلاً صريحاً، ولم يذكر ذلك في مؤلفاته، ولا في رسائله. والله تعالى هو العالم بما في القلب، وليس للإنسان أن يخبر الله تعالى بما يدور في خلده وبما في قلبه، فالله عالم بما في قلبك، فلا حاجة إلى أن تخبر الله وتقول: نويت كذا وكذا، والله سبحانه وتعالى يقول: { وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [آل عمران:154].

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن عائشة أم المؤمنين قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول لنا : « هل عندكم طعام ؟ » ، فإن قلنا : لا قال : « إني صائم ». او « فإني إذن صائم ».

صحيح أبي داود: عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل علي قال هل عندكم طعام فإذا قلنا لا قال إني صائم زاد وكيع فدخل علينا يوما آخر فقلنا يا رسول الله أهدي لنا حيس فحبسناه لك فقال أدنيه قال طلحة فأصبح صائما وأفطر.

عون المعبود: ( باب في الرخصة فيه أي في ترك النية بالليل ): ( هل عندكم طعام فإذا قلنا لا قال إني صائم ... ) قال الخطابي فيه نوعان من الفقه أحدهما جواز تأخير نية الصوم عن أول النهار إذا كان تطوعا والآخر جواز إفطار الصائم قبل الليل إذا كان متطوعا به, ولم يذكر في الحديث إيجاب القضاء. وكان غير واحد من الصحابة يذهب إلى ذلك منهم بن مسعود وحذيفة وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري رضي الله عنهم وبه قال الشافعي وأحمد بن حنبل وكان بن عمر لا يصوم تطوعا حتى يجمع من الليل. وقال جابر بن زيد لا يجزئه في التطوع حتى يبيت النية. وقال مالك بن أنس في صوم النافلة لا أحب أن يصوم أحد إلا أن يكون قد نوى الصيام من الليل.

= ( فلا يضرك ان كان تطوعا ) - ( صوما مكانه يوما اخر )

سنن الدارمي: عن أم هانئ قالت : لما كان يوم فتح مكة جاءت فاطمة فجلست عن يسار رسول الله صلى الله عليه و سلم وأم هانئ عن يمينه قالت فجاءت الوليدة بإناء فيه شراب فناولته فشرب منه ثم ناوله أم هانئ فشربت منه ثم قالت يا رسول الله لقد أفطرت وكنت صائمة فقال لها أكنت تقضين شيئا قالت لا قال فلا يضرك ان كان تطوعا.

صحيح أبي داود: عن أم هانئ قالت لما كان يوم الفتح فتح مكة جاءت فاطمة فجلست عن يسار رسول الله صلى الله عليه و سلم وأم هانئ عن يمينه قالت فجاءت الوليدة بإناء فيه شراب فناولته فشرب منه ثم ناوله أم هانئ فشربت منه فقالت يا رسول الله لقد أفطرت وكنت صائمة فقال لها أكنت تقضين شيئا قالت لا قال فلا يضرك إن كان تطوعا.

وفي المقابل:......................................

صحيح ابن حبان: عن عائشة قالت : أصبحت أنا وحفصة صائمتين متطوعتين فأهدي لنا طعام فأفطرنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( صوما مكانه يوما آخر ). عون المعبود: ( باب من رأى عليه القضاء ): ( لا عليكما ) أي لا بأس عليكما في الإفطار ( صوما مكانه يوما اخر ). إنما أمرهما بذلك استحبابا لأن بدل الشيء في أكثر الأحكام الأصول يحل محل أصله وهو في الأصل مخير فكذلك في البدل.

*************************************************

( ادلة الاحكام ): باب لا تصوم المراة الا باذن زوجها

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : ( لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه ).

[ ش: ( لا تصوم ) غير الصوم المفروض . ( بعلها ) زوجها . ( شاهد ) حاضر مقيم في البلاد . ( بإذنه ) بموافقته لأنها بصومها تمنعه بحقه بالاستمتاع بها وحقه مقدم على النوافل لأنه واجب ].

صحيح مسلم: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه. ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه. وما أنفقت من كسبه من غير أمره فإن نصف أجره له".

شرح النووي على مسلم: ( لا تصم المرأة وبعلها شاهد الا باذنه ) هذا محمول على صوم التطوع والمندوب الذي ليس له زمن معين وهذا النهى للتحريم صرح به أصحابنا وسببه أن الزوج له حق الاستمتاع بها في كل الأيام وحقه فيه واجب على الفور فلا يفوته بتطوع ولا بواجب على التراخى فان قيل فينبغى أن يجوز لها الصوم بغير اذنه فان أراد الاستمتاع بها كان له ذلك ويفسد صومها فالجواب أن صومها يمنعه من الاستمتاع في العادة لأنه يهاب انتهاك الصوم بالافساد وقوله صلى الله عليه و سلم وزوجها شاهد أي مقيم في البلد أما اذا كان مسافرا فلها الصوم لأنه لا يتأتى منه الاستمتاع اذا لم تكن معه.

صحيح ابن حبان: عن أبي سعيد الخدري قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله: إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ويفطرني إذا صمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس. قالت - و صفوان عنده - فسأله عما قالت فقال :

1- يا رسول الله أما قولها : يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتي وقد نهيتها عنها فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( لو كانت سورة واحدة لكفت الناس ).

2- قال : وأما قولها : يفطرني إذا صمت فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب ولا أصبر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يومئذ : ( لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها ).

3- قال : وأما قولها : لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس فقال صلى الله عليه و سلم : ( فإذا استيقظت فصل )

****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الصائم يدعى إلى وليمة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح مسلم: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعي أحدكم فليجب. فإن كان صائما فليصل، وإن كان مفطرا فليطعم".

صحيح ابن حبان: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل وإ ن كان مفطرا فليطعم ). قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه و سلم : ( فإن كان صائما فليصل ) يريد به : فليدع لأن الصلاة دعاء قال الله جل وعلا لصفيه صلى الله عليه و سلم : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم } أراد به : وادع لهم.

فتح الباري - ابن حجر: ( فإن كان مفطرا فليطعم ): ومن دعي إلى طعام وهو صائم فليجب فإن شاء طعم وأن شاء ترك ويتعين حمله على من كان صائما نفلا ويكون فيه حجة لمن استحب له أن يخرج من صيامه.

وعن أبي سعيد قال دعا رجل إلى طعام فقال رجل إني صائم فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعاكم أخاكم وتكلف لكم أفطر وصم يوما مكانه أن شئت.

صحيح مسلم: وقال زهير عن النبي صلى الله عليه وسلم) قال: "إذا دعي أحدكم إلى طعام، وهو صائم، فليقل: إني صائم".

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( إن سب أحدكم وهو صائم فليقل : إني صائم ). ينهى بذلك عن مراجعة الصائم

فيض القدير: (إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو أنه صائم فليقل إني صائم) اعتذارا للداعي فإن سمح ولم يطالبه بالحضور فله التخلف وإلا حضر وليس الصوم عذرا في التخلف. وإنما أمر المدعو حيث لا يجيب الداعي أن يعتذر له بقوله إني صائم ، وإن ندب إخفاء النفل لئلا يجر إلى عداوة أو تباغض بينه وبين الداعي.

فإذا نزل ضيفا فيجبر خاطر المضيف بالفطر إن شق عليه صومه والثاني فيما إذا دعاه أهل بيته إلى طعامه فيخبرهم بالواقع. فقد دخل الرسول على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال : " أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فاني صائم " لأن أم سليم كانت عنده بمنزلة أهل بيته.

***************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الاعتكاف

))))))))))))))))))))))))))))))))

= الاعتكاف لغةً : الافتعال ، من عكف على الشّيء عكوفاً وعكفاً. وشرعاً : اللّبث في المسجد على صفةٍ مخصوصةٍ بنيّةٍ .

صحيح البخارى: عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده. [ ش: ( أزواجه من بعده ) أي بعد وفاته صلى الله عليه و سلم وهو دليل استمرار محك الاعتكاف حتى للنساء شريطة أن لا يختلطن بالرجال ولا يضيقن بأخبيتهن على المصلين وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى يصح اعتكافها في مسجد بيتها وهو الموضع الذي تتخذه في بيتها خاصة لصلاتها ]

صحيح مسلم: عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان. قال نافع: وقد أراني عبدالله رضي الله عنه المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من المسجد. وعن عائشة رضي الله عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان. فتح الباري - ابن حجر: عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان فسافر عاما فلم يعتكف فلما كان العام المقبل أعتكف عشرين.

سبل السلام: الاعتكاف سنة واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه من بعده. وأن الاعتكاف مسنون وأما المقصود منه فهو جمع القلب على الله تعالى بالخلوة مع خلو المعدة والإقبال عليه تعالى والتنعم بذكره والإعراض عما عداه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه". وأن أول وقت الاعتكاف بعد صلاة الفجر. ومن قال إنه يدخل المسجد قبل طلوع الفجر إذا كان معتكفا نهارا وقبل غروب الشمس إذا كان معتكفا ليلا. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علي رأسه وهو في المسجد فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا". والحديث دليل على أنه لا يخرج المعتكف من المسجد بكل بدنه وأن خروج بعض بدنه لا يضر وفيه أنه يشرع للمعتكف النظافة والحلق والتزين وعلى أن العمل اليسير من الأفعال الخاصة بالإنسان يجوز فعلها وهو في المسجد وعلى جواز استخدام الرجل لزوجته.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ، ثم دخل معتكفه قالت : وإنه أراد مرة أن يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فأمر ببنائه فضرب ، فلما رأيت ذلك أمرت ببنائي ، فضرب ، وأمر غيري من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه فضرب ، فلما صلى الفجر نظر إلى الأبنية ، فقال : « ما هذه ؟ آلبر تريدون ؟ » ، فأمر ببنائه فقوض ، وأمر أزواجه بأبنيتهن فقوضت ، ثم أخر الاعتكاف إلى العشر الأول من شوال. ( ضرب : أقيم ونصب - قوض : هدم ).

صحيح أبي داود: عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه قالت وإنه أراد مرة أن يعتكف في العشر الأواخر من رمضان قالت فأمر ببنائه فضرب فلما رأيت ذلك أمرت ببنائي فضرب قالت وأمر غيري من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم ببنائه فضرب فلما صلى الفجر نظر إلى الأبنية فقال ما هذه آلبر تردن قالت فأمر ببنائه فقوض وأمر أزواجه بأبنيتهن فقوضت ثم أخر الاعتكاف إلى العشر الأول يعني من شوال.

صحيح البخارى: كان النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد وعنده أزواجه فرحن فقال لصفية بنت حيي ( لا تعجلي حتى أنصرف معك ) . وكان بيتها في دار أسامة فخرج النبي صلى الله عليه و سلم معها فلقيه رجلان من الأنصار فنظرا إلى النبي صلى الله عليه و سلم ثم أجازا وقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم ( تعاليا إنها صفية بنت حيي ) . قالا سبحان الله يا رسول الله قال ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا ).

صحيح مسلم: عن صفية بنت حيي. قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا. فأتيته أزوره ليلا. فحدثته. ثم قمت لأنقلب. فقام معي ليقلبني. وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد. فمر رجلان من الأنصار. فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "على رسلكما. إنها صفية بنت حيي" فقالا: سبحان الله! يا رسول الله! قال "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم. وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا" أو قال" شيئا".

مشكاة المصابيح: عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يعود المريض وهو معتكف فيمر كما هو فلا يعرج يسأل عنه .

شرح سنن ابن ماجه: عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه و سلم يعود المريض وهو معتكف فيمر هو فلا يعرج يسأل عنه أي لا يمكث.

الموسوعة الفقهية الكويتية: اتّفق الفقهاء على أنّ الاعتكاف لا يبطل بالاحتلام ، ولا يفسد إن خرج المعتكف للاغتسال خارج المسجد.

الاعتكاف لغةً : الافتعال ، من عكف على الشّيء عكوفاً وعكفاً. وشرعاً : اللّبث في المسجد على صفةٍ مخصوصةٍ بنيّةٍ .

********************************************************

تم بحمد الله تعالي كتاب الصيام

الاحد 7 ابريل 2013م الموافق 27 جمادي الاول 1434 هجرية

صبحي محمود عميره

****************

******************************************

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

كتاب الزكاة

)))))))))))))))

********************************************************

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( باب وجوب الزكاة - باب نصاب الزكاة - باب فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله - ( صدقة الابل - صدقة الغنم - زكاة النقود - صدقة البقر - زكاة الزروع ) - باب شروط تطبيق اخراج الصدقة - باب توسعة الاسلام في التشريع ( يجوز تحصيل الزكاة مقدما - التيسير علي دافعي الزكاة - التوصية علي مال اليتم ) - باب وفي الركاز الخمس - باب صدقة الفطر - باب صدقة التطوع - باب قسم الصدقات

مقاطع حديثية لمشتملات الكتاب:

**********************

(( افترض عليهم صدقة في أموالهم - لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة - ليس فيما دون خمس ذود صدقة - إِنَّكم لَتُحَدِّثُونا بأحاديث ما نجدُها في القرآن - نُخرِج الصدقة من الذي نُعِدُّ للبيع - مسكتان غليظتان من ذهب - ألبس أوضاحا من ذهب - ولا يجمع بين متفرق - تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم - ليس على المسلم صدقة في عبده ولا فرسه - لا زكاة حتى يحول الحول - ليس في البقر العوامل صدقة - تعجيل الزكاة قبل محلها - إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث - من ولى يتيما له مال فليتجر فيه - يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار - المعدن جبار وفي الركاز الخمس - زكاة الفطر صاعا من تمر - تؤدّى قبل خروج النّاس إلى الصّلاة - الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث - حتى لا تعلم شماله - كل إمرئ في ظل صدقته - كسا مسلماً ثوباً على عُري - اليد العليا خير من اليد السفلى - أن تصدق وأنت صحيح - تصدق به على زوجتك - لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره - أحق من تصدقت به عليهم - إن الشمس تدنو يوم القيامة - من سأل الناس أموالهم تكثرا - لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب - إن هذه المسألة كد - لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة - إن شئتما أعطيتكما - أقم حتى تأتينا الصدقة - هذه الصدقة لا تنبغي لآل محمد - خذه فتموله وتصدق به ))

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

فرضت الصدقات سنة تسع هجرية

((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((

تاريخ الأمم والملوك للطبرى: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر أميرا على الموسم سنة تسع, وبعث علي بن أبي طالب بثلاثين أو أربعين آية من براءة فقرأها على الناس. وفي هذه السنة فرضت الصدقات وفرق فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم عماله على الصدقات وفيها نزل قوله خذ من أموالهم صدقة تطهرهم.

= {{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة : 103] }}.

تفسير القرطبي: الزكاة مأخوذة من زكا الشيء إذا نما وزاد.

فكأن من يخرج الزكاة يحصل لنفسه الثناء الجميل وقيل الزكاة مأخوذة من التطهير ، كما يقال زكا فلان أي طهر من دنس الجرحة والإغفال. فكأن الخارج من المال يطهره من تبعة الحق الذي جعل الله فيه للمساكين ، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى ما يخرج من الزكاة أوساخ الناس ، وقد قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة : 103].

{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} اختلف في هذه الصدقة المأمور بها ؛ فقيل : هي صدقة الفرض. وآية الزكاة لم تنزل إلا بالمدينة. والامر مطلق غير مقيد بشرط في المأخوذ والمأخوذ منه ، ولا تبيين مقدار المأخوذ ولا المأخوذ منه. وإنما بيان ذلك في السنة والإجماع. فتؤخذ الزكاة من جميع الأموال. وقد أوجب النبي صلى الله عليه وسلم الزكاة في المواشي والحبوب والعين ، وهذا ما لا خلاف فيه. واختلفوا فيما سوى ذلك كالخيل وسائر العروض.

= {{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة : 60] }}.

تفسير القرطبي: واختلف أهل الفقه في الفرق بين الفقير والمسكين على تسعة أقوال :

أن الفقير أحسن حالا من المسكين. قالوا : الفقير هو الذي له بعض ما يكفيه ويقيمه ، والمسكين الذي لا شيء له. وعن الجوهري: المسكين أحسن حالا من الفقير. واحتجوا بقوله تعالى : {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} [الكهف : 79]. فأخبر أن لهم سفينة من سفن البحر. وروي عن النبي أنه قال : "اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا". فلو كان المسكين أسوأ حالا من الفقير لتناقض الخبران.

{وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} وهم قوم كانوا في صدر الإسلام ممن يظهر الإسلام ، يتألفون بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف يقينهم. قال الزهري : المؤلفة من أسلم من يهودي أو نصراني وإن كان غنيا. وقال بعض المتأخرين : اختلف في صفتهم ، فقيل : هم صنف من الكفار يعطون ليتألفوا على الإسلام ، وكانوا لا يسلمون بالقهر والسيف ، ولكن يسلمون بالعطاء والإحسان.

{وَالْغَارِمِينَ} هم الذين ركبهم الدين ولا وفاء عندهم به

*************************************************

( ادلة الاحكام ): باب وجوب الزكاة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن فقال ( ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوه لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوه لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ). وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن فقال ( ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوه لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوه لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ).

صحيح مسلم: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب. فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله. فإن هم أطاعوا لذلك. فأعلمنهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم. فإن هم أطاعوا لذلك. فأعلمنهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فإن هم أطاعوا لذلك. فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم. فإن هم أطاعوا لذلك. فإياك وكرائم أموالهم. واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب".

صحيح البخارى: لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أبو بكر رضي الله عنه وكفر من كفر من العرب فقال عمر رضي الله عنه كيف تقاتل الناس؟.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) . فقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر رضي الله عنه فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق. صحيح ابن حبان: قال : عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله فمن قال : لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة من حق المال ووالله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلهم على منعها قال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال عرفت أنه الحق.

فيض القدير: فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه.

= ( عناقا ) الأنثى من ولد المعز التي لم تبلغ سنة .

= ( عقالا ) هو الحبل الذي تشد به يد البعير مع ذراعه حتى لا يشرد .

********************************************************

( ادلة الاحكام ): باب نصاب الزكاة

)))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ليس فيما دون خمس ذود صدقة من الإبل وليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ). وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة وليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة ).

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ليس فيما دون خمس ذود صدقة ». (1) الذَّوْدُ من الإبل : ما بين الثَّنتين إلى التِّسْع. وقيل ما بين الثَّلاثِ إلى العَشْر. واللفْظَة مُؤَنثةٌ، ولا واحدَ لها من لَفْظِهَا كالنَّعَم.

صحيح أبي داود: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس فيما دون خمس ذود صدقة وليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة. ( أوسق : جمع وسق . والوسق ستون صاعا . والمعنى إذا خرج من الأرض أقل من ذلك في المكيل فلا زكاة عليه فيه . أواق : جمع أوقية ويقال لها : الوقية . وهي أربعون درهما وخمسة أواق مائتا درهم. والوسق ستون صاعا مختوما.

شرح عمدة الأحكام:

والذود اسم لا مفرد له، يعرفه أهل البادية بأنه الإبل؛ لأنها تذاد عن الحياض ونحوها، فيقول: ( ليس فيما دون خمس ذود صدقة ) أي: إذا لم يكن له إلا أربع من الإبل فلا تجب الزكاة عليه، فإذا بلغت خمساً ففيها الزكاة، وزكاتها من الغنم واحدة.

أما الغنم فأقل نصابها أربعون من الغنم، ففيها شاة، ولم تذكر في هذا الحديث، ولكن ذكرت في حديث غيره.

أما الخارج من الأرض فإن العادة أنه يكال ويقدر، فيقول في هذا الحديث: ( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ) ، والوسق: ستون صاعاً، والخمسة الأوسق ثلاثمائة صاع، والصاع النبوي مثل الصاع الموجود عندنا، إلا أنه يمسح مسحاً، فلا يجعل عليه علاوة، إنما يمسحونه مسحاً ثم يفرغونه.

فقدرها العلماء في هذا الزمان بأنها مائتان وسبعون صاعاً بالصاع الموجود الذي له علاوة؛ لأن الناس أصبحوا يكيلون ويجعلون علاوة، فمن كان عنده زرع حصل له منه مائتان وسبعون صاعاً ففيه الزكاة، وما دون ذلك فإنه أقل من نصاب فلا زكاة فيه.

والتمور كذلك أيضاً؛ لأن التمر كان يكال، فيجفف التمر ثم يكال في الصاع كما يكال القمح، فإذا بلغ ثمر النخل خمسة أوسق -أي: ثلاثمائة صاع بالصاع النبوي- ففيه الزكاة، وما دون ذلك فلا زكاة فيه لكونه قليلاً، فيكون بقدر كفاية صاحبه، فهذا الحديث اشتمل على نصاب الزكوات.

جامع الاصول لابن الاثير: قال رجل لعمران ابن حصين : « يا أَبا نُجيد ، إِنَّكم لَتُحَدِّثُونا بأحاديث ما نجدُها في القرآن ؟! قال : فغضب عمران ، ثم قال للرجل : أوجدتم في كلِّ أربعين درهما درهمٌ ؟! ومن كلِّ كذا وكذا شاة شاةٌ ، ومن كل كذا كذا بعيرا كذا وكذا ، أَوجدتم هذا في القرآن ؟ قال : لا، قال : فعمَّن أَخَذْتُم هذا ؟ أخذتمُوه عنا ، وأَخذناه نحنُ عن نبي الله -صلى الله عليه وسلم ».

المعجم الكبير: فقال رجل من القوم يا أبا نجيد لتحدثونا بأحاديث ما نجد لها أصلا في القرآن فغضب عمران بن حصين وقال لرجل : قرأت القرآن ؟ قال : نعم قال وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثا وصلاة العشاء أربعا وصلاة الغداء ركعتين والأولى أربعا والعصر أربعا ؟ ؟ قال : لا قال : فعمن أخذتم هذا الشأن ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أوجدتم في كل أربعين درهما درهم وفي كل كذا وكذا شاة وفي كل كذا وكذا بغير كذا ؟ أوجدتم في القرآن ؟ قال : لا قال : فعمن أخذتم هذا ؟ أخذناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذتموه عنا قال : فهل وجدتم في القرآن { وليطوفوا بالبيت العتيق } وجدتم هذا طوفوا سبعا وأركعوا ركعتين خلف المقام ؟ أوجدتم هذا في القرآن عمن أخذتموه ؟ ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه و سلم.

جامع الاصول لابن الاثير: عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - : قال : « أما بعد ، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمرُنا : أن نُخرِج الصدقة من الذي نُعِدُّ للبيع».

مشكاة المصابيح: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمرنا أن نخرج الصدقة من الذي نعد للبيع .

سنن الدارقطني: جاءت امرأة وابنتها من أهل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي يدها مسكتان غليظتان من ذهب فقال هل تعطين زكاة هذا قالت لا قال فيسرك أن يسورك الله بسوارين من نار قال فخلعتهما وقالت هما لله ولرسوله.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : جاءت امرأة وابنتها من أهل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي يدها مسكتان غليظتان من ذهب ، فقال : « هل تعطين زكاة هذا ؟ » قالت : لا قال : « فيسرك أن يسورك الله بسوارين من نار ؟ » قال : فخلعتهما ، وقالت : هما لله ولرسوله.

تحفة الأحوذي: ( باب ما جاء في زكاة الحلي ): الحلي اسم لكل ما يتزين به من مصاغ الذهب والفضة.

قوله ( فقال يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن ) أي ولو تيسر من حليكن وهذا لا يدل على أنه يجب في الحلي إذا يجوز أن يكون واجبا على الانسان في أمواله الأخر ويؤديه من الحلي. قلت في الاستدلال بهذا الحديث على وجوب الزكاة في الحلي نظر فإنه ليس بنص صريح فيه لاحتمال أن يكون معنى قوله ولو من حليكن أي ولو تيسر من حليكن.

جامع الاصول لابن الاثير: عن عطاء بن أبي رباح : قال : بلغني أن أمَّ سلمة - رضي الله عنها - قالت: «كنتُ أَلْبَسُ أَوْضَاحا من ذهب، فقلت: يا رسولَ الله أَكَنْزٌ هو ؟ فقال : ما بلغ أن تُؤَدَّي زكاتُه فَزُكِّيَ له فليس بكنز».

صحيح أبي داود: عن أم سلمة قالت كنت ألبس أوضاحا من ذهب فقلت يا رسول الله أكنز هو فقال ما بلغ أن تؤدى زكاته فزكي فليس بكنز.

***********************************************

( ادلة الاحكام ): باب فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

اولا- صدقة الابل:

*************

اذا امتلك المسلم: ( عدد – 4- اربعة ) من الابل فلا يجب عليه زكاة.

واذا امتلك اقل من 25 من الابل فيؤدي الزكاة بالشاة.

1- في أربع وعشرين من الإبل فما دونها من الغنم من كل خمس شاة. اي اربعة شياه: عن كل خمس شاة.

2- فإذا بلغت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض أنثى. ( بنت مخاض ) الأنثى من الإبل التي تم لها سنة.

3- فإذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون أنثى. ( بنت لبون ) التي تم لها سنتان. ومن بلغت صدقة بنت لبون وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين.

4- فإذا بلغت ستا وأربعين إلى ستين ففيها حقة طروقة الجمل. حقة طروقة الجمل والجمع حقاق. وطروقة: أنها بلغت أن يطرقها الفحل وهي التي أتت عليها ثلاث سنين ودخلت في الرابعة. ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده الحقة وعنده الجذعة فإنها تقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين . ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا بنت لبون فإنها تقبل من بنت لبون ويعطي شاتين أو عشرين درهما.

5- فإذا بلغت واحد وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة. الجذعة وهي التي أتت عليها أربع ودخلت في الخامسة. ( من بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقه فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما ).

6- فإذا بلغت ستا و سبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون.

7- فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الجمل.

8- فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة.

9- ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها.

10- فإذا بلغت خمسا من الإبل ففيها شاة.

= {{ ( بنت مخاض ) الأنثى من الإبل التي تم لها سنة - ( بنت لبون ) التي تم لها سنتان - طروقة بلغت أن يطرقها الفحل وهي التي أتت عليها ثلاث سنين ودخلت في الرابعة - الجذعة وهي التي أتت عليها أربع ودخلت في الخامسة }}.

ثانيا- صدقة الغنم

*************

1- وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة.

2- فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين شاتان.

3- فإذا زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث شياه.

4- فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة.

5- فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها.

ثالثا- صدقة الفضة المضروبة نقودا ( زكاة النقود )

*********************************

وفي الرقة ربع العشر فإن لم تكن إلا تسعين ومائة فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها ). ( الرقة ) الفضة المضروبة نقودا . ( ربع العشر ) اثنان ونصف من كل مائة. ( افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ). صحيح البخارى.

صحيح البخارى: قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ليس فيما دون خمس أواق صدقة ). والخمس اواق تقدر بقيمة 80 جرام من الذهب. فمن معه مال ( نقود ) تزيد عن ما قيمته 80 جرام من الذهب وجبت عليه الزكاة. اما ما نقص عن ذلك لا تجب فيه الزكاة. اي ان نصاب زكاة المال تتغير من عام الي عام اخر تبعا لسعر جرام الذهب.

رابعا- صدقة البقر

*************

صحيح ابن خزيمة: عن معاذ بن جبل : بعثه النبي صلى الله عليه و سلم إلى اليمن و أخبره أن يأخذ من البقر:

1- من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة: فأنه مخير بين الأمرين. والتَّبِيعُ هُوَ الْعِجْلُ الَّذِي فُطِمَ عَنْ أُمِّهِ.

2- و من كل أربعين بقرة بقرة مسنة: أَنَّهَا الَّتِي دَخَلَتْ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ ، وهِيَ الَّتِي أَتَتْ عَلَيْهَا ثَلَاثُ سِنِينَ وَدَخَلَتْ فِي الرَّابِعَةِ, وَلَا تُؤْخَذُ إِلَّا أُنْثَى وَسَوَاءٌ كَانَتْ بَقَرُهُ ذُكُورًا أَوْ إنَاثًا كُلُّهَا.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس في البقر العوامل صدقة ولكن في كل ثلاثين تبيع وفي كل أربعين مسن أو مسنة.

3- و من كل حالم دينارا أو عدله.

خامسا- زكاة الزروع: (الشعير والحنطة والزبيب والتمر )

*************************************

النصاب: 50 كيلة فاكثر. فاذا كان 49 كيلة فلا تجب الزكاة.

والزكاة الواجبة: ( فيما سقت السماء والعيون العشر . وفيما سقي بالنضح نصف العشر )

صحيح البخارى: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر. وما سقي بالنضح نصف العشر ). ( عثريا ) ما يشرب من غير سقي إما بعروقه أو بواسطة المطر والسيول والأنهار وهو ما يسمى بالبعل سمي بذلك من العاثوراء وهي الحفرة لتعثر الماء بها . ( العشر ) عشرة من المائة . ( بالنضح ) بنضح الماء والتكلف في استخراجه.

سنن ابن ماجه: عن أبي هريرة قال : - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( فيما سقت السماء والعيون العشر . وفيما سقي بالنضح نصف العشر ). [ ش ( فيما سقت السماء ) أي المطر من باب ذكر المحل وإرادة الحال . والمراد ملا يحتاج سقيه إلى مؤنة . ( بالنضح ) هو السقي بالرشاء . والمراد ما يحتاج إلى مؤنة الآلة ] .

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ عن أبي موسى ، ومعاذ بن جبل ، حين بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن يعلمان الناس أمر دينهم : « لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة : الشعير ، والحنطة ، والزبيب ، والتمر ». الحنطة : القمح. }}.

تحفة الأحوذي: عن أبي موسى الأشعري ومعاذ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لهما لا تأخذا الصدقة إلا من هذه الأصناف الأربعة الشعير والحنطة والزبيب والتمر. وذهب الحسن البصري: أنه لا يجب الزكاة إلا في الشعير والحنطة والزبيب والتمر فوجوب العشر عند هؤلاء منحصر في هذه الأربعة.

سنن الدارقطني: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فيما سقت السماء والبعل والسيل العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر يكون ذلك في التمر والحنطة والحبوب فأما القثاء والبطيخ والرمان والقصب والخضر فعفو عفا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « فيما سقت السماء العشر ، وفيما سقي بالنضح نصف العشر » وإنما يكون ذلك في التمر ، والحنطة ، والحبوب ، فأما القثاء ، والبطيخ ، والرمان ، والقصب ، والخضر فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وروينا عن عمر ، وعلي ، وعائشة ، رضي الله عنهم أن : « ليس في الخضراوات صدقة » }}.

صحيح ابن خزيمة: عن سهل بن أبي حثمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا خرصتم فخذوا و دعوا الثلث فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع.

صحيح ابن حبان: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع ). قال أبو حاتم : لهذا الخبر معنيان أحدهما : أن يترك الثلث أو الربع من العشر والثاني : أن يترك ذلك من نفس التمر قبل أن يعشر إذا كان ذلك حائطا كبيرا يحتمله.

سنن الترمذي: عن عتاب بن أسيد : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم وبهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في زكاة الكروم إنها تخرص كما يخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « في زكاة الكرم يخرص كما يخرص النخل ، ثم تؤدى زكاته زبيبا ، كما تؤدى زكاة النخل تمرا » ). الخرص : يقال خَرَص النخلة والكَرْمة يَخْرُصها خَرْصا : إذا حَزَرَ وقَدَّر ما عليها من الرُّطب تَمْرا ومن العنب زبيبا، فهو من الخَرْص : الظنّ؛ لأن الحَزْر إنما هو تقدير بظن. }}.

تحفة الأحوذي: ( إذا خرصتم ) أي حزرتم وخمنتم أيها السعاة ( فخذوا ) أي زكاة المخروص ( ودعوا الثلث ) أي اتركوه. أي إذا ( خرصتم ) فبينوا مقدار الزكاة ثم خذوا ثلثي ذلك المقدار واتركوا الثلث لصاحب المال حتى يتصدق به. وقال القاضي الخطاب مع المصدقين أمرهم أن يتركوا للمالك ثلث ما خرصوا عليه أو ربعه توسعة عليه حتى يتصدق به هو على جيرانه ومن يمر به ويطلب منه فلا يحتاج إلى أن يغرم ذلك من ماله.

******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب شروط تطبيق اخراج الصدقة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

1- ( ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة ).

*******************************************

صحيح البخارى: فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة ).

1- ( لا يجمع بين متفرق ) من الحيوانات التي تجب فيها الصدقة كأن يكون ثلاثة لكل واحد منهم أربعون شاة فيجب على كل واحد شاة فإذا جمعوها وجب على الجميع شاة واحدة .

2- ( لا يفرق بين مجتمع ) كأن يكون لشريكين أربعون شاة فتجب فيها شاة واحدة فإذا أخذ كل شريك حصته عشرين لم يجب عليها شيء.

3- ( وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية ): ( خليطين ) شريكين اختلطت أموالهما . ( يتراجعان بالسوية ) إذا أخذ العامل ما وجب من الزكاة عنهما من مال أحدهما فإنه يرجع على الآخر بقدر حصته.

4- ( ولا يخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلا ما شاء المصدق ): ( هرمة ) الكبيرة التي سقطت أسنانها . ( ذات عوار ) عيب ترد فيه في البيع عادة . ( تيس ) هو فحل الغنم وقيل فحل المعز خاصة.

5- {{ ( إلا أن يشاء المصدق ) أو المصدق . وأصله المتصدق . والمراد صاحب المال . وقيل المصدق والمراد عامل الصدقات }}. سنن ابن ماجه

2- ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم

************************

صحيح أبي داود: {{ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا جلب ولا جنب ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم }}. (الجلب : أن تجلب المواشي إلى المتصدق من مكان رعيها ).

سبل السلام: "لا جلب ولا جنب ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم" أي لا تجلب الماشية إلى المصدق بل هو الذي يأتي لرب المال ومعنى لا جنب أنه حيث يكون المصدق بأقصى مواضع أصحاب الصدقة فتجنب إليه.

فيض القدير: لا جلب ولا جنب هو أن يرسل في الجلبة فيجتمع له جماعة يصيحون به ليرد عن وجهه أو هو أن لا يجلب الصدقة إلى المياه والأمصار بل يتصدق بها في مراعيها وأن ينزل العامل موضعا ثم يرسل من يجلب المال إليه ليأخذ صدقته.

3- ليس على المسلم صدقة في عبده ولا فرسه

*******************************

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ليس على المسلم صدقة في عبده ولا فرسه ).

صحيح ابن خزيمة: ليس على المسلم في عبده و لا فرسه صدقة.

شرح النووي على مسلم: لا زكاة في الخيل والرقيق اذا لم تكن للتجارة.

الا أن ابا حنيفة ونفرا أوجبوا في الخيل اذا كانت أناثا أو ذكورا واناثا في كل فرس دينارا وان شاء قومها وأخرج عن كل مائتي درهم خمسة دراهم وليس لهم حجة في ذلك وهذا الحديث صريح في الرد عليهم.

4- لا زكاة حتى يحول الحول

********************

فتح الباري - ابن حجر: أن بن عمر كان يقول لا تجب في مال صدقة حتى يحول الحول عليه.

سبل السلام: "إنه لا زكاة حتى يحول الحول" أنه لا وجوب حتى يحول عليه الحول وهذا لا ينفي جواز التعجيل وبأنه كالصلاة قبل الوقت وأجيب بأنه لا قياس مع النص.

5- ليس في البقر العوامل صدقة

**********************

سنن الدارقطني: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس في البقر العوامل صدقة ولكن في كل ثلاثين تبيع وفي كل أربعين مسن أو مسنة.

سبل السلام: والحديث دليل على أنه لا يجب في البقر العوامل شيء وظاهره سواء كانت سائمة أو معلوفة.

********************************************************

( ادلة الاحكام ): باب توسعة الاسلام في التشريع

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

1- يجوز تحصيل الزكاة مقدما

********************

صحيح ابن خزيمة: عن علي بن أبي طالب أن العباس بن عبد المطلب سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم و سلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له في ذلك.

سبل السلام: ( وعن علي عليه السلام أن العباس رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له في ذلك. وقد اختلف أهل العلم في تعجيل الزكاة قبل محلها: ورأى طائفة من أهل العلم أن لا يعجلها. وقال أكثر أهل العلم إن عجلها قبل محلها أجزأت عنه. وروى "أنه صلى الله عليه وسلم تسلف صدقة مال العباس قبل أن تحل".

2- التيسير علي دافعي الزكاة

******************

صحيح ابن خزيمة: عن سهل بن أبي حثمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا خرصتم فخذوا و دعوا الثلث فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع.

صحيح ابن حبان: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع ). قال أبو حاتم : لهذا الخبر معنيان أحدهما : أن يترك الثلث أو الربع من العشر والثاني : أن يترك ذلك من نفس التمر قبل أن يعشر إذا كان ذلك حائطا كبيرا يحتمله.

سنن الترمذي: عن عتاب بن أسيد : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم وبهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في زكاة الكروم إنها تخرص كما يخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « في زكاة الكرم يخرص كما يخرص النخل ، ثم تؤدى زكاته زبيبا ، كما تؤدى زكاة النخل تمرا » ). الخرص : يقال خَرَص النخلة والكَرْمة يَخْرُصها خَرْصا : إذا حَزَرَ وقَدَّر ما عليها من الرُّطب تَمْرا ومن العنب زبيبا، فهو من الخَرْص : الظنّ؛ لأن الحَزْر إنما هو تقدير بظن. }}.

تحفة الأحوذي: ( إذا خرصتم ) أي حزرتم وخمنتم أيها السعاة ( فخذوا ) أي زكاة المخروص ( ودعوا الثلث ) أي اتركوه. أي إذا ( خرصتم ) فبينوا مقدار الزكاة ثم خذوا ثلثي ذلك المقدار واتركوا الثلث لصاحب المال حتى يتصدق به. وقال القاضي الخطاب مع المصدقين أمرهم أن يتركوا للمالك ثلث ما خرصوا عليه أو ربعه توسعة عليه حتى يتصدق به هو على جيرانه ومن يمر به ويطلب منه فلا يحتاج إلى أن يغرم ذلك من ماله.

3- التوصية علي مال اليتم

*******************

سنن الترمذي: أن النبي صلى الله عليه و سلم خطب الناس فقال ألا من ولى يتيما له مال فليتجر فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة. وقد اختلف أهل العلم: فرأى غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم في مال اليتيم زكاة منهم عمر و علي و عائشة و ابن عمر.

وقالت طائفة ليس في مال اليتيم زكاة وبه يقول سفيان الثوري و عبد الله بن المبارك.

تحفة الأحوذي: ( حتى تأكله الصدقة ) أي تنقصه وتفنيه لأن الأكل سبب الفناء. أي يأخذ الزكاة منها فينقص شيئا فشيئا وهذا يدل على وجوب الزكاة في مال الصبي وبه قال الشافعي وأحمد ومالك وعند أبي حنيفة لا زكاة فيه.

صحيح أبي داود: عن عبد الله بن عمرو قال : إن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال لها أتعطين زكاة هذا قالت لا قال أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار قال فخلعتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقالت هما لله عز و جل ولرسوله. ( مسكتان : بفتحات أي : سيواران واحدتها إسورة )

سبل السلام: وفي مسألة الزكاة في الحلي أربعة أقوال: الأول وجوب الزكاة وهو مذهب وجماعة من السلف وأحد أقوال الشافعي عملا بهذه الحاديث.

والثاني لا تجب الزكاة في الحلية وهو مذهب مالك وأحمد.

والثالث أن زكاة الحلية عاريتها. اي اعارتها لمن تحتاج اليها.

الرابع أنها تجب فيها الزكاة مرة واحدة.

واني اري وبالله التوفيق: انه بسمح للتزين فيما يقل عن 80 جرام من الذهب, اما اذا زاد عن هذا فيزكي عن الجميع والله اعلم وهو يهدي السبيل.

{{ "فقالت يا رسول الله أكنز هو" أي فيدخل تحت آية - {الذين يكنزون الذهب} - قال إذا أديت زكاته فليس بكنز }}.

***********************************************

( ادلة الاحكام ): باب وفي الركاز الخمس

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= قال النبي صلى الله عليه و سلم في المعدن جبار وفي الركاز الخمس.

صحيح البخارى: قال النبي صلى الله عليه و سلم في المعدن جبار وفي الركاز الخمس. وأخذ عمر بن عبد العزيز من المعادن من كل مائتين خمسة. وقال الحسن ما كان من ركاز في أرض الحرب ففيه الخمس وما كان من أرض السلم ففيه الزكاة وإن وجدت اللقطة في أرض العدو فعرفها وإن كانت من العدو ففيها الخمس.

صحيح مسلم: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (العجماء جرحها جبار. والبئر جبار. والمعدن جبار. وفي الركاز الخمس).

فيض القدير: (وفي الركاز الخمس) وهو ما دفنه جاهلي في موات مطلقا.

القاموس الفقهي: الركاز : ما ركزه الله تعالى في الارض من المعادن في حالتها الطبيعية. المال المدفون قبل الاسلام . - في الحديث الشريف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " في الركاز الخمس .

*********************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صدقة الفطر

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

المعجم الوسيط: ( الصاع ) مكيال تكال به الحبوب و نحوها و قدره أهل الحجاز قديما بأربعة أمداد أي بما يساوي عشرين و مائة و ألف درهم و قدره أهل العراق قديما بثمانية أرطال.

صحيح البخارى: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة. [ ش: ( فرض ) أوجب أو قدر . ( الفطر ) من صوم رمضان . ( صاعا ) هو مكيال معين . ( على العبد ) أي تلزم فطرته ويخرجها عنه مالكه . ( الصلاة ) صلاة العيد ].

وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم فرض زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر وأنثى من المسلمين.

صحيح مسلم: عن ابن عمر ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس. صاعا من تمر. أو صاعا من شعير. على كل حر أو عبد. ذكر أو أنثى. من المسلمين.

وعن ابن عمر ؛ قال: فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة رمضان على الحر والعبد، والذكر والأنثى، صاعا من تمر ؛ أو صاعا من شعير. قال: فعدل الناس به نصف صاع من بر.

عون المعبود: عن بن عمر قال فرض رسول الله زكاة الفطر صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل الصلاة.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما فرض رسول الله زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل إنسان ذكر أو أنثى حر أو عبد من المسلمين وكان عبد الله بن عمر يقول جعل الناس عدله مدين من حنطة فقول ابن عمر جعل الناس عدله مدين من حنطة إنما يريد أصحاب رسول الله الذي يجوز تعديلهم ويجب الوقوف عند قولهم فإنه قد روي عن عمر مثل ذلك في كفارة اليمين أنه قال ذلك فأطعم عني عشرة مساكين كل مسكين نصف صاع من بر أو صاعا من تمر أو أو شعير

فتح الباري - ابن حجر: قال الراغب كل شيء ورد في القرآن فرض على فلان فهو بمعنى الإلزام وكل شيء فرض له فهو بمعنى لم يحرمه عليه. قوله تعالى إن الذي فرض عليك القرآن أي أوجب عليك العمل به. وهذا يؤيد قول الجمهور إن الفرض مرادف للوجوب وتفريق الحنفية بين الفرض والواجب باعتبار ما يثبتان به لا مشاحة فيه.

الموسوعة الفقهية الكويتية: { أمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدّى قبل خروج النّاس إلى الصّلاة } . دلّ الحديث على أنّ أداءها الّذي ندب إليه الشّارع هو قبل الخروج إلى مصلّى العيد ، فعلم أنّ وقت وجوبها هو يوم الفطر ، ولأنّ تسميتها صدقة الفطر ، تدلّ على أنّ وجوبها بطلوع فجر يوم الفطر ; لأنّ الفطر إنّما يكون بطلوع فجر ذلك اليوم ، أمّا قبله فليس بفطرٍ ; لأنّه في كلّ ليلةٍ من ليالي رمضان يصوم ويفطر ، فيعتبر مفطرًا من صومه بطلوع ذلك اليوم .

وذهب الشّافعيّة في الأظهر والحنابلة ، إلى أنّ الوجوب هو بغروب شمس آخر يومٍ من رمضان ، وهو أحد قولين للمالكيّة ، لقول ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما : { فرض رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر طهرةً للصّائم من اللّغو والرّفث ، وطعمةً للمساكين ، فمن أدّاها قبل الصّلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أدّاها بعد الصّلاة فهي صدقة من الصّدقات }. دلّ الحديث على أنّ صدقة الفطر تجب بغروب شمس آخر يومٍ من رمضان.

فقه السنة: تعجيلها عن وقت الوجوب: جمهور الفقهاء على أنه يجوز تعجيل صدقة الفطر قبل العيد بيوم، أو بيومين. قال ابن عمر رضي الله عنهما: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر، أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة. وقال نافع: وكان ابن عمر يؤديها، قبل ذلك، باليوم، أو اليومين.

فعند أبي حنيفة: يجوز تقديمها على شهر رمضان.

وقال الشافعي: يجوز التقديم من أول الشهر.

وقال مالك ومشهور مذهب أحمد: يجوز تقديمها يوما أو يومين.

واتفقت الائمة على أن زكاة الفطر لا تسقط بالتأخير بعد الوجوب، بل تصير دينا في ذمة من لزمته، حتى تؤدى، ولو في آخر العمر.

سبل السلام: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث" والواقع منه في صومه "وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة" أي صلاة العيد "فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات". وقت إخراجها قبل صلاة العيد وأن وجوبها مؤقت فقيل تجب من فجر أول شوال لقوله أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم. وقيل تجب من غروب آخر يوم من رمضان لقوله "طهرة للصائم".

وفي جواز تقديمها أقوال. ومنهم من قال يجوز في رمضان لا قبله لأن لها سببين الصوم والإفطار فلا تتقدمهما كالنصاب والحول. وقيل لا تقدم على وقت وجوبها إلا ما يغتفر كاليوم واليومين.

صحيح البخارى: كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب. [ ش ( طعام ) من بر وهو القمح . ( أقط ) لبن مجفف يطبخ به ].

سنن النسائي الكبرى: عن أبي سعيد قال كنا نخرج زكاة الفطر إذا كان فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من زبيب أو صاعا من أقط.

سنن ابن ماجه: فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث . وطمعة للمساكين . فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة . ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات .

سنن الدارقطني: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.

شرح النووي على مسلم: طهرة للصائم من اللغو والرفث. واختلف العلماء أيضا في اخراجها عن الصبى فقال الجمهور يجب اخراجها للحديث المذكور بعد هذا صغير أو كبير وتعلق من لم يوجبها بأنها تطهير والصبى ليس محتاجا إلى التطهير لعدم الاثم. وأجاب الجمهور عن هذا بأن التعليل بالتطهير لغالب الناس ولا يمتنع أن لا يوجد التطهير من الذنب كما أنها تجب على من لا ذنب له كصالح محقق الصلاح وككافر أسلم قبل غروب الشمس بلحظة فانها تجب عليه مع عدم الاثم.

شرح عمدة الأحكام: ( أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم )، وذلك أن يوم عيد الفطر يوم يفرح فيه الناس بإتمام صيامهم، ويجعلونه يوم عيد يظهر فيه سرورهم وانبساطهم، ويظهرون فيه الشكر والاعتراف لربهم بالفضل والامتنان، فكان ينبغي اشتراك الصغير والكبير والغني والفقير والمأمور والأمير، في هذا الفرح وهذا الاغتباط، ولما كان في الأمة من هم فقراء معوزون ذوو حاجة غالبة إذا لم يتصدق عليهم فإنهم يظهرون للناس التكفف والاستجداء، ويسألونهم طعاماً وقوتاً وكسوة ونفقة، ومعلوم أن السؤال فيه شيء من الذل ومن الإهانة لأنفسهم، وفيه شيء من الصغار والإذلال، فأمر بأن يعطوا في هذا اليوم ما يكفيهم ذلك اليوم أو أياماً بعده، فيتصدق هؤلاء على هؤلاء حتى يستغنوا، ويخرجها الجميع.

وفي بعض الروايات: ( أما غنيكم فيطهره الله، وأما فقيركم فيرد عليه أكثر مما أعطى )، ومعلوم أن الفقير أيضاً يخرج الصدقة، فيخرج هذه الزكاة، ولكن يأتيه أكثر مما أعطى؛ لأن الأغنياء لا يجدون مصرفاً إلا هذا الفقير، فإذا كان في البلد مائة بيت، منها -مثلاً- عشرة أبيات فقراء وتسعون أغنياء فإن هؤلاء الأغنياء يعطون هؤلاء الفقراء، والفقراء يعطي بعضهم بعضاً، فيكونون قد أعطوهم أكثر مما أخرجوه، فيجتمع عندهم نفقة زائدة، وإن كانوا كثيراً فكذلك، فلو كان النصف فقراء والنصف أغنياء فإن الفقراء يعطي بعضهم بعضاً، والأغنياء يعطون الفقراء، فيجتمع أنهم أغنوهم. فهذه هي الحكمة فيها.

*******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب صدقة التطوع

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ). [ ش ( سبعة ) أشخاص وكل من يتصف بصفاتهم . ( ظله ) ظل عرشه وكنف رحمته . ( معلق في المساجد ) أي شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها . ( اجتمعا عليه ) اجتمعت قلوبهما وأجسادهما على الحب في الله . ( تفرقا ) استمرا على تلك المحبة حتى فرق بينهما الموت . ( طلبته ) دعته للزنا . ( ذات منصب ) امرأة لها مكانة ووجاهة ومال ونسب . ( أخفى ) الصدقة وأسرها عند إخراجها . ( لا تعلم شماله ) كناية عن المبالغة في السر والإخفاء . ( خاليا ) من الخلاء وهو موضع ليس فيه أحد من الناس . ( ففاضت عيناه ) ذرفت بالدموع إجلالا لله وشوقا إلى لقائه ].

صحيح مسلم: عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "سبعة يظلهم الله في ضله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل. وشاب نشأ بعبادة الله. ورجل قلبه معلق في المساجد. ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه. ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله. ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه".

سبل السلام: وقوله "حتى لا تعلم شماله" مبالغة في الإخفاء وتبعيد الصدقة عن مظان الرياء. وفيه دليل على فضل إخفاء الصدقة على إبدائها إلا أن يعلم أن في إظهارها ترغيبا للناس في الاقتداء وأنه يحرس سره عن داعية الرياء وقد قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} الآية والصدقة في الحديث عامة للواجبة والنافلة فلا يظن أنها خاصة بالنافلة.

صحيح ابن خزيمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : كل إمرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس أو قال يحكم بين الناس.

صحيح الترغيب والترهيب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حرالقبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته.

سبل السلام: فيه حث على الصدقة وأما كونه في ظلها فيحتمل الحقيقة وأنها تأتي أعيان الصدقة فتدفع عنه حر الشمس أو المراد في كنفها وحمايتها ومن فوائد صدقة النفل أنها تكون توفية لصدقة الفرض إن وجدت في الآخرة ناقصة. وعن ابن عمر وفيه "وانظروا في زكاة عبدي فإن كان ضيع منها شيئا فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة لتتموا بها ما نقص من الزكاة" فيؤخذ ذلك على فرائض الله وذلك برحمة الله وعدله.

الإلملم بأحاديث الأحكام: عن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عُري كساه الله من خضْر الجنة وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة وأيما مسلم سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله عز وجل من الرحيق المختوم. مشكاة المصابيح: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أيما مسلم كسا مسلما ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة . وأيما مسلم سقا مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ".

فيض القدير: (أيما مسلم كسا مسلما ثوبا) أي لوجه الله تعالى لا لغرض آخر (كان في حفظ الله تعالى) أي رعايته وحراسته (ما بقيت عليه منه رقعة) أي مدة بقاء شئ منه عليه وإن قل وصار خلقا جدا وليس المراد بالثوب في هذا الحديث وما قبله القميص فحسب بل كل ما على البدن من اللباس.

صحيح البخارى: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة عن ظهر غني ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ). [ ش: ( اليد العليا ) التي تعطي وتنفق . ( واليد السفلى ) التي تأخذ . ( يستعفف ) يطلب العفة وهي الكف عن الحرام وعن سؤال الناس . ( يستغن ) يطلب الغنى من الله تعالى لا من الناس ].

وعن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب أن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال ( يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع اليد العليا خير من اليد السفلى ) . قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا . فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا فقال عمر إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه . فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى توفي. [ ش: ( خضرة حلوة ) كالفاكهة الخضرة في المنظر الحلوة في المذاق ولذلك ترغبه النفوس وتميل إليه وتحرص عليه . ( بسخاوة نفس ) بغير إلحاح في السؤال ولا طمع ولا حرص ولا إكراه أو إحراج للمعطي . ( بورك له فيه ) كثر ونما وكان رزقا حلالا يشعر بلذته . ( بإشراف نفس ) بإلحاح في السؤال وتطلع لما في أيدي غيره وشدة حرصه على تحصيله مع إكراه المعطي وإحراجه . ( كالذي يأكل ولا يشبع ) لا يقنع بما يأتيه وأصبح كمن أصيب بمرض الجوع الكاذب الذي كلما ازداد أكلا ازداد جوعا فكلما جمع من المال شيئا ازداد رغبة في غيره وازداد شحا وبخلا بما في يده وحرصا عليه . ( لا أرزأ ) لاأنقص ماله بالطلب والمعنى لا آخذ . ( الفيء ) ما أخذ من الكفار من غير قتال ].

صحيح مسلم: عن عبدالله بن عمر ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وهو على المنبر، وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة "اليد العليا خير من اليد السفلى. واليد العليا المنفقة. والسفلى السائلة".

سبل السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليد العليا خير من اليد السفلى" تقدم تفسيرهما "ويبدأ" أي في البر والإحسان أحدكم "بمن يعول تقول المرأة أطعمني أو طلقني".

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟ قال ( أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل الغنى وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان ).

صحيح مسلم: عن أبي هريرة ؛ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! أي الصدقة أعظم أجرا ؟ فقال: " أما وأبيك لتنبأنه: أن تصدق وأنت صحيح شحيح. تخشى الفقر وتأمل البقاء. ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا. ولفلان كذا. وقد كان لفلان".

صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حث ذات يوم على الصدقة فقال رجل : يا رسول الله عندي دينار فقال : ( تصدق به على نفسك ) قال : عندي آخر قال : ( تصدق به على ولدك ) قال : عندي آخر قال : ( تصدق به على زوجتك ) قال : عندي آخر قال : ( تصدق به على خادمك ) قال : عندي آخر قال : ( أنت أبصر ).

المستدرك للحاكم: أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالصدقة فقال رجل : يا رسول الله عندي دينار قال : تصدق به على نفسك قال : عندي آخر قال : تصدق به على ولدك قال : عندي آخر قال : تصدق به على زوجك ـ أو قال زوجتك ـ قال : عندي آخر قال : تصدق به على خادمك قال : عندي آخر قال : أنت أبصر.

صحيح البخارى: عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا ). [ ش: ( غير مفسدة ) بأن تصدقت بما لا يؤثر نقصانه على العيال ولم تتجاوز القدر المعتاد ولم تقصد تبديد ماله . ( بما كسب ) بسبب كسبه المال المنفق . ( للخازن ) الذي يحفظ الطعام وغيره . ( مثل ذلك ) من الأجر ].

صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة، كان لها أجرها بما أنفقت. ولزوجها أجره بما كسب. وللخازن مثل ذلك. لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا".

شرح النووي على مسلم: في العبد اذا أنفق من مال مواليه قال الأجر بينكما نصفان. ولاتصم المرأة وبعلها شاهد الا باذنه ولا تأذن في بيته وهو شاهد الا باذنه وما أنفقت من كسبه من غير أمره فان نصف أجره له. معنى هذه الأحاديث أن المشارك في الطاعة مشارك في الأجر ومعنى المشاركة أن له اجرا كما لصاحبه أجر وليس معناه أن يزاحمه في أجره والمراد المشاركة في أصل الثواب فيكون لهذا ثواب ولهذا ثواب وان كان أحدهما أكثر ولا يلزم أن يكون مقدار ثوابهما سواء بل قد يكون ثواب هذا أكثر وقد يكون عكسه فاذا أعطى المالك لخازنه أو امرأته أو غيرهما مائة درهم أو نحوها ليوصلها إلى مستحق الصدقة على باب داره أو نحوه فأجر المالك أكثر وان أعطاه رمانة أو رغيفا ونحوهما مما ليس له كثير قيمة ليذهب به إلى محتاج في مسافة بعيدة بحيث يقابل مشى الذاهب إليه بأجرة تزيد على الرمانة والرغيف فأجر الوكيل أكثر وقد يكون عمله قدر الرغيف مثلا فيكون مقدار الاجر سواء.

صحيح البخارى: جاءت زينب امرأة ابن سعود تستأذن عليه فقيل يا رسول الله هذه زينب فقال ( أي الزيانب ) . فقيل امرأة ابن مسعود قال ( نعم ائذنوا لها ) . فإذن لها قالت يا نبي الله إنك أمرت اليوم بالصدقة وكان عندي حلي لي فأردت أن أتصدق به فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( صدق ابن مسعود زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم ).

فتح الباري - ابن حجر: زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم دال على أنها صدقة تطوع لأن الولد لا يعطى من الزكاة الواجبة بالإجماع. والذي يمتنع إعطاؤه من الصدقة الواجبة من يلزم المعطي نفقته والأم لا يلزمها نفقة ولدها مع وجود أبيه. قوله وولدك محمول على أن الإضافة للتربية لا للولادة فكأنه ولده من غيرها. وأعتل من منعها من إعطائها زكاتها لزوجها بأنها تعود إليها في النفقة فكأنها ما خرجت عنها وجوابه أن احتمال رجوع الصدقة إليها واقع في التطوع أيضا. فلما ذكرت الصدقة ولم يستفصلها عن تطوع ولا واجب فكأنه قال تجزئ عنك فرضا كان أو تطوعا. فإذا أعطت زوجها فأنفقه على ولدها كانوا أحق من الأجانب فالإجزاء يقع بالإعطاء للزوج والوصول إلى الولد بعد بلوغ الزكاة محلها والذي يظهر لي أنهما قضيتان: إحداهما في سؤالها عن تصدقها بحليها على زوجها وولده والأخرى في سؤالها عن النفقة. أجمعوا على أن الرجل لا يعطي زوجته من الزكاة لأن نفقتها واجبة عليه فتستغني بها عن الزكاة. وفيه الحث على صلة الرحم وجواز تبرع المرأة بمالها بغير إذن زوجها وفيه عظة النساء وترغيب ولي الأمر في أفعال الخير للرجال والنساء والتحدث مع النساء الأجانب عند أمن الفتنة والتخويف من المؤاخذة بالذنوب وما يتوقع بسببها من العذاب.

صحيح البخارى: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم ) . وقال ( إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبيناهم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه و سلم ). وحدثني ابن أبي جعفر ( فيشفع ليقضي بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم ). [ ش: ( يسأل الناس ) يطلب منهم المال من غير حاجة . ( مزعة لحم ) نتفة لحم علامة على ذله بالسؤال. ( الجمع ) المحشر ].

مشكاة المصابيح: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم ".

شرح النووي على مسلم: ( لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم ) أي قطعة . قيل معناه يأتى يوم القيامة ذليلا ساقطا لا وجه له عند الله وقيل هو على ظاهره فيحشر ووجهه عظم لا لحم عليه عقوبة له وعلامة له بذنبه حين طلب وسأل بوجهه.

صحيح مسلم: عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل الناس أموالهم تكثرا، فإنما يسأل جمرا. فليستقل أو ليستكثر".

صحيح ابن ماجة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمر جهنم فليستقل منه أو ليكثر.

سبل السلام: قوله "فإنما يسأل جمرا" معناه أنه يعاقب بالنار ويحتمل أن يكون حقيقة أي أنه يصير ما يأخذه جمرا يكوى به كما في مانع الزكاة وقوله فليستقل أمر للتهكم ومثله ما عطف عليه أو للتهديد من باب اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ وهو مشعر بتحريم السؤال للاستكثار.

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه ). وعن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ). [ ش ( فيكف الله بها وجهه ) يمنعه الله تعالى ويحميه بسببها من أن يريق ماء وجهه ويذل نفسه بالسؤال ]. وعن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو - أحسبه قال - إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس ).

شعب الإيمان: عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتى الجبل فيجيء بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيستغني بها خير له من أن يسال الناس أعطوه أو منعوه.

صحيح ابن حبان: عن عبد الملك بن عمير عن زيد بن عقبة قال : قال له الحجاج : ما منعك أن تسألني ؟ فقال : سمرة بن جندب : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن هذه المسألة كد يكد بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك إلا أن يسأل ذا سلطان أو ينزل به أمر لا يجد منه بدا ).

سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه إلا أن يسأل الرجل سلطانا أو في أمر لا بد منه.

تحفة الأحوذي: ( إن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه ) الكد الاتعاب يقال كد يكد في عمله إذا استعجل وتعب وأراد بالوجه ماءه ورونقه. وفي رواية أبي داود كدوح: وفسر الكدوح بالخدوش في الوجه والكد بالتعب والنصب.

**************************************************

( ادلة الاحكام ): باب قسم الصدقات

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح ابن خزيمة: عن أبي سعيد : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة : العامل عليها أو غارم أو مشتريها أو عامل في سبيل الله أو جار فقير يتصدق عليه أو أهدى له. وعن أبي هريرة يبلغ به : لا تحل الصدقة لغني و لا ذي مرة سوى.

سنن ابن ماجه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوى ) [ ش ( لا تحل الصدقة ) أي سؤالها . وإلا فهي تحل للفقير وإن كان قويا صحيح الأعضاء إذا أعطاه أحد بلا سؤال . ( المرة ) الشدة . ( سوى ) صحيح الأعضاء ].

عون المعبود: ( لا تحل الصدقة لغني ) الغنى على ثلاثة أنواع غنى يوجب الزكاة وهو ملك نصاب حولي تام وغنى يحرم الصدقة ويوجب صدقة الفطر والأضحية وهو ملك ما يبلغ قيمة نصاب من الأموال الفاضلة عن حاجته الأصلية وغنى يحرم السؤال دون الصدقة وهو أن يكون له قوت يومه وما يستر عورته ( ولا لذي مرة ) القوة أي ولا لقوي على الكسب ( سوي ) أي صحيح البدن تام الخلقة. وقد اختلف الناس في جواز الصدقة لمن يجد قوة يقدر بها على الكسب فقال الشافعي لا تحل له الصدقة. وقال أبو حنيفة: يجوز له أخذ الصدقة إذا لم يملك مائتي درهم فصاعدا.

وقوله أو رجل اشتراها بماله دليل على أن المتصدق إذا تصدق بالشيء ثم اشتراه من المدفوع إليه فإن البيع جائز وكرهه أكثر العلماء مع تجويزهم البيع.

وأما الغارم الغني فهو الرجل يتحمل الحمالة ويدان في المعروف وإصلاح ذات البين وله مال أن يقع فيها افتقر فيعطى من الصدقة ما يقضي به دينه فأما الغارم الذي يدان لنفسه وهو معسر فلا يدخل في هذا الغنى لأنه من جملة الفقراء.

وأما العامل فإنه يعطي منها عمالة على قدر عمله وأجرة مثله فسواء كان غنيا أو فقيرا فإنه يستحق العمالة إذا لم يفعله تطوعا.

سنن النسائي الكبرى: حدثني عبيد الله بن عدي بن الخيار أن رجلين حدثاه أنهما أتيا النبي صلى الله عليه و سلم يسألانه من الصدقة فغلب فيهما البصر وقال محمد بصره فرآهما جلدين فقال إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب.

سبل السلام: وقوله "إن شئتما" أي إن أخذ الصدقة ذلة فإن رضيتما بها أعطيتكما أو أنها حرام على الجلد فإن شئتما تناول الحرام أعطيتكما قاله توبيخا وتغليظا والحديث من أدلة تحريم الصدقة على الغني.

صحيح مسلم: عن قبيصة بن مخارق الهلالي. قال: تحملت حمالة. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها. فقال: "أقم حتى تأتينا الصدقة. فنأمر لك بها". قال: ثم قال: "يا قبيصة ! إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك. ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش (أو قال سدادا من عيش). ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة. فحلت له المسألة. حتى يصيب قواما من عيش (أو قال سدادا من عيش) فما سواهن من المسألة، ياقبيصة ! سحتا يأكلها صاحبها سحتا".

صحيح ابن خزيمة: إن الصدقة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سداد من عيش و رجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش و رجل أصابته فاقة فحلت له الصدقة حتى يصيب قواما من عيش فما سوى ذلك يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: ان المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع أو لذي غرم مقطع أو لذي دم موجع. وعن النبي قال لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي. وعن ثوبان عن النبي قال من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شيئا في وجهه يوم القيامة. وعن مسعود بن عمرو أن النبي قال لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يخلق وجهه فلا يكون له عند الله وجه. وعن جابر أن رسول الله قال من سأل وهو غني عن المسألة يحشر يوم القيامة وهي خموش في وجهه.

جامع الاصول لابن الاثير:

عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث - رضي الله عنه - : قال : «اجتمع ربيعة بن الحارث ، والعباس بن عبد المطلب، فقالا : لو بَعَثْنَا هذين الغلامين - قال لي، وللفضل بن العباس - إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكلَّماه ، فأمَّرهُما على هذه الصدقات، فأدَّيا ما يؤدِّي الناسُ ، وأصابا مما يصيب الناس؟ قال : فبينما هما في ذلك جاء عليٌّ بن أَبي طالب، فوقف عليهما ، فذكرا له ذلك ، فقال عليٌّ : لا تفعلا، فوالله ما هو بفاعلٍ ، فانْتَحاه ربيعة بن الحارث، فقال : والله ، ما تصنع هذا إِلا نفاسة منك علينا، فوالله ، لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فما نَفِسْنَاهُ عليك ، فقال عليٌّ : أَرْسِلُوهُما ، فانطلقا ، واضْطَجَعَ عليٌّ.

فلما صلى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الظهرَ سبقناه إلى الحُجرة ، فقمنا عندها ، حتى جاء ، فأخذ بآذاننا ، ثم قال : أَخْرِجَا ما تُصَرِّرَان، ثم دخل ودخلنا معه ، وهو يومئذ عند زينب بنت جَحْش ، قال : فتواكلنَا الكلامَ ، ثم تكلَّم أَحدُنا ، فقال : يا رسول الله ، أنت أَبَرُّ الناس، وأوصلُ الناس، وقد بلغْنا النكاحَ ، فجئنا لتُؤمِّرَنا على بعض هذه الصدقات ، فنؤديَ إِليك كما يؤدي الناسُ ، ونُصِيبَ كما يصيبون ، قال : فسكت طويلا حتى أَردنا أن نُكَلِّمَهُ ، قال : وجعلت زينب تُلْمِعُ إلينا من وراء الحجاب: أن لا تكَلِّماه.

ثم قال : إِن هذه الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إِنما هي أوساخُ الناس، ادْعُوا لي مَحمِيَةَ - وكان على الخُمس ، ونوفَلَ بنَ الحارث بن عبد المطلب، قال : فجاءاه : فقال لمحميةَ : أَنكِحْ هذا الغلامَ ابنتَك - للفضل بن العباس - فأنكحه، وقال لنوفل بن الحارث : أَنْكح هذا الغلام ابنتَك ، فأنكَحَني ، وقال لمحميةَ : أصدِقْ عنهما من الخمس كذا وكذا ، قال الزهري : ولم يُسَمِّهِ لي».

شرح النووي على مسلم: ( ان الصدقة لا تنبغى لآل محمد ) دليل على أنها محرمة سواء كانت بسبب العمل أو بسبب الفقر والمسكنة. قوله صلى الله عليه و سلم ( انما هي أوساخ الناس ) تنبيه على العلة في تحريمها على بنى هاشم وبنى المطلب وأنها لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم كما قال تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فهي كغسالة الأوساخ .

صحيح البخارى: أن عبد الله بن السعدي أخبره : أنه قدم على عمر في خلافته فقال له عمر ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة كرهتها ؟ فقلت بلى فقال عمر ما تريد إلى ذلك ؟ فقلت إن لي أفراسا و أعبدا وأنا بخير وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين . قال عمر لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيني العطاء فأقول أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا فقلت أعطه أفقر إليه مني فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وإلا فلا تتبعه نفسك ).

صحيح مسلم: عن سالم بن عبدالله، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب رضي الله عنه العطاء. فيقول له عمر: أعطه، يا رسول الله ! أفقر إليه مني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذه فتموله أو تصدق به .وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل، فخذه. ومالا، فلا تتبعه نفسك". قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا أعطيه.

**********************************************

تم بحمد الله تعالي كتاب الزكاة

الخميس 11 ابريل 2013م الموافق اول جمادي الثاني 1434 هجرية

صبحي محمود عميره

****************

******************************************

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

كتاب الحج

))))))))))))))))

فالمسافة بين مكة والمدينة في حدود الأربعمائة وخمسين كيلومترا، ومنى ومزدلفة وعرفة كلها في مكة ومنى ومزدلفة داخل حدود الحرم، وعرفات خارج الحرم، والمسافة بينها أي عرفة ومنى ومزدلفة وبين الحرم بضع كيلومترات، وأبعدها عرفة ثم مزدلفة، ثم منى، فمنى تبعد عن المسجد الحرام سبعة كيلومترات تقريبا ومزدلفة تبعد عن المسجد الحرام عشرة كيلومترات تقريبا، وعرفات تبعد في حدود العشرين كيلومترا، والمسافة بين عرفات ومزدلفة في حدود سبعة كيلومترات.

********************************************

(( أنواع الطواف ثلاثة - باب فضل الحج - باب وجوب الحج - باب شروط وجوب الحج - باب الحج عن الغير - باب العمرة - وفضلها - باب ما يجتنبه المحرم من الثياب والطيب - باب مواقيت الحج والعمرة )

( ميقات الحج الزماني - مواقيت الحج والعمرة المكاني )- باب اركان الحج - باب انواع الاحرام ( النسك - عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم - باب عرفة كلها موقف - باب الوقوف بعرفة - باب الافاضة من عرفه الي المزدلفة وما بعد ( الرمي والنحر والحلق والافاضة يوم النحر - رمي الجمار الثلاث والمبيت بمني ليالي ايام التسريق - ومجموع الحصى: سبعون حصاة - شروط الرمي ) - باب السعي بين الصفا والمروة - باب انواع الطواف ))

********************************************************

= {{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة : 197] }}.

تفسير القرطبي:

{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}: فجميع السنة وقت للإحرام بالعمرة ، ووقت العمرة. وأما الحج فيقع في السنة مرة ، فلا يكون في غير هذه الأشهر. وأشهر الحج شوال وذو العقدة وذو الحجة كله. وقال:هي شوال وذو القعدة وعشرة من ذي الحجة. ينقضي الحج بيوم النحر. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أيام منى ثلاثة".

{فَلا رَفَثَ} قال ابن عباس وابن جبير والسدي وقتادة والحسن وعكرمة والزهري ومجاهد ومالك : الرفث الجماع ، أي فلا جماع لأنه يفسده. وأجمع العلماء على أن الجماع قبل الوقوف بعرفة مفسد للحج ، وعليه حج قابل والهدي.

{وَلا فُسُوقَ} يعني جميع المعاصي كلها. والفسوق إتيان معاصي الله عز وجل في حال إحرامه بالحج ، كقتل الصيد وقص الظفر وأخذ الشعر ....

= {{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران : 96 ، 97] }}.

تفسير القرطبي: عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض قال : "المسجد الحرام". قلت : ثم أي ؟ قال : "المسجد الأقصى". قلت : كم بينهما ؟ قال : "أربعون عاما ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصل". وتفاخر المسلمون واليهود فقالت اليهود : بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة ؛ لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة. وقال المسلمون : بل الكعبة أفضل ؛ فأنزل الله هذه الآية: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ }. {لَلَّذِي بِبَكَّةَ} و"بكة" موضع البيت ، ومكة سائر البلد. ومكة الحرم كله, وبكة هي مكة.

تفسير القرطبي: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} الآية. وهذه السورة نزلت عام أحد بالمدينة سنة ثلاث من الهجرة ولم يحج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سنة عشر. وأقام الحج في ذلك العام سنة تسع أبو بكر. ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قابل حجته التي لم يحج غيرها من المدينة.

ولم يمارس الحج الا سنة تسع بعد ان فتحت مكة ستة ثمانية من الهجرة, وحطمت جميع الاصنام التي كانت حول الكعبة. وكان فتح مكة لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان ( تاريخ الأمم والملوك للطبرى).

***********************************************************

أنواع الطواف ثلاثة: النوع الأول: الطواف الركن، فمن لا يفعله يبطل حجة، ويقال له: طواف الإفاضة.

النوع الثاني: الطواف الواجب: وهو طواف الزيارة؛ ويسمى طواف الصدر.

النوع الثالث: الطواف المسنون.

طواف الإفاضة:

تعريف طواف الإفاضة: ، ويقال له: طواف الزيارة ركن من أركان الحج الأربعة ، فإذا لم يفعله الحاج بطل حجه وهو سبعة أشواط.

وقت طواف الإفاضة الذي هو ركن من أركان الحج: فأول وقته بعد نصف الليل من ليلة النحر، وأفضل وقته يوم النحر، ولا آخر لوقته، بل له أن يؤخره إلى أي وقت شاء، ولكن لا تحل له النساء إلى أن يطوف، فإذا طاف تم له التحلل من الإحرام؛ وحلت له النساء، ولم يبق عليه سوى رمي أيام التشريق، والمبيت بمنى، وهي واجبات يطالب بها بعد زوال الإحرام على سبيل التبعية لأعمال الحج.

شروط طواف الإفاضة:

للطواف في ذاته ثمانية شروط: الأول: ستر العورة الواجب سترها في الصلاة؛ فإذا طاف أحد مكشوف العورة بطل حجه، الثاني: الطهارة من الحدث. الثالث: بدؤه بالحجر الأسود محاذياً له أو لجزئه بجميع بدنه من جهة الشق الأيسر. الرابع: جعل البيت عن يساره وقت الطواف ماراً تلقاء وجهه. الخامس: كونه سبعة أشواط يقيناً. السادس: كونه في المسجد. السابع: عدم صرفه لأمر آخر غير الطواف. الثامن: نية الطواف.

شروط السعي بين الصفا والمروة، وكيفيته وسننه: للسعي شروط، ومندوبات ومكروهات:

فأما شروطه فهي: أولاً: البدء بالصفا، والختم بالمروة.

ثانياً: كونه سبعة أشواط يقيناً.

ثالثاً: أن يقع بعد طواف الإفاضة أو القدوم.

(( كتاب الفقه على المذاهب الأربعة للجزيرى ))

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( ادلة الاحكام ): باب فضل الحج

)))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة - من حج لله فلم يرفث ولم يفسق - يوم عرفة إن الله ينزل إلى السماء فيباهي بهم الملائكة - تابعوا بين الحج والعمرة ))

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ). [ ش: ( العمرة ) هي في اللغة الزيارة وفي الشرع زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة . ( كفارة ) ماحية مشتقة من الكفر وهو التغطية والستر . ( لما بينهما ) لما وقع بينهما من الذنوب الصغيرة . ( المبرور ) المقبول وهو الذي لا يخالطه إثم مشتق من البر وهو الإحسان ].

صحيح مسلم: عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما. والحج المبرور، ليس جزاء إلا الجنة".

تنوير الحوالك: وقوله العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما مثل قوله الجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر والحج المبرور قيل هو الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق ويكون بمال حلال.

(والحج المبرور ): هو الذي لا يخالطه إثم مأخوذ من البر وهو الطاعة وقيل هو المقبول ومن علامة القبول انه يرجع خيرا مما كان ولا يعاود المعاصي وقيل هو الذي لا رياء فيه وقيل الذي لا يتعقبه معصية وهما داخلان فيما قبلهما ومعنى ليس له جزاء إلا الجنة انه لا يقتصر لصاحبه من الجزاء على تكفير بعض ذنوبه بل لا بد أن يدخل الجنة.

صحيح البخارى: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ). [ ش ( يرفث ) من الرفث وهو الجماع والتعريض به وذكر ما يفحش من القول . ( يفسق ) يرتكب محرما من المحرمات ويخرج عن طاعة الله عز و جل . ( كيوم ولدته أمه ) من حيث براءته من الذنوب ].

صحيح مسلم: عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه".

شرح النووي على مسلم: (فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه ): وهذا منه قوله: فلا رفث ولا فسوق. الرفث اسم للفحش من القول وقيل هو الجماع. ومعنى كيوم ولدته أمه أي بغير ذنب وأما الفسوق فالمعصية والله أعلم.

صحيح ابن خزيمة: عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا كان يوم عرفة إن الله ينزل إلى السماء فيباهي بهم الملائكة فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق أشهدكم إني قد غفرت لهم فتقول له الملائكة : إي رب فيهم فلان يزهو و فلان و فلان قال يقول الله : قد غفرت لهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة.

شعب الإيمان: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك و تعالى يباهي بهم الملائكة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاجين من كل فج عميق أشهدكم دون أني قد غفرت لهم فتقول الملائكة فيهم فلانا مرائيا و فلانا قال : يقول الله تعالى : قد غفرت لهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة.

صحيح ابن حبان: عن شفيق بن عبد الله قال : قال رسول صلى الله عليه و سلم : ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب دون الحجة ).

سنن الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكثير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا في الجنة.

فيض القدير: (فإنهما ينفيان) ينحيان (الفقر) وكل منهما على حدته ينفي الفقر. (والذنوب) أي ويمحون الذنوب بمعنى أنه سبحانه وتعالى يكفرها بهما ، أما الحج فيكفر الصغائر والكبائر وأما العمرة فيظهر أنها إنما تكفر الصغائر ثم شبه ذلك تشبيه معقول بمحسوس بقوله كما ينفي الكير: (خبث الحديد) بفتحات وسخه الذي يخرجه النار فإنه في كل مرة يخرج منه خبث فلا ينفي خبثه إلا تتابع دخوله وتكرره وخص الحديد الذي هو أشد المنطبعات صلابة وأكثرها خبثا إشارة إلى أن الفقر وإن اشتد والذنوب وإن خبثت وعظمت يزيلهما المداومة على النسكين.

****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب وجوب الحج

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( قد فرض الله عليكم الحج فحجوا - أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور - عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة - ليس لها أن تنطلق إلا بإذن زوجها ))

= {{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران : 97] }}.

تفسير القرطبي: {وَلِلَّهِ} اللام في قوله "ولله" لام الإيجاب والإلزام. وليس يجب إلا مرة في العمر. ودل الكتاب والسنة على أن الحج على التراخي لا على الفور. {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}: وهذه السورة نزلت عام أحد بالمدينة سنة ثلاث من الهجرة ولم يحج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سنة عشر.

{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}: المعنى ومن كفر بفرض الحج ولم يره واجبا.

مشكاة المصابيح: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ). رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب . وفي إسناده مقال وهلال بن عبد الله مجهول والحارث يضعف في الحديث. سنن الترمذي: قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وفي إسناده مقال و هلال بن عبد الله مجهول و الحارث يضعف في الحديث.

صحيح مسلم: عن أبي هريرة. قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال" أيها الناس ! قد فرض الله عليكم الحج فحجوا " فقال رجل: أكل عام ؟ يا رسول الله ! فسكت. حتى قالها ثلاثا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" "لو قلت: نعم لوجبت. ولما استطعتم". ثم قال "ذروني ما تركتكم. فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم. وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه".

فتح الباري - ابن حجر: ولو قلت نعم لوجبت وأجاب من منع باحتمال ان يكون أوحي إليه ذلك في الحال واستدل به على ان جميع الأشياء على الإباحة حتى يثبت المنع من قبل الشارع واستدل به على النهي عن كثرة المسائل والتعمق في ذلك. قال البغوي في شرح السنة المسائل على وجهين: أحدهما ما كان على وجه التعليم لما يحتاج إليه من أمر الدين فهو جائز بل مأمور به لقوله تعالى فاسألوا أهل الذكر الآية وعلى ذلك تتنزل أسئلة الصحابة عن الأنفال والكلالة وغيرهما.

ثانيهما ما كان على وجه التعنت والتكلف وهو المراد في هذا الحديث والله اعلم ويؤيده ورود الزجر في الحديث عن ذلك وذمه السلف.

صحيح البخارى: عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم ؟ فقال ( لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور ) . فقالت عائشة فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم.

سنن النسائي الكبرى: أخبرتني عائشة أم المؤمنين قالت قلت: يا رسول الله نخرج فنجاهد معك فإني لا أرى عملا في القرآن أفضل من الجهاد قال لا ولكن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: {{ عن عائشة: رضي الله تعالى عنها قلت يا رسول الله هل على النساء جهاد قال النبي عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة. وعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قال النبي الحج جهاد كل ضعيف. وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة الحج والعمرة. وإنما قيل للحج جهاد لأنه يجاهد في نفسه بالكف عن شهواتها والشيطان ودفع المشركين عن البيت باجتماع المسلمين إليه من كل ناحية }}.

صحيح مسلم: سمعت ابن عباس يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول"لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" فقام رجل فقال: يا رسول الله ! إن امرأتي خرجت حاجة. وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا. قال " انطلق فحج مع امرأتك".

صحيح ابن ماجة: عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله على النساء جهاد قال نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة.

جامع الاصول لابن الاثير: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أ(( َنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : « لا يَخْلُوَنَّ أحدُكم بامرأة إِلا مع ذي محرم ، فقام رجل ، فقال : يا رسولَ الله ، إِن امرأتي خرجتْ حاجَّة ، وإِني اكْتُتِبْتُ في غزاةِ جيش كذا وكذا؟ قال: ارجع فحُجَّ مع امرأتِكَ » )).

سبل السلام: "انطلق فحج مع امرأتك": دل الحديث على تحريم الخلوة بالأجنبية وهو إجماع. وهل يقوم غير المحرم مقامه في هذا بأن يكون معهما من يزيل معنى الخلوة الظاهر أنه يقوم لأن المعنى المناسب للنهي إنما هو خشية أن يوقع بينهما الشيطان الفتنة. وقال القفال: لا بد من المحرم, ودل أيضاً على تحريم سفر المرأة من غير محرم وهو مطلق في قليل السفر وكثيره. قال النووي: ليس المراد من التحديد ظاهره بل كل ما يسمى سفراً فالمرأة منهية عنه إلا بالمحرم وإنما وقع التحديد عن أمر واقع فلا يعمل بمفهومه. وللعلماء تفصيل في ذلك قالوا: ويجوز سفر المرأة وحدها في الهجرة من دار الحرب والمخافة على نفسها ولقضاء الدين ورد الوديعة والرجوع من النشوز، وهذا مجمع عليه واختلفوا في سفر الحج الواجب فذهب الجمهور إلى أنه لا يجوز للشابة إلا مع محرم.

سنن الدارقطني: عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : في امرأة لها زوج ولها مال ولا يأذن لها في الحج ليس لها أن تنطلق إلا بإذن زوجها.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة لها زوج ، ولها مال ، ولا يأذن لها زوجها في الحج قال : « ليس لها أن تنطلق إلا بإذن زوجها ».

******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب شروط وجوب الحج

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

فقه السنة: شروط وجوب الحج : اتفق الفقهاء على أنه يشتررط لوجوب الحج، الشرط الاتية: 1 - الاسلام.

2 - البلوغ. 3 - العقل. 4 - الحرية. 5 - الاستطاعة. فمن لم تتحقق فيه هذه الشروط، فلا يجب عليه الحج. وذلك أن الاسلام، والبلوغ، والعقل، شرط التكليف في أية عبادة من العبادات. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاث، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل. والحرية شرط لوجوب الحج، لانه عبادة تقتضي وقتا، ويشترط فيها الاستطاعة، بينما العبد مشغول بحقوق سيده وغير مستطيع. وأما الاستطاعة، فلقول الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ).

وتتحقق الاستطاعة التي هي شرط من شروط الوجوب بما يأتي: 1 - أن يكون المكلف صحيح البدن، فإن عجز عن الحج لشيخوخته، أو زمانة، أو مرض لا يرجى شفاؤه، لزمه إحجاج غيره عنه إن كان له مال، وسيأتي في " مبحث الحج عن الغير " 2 - أن تكون الطريق آمنة، بحيث يأمن الحاج على نفسه وماله.

فلو خاف على نفسه من قطاع الطريق، أو وباء، أو خاف على ماله من أن يسلب منه، فهو ممن لم يستطع إليه سبيلا. 3، 4 - أن يكون مالكا للزاد، والراحلة. والمعتبر في الزاد: أن يملك ما يكفيه مما يصح به بدنه، ويكفي من يعوله كفايز فاضلة عن حوائجه الاصلية، من ملبس ومسك، ومركب، وآلة حرفة حتى يؤدي الفريضة ويعود. والمعتبر في الراحلة أن تمكنه من الذهاب والاياب، سواء أكان ذلك عن طريق البر، أو البحر، أو الجو. وهذا بالنسبة لما لا يمكنه المشي لبعده عن مكة.

ويلاحظ ان الراحلة لا تصلح الا داخل السعودية, اما من ياتي من خارجها فليس له الا الطائرة او الاتوبيس. واضف الي ذلك تاشيرة الدخول.

صحيح ابن خزيمة: ( باب ذكر حج الصبيان قبل البلوغ على غير الوجوب و الدليل على أن قول النبي صلى الله عليه و سلم : رفع القلم عن ثلاث أراد القلم مما يكون إثما و وزرا على البالغ إذا ارتكبه لا أن القلم مرفوع عن كتبة الحسنات للصبي إذا عملها ). قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : رفع القلم عن ثلاث عن المجنون المغلوب على عقله وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم.

المستدرك للحاكم: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ و عن المعتوه حتى يعقل و عن الصبي حتى يشب.

******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الحج عن الغير

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( الحج عن الكبير والمريض - الحج عن الميت - حج الصبي ))

1- الحج عن الكبير والمريض:

صحيح البخارى: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كان الفضل رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه وجعل النبي صلى الله عليه و سلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر فقالت يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه . قال ( نعم ) . وذلك في حجة الوداع. [ ش: ( رديف ) راكبا وراءه . ( خثعم ) اسم قبيلة من اليمن . ( الشق ) الجانب . ( الراحلة ) المركب من الإبل ].

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: وكان الفضل رجلا وضيئا أي جميلا وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها قوله يصرف وجه الفضل وفي رواية شعيب فالتفت النبي والفضل ينظر إليها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها ووقع في رواية الطبري في حديث علي وكان الفضل غلاما جميلا فإذا جاءت الجارية من هذا الشرق صرف رسول الله وجه الفضل إلى الشق الآخر فإذا جاءت إلى الشق الآخر صرف وجهه عنه وقال في آخره رأيت غلاما حدثا وجارية حدثة فخشيت أن يدخل بينهما الشيطان.

مشكاة المصابيح: إن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله إن فريضة الله عبادة في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال : " نعم ".

فتح الباري - ابن حجر: أنه قال يا رسول الله أن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة قال حج عن أبيك واعتمر. وفي هذا الحديث من الفوائد جواز الحج عن الغير. وذلك بمن حج عن نفسه, واستدلوا بحديث بن عباس أيضا أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلا يلبى عن شبرمة فقال أحججت عن نفسك فقال لا قال هذه عن نفسك ثم احجج عن شبرمة. واستدل به على أن الاستطاعة تكون بالغير كما تكون بالنفس. وعكس بعض المالكية فقال من لم يستطع بنفسه لم يلاقه الوجوب.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم وذالك في حجة الوداع. وذلك أن الحديث يدل على تأكيد الأمر بالحج حتى إن المكلف لا يعذر بتركه عند عجزه عن المباشرة بنفسه بل يلزمه أن يستنيب غيره.

2- الحج عن الميت

)))))))))))))))))))))

صحيح ابن حبان: عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن أختي ماتت ولم تحج أفأحج عنها ؟ فقال صلى الله عليه و سلم : ( أرأيت لو كان عليها دين فقضيته فالله أحق بالوفاء ).

سنن الترمذي: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت إن أمي ماتت ولم تحج أفأحج عنها ؟ قال نعم حجي عنها.

سنن النسائي الكبرى: أن بن عباس قال: أمرت امرأة سنان بن سلمة الجهني أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أمها ماتت ولم تحج أفيجزي أمها أن تحج عنها قال نعم لو كان على أمها دين فتقضيه عنها ألم يكن يجزي عنها فلتحج عن أمها.

صحيح البخارى: أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال ( نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضية ؟ . اقضوا الله فالله أحق بالوفاء ).

شرح النووي على مسلم: اختلف العلماء فيمن مات وعليه صوم واجب من رمضان أو قضاء أو نذر أو غيره هل يقضى عنه: وللشافعي قولان مشهوران أشهرهما لا يصام عنه ولا يصح عن ميت صوم أصلا. والثاني يستحب لوليه أن يصوم عنه ويصح صومه عنه ويبرأ به الميت ولا يحتاج إلى اطعام عنه وهذا القول هو الصحيح المختار الذي نعتقده.

3- حج الصبي

))))))))))))))))))

صحيح مسلم: عن ابن عباس. قال: رفعت امرأة صبيا لها. فقالت: يا رسول الله ! ألهذا حج ؟ قال: " نعم. ولك أجر".

صحيح ابن حبان: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بامرأة فقيل لها : هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخيذت بعضد صبي كان معها فقالت ألهذا حج يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : ( نعم ولك أجر ). فتح الباري - ابن حجر: ( فقالت يا رسول الله ألهذا حج قال نعم ولك أجر ): أجمع أئمة الفتوى على سقوط الفرض عن الصبي حتى يبلغ الا أنه إذا حج به كان له تطوعا عند الجمهور. وقال أبو حنيفة لا يصح إحرامه ولا يلزمه شيء بفعل شيء من محظورات الإحرام وإنما يحج به على جهة التدريب. وعن ابن عباس قال: أيما غلام حج به أهله ثم بلغ فعليه حجة أخرى.

شرح النووي على مسلم: ( فقالت ألهذا حج قال نعم ولك أجر ): وجماهير العلماء أن حج الصبي منعقد صحيح يثاب عليه وإن كان لا يجزيه عن حجة الاسلام بل يقع تطوعا. وقال أبو حنيفة لا يصح حجة قال أصحابه وإنما فعلوه تمرينا له ليعتاده فيفعله إذا بلغ.

*************************************************

( ادلة الاحكام ): باب العمرة وفضلها

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( عمرة في رمضان حجة - العمرة إلى العمرة كفارة - تكرار العمرة وأنه لا كراهة في ذلك ))

صحيح البخارى: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها ( ما منعك أن تحجي معنا ) . قالت كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحا ننضح عليه قال ( فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة ).

سنن الدارمي: عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لامرأة : اعتمري في رمضان فإن عمرة في رمضان تعدل حجة.

صحيح البخارى: سألنا ابن عمر عن رجل طاف بالبيت العمرة ولم يطف بين الصفا والمروة أيأتي امرأته ؟ فقال قدم النبي صلى الله عليه و سلم فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. وسألنا جابر بن عبد الله فقال لا يقربنها حتى يطوف بين الصفا والمروة. [ ش: ( فطاف بالبيت العمرة ) أي طاف من أجل العمرة . ( ولم يطف بين الصفا والمروة ) لم يسع بينهما . ( أيأتي امرأته ) أ ] هل تحلل من إحرامه وجاز له أن يجامع زوجته . ( خلف المقام ) أي مقام إبراهيم عليه السلام . ( أسوة ) قدوة . ( لا يقربنها ) لا يجامعنها ].

صحيح البخارى: عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ). [ ش: ( العمرة ) هي في اللغة الزيارة وفي الشرع زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة . ( كفارة ) ماحية مشتقة من الكفر وهو التغطية والستر . ( لما بينهما ) لما وقع بينهما من الذنوب الصغيرة . ( المبرور ) المقبول وهو الذي لا يخالطه إثم مشتق من البر وهو الإحسان ].

صحيح مسلم: عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما. والحج المبرور، ليس جزاء إلا الجنة".

شرح النووي على مسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ) هذا ظاهر في فضيلة العمرة وأنها مكفرة للخطايا الواقعة بين العمرتين. وقال مالك وأكثر أصحابه يكره أن يعتمر في السنة أكثر من عمرة. وقال القاضي لا يعتمر في شهر أكثر من عمرة. واعلم أن جميع السنة وقت للعمرة فتصح في كل وقت منها إلا في حق من هو متلبس بالحج فلا يصح اعتماره حتى يفرغ من الحج.

سبل السلام: وفي قوله: "العمرة إلى العمرة" دليل على تكرار العمرة وأنه لا كراهة في ذلك ولا تحديد بوقت. وقالت المالكية: يكره في السنة أكثر من عمرة واحدة واستدلوا له بأنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم لم يفعلها إلا من سنة إلى سنة وأفعاله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم تحمل عندهم على الوجوب أو الندب. وأجيب عنه: بأنه علم من أحواله صلى الله عليه وسلم أنه كان يترك الشي وهو يستحب فعله ليرفع المشقة عن الأمة وقد ندب إلى ذلك بالقول.

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب ما يجتنبه المحرم من الثياب والطيب

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( لا يلبس القمص ولا العمائم - البرنس : قلنسوة طويلة - ولا تنتقب المرأة المحرمة ))

صحيح البخارى: يا رسول الله ما يلبس المحرم من الثياب ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يلبس القمص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الزعفران أو ورس ). [ ش: ( القمص ) جمع قميص . ( الخفاف ) جمع خف وهو كالحذاء . ( أسفل من الكعبين ) دون الكعبين حتى يصبح كالنعل ].

صحيح ابن خزيمة: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بذاك المكان فقال : يا رسول الله ما لا يلبس المحرم من الثياب ؟ قال : لا يلبس القمص و لا السراويل و لا العمامة و لا الخفين إلا أن لا يجد نعلين فليلبسهما أسفل من الكعبين و لا شيئا من الثياب مسه ورس أو زعفران و لا البرنس.

شرح النووي على مسلم: {{ التصريح بما لا يلبس أولى لأنه منحصر واما الملبوس الجائز للمحرم فغير منحصر فضبط الجميع بقوله صلى الله عليه و سلم لا يلبس كذا وكذا يعنى ويلبس ما سواه وأجمع العلماء على أنه لا يجوز للمحرم لبس شئ من هذه المذكورات وأنه نبه بالقميص والسراويل على جميع ما في معناهما وهو ما كان محيطا أو مخيطا معمولا على قدر البدن أو قدر عضو منه كالجوشن والتبان والقفاز وغيرها.

ونبه صلى الله عليه و سلم بالعمائم الله عليه و سلم بالعمائم والبرانس على كل ساتر للرأس مخيطا كان أو غيره حتى العصابة فانها حرام فان احتاج اليها لشجة أو صداع أو غيرهما شدها ولزمته الفدية ونبه صلى الله عليه و سلم بالخفاف على كل ساتر للرجل من مداس وجمجم وجورب وغيرها وهذا كله حكم الرجال وأما المرأة فيباح لها ستر جميع بدنها بكل ساتر من مخيط وغيره الا ستر وجهها فانه حرام بكل ساتر وفي ستر يديها بالقفازين خلاف للعلماء وهما قولان للشافعى أصحهما تحريمه ونبه صلى الله عليه و سلم بالورس والزعفران على مافي معناهما وهو الطيب فيحرم على الرجل والمرأة جميعا في الاحرام جميع أنواع الطيب }}.

تحفة الأحوذي: ( ولا البرانس ) جمع البرنس. وهو كل ثوب رأسه منه ملتزق به من دراعة أو جبة أو ممطر أو غيره. وهو قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الاسلام من البرس ( القطن ). ( ولا العمائم ) جمع العمامة. ( ولا الخفاف ) جمع الخف ( فليلبس الخفين ما أسفل من الكعبين ) وهما العظمان الناتئان عند مفصل الساق. فليلبس خفين والمراد كشف الكعبين في الاحرام وليقطعهما أسفل من الكعبين.

القاموس الفقهي:

الخف : ما يلبس في الرجل من جلد رقيق ( ج ) خفاف ، وأخفاف . وهو الساتر للكعبين ، فأكثر ، من جلد ونحوه .

الموسوعة الفقهية الكويتية: قوله « ولا البرانس » قال في الصّحاح البرنس : قلنسوة طويلة وكان النّساك يلبسونها في صدر الإسلام .

صحيح البخارى: فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين. [ ش ( لا تنتقب ) لا تغطي وجهها . ( القفازين ) تثنية قفاز وهو شيء يلبس في اليدين ويزر على الساعدين اتقاء من البرد أو سترا للكفين ]

صحيح ابن خزيمة: ولا تنتقب المرأة الحرام و لا تلبس القفازين.

عون المعبود: ( لا تنتقب المرأة الحرام ) أي المحرمة والانتقاب لبس غطاء للوجه فيه نقبان على العينين تنظر المرأة منهما. والنقاب الخمار الذي يشد على الأنف أو تحت المحاجر. وقال بن المنذر أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط والخفاف ولها أن تغطي رأسها لا وجهها فتسدل الثوب سدلا خفيفا تستر به عن نظر الرجال. ( ولا تلبس القفازين ): قال في القاموس شيء يعمل لليدين يحشى بقطن تلبسهما المرأة للبرد أو ضرب من الحلي لليدين والرجلين. قال في الفتح والقفاز ما تلبسه المرأة في يدها فيغطي أصابعها وكفيها عند معاناة الشيء كغزل ونحوه وهو لليد كالخف للرجل والنقاب الخمار الذي يشد على الأنف أو تحت المحاجر وظاهره اختصاص ذلك بالمرأة ولكن الرجل في القفاز مثلها لكونه في معنى الخف فإن كلامنهما محيط بجزء من البدن. ومعنى لا تنتقب أي لا تستر وجهها واختلف العلماء في ذلك فمنعه الجمهور وأجازه الحنفية ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها وكفيها بما سوى النقاب والقفازين.

وأما النقاب فلا يحرم على الرجل من جهة الإحرام لأنه لا يحرم عليه تغطية وجهه على الراجح.

*********************************************************

( ادلة الاحكام ): باب مواقيت الحج والعمرة

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

1- ميقات الحج الزماني

***************

= {{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة : 197] }}.

صحيح البخارى: قال ابن عمر رضي الله عنهما أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة . وقال ابن عباس رضي الله عنهما من السنة أن لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج .

سنن الدارقطني: عن عبد الله بن عمر : الحج أشهر معلومات قال شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة.

شرح النووي على مسلم: المراد بأشهر الحج في قول الله تعالى الحج أشهر معلومات: هي شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة تمتد إلى الفجر ليلة النحر. وعن مالك أيضا والمشهور عنه شوال وذو القعدة وذو الحجة بكماله.

شرح عمدة الأحكام: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ }: وأن هذه الأشهر شهر شوال -وهو الشهر العاشر- وشهر ذي القعدة وعشر من ذي الحجة التي هي العشر الأول، أي: شهران وبعض شهر، أطلق الله عليها أنها أشهر تغليباً، وهذه الأشهر هي التي يصح الإحرام بالحج فيها، أما ما قبلها فلا يحرم بالحج فيها.

صحيح البخارى: وقال ابن عمر رضي الله عنهما أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة . وقال ابن عباس رضي الله عنهما من السنة أن لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج.

سنن الدارقطني: عن بن عباس قال : إن من سنة الحج أن لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري: من السنة أي من الشريعة إذ هو واجب ولا ينعقد الإحرام بالحج إلا في أشهره. قوله من السنة لا يدل على الوجوب قطعا إذ يحتمل أن يكون من السنة التي إذا فعلها كان له أجر وإذا تركها لا يفسد ما فعله من الإحرام قبل أشهر الحج وأيضا.

صحيح البخارى: عن ابن عمر رضي الله عنهما وقف النبي صلى الله عليه و سلم يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا وقال ( هذا يوم الحج الأكبر ) . فطفق النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( اللهم اشهد ) . وودع الناس فقالوا هذه حجة الوداع. [ ش: ( بهذا ) الحديث . ( يوم الحج الأكبر ) يوم النحر لكثرة ما فيه من المناسك وقيل غير ذلك ].

سنن ابن ماجه: ( يا أيها الناس ألا أي يوم أحرم ؟ ) ثلاث مرات . قالوا يوم الحج الأكبر: قال ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا ولا مولود على والده .

تحفة الأحوذي: روى أنه عليه الصلاة و السلام وقف يوم النحر عند الجمرات في حجة الوداع فقال هذا يوم الحج الأكبر. وقيل يوم عرفة لقوله عليه الصلاة و السلام الحج عرفة. ووصف الحج بالأكبر لأن العمرة الحج الأصغر أو لأن المراد بالحج ما يقع في ذلك اليوم من أعماله فإنه أكبر من باقي الأعمال أو لأن ذلك الحج اجتمع فيه المسلمون والمشركون ووافق عيده أعياد أهل الكتاب أو لأنه ظهر فيه عز المسلمين وذل المشركين.

2- مواقيت الحج والعمرة المكاني

***********************

= وقد صارت " رابغ " ميقات أهل مصر والشام، ومن يمر عليها بعد ذهاب معالم " جحفة - لأهل المدينة ذا الحليفة - ولأهل نجد قرن المنازل - ولأهل اليمن يلملم - أهل مكة من مكة

صحيح البخارى: عن ابن عباس قال: إن النبي صلى الله عليه و سلم وقت: ( لأهل المدينة ذا الحليفة ). ولأهل الشأم الجحفة ( ولأهل نجد قرن المنازل ). ولأهل اليمن يلملم. هن لهن ولمن أتى عليهن من غيرهن ممن أراد الحج والعمرة ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة. [ ش: ( وقت ) عين وحدد . ( يلملم ) اسم جبل على ميلين من مكة . ( هن لهن ) هذه الأماكن مواقيت لأهل هذه البلاد . ( ولمن أتى عليهن ) لمن مر على هذه المواقيت من غير أهل هذه البلاد . ( دون ذلك ) بين مكة والميقات . ( فمن حيث أنشأ ) فميقاته من الموضع الذي يقصد فيه الذهاب إلى مكة لأداء الحج . ( أهل مكة من مكة ) يحرمون بالحج من نفس مكة ].

صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة. ولأهل الشام، الجحفة. ولأهل نجد، قرن المنازل. ولأهل اليمن، يلملم. وقال" هن لهم. ولكل آ ت أتى عليهن من غيرهن. ممن أراد الحج والعمرة. ومن كان دون ذلك، فمن حيث أنشأ. حتى أهل مكة، من مكة".

فتح الباري - ابن حجر: وقت لأهل المدينة ذا الحليفة وأن المراد بأهل المدينة ساكنوها ومن سلك طريق سفرهم فمر على ميقاتهم ويؤيده عراقي خرج من المدينة فليس له مجاوزة ميقات المدينة غير محرم.

تحفة الأحوذي: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرنا ولأهل اليمن يلملم ولأهل العراق ذات عرق.

فقه السنة: المواقيت المكانية هي الاماكن التي يحرم منها من يريد الحج أو العمرة. ولا يجوز لحاج أو معتمر أن يتجاوزها، دون أن يحرم. وقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فجعل ميقات أهل المدينة " ذا الحليفة " (موضع بينه وبين مكة 450 كيلومتر يقع في شمالها).

ووقت لاهل الشام " الجحفة " (موضع في الشمال الغربي من مكة بينه وبينها 187 كيلومتر، وهي قريبة من " رابغ " و " رابغ " بينها وبين " مكة " 204 كيلومتر: وقد صارت " رابغ " ميقات أهل مصر والشام، ومن يمر عليها بعد ذهاب معالم " جحفة ").

وميقات أهل نجد " قرن المنازل " (جبل شرقي مكة يطل على عرفات، بينه وبين مكة 94 كيلومتر).

وميقات أهل اليمن " يلملم " (جبل يقع جنوب مكة، بينه وبينها 54 كيلومتر).

وميقات أهل العراق " ذات عرق " (موضع في الشمال الشرقي لمكة، بينه وبينها 94 كيلومتر).

ومن كان بمكة وأراد الحج، فميقاته منازل مكة. وإن أراد العمرة، فميقاته الحل فيخرج إليه ويحرم منه وأدنى ذلك " التنعيم ".

*****************************************************

( ادلة الاحكام ): باب اركان الحج

))))))))))))))))))))))))))))))))))))

الموسوعة الفقهية الكويتية: أركان الحجّ عند جمهور الفقهاء أربعة : 1- الإحرام . 2- والوقوف بعرفة . 3- والطّواف وهو طواف الزّيارة . 4- والسّعي بين الصفا والمروة.

1- الإحرام : هو نيّة الحجّ. والنّيّة مع التّلبية وهي قول : لبّيك اللّهمّ .... والإحرام ركن من أركان الحجّ عند الجمهور.

2- الوقوف بعرفة: ويبدأ وقت الوقوف بعرفة من زوال الشّمس يوم عرفة, وآخر وقت وقوف عرفة هو طلوع الفجر يوم النّحر

المراد من الوقوف بعرفة : وجود الحاجّ في أرض ( عرفة ). والوقوف بعرفة ركن أساسيّ من أركان الحجّ ، يختصّ بأنّه من فاته فقد فاته الحجّ . وقد ثبتت ركنيّة الوقوف بعرفة بالأدلّة القاطعة من الكتاب والسّنّة والإجماع : أمّا القرآن فقوله تعالى : { ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس } . فقد ثبت أنّها نزلت تأمر بالوقوف بعرفة . وأمّا السّنّة : فحديث : { الحجّ عرفة }. ومن فاته الوقوف بعرفة فعليه حجّ قابل.

ويبدأ وقت الوقوف بعرفة من زوال الشّمس يوم عرفة - وهو تاسع ذي الحجّة - ويمتدّ إلى طلوع الفجر الصّادق يوم عيد النّحر حتّى لو وقف بعرفة في غير هذا الوقت كان وقوفه باطلا اتّفاقا في الجملة. وقد أجمعوا على أنّ آخر وقت وقوف عرفة هو طلوع الفجر يوم النّحر .

(زوال الشّمس): الزوال: تحول الشمس عن كبد السماء إلى جهة الغرب . وعلامته زيادة الظل بعد تناهي نقصانه . وذلك أن ظل الشخص يكون في أول النهار طويلا ممتدا ، فكلما ارتفعت الشمس نقص . فإذا انتصف النهار وقف الظل ، فإذا زالت الشمس عاد الظل إلى الزيادة .

3- طواف الزّيارة: ( طواف الإفاضة )، لأنّ الحاجّ يفعله عند إفاضته من منى إلى مكّة . وعدد أشواط الطّواف سبعة. ويؤدّيه الحاجّ بعد أن يفيض من عرفة ويبيت بالمزدلفة ، ويأتي منى يوم العيد فيرمي وينحر ويحلق ثمّ بعد ذلك يفيض إلى مكّة فيطوف بالبيت سمّي طواف الزّيارة لأنّ الحاجّ يأتي من منى فيزور البيت ولا يقيم بمكّة ، بل يرجع ليبيت بمنى.

4- السّعي بين الصّفا والمروة : المراد بالسّعي بين الصّفا والمروة قطع المسافة بينهما سبع مرّات ، بعد أن يكون طاف بالبيت. والسّعي ركن من أركان الحجّ لا يصحّ بدونه.

***************************************************

( ادلة الاحكام ): باب انواع الاحرام ( النسك )

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

الاحرام أنواع ثلاثة: 1 - قران. 2 - وتمتع. 3 - وإفراد.

= أن على التمتع والقارن هديا، وأقله شاة، فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله. وإذا فاته صيام الايام الثلاثة في الحج، لزمه قضاؤها.

= عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لبيك (1) اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد لك والنعمة لك والملك، لا شريك لك ".

اولا- القران: معنى القران: أن يحرم من عند الميقات بالحج والعمرة معا. ويقول عند التلبية: " لبيك بحج وعمرة ". وهذا يقتضي بقاء المحرم على صفة الاحرام إلى أن يفرغ من أعمال العمرة والحج جميعا.

ثانيا- التمتع: معنى التمتع: هو الاعتمار في أشهر الحج، ثم يحج من عامه الذي اعتمر فيه. وسمي تمتعا، للانتفاع بأداء النسكين في أشهر الحج، في عام واحد، من غير أن يرجع إلى بلده. التمتع : شرعا : الاحرام بالعمرة في أشهر الحج ، ثم الاحرام بالحج بعد تمامها . (فقه السنة - القاموس الفقهي ).

ثالثا- الافراد: ان يؤدي الحج فقط. ( فقه السنة ).

= وعلى المتمتع أن يطوف ويسعى للعمرة أولا: ويغني هذا عن طواف القدوم الذي هو طواف التحية ثم يطوف طواف الافاضة بعد الوقوف بعرفة، ويسعى كذلك بعده.

أما القارن فقد ذهب الجمهور من العلماء: إلى أنه يكفيه عمل الحج، فيطوف طوافا واحدا ويسعى سعيا واحدا للحج والعمرة، مثل الفرد.

1 - فعن جابر رضي الله عنه، قال: قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج والعمرة. وطاف لهما طوافا واحدا.

2 - وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أهل بالحج والعمرة، أجزأه طواف واحد وسعي واحد ". وزاد: " ولا يحل منهما حتى يحل منهما جميعا ".

3 - وروى مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة " طوافك بالبيت، وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك ".

4 - وفي الحديث: أن على التمتع والقارن هديا، وأقله شاة، فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله. وإذا فاته صيام الايام الثلاثة في الحج، لزمه قضاؤها.

أي أنواع النسك أفضل؟.

****************

اختلف الفقهاء في الافضل من هذه الانواع:

فذهبت الشافعية إلى أن الافراد والتمتع أفضل من القران، إذ أن المفرد، أو المتمتع يأتي بكل واحد من النسكين بكمال أفعاله. والقارن يقتصر على عمل الحج وحده. وقالوا - في التمتع والافراد - قولان: أحدهما أن التمتع أفضل، والثاني أن الافراد أفضل.

وقالت الحنفية: القران أفضل من التمتع والافراد والتمتع، أفضل من الافراد.

وذهبت المالكية إلى أن الافراد أفضل من التمتع والقران.

وذهبت الحنابلة إلى أن التمتع أفضل من القران، ومن الافراد. وهذا هو الاقرب إلى اليسر، والاسهل على الناس.

تعقيب: واما انا فاري ان الافضلية ترجع الي الظرف القائم: فالحجيج ينقسموا الي ثلاث مجوعات.

قسم يرد الي مكة, وقسم يرد الي المدينة, وقسم هم اهل مكة والمدن القريبة منها.

فقسم مكة: فافضل له التمتع لانع سيؤدى العمرة ويتحلل ثم يؤدى الحج, فيكون قد كسب الحسنين مع الراحة.

وقسم المدينة: فسيرد علي عرفة ليقيم شعائرالحج والعمرة معا وذلك هو القران, وفي مدة وجيزه.

وقسم الموطن: يؤدي الحج في ميقاته, زيسهل عليع العمرة في اي وقت يتناسب مع ظروفه.

**********************************************************

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم

**************************

= طربق الحج من المدينة المنورة علي الخريطة:

تقع المدينة المنورة في الشمال الغربي من السعودية, ويتجه طريق السير الي الجنوب الشرقي للسعودية فنجد: المدينة المنورة, واسفل منها مكة, واسفل منها مني, واسفل منها المزدلفة, واسفل منها عرفات. وتلك هي الاماكن التي تخص الحج.

أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال بيده, فعقد تسعا:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج. ثم أذن في الناس في العاشرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج. فقدم المدينة بشر كثير. كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعمل مثل عمله. فخرجنا معه. حتى أتينا ذا الحليفة. فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر. فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع ؟ قال: "اغتسلي. واستثفري بثوب وأحرمي"

(( اذا الحيض والنفاس لا يمنع الاحرام )).

فصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد. ثم ركب القصواء. حتى إذا استوت به ناقته على البيداء. نظرت إلى مد بصري بين يديه. من راكب وماش. وعن يمينه مثل ذلك. وعن يساره مثل ذلك. ومن خلفه مثل ذلك. ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا. وعليه ينزل القرآن. وهو يعرف تأويله. وما عمل به من شيء عملنا به. فأهل بالتوحيد "لبيك اللهم ! لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك. والملك لا شريك لك". وأهل الناس بهذا الذي يهلون به. فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه. ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته.

(( اذا تصح التلبية من وقت الخروج من بيتك )). قال جابر رضي الله عنه: لسنا ننوى إلا الحج. لسنا نعرف العمرة.

حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا. ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام. فقرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [2 / البقرة / الآية 125] فجعل المقام بينه وبين البيت. فكان أبي يقول (ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم): كان يقرأ في الركعتين قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون. ثم رجع إلى الركن فاستلمه.

(( الكواف بالبيت الحرام – الكعبة – وهو سبعة اشواط علي ان تجعل الكعبة عن يسارك )).

ثم خرج من الباب إلى الصفا. فلما دنا من الصفا قرأ: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} [2 / البقرة / الآية 158] "أبدأ بما بدأ الله به" فبدأ بالصفا. فرقي عليه. حتى رأى البيت فاستقبل القبلة. فوحد الله، وكبره. وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده. أنجز وعده. ونصر عبده. وهزم الأحزاب وحده" ثم دعا بين ذلك. قال مثل هذا ثلاث مرات. ثم نزل إلى المروة. حتى إذا أنصبت قدماه في بطن الوادي سعى. حتى إذا صعدتا مشى. حتى إذا أتى المروة. ففعل على المروة كما فعل على الصفا. حتى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال: "لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي. وجعلتها عمرة. فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل. وليجعلها عمرة".

(( اذا الطواف بالبيت ثم السعي سبعة اشواط بين الصفا والمروة عمرة كاملة صحيحة )). وبذلك اصبح من معه هدي قارنا ولا يتحلل من الاحرام الا بعد الوفوف بعرفة والنحر.

فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله ! ألعامنا هذا أم لأبد ؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى. وقال "دخلت العمرة في الحج" مرتين" لا بل لأبد أبد" وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم. فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل. ولبست ثيابا صبيغا. واكتحلت. فأنكر ذلك عليها. فقالت: إن أبي أمرني بهذا. قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة. للذي صنعت. مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه. فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها. فقال: "صدقت صدقت. ماذا قلت حين فرضت الحج ؟" قال قلت: اللهم ! إني أهل بما أهل به رسولك. قال: "فإن معي الهدي فلا تحل" قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتي به النبي صلى الله عليه وسلم مائة. قال: فحل الناس كلهم وقصروا. إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي.

فلما كان يوم التروية: (( اليوم الثامن من ذي الحجة )) توجهوا إلى منى. فأهلوا بالحج. وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس. وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة. فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام. كما كانت قريش تصنع في الجاهلية. فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة. فوجد القبة قد ضربت له بنمرة. فنزل بها. حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء. فرحلت له. فأتي بطن الوادي. فخطب الناس وقال: "إن دماؤكم وأموالم حرام عليكم. كحرمة يومكم هذا. في شهركم هذا. في بلدكم هذا . ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة. وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث. كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل. وربا الجاهلية موضوع. وأول ربا أضع ربانا. ربا عباس بن عبدالمطلب. فإنه موضوع كله. فاتقوا الله في النساء. فإنكم أخذتموهن بأمان الله. واستحللتم فروجهن بكلمة الله. ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه. فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح. ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالممعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به. كتاب الله. وأنتم تسألون عني. فما أنتم قائلون ؟" قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس "اللهم ! اشهد اللهم ! اشهد" ثلاث مرات. ثم أذن .ثم أقام فصلى الظهر. ثم أقام فصلى العصر. ولم يصل بينهما شيئا.

(( والحج يبدأ بالوقوف بعرفات )).

ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته إلى الصخرات و جعل حبل المشاة بين يديه و استقبل القبلة فلم يزل زاقفا حتى غربت الشمس و ذهبت الصفرة قليلا حين غاب القرص

فجعل بطن ناقته إلى الصخرات و جعل حبل المشاة بين يديه و استقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس و ذهبت الصفرة قليلا حين غاب القرص, وأردف أسامة خلفه فدفع رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله وهو يقول بيده اليمنى السكينة أيها الناس السكينة أيها الناس كلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فجمع بين المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح بنداء وإقامة.

(( جمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة )).

ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فرقي عليه فاستقبل القبلة فحمد الله وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا.

ثم دفع رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن تطلع الشمس حتى أتى محسرا فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى الذي يخرجك إلى الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها بمثل حصى الخذف فرمى من بطن الوادي ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المنحر فنحر بيده ثلاثا وستين وأمر عليا فنحر.

أن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال نحرت هاهنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ( ووقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ) ووقفت هاهنا وَجمْعٌ كلها موقف تخريج

= صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى.

صحيح مسلم - صحيح ابن خزيمة - صحيح أبي داود - الإلملم بأحاديث الأحكام

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

( ادلة الاحكام ): باب عرفة كلها موقف

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= {{ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة : 199] }}.

احكام القران للشافعي: { ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ } . قَالَ : كَانَتْ قُرَيْشٌ وَقَبَائِلُ لَا يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ وَكَانُوا يَقُولُونَ : نَحْنُ الْحُمْسُ ، لَمْ نُسَبَّ قَطُّ وَلَا دُخِلَ عَلَيْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَيْسَ نُفَارِقُ الْحَرَمَ . وَكَانَ سَائِرُ النَّاسِ يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ ، فَأَمَرَهُمْ اللَّهُ ( عَزَّ وَجَلَّ ) أَنْ يَقِفُوا بِعَرَفَةَ مَعَ النَّاسِ

احكام القران لابن عربي: { ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ } أَنَّهَا أَيَّامُ مِنًى ، وَأَنَّ الْمُرَادَ بِالذِّكْرِ التَّكْبِيرُ عِنْدَ الرَّمْيِ فِيهَا . وَاعْلَمُوا أَنَّ أَيَّامَ مِنًى ثَلَاثَةٌ. وَعن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ . أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إثْمَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إثْمَ عَلَيْهِ } ، فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ } وَذَلِكَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ، وَذَلِكَ الْغَدُ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ ، كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ أَفِيضُوا: إلَى مِنًى ، فَصَارَ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَوَّلُهُ لِلْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَآخِرُهُ لِمِنًى.

صحيح مسلم: وكانت العرب يدفع بهم أبو سيارة على حمار عري. فلما أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم من المزدلفة بالمشعر الحرام لم تشك قريش أنه سيقتصر عليه. ويكون منزله ثم. فأجاز ولم يعرض له حتى أتى عرفات فنزل. (( ما جاء أن عرفة كلها موقف: عن جابر في حديثه ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "نحرت ههنا. ومنى كلها منحر. فانحروا في رحالكم. ووقفت ههنا. وعرفة كلها موقف ووقفت ههنا. وجمع كلها موقف " )).

صحيح ابن خزيمة: أتينا جابر بن عبد الله فسألناه عن حجة النبي صلى الله عليه و سلم فقال : وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفة فقال : وقفت ههنا و عرفة كلها موقف.

تحفة الأحوذي: ( كونوا على مشاعركم ) جمع مشعر يريد بها مواضع النسك سميت بذلك لأنها معالم العبادات ( على إرث من إرث إبراهيم ) علة للأمر بالاستقرار والتثبت على الوقوف في مواقفهم القديمة علل ذلك بأن موقفهم موقف إبراهيم ورثوه منه ولم يخطئوا في الوقوف فيه عن سنته فإن عرفة كلها موقف والواقف بأي جزء منها ات بسنته متبع لطريقته وإن بعد موقفه عن موقف النبي صلى الله عليه و سلم.

شرح سنن ابن ماجه: {{ وكل عرفة موقف يعني ان عرفة كلها موقف يجوز الوقوف فيها فلا تتكلفوا الوقوف في موضع وقوفي بل يجوز الوقوف في جزء من أجزاء عرفات.

قوله وكل المزدلفة موقف قال النووي المزدلفة فمعروفة سميت بذلك من التزلف والازدلاف وهو التقرب لأن الحجاج إذا افاضوا من عرفات ازدلفوا إليها أي مضوا إليها وتقربوا منها و قيل سميت بذلك لمجيئ إليها في زلف من الليل أي ساعات وتسمى جمعا لاجتماع الناس فيها وأعلم ان المزدلفة كلها من الحرم }}.

فيض القدير: (عرفة كلها موقف) أي أن الواقف بأي جزء منها آت سنة إبراهيم متبع لطريقته وأن بعد موقفه عن موقفنا أراد به دفع توهم تعين الموقف الذي اختاره هو للوقوف (وارتفعوا عن بطن عرنة) هي ما بين العلمين الكبيرين جهة عرفة والعلمين الكبيرين جهة منى (ومزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن محسر) بكسر السين محل فاصل بين مزدلفة ومنى وإضافته للبيان كشجر أراك (ومنى كلها منحر) أي لا يختص المنحر بمنحري بل يجزئ في أي بقعة منها.

*******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الوقوف بعرفة

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( حكم الوقوف بعرفة - وقت الوقوف - آداب الوقوف والدعاء - النهي عن صوم يوم عرفة للحاج ))

صحيح ابن حبان: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر من ذي الحجة ) قال : فقال رجل : يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : ( هن أفضل من عدتهن جهادا في سيبل الله ؟ وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول : انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة ) قال أبو حاتم : هشام هذا : هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي والدستواء : قرية من قرى الأهواز وإنما سمي الدستوائي لأنه كان يبيع الثياب التي تحمل منها فنسب إليها.

صحيح البخارى: حدثنا محمد بن جبير ابن مطعم عن أبيه : كنت أطلب بعيرا لي . وحدثنا مسدد حدثنا سفيان عن عمرو سمع محمد بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم قال أضللت بعيرا لي فذهبت أطلبه يوم عرفة فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم واقفا بعرفة فقلت هذا والله من الحمس فما شأنه ها هنا. [ ش: ( الحمس ) جمع أحمس وهو الشديد سميت به قريش لتشددها فيما كانت عليه من تقاليد دينية في الجاهلية . ( فما شأنه ها هنا ) أي فما باله يقف في عرفة والحمس لا يقفون فيها لأن قريشا كانت لا تخرج من الحرم يوم عرفة وعرفة ليست من الحرم ].

صحيح الترغيب والترهيب: عن أنس بن مالك قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب فقال يا بلال أنصت لي الناس فقام بلال فقال أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنصت الناس فقال معشر الناس أتاني جبرائيل عليه السلام آنفا فأقرأني من ربي السلام وقال إن الله عز وجل غفر لاهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله هذا لنا خاصة قال هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة

صحيح مسلم: قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار، من يوم عرفة. وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة. فيقول: ما أراد هؤلاء ؟".

شعب الإيمان: {{ عن طلحة بن عبد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر و لا أدحر و لا أحقر و لا أغيظ منه يوم عرفة و ما ذلك إلا مما يرى من تنزل الرحمة و تجاوز الله عن الذنوب إلا ما رأى يوم بدر. وفي رواية أيوب: ما رأى إبليس يوما هو فيه أصغر و لا أدحر و لا أغيظ من يوم عرفة و ذلك لما يرى من تنزل الرحمة و تجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى من يوم بدر قالوا يا رسول الله و ما الذي رؤي من يوم بدر قال : رؤي جبريل يزع الملائكة يعني يسدد }}.

فقه السنة: (( حكم الوقوف بعرفة - وقت الوقوف - آداب الوقوف والدعاء - النهي عن صوم يوم عرفة للحاج ))

))))))))))))))

حكم الوقوف بعرفة: أجمع العلماء: على أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الاعظم، لما رواه أحمد، وأصحاب السنن، عبد الرحمن بن يعمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا ينادي: " الحج عرفة ، ومن جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك ".

وقت الوقوف: يرى جمهور العلماءأن وقت الوقوف يبتدئ من زوال اليوم التاسع إلى طلوع فجر يوم العاشر، وأنه يكفي الوقوف في أي جزء من هذا الوقت ليلا أو نهارا. إلا أنه إن وقف بالنهار وجب عليه مد الوقوف إلى ما بعد الغروب. أما إذا وقف بالليل فلا يجب عليه شئ.

والمقصود بالوقوف: الحضور والوجود، في أي جزء من عرفة ولو كان نائما، أو يقظان، أو راكبا، أو قاعدا، أو مضطجعا أو ماشيا. وسواء أكان طاهرا أم غير طاهر كالحائض والنفساء والجنب.

(1) " الحج عرفة ": أي الحج الصحيح حج من أدرك الوقوف يوم عرفة.

(2) " ليلة جمع ": ليلة المبيت بمزدلفة، وهي ليلة النحر.

وظاهره أنه يكفي الوقوف في أي جزء من عرفة ولو لحظة.

آداب الوقوف والدعاء: ينبغي المحافظة على الطهارة الكاملة، واستقبال القبلة والاكثار من الاستغفار والذكر والدعاء لنفسه، ولغيره، بما شاء من أمر الدين والدنيا مع الخشية، وحضور القلب، ورفع اليدين.

وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شئ قدير ".

النهي عن صوم يوم عرفة للحاج: ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر يوم عرفة وأنه قال: " إن يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا - أهل السلام - وهي أيام أكل وشرب ". ثبت عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفات. وقد استدل أكثر أهل العلم بهذا الاحاديث: على استحباب الافطار يوم عرفة للحاج، ليتقوى على الدعاء والذكر.

تفسير القرطبي - (2 / 416)

وحديث عروة بن مضرس قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الموقف من جمع ، فقلت يا رسول الله ، جئتك من جبلي طيء أكللت مطيتي ، وأتعبت نفسي ، والله إن تركت من جبل إلا وقفت عليه ، فهل لي من حج يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صلى معنا صلاة الغداة بجمع وقد أتى عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد قضى تفثه وتم حجه" . أخرجه غير واحد من الأئمة ، منهم أبو داود والنسائي والدارقطني واللفظ له وقال الترمذي : حديث حسن

**************************************************

( ادلة الاحكام ): باب الافاضة من عرفه الي المزدلفة وما بعد

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

= {{ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ [البقرة : 198] }}.

القاموس الفقهي: الافاضة : الزحف ، والدفع في السير بكثرة ، ولا يكون إلا عن تفرق وتجمع . والمقصود به انصراف الحجاج عن الموقف في عرفة .

المعجم الوسيط : ( الإفاضة ): 1- انصراف الحجاج عن الموقف في عرفة.

2- وطواف الإفاضة طواف يوم النحر ينصرف الحاج من منى إلى مكة فيطوف ويعود.

فقه السنة:

1- يسن الافاضة من عرفة بعد غروب الشمس، بالسكينة، وقد أفاض صلى الله عليه وسلم بالسكينة، وضم إليه زمام ناقته، حتى إن رأسها ليصيب طرف رحله، وهو يقول: " أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالابضاع " - أي الاسراع. وكان يسير سيرا رفيقا من أجل الرفق بالناس فإذا وجد فجوة: أي مكانا متسعا، ليس به زحام, سار سيرا، فيه سرعة. ويستحب التلبية والذكر. وعن أشعث بن سليم، عن أبيه قال: أقبلت مع ابن عمر رضي الله عنهما من عرفات إلى مزدلفة، فلم يكن يفتر من التكبير والتهليل حتى أتينا المزدلفة.

2- الجمع بين المغرب والعشاء في المزدلفة: فإذا أتى المزدلفة، صلى المغرب والعشاء ركعتين بأذان وإقامتين، ومن غير تطوع بينهما. وأنه صلى الله عليه وسلم أتى المزدلفة، فجمع بين المغرب والعشاء، بأذان واحد، وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا. وهذا الجمع سنة بإجماع العلماء.

3- المبيت بالمزدلفة والوقوف بها: عن أسامة بن زيد ؛ أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أفاض من عرفة. فلما جاء الشعب أناخ راحلته. ثم ذهب إلى الغائط. فلما رجع صببت عليه من الإداوة فتوضأ. ثم ركب. ثم أتى المزدلفة. فجمع بها بين المغرب والعشاء ( صحيح مسلم ).

شرح النووي على مسلم: ( حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ) فيه فوائد منها: أن السنة للدافع من عرفات أن يؤخر المغرب إلى وقت العشاء ويكون هذا التأخير بنية الجمع ثم يجمع بينهما في المزدلفة في وقت العشاء.

4- ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى طلع الفجر . فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة . ثم ركب القصواء . حتى أتى المشعر الحرام . فرقي عليه فحمد الله وكبره وهلله. ثم دفع قبل أن تطلع الشمس (سنن ابن ماجه ).

5- (ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلى الفجر حتى تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام) وهو جبل معروف في المزدلفة يقال له قُزَح. (فاستقبل القبلة فدعا وكبر وهلل، فلم يزل واقفاً حتى أسفر) أي الفجر (جداً) إسفاراً بليغاً (فدفع قبل أن تطلع الشمس، حتى أتى بطن مُحَسِّر): سمي بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حُسر فيه أي كل وأعيا (فحرك قليلا) أي حرك لدابته لتسرع في المشي وذلك مسافة مقدار رمية حجر.

6- (ثم سلك الطريق الوسطى) وهي غير الطريق التي ذهب فيها إلى عرفات (التي تخرج على الجمرة الكبرى) وهي جمرة العقبة (حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة) وهي حد لمنى وليست منها. والجمرة: اسم لمجتمع الحصى سميت بذلك: لاجتماع الناس.

(فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف) وقدره مثل حبة الباقلاء (رمى من بطن الوادي) بيان لمحل الرمي.

7- ثم انصرف إلى المنحر فنحر.

8- ثم ركب رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر): أي فأفاض إلى البيت

فطاف به طواف الإفاضة ثم صلى الظهر.

باب استحباب طواف الإفاضة يوم النحر: عن ابن عمر ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض يوم النحر. ثم رجع فصلى الظهر بمنى. قال نافع: فكان ابن عمر يفيض يوم النحر. ثم يرجع فيصلي الظهر بمنى. ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ( صحيح مسلم ).

الرمي والنحر والحلق والافاضة يوم النحر

)))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم قيل له في الذبح والحلق والرمي والتقديم والتأخير فقال ( لا حرج ).

صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: في الذبح، والحلق، والرمي، والتقديم، والتأخير، فقال "لاحرج".

رمي الجمار الثلاث والمبيت بمني ليالي ايام التسريق

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

صحيح البخارى: عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ثم يرمي الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول هكذا رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يفعله. [ ش ( الجمرة الدنيا ) الصغرى وهي أول الجمرات التي ترمى أيام التشريق وسميت الدنيا لأنها أقرب الجمرات إلى منى وأبعدها من مكة . ( يسهل ) ينزل إلى السهل من بطن الوادي حتى لا يصيبه ما يتطاير من الحصى ].

سبل السلام: وعن جابر رضي الله عنهُ قالَ: "رمى رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم الجمرةَ يَوْمَ النّحْر ضُحى وأَمّا بعد ذلك فإذا زالتِ الشمسُ". والحديث دليل على أن وقت رمي الثلاث الجمار من بعد زوال الشمس وهو قول جماهير العلماء. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا) أي الدانية إلى مسجد الخيف وهي أوّل الجمرات التي ترمى ثاني النحر (بسبع حصيات يكبّر على إثر كل حصاة ثم يتقدم ثم يسهل) أي يقصد السهل من الأرض (فيقوم فيستقبل القبلة ثم يدعو ويرفع يديه ويقوم طويلاً ثم يرمي الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال) أي يمشي إلى جهة شماله ليقف داعياً في مقام لا يصيبه الرمي (فيسهل ويقوم مستقبل القبلة ثم يدعو ويرفع يديه ويقوم طويلاً ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.).

عدد الجمرات عن كل حاج: ومجموع الحصى: سبعون حصاة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

الجمرة الجمرة في اللغة: الحصاة، والجمرة هنا موضع رمي الجمار بمنى، والجمرة واحدةُ جَمَرات المناسك، وهي ثلاث جَمَرات يُرمين بالجِمَار. ورَمْيُ الجمار ركن من أركان الحج.

والجمار ثلاث: الجمرة الأولى والوسطى، وهما قرب مسجد الخيف مما يلي مكة، والجمرة الكبرى، وتسمى جمرة العقبة، وهي في آخر منًى مما يلي مكة ويبدأ رمي الجمار من ليلة عيد الاضحى الذي يوافق اليوم العاشر من شهري ذي الحجة بعد نفرة الحجاج من مزدلفة ويستمر رمي الجمار حتى اليوم الثاني عشر للحجاج المتعجلين، والى قبل غروب اليوم الثالث عشر لغير المتعجلين.

وفي يوم العيد يتم رمي جمرة العقبة بسبع حصيات فقط حجم الحصاة الواحدة أكبر من حجم حبة الحمص واصغر من حبة البندق.. وفي باقي الايام يتم رمي الجمار الثلاث جميعاً كل جمرة بسبع حصيات اي مجموع ما يرمي واحد وعشرون حصاة.

مسائل مهمة في الجمرات: عدد الحصى ومكان لقطه: تَرمى الجمرة الواحدة بسبع حصيات، ومجموع الحصى الذي يرمي به الحاج الجمرات طوال أيام الحج سبعون حصاة. أو تسع وأربعون حصاةً لمن تعجل. حيث يجب على كل حاج أن يرمي جمرة العقبة يوم النحر بسبع حصيات، يسن له أن يلتقط الحصى من مزدلفة أو من طريقه إلى منى. أما أيام التشريق يجب عليه أن يرمي الجمرات الثلاث كل جمرة بسبع حصيات، يجوز له أن يلتقط الحصى من أي مكان من منى.

شروط الرمي:

أ- أن يكون المرمي به حصى فلا يصح أن يرمي بأسمنت أو طين أو حجر كبير أو غيره، لأنه لا يطلق عليه اسم الحصى.

ب- أن تقع الحصاة في الحوض الدائري على الجمرتين الصغرى والوسطى، أما جمرة العقبة فالحوض نصف دائرة فينتبه لذلك لأن الكثير يرميها من الخلف ولا تقع في الحوض وهذا الرمي غير صحيح, إلا إذا رماها من فوق الجسر جاز له ذلك.

ج- تفريق الرميات أي يرمي واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعاً بكف واحد، وإذا رمى السبع بكف واحد تعتبر له رمية واحدة.

د- ترتيب رمي الجمرات: يرمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس.

ووقت رمي جمرة العقبة يبتدئ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار، وإنه لا يرمي يوم النحر غيرها، أما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم ممن يشق عليهم مزاحمة الناس ومن يرافقهم كالسائق أو المحرم أو المساعد فإنهم ينصرفون من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر، فمتى ما وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها وآخر وقت لرمي جمرة العقبة ينتهي بغروب شمس ذلك اليوم.

أما وقت رمي الجمرات أيام التشريق: فيبدأ الرمي من زوال الشمس وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس لمن ليس له عذر. والأفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن قدر على ذلك ولفعله صلى الله عليه وسلم وقوله: «خذوا عني مناسككم».

جواز الرمي ليلاً أيام التشريق، فمن كان له عذر جاز له مثل الرعاة والسقاة وكبار السن وكل ضعيف والنساء عموماً لمنع اختلاطهن بالرجال وخوف التكشف. ولا يجوز التوكيل إلا لمن لا يستطيع الرمي ليلاً أو نهاراً مثل الحامل التي تخشى على ولدها أو المريضة أو لعذر نحوهما، ولا يجوز أن يتولى الرمي إلا من كان حاجاً.

سنن الرمي: أ- من السنّة للحاج عند دخوله منى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة وهي تحية منى.

ب- يستقبل جمرة العقبة حيث يجعل منى عن يمينه والكعبة عن يساره ثم يرمي ويقطع التلبية. جـ- يكبر مع كل حصاة (الله أكبر).

د- يسن أيام التشريق أن يذهب إلى الجمرات الثلاث ماشياً.

هـ- يسن أن يقف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى والتي تسمى الصغرى يجعلها على يساره بعيداً عن الزحام ويرفع يديه يدعو وكذلك بعد رمي الجمرة الوسطى يجعلها عن يمينه بعيداً عن الزحام ويطيل في دعائه، وليس هناك دعاء بعد رمي جمرة العقبة.

*******************************************************

( ادلة الاحكام ): باب السعي بين الصفا والمروة

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( اصل مشروعيته - حكم السعي بين الصفا والمروة - شروط السعي بين الصقا والمروة ))

اصل مشروعيته:

**************

سنن النسائي الكبرى: عن بن عباس قال: لما كان بين أهل إبراهيم وبين أهله ما كان خرج هو وإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة يعني فيها ماء فجعلت تشرب الماء ويدر لبنها على صبيها حتى إذا دخلوا مكة وضعها تحت دوحة ثم تولى راجعا وتتبع أم إسماعيل أثره حتى إذا بلغت كدا نادته يا إبراهيم إلى من تتركنا او إلى من تكلنا قال إلى الله عز و جل قالت رضيت بالله ثم رجعت فجعلت تشرب منها ويدر لبنها على صبيها فلما فني بلغ من الصبي العطش قال لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا فقامت على الصفا فإذا هي لا تحس أحدا فنزلت فلما حاذت بالوادي رفعت إزارها ثم سعت حتى تأتي المروة فنظرت فلم تحس أحدا ففعلت ذلك أشواطا ثم قالت لو اطلعت حتى أنظر ما فعل فإذا هو على حاله فأبت نفسها حتى رجعت لعلها تحس أحدا فصنعت ذلك حتى أتمت سبعا ثم قالت لو اطلعت حتى أنظر ما فعل فإذا هو على حاله.

وإذا هي تسمع صوتا فقالت قد سمعت فقل تجب أو يأتي منك خير او قد سمعت فأغث فإذا هو جبريل فركض بقدمه فنبع فذهبت أم إسماعيل تحفر قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم لو تركت أم إسماعيل الماء كان ظاهرا فمر ناس من جرهم فإذا هم بالطير فقالوا ما يكون هذا الطير إلا على ماء فأرسلوا رسولهم وكريهم فجاؤوا إليها فقالوا ألا نكون معك قالت بلى فسكنوا معها وتزوج إسماعيل صلى الله عليه و سلم امرأة منهم.

ثم إن إبراهيم صلى الله عليه و سلم بدا له قال إني مطلع تركتي فجاء فسأل عن إسماعيل أين هو فقالوا يصيد ولم يعرضوا عليه شيئا قال إذا جاء فقولوا له يغير عتبة بيته فجاء فأخبرته فقال أنت ذلك فانطلقي إلى أهلك ثم إن إبراهيم صلى الله عليه و سلم بدا له فقال إني مطلع تركتي فجاء أهل إسماعيل فقال أين هو قالوا ذهب يصيد وقالوا له انزل فاطعم واشرب قال وما طعامكم وشرابكم قالوا طعامنا اللحم وشرابنا الماء قال اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم.

قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم فلا تزال فيه بركة بدعوة إبراهيم صلى الله عليه و سلم ثم إن إبراهيم صلى الله عليه و سلم بدا له فقال إني مطلع تركتي فجاء فإذا إسماعيل وراء زمزم يصلح نبلا له صلى الله عليه و سلم فقال يا إسماعيل إن ربك عز و جل قد أمرني أن أبني له بيتا قال أطع ربك قال وقد أمرني أن تعينني عليه قال فجعل إسماعيل صلى الله عليه و سلم يناول إبراهيم الحجارة ويقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } فلما أن رفع البنيان وضعف الشيخ عن رفع الحجارة فقام على المقام وجعل إسماعيل يناوله الحجارة ويقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }.

حكم السعي بين الصفا والمروة

**********************

فقه السنة: اختلف العلماء في حكم السعي بين الصفا والمروة، إلى آراء ثلاثة:

(أ) فذهب ابن عمر، وجابر، وعائشة من الصحابة رضي الله عنهم، ومالك، والشافعي، وأحمد - في إحدى الروايتين عنه - إلى أن السعي ركن من أركان الحج. وبحيث لو ترك الحاج السعي بين الصفا والمروة، بطل حجه ولا يجبر بدم، ولا غيره.

(ب) وذهب ابن عباس، وأنس، وابن الزبير، وابن سيرين، ورواية عن أحمد: أنه سنة، لا يجب بتركه شئ.

استدلوا بقوله تعالى: (فلا جناح عليه أن يطوف بهما). ونفى الحرج عن فاعله: دليل على عدم وجوبه، فإن هذا رتبة المباح. وإنما تثبت سنيته بقوله: " من شعائر الله ".

(ج) وذهب أبو حنيفة، والثوري، والحسن: إلى أنه واجب، وليس بركن، لا يبطل الحج أو العمرة بتركه، وأنه إذا تركه وجب عليه دم.

ورجح صاحب المغني هذا الرأي فقال:

1 - وهو أولى، لان دليل من أوجبه، دل على مطلق الوجوب، لاعلى كونه لا يتم الواجب إلا به.

2 - وقول عائشة رضي الله عنها في ذلك معارض بقول من خالفها من الصحابة.

3 - وحديث بنت أبي تجراه، قال ابن المنذر يرويه عبد الله بن المؤمل، وقد تكلموا في حديثه. وهو يدل على أنه مكتوب، وهو الواجب.

4 - وأما الآية فإنها نزلت لما تحرج ناس من السعي في الاسلام، لما كانوا يطوفون بينهما في الجاهلية، لاجل صنمين، كانا على الصفا والمروة.

صحيح مسلم: قال: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم بالحج. وطاف بالبيت. وسعى بين الصفا والمروة. فسنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع. وعن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالحج والعمرة، أول ما يقدم، فإنه يسعى ثلاثة أطواف بالبيت. ثم يمشي أربعة ثم يصلي سجدتين. ثم يطوف بين الصفا والمروة. والسعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به: {{ عن عائشة: إني لأظن رجلا لولم يطف بين الصفا والمروة، ما ضره. قالت: لم ؟ قلت: لأن الله تعالى يقول: إن الصفا والمروة من شعائر الله [2 /البقرة/ الآية 178]. إلى آخر الآية. فقالت: ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة }}.

شرح عمدة الأحكام: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم إلى مكة واستلم الركن أول شيء، ثم خب ثلاثة أشواط من السبعة، ومشى أربعة، وركع حين قضى طوافه بالبيت عند المقام ركعتين، ثم سلم فانصرف فأتى الصفا، وطاف بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثم لم يحل من شيء حرم منه حتى قضى حجه ونحر هديه يوم النحر وأفاض وطاف بالبيت، ثم حل من كل شيء حرم منه.

وذكر ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أمر أصحابه أن يتحللوا إلا من كان معه الهدي، وذلك لأن الذي معه الهدي لا يقدر أن يتحلل حتى ينحر هديه؛ لقول الله تعالى: { وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ } [البقرة:196] يعني: محل ذبحه. فلذلك بقي على إحرامه لكونه قد ساق الهدي حتى نحر هديه يوم العيد، وأمر الذين معهم هدي أن يبقوا على إحرامهم حتى ينحروا هديهم يوم العيد، ثم يتحللوا.

أما الذين ليس معهم هدي -وهم أكثر الصحابة- فلم يسوقوا الهدي لعجزهم أو لفقرهم، فهؤلاء أمرهم بالتحلل حتى ولو كانوا مفردين ولو كانوا قارنين، أمرهم بأن يفسخوا حجهم إلى عمرة ففعلوا. وقد كرهوا ذلك، كرهوا أن يحلوا إحرامهم إلى عمرة، وقالوا: كيف نحوله إلى عمرة وقد سمينا حجاً؟! وبعضهم سمى حجاً وعمرة، فقالوا: كيف نفسخ إحرامنا ونجعله عمرة وما نوينا إلا الحج؟! فألح عليهم وشدد، وقال: افعلوا ما آمركم به، فعند ذلك تحللوا، ولم يحبسهم هدي، فطافوا بالبيت، وسعوا بين الصفا والمروة، وقصروا من رءوسهم أو حلقوا وتحللوا، وكان ذلك في اليوم الرابع أو اليوم الخامس من شهر ذي الحجة، وبقوا متحللين، فلبسوا اللباس، وتطيبوا، وأتوا النساء، فأحل لهم التقصير والتقليم والنكاح ونحو ذلك مما كان محرماً عليهم بسبب الإحرام، ثم بقوا على حلهم إلى اليوم الثامن فأحرموا بالحج. والنبي صلى الله عليه وسلم كان ممن أحرم بالحج والعمرة ، فبقي على إحرامه:

1- فلما قدم طاف وسعى، وأنه بدأ بالطواف ورمل فيه، وبذلك أصبح الرمل سنة في الثلاثة الأشواط الأولى من طواف القدوم، أو أول طواف يطوفه الحاج، وهو أن يسرع في المشي مع مقاربة الخطى، يقول ابن عمر: ( فخب ثلاثاً ومشى أربعاً ) .

2- وبعدما طاف صلى ركعتين خلف المقام، وهي سنة الطواف، وبعدها أتى إلى الصفا، وطاف بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثم بقي على إحرامه حتى كمل حجه.

صحيح البخارى: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا طاف الطواف الأول خب ثلاثا ومشى أربعا وكان يسعى بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة .

صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت الطواف الأول، خب ثلاثا ومشى أربعا. وكان يسعى ببطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالحج والعمرة، أول ما يقدم، فإنه يسعى ثلاثة أطواف بالبيت. ثم يمشي أربعة ثم يصلي سجدتين. ثم يطوف بين الصفا والمروة. وأن عبدالله بن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه سلم حين يقدم مكة، إذا استلم الركن الأسود، أول ما يطوف حين يقدم، يخب ثلاثة أطاف من السبع. وعن ابن عمر رضي الله عنهما. قال: رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجر إلى الحجر ثلاثا. ومشى أربعا.

شرح النووي على مسلم: قوله ( خب ) هو الرمل والخبب بمعنى واحد وهو اسراع المشى مع تقارب الخطا ولا يثب وثبا والرمل مستحب في الطوفات الثلاث الأول من السبع ولا يسن ذلك الا في طواف العمرة وفي طواف واحد في الحج. اذا طاف للقدوم وفي نيته أنه يسعى بعده استحب الرمل فيه وإن لم يكن هذا في نيته لم يرمل فيه بل يرمل في طواف الإفاضة.

شروط السعي بين الصقا والمروة

***********************

فقه السنة: يشترط لصحة السعي أمور:

1 - أن يكون بعد طواف. 2 - وأن يكون سبعة أشواط. 3 - وأن يبدأ بالصفا ويختم بالمروة.

4 - وأن يكون السعي في المسعى، وهو الطريق الممتد بين الصفا والمروة. لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، مع قوله: " خذوا عني مناسككم ". فلو سعى قبل الطواف، أو بدأ بالمروة وختم بالصفا، أو سعى في غير المسعى، بطل سعيه.

5- ذهب أكثر أهل العلم: إلى أنه لا تشترط الطهارة للسعي بين الصفا والمروة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة حين حاضت: " فاقضي ما يقضي الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي ". وقالت عائشة وأم سلمة: إذا طافت المرأة بالبيت وصلت ركعتين، ثم حاضت، فلتطف بالصفا والمروة. وإن كان المستحب أن يكون المرء على طهارة في جميع مناسكه فإن الطهارة أمر مرغوب شرعا.

*********************************************************

( ادلة الاحكام ): باب انواع الطواف

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

(( شروط الطواف - سنن الطواف - صلاة ركعتين بعد الطواف ))

أنواع الطواف: (1) طواف القدوم. (2) وطواف الافاضة. (3) وطواف الوداع. (4) وطواف التطوع. وينبغي للحاج أن يغتنم فرصة وجوده بمكة ويكثر من طواف التطوع، والصلاة في المسجد الحرام.

شروط الطواف :

*****************

1 - الطهارة من الحدث الاصغر والاكبر والنجاسة

صحيح مسلم: عن عائشة رضي الله عنها. قالت: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نرى إلا الحج. حتى إذا كنا بسرف، أو قريبا منها، حضت. فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي. فقال "أنفست" (يعني الحيضة قالت) قلت: نعم. قال: "إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم. فافضي ما يقضي الحاج. غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي".

شرح النووي على مسلم: ( فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي ) معنى اقضي إفعلي . فاصنعي: وفي هذا دليل على أن الحائض والنفساء والمحدث والجنب يصح منهم جميع أفعال الحج وأقواله وهيأته الا الطواف وركعتيه فيصح الوقوف بعرفات وغيره.

2- ستر العورة:

صحيح البخارى: أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. فتح الباري - ابن حجر: ولا يطوف بالبيت عريان: إن الطواف إذا منع فيه التعري فالصلاة أولى إذ يشترط فيها ما يشترط في الطواف وزيادة وقد ذهب الجمهور إلى إن ستر العورة من شروط الصلاة.

3 - أن يكون سبعة أشواط كاملة.

عون المعبود: ( أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أي توجه من المدينة ( إلى الحجر ) أي الأسود ( فاستلمه ) أي باللمس والتقبيل ( ثم طاف بالبيت ) سبعة أشواط ( ثم أتى الصفا ) بعد ركعتي الطواف ( فعلاه ) أي صعده ( حيث ينظر إلى البيت ). فلو ترك خطوة واحدة، في أي شوط، لا يحسب طوافه. فإن شك بنى على الاقل، حتى يتقن السبع. وإن شك بعد الفراغ من الطواف فلا يلزمه شئ.

شرح عمدة الأحكام: فالطواف بالبيت سبعة أشواط، فأمرهم أن يرملوا في الثلاثة الأول، أي: يسرعون فالرمل هو إسراع المشي مع مقاربة الخطا، وهز المنكبين، وهو دليل على الجلد ودليل على القوة ودليل على النشاط، والمشركون كانوا ينظرون إليهم من عند جبل قعيقعان الذي هو في شمال البيت، وكان في المكان الذي يعرف الآن بالشامية أو ما جاورها، كانوا جلوساً في ذلك المكان المرتفع ينظرون إلى الصحابة وهم يطوفون، فكانوا في مكان مرتفع، والبيوت التي بينهم وبين الكعبة منخفضة لا تحول بينهم وبين النظر إليهم، فلما رأوهم يطوفون وهم يرملون ذلك الرمل، ويسرعون ذلك الإسراع هابوهم، وقالوا: كيف تقولون: إن الحمى قد وهنتهم؟! ما هم إلا كالغزلان. أي: في سرعتهم وفي قوتهم، فكان ذلك مضعفاً لما في قلوبهم من احتقار الصحابة واحتقار المسلمين، وموقعاً في قلوبهم هيبة الإسلام وهيبة المسلمين وتخوفيهم من سطوتهم. وإذا كانوا بين الركنين مشوا؛ لأنهم في ذلك المكان يستخفون عن المشركين الذين هم في جهة الشمال، فيمشون بين الركنين اليمانيين، فإذا برزوا للمشركين بعدما يتجاوزون الحجر بدءوا في الرمل، وهكذا حتى تموا ثلاثة أشواط وهم يسرعون، ولم يمنعه أن يرملوا الأشواط السبعة إلا الإبقاء عليهم، أي: إلا الرفق بهم وترك المشقة؛ لأنهم لو استمروا السبعة الأشواط كلها في رمل لشق ذلك عليهم مع ما فيهم من كبر السن ومن جهد السفر ونحو ذلك.

4 - أن يبدأ الطواف من الحجر الاسود، وينتهي إليه. وأن يكون البيت عن يسار الطائف.

نيل الأوطار: يستحب أن يكون ابتداء الطواف من الحجر الأسود فرض . قوله " ثم مشى على يمينه " استدل به على مشروعية مشى الطوائف بعد استلام الحجر على يمينه جاعلا البيت على يساره .

عن جابر ثم مشى عن يمينه فرمل ثلاثا ومشى أربعا ولما في رواية الصحيحين سعى ثلاثة اطواف ومشى أربعة وهو المذهب عندنا ويمكن ان يكون المراد بالمشي من الركن قلة الرمل والهرولة بنسبة السابق بسبب الزحمة بين الركنين كما هو المشاهد في زماننا (شرح سنن ابن ماجه ).

5 - أن يكون الطواف خارج البيت. فلو طاف في الحجر لا يصح طوافه، فإن الحجر (4)، والشاذ روان (5) من البيت.

6 - موالاة السعي: ولا يضر التفريق اليسير، لغير عذر، ولا التفريق الكثير، لعذر.

وعن حميد بن زيد قال: رأيت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، طاف بالبيت ثلاثة أطواف أو أربعة، ثم جلس يستريح، وغلام له يروح عليه، فقام فبنى على ما مضى من طوافه. وعن جميل بن زيد قال رأيت بن عمر طاف بالبيت فأقيمت الصلاة فصلى مع القوم ثم قام فبنى على ما مضى من طوافه (فتح الباري - ابن حجر ).

سنن الطواف: للطواف سنن نذكرها فيما يلي:

*******************************

1 - استقبال الحجر الاسود، عند بدء الطواف مع التكبير والتهليل، ورفع اليدين: كرفعهما في الصلاة، واستلامه بهما بوضعهما عليه، وتقبيله بدون صوت، ووضع الخد عليه، إن أمكن ذلك، وإلا مسه بيده وقبلها أو مسه بشئ معه وقبله، أو أشار إليه بعصا ونحوها. قبّل عمر بن الخطاب الحجر. ثم قال: أم والله لقد علمت أنك حجر. ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك ( صحيح مسلم ).

2 - الرمل فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر الاسود إلى الحجر الاسود ثلاثا، ومشى أربعا. عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ؛ أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إليه. ثلاثة أطواف (صحيح مسلم ).3 - استلام الركن اليماني: لقول ابن عمر رضي الله عنهما: لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يمس من الاركان إلا اليمانيين.

صلاة ركعتين بعد الطواف

*********************

سنن الترمذي: عن جابر : أن النبي صلى الله عليه و سلم حين قدم مكة طاف بالبيت سبعا فقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فصلى خلف المقام ثم أتى الحجر فاستلمه ثم قال نبدأ بما بدأالله به فبدأ بالصفا وقرأ إن الصفا والمروة من شعائر الله.

معرفة السنن والآثار للبيهقي: {{ عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « لما فرغ من الطواف بالبيت قال : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، فصلى خلف المقام ركعتين. قرأ فيهما بالتوحيد : قل يا أيها الكافرون ، و قل هو الله أحد ».}}.

 تم بحمد الله تعالي كتاب الحج

الاثنين 15 ابريل 2013م الموافق 5 جمادي الثاني 1434 هجرية

صبحي محمود عميره 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقارنة بين ئالإسلام والنصرانية واليهودية والاختيار بينهم{Comparison between .. Islam, Christianity and Judaism /and choose between them}

Comparison between .. Islam, Christianity and Judaism /and choose between them  المقارنة بين .. الإسلام والنصرانية واليهودية .. والاختيار ...